Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00ضَ
اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه لم يترك خيرا الا دلنا عليه ولا شرا الا حذرنا منه - 00:00:21ضَ
حتى تركنا على محجة بيضاء طريق واضح جلي لا زلل فيه ولا خفاء من استمسك به هدي ومن حادى عنه ضل وعمي فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين - 00:00:39ضَ
اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى وقوموا بما امركم الله تعالى به في حقه من توحيده من تعظيمه من محبته من اجلاله من السعي اليه بكل ما تستطيعون - 00:01:05ضَ
من طلب رضوانه فان خير ما يستعمل به الانسان نفسه ان يشتغل بما يرضي ربه جل في علاه وان الله تعالى فرض عليكم فرائض لتسعدكم في دنياكم ولتحفظكم من اهوال يوم معادكم - 00:01:25ضَ
احرصوا على القيام بها على الوجه الذي يرظى به عنكم فان كل طاعة تقربكم اليه كما ان كل معصية تباعدكم منه فكل قربة كل طاعة ظاهرة او باطنة فيما بينك وبين الله عز وجل او فيما بينك وبين الخلق - 00:01:47ضَ
من اداء الحقوق والاحسان اليهم كل ذلك يقربك الى مولاك واعلم ان من اعظم ما تتقرب به الى الله عز وجل ان تؤدي الحق الذي فرضه عليك في حقه وفي حق عباده - 00:02:09ضَ
فاحب ما تقرب به العبد الى الله اداء الواجبات والفرائض جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه - 00:02:26ضَ
ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فالمرتبة الاولى هي ان تقوم بما فرض الله تعالى عليك والمرتبة الثانية هي ان تقوم بالاستكثار من الصالحات والتطوعات والمستحبات فتلك الطريق - 00:02:46ضَ
هي التي يدرك بها الانسان رضا الله جل وعلا بها يدرك فوز الاخرة ونجاة الدنيا ايها المؤمنون عباد الله ان مما يدرك به الانسان رضا الله مما فرضه عليه ان يشتغل في وقاية نفسه - 00:03:07ضَ
من كل ما يقربه الى النار ومن كل ما يباعده عن طريق الهداية وهذه مسؤولية انعطها الله تعالى بكل واحد منا فكل واحد منا مكلف ان يقي نفسه النار قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا - 00:03:27ضَ
قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ان الله امرنا بان نشتغل وان نعمل في وقاية انفسنا من عذابه ومن سخطه ومما اعده للعصاة من النار ذاك لا يكون الا بطاعته والاقبال عليه - 00:03:47ضَ
انك مسؤول عن نفسك ستحاسب على الدقيق والجليل الصغير والكبير السر والاعلان فاحذر ان يرى الله تعالى منك ما لا يرضى فان الله تعالى اخرج ادم عليه السلام من الجنة بمعصية - 00:04:08ضَ
فلا تستهتر ولا تستخف بالذنب مهما دق وصغر فان الذنوب اذا اجتمعن على صاحبها اهلكنا جاء في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم ومحقرات الذنوب - 00:04:27ضَ
اي الذنوب التي تحتقر لا يراها الانسان شيئا يقول هذي مي بظارة انت وهذه لن تؤثر علي وهذه لن تبعدني عن طريق الاستقامة وهذه لن تغضب الله علي اياكم ومحقرات الذنوب فانهن يجتمعن على الرجل هكذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:49ضَ
يجتمعن على الرجل فيهلكنه ثم ضرب مثلا يوضح كيف يقع الهلاك بصغائر الذنب ومحقر الخطايا. فقال صلى الله عليه وسلم كقوم نزلوا واديا فطلبوا حطبا فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود - 00:05:10ضَ
حتى اجتمع لهم ما اجتمع من اعواد فاظرموا فيها النار فانظجوا طعامهم هكذا يقع الهلاك بالذنب تلو الذنب والصغير تلو الصغير وان المؤمن مطالب بان يقي نفسه الصغير والكبير. قال الله تعالى وذروا ظاهر الاثم وباطنه - 00:05:30ضَ
فامرنا الله تعالى بتوقي ظاهر الاثم وهو ما يقع عليه اعين الناس او اسماعهم او علمهم وباطنه وهو ما يكون بينك وبينه جل في علاه فاحذر واجتهد في اجتناب ذلك. وكل ابن ادم خطاء - 00:05:53ضَ
