درس الطائف

درس تفسير آيات الأحكام بالطائف رقم الدرس (١) لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله

محمد بن محمد المختار الشنقيطي

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت واتقوا الله ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم هنا اولئك هم الفاسقون لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة - 00:00:02ضَ

اصحاب هم الفائزون لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون والله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة - 00:01:00ضَ

هو الرحمن هو الله الذي لا اله الا هو الملك الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله والله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى - 00:01:48ضَ

يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين - 00:02:32ضَ

وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وان يجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما - 00:03:06ضَ

ربي لا تجعل فينا ولا منا ولا ممن استمع الينا شقيا ولا محروما سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم وفي بداية هذه الدروس التي نسأل الله بعزته وجلاله - 00:03:32ضَ

وعظمته وكماله ان يفتح علينا فيها فتوح العارفين به وان يجعل اقوالنا واعمالنا خالصة لوجهه موجبة لرضوانه انه هو السميع المجيب في بداية هذه الدروس التي تتعلق بكتاب الله العظيم - 00:03:58ضَ

القرآن العظيم كلام رب العالمين والصراطه المستبين وحجته على الخلق اجمعين هذا الكتاب هذا الكتاب المبين الذي بعث الله به خير رسله وافضل رسله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ما احوجنا - 00:04:24ضَ

قبل البداءة بالدروس المتعلقة بايات الاحكام من كتاب الله عز وجل ان نقف وقفة لابد لطالب العلم ان يكون على المام اشتملت عليه نصوص الكتاب والسنة من حق العلم وادى وادى بطلبه - 00:05:01ضَ

ولقد دلت النصوص في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على فضل العلم وفضل اهله اهل الخشية الذين اورثهم الله الكتاب يتعلموه لوجهه وعملوا به لوجهه ودعوا الناس اليه - 00:05:31ضَ

ولا شك ان من اعطاه الله خمسة امور في العلم وقد حاز خير الدنيا والاخرة اولها ان يتعلم العلم ويلم به ويأخذه من اهله بطريقته وعلى وجهه واما الامر الثاني - 00:05:59ضَ

ان يعمل بذلك العلم ليكون علمه نافعا يورثه الخشية من الله كلما ازداد من ذلك العلم ازداد محبة لله سبحانه وتعالى ومعرفة بالله عز وجل وخشية منه سبحانه كما قال الامام احمد رحمه الله - 00:06:27ضَ

اصل العلم خشية الله واما الامر الثالث وهو ان يوفقه الله قد يدعو الناس الى هذا العلم الى ميراث النبي صلى الله عليه وسلم فيكون قد جمع بين العمل بالعلم - 00:06:55ضَ

والدعوة اليه وهو مهتد في نفسه هذي لغيره ثم يكرمه الله عز وجل بالخصلة الرابعة وهي ان يكون جميع ذلك لا يبتغي به الا وجه الله ولا يريد به الا ما عند الله - 00:07:20ضَ

واما الخصلة الخامسة فهي ان يوفقه الله للقبول فهذه خمسة امور العلم والعمل والدعوة والاخلاص والقبول من الله سبحانه وتعالى اذا وفق العبد لذلك كان سعيه مشكورا وذنبه مغفورا واجره عند ربه عظيما مغفورا - 00:07:45ضَ

كيف وقد جعل الله سبحانه وتعالى رفعة العلم مقرونة باحب الاشياء اليه واعظمها زلفى لديه يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات مع اهل الايمان العلم بالايمان الذي هو احب الاشياء الى الله سبحانه وتعالى - 00:08:20ضَ

وجعل ذلك في الرفعة وهذا يدل على عظيم منزلة من وفقه الله لهذه الامور الخمسة في العلم والعمل وكيف لا يفوز العبد السعيد بذلك والله تعالى تكفل لمن فرغ وقته - 00:08:54ضَ

وساعات عمره وبذل جهده وجهده من اجل ان يتعلم ويعلم المسلمين كيف وهو يقيم حجة الله على عباد الله بنور من الله يبتغي ما عند الله كيف لا يحوز هذه الفضائل - 00:09:19ضَ

وقد تكفل الله له بان لا يعلم احدا علما الا كان له مثل اجره واجر من عمل بذلك العلم الى يوم القيامة لا ينقص من اجورهم شيئا اي فضل لهذه النعمة - 00:09:43ضَ

اي فضل جعله الله لهذه النعمة التي ينعم بها على من شاء من خلقه تنقطع الاعمال من العباد بموتهم فاذا وقف العبد عند اخر ساعة من دنياه والقى اخر النظرات - 00:10:05ضَ

على هذه الدنيا واسلم روحه لربه انقطعت الاعمال الا من ثلاث كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث وذكر منها علم ينتفع به - 00:10:25ضَ

قال بعض السلف رحمهم الله العلم هو الولد المخلد تترك وراءك اثرا خالدا يمسي الانسان ويصبح وهو في لحده وقبره تغشاهم من الله الرحمات مصالح الدعوات بما خلف للمؤمنين والمؤمنات - 00:10:51ضَ

من من الهدى وما استفاده من الايات البينات يا لله من اقوام ضمتهم اللحود ماتوا وما ماتت علومهم ومعارفهم اليوم ترفع لهم الدرجات وتكفر عنهم الخطيئات وتضاعف لهم الاجور والحسنات - 00:11:19ضَ

لان حلق العلم مليئة بالترحم عليهم مليئة بالاجور التي تكون لهم اللهم اجعلنا منهم ولقد كان فضل الله عظيما فمن دل على خير قال صلى الله عليه وسلم من دل على الخير - 00:11:43ضَ

كان له اجر فاعله كما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي مسعود رضي الله عنه وارضاه انها النعمة العظيمة وهي العلم الذي يتوجك الله به تاج الكرامة فانت تحمل رسالة الله - 00:12:05ضَ

الى عباد الله ما اصدق قول العلماء وما اصدق بيانه اذا وقفوا يبلغون رسالات ربهم فهنيئا ثم هنيئا لمن احب العلم واحب العلماء واحب مجالس العلم وخرج من بيته وربه يشهد عليه - 00:12:24ضَ

انه ما خرج يطلب الدنيا وجلس في حلق العلم مستمعا مصطيا والله يشهد انه لا يريد الدنيا وانما يريد وجه الله مجالس تحفها الملائكة وتغشاه الرحمة وتتنزل عليها السكينة ويذكرها الله - 00:12:50ضَ

