خطب الجمعة

خطبة : يا عباد الله فاثبتوا

خالد المصلح

يا ايها الذين امنوا اذا هدي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلك خير لكم ان كنتم تعلمون. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:00:00ضَ

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله - 00:00:36ضَ

صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى حق التقوى فقد امركم الله تعالى بذلك فقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته - 00:00:56ضَ

ولا تموتن الا وانتم مسلمون ايها الناس ما اكثر التغير في حياتكم حياة الناس مليئة بالتغير فليس في الدنيا ما لا يتغير والتغير اما ان يكون الى الاحسن فيسعد الانسان ويسر - 00:01:21ضَ

واما ان يكون الى الاسوء فيشقى ويتعس حتى الدين والايمان فانه لا ثبات فيه بمعنى انه لا يكون فيه الانسان على حال واحدة فهو اما في زيادة واما في نقصان - 00:01:47ضَ

اما في زيادة هدى وايمان واما في في نقصان ذلك فيلحق باهل الخسران مشروع الحياة ان يتزود الانسان من الخير ما استطاع الى ذلك سبيلا مشروع العمر ان يسعى الانسان في زيادة ايمانه - 00:02:08ضَ

وهداه ان يداوم على الهدى وان يلازم التقوى وملازمة التقوى والثبات عليها والاستزادة منها اعظم ما تحتاجه القلوب وتفتقر اليه ذلك ليس في حين دون حين ولا في حال دون حال بل في كل حين وحال - 00:02:30ضَ

فليس ثمة قلب غني عن ان يستزيد من الخير وان يداومه وان يثبت عليه وان يستكثر منه فالله تعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا - 00:02:55ضَ

فالقلوب شديدة التحول والتصرف والتغير والتقلب هي في اقبال وادبار قلوبنا في ضعف ونشاط وقوة واضمحلال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مصورا ذاك التغير الذي يكون في قلوب الناس - 00:03:19ضَ

فيما رواه الامام احمد باسناد لا بأس به من حديث المقداد ابن الاسود لقلب ابن ادم اشد تقلبا من القدر اذا اجتمعت غليانها هكذا يظرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا - 00:03:47ضَ

يصور فيه عظيم ما يكون في القلوب من تحول وتغير واضطراب انظر الى القدر عندما يبلغ درجة الغليان والنار موقدة تحته كيف يكون انه يتقلب انه يضطرب انه يتحرك بسرعة انه يتحول من اعلى الى اسفل - 00:04:05ضَ

هكذا يكون قلب الانسان في هذه الدنيا ليس في حال ولا في منزلة بل هذا هو شأن القلب في كل الاحوال ويزداد ذلك التقلب عندما تكثر حوله المغيرات فما سمي القلب بهذا الاسم الا لتقلبه. ما سمي القلب الا - 00:04:33ضَ

من تقلبه فاحذر على القلب من قلب وتحويل ان القلب يتغير فعندما تحيط به المغيرات اما ان يكون مستمسكا بحبل وثيق ومعتصما بحبل شديد معاويا الى ركن متين. والا فانه سينقطع - 00:04:59ضَ

روى الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه يقول صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم هذه هي المغيرات وهذه هي المظلات والفتن - 00:05:27ضَ

تشمل كل ما يصرف الناس ويختبرهم في اموالهم في اولادهم في حقوق الناس في اديانهم فالفتن ليست فقط محصورة بنوع او نمط بل الفتن كثيرة ونبلوكم بالشر والخير فتنة بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم - 00:05:48ضَ

فعندما تأتيك فرصة لاكتساب مال من طريق محرم هذه فتنة واختبار وقد تكون كقطع الليل المظلم عندما تكون الامور مهيئة لاقتطاع مال على وجه غير محرم بمناقصة بفساد باي وسيلة من وسائل اكل المال - 00:06:14ضَ

هذه فتنة وليس فقط الفتنة ان تكون الدجال او الفتن العامة تلك فتن عظيمة بلا ريب. لكن الفتن لا ينفك منها الانسان في كل حين وفي كل حال وهو لابد ان يكون على فتنة - 00:06:36ضَ

وانتباه لقلبه حتى لا يضل بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم اذا احاطت بالقلب يصبح الرجل لمؤمنا ويمسي كافرا ويمسي كافرا ويصبح مؤمنا هذا التقلب والتحول ناتج عن تقلب وتحول القلوب - 00:06:53ضَ

فعندما تتحول القلوب وتتغير ينعكس هذا على القول والعمل والحال والمعاملة يبيع دينه بعرض من الدنيا ان تقلب القلوب وتحولها يزداد ايام الفتن ويكثر عندما تحيط بالانسان البلايا. لذلك يقول الله تعالى لعباده - 00:07:16ضَ

يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا انه القتل انه الموت انه الجراح انه خوف الهزيمة مع هذا يقول الله تعالى لهم حتى يقابلوا تلك الاخطار وتلك الفتن فاثبتوا - 00:07:42ضَ

وفي اعظم فتنة تكون بين يدي الساعة في شر غائب ينتظر فتنة الدجال يقول النبي صلى الله عليه وسلم انه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث شمالا وعاث يمينا يعني بالفساد في الارض - 00:08:02ضَ

ونشر الشر والكفر يقول النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين يا عباد الله فاثبتوا يأمرهم بالثبات لانه لا نجاة لاحد في تلك الاهوال. وفي تلك الفتن الا من ثبت على التوجه والطريق - 00:08:25ضَ

والثبات ليس معناه قرار في مكان. ولا بقاء على حال بل الثبات هو ان تحفظ التوجه فلا تريد الا الله ولا تبتغي سوى ولا تقصد الا رضاك بذلك تكون ثابتا والا فانت ثابت تزداد في كل صلاة تقول اهدنا الصراط المستقيم - 00:08:48ضَ

يعني ليش نقول اهدنا الصراط المستقيم ونحن قد هدانا الله لانه فوق كل هداية هداية انت تطلبها ومأمور بالسعي اليها فليس هناك حد للتوقف في السير الى الله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. اي حتى يأتيك الموت - 00:09:14ضَ

فانت محتاج الى الثبات على المنهج والطريق والتوجه بان يكون مرادك الله جل في علاه وان تسابق سارع الى بلوغ الغاية والهدف هكذا يتحقق للمؤمن ما يريد من النجاة في الدنيا - 00:09:36ضَ

والفوز في الاخرة ايها المؤمنون ان الثبات نتيجة ولكل نتيجة مقدمة لا يمكن ان يأتي ولد بلا نكاح ولا يمكن ان يحصل شبع بلا طعام ولا يمكن ان يحصل بناء بلا عمل. ولا يمكن ان يكون ثبات بلا مقدمات - 00:09:55ضَ

بل لا بد من مقدمة للثبات حتى تفوز به. فكيف تكون من الثابتين على الحق كيف تكون من الثابتين على الزيادة في الخير رغم كثرة ما يحوط بك ويعتري طريقك ويعترضك - 00:10:20ضَ

من مظلات الفتن الشهوات والشبهات انها كثيرة ويسيرة وقريبة وقد اختطفت كثيرين عن صراط الله المستقيم فكيف تنجو انك لن تنجو الا بان تسلك الصراط الذي يثبتك على الحق ومن ذلك ان تأخذ بالاسباب ورأس الاسباب - 00:10:38ضَ

واولها ان تعلن افتقارك الى الله تعالى ان يثبت قلبك كيف لا نعلن الافتقار الى الله في ثبات القلوب؟ وهو الذي يقول لرسوله الكريم ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا - 00:11:04ضَ

سيد ولد ادم محتاج الى تثبيت ولولا ان الله ربط على قلبه لمال فكيف بغيره من الناس على قصور حالهم وعملهم وشأنهم هم مضطرون الى التثبيت من الله تعالى مفتقرون الى اعانته جل وعلا - 00:11:24ضَ

والله تعالى يطهر اولياءه اثبت اقدامهم جل في علاه بمنه كما قال جل وعلا اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا انها السكينة التي تغشى القلوب فتثبت امام اعظم - 00:11:46ضَ

المذهلات وفي التاريخ والشواهد وفي القرآن والسنة ما يبين ذلك ثبات نوح امام قومه وهو يصنع سفينة في مثل هذا النفوذ الذي يحيط بمدينتنا ارأيتم لو ان رجلا خرج يبني سفينة في هذا النفوذ ماذا سيقول الناس؟ مجنون - 00:12:07ضَ

قالوا لنوح ذلك بعد ان انذرهم وحذرهم واقام البينات والايات الدالة على صدقه لكنهم كذبوه وسخروا منه ومع ذلك مظى في امتثال امر ربه يبني تلك السفينة ويهيئها حتى جاء امر الله. هذا ثبات - 00:12:30ضَ

ولا يكون الا من اولئك الذين افتقروا الى الله جل وعلا وانزلوا حاجتهم به فثبتهم جل في علاه يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء - 00:12:51ضَ

ايها المؤمنون ان المؤمنين يخافون على ايمانهم ودينهم اعظم من خوفهم على اموالهم وعلى دنياهم انهم يفزعون الى الله ضارعين يقولون ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة - 00:13:11ضَ

