اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد - 00:00:03
اهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء المبارك. واسأل الله عز وجل ان يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا اجمعين حلقة جديدة من برنامج اغرب من الخيال وموقف جديد من مواقف حبيبنا صلى الله عليه وسلم - 00:00:23
مهما كان الكريم كريما يا اخواني فان لهذا الحدود كرم لهذا الكرم حدود لكل نوع من انواع الاخلاق حد معين يتنافس الناس حتى يصلوا الى هذا الحد لكن الاخلاق النبوية كانت تفوق الحدود التي يتخيلها عامة الناس - 00:00:39
العرب بشكل عام كانوا يتميزون بالكرم كان يضرب المثل على سبيل المثال بحاتم الطائي انه كان من اكرم العرب ويقولون ان فلان هذا اكرم او قريب من كرم حاتم فيعتبر مضرب للمثل عند العرب بشكل عام - 00:00:58
لكن ما حدث مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم ليس في موقف واحد ولكن في مواقف عدة مبعثرة او متناثرة في حياتي من اولها الى اخرها. بل اني اكاد ان اجزم انه كان في هذا الكرم حتى قبل ان يبعث - 00:01:15
السيدة خديجة رضي الله عنها وارضاها عندما اه نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم الرسالة وكان يرجف فؤاده اول مرة تنزل عليه الرسالة كان مستغربا لهذا الحدث. كانت تقول له انك لا تصل الرحم - 00:01:31
وانك لتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق. يعني كلها امور فيها من الكرم وفيها من العطاء. هذا قبل الرسالة النبوية النبوية فما بالك بعد ان نزل عليه القرآن الكريم وبعد ان عرف انه رسول رب العالمين. الموقف الذي بين ايدينا الان موقف حدث له - 00:01:45
صلى الله عليه وسلم مع حكيم ابن حزام حكيم ابن حزام هذا رجل من كبار اشراف قريش. والموقف الذي بين ايدينا حدث بعد موقعة حنين وبعد الغنائم الكثيرة التي آآ حصل عليها الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنون بعد هذه الموقع الفاصلة مع المشركين - 00:02:05
حكيم ابن حزام من مسلمي الفتح مسلمو الفتح هؤلاء مجموعة كبيرة جدا من اشراف مكة اسلمت بعد فتح مكة والجو العام يوحي ان هذه المجموعة لم تكن لتؤمن لولا ان دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحا في مكة. يعني ظل - 00:02:25
قاوم الاسلام حتى اللحظات الاخيرة من حياتها ولكن عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا دخلوا جميعا في الاسلام والناظر لاسلامهم يقول انهم اسلموا مضطرين. هؤلاء هم واشراف مكة حاربوا سنين طويلة ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا فما كان لهم الا ان يسلموا في هذه الظروف الصعبة - 00:02:45
والرسول عليه الصلاة والسلام كان يدرك ذلك منهم وكان يريد ان يتألف قلوبهم على الاسلام. يعني يعطيهم من الاموال حتى يحببهم في الاسلام فيسلموا. طبعا حد ممكن يقول يعني هذا - 00:03:06
العطاء يعطي اسلاما ضعيفا اسلاما هشا لان الانسان هنا اسلم من اجل المال. ونحن نقول نعم الاسلام في بدايته يكون هشا بهذه الصورة. لكن عندما يدخل هذا الانسان الى حظيرة الاسلام بعد هذا العطاء ويعيش في البيئة الاسلامية ويسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:03:19
ويسمع القرآن الكريم ويعيش في جو الصحابة ويعيش في هذه في هذا الموطن البعيد عن المعاصي والبعيد عن الشرك فانه يحسن اسلامه مع مرور الوقت. وهذا ما حدث مع معظم - 00:03:40
هنا دخلوا في الاسلام بهذه الصورة الرسول عليه الصلاة والسلام بعد موقعة حنين جاءته الغنائم الكثيرة الاف مؤلفة من الابل الاف مؤلفة من الشياه الكميات ضخمة جدا من الذهب والفضة. عدد كبير جدا من السبايا. فبدأ يوزع هذا العطاء الكبير على اشراف مكة. فجاءه حكيم - 00:03:54
ابن حزام حكيم ابن حزام هذا غني من اغنياء قريش كرجل من اشراف قريش وقديم جدا جدا في الشرف لعلنا نتذكر موقف من مواقف السيرة انه هو الذي اهدى السيدة خديجة رضي الله عنها وارضاها غلاما. كان زيد ابن حارثة رضي الله عنه وارضاه - 00:04:15
السيدة خديجة بعد كده اهدت زيد ابن حارثة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والرسول صلى الله عليه وسلم تبناه وسماه زيد بن محمد ثم بعد ذلك يعني آآ آآ اعتقه وعرف بين الناس بزيد ابن حارثة بعد الاسم الاصلي بعد ان نهى رب العالمين سبحانه - 00:04:35
طبعا التبني لكن الشاهد او اللقطة في الحدث ان حكيم ابن حزام كان غنيا منذ قديم كان يملك العبيد وكان يهدي هؤلاء عبيد ومن هؤلاء ما اهداه للسيدة خديجة قبل البعثة النبوية. فرجل ضارب في الشرف وضارب في الغنى منذ زمن طويل. ومع ذلك يا اخواني - 00:04:52
عندما حاز الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الغنائم الهائلة ما استطاع حكيم الحزام ان يمسك نفسه رأى اموال ضخمة جدا في يد الرسول عليه الصلاة والسلام فذهب اليه وقال له يا رسول الله اعطني - 00:05:13
وهو ده الموقف اللي احنا بصدده اليوم. فعلا موقف اغرب من الخيال. يقول له يا رسول الله اعطني فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الابل مئة من الابل. الرقم ده لعلنا نقرأه في صفحات التاريخ ونمر عليه مرورا مرور الكرام. لكن سبحان الله تدبر معي في هذا العطاء - 00:05:27