لكن الخطائين يختلفون في افاقتهم قال صلى الله عليه وسلم وخير الخطائين التوابون ان النبي اقر بالخطأ ولا تقف عند هذا لان من الناس من يبرر لنفسه الخطأ بان كل ابن ادم خطاء. لكنه يغفل عن توجيه نبوي - 00:06:12ضَ
المهم وهو ان خير الخطائين التوابون. فكن توابا والتواب ولم يقل التائبين بل قال التوابون لكثرة بتوبتهم ومعاودة التوبة بين فترة واخرى فهم لا يستغنون عنها هي العبادة التي لا ينفك عنها الانسان في - 00:06:34ضَ
في حين من من الاحيان ولا في حال من الاحوال هي عبادة العمر. فما احوجنا الى كثرة التوبة والاستغفار لا تقل لن تضرني تلك المعاصي انني اذنبت ولم ارى لها اثرا. فما من معصية الا ولا بد ان تترك اثرا. لكن عندما تنطمس البصيرة - 00:06:54ضَ
ويعمى القلب ما لجرح بميت ايلام. تتوالى على الانسان الخطايا حتى يسود قلبه وهو في غفلة. عند ذلك لن يتمكن من اليقظة سيكون هناك عوائق تعيقه عن معاودة المسير الى الله واصلاح الطريق في العودة اليه جل وعلا - 00:07:17ضَ
فاكثر من التوبة والاستغفار. محمد بن عبدالله اطيب الناس قلبا واقربهم الى ربه عبادة وطاعة. واتقاهم لله واقومهم بامره اتدري كم كان يستغفر؟ انه يحسب له في المجلس الواحد كمجلسنا هذا - 00:07:39ضَ
اكثر من سبعين استغفارا. رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الرحيم. هذا حال من حط الله خطاياه. وخفف عنه الذنوب ورفع درجته واماط عنه كل اذى يستغفر في المجلس الواحد اكثر من سبعين استغفارا. وجاء في الصحيح من حديث علي ابن ابي - 00:07:58ضَ
طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان من اخر ما يقول في صلاته بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله صغيره وكبيره علانيته وسره انه يسأل الله باستفاضة - 00:08:19ضَ
طالبا مغفرة الذنوب والخطايا ليشملها كلها دقيقها وجليلها. تفقد نفسك من صباح هذا اليوم الى الان كم هي خطاياك ولا تكن غافلا عن خطايا لا يراها الناس لكن يعلمها رب العالمين. كم في قلبك من الكبر - 00:08:37ضَ
كم في قلبك من الحقد؟ كم في قلبك من الحسد؟ كم في قلبك من العجب ورؤية فضلك على الناس؟ كم في قلبك وكم في قلبك بعظ الناس يقصر المعصية على صورة يقول انا ما ازني. انا ما اسرق انا ما اعق والدي. ويغفل عن ان هذه المعاصي - 00:08:57ضَ
ليست هي كل المعاصي هناك معاص اخرى قد تفضي بك الى الهلاك وقد توقعك في شر المآل وسوء الحال فاتق الله في السر والعلن وذر قهر الاثم وباطنه واجتهد في التخفف من المعاصي والسيئات ما استطعت - 00:09:17ضَ
واكثر من التوبة والاستغفار واتبع السيئة الحسنة الحسنة تمحها فان الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين احمده حق حمده - 00:09:38ضَ
لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:10:14ضَ
اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية بطاعته اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية بالقيام بما امركم به اجعلوا بينكم وبين الله وقاية بترك ما نهاكم عنه - 00:10:33ضَ
فان ذلك يحقق لكم سعادة عاجلة وفوزا اجلا فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ان للمتقين اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وحزبك المفلحين واوليائك الصالحين يا رب العالمين - 00:10:52ضَ
ايها المؤمنون اننا بحاجة الى من يذكرنا الى من يعظنا الى من يوقظنا من غفلتنا فان كثيرا من الناس استحكمت عليهم الغفلة لا وذاك بسبب ما وقعوا فيه من اقبال على الدنيا وانصراف عن الاخرة. لذلك ينبغي للمؤمن ان يعالج نفسه وان - 00:11:09ضَ