في من عنده ويذكر الله اهلها في من عنده اللهم اجعلنا ممن اخلص لوجهك وابتغى مما وابتغى ما عندك ايها الاحبة في الله لا يمكن ان يكون العلم نعمة ولا يمكن - 00:13:15ضَ

ان يكون خيرا على العبد في دينه ودنياه واخرته الا اذا رزق الادب مع الله والادب حق واجب على الطالب قبل الطلب ويكفي ان الله سبحانه وتعالى لما اراد آآ لما كلم عبده - 00:13:34ضَ

وحبيبه وصفيه موسى عليه السلام الذي القى عليه محبة منه واصطفاه واجتباه لحمل الرسالة واداء الامانة قال له سبحانه اخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى وانا اخترتك فاستمع لما يوحى - 00:14:05ضَ

انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري اخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى وانا اخترتك فاستمع لما يوحى اخلع نعليك ادب المكان انك بالوادي المقدس طوى - 00:14:30ضَ

وانا اخترتك فاستمع لما يوحى ادب الحديث انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني قبل ان يوحي اليه بالتوحيد امره بادب العلم الادب طريق للفوز بالرحمة في الدنيا والاخرة - 00:14:55ضَ

الادب مكارم الاخلاق وفضائلها التي يترفع المسلم بها عن الرذائل ويسمو الى قمم الفضائل وما اجمل العلم اذا جمل حامله وتجمل وجمله ربه بالاداب في الاقوال والاعمال والظاهر والباطن وقبل ان نطلب العلم - 00:15:16ضَ

قبل ان نجلس في مجالسه ننظر الى نصوص الكتاب والسنة التي ادب الله بها خلقه وليس هناك ادب اعظم من ادبه سبحانه وتعالى اول هذه الاداب واعظمها واحقها بالعناية هو الادب مع الله - 00:15:46ضَ

لانك تريد ان تحمل رسالة الله ينبغي عليك ان توطن نفسك الا يرى الله منك الا خيرا ولا يسمع منك الا ذكرا وبرا قد هيؤوك لامر الله فطنت له بنفسك ان ترعى مع الهمل - 00:16:11ضَ

واعظم الادب ان يخلص لله سبحانه وتعالى والاخلاص هو الصفاء والنقاء من الشوائب هذا العلم اصطفاه الله للاخرة اصطفى اهله للاخرة وهم اعرف الناس بالله واصدقهم في معاملتهم لله الاخلاص - 00:16:36ضَ

هو اساس الدين وحبله المتين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اخلاص الدين لله هو الدين الذي لا يقبل الله دينا سواه ان تخرج الى مجالس العلم وليس في قلبك الا الله - 00:17:03ضَ

وان تجلس في مجالس العلم ليس في قلبك الا الله وان تستمع الى العلم وتكتبه وانت لا تريد الا ما عند الله عز وجل والاخلاص ان يكون السبب الباعث على طلبك للعلم هو الله سبحانه وتعالى - 00:17:24ضَ

وان تريد ما عند الله سبحانه وتعالى يتمنى انك تتعلم هذا العلم ولا يراك احد ولا يسمع بك احد فانت ابعد ما تكون عن الرياء وعن السمعة على هذا القلب - 00:17:48ضَ

ان ينصرف منه شيء الى غير الله عز وجل وتستحي من الله سبحانه وتعالى ان يراك وانت تطلب العلم تخلطه بحظوظ الدنيا الله طيب لا يقبل الا طيبا اللهم طيب اقوالنا واعمالنا وسرائرنا وظواهرنا بالاخلاص لوجهك - 00:18:09ضَ

اذا اخلصت لله فتح الله في وجهك ابواب رحمته ويسر لك الخير حيثما كنت ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا وليس هناك خير يغيبه القلوب اعظم من ارادة وجه علام الغيوب سبحانه وتعالى - 00:18:37ضَ

هذا الحق العظيم ينبغي لطالب العلم الا يمل من سماعه ولا يسأم من التذكير به يحب في كل ساعة من يقرع قلبه بهذا الحق الذي هو اعظم الحقوق واوجبها واكدها - 00:19:01ضَ

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها - 00:19:22ضَ

من كانت هجرته لله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه سيقف العبد بين يدي الله ويسأله الله عن ايات القرآن - 00:19:45ضَ

واحكامه وعن احاديث رسوله صلى الله عليه وسلم واحكامها ماذا قال منها وبماذا عمل ثم يسأل عن اعظم الحقوق هل اراد بذلك وجه الله او اراد شيئا سواه فنسأل الله ان يعيننا - 00:20:11ضَ

وان يخلصنا من حقه وهو على كل شيء قدير اعظم ما يعين على الاخلاص الدعاء ان تسأل الله دائما ان يجعلك من المخلصين لانك تسأل الله ان يجعلك طيبا حيا وميتا - 00:20:35ضَ

ولا تطيب القلوب والقوالب بشيء اعظم من الاخلاص لله سبحانه وتعالى فعلى المسلم عموما وعلى طالب العلم خصوصا ان ينتبه لامر النية ولذلك كان السلف الصالح رحمهم الله يعظمون امر النية - 00:20:54ضَ

حتى قال سفيان رحمه الله قال سفيان بن عبد الله الثوري رحمه الله ما وجدت اشد علي من نيتي انها تتقلب علي ما وجدت شيئا اشد علي من نيتي انها تتقلب عليه - 00:21:15ضَ

فدائما ينتبه الموفق في طلبه لهذا الاصل العظيم وليتذكر انه مسؤول امام الله عنه فيكثر اولا من الدعاء سؤال الله ان يجعله من المخلصين الله كريم لا يرد سائله اما الامر الثاني - 00:21:37ضَ

مما يعين على الاخلاص ان يتذكر العبد الاخرة وان هذا العلم سيكون له نورا في قبره ونور له في حجة له في حشره في حال وقوفه بين يدي ربه ونور له على الصراط - 00:22:00ضَ

ورفعة له في الدرجة في الجنات فيجتهد فهذا مما يعين على الاجتهاد في اداء هذا الحق العظيم وليس هناك شيء يعين على الاخلاص بعد الدعاء اعظم من ذكر الاخرة ذكرها فيه الخير الكثير - 00:22:19ضَ