مئة من الابل يعني في زماننا الان مئة سيارة تقريبا. الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة الى المدينة المنورة واراد المشركون ان يضعوا دية لمن يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العطاء سيكون - 00:05:48
اللي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأس الصديق رضي الله عنهم عندما خرجوا من مكة الى المدينة المنورة مهاجرين قال الكفار في ذلك الوقت لمن اتى بمحمد صلى الله عليه وسلم مئة من الابل. يعني هذا رقم ضخم جدا على خطورة هروب او خروج الرسول عليه الصلاة والسلام او هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة - 00:06:05
الى المدينة هذا الامر الخطير جدا جدا رصد له المشركون في ذلك الوقت مئة من الابل. الان الرسول عليه الصلاة والسلام يعطي هذا العطاء في لحظة واحدة مئة من الابل - 00:06:25
عندما عندما طلب منه حكيم هزا من العطاء فقال له عندما شاهد مائة من الابل هذا رقم طبعا اذهله فقال يا رسول الله اعطني مرة ثانية يعني زي ما بيقول مئة من الابل ما كفهوش. فقال يا رسول الله اعطني مرة ثانية. فاعطاه - 00:06:36
صلى الله عليه وسلم مائة اخرى من الابل. المية التانية فقال له يا رسول الله اعطني فاعطاه المئة الثالثة وبذلك صار عنده ثلاثمائة من الابل لعلنا نقول في دقيقة او دقيقتين. الحوار بتاعنا ده كله يا اخوانا ما خدش دقيقة او دقيقتين فصار - 00:06:53
وعنده ثلاثمائة من الابل انت عايز تتدبر في هزا الموقف تعالى نراجع الموقف باحداثيات او باليات العصر الزي نعيش فيه الان مئة من الابل تساوي قد ايه دلوقتي في زمنا احنا في سنة الفين واتناشر دلوقتي - 00:07:14
الابل تقريبا من خمستاشر لعشرين الف جنيه مصري في زماننا الان يعني احنا بنتكلم لو بطمن الابل عشرين الف جنيه مصري يعني معنى كده انه ادى له في لحظة اتنين مليون جنيه - 00:07:29
فقال له اعطني فاداله اتنين مليون تانيين. فقال له اعطني فادا له اتنين مليون. تلتين يعني كده يبقى معه ستة مليون جنيه في لحظة واحدة ولما الرسول عليه الصلاة والسلام شاف في عينيه لسه الطلب لسه عايز وعايز الاموال هائلة لا حصر لها - 00:07:42
قال له يا حكيم ان هذا المال حلو خضر. يعني انا مقدر الفتنة التي انت فيها مقدر الوضع الذي جعلك تطلب وانت عزيز وانت شريف تمد يدك الرسول عليه الصلاة والسلام تطلب اعطني اعطني اعطني فقال يا حكيم ان هذا - 00:07:58
مال حلو خضر فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه يعني اللي ياخده نفسه عزيزة مش عمال يمد ايديه ويطلب مرة ويطلب التانية ويطلب التالتة. فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه - 00:08:16
ومن اخذه باستشراف نفس وتشوف لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع. واليد العليا خير من اليد السفلى اليد العليا التي تعطي خير من اليد السفلى التي تأخذ - 00:08:33
الذي يأخذ هذا المال بسخاوة نفس ربنا سبحانه وتعالى يبارك له في هذا المال والذي يأخذه باستشراف النفس يذل نفسه يضع نفسه في الموقف الدون اليد العليا خيرا من اليد السفلى. يضع نفسه في اليد السفلى هذا ويمد يده الى هذا وهذا ويطلب. حتى وان كان يطلب - 00:08:52
من الابل يطلب رقما كبيرا. هذا لا يبارك الله عز وجل له في هذا المال. لم يبارك له فيه. وكان كالذي يأكل ولا يشبع عمره ما هيبطل سؤال للناس عمره ما هيبطل طلب فكان درس تربوي رائع لكن الموقف الغريب فعلا ان الرسول عليه الصلاة والسلام هانت عليه هذه الاموال حتى اعطى - 00:09:11
ما يوازي في زماننا الان ستة ملايين من الجنيهات في موقف واحد. هل ممكن ده يحصل في اي حتة في الدنيا؟ والله ما رأيته. انا قرأت التاريخ في قديمي وفي حديثه في تاريخ المسلمين وفي غير المسلمين - 00:09:34
ما شاهدت عطاء مثل عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لما الرسول عليه الصلاة والسلام قال الكلمتين دولت لحكيم ابن حزام اتهز هزوا الموقف فرد المئة الثالثة ورد المئة الثانية - 00:09:49
يعني اكتفى بمائة واحدة من الابل اللي خدها في الاول. وقال والله يا رسول الله لا ارزق احدا بعدك بعد اليوم احدا شيئا يعني لن اخذ لن ارزق يعني لن انقص. لن انقص احدا من ما له شيئا بعد هذه اللحظة. لن امد يدي الى احد - 00:10:05
بعد ذلك بالسؤال. ابدا وهذا كان عهد صدق خد مية من الابل وقال له بعد كده عمري ما هطلب من حد حاجة تاني. استفدت من الدرس انتم اتعلمتوا وفهمت يعني ايه الواحد ممكن يزل نفسه ويعني ايه الواحد ممكن يرفع راسه. مرت الايام يا اخواني ويا اخواتي - 00:10:26
ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حكيم ابن حزام في زمن الصديق رضي الله عنه وارضاه تأتي الاموال الى الصديق من هنا وهناك وقد فتحت البلاد. فتحت فارس وفتحت - 00:10:45
قوم وكثرة الاموال في الدولة الاسلامية وكان يأتي العطاء الى ابي بكر الصديق فيعطي منه المسلمين فكان يأتي بحكيم ابن حزام ليعطيه فيقول لا قد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ارزق احدا بعده شيئا. وكان يرفض ان يأخذ العطاء. يقول له هذا حقك. كل المسلمين - 00:10:57