انظر في اصلاح مسيره الى ربه. كل نفس بما كسبت رهينة. لا تغتر بكثرة المخطئين. لا تغتر بكثرة الغافلين. لا اغتر بكثرة المعرضين فان الله لن يحاسبك مع المجموع بل سيحاسبك منفردا ويسألك عن امره ونهيه - 00:11:30ضَ
ماذا صنعت في كذا؟ ماذا فعلت في كذا؟ لماذا عصيت في كذا؟ فان الله تعالى قد اخبرنا في كتابه ان كل واحد منا محبوس على عمله كل نفس بما كسبت رهينة يعني محبوسة. كل نفس بكسبها وعملها محبوسة. عملك اما ان يفكك - 00:11:50ضَ
واما ان يقيدك فان كان صالحا فكك عن عذابه واعتقك من عقابه وان كان غير ذلك فلا تلومن الا نفسك اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا قوموا بما امركم الله تعالى به من اصلاح انفسكم - 00:12:12ضَ
واوصوا اهليكم بكل خير. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته لن تنجو اذا قصرت في حق اهلك وفي حق من ولاك الله تعالى عليهم. ولا يلزم ان يكون هذا التوجيه للاب حتى يقول غير الاباء نحن لسنا - 00:12:33ضَ
لسنا مخاطبين هذا الخطاب لكل مؤمن من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه قوا انفسكم واهليكم نارا واهليكم بوصيتهم ونصيحتهم. الاب الام الاخ الاخت - 00:12:48ضَ
الصغير الكبير كلنا مأمورون بان نأتمر بالمعروف وان وان نتناهى عن المنكر ما استطعنا الى ذلك سبيلا ان الذنوب تحجب عن الناس الخير تحجب عنك الخير تحجب عنك اول ما تحجب - 00:13:05ضَ
طمأنينة الفؤاد وانشراح الصدر. فاكثر من الاستغفار ليزول ذلك. ثم يترتب على هذه الذنوب من البلايا والشرور في الارض والسماء ما ذكره رب ربنا جل في علاه حيث قال ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم - 00:13:21ضَ
بعض الذي عملوا اي ليرى الناس ثمرة شيء من اعمالهم وتقصيرهم لماذا؟ لعلهم يرجعون اي لاجل ان تحصل منهم افاقة. فاذا توالت علينا النذر ولم نرى من انفسنا رجعة عند ذلك تستحكم على قلوب الناس الغفلة - 00:13:41ضَ
فلا ينفع فيهم وعظ ولا ينفع فيهم تذكير حتى تحل بهم العقوبات. وتنزل بهم النقمات وعند ذلك لا يلومن الانسان الا نفسه الله تعالى يؤدب عباده بما يجريه عليهم في الخاص والعام - 00:14:03ضَ
فيمنع منهم ما يحبون ويوقع بهم ما يكرهون ليفيقوا ويعودوا فلتكن المصائب وحرمان النعم سببا للافاقة فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. والتحريم هنا منه ما هو تحريم قدري - 00:14:20ضَ
ان يقضي الله بمنع الناس شيئا مما يحبونه بسبب ظلمهم كما فعل في بني اسرائيل فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم هذا التحريم يحتمل انه تحريم شرعي ويحتمل انه تحريم قدري بان يمنع الله تعالى شيئا من انعامه والطيبات على عباده - 00:14:39ضَ
بسبب ذنوبهم وان اعظم ما تستدفع به النقمات وتزول به البلايا والمصيبات الخاصة والعامة العودة الى رب الارض والسماوات بالاستغفار والتوبة فتوبوا الى الله وامنوا منه خيرا والتوبة باختصار ندم على ما مضى من اساءة - 00:15:02ضَ
واقلاع عن الخطأ الحاضر وعزم على الرشد والصلاح في المستقبل. هذا هو ما امرنا الله تعالى به في قوله يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا اللهم الهمنا رشدنا - 00:15:25ضَ
وقنا شر انفسنا اسلك بنا سبيل الرشاد يا رب العالمين اجعلنا من عبادك واوليائك وحزبك واصرف عنا السوء والفحشاء يا الله. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى. اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها. اللهم انا نسألك - 00:15:44ضَ
من فضلك ايمانا صادقا وعملا صالحا ورشدا في الظاهر والباطن يا رب العالمين اللهم عاملنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا حي يا قيوم. اللهم صلي على محمد وعلى ال - 00:16:00ضَ
محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:16:17ضَ