وهو الذي يحيي الله به القلوب اما الامر الثالث ان يتذكر العبد انه يتاجر مع الله وان التجارة مع الله رابحة وليست بخاسرة وان الجزاء عند الله عظيم وانه اذا قال لله - 00:22:40ضَ

وعمل لله وطلب لوجه الله وعمل بعلمه وعلم ان الله يعظم اجره ويثقل في موازين الاخرة ثوابه فهذا مما يعين على الاخلاص كذلك مما يعين على الاخلاص في العلم اخذ العلم - 00:23:02ضَ

عن اهله الذين ورثوا الخشية والذين يتأثر العبد باقوالهم واعمالهم من سلف هذه الامة من الصحابة والتابعين متابعيهم باحسان فيقرأ سيرتهم العطرة ومواقفهم الجميلة الجليلة النظرة التي اخلصوا فيها لربهم - 00:23:23ضَ

وليعتبر بمن مضى ينظر كيف بقيت كتبهم وبقيت علومهم ومعارفهم ينتفع بها الناس وكيف اصبحوا يذكرون بالجميل بعد ان اذنوا بالرحيل والانتقال من هذه الدنيا الى الله العظيم الجليل ونسأل الله ان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل - 00:23:49ضَ

الادب الثاني الذي ينبغي لطالب العلم ان يحرص عليه بطلبه للعلم ان يحرص على مكارم الاخلاق ومحاسن العادات الاقوال والاعمال حسن الخلق منزلته عند الله عظيمة وثوابه عند الله كبير - 00:24:14ضَ

سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة فقال عليه الصلاة والسلام تقوى الله وحسن الخلق وسئل عليه الصلاة والسلام عن اكثر ما يدخل الناس الجنة يوم القيامة - 00:24:42ضَ

قال تقوى الله وحسن الخلق حسن الخلق الذي يشمل الاقوال والاعمال نعمة عظيمة من الله جل جلاله وقد رؤي بعض العلماء الصالحين الذين اعطاهم الله في العلم الخير الكثير وانتفع الناس بعلومهم بعلمه - 00:25:05ضَ

حتى بعد وفاته الى يومنا هذا رؤيا بعد موته وقيل ما فعل الله بك قال غفر لي وادخلني الجنة بحسن خلقي اخلاق نعمة عظيمة من الله جل جلاله هذه الاخلاق - 00:25:36ضَ

التي يعيش بها العبد حميدا قرير العين سعيدا ويموت راضيا مرضيا عنه قد وضع الله له القبول في الدنيا وحقق له المأمول في الاخرة بفضله اولئك الذين طابت اقوالهم واعمالهم - 00:25:59ضَ

الرجل منهم يصبح الا يسمع الله منه كلمة تؤذي المسلمين ولا يرى الله منه عملا يؤذي المسلمين ثم يمسي وهو على ذلك ثم اذا وضع جنبه لينام نام سليم الصدر - 00:26:23ضَ

للمؤمنين فلا يزال على هذه الخصلة ولا يزال على هذا الخلق العظيم واذا به في يوم من الايام ينادي الله يا جبريل وتخشع الملائكة وتخضع لربها فيقول يا جبريل اني احب فلانا فاحبه - 00:26:42ضَ

ينادي جبريل يا اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه الله اكبر اذا نادى عليك ربك من فوق سبع سماوات انه يحبك ووضع لك القبول في خلقه اي نعمة واي فضل - 00:27:12ضَ

نسألك اللهم من فضلك العظيم هذا الكريم الذي كرمت اخلاقه وزكت اقواله واعماله نال بفضل الله هذه المنزلة لانه يمسي ويصبح وهو يراقب مشاعر الناس لا يؤذيهم وهو يراقب اقرب الناس اليه - 00:27:35ضَ

زوجه اولاده اخوانه اخواته اعمامه عماته ومن قبل ذلك ابوه وامه فهؤلاء كلهم يشهدون له بطيب الاخلاق اذا تكلم تكلم بالخير واذا عمل عمل الخير واذا اوذي صبر واذا اعطي شكر - 00:28:03ضَ

واذا تفرغ في الدنيا ذكر ادب مع الله وادب مع البشر اي فضل واي نعمة يسعى العبد الموفق ويسعى طالب العلم بمكارم الاخلاق ومحاسنها واول ما يكون حسن الخلق بطهارة القلب والسريرة - 00:28:29ضَ

لا يمكن للانسان ان يكون حسن الاخلاق الا اذا سلم قلبه من الغل والحسد الشحنة البغضاء واحتقار المسلمين ولا يمكن ان يكون الانسان حسن الخلق وهو يحتقر الناس ولا يمكن ان يكون حسن الخلق - 00:28:56ضَ

وهو يترفع ويتعالى على الناس يبدأ اول ما يبدأ بطهارة قلبه ان يعرف انه قد اتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا وسبحان من خلقه وشق سمعه وبصره - 00:29:23ضَ

وتبارك الله احسن الخالقين فلا فضل له على احد الا بتقوى الله الواحد الاحد تبدأ بقلبك اذا طهر قلبك وانت تطلب العلم من الادران من الحسد من البغضاء من الشحناء - 00:29:44ضَ

تجاهد هذا القلب تجاهد هذه المضغة التي اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ولا يمكن ان يكون الانسان ذا خلق حسن يرضي به ربه ولا يمكن لطالب العلم ان يكون كذلك - 00:30:03ضَ

الا اذا بدأ اول ما يبدأ باقرب الناس منه وهم والداه واولاده وزوجه يدخل بيته وهو متوكل على الله ان يجعله خير والد لولد يدخل بيته ولو كان مهموما مغموما - 00:30:27ضَ

ولو كانت عليه هموم الدنيا كلها فلا يمكن ان تسمع منه كلمة نابية او شبه لاقرب الناس اليه وهم اهله وزوجه واولاده صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير الى هذا المعنى وهو الصادق المصدوق في كل حال - 00:30:47ضَ

خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي وهو عليه الصلاة والسلام يحمل هموم الامة وغمومها وقد حمل هموم اصحابه ويدخل الى بيته الى اهله وزوجه فلا يرى منه الا خيرا ولا يسمع منه الا برا - 00:31:12ضَ