يأخذون. قال لا انا لن اخذ الا من تجارتي. ما اخذ عطاء بعد هذا اليوم. ومات الصديق رضي الله عنه وارضاه. وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وكان يعطي حكيما العطاء فيرفض حكيم ابن حزام رضي الله عنه وارضاه - 00:11:20
زي ما كنا بنقول كان اسلم من اجل المال ثم حسن اسلامه وزهد في هذه الدنيا. فكان عمر يصر عليه ان يأخذ العطاء. ويرفض حكيم ابن حزام ويقول لقد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ارزق احدا بعده شيئا. وكان سيدنا عمر يرفض هذا الامر ويضع المال - 00:11:35
في بيت مال المسلمين وينادي على الناس ويقول ايها الناس ها انا اعطي حكيما عطاءه فيرفض. وعطاءه في بيت المال. ان اراد ان يأخذه في اي وقت او في اي يوم - 00:11:55
وهو له لكن حكيم رضي الله عنه وارضاه ما سأل احدا شيئا بعد ذلك. لدرجة انه لما يركب الابل بتاعته ويقع منه الصوت اللي ماسكه عشان يقود به الدابة. يقع منه الصوت على الارض لا يسأل احدا من الناس ان يعطيه هذا الصوت. انما ينزل من فوق الابل ويأخذ الصوت - 00:12:10
ويصعد مرة ثانية فوق الابل لانه عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا ياخز شيئا لكن اللقطة والموقف والشاهد ما رأيناه من حبيبنا صلى الله عليه وسلم خلي بالك الرسول عليه الصلاة والسلام يعطي عطاء - 00:12:30
رجل لم يعش حياة طويلة في الغنى. انما عاش طول حياته فقير صلى الله عليه وسلم واتى له هذا المال فجأة. ناس كتير يا اخوانا من الفقراء عندما يأتيه هذا المال تذهل عن الفكر تماما تطيش عقولها - 00:12:44
اضطرب افئدتها تفتن في هذا المال الكثير مش متعود على هذا المال الضخم لكن سبحان الله الرسول عليه الصلاة والسلام عندما اجاءه هذا المال اعطى هذا العطاء في منتهى البساطة وفي منتهى السهولة. ولم يكن هذا امرا خاصا بحكيم ابن حزام. سبحان الله! كان امرا متكررا - 00:13:01
مع حكيم ومع غيري من الصحابة. مع كل مسلمي الفتح اعطاهم صلى الله عليه وسلم اعطاهم ثم اعطاهم ثم اعطاهم ثم اعطاهم الموقف اللي شفناه مع حكيم بن حزام لعله كان من التكرار ما حدث مع ابي سفيان وابو سفيان رضي الله عنه - 00:13:20
وارضاه اسلم في ظروف صعبة للغاية. وموقف الرسول عليه الصلاة والسلام مع ابي سفيان لعله اعجب واغرب من الخيال واغرب من موقفي مع حكيم ابن حزام لكن نعرف ما حدث مع ابي سفيان بعد الفاصل فابقوا معنا - 00:13:40
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله شفنا قبل الفاصل العطاء العجيب اغرب من الخيال من حبيبنا صلى الله عليه وسلم الى حكيم ابن حزام رضي الله عنه وارضاه - 00:13:56
وقلنا ان هذا لم يكن موقفا فرديا مع حكيم ابن حزام انما كان موقفا متكررا مع ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه زعيم قريش الذي دخل الاسلام مضطرا كذلك لكن حسن اسلامه بعد ذلك. دخل الاسلام مضطرا وكان يرفض - 00:14:08
ان يشهد انه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لكن شهد بها والجيوش الاسلامية تدخل الى داخل مكة. بعد موقعة حنين وقد كثر عطاء وكثرة الاموال في يد الرسول عليه الصلاة والسلام ذهب كما ذهب حكيم ابن حزام وشرحنا ذلك قبل الفاصل ذهب ابو سفيان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:24
وكان يلمح له في بداية الامر يقول له يا رسول الله صرت اكثر اهل قريش مالا شاف اموال غير طبيعية. طبعا ابو سفيان من اغنى اغنياء قريش. وسيد مكة ست سنين متصلة. يعني منز مات ابو جهل في سنة اتنين هجري - 00:14:45
جري في موقعة بدر وصار ابو سفيان زعيم مكة. فقعد زعيم مكة من سنة اتنين هجرية لحد سنة تمانية هجرية عند فتح مكة ست سنين زعيم مكة اعزم مدن الجزيرة العربية قاطبة واعظم مدينة من مدن الله عز وجل رجل من اغنى الاغنياء رجل - 00:15:04
قيس من اشراف بني مخزوم وكان يتنافس في الشرف مع بني هاشم. الان سيد بني هاشم وسيد العالمين محمد صلى الله عليه وسلم هو اكثر قريش مالا وسيد بني مخزوم تحته الان. وهذا الكم الهائل من الاموال وهذا العطاء السخي من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:15:23
جعل ابو سفيان يذهب ويلمح لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه يريد المال. قال يا رسول الله صرت اكثر قريش مالا فتبسم حبيبنا صلى الله عليه وسلم. فهم مقصد ابي سفيان لكنه لم يتكلم. تبسم حبيبنا صلى الله عليه وسلم. فصرح ابو سفيان - 00:15:43
التلميح مش نافع صرح او ابو سفيان. قال يا رسول الله اعطني اعطني انظروا الى المال الذي اذهل الناس. الذي تعشط فيه العقول وذهلت فيه الافئدة. والرسول عليه الصلاة والسلام ينظر الى المال الذي في يده ولا - 00:16:03
اكترث به تماما. سبحان الله فقال ابو سفيان يا رسول الله اعطني فقال له صلى الله عليه وسلم قال لبلال كان يجلس الى جواري وكان الذي يمسك الاموال. كان وزير المالية ساعتها بلال ابن رباح. العبد الذي كان يباع - 00:16:18
