Baheth

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي عليه وعلى اله ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون - 00:00:21ضَ

اتقوا الله تعالى حق التقوى فتقواه تجلب السعادة وتدفع البلايا والنقم والمصائب ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجر تقواه جل في علاه - 00:00:41ضَ

ان تمتثل امره بطاعته فيما امر وان تنتهي عن كل ما نهاك عنه مما حذرك منه وزجر ايها المؤمنون تقوى الله اول من يجني ثمارها ويحصل فوائدها هو المتقي نفسه - 00:01:04ضَ

فان المتقي يعيش في سعادة وطمأنينة وفسحة وسرور وبهجة وانشراح لا يجدها غيره فان تقوى الله تعالى بها تنشرح الصدور وتتيسر الامور ويدرك المرء سعادة الدنيا وفوز الاخرة ايها المؤمنون - 00:01:24ضَ

ان كل ما امر الله تعالى به هو لاسعادنا وكلما نهانا عنه هو لدفع الشقاء عنا فما من شيء امرنا الله به الا والمصلحة عائدة فيه الينا وما من شيء نهانا الله تعالى عنه - 00:01:49ضَ

الا وشره وضرره عائد الينا ولذلك من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وان الشريعة جاءت لحفظ العقول والامر بصيانتها وتأكيد اهمية كل ما ينميها والبعد عن كل ما ينقصها - 00:02:07ضَ

او يؤثر عليها خلقنا الله في احسن تقويم ومنحنا القدرات في اذهاننا وعقولنا وفي ابداننا وقوانا وان ذلك كله لتحقيق غاية عظمى وهي تحقيق العبودية لله لنسعى في سعادة انفسنا وعمارة هذه الارض على الوجه الذي يرضاه - 00:02:34ضَ

لذلك حرم الله تعالى المحرمات التي تعيق عن تحقيق هذا الغرض وتصد عن اقامة هذا الهدف وهو عبادته وعمارة الارض بالصالحات والخيرات ايها المؤمنون كرم الله تعالى بني ادم فقال ولقد كرمنا بني ادم - 00:02:59ضَ

وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ان من اعظم ما اكرم الله تعالى به الانسان العقل الذي يدرك به مصالح الامور ومنافعها ويتوقع الشرور والاضرار ويجتنبها - 00:03:21ضَ

العقل نعمة عظمى به يحصل التكليف به يدرك سعادة الاخرة والاولى. لذلك كانت الشريعة في غاية الحزم والبيان والايضاح في خطورة كل ما يؤثر على العقل وينقصه او يظعفه او يزيله - 00:03:43ضَ

ولهذا تواردت النصوص في النهي عن كل ما يؤثر على العقول او يذهبها او يظعفها. يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون - 00:04:05ضَ

انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ويقول جل في علاه يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما - 00:04:23ضَ

وكلا هذين الخمر والميسر بهما تفسد العقول وهما اصل فساد الدنيا بالخمور تفسد العقول وبالميسر تفسد الاموال وكلاهما يغيب العقل ويعثر الانسان عن تحقيق العبودية لله عز وجل. ويمنعه من القيام - 00:04:43ضَ

بعمارة الارض على الوجه الذي يتحقق به الصلاح الخمر والميسر فساد في الارض ولذلك شددت النصوص وحذرت من الخمر ومن الميسر تحذيرا بينا فاصل ما يحرم في العقول جاء بتحريم الخمر واصل ما يحرم - 00:05:06ضَ

في الاموال جاء في تحريم الميسر فاتقوا الله ايها المؤمنون واجتنبوا هذه الامور فانها مفسدة لكم قبل ان تكون مفسدة لغيركم ان الخمر والميسر بهما تفسد القلوب وتتعطل العقول عن مصالحها ويصيب الناس من الفساد في معاشهم - 00:05:29ضَ