حتى الصغير الخادم له انا السي بن مالك رضي الله عنه وارضاه يصحبه فلم يسمعه يوما من الايام يقول له اف اللهم صلي وسلم عليه تسليما وزده تشريفا وتكريما وتعظيما. واجزه عنا وعن خلقك خير ما جزيت نبيا عن نبوته - 00:31:37ضَ

وصاحب رسالة عن رسالتك يا طالب العلم الاخلاق ترفع بها درجتك ويعظم بها اجرك وهي في كل حال وعلى كل حال وهي تطبيق لكلام الله عز وجل واتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته - 00:32:02ضَ

وبهذه الاخلاق يجالس طالب العلم اخوانه وخلانة وزملاءه في الطلب يحبهم في الله ويتمنى لهم الخير ويحرص على دلالتهم على الخير من هنا يبدأ قبل ان يخرج الى الناس فلن تكون طالب العلم طالب علم - 00:32:25ضَ

رفعت درجته وعظمت وعظم عند الله اجره الا اذا ابتدأت باقرب الناس اليك في طلبك للعلم فتحرص على ان تكون افضل طالب علم مع اخيه تحب لاخيك ما تحبه لنفسك - 00:32:50ضَ

وتكره له ما تكره لنفسك وتعامله بالنصيحة التي هي الدين كما قال سيد الانبياء والمرسلين. صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. الدين النصيحة ان رأيت فيه نقصا كملته وان رأيت منه عيبا سترته - 00:33:10ضَ

تأخذ بحجزه الى الله وتدله على الله وتتمنى له الخير فاذا فعلت ذلك فقد افلحت وانجحت وهذا كله من الوفاء الصحبة لها حق عظيم ليحرص طالب العلم بعد اداء حق الله من الاخلاص - 00:33:32ضَ

والقيام بحقوق الله عز وجل الادب مع الناس ويبدأ باخوانه فلا يحتقر سائلا اذا سأل ولا يضحك ولا يستهجن وانما يكون على رعاية الحرمة ومما يعين على ذلك ان تعلم ان هذا الاخ المسلم لك - 00:33:55ضَ

المسلم الذي يصحبك مع كونه مسلما مع كونه طالب علم فان له عليك حقا عظيما ينبغي عليك ان تحفظه في حال حضوره وحال غيابه واذا عاشرت الناس عاشرتهم بهذه المبادئ الكريمة - 00:34:18ضَ

والاخلاق المستقيمة فان الله سبحانه وتعالى يحبك ويحب من كان متخلقا بهذه الاخلاق ولذلك قال بعض العلماء ان الاخلاق نعمة لا يعطيها الله الا لمن احب اللهم انا نسألك ان تجعلنا ذلك الرجل - 00:34:39ضَ

ولو لم يكن في هذا كله شرفا وفضلا الا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام يصلي ويناجي ربه ويستقبل القبلة عند استفتاحه للصلاة كان يناجي ربه ويثني عليه بالذي هو اهله - 00:35:02ضَ

وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت. وانا اول المسلمين الله انت الملك - 00:35:26ضَ

لا اله الا انت انت ربي وانا عبدك ظلمت نفسي ظلما كثيرا. واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب الا انت واهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت - 00:35:44ضَ

الله اكبر واهدني باحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. ليس المهم ان تهدى الى الخلق بل الاهم ان تهدى لاحسن الخلق وهذه مراتب اصطفي الله لها من يشاء بفضله ومنه وكرمه جعلنا الله واياكم ذلك الرجل - 00:36:05ضَ

ان الاخلاق نعمة يرى الناس طلاب العلم متراحمين متواصلين متحابين. عيب عليك يا طالب العلم ان تشين مجالسه بفعل ما لا يليق او قول ما لا يليق او رفع الصوت وكأنك في الاسواق - 00:36:28ضَ

وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا وقف بين يدي ربه امر بان يكون وراءه وان يليه اولو الاحلام وان يبتعد عنه اهل الهيشاء فلا تكون وراء فلا تكون وراءه هيشات الاسواق - 00:36:47ضَ

عيب يا طالب العلم ان تشان مجالس العلم بالسب والشتم واللعن عيب عليك ان تأتي باخلاق الجاهلية ونعرات الجاهلية الى مجالس تحفها الملائكة وتنتقص هذا للونه وتنتقص هذا لحسبه ونسبه. ان الله مطلع على قلبك - 00:37:02ضَ

تزن الناس بتقوى الله وتعلم ان الله يسمعك وان الله يراقبك لان هذا العلم مبني على الخشية لا تترك لنفسك لا تطلق العنان لنفسك ولا تطلق لهواك تفعل ما تشاء في مجالس العلم تتكلم على هذا. وتهين هذا وترفع صوتك على هذا. هذا لا يليق بطالب العلم - 00:37:26ضَ

يرتدع طالب العلم يقال لطلاب العلم ذلك. ويوصوا به حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها فلربما كان طالب العلم كاحسن ما يكون في الطلب ثم يجلس المجلس فيقول الكلمة الجارحة النابية - 00:37:51ضَ

التي لو مزجت بماء البحر لامتنته لم يجامل النبي صلى الله عليه وسلم في سلامة القلوب وطهارتها صفوة هذه الامة وهم اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم ولما قال ابو ذر رضي الله عنه وارضاه ما قاله - 00:38:11ضَ

لبلال قال له النبي صلى الله عليه وسلم انك امرؤ فيك جاهلية يترفع طالب العلم لان اهل العلم رفعهم الله ونفعهم بما سمعوا وبما قرأوا في كتاب ربهم ان لا فضل لعربي على عجمي - 00:38:30ضَ

ولا لابيظ على اسود ولا لغني على فقير الا بتقوى الله جل جلاله وتوطن نفسك على ذلك ويعلم الله منك ذلك فاذا كنت كذلك قذف الله في قلوب الناس حبك - 00:38:49ضَ

من الناس من ارتفعت منزلته فكان موطأ الكنف وكان اذا جاءه الفقير يسلم عليه عامله كأنه يسلم على اغنى الناس فقالوا له انك تصنع شيئا قل ان يسمعه احد اذا جاءك الرجل الظعيف - 00:39:05ضَ

عاملته معاملة عجيبة قال نعم لانني اذا جاءني الفقير تصبرت كانه اغنى الناس فاذا سلم علي رددت سلامه كأن رجلا عظيما يسلم عليه واذا صافحني صافحته واذا عانقني عانقنه عانقته - 00:39:28ضَ