ويشترى فقال له يا بلال زن لابي سفيان اربعين اوقية من الفضة واعطه مئة من الابل تخيل هذا العطاء زن له اربعين اوقية من الفضة واعطه مائة من الابل. احنا قلنا قبل كده المئة من الابل ديت اتنين مليون جنيه في زمنا دلوقتي. ومعها كمان اربعين اوقية - 00:16:34
من الفضة زهل ابو سفيان ما صدق نفسه هذا العطاء الضخم فقال يا رسول الله يزيد ابني ابني يزيد ابن ابي سفيان طب خلاص اديله من النية بتوعك لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان كريما واسع الكرم صلى الله عليه وسلم - 00:17:01
قال ومئة ليزيد وزن له يا بلال اربعين اوقية من الفضة. فقال ابو سفيان وابني معاوية ابني معاوية ابن ابي سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال زن له اربعين اوقية من من الفضة واعطه مائة من الابل - 00:17:19
هذا عطاء انا ما اتخيل ان له مثيل في التاريخ يا اخواني قال ابو سفيان عندما شاهد هذا العطاء المتكرر مرة والثانية والثالثة قال لقد حاربتك. حاربتك قبل ذلك. الان دخل الاسلام في قلبه عن عمق وعن يقين. قال لقد حاربتك - 00:17:39
فكنت نعم المحارب وسلمتك فكنت نعم المسالم فجزاك الله خيرا في الحروب كنت محاربا نبيلا. كنت محاربا شريفا لم تجهز على القتلى لم تمثل بالجثث. لم تفعل الافاعيل بالمدنيين. لم تفعل كذا وكذا. مما يفعله عامة الناس - 00:18:01
وكنت عند السلم عند العهد كنت افضل المعاهدين. والان عند العطاء انت افضل من اعطى فجزاك الله خيرا اه وشهد هنا شهادة الحق انه فعلا ان هذا رسول من عند رب العالمين وصار - 00:18:24
ابو سفيان رضي الله عنه وارضاه صحابيا جليلا وصار مجاهدا عظيما وفقد عينه في موقعة الطائف وفقد عينه الثانية في موقعة اليرموك فقد عينيه في سبيل الله وكان السبب عطاء من عطاء حبيبنا صلى الله عليه وسلم - 00:18:42
في يوم حنين هذا يا اخواني اعطى صلى الله عليه وسلم واعطى واعطى واعطى اعطى الاقرع ابن حابس سيد بني تميم مائة من الابل واعطى عيينة ابن حصن سيد بني فزارة مائة من الابل - 00:19:02
واعطى واعطى عباس ابن مرداس سيد بني سليم خمسين من الابل فاشتكى فاعطاه خمسين اخرى فزاده حتى وصل الى مائة من الابل واعطى واعطى واعطى حتى انتهت كل الغنائم في يده - 00:19:17
لم يبقي شيئا يعوض به فقر السنين الطويلة التي عاشها صلى الله عليه وسلم الرسول عليه الصلاة والسلام عاش سنوات كثيرة جدا يا اخواني ولعلنا نتعرض في هذه الحلقات ان شاء الله لبعض هذه المواقف عاش فقيرا لا يجد شيئا في بيته - 00:19:32
للطعام ولا للشراب عاش يربط على بطنه الحجر من الجوع صلى الله عليه وسلم. عاش لا يجد ما يستره من لباس. صلى الله عليه وسلم. وعندما جاءه هذا المال كله بهذه الصورة من الكرم غير المألوفة. لا اقول في العرب ولكن غير المألوفة في بني الانسان بشكل عام. تخيلوا في هذا - 00:19:48
اليوم في يوم حنين عندما كان يعطي هذا العطاء اعطى واعطى واعطى حتى فقد كل شيء. كل شيء انتهى فجاءه الاعراب ناس الاجلاف الذين لا يحسنون التعامل بالاخلاق التي بين الناس جاءه يريدون اي شيء - 00:20:10
منه حتى نزعوا عنه رداءه. كان يلبس جلبابا صلى الله عليه وسلم وفوقه رداء فنزعوا الرداء اخدوه اي شيء ياخدوه منه صلى الله عليه وسلم. فجاء جرى ورائهم صلى الله عليه وسلم وقال يا ايها الناس ردو علي ردائي. يعني حتى اللبس اللي لابسه - 00:20:28
ردوا علي ردائي. فوالذي نفسي بيده لو ان لي مثل شجر تهامة. شجر تهامة هذه غابات ضخمة جدا في جنوب الجزيرة العربية. بين السعودية وبين اليمن الان. فلو ان لي مثل - 00:20:45
شجر التهامة نعما لو عندي ابل بحجم شجر تهامة لقسمته بينكم. ثم لا تجدونني بخيلا ولا ابانا ولا كزوبا لكنهم خدوا الرداء بتاعه وجريوا الاعراب فقط كل شيء صلى الله عليه وسلم لان ده كان شيء طبيعي جدا جدا في حياته صلى الله عليه وسلم. كان دائما العطاء في كل احواله. قبل هذه الموقعة في حنين في يوم من الايام جاء - 00:20:59
غنائم كثيرة بين جبلين مجموعة من الاغنام بين جبلين فجاءه رجل وكان صلى الله عليه وسلم يريد ان يتألف الناس على الاسلام يعطيهم اي شيء لكن يفكرون في الاسلام فجاءه رجل ووقف بين يديه وقال هذا عطاء كبير يا محمد هذه شياه كثيرة. قال اتحبها - 00:21:25
قال نعم قال هي لك هي لك ولم يكن رجل مسلما في ظل هي لك. فاخذ الرجل وهو لا يصدق نفسه وعاد الى اهله. وقال جئتكم من عند الرجل الذي يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة. من لا يخشى الفقر. يا ايها الناس اسلموا. يا ايها الناس اسلموا - 00:21:45
فاسلم الناس ودخلوا في دين الله افواجا. والثمن بعض الشياه التي اعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الفقير ولغيره من الفقراء اي شيء كان يعطيه صلى الله عليه وسلم - 00:22:07
في يوم من الايام واحدة من السيدات الصحابيات الجليلات شافت الرسول عليه الصلاة والسلام محتاج الى لباس. لباسه فقير. لباسه مرقع ما عنده. يعني اه ثياب تستره سترا كبيرا كاملا فذهبت اليه ببردة نسجتها. عملت له كده ازار جميل وادته له هدية وقالت يا رسول الله نسجتها - 00:22:20
او لك بيدي لاكسوكها. عشان تلبسها. فاخذها كما يقول الراوي. الراوي سهل رضي الله عنه وارضاه. اخذها محتاجا لها. شف رواية سهل بتقول ايه؟ رواية في البخاري. يقول سهل رضي الله عنه وارضاه فاخذ محتاجا لها. ثم دخل بيته وخرج - 00:22:43