ما ينعكس على معادهم فيتعثرون في سيرهم الى الله عز وجل ان من اعظم ما استحدثه الناس فيما يتعلق بفساد العقول ما يتصل بالمخدرات تلك البلية الكبرى التي بلي بها الناس - 00:05:53ضَ

مسلمهم وكافرهم وانها سوق رائجة للصد عن سبيل الله وفساد حال الناس في دينهم وفي دنياهم ولذلك التحذير من المخدرات امر من الظرورات اذ انه ينقذ الناس ويبصرهم بما يقبلون عليه من المفاسد والشرور - 00:06:14ضَ

فالمجتمع الذي تسود فيه المخدرات مجتمع متفكك مجتمع متعثر مجتمع لا خير فيه لا في دين ولا في دنيا فبقدر انتشار المخدر في بلد بقدر ما تنتشر الجريمة والفساد والشر - 00:06:39ضَ

والتعثر في امر الدين والدنيا ان الشريعة لم تنه عن المخدرات والخمور لانها ملذات يستلذ بها الناس لا انها حذرت منهما ونهت عنهما لما يترتب عليهما من فساد الدنيا والدين - 00:06:57ضَ

ليس فقط فساد الدين بل فساد الدنيا والدين ذاك ان الله كما ذكرت لم ينهنا عن شيء الا لان ضار بنا سواء تبين لنا هذا من اول الامر او لم يتبين. وان المشاهد لاحوال من بلي بالمخدرات - 00:07:15ضَ

يرى حكمة الشريعة في التحذير منها والنهي عنها. انها تفسد العقل وتفسد الشخص وتهدم الصحة وتفسد العلاقات وتوقع الانسان في الرذيلة وتخرجه عن الحال السوية لا فرق في ذلك بين المتعاطي مسلما كان او كافرا. الا ان المسلم - 00:07:36ضَ

عليه من الواجبات والحقوق ما يتعثر تعثرا كليا بسبب هذه البلية العظيمة التي هي فساد الدين والدنيا ان المخدرات بانواعها شر عظيم لا شك في تحريمها ولذلك توافرت النصوص والادلة - 00:08:00ضَ

على تحريم كل ما يفسد العقل. وقد جاء ذلك في نص بين. كل مسكر حرام. هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في في كلمة معجزة لتشمل كل ما يغطي العقل ويغيبه سواء كان ذلك في الخمور - 00:08:20ضَ

المعروفة في زمانه او كان ذلك فيما يجد في حياة الناس مما تغيب به العقول ولقائل ان يقول هل المخدرات تأخذ حكم الخمر؟ المخدرات اشد ظررا من الخمر. واعظم خطرا واثرا على حياة البشرية والناس - 00:08:40ضَ

من الخمر فتحريمها من باب اولى واشد. واذا جاءت الشريعة بالنص على عمل معين محرم. فانما كان اشد منه كونوا اشد تحريما. الله تعالى يقول وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما - 00:08:58ضَ

فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما. فقال نهى الله تعالى عن قول اف للوالد فما بالكم بضرب الوالد؟ ما بالكم بلعنه لم ينهى الله تعالى عنه بالنص في الاية لكنه منهي عنه لانه اشد مما جاء به النص - 00:09:18ضَ

والمخدرات اعظم تحريما من الخمر واشد خطرا من الخمر ذاك لان ظررها اعظم وخطرها اكبر وشرها اوسع اكثر لذلك ينبغي لنا ان نعرف ان البلاء بالمخدر بلاء عظيم ولا يهونه ان يكون تأثيره لا يبدو سريعا - 00:09:37ضَ

كما هو الحال في من يتعاطون الحشيش ويقولون انه لا يؤثر. نشرب الحشيش ونخرج الى اعمالنا ونلتقي بالناس ولا يبدو علينا لذلك هذا كذب وزور فان التدخين مفتاح لكل الشرور ولذلك نهى عنه الشارع. فكيف اذا اضاف اليه مواد - 00:09:58ضَ