هؤلاء هم كرام كرام في انفسهم حرمت نفوسهم فكرمت عشرتهم اهل الخصال كريمة والاخلاق المستقيمة واولى الناس بذلك طلاب العلم ولذلك ضرب السلف الصالح من ائمة العلم المثل الاعلى في مكارم الاخلاق في مجالس العلم - 00:39:49ضَ

وترجمت التراجم وقل ان يذكر احدهم بسوء في مجلس العلم لانهم كانوا حافظين لحق العلم وكانوا على خشية من الله سبحانه وتعالى فينبغي لطالب العلم ان يستشعر هذا الحق حق اخوانه - 00:40:12ضَ

ومما يدل على حب طالب العلم لاخيه المسلم انه يعينه على طلبه للعلم فاذا رأيت اخاك يحتاج الى معونة في فهم مسألة وكشف معضلة افهمته ان كنت تملك ذلك والا دللت - 00:40:31ضَ

على من يبين له ذلك وتحرص على ان تقدم لاخيك ما تستطيع وهذا كله من حفظ العهد فان الصحبة عهد بين الصاحب وصاحبه فكيف اذا كانت الصحبة في اشرف شيء - 00:40:51ضَ

واقدس شيء وهو ميراث النبوة تجالس الناس في مجالس العلم يحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك يتمنى لهم كل خير ومن بلغه الله فاصبح يحب للمسلمين الخير - 00:41:08ضَ

فانه اولى الناس برحمة الله وليس ادل على ذلك والدلائل كثيرة ومنها ما ثبت في الحديث الصحيح ان رجلا مر على غصن شوك رآه في طريق الناس وقال لانحين هذا الشوك - 00:41:28ضَ

عن طريق المسلمين لا يؤذيهم. انظروا الشفقة على المسلمين هذا هو السبب الباعث انه يحب الخير للمسلمين ويكره الشر قال صلى الله عليه وسلم فزحزحه عن الطريق فغفرت له ذنوبه - 00:41:48ضَ

اصبح في ذلك اليوم وهو لا يدري ان السعادة كتبت له اصبح في ذلك اليوم وهو لا يدري انه سيزحزح عن نار جهنم لان من غفرت ذنوبه امن من النار - 00:42:08ضَ

ومن غفرت ذنوبه امن من مكاره الدنيا ومصائبها. فكما انه امن المسلمين في طريقهم امنه الله بمغفرة ذنبه كل من غيب في قلبه الخير للمسلمين لن يعدم من ربه الخير - 00:42:25ضَ

وكل من غيب في قلبه محبة المسلمين ومحبة الخير لهم والتواضع لهم وتوطئة الكنف لهم صغار المسلمين كبار في عينه يرحمهم. ويعطف عليهم ويشفق عليهم. من هنا يبدأ طالب العلم. لانه غدا - 00:42:43ضَ

وهو العالم وغدا باذن الله هو القدوة. فاذا جاءه الصغير في حاجته قضى له الحاجة واذا جاءه كبير في حاجته قضى له الحاجة كما كان بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه - 00:43:02ضَ

فاذا كان يعجز عن اخلاق الكرام وهو في مجالس العلم. وفي صحبة الصفوة وهم طلبة العلم. فوالله انه لاعجز اذا خرج للناس ونعوذ بالله من ذلك ونسأل الله ان يسلمنا من منكرات الاخلاق - 00:43:18ضَ

وان يصرف عنا شرها وسيئها لا يصرف شأننا سوءها وسيئها الا هو ومما ينبغي على طالب العلم ان يوطن نفسه عليه الجد والاجتهاد في طلبه للعلم فان من جد في هذا العلم وتعب ونصب - 00:43:35ضَ

وسهر الليالي وافنى عمره في تحصيل هذا العلم النافع الذي هو ميراث النبوة فان الله يعظم اجره بذلك. ويجزل مثوبته وحري بمن تعب في اول العلم ان يرتاح في اخره - 00:43:53ضَ

وان يرفع الله درجته بذلك العلم وان يبارك له في تحصيله ولذلك قال حبر الامة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ذللت طالبا وعززت مطلوبا ولا يمكن للانسان ان يصيب من هذا العلم - 00:44:12ضَ

درجاته العلى ولا ان يصيب افضله واكمله الا اذا وفقه الله للصبر الذي يحب الله اهله الا اذا وفقه الله للصبر الذي اخبر الله بمعية اهله الله مع الصابرين. والله يحب الصابرين - 00:44:35ضَ

ان يصبر ويحتسب يقول الامة محتاجة لمن يعلمها تقول الامة محتاجة لمن يدلها على ربها ويرى في هذه الدنيا كيف من يلبس الحق بالباطل يرى كيف حال من يلبس الحق بالباطل - 00:44:56ضَ

وكيف زاغت به الافهام وكيف ظل به اقوام يأخذه الغيرة على الدين ويقول ساتعب وانصب تعلم وابين للناس دينها دين ربها وادلها على خالقها واجري على الله الصبر والتحمل والتجمل - 00:45:20ضَ

العلم امر مطلوب ولذلك السلف الصالح رحمهم الله صبروا وصابروا وكان عبد الله ابن عباس رظي الله عنهما القبس النبراس قبر الامة وترجمان القرآن الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة المباركة - 00:45:42ضَ

واصاب بها السعادة والفضل والزيادة كان رضي الله عنهما مع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بقوله اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل هل قال رضي الله عنه ما دام ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:46:03ضَ

دعا لي بالفقه في الدين وعلم التأويل انا ساصبح عالم هل جلس في بيته كلا والله بل ذهب الى علماء الصحابة وقال لغلام من الانصار يوما من الايام يا فلان هلم نطلب العلم - 00:46:24ضَ

سخر ذلك الغلام وقال ايه يا ابن عباس اتحدثك نفسك ان تكون عالما فلم يلتفت وهذه سنة الله في كل من يطلب العلم انه لابد ان يحتقر وان يستهزأ به - 00:46:45ضَ

لانه يأخذ بميراث النبوة ولن تقلب صفحة في كتاب الله فيها خبر نبي الا وجدتها مقرونة ببلاء الاستهزاء والاستخفاء تسول لك نفسك ان تكون عالما الان يذهب الى مجلس العلم يقول لك انت اين ذاهب - 00:47:03ضَ