قد لبسها. تخيل انت من البرد هو مش عنده لبس وما صدق واحدة لبست يعني نسجت له بوردة يلبسها. دخل بسرعة لبس البوردة وخرج للناس وقد لبسها محتاجا لها فقال رجل من الصحابة نظر اليه وقال ما احسن هذه البردة؟ يا رسول الله ما احسن هذه البردة؟ اكسونيها يا - 00:23:03
رسول الله يعني هاتها لي ادهاني هدية والرسول عليه الصلاة والسلام سبحان الله ما كان يرد سائلا ابدا ما يرد سائلا ابدا ما يكون له انت وضعك كذا وانا وضعي كذا انا ما معي اليوم ما يرد سائلا قط صلى الله عليه وسلم - 00:23:27
لم فخلع البرد واعطاها للرجل الصحابة زعلوا الصحابة اللي قاعدين حوالين الرسول صلى الله عليه وسلم زعلوا وقالوا للرجل ما احسنت ما احسنت الفعل. انت تعلم انه لا يرد السائل - 00:23:45
واخذتها وهو محتاج لها. فقال والله ما اخذتها لالبسها. ولكن اخذتها لتكون كفني فقال سهل رضي الله عنه وارضاه راوي الحديث فكانت كفنه كفن فيها الرجل الصحابي بعد ذلك. لكن الشاهد واللقطة الرسول عليه الصلاة والسلام ازاي اعطى هذا العطاء حتى اللبس وهو بردان ما عندوش حاجة تستر جسمه - 00:24:00
وتقيه من البرد الا هذا العطاء اعطاه لهذا الرجل في منتهى البساطة لما نشوف الموقف ده مع موقف حكيم ابن حزام مع موقف ابي سفيان مع موقف الرداء الذي اخذوه منه في يوم حنين مع مواقف العطاء - 00:24:27
المتكررة احنا فقط في هذه الحلقة بنذكر بعض الامثلة عندما نرى هذه المواقف يا اخواني بكثرتها لابد ان نتساءل ما الذي كان يدفعه الى مثل هذا العطاء المتكرر ما الذي كان يدفعه الى مثل هذا الكرم غير الموجود حقيقة في بني الانسان - 00:24:44
سر كل هذا يا اخواني ويا اخواتي انه كان لا لا يرى للدنيا قدرا في عينيه ابدا هو الذي قال صلى الله عليه وسلم كما روى المستورد ابن شداد رضي الله عنه وارضاه كان يقول صلى الله عليه وسلم ما الدنيا في الاخرة - 00:25:03
الا كما يضع احدكم اصبعه في اليم فلينظر بما يرجع انا عايزكم تعملوا التجربة ديت. مرة كده وانت رايح اسكندرية ولا رايح جمصة ولا رايح اي بحر. حتى وانت واقف على نهر النيل - 00:25:21
حط صباعك في اليم كما وصف صلى الله عليه وسلم ما يعود في اصبعك من قطرات ماء قطرة او قطرتين او تلاتة هي دية الدنيا والذي امامك البحر الواسع اليمي الهائل الذي امامك هو الاخرة - 00:25:35
فكان صلى الله عليه وسلم يعطي من هاتين القطرتين قطرات التي جاءت من الماء عندما وضع اصبعه فيها ليشتري بذلك ما عند الله عز وجل جل ما عندكم ينفد وما عند الله باق - 00:25:53
اليم الواسع هو الاخرة. والدنيا بكل بهرجها. بكل سلطانها. بكل كنوزها بكل ذهبها بكل لفضتها كل هذه الدنيا التي كان يعطي منها الرسول عليه الصلاة والسلام هي التي تساوي في عينيه قطرة - 00:26:08
او قطرتان الاحاديث التي تعبر عن هذا الحجم الضئيل الدنيا في حياته صلى الله عليه وسلم احاديثها الا وكثيرة. كلها يعني معنى واحدا انه ما كان يتعلق بالدنيا بتاتا انما كانت عينه على الاخرة. عندما نفهم هذه المقارنة - 00:26:24
وعندما نعلم البون الشاسع بين الدنيا والاخرة عندها سيسهل علينا ان نعطي. ليس بالضرورة ان نعطي مليون او اتنين مليون كما كان يعطي صلى الله عليه وسلم لكن نعطي عطاء من لا يخشى الفقر - 00:26:45
والله سبحانه وتعالى يعوض وصدق حبيبي صلى الله عليه وسلم عندما قال والذي نفس محمد بيده ما نقص مال عبد من صدقة. اسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه - 00:26:59
وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا. انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:27:13
Transcription
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد - 00:00:03
اهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء المبارك. واسأل الله عز وجل ان يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا اجمعين حلقة جديدة من برنامج اغرب من الخيال وموقف جديد من مواقف حبيبنا صلى الله عليه وسلم - 00:00:23
مهما كان الكريم كريما يا اخواني فان لهذا الحدود كرم لهذا الكرم حدود لكل نوع من انواع الاخلاق حد معين يتنافس الناس حتى يصلوا الى هذا الحد لكن الاخلاق النبوية كانت تفوق الحدود التي يتخيلها عامة الناس - 00:00:39
العرب بشكل عام كانوا يتميزون بالكرم كان يضرب المثل على سبيل المثال بحاتم الطائي انه كان من اكرم العرب ويقولون ان فلان هذا اكرم او قريب من كرم حاتم فيعتبر مضرب للمثل عند العرب بشكل عام - 00:00:58
لكن ما حدث مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم ليس في موقف واحد ولكن في مواقف عدة مبعثرة او متناثرة في حياتي من اولها الى اخرها. بل اني اكاد ان اجزم انه كان في هذا الكرم حتى قبل ان يبعث - 00:01:15
السيدة خديجة رضي الله عنها وارضاها عندما اه نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم الرسالة وكان يرجف فؤاده اول مرة تنزل عليه الرسالة كان مستغربا لهذا الحدث. كانت تقول له انك لا تصل الرحم - 00:01:31