انك انت الوهاب ويدعون الله بالثبات في مواطن الغيش في مواطن الفتن في مواطن الانحراف ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا انصرنا على القوم الكافرين امام المرسلين وسيد ولد ادم اجمعين - 00:13:31ضَ

كان يكثر ان يقول في صلاته ودعائه اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ايأمن احد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قلبه وايمانه ودينه ان قلوب بني ادم بين اصبعين - 00:13:49ضَ

من اصابع الرحمن يقلبهما كيف شاء كقلب واحد. يصرفه حيث حيث شاء. هكذا قال صلى الله عليه وسلم ثم يقول اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك هكذا يظهر العبد افتقاره وانه لا حول له ولا قوة والله لولا الله ما اهتدينا - 00:14:07ضَ

ولا تصدقنا ولا صلينا. اعلان تمام الافتقار الى الله في كل صالحة فان الله يحب من عبده الافتقار. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله فاظهر الافتقار لن تخرج مهما بلغت قوة وعلما وعبادة وصلاحا ومالا وجاها ونسبا لن - 00:14:33ضَ

تخرج عن ان تكون فقيرا الى الله الناس يستوون امام الله في هذه الحقيقة انهم فقراء الى الله والسبق اليه بقدر استشعار الافتقار واظهاره فبقدر ما تظهر افتقارك الى الله - 00:14:57ضَ

وتستشعر ذلك في قلبك تنال من عطاياه جل في علاه فالعطايا بقدر الافتقار اظهر الى الله افتقارا وانكسارا وابشر فان الله يعطي على القليل الكثير واذا جاء عبده واذا جاء اليه عبده - 00:15:13ضَ

يمشي اتاه هرولة في كمال وعظيم جلال وكبير احسان منه جل في علاه ان مما يثبت القلب ويربط على الفؤاد في ايام الفتن والضلالات ان يعمد الى الايمان فيلتزم الايمان به - 00:15:33ضَ

والايمان اسم جامع لكل عمل صالح ظاهر او باطن واجب او مستحب كل ذلك في سياق الايمان الذي ينبغي ان يستمسك به الانسان فالله وعد المؤمنين بالثبات يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء فالايمان - 00:15:54ضَ

والعمل الصالح هما ركيزتان يثبت بها الانسان على الحق يقول الانسان طيب بماذا ابدأ؟ ابدأ بما فرض الله عليك. فما تقرب احد الى الله تعالى باحب اليه من الواجبات التوحيد لا اله الا الله حققه في قلبك فلا تلتفت الى سواه - 00:16:18ضَ

عظم الله بقلبك واخلص له الحب فلا يكن في قلبك مزاحم لحب الله جل في علاه ثم بعد ذلك اقم الاعمال ما استطعت الى ذلك سبيلا. صلاتك قيامك زكاتك حجك حقوق العباد - 00:16:37ضَ

كل هذا مما يقوم به ايمانك ويتحقق به العمل الصالح الذي يثبت قدمك لكن الذي يقصر في الواجبات ويوالي على نفسه السيئات كيف يثبت قلبه؟ القلب سريع التأثر. كل معصية او تقصير بترك واجب - 00:16:56ضَ

او مخالفة امر تترك في القلب اثرا لذلك من اسباب الثبات التوقي لسيء العمل. ان تجتنب السيئات السيئات مراتب ودرجات لكن الجميع يشترك في انه يؤثر على القلب. لا تظن انك اذا جلست في مجلس تغتاب - 00:17:15ضَ

او تكلمت عن شخص بنميمة او قصرت في واجب او خنت امانة او اكلت مالا محرما ان ذلك لا يؤثر عليك. بعض الناس يقول ما شفنا الا العافية هذا ميت القلب وما لجرح بميت الا به - 00:17:36ضَ

القلب الحي يظهر عليه مباشرة. اثر ما اصاب من سيئة. لابد تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا يقول صلى الله عليه وسلم فايما قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء. الان لو - 00:17:53ضَ

اضع نقطة على ثوبي ما شهدتموه شيئا ما رأيتم شيئا لانه نقطة وبعيد ولا تراه لكن فيها نقطة هذا لا كونك ما تراها ما تبصرها لا يلغي وجود نقطة نقطة موجودة لكن لا تراها - 00:18:13ضَ

ثم بعد ذلك تتوالى النقط نقطة تلو نقطة حتى تكون بقعة تبصرها من الناس من لا يؤثر عليه ذلك شيئا فتتوالى تلك النقط على القلب حتى يعود كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم اسود مربع - 00:18:26ضَ

اي مبهم كالكوز مجخيا يعني كالطوب مقلوبا فهو سواد في المنظر وعدم انتفاع منه حيث انه كالكأس مقلوبا وانت لا تنتفع من كأس مقلوب لا يمكن ان تضع فيه ماء ولا يمكن ان تستفيد منه فائدة - 00:18:43ضَ

كذلك القلب اذا توالت عليه المعاصي والسيئات من اسباب ثبات المؤمن ان يتخفف من السيئات صغيرها وكبيرها يا اخواني يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزلزال حين يزني وهو مؤمن - 00:19:03ضَ

ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن الايمان وين يروح يقول ابو هريرة فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينزع الايمان - 00:19:20ضَ

من قلب الانسان في هذه الاحوال الزاني وشارب الخمر والسارق فيكون على رأسه كالظلة يعني كالسحابة ان شاء سلبه اياه وان شاء رده اليه اذا مخاطرة هي تماما كما لو دخلت - 00:19:38ضَ

مرحلة قتل قد تموت وقد تحيا ان يصوب اليك سلاح وسنطلقه ما ندري في طلقة او ليس فيه طلقة مخاطرة كبيرة كذلك الايمان لما يسحب من قلبك بسبب هذه المعاصي قد يرجع اليك - 00:19:59ضَ

وقد لا يرجع اليك فانت ابتداء تجنب ثم اذا تورط الانسان في شيء من ذلك فليحذر ان يستمر بل يفزع مباشرة الى التوبة والاستغفار ربي اني اذنبت ذنبا فاغفره لي - 00:20:16ضَ

فلا يزال الخير فلا يزال العبد قريبا من الخير ما استغفر وتاب كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ان من اسبابه الاستقامة على الحق والبقاء على الهدى ان يقبل الانسان على القرآن الكريم - 00:20:31ضَ

فالقرآن نور وهدى يشرح الصدور وينير الطريق وقد قال الله جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب وقال جل وعلا قل نزله رح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا - 00:20:50ضَ

فانه مثبت للقلوب في حال الضلال والفتن والاضطراب وقد جربه من جربه في ايام الانزعاج فوجد فيه من السكن والطمأنينة والروح ما يحيا به ويطمئن وينقشع عنه تنقشع عنه الظلمات. الله تعالى سمى القرآن فرقانا - 00:21:06ضَ

وقد قال تعالى في محكم كتابه يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. النور على نور. نور القرآن على نور بصيرتي التي يقذفها الله تعالى في قلوب الناس فيميزون بها بين الحق والباطل - 00:21:28ضَ

اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اللهم ثبت قلوبنا على الهدى. خذ بنواصينا الى البر والتقوى اصرف عنا السوء والفحشاء. اقول هذا القول استغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم - 00:21:44ضَ

الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده لاحصي ثناء عليه كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه - 00:22:06ضَ

ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى حق التقوى فتقوى الله تعالى تجلب كل خير وتدفع كل شر ايها المؤمنون ليس منا من يأمن على نفسه - 00:22:24ضَ

ليس منا من عنده ضمانة انه لا يفتن او يقصر او يضل. كلنا معرض للفتنة فليس منا الا وهو بين نجاح وفشل بين نجاة وهلاك المبصر هو الذي يستشعر هذه الحقيقة - 00:22:42ضَ

ويعلم انه لا نجاة له الا بدوام المراقبة. افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع - 00:23:02ضَ

هذا القدر فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار. والعكس كذلك ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع هكذا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعملها الجنة - 00:23:22ضَ

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ان من اسباب الثبات على الحق والهدى ان يجتهد المؤمن في نصر الله. الله غني عنا ولكنه امرنا بنصره ونصره - 00:23:40ضَ

اصلاح لانفسنا ان ننصر انفسنا على اهوائنا على الشيطان على اصحاب السوء على المظلات بالثبات على الحق. قال جل في علاه ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم من اسباب الاستقامة على الحق والهدى - 00:23:56ضَ

ان يحرص المؤمن على الصحبة الصالحة الطيبة الصحبة الصالحة الطيبة هي كل صحبة تقربك الى الله ليست بصورة ولا بشكل كل صحبة تقربك الى الله فاحرص عليها وكل صحبة تبعدك عن الله فاعتزلها واجتنبها مهما كانت وكيفما كانت - 00:24:15ضَ

الصحبة الصالحة تدل على الخير وتقرب الى البر كما قال صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك ونافخ الكير عامل المسك اما ان يحذيك واما ان تجد عنده رائحة طيبة اما يطيبك - 00:24:37ضَ

واما تشم عنده رائحة زكية والاخر اما ان يحرقك او تجد عنده ريحا خبيثة هكذا نافخ الكير الذي ينفخ في الجمر اما ان يصيبك منه شيء يحرق ثيابك او تجد عنده ريحا سيئة - 00:24:57ضَ

تحرص على الصحبة الطيبة واعلم ان الصحبة الطيبة نجاة وثبات وقد قال ابن القيم رغم عظيم قدره رحمه الله في الاستقامة والصلاح والعلم يقول رحمه الله في وصف اثر الصحبة الطيبة وكنا - 00:25:15ضَ

يعني هو واصحابه اذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الارض اتيناه من شيخهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اتيناه يقول فما هو الا ان نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة - 00:25:33ضَ

وهذا ليس خاصا بذلك الرجل بل هو بكل صحبة حتى قال بعض السلف اني ارى الرجل الصالح من اخواني فاعمل شهرا يعني انتفع من رؤيتي له ان استمر في العمل الصالح شهرا - 00:26:02ضَ

النفوس تأنس بمن يعينها على الخير. وتحب من يقويها فاذا رأت عاملا صالحا كان ذلك عونا لها على الصلاح والاستقامة ايها المؤمنون ان من اسباب الثبات ان يصبر الانسان عن المعاصي والسيئات وان يقبل على - 00:26:18ضَ

ما امر الله تعالى صابرا فالصبر ليس له نظير. الصبر اصل كل فضيلة ورأس كل خير واساس كل بر ولذلك امر الله تعالى به وذكره في كتابه اكثر من تسعين مرة - 00:26:39ضَ

وقال صلى الله عليه وسلم وما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع من الصبر فالصبر به ينال الانسان الخير. صبروا قليلا واستراحوا دائما يا عزة التوفيق للانسان من اسباب الثبات على الحق - 00:26:52ضَ

والنجاة من المظلات والشرور ان يكون لسانك ذاكرا وقلبك ذاكرا وبدنك ذاكرا لله عز وجل فكثرة ذكر الله جل في علاه تحيي القلوب وتنير الدروب مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه - 00:27:08ضَ

مثل الحي والميت يعني اذا اردت ان تعرف بين اثر الذكر في حياة الانسان وعدم الذكر فانظر الى ميت وحي. الميت لا حرج له. ولا نفع فيه. بل اهله يسارعون الى التخلص منه بدفنه اكراما - 00:27:27ضَ

له واما الحي فتنجو منه خيرا ونفعا وترى منه آآ حركة وحياة كذلك الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه ان من اسباب الثبات على الحق ترك الظلم فالظلم ظلمات يوم القيامة - 00:27:43ضَ

ولذلك قال الله تعالى بعد ان ذكر تثبيت المؤمنين يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء قال يضل الله الظالمين في مقابل ما وعد المؤمنين. الظلم يا اخواني - 00:28:01ضَ

في اذهاننا قد يتصوره الانسان انه لا يكون الا من الحاكم او من الامير او من القاضي او من من يفصل بين الناس لا الظلم يباشره كل احد ويقع من كل احد - 00:28:20ضَ

فينبغي للمؤمن ان ان يتوقى الظلم في كل شأن ان يظلم نفسه ان يظلم اهله ان يظلم ولده ان يظلم آآ جيرانه ان يظلم اصحاب الامانات كل هذا من الظلم كل مخالفة هي نوع من الظلم. فاجتنبوا الظلم دقيقه وجليله. لا سيما فيما يتعلق حقوق الخلق حقوق - 00:28:36ضَ

والخلق مبناها على المشاحق ولو بكلمة ولو بهمز او لمز فان الهمز واللمز مما يقيد ويسجل ويحاسب عليه الانسان. ويل لكل همزة لمزة مع انه ما تكلم. لكنه استهزأ بغيره وسخر. بحركة او - 00:29:01ضَ

تعريض بكلام فكان له هذا الوعيد ويل لكل همزة لمزة. اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. واجعلنا من اوليائك وكل من سلك هذه الاسباب ادرك الثبات فان الثبات نتيجة لمقدمة مقدمتها الاخذ بالاسباب من الايمان والعمل الصالح واجتناب السيء وترك الظلم - 00:29:20ضَ

دعائي والافتقار وما الى ذلك مما تقدم عنده فليبشر. من اخذ بهذه الاسباب فليبشر. تزول الجبال الراسيات وقلبه على العهد لا يلوي ولا يتغير اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اللهم امنا - 00:29:45ضَ

في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ذا الجلال والاكرام - 00:30:11ضَ