وكأن الانسان يضيع وقته او يضيع عمره وهو لا يدري انه يتخوض في رحمات الله فقال له اييه يا ابن عباس اتسول لك نفسك ان تكون عالما فما كان من ابن عباس رضي الله عنهما الا ان اعرض عن قوله - 00:47:23ضَ

وجد واجتهد في الطلب ومضى الى العلماء من الصحابة لزم زيد بن ثابت رضي الله عنه الصحابي الجليل الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو من كبار الصحابة وائمة العلم والفتوى فيهم - 00:47:41ضَ

فلزم زيدا حتى كان ينام على عتبة زيد رضي الله عنهما وارضاهما فلما توفي زيد بكى ابو هريرة رضي الله عنه وارضاه وقال لقد دفن الناس اليوم علما كثيرا ثم قال ولكن لعل الله ان يجعل لنا في ابن عباس منه خلفا - 00:48:00ضَ

نعم كلما سمعت يوما من الايام ان عالما توفي او قبضت روحه ولقي ربه فان ذلك يشهد همتك ويجعل الامر عليك عظيما لا تقل من انا حتى اطلب العلم انت طالب علم - 00:48:29ضَ

ما دمت تخرج الى العلم تحب العلم وتحب اهل العلم وتخرج الى حلق العلم فانت طالب علم اذا اردت وجه الله عز وجل حتى ولو تأخذ حديثا واحدا وانت طالب علم - 00:48:55ضَ

ولو جلست في مجلس وفهمت حكما واحدا من شرع الله فيك خير واراد الله بك خيرا وانت طالب علم كان بعض الصحابة يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر ليلة - 00:49:10ضَ

ومع ذلك يرجع الى قومه مذكرا بما علم لا تحتقر نفسك عليك ان تحب هذا العلم من كل قلبك وان تفني فيه عمرك وانت جد وتجتهد وتتعب وتنصب فاذا فعلت ذلك فان الله يفتح عليك - 00:49:26ضَ

وكم وكم كان هناك رجل هذا الرجل هو مشهور هو خليل ابن اسحاق الفقيه المالكي كان جنديا وذهب الى احد العلماء الاخيار يطلب العلم عليه الشيخ عبدالله المنوفي كان يذهب الى عمله فاذا انتهى من العمل يأتي الى شيخه ويجلس ويقرأ عليه الفقه - 00:49:46ضَ

نريد فقط ان يتعلم كيف يصلي ويصوم ويحج ويؤدي عبادته على نور من ربه فجاء يوما من الايام ولم يجد الشيخ وقصة مشهورة معروفة ما كان منه الا ان سأل اين ذهب الشيخ - 00:50:18ضَ

قالوا اكرمكم الله المكان الذي تجتمع فيه قاذورات البيت يسمى عندنا بالعرف بالبيارة ممتلئة وذهب ليحظر من يفرغها وافرغها ما افرغها من اجل انه يريد مالا افرغه لانه يعلم ان هذا شيخ وعالم - 00:50:39ضَ

يريد ان يفرغه لنفع الناس ما افرغه وهو يريد ثناء من الشيخ او من احد افرغها لانه عز عنده ان يرى هذا العالم يشغل عن دينه وعن نفع المسلمين بشيء من الدنيا - 00:51:03ضَ

فذل لربه فاعزه الله فجاء الشيخ بعد وقت ومعه من ينظف فرأى ذلك الطالب بحالته وقد قام بالامر تأثر اثرا عظيما ودعا له بالعلم ففتح الله عليه فالف حتى الف في العلم مختصر خليل الذي هو عمدة المالكية في الفقه كله - 00:51:19ضَ

هذا فضل من الله لا تقل من انا هذا جندي جاء يطلب العلم من اجل ان يعرف كيف يصلي ويصوم فضل الله عظيم ولئن صدقت مع الله ليصدقن الله معك - 00:51:48ضَ

الجد والاجتهاد في العلم والرغبة الصادقة في العلم لا يأتي الجد والاجتهاد الا من الرغبة الصادقة في العلم ومن صدق مع الله صدق الله معه ولا تقول تقدم سني وكبر سني ابدا - 00:52:03ضَ

ما بقي من العمر يستنفذ في طلب العلم حتى ولو طال عمر الانسان حتى يختم الله له بهذه الخاتمة يكون من ورثة الانبياء لا تقل من انا حتى اطلب العلم - 00:52:19ضَ

رشاش القفال له قصة ومعروفة حتى اصبح من علماء الشافعية وكبار علماء الشافعية هذي كلها فضائل ونوائل لا يحول بينك وبين الله شيء لان فضل الله عظيم والعلم كله بفظل الله - 00:52:34ضَ

ولذلك تجد ايات القرآن كلها وقال الذين اوتوا العلم اتيناه علمناه وعلمك ما لم تكن تعلم كله من الله فان صدقت مع الله صدق الله معك الجد والاجتهاد في طلب العلم والتفاني - 00:52:53ضَ

يكون بصدق الرغبة ولا شك ان هذه الرغبة كن صادقة وقوية لانها تعامل احب حبيب واقرب قريب انه السميع المجيب ربك الذي باراك وخلقك والذي تمسي وتصبح في نعمه تقول الله كريم - 00:53:13ضَ

فضل الله عظيم لا يحول بيني وبين العلم شيء تصدق الرغبة فيما عند الله ان يجعلك من اهل العلم وان ينفع الله بعلمك وان يفكه يفقهك في دينه وشرعه حتى تبلغ الدرجات العلا - 00:53:36ضَ

من الجنة بفضله ومنه سبحانه وتعالى الجد والاجتهاد في طلب العلم يعين على ضبطه واتقانه فاذا اتقن العبد العلم كان اجره في العلم اكثر واعظم وقل ان تجد احدا يتعب وينصب - 00:53:51ضَ

لطلبه للعلم الا وجعل الله علمه مقبولا بين الناس لان من صدق مع الله صدق الله معه والذي يسهر الليالي ويسافر ويتغرب الصحابة رضوان الله عليهم نفروا الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:54:12ضَ

وهجرة الوفود احدى انواع الهجر المعروفة كانت بعد فتح مكة بعد ان فتحت مكة اقبلت الناس يدخلون في دين الله افواجا واتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر لانه كثر الناس - 00:54:36ضَ