وانك لتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق. يعني كلها امور فيها من الكرم وفيها من العطاء. هذا قبل الرسالة النبوية النبوية فما بالك بعد ان نزل عليه القرآن الكريم وبعد ان عرف انه رسول رب العالمين. الموقف الذي بين ايدينا الان موقف حدث له - 00:01:45
صلى الله عليه وسلم مع حكيم ابن حزام حكيم ابن حزام هذا رجل من كبار اشراف قريش. والموقف الذي بين ايدينا حدث بعد موقعة حنين وبعد الغنائم الكثيرة التي آآ حصل عليها الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنون بعد هذه الموقع الفاصلة مع المشركين - 00:02:05
حكيم ابن حزام من مسلمي الفتح مسلمو الفتح هؤلاء مجموعة كبيرة جدا من اشراف مكة اسلمت بعد فتح مكة والجو العام يوحي ان هذه المجموعة لم تكن لتؤمن لولا ان دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحا في مكة. يعني ظل - 00:02:25
قاوم الاسلام حتى اللحظات الاخيرة من حياتها ولكن عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا دخلوا جميعا في الاسلام والناظر لاسلامهم يقول انهم اسلموا مضطرين. هؤلاء هم واشراف مكة حاربوا سنين طويلة ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا فما كان لهم الا ان يسلموا في هذه الظروف الصعبة - 00:02:45
والرسول عليه الصلاة والسلام كان يدرك ذلك منهم وكان يريد ان يتألف قلوبهم على الاسلام. يعني يعطيهم من الاموال حتى يحببهم في الاسلام فيسلموا. طبعا حد ممكن يقول يعني هذا - 00:03:06
العطاء يعطي اسلاما ضعيفا اسلاما هشا لان الانسان هنا اسلم من اجل المال. ونحن نقول نعم الاسلام في بدايته يكون هشا بهذه الصورة. لكن عندما يدخل هذا الانسان الى حظيرة الاسلام بعد هذا العطاء ويعيش في البيئة الاسلامية ويسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:03:19
ويسمع القرآن الكريم ويعيش في جو الصحابة ويعيش في هذه في هذا الموطن البعيد عن المعاصي والبعيد عن الشرك فانه يحسن اسلامه مع مرور الوقت. وهذا ما حدث مع معظم - 00:03:40
هنا دخلوا في الاسلام بهذه الصورة الرسول عليه الصلاة والسلام بعد موقعة حنين جاءته الغنائم الكثيرة الاف مؤلفة من الابل الاف مؤلفة من الشياه الكميات ضخمة جدا من الذهب والفضة. عدد كبير جدا من السبايا. فبدأ يوزع هذا العطاء الكبير على اشراف مكة. فجاءه حكيم - 00:03:54
ابن حزام حكيم ابن حزام هذا غني من اغنياء قريش كرجل من اشراف قريش وقديم جدا جدا في الشرف لعلنا نتذكر موقف من مواقف السيرة انه هو الذي اهدى السيدة خديجة رضي الله عنها وارضاها غلاما. كان زيد ابن حارثة رضي الله عنه وارضاه - 00:04:15
السيدة خديجة بعد كده اهدت زيد ابن حارثة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والرسول صلى الله عليه وسلم تبناه وسماه زيد بن محمد ثم بعد ذلك يعني آآ آآ اعتقه وعرف بين الناس بزيد ابن حارثة بعد الاسم الاصلي بعد ان نهى رب العالمين سبحانه - 00:04:35
طبعا التبني لكن الشاهد او اللقطة في الحدث ان حكيم ابن حزام كان غنيا منذ قديم كان يملك العبيد وكان يهدي هؤلاء عبيد ومن هؤلاء ما اهداه للسيدة خديجة قبل البعثة النبوية. فرجل ضارب في الشرف وضارب في الغنى منذ زمن طويل. ومع ذلك يا اخواني - 00:04:52
عندما حاز الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الغنائم الهائلة ما استطاع حكيم الحزام ان يمسك نفسه رأى اموال ضخمة جدا في يد الرسول عليه الصلاة والسلام فذهب اليه وقال له يا رسول الله اعطني - 00:05:13
وهو ده الموقف اللي احنا بصدده اليوم. فعلا موقف اغرب من الخيال. يقول له يا رسول الله اعطني فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الابل مئة من الابل. الرقم ده لعلنا نقرأه في صفحات التاريخ ونمر عليه مرورا مرور الكرام. لكن سبحان الله تدبر معي في هذا العطاء - 00:05:27
مئة من الابل يعني في زماننا الان مئة سيارة تقريبا. الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة الى المدينة المنورة واراد المشركون ان يضعوا دية لمن يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العطاء سيكون - 00:05:48
اللي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأس الصديق رضي الله عنهم عندما خرجوا من مكة الى المدينة المنورة مهاجرين قال الكفار في ذلك الوقت لمن اتى بمحمد صلى الله عليه وسلم مئة من الابل. يعني هذا رقم ضخم جدا على خطورة هروب او خروج الرسول عليه الصلاة والسلام او هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة - 00:06:05
الى المدينة هذا الامر الخطير جدا جدا رصد له المشركون في ذلك الوقت مئة من الابل. الان الرسول عليه الصلاة والسلام يعطي هذا العطاء في لحظة واحدة مئة من الابل - 00:06:25
عندما عندما طلب منه حكيم هزا من العطاء فقال له عندما شاهد مائة من الابل هذا رقم طبعا اذهله فقال يا رسول الله اعطني مرة ثانية يعني زي ما بيقول مئة من الابل ما كفهوش. فقال يا رسول الله اعطني مرة ثانية. فاعطاه - 00:06:36
صلى الله عليه وسلم مائة اخرى من الابل. المية التانية فقال له يا رسول الله اعطني فاعطاه المئة الثالثة وبذلك صار عنده ثلاثمائة من الابل لعلنا نقول في دقيقة او دقيقتين. الحوار بتاعنا ده كله يا اخوانا ما خدش دقيقة او دقيقتين فصار - 00:06:53