تؤثر على العقل وان تزيين هذه الامور وتخفيفها او تهوينها شر عظيم ينبغي ان ان نحذر منه وان نحذر. فان تهوين الشر يقود الى ما هو اعظم. ويقود الى ما بعد ذلك مما هو - 00:10:18ضَ

اكثر خطرا وضررا. ان المخدرات لا تختلف في ضررها من حيث نهاياتها. وان اختلفت في بداياتها. فقد تكون البداية مختلفة لكن النهايات في كل تلك السور واحدة انه نقص في الدين وبعد عن الحق والهدى وفساد في الدنيا - 00:10:35ضَ

وتلف للبدن وضياع للحقوق وتفكك للاسر وشر في المجتمعات. وان المخدرات لا تقتصر على صورة بل هي متجددة متلونة متنوعة وحقنا ان نحذر منها جميعا ومن لم يسمع فليسمع عن المخدرات الالكترونية التي - 00:10:55ضَ

اتى عن طريق الاجهزة الذكية او الاجهزة الكمبيوترية سواء كانت الحاسبات او غيرها. فان فان المخدرات الالكترونية لا تختلف في الاثر عن المخدرات التقليدية الطبيعية من الكوكايين والمراوانا من الاسماء القبيحة التي - 00:11:15ضَ

تتضمن فساد الدين والدنيا. ان هذا خطر لا يتهدد فئة من الناس. انه يتهدد كل بيت من بيوتنا تهددوا ابناءنا وانفسنا واهلينا وبناتنا فلنحذر ولنكن على وعي ولنبصر ابناءنا بخطورة الامر وان السيجارة - 00:11:38ضَ

تقود الى ما هو اخطر منها والحبة تقود الى شر اعظم منها فلنكن على حذر ووعي فان لم نحذر لا سيما ونحن هذا الكم الكبير من المخدرات التي تظبط في الحدود من قبل رجال الامن المختصين. جزاهم الله خيرا بين فترة واخرى اطنان من المخدرات وهذا الذي - 00:11:58ضَ

يظبط وما يتهرب لا نعلم عن قدره. فينبغي علينا ان نحذر وان نعلم اننا مستهدفون. الاستهداف لا يلزم لاجل فساد الدين قد يكون استهداف البعض لاجل الكسب الحرام والثروات التي يجنونها من خلال هذه التجارات الكاسدة البعيرة في الدنيا - 00:12:22ضَ

الاخرة فلنحذر ولنحذر اللهم احفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا قنا شر ما ظهر وما بطن من الفتن والشرور والفساد. اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم - 00:12:42ضَ

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:13:05ضَ

اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى حق التقوى واعلموا ان عصام الانسان من الفساد والشر في الدين ان يكون على تقوى وايمان فان الايمان التقوى من اعظم ما يحجب عن الانسان الشرور ويدله الى الخير ويحفظه من - 00:13:26ضَ

المزلات والمظلات الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون فاتقوا الله ايها المؤمنون واحفظوا انفسكم واهليكم كما امركم الله تعالى بقوله يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. وان وقاية النفس والاهل مسؤولية - 00:13:45ضَ

عظمى يجب على المؤمن ان يطلع بها. وان وان يراعيها فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. تفقد اولادك من صغرهم في صلاتهم في استقامتهم في صحبتهم فيما يشاهدون في من يخالطون فيما يسمعون واياك والغفلة - 00:14:08ضَ

للبعد عنهم باي نوع من المبررات. ابناؤنا وبناتنا امانة في اعناقنا. فلنحفظهم ولنعتني بهم ولنقوم بحقهم من الرعاية والصيانة فان الشرور التي التي تترصد لهم والاخطار التي تتخطفهم تنوعت وهي ليست - 00:14:28ضَ

اذا تلعنهم انها بين ايديهم وبجوارهم وفي مدارسهم وفي شوارعهم وفي مجالسهم مع اصحابهم فلنكن على حذر ولنكن على وعي ولنقترب منهم فان القرب منهم سبب لحل اشكالات كثيرة. افتح بينك وبين اولادك ابواب النقاش - 00:14:48ضَ

وان اكانوا ذكورا ام اناثا؟ افتح بينك وبينهم ابواب الود واقم جسور المحبة. فان ذلك يقطع الطريق على المتربصين ان اكثر الحوادث التي يتورط الناس فيها في المخدرات اما ان تكون عن ضعف ايمان - 00:15:08ضَ

وهذا تقصير قد يكون بسبب تقصير الوالدين في رعاية اولادهما. واما ان يكون عن صحبة سيئة تزين الشر تدعو اليه والصحبة السيئة لا يلزم ان تكون ممتدة قد يكون لقيه في في - 00:15:24ضَ

في طريق في جلسة فاحرص على صحبة اولادك ذكورا واناثا فان الصحبة مؤثرة. قد يكون هذا بسبب ظغوط يمارسها الاهل على الابناء والبنات تكون سببا لدفعهم الى مثل هذه اللوثات ومثل هذه المخارج التي يخيل اليهم انهم بها يخرجون عن ظيق - 00:15:41ضَ

الاسرة وشرها الى سعة السعادة والبهجة. قد يكون ذلك بسبب السفر لا سيما مع هذا الانفتاح العظيم على السفر ارجى البلاد والى مواطن الفتنة فلنكن على حذر من كل هذا وانه - 00:16:04ضَ

لا من تضييع الامانة ان تترك لاولادك الحبل على الغارب ثم لا ترعى حق الله فيهم. فاتق الله فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وهذه وصية لكل من له ولاية سواء كان ابا او كان اخا او كان اما او كان او كانت اختا فكلكم راع وكلكم مسؤول - 00:16:21ضَ

مسؤول عن رعيته ان الواجب علينا ان نشيع الامر بالمعروف والتناهي عن المنكر. وان نحذر ابنائنا وبناتنا بوضوح من الاخطار التي تتهددنا والا يكون في ذلك مواربة ما تستحي ان تخبرهم به او تخاف ان يصلهم من الاخطار انهم - 00:16:41ضَ

قد يكونون في كثير من الاحوال على دراية به وعلم. لكنهم لا يعرفون عواقبه ولم يسمعوا منك كلمة واحدة في التحذير منها فكن على وعي وفطنة فيما يجب عليك من رعاية اولادك واصبر واحتسب كما امرك الله تعالى بقوله وامر اهلك - 00:17:01ضَ

صلاة واصطبر عليها. وليس هذا خاصا بالصلاة. هذا عنوان لرعاية الاولاد. الصلاة اصل صلاحهم. فامر بها لانها العنوان الذي به تصلح الاحوال. والمفتاح الذي تستقيم به الامور وهو امر لك بان تأمرهم بكل خير من الصلاة والزكاة والصوم والصحبة الصالحة وان تحذرهم من كل شر مما - 00:17:21ضَ

موقعهم في الاضرار والمفاسد واصطبر عليها فالمسألة تحتاج الى مجاهدة وصبر اللهم اعنا ولا تعن علينا. اللهم انصرنا على من بغى علينا. اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين شاكرين راغبين راهبين اواهين منيبين. اللهم اعنا على اداء الامانة والقيام بها. اللهم احفظنا وابنائنا وبناتنا من كل سوء - 00:17:47ضَ

اللهم اقم مجتمعنا شر المخدرات يا رب العالمين وشر الاشرار والمفسدين انك على كل شيء قدير. اللهم انا نسألك العون لكل من جاهد في سبيلك لاعلاء كلمتك وصيانة مجتمعنا من الفساد والشر يا رب العالمين. اللهم اعنهم وسددهم واجزل لهم العطاء والمثوبة يا رب العالمين - 00:18:10ضَ

اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:18:30ضَ