كما في صحيح مسلم في الصحيحين من حديث ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه في قصة المنبر قال انظري غلامك النجار فليصنع لي اعوادا اكلم عليها الناس. لانهم كثروا - 00:54:58ضَ

كلهم هاجروا وجاءوه في المدينة وامتلأت بهم المدينة كذلك الصحابة كانوا اذا ارادوا علموا ان النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي العبادة حرصوا على رؤيته والقرب منه والاخذ عنه ولما كانت حجة الوداع - 00:55:14ضَ

ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يريد الحج قال جابر فاقبل الناس على المدينة حتى امتلأت بهم سكك المدينة. لماذا قال لماذا كثرت بهم امتلأت بهم سكك المدينة؟ لان كل واحد منهم يقول اريد ان ارى كيف يحج رسول الله - 00:55:34ضَ

صلى الله عليه هاجروا ضحوا بالاوقات جابر رضي الله عنه وارضاه جابر ابن عبد الله ابن حرام رضي الله عنه وعن ابيه وعن الصحابة اجمعين تذكر حديثا من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:55:58ضَ

وهذا الحديث لا يحفظه الا صحابي كان هذا الصحابي خرج في الفتوحات الى مصر وخرج جابر رضي الله عنه وارضاه من المدينة الى مصر من اجل ان يسمع هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:56:18ضَ

خرج الى اخيه الصحابي وقرأ عليه الباب وخرجت مولاته سألت ثم اذنه بالدخول فلما رآه قال له ما اقدمك؟ قال قدمت لاسمع منك حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلمه غيرك - 00:56:38ضَ

الله اكبر منذ ان خرج من المدينة الى ان يعود والملائكة تخط له الحسنات لن يخطو طالب العلم خطوة الا رفعت له بها درجة وحطت عنه الخطايا ومحيت عنه الرزايا - 00:57:02ضَ

لن يتغرب ويذوق مضظ الغربة بعيدا عن اهله وولده او بعيدا عن والده ووالديه الا كتب الله اجره ولن يضحي بعمله وبالدنيا فيأتي ويجلس في مجلس ذكر لله وفي الله الا كتب الله اجره - 00:57:21ضَ

وبمجرد ان يخرج من اجل ان يشهد مشاهد الذكر تضع الملائكة اجنحتها له رضا بما يصنع من سلك طريقا يلتمس فيه علما علما نكرة من سلك طريقا يلتمس فيه علما يوم من الايام قالوا هناك درس علم - 00:57:40ضَ

ماذا اريد من هذه الدنيا؟ اريد ان اتعلم بسم الله وانت سلكت طريقا تلتمس فيه علما تجلس في مجالس العلم بالساعات لانك تلتمس طريقا تلتمس فيه علما هذا الحب يقرن بالتضحية - 00:58:03ضَ

الوصول لهذه الغاية الشريفة. العلم يحتاج الى تعب ونصب وتصبر وتصابر حتى ذكر بعض العلماء انه قل ان خاصة في القديم قل ان يطلب احد العلم الا وافتقر افتقر لانه ليس عنده وقت - 00:58:22ضَ

وليس معنى هذا ان نترك العيش ونترك الرزق لا انما هو المراد بيان شدة هذا العلم لماذا نقول الصبر في طلب العلم لان الله قص علينا قصة موسى عليه السلام - 00:58:41ضَ

موسى عليه السلام اوحى الله اليه ان بمجمع البحرين من هو اعلم منك عبد علمناه من لدنا علما فلما سمع موسى انظروا كيف الموفق الذي يحب العلم ويحب الوحي لما علم - 00:58:57ضَ

من ربه ان هذا الرجل اعلم منه تمنى لقاءه وقال لا ابرح ما استقر ولا ارتاح فرح بالمكان اذا جلس فيه لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا - 00:59:16ضَ

يعني دهرا طويلا. لا يمكن ان يقر لي قرار حتى انظروا كيف الهمة وهذا هو المغزى من ذكر قصة موسى عليه السلام انه نبي كلمه الله تكليما وقال له والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني - 00:59:35ضَ

تواضع للعلم ووطأ الكنف للعلم وخرج للعلم فقال لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا هذا النبي الكريم لما بلغ مجمع البحرين نسي الحوت طعامه وزاده القرآن فيها عبر - 00:59:53ضَ

الى وقفات وتستشعر هذه المعاني حينما تنزل نفسك وكأنك صاحب القصة هذا طعامهم طعامهما قد نسياه في هذا الموضع ثم مضي فلما مضى موسى عليه السلام قال اتنا غداءنا لقد لقينا - 01:00:14ضَ

من سفرنا هذا نصبا. اولا انه اصفر يعني ما بمعنى انه قطع مسافة بعيدة لقد اللام وقد لقينا اصابنا حل بنا. انا ليس شيء يستشعره انظروا الان هو في شدة النصب والتعب يريد ان يتذوق الطعام - 01:00:36ضَ

فاخبره مولاه انه قد نسي الطعام بمجمع البحرين. هل قال سارتاح ثم نذهب هنا بيت القصيد جائع وفي شدة الجوع وفي شدة النصب اذا به يرجع الى ماذا الى العلم؟ الى غذاء الروح - 01:00:59ضَ

الى غذاء الروح والروح اذا اغتدت بالوحي طاب طاب طعامها ومطعمها من تطعم الروح شيئا الذ ولا اسمى ولا اسمى ولا اجل من كلام الله سبحانه وتعالى ووحيه وديني هو الشرعي - 01:01:22ضَ

رجع مرة ثانية من اجل قال بعض العلماء فيه دليل على ان العلم لا ينال الا بالتعب والنصب وكان اذا نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم اخذه جبريل فغطه حتى رأى الموت - 01:01:41ضَ

صلوات الله وسلامه عليه يسمع منه الغطيط كغطيط البكر يغطوا قطيط البكر شد خناقه علي ليقتلني والمرء ليس بقتال هذا شيء تذكره العرب لشدة ما يجده الانسان من التعب والنصب. فالنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح - 01:01:58ضَ

من حديث صفوان ابن يعلى ابن امية عن ابيه يعلى ابن امية انه لما رجع من الطائف ومر بالجعران او الجعرانة لغتان وقال صفوان لعمر هل تستطيع ان تريني النبي صلى الله عليه وسلم وقت - 01:02:17ضَ

ما يوحى اليه فجاء رجل وقال يا رسول الله ما ترى في رجل احرم بالعمرة وعليه ما ترى لبس الجبة وعليه الطيب قال عليه الصاعقاء فنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم. فغطي صلوات الله وسلامه عليه - 01:02:34ضَ

قال فكشف عمر ابن الخطاب الرداء قال فاذا هو يغط كغطيط البكر من شدة ما يجد صلوات الله وسلامه وكان اذا نزل عليه الوحي وهو على البعير برك البعير ونزل عليه الوحي وفخذ الصحابي تحته فكادت - 01:02:54ضَ

الصحابي ان تنفصل لقد لقي الاهوال والشدائد بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه يأخذ جبريل ويضمه فيقول حتى يرى الموت ويقول له اقرأ يقول ما انا بقارئ فيأخذه ويضمه لكي تعلم ان هذا الوحي لا ينال بالتشهي ولا بالتمني ولكن بالصعوبات والمشاق - 01:03:13ضَ

فاصبر رحمك الله وصابر واحتسب وخاصة اذا كان علم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأل الله بعزته وجلاله ان ان يرزقنا صدق الرقبة فيما عنده وان يمدنا بحوله وقوته ومعونته - 01:03:36ضَ

ان يرزقنا الفقه في دينه وشرعه وان يجعلنا هداة مهتدين والحديث في اداب العلم يطول وباذن الله المجلس القادم سنتكلم عن الايات التي آآ نقف آآ لبيان ما اشتملت عليه لا نقول تفسير وما انا من اهل التفسير - 01:03:56ضَ

اسأل الله ان يرحم ضعفنا وان يجبر كسرنا ان يجعل علمنا حجة لنا لا علينا. وانا اتهيب الحقيقة وكان العلماء والصحابة رظوان الله عليهم من قبل والتابعون لهم باحسان يهابون القرآن ويهابون تفسير القرآن - 01:04:22ضَ

واخذنا ايات الاحكام لان فيها حاجة الناس بحاجة ماسة اليها والا فامر كتاب الله عظيم. ولذلك اذا نظرت الى تفسير السلف الصالح رحمهم الله الصحابة والتابعين لهم باحسان تجد الكلمة ومعناها - 01:04:41ضَ

لا تجد كلاما كثيرا ولا تجد شيئا زائدا الكلمة ومعناها من شدة الخوف من الله بل كان بعض العلماء اذا سئل عن الاية يقول تقول العرب في كذا كذا وكذا. تقول العرب في كذا كذا وكذا - 01:04:58ضَ

يقول انت دائما تقول تقول نعم لاني اذا لقيت ربي وسألني عن كلامه لا اتحمل مسؤولية تفسيره اقول ان هذا القرآن بلسان عربي فانت تسألني عن هذه الكلمة واقول العرب معنى هذه الكلمة عند العرب - 01:05:18ضَ

في لغتها كذا وكذا من شدة الورع وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم اي سماء تقلني واي ارض اي سماء تظلني واي ارض تقلني اذا قلت في علم الله في كتاب الله ما لا علم لي - 01:05:32ضَ

عظيم القرآن وينبغي للمسلم دائما ان ان يحذر من ان يقول على الله بدون علم وان يأخذ الحذر في تفسير كتاب الله. ايات الاحكام هي الايات المشتملة على العبادات على احكام العبادات والمعاملات - 01:05:48ضَ

العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج الايمان والنذر والجهاد ونحوها من العبادات والمعاملات منها ما يكون ما لي البيع والاجارة والوكالة والكفالة والشركة وغيرها من المعاملات وسواء كانت متعلقة بالدنيا كالبيع والايجارة او كانت متعلقة بما بعد الموت - 01:06:06ضَ

الفرائض والوصايا هذي كلها بينها كتاب الله عز وجل بين اصولها واحيانا يفصل فيها وبينت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك المعاملات المتعلقة بالانكحة اثبات العقد من عقد النكاح - 01:06:33ضَ

وشروط صحته كالمهر وغيره اه ذكرها ذكرتها نصوص القرآن واعتنت السنة ببيان مجملها وتقييد مطلقها وتخصيص عمومها وكذلك ايضا هناك معاملات متعلقة الجنايات والحدود الجناية على الاطراف والجناية على الاعضاء - 01:06:53ضَ

الاطراف والاعضاء والجناية على النفس لازهاقها وقتلها والجناية بالجروح ونحوها هذه كلها وردت اصولها في كتاب الله عز وجل وسنتعرض لهذه الايات الحقيقة سنبدأ بما يتعلق بالصلاة وسيكون ان شاء الله حديثنا - 01:07:17ضَ

المجلس القادم في في قوله تعالى نرى تقلب وجهك في السماء ابين هذه الاية وما يتعلق في شروط صحة الصلاة في هذه الاية وغيرها تجمع الايات المتعلقة بالشروط مع بعضها - 01:07:42ضَ

ويكون هناك تصور قريب من متكامل او قريب من الكمال حتى يلم طالب العلم الايات اذا كانت من النظائر يجمع بعضها مع بعض وهذا المنهج لا نلتزم فيه ترتيب السور - 01:08:01ضَ

انما يكون رأيت ان الافضل ان يكون بالفقه كفقه بالعبادات ثم المعاملات لان هذا اقرب وافضل ان شاء الله في تصوري ومراعاة النظم القرآني والتسلسل لا شك انه معتبر لكن قد في بعظ الاحيان يصعب على البعظ والا هو من اجمل واكمل - 01:08:23ضَ

وافضل وهو منهج العلماء من قبل في تفسير ايات الاحكام. لكن نحن لا نفسر فقد نتطفل والبضاعة مزجاة ونسأل الله ان يجبر الكسر وان يجعل فيها من الخير والنفع ما يرجى ويأمل. اه باذن الله سيكون الدرس بعد العصر - 01:08:44ضَ

يترك مجال للاسئلة اذا كان هناك وقت قبل المغرب ومن بعد المغرب سيكون ان شاء الله الدرس في اه شرح سنن الترمذي كما تم الاعلان نسأل الله ان يجعله علما نافعا وعملا صالحا - 01:09:05ضَ

نواصل ولا بعد المغرب طيب ناخذ سؤالا واحدا بسم - 01:09:19ضَ