وعنده ثلاثمائة من الابل انت عايز تتدبر في هزا الموقف تعالى نراجع الموقف باحداثيات او باليات العصر الزي نعيش فيه الان مئة من الابل تساوي قد ايه دلوقتي في زمنا احنا في سنة الفين واتناشر دلوقتي - 00:07:14
الابل تقريبا من خمستاشر لعشرين الف جنيه مصري في زماننا الان يعني احنا بنتكلم لو بطمن الابل عشرين الف جنيه مصري يعني معنى كده انه ادى له في لحظة اتنين مليون جنيه - 00:07:29
فقال له اعطني فاداله اتنين مليون تانيين. فقال له اعطني فادا له اتنين مليون. تلتين يعني كده يبقى معه ستة مليون جنيه في لحظة واحدة ولما الرسول عليه الصلاة والسلام شاف في عينيه لسه الطلب لسه عايز وعايز الاموال هائلة لا حصر لها - 00:07:42
قال له يا حكيم ان هذا المال حلو خضر. يعني انا مقدر الفتنة التي انت فيها مقدر الوضع الذي جعلك تطلب وانت عزيز وانت شريف تمد يدك الرسول عليه الصلاة والسلام تطلب اعطني اعطني اعطني فقال يا حكيم ان هذا - 00:07:58
مال حلو خضر فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه يعني اللي ياخده نفسه عزيزة مش عمال يمد ايديه ويطلب مرة ويطلب التانية ويطلب التالتة. فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه - 00:08:16
ومن اخذه باستشراف نفس وتشوف لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع. واليد العليا خير من اليد السفلى اليد العليا التي تعطي خير من اليد السفلى التي تأخذ - 00:08:33
الذي يأخذ هذا المال بسخاوة نفس ربنا سبحانه وتعالى يبارك له في هذا المال والذي يأخذه باستشراف النفس يذل نفسه يضع نفسه في الموقف الدون اليد العليا خيرا من اليد السفلى. يضع نفسه في اليد السفلى هذا ويمد يده الى هذا وهذا ويطلب. حتى وان كان يطلب - 00:08:52
من الابل يطلب رقما كبيرا. هذا لا يبارك الله عز وجل له في هذا المال. لم يبارك له فيه. وكان كالذي يأكل ولا يشبع عمره ما هيبطل سؤال للناس عمره ما هيبطل طلب فكان درس تربوي رائع لكن الموقف الغريب فعلا ان الرسول عليه الصلاة والسلام هانت عليه هذه الاموال حتى اعطى - 00:09:11
ما يوازي في زماننا الان ستة ملايين من الجنيهات في موقف واحد. هل ممكن ده يحصل في اي حتة في الدنيا؟ والله ما رأيته. انا قرأت التاريخ في قديمي وفي حديثه في تاريخ المسلمين وفي غير المسلمين - 00:09:34
ما شاهدت عطاء مثل عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لما الرسول عليه الصلاة والسلام قال الكلمتين دولت لحكيم ابن حزام اتهز هزوا الموقف فرد المئة الثالثة ورد المئة الثانية - 00:09:49
يعني اكتفى بمائة واحدة من الابل اللي خدها في الاول. وقال والله يا رسول الله لا ارزق احدا بعدك بعد اليوم احدا شيئا يعني لن اخذ لن ارزق يعني لن انقص. لن انقص احدا من ما له شيئا بعد هذه اللحظة. لن امد يدي الى احد - 00:10:05
بعد ذلك بالسؤال. ابدا وهذا كان عهد صدق خد مية من الابل وقال له بعد كده عمري ما هطلب من حد حاجة تاني. استفدت من الدرس انتم اتعلمتوا وفهمت يعني ايه الواحد ممكن يزل نفسه ويعني ايه الواحد ممكن يرفع راسه. مرت الايام يا اخواني ويا اخواتي - 00:10:26
ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حكيم ابن حزام في زمن الصديق رضي الله عنه وارضاه تأتي الاموال الى الصديق من هنا وهناك وقد فتحت البلاد. فتحت فارس وفتحت - 00:10:45
قوم وكثرة الاموال في الدولة الاسلامية وكان يأتي العطاء الى ابي بكر الصديق فيعطي منه المسلمين فكان يأتي بحكيم ابن حزام ليعطيه فيقول لا قد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ارزق احدا بعده شيئا. وكان يرفض ان يأخذ العطاء. يقول له هذا حقك. كل المسلمين - 00:10:57
يأخذون. قال لا انا لن اخذ الا من تجارتي. ما اخذ عطاء بعد هذا اليوم. ومات الصديق رضي الله عنه وارضاه. وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وكان يعطي حكيما العطاء فيرفض حكيم ابن حزام رضي الله عنه وارضاه - 00:11:20
زي ما كنا بنقول كان اسلم من اجل المال ثم حسن اسلامه وزهد في هذه الدنيا. فكان عمر يصر عليه ان يأخذ العطاء. ويرفض حكيم ابن حزام ويقول لقد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ارزق احدا بعده شيئا. وكان سيدنا عمر يرفض هذا الامر ويضع المال - 00:11:35
في بيت مال المسلمين وينادي على الناس ويقول ايها الناس ها انا اعطي حكيما عطاءه فيرفض. وعطاءه في بيت المال. ان اراد ان يأخذه في اي وقت او في اي يوم - 00:11:55
وهو له لكن حكيم رضي الله عنه وارضاه ما سأل احدا شيئا بعد ذلك. لدرجة انه لما يركب الابل بتاعته ويقع منه الصوت اللي ماسكه عشان يقود به الدابة. يقع منه الصوت على الارض لا يسأل احدا من الناس ان يعطيه هذا الصوت. انما ينزل من فوق الابل ويأخذ الصوت - 00:12:10
ويصعد مرة ثانية فوق الابل لانه عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا ياخز شيئا لكن اللقطة والموقف والشاهد ما رأيناه من حبيبنا صلى الله عليه وسلم خلي بالك الرسول عليه الصلاة والسلام يعطي عطاء - 00:12:30
رجل لم يعش حياة طويلة في الغنى. انما عاش طول حياته فقير صلى الله عليه وسلم واتى له هذا المال فجأة. ناس كتير يا اخوانا من الفقراء عندما يأتيه هذا المال تذهل عن الفكر تماما تطيش عقولها - 00:12:44
اضطرب افئدتها تفتن في هذا المال الكثير مش متعود على هذا المال الضخم لكن سبحان الله الرسول عليه الصلاة والسلام عندما اجاءه هذا المال اعطى هذا العطاء في منتهى البساطة وفي منتهى السهولة. ولم يكن هذا امرا خاصا بحكيم ابن حزام. سبحان الله! كان امرا متكررا - 00:13:01
مع حكيم ومع غيري من الصحابة. مع كل مسلمي الفتح اعطاهم صلى الله عليه وسلم اعطاهم ثم اعطاهم ثم اعطاهم ثم اعطاهم الموقف اللي شفناه مع حكيم بن حزام لعله كان من التكرار ما حدث مع ابي سفيان وابو سفيان رضي الله عنه - 00:13:20
وارضاه اسلم في ظروف صعبة للغاية. وموقف الرسول عليه الصلاة والسلام مع ابي سفيان لعله اعجب واغرب من الخيال واغرب من موقفي مع حكيم ابن حزام لكن نعرف ما حدث مع ابي سفيان بعد الفاصل فابقوا معنا - 00:13:40
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله شفنا قبل الفاصل العطاء العجيب اغرب من الخيال من حبيبنا صلى الله عليه وسلم الى حكيم ابن حزام رضي الله عنه وارضاه - 00:13:56
وقلنا ان هذا لم يكن موقفا فرديا مع حكيم ابن حزام انما كان موقفا متكررا مع ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه زعيم قريش الذي دخل الاسلام مضطرا كذلك لكن حسن اسلامه بعد ذلك. دخل الاسلام مضطرا وكان يرفض - 00:14:08
ان يشهد انه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لكن شهد بها والجيوش الاسلامية تدخل الى داخل مكة. بعد موقعة حنين وقد كثر عطاء وكثرة الاموال في يد الرسول عليه الصلاة والسلام ذهب كما ذهب حكيم ابن حزام وشرحنا ذلك قبل الفاصل ذهب ابو سفيان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:24
وكان يلمح له في بداية الامر يقول له يا رسول الله صرت اكثر اهل قريش مالا شاف اموال غير طبيعية. طبعا ابو سفيان من اغنى اغنياء قريش. وسيد مكة ست سنين متصلة. يعني منز مات ابو جهل في سنة اتنين هجري - 00:14:45
جري في موقعة بدر وصار ابو سفيان زعيم مكة. فقعد زعيم مكة من سنة اتنين هجرية لحد سنة تمانية هجرية عند فتح مكة ست سنين زعيم مكة اعزم مدن الجزيرة العربية قاطبة واعظم مدينة من مدن الله عز وجل رجل من اغنى الاغنياء رجل - 00:15:04
قيس من اشراف بني مخزوم وكان يتنافس في الشرف مع بني هاشم. الان سيد بني هاشم وسيد العالمين محمد صلى الله عليه وسلم هو اكثر قريش مالا وسيد بني مخزوم تحته الان. وهذا الكم الهائل من الاموال وهذا العطاء السخي من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:15:23
جعل ابو سفيان يذهب ويلمح لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه يريد المال. قال يا رسول الله صرت اكثر قريش مالا فتبسم حبيبنا صلى الله عليه وسلم. فهم مقصد ابي سفيان لكنه لم يتكلم. تبسم حبيبنا صلى الله عليه وسلم. فصرح ابو سفيان - 00:15:43
التلميح مش نافع صرح او ابو سفيان. قال يا رسول الله اعطني اعطني انظروا الى المال الذي اذهل الناس. الذي تعشط فيه العقول وذهلت فيه الافئدة. والرسول عليه الصلاة والسلام ينظر الى المال الذي في يده ولا - 00:16:03
اكترث به تماما. سبحان الله فقال ابو سفيان يا رسول الله اعطني فقال له صلى الله عليه وسلم قال لبلال كان يجلس الى جواري وكان الذي يمسك الاموال. كان وزير المالية ساعتها بلال ابن رباح. العبد الذي كان يباع - 00:16:18
ويشترى فقال له يا بلال زن لابي سفيان اربعين اوقية من الفضة واعطه مئة من الابل تخيل هذا العطاء زن له اربعين اوقية من الفضة واعطه مائة من الابل. احنا قلنا قبل كده المئة من الابل ديت اتنين مليون جنيه في زمنا دلوقتي. ومعها كمان اربعين اوقية - 00:16:34
من الفضة زهل ابو سفيان ما صدق نفسه هذا العطاء الضخم فقال يا رسول الله يزيد ابني ابني يزيد ابن ابي سفيان طب خلاص اديله من النية بتوعك لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان كريما واسع الكرم صلى الله عليه وسلم - 00:17:01
قال ومئة ليزيد وزن له يا بلال اربعين اوقية من الفضة. فقال ابو سفيان وابني معاوية ابني معاوية ابن ابي سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال زن له اربعين اوقية من من الفضة واعطه مائة من الابل - 00:17:19
هذا عطاء انا ما اتخيل ان له مثيل في التاريخ يا اخواني قال ابو سفيان عندما شاهد هذا العطاء المتكرر مرة والثانية والثالثة قال لقد حاربتك. حاربتك قبل ذلك. الان دخل الاسلام في قلبه عن عمق وعن يقين. قال لقد حاربتك - 00:17:39
فكنت نعم المحارب وسلمتك فكنت نعم المسالم فجزاك الله خيرا في الحروب كنت محاربا نبيلا. كنت محاربا شريفا لم تجهز على القتلى لم تمثل بالجثث. لم تفعل الافاعيل بالمدنيين. لم تفعل كذا وكذا. مما يفعله عامة الناس - 00:18:01
وكنت عند السلم عند العهد كنت افضل المعاهدين. والان عند العطاء انت افضل من اعطى فجزاك الله خيرا اه وشهد هنا شهادة الحق انه فعلا ان هذا رسول من عند