سلسلة سياسة الخطاب.. محطاتٌ في فقه الطرح المنبري
خطر المدح والقدح للحقائق والمفاهيم || محمد بن محمد الأسطل || سياسة الخطاب || الحلقة (6)
Transcription
تفقه في بساتين وافق بسياسة الخطب الدواني. وكن سمحا ترى ترك الناس خيرا غماما فوق اروقة المكان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين - 00:00:00ضَ
اما بعد فاهلا ومرحبا باخواني الاجلاء مع حلقة جديدة من حلقات سياسة الخطاب ومع محطة من محطات فقه الطرح المنبري وهذه الحلقة بعنوان خطر المدح والقدح للحقائق والمفاهيم في هذا الموضوع لا نتحدث - 00:00:51ضَ
عن مدح الاشخاص او ذمهم او مدح المواقف اه او ذمها نتكلم هنا عن التعامل مع الموضوعات مع الافكار المدح الذي يكون لبعض القضايا. لبعض المفاهيم لبعض الحقائق او الذم - 00:01:17ضَ
لان كل ما يتعلق بامر المعالجة المنبرية انما يكون تبعا لذلك فمثلا لو جئنا الى الدنيا نجد ان هناك نصوصا كثيرة في كتاب الله عز وجل وفي السنة النبوية تبين - 00:01:37ضَ
ان الدنيا مذمومة انها لعب انها له ونجد نصوصا اخرى تبين ان هذه الدنيا هي ممرنا الى الله سبحانه وتعالى وهي ساحة العمل وينبغي ان يسعى الانسان فيها لرزقه. والا يسأل الناس شيئا - 00:01:53ضَ
فاذا هناك نصوص يعني تمدح وهناك نصوص تذم كيف نفعل اذا هل الدنيا تعني المال هل الدنيا تعني الاقتصاد النبي عليه الصلاة والسلام عندما دخل المدينة بنى سوقا وبدأ يحل المشكلة الاقتصادية - 00:02:13ضَ
وصنع رؤية متكاملة وكان يستعيذ من الفقر ويحذر منه وقد بسطت القول في طرف من ذلك في كتاب فقه الاستدراك وهو منشور على الشبكة اذا النبي عليه الصلاة والسلام اعتنى بموضوع التربية الاقتصادية. واصبح هناك منهجا وشبع المسلمون بعد ما كانوا في جوع - 00:02:33ضَ
فكيف نصنع اذا في الحقيقة ان الدنيا لا تذم الا اذا كانت على حساب الاخرة هذا المفهوم بايجاز ويحتاج في المحاضرات الى تقرير والى استدلال وغير ذلك. لكن ادركتم من الخطباء - 00:02:57ضَ
ومن كلام بعض اهل العلم من يبالغ في ذم الدنيا وقف على احد الطرفين حتى كان يدعو الى طلاق الدنيا طلاقا باتا وهناك ردة فعل للحالة الاقتصادية التي يعاني منها المسلمون - 00:03:19ضَ
وقع فيها بعض الخطباء انه صار يربط كل حل بالمادة المالية والمادة الاقتصادية حتى صارت تقدم على غيرها هذا يعني ان الذي يتكلم في تبليغ امر الله جل وعلا عليه ان يكون مستوعبا - 00:03:39ضَ
الحقائق الشرعية والمفاهيم وان يحرر هذه المسائل تحريرا دقيقا لان كل الطرح انما يعود الى ذلك وبعض الناس يكون اسيرا للواقع والاصل ان يفقه الواقع لكن يكون حاكما عليه اما اذا ارتهن للواقع فقد يكون الخطاب قاصرا في كثير من الاحيان. دعني اسألك سؤالا - 00:03:58ضَ
لو قلت لك هناك رجل متدين ما اول شيء تبادر الى ذهنك في صورة هذا الرجل لو قلت لك هناك رجل دنيا ايضا ما اول شيء تبادر الى ذهنك ازاء هذا السؤال - 00:04:27ضَ
في الغالب عندما نقول رجل متدين يخطر ببالك ان هناك رجلا يلتزم الصلوات في المسجد ويصل الرحم ويعتني جدا بالاوراد والتسابيح والاذكار ونحو ذلك واذا قلنا رجل دنيا ربما يتبادر الى الذهن مباشرة - 00:04:48ضَ
صورة رجل في الدنيا دخل الاسواق غاص فيها التجر مع اننا نعلم ان الاتجار وجمع المال ليست من نواقض التدين بل اكثر العشرة المبشرين بالجنة كانوا من كبار التجار كابي بكر وعمر وعبدالرحمن بن عوف وعثمان - 00:05:10ضَ
وكانوا ائمة للعالمين وهم الذين حرصوا الاسلام وانفقوا عليه. يعني لا سيما في البدايات في العهد المكي والعهد المدني. ولا سيما في العهد المدني لما تأسست دولة الاسلام وصار لنا كلمة - 00:05:30ضَ
اذا كيف نفعل؟ وفي المقابل الانسان يبحث عن مكانه الذي يريد الدنيا قد تكون المكانة من خلال المال وقد تكون من خلال المنصب الرياسة وقد تكون من خلال العلم او الدعوة او ارتقاء المنابر او الفتوى - 00:05:46ضَ
بمعنى اخر قد يكون الرجل الذي يذهب الى الاسواق ويشتغل بجمع المال يحرص اهل الاسلام من باب الاقتصاد فهو رجل دين وقد يكون الذي ارتقى المنابر وافتى الناس ويتصدى احوالهم الدينية هو رجل دنيا - 00:06:02ضَ
اذا هذه الحقائق لا تنتظم على باب واحد ولا تضطرد على على صورة واحدة فاطلاق القول بهذا او بذاك تحت حجة الاصل في المسألة هذا الامر يحتاج الى تحرير ويحتاج الى مزيد تدقيق من الذي يتكلم لان الذي يتكلم على المنبر قد - 00:06:22ضَ
خطابه لفئة من الناس. فكيف اصحاب هؤلاء الاهتمامات يتفاعلون مع كلام الخطيب. انا اذكر مرة كنت في زيارة لبلد وكان احد الخطباء في خطبة جمعة بدأ يشتد على الذين يشغلون اكثر اوقاتهم بدخول الاسواق والتجارة - 00:06:41ضَ
وبدأ يشعرهم انهم خالفوا الدين وان العناية بالاقتصاد آآ قسيم العناية بالاوراد وبدأ يشتد عليهم حتى في ظني لو كان هناك رجل من الاغنياء لضاق صدره جدا في الجمعة التي تليها - 00:07:04ضَ
نفس هذا الخطيب بدأ يدعو الاغنياء الى التبرع لمشروع تحفيظ القرآن الكريم والجهود الدعوية وما زال يذكر فضل النفقة يعني هو الان ذمهم في الخطبة الاولى ووقف على ابوابهم في الخطبة الثانية - 00:07:26ضَ
هذا الامر كله للقصور. والا مجرد هذا الطرح لا ينبغي لانه هو ما كان له ان يذمه في المرة الاولى وما كان يعني ان يحتاج هذا الخطاب في الخطبة الثانية - 00:07:43ضَ
من هنا على الذي يتكلم في امر الله سبحانه وتعالى ان يكون منطلقا من مبادئ وحقائق ومفاهيم وهذا ايها الاخوة يؤكد ان قضية الوعظ ليست قضية سهلة. كثير من الشباب يقول انا اتكلم ليس في الفقه ليس في العقيدة وانما تكلم في امور - 00:07:57ضَ
دعوية في امور تربوية واعظ الناس وهذه العظة هي عمليا بمنزلة فتاوى تربوية فتاوى وعظية فتاوى ايمانية وقد تسرب الى المجتمع من المفاهيم ما تدمر البنية الاسلامية في هذا البلد. يعني نحن نذكر الاقتصاد - 00:08:21ضَ
اليوم سوء التعامل بالاقتصاد اغلب تجارب الحكم في العقود الاخيرة في العالم الاسلامي سقطت على عتبة باب الاقتصاد هي امر ليس من من النوافل وهذا الكلام فصلته في كتاب فقه الاستدراك وذكرته في حلقة بعنوان التربية الاقتصادية في الاسلام في حلقة حوارية منشورة على الشبكة - 00:08:39ضَ
زانوا بفقه هدا فاهتدى فهك المعاني والسؤددان مثال ثان كثير من الاخوة الدعاة والمربين والخطباء عندما يطرح مثلا مسألة الاخلاق يبدأ يتكلم بطرح يشعر المستمع ان الخلق شيء هين وجه طلق وكلام لين ويبدأ يعني ينظر لهذا - 00:09:03ضَ
بينما هذا الانسان اذا جاء الى الواقع وجد ان الاخلاق شيء صعب جدا لاسيما اذا احتكت في الطبائع الرجل اذا اراد ان يمسك نفسه عند الغضب ان يكون حليما هذه تحتاج الى جهد ليست سهلة - 00:09:52ضَ
الرجل البخيل حتى يصبح كريما. الرجل الجبان حتى يصبح شجاعا. هذه القضايا ليست سهلة. فالخطاب يكون في واد والواقع في واد اخر اخر ولذلك ينبغي اذا اراد الانسان ان يتكلم ان يخبر الناس بالخارطة التي سوف تواجههم في طريقهم حتى يكونوا اكثر امتثالا - 00:10:08ضَ
واكثر انتفاعا ايضا اه هناك معلم متفرع عن الذي نتكلم به من خطر المدح او القدح للافكار والحقائق والمفاهيم هذا المعلم آآ هو بعض الاخوة عندما يتكلم ينشغل ذهنه بما يقرره فيضرب مقررات اخرى. لذلك نقول - 00:10:28ضَ
لا تفسد امرا وانت تعالج اخر آآ لا تهون من قضية وانت تهول في اخرى او انت تعالج ولو كان العلاج مستقيما في ذاته وبالمثال يتضح المقال اذكر اكثر من مثال لاهمية هذه المسألة - 00:10:59ضَ
قد يأتي رجل يريد ان يبين فضل بر الوالدين احد الخطباء عندما تكلم في هذا الموضوع استدل بما روى البخاري في الادب المفرد آآ بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا جاء يسأله قال - 00:11:18ضَ
اني قد خطبت امرأة فابت ان تنكحني فخطبها غيري فاحبت ان تنكحه فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة؟ قال ابن عباس الك ام قال لا ميتة قال تب الى الله عز وجل وتقرب منه ما استطعت - 00:11:39ضَ
وذهب الرجل احد الحاضرين سأل ابن عباس لماذا سألته عن حياة امه قال لا اعلم عملا اقرب الى الله عز وجل من بر الوالدة هذا الاخ بدأ يعتني بتقرير بر الوالدين - 00:12:07ضَ
وبدأ يهون من مسألة القتل ويقول يعني القتل مع كونه جريمة عظمى الا انه اصبح الخلاص منه سهلا بمجرد ان الانسان يجلس مع امه ويهديها الهدايا وما الى ذلك لو قدر ان هناك رجلا يفكر في القتل وسمع هذا الاستسهال وسهولة الخلاص. من هذا الذنب انا في ظني ربما لاتشجع - 00:12:25ضَ
وصار طرح المنبر جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل. مع ان هذا الخطيب لو جاء يتكلم في خطورة القتل لاورد التي تغلق الباب. وربما اشتد وربما استدل باقوال العلماء الذين يقولون ليس للقاتل تو. ومنهم ابن عباس. وفي المسألة كلام طويل واحاديث لا - 00:12:49ضَ
ايحتملها هذا السياق في حال فيه على المطولات مثال ثان كنت في يعني زيارة لبلد ايضا هذا البلد من خلال الجلوس مع اهله فهمت ان هذا البلد يوجد فيه فعل فاحشة. يعني ربما بحد - 00:13:09ضَ
آآ ظاهر الى حد ما فدخلت مسجدا اصلي فجأة احد الدعاة وبدأ يقول ايها الاخوة تخيلوا الزنا على قبحه في نفوسكم ليس فيه الا اية واحدة حرمت ولا تقربوا الزنا - 00:13:28ضَ
اما الشرك فجاء تحريمه والتحذير منه في ست وخمسين اية وبدأ يقول وانا اسمع هذا الامر الذي تهولون منه وتعظمونه ليس فيه الا اية والامر الذي لا تعطونه هذا الاهتمام فيه ست وخمسون اية - 00:13:56ضَ
هذا الطرح طبعا مستفز للسامع وربما يغير من من قناعاته وانا يعني ارى كيف يعالج الرجل ما زال يتكلم حتى وقع في ظني ان بعض ضعاف النفوس ربما يقع في الفاحشة بسبب هذا الخطاب - 00:14:19ضَ
نحن نتفق في اصل هذا الخطاب دون وصفه ودون درجاته ودون رتبته. خطر الشرك اشد من خطر الشهوات من غير شك لكن هل هذا الطرح هو الذي يريده القرآن الذي استدل به - 00:14:41ضَ
اولا هو احتكم الى لفظة الزنا. لكن هناك ايات كثيرة في القرآن الكريم اتت بتصريف اخر ولا يزنون مثلا. ذكرت الفواحش والايات كثيرة في هذا الباب هذا قصور في النظر انه يحتكم الى اللفظة بعينه. هذه قضية - 00:14:57ضَ
قضية اخرى فلسفة الشريعة ان الشيء اذا قام قبحه في النفوس تقل النصوص هذه السياسة شرعية في هذا الباب الله عز وجل قبح الزنا في النفوس ولو لم تسمع خطابا - 00:15:14ضَ
ولذلك يتورأ عنه الناس ولو لم يكونوا ملتزمين. وربما تورى عنه كثير من الكفار اصلا في هذا الباب لذلك هند يوم الفتح في اول ساعة من اسلامها لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام حرمة الزنا قال اوتزني الحرة - 00:15:33ضَ
هذا امر مستبشع اصلا الان لو جئنا مثلا الى احكام كثيرة جدا متى احتاج اليها الناس وكانت من جملة الطبائع لا تقررها النصوص كثيرا يعني البيع لا يمكن للبشر ان يعيشوا بدون بيع وشراء - 00:15:50ضَ
اين الايات التي توجب والتي تفرض البيع والا اثم الناس؟ لا يوجد. واحل الله البيع حتى بلفظ الاباحة الدنيا مطلوب من الانسان ان يسعى. لكن هو يركض. فجاءت الاية تقول فامشوا في مناكبها. تخفف اصلا لان هذا الشيء طبع في النفوس - 00:16:07ضَ
والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين. جاء الامر في صورة خبر لان شفقة الام تقوم مقام الامر الصريح. هذا بخلاف الامور التي فيها مشقة. يأتي التنصيص عليها يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام - 00:16:25ضَ
كتب عليكم القتال انه هذي الاشياء تحتاج يعني الى طرح فهذا الملحظ لما غاب عن هذا الداعية المتكلم زل وربما كان سببا في المشكلة وليس سببا في الحل المثال الاخير - 00:16:40ضَ
الذي اختم به الكلام عن هذا الموضوع ايها الاخوة ايضا وانا في رحلة السفر كنت يعني استمع لخطيب من الخطباء والاصل وهذا الامر انبه عليه ان الاصل فيمن حضر خطبة - 00:17:00ضَ
او محاضرة ان يفعل قلبه لا عقله ليس المقصود ابعاد العقل عن التفكير لا معاذ الله. لكن الا يفعل الانسان حاسة النقد فاذا افتقر واراد ان يستفيد وان ينتفع استفاد. كما قال الله عز وجل انما الصدقات للفقراء - 00:17:18ضَ
الذي يفتقر تأتيه المواهب والكرامات من الله عز وجل وانا احضر هذه الخطب كنت يعني لا اخطب الجمعة وانا مسافر فيه مدة طويلة ولكن احيانا تستمع من الخطاب ما يستفز العقل ان يفعل حاسة النظر في الكلام - 00:17:39ضَ
مقال هذا الرجل الخطيب قال وانظر الى الشافعي وانه كتب كتاب الرسالة والامة تستفيد منه وتقتات الى يوم الناس هذا والى ان يرث الله الارض ومن عليها وكان في زمنه خمسة ملوك ما ذكر التاريخ منهم واحدا - 00:18:00ضَ
وبدأ يتكلم عن فضل العلم. لانه وهو يتكلم وينشغل في تقرير اهمية العلم غاب ذهنه عن المساحة التي يهون منها. من غير ان يشعر انا سمعت هذا الخطاب في اكثر من بلد وفي بلدنا مسألة الشافعي ومسألة الخمسة ملوك - 00:18:20ضَ
من كثرة الخطاب وانا جالس اسمع في نفسي يعني من الملوك الخمسة ما اسماؤهم التي اهملها التاريخ؟ وليس لها حظ من الشهرة نتكلم نحن عن ملوك لا نتكلم عن اغنياء مثلا - 00:18:40ضَ
فقلت مباشرة الامام الشافعي ولد سنة مية وخمسين من الهجرة وتوفي سنة متين واربعة من الخلفاء الذين قادوا الامة الاسلامية في عصره اولهم ابو جعفر المنصور. ثم المهدي ثم الهادي - 00:19:00ضَ
ثم هارون الرشيد ثم الامين ثم المأمون ستة خلفاء قلت هل هؤلاء لم يذكرهم التاريخ في هذه الدولة الدولة العباسية في هذا الوقت من عمرها استقرت استقرت الدولة وشحنت الثغور بالمجاهدين وجاءت فكرة الصوائف والشواهد وانتشرت - 00:19:22ضَ
على وجه عظيم وتمددت الفتوحات فاذا طبعا هناك خطاب ايضا يعني لكن اراني يعني قد اطلت لكن هذه المسألة تحتاج ايضا يعني آآ حتى لو كان الرجل عابدا او عالما او يقوم - 00:19:46ضَ
ولم تذكر الكتب هل ذهب جهده عند الله عز وجل؟ هو يريد ان يقرر فضيلة العلم واهمية التأليف وانه من الفضل الذي لا ينقطع والانسان يشتغل بقضية لا ينبغي ان يدمر اخرى ايها الاخوة الكرام. اقف عند هذا الحد واستغفر الله لي ولكم. وصلي - 00:20:00ضَ
اللهم وسلم على محمد والحمد لله رب العالمين - 00:20:20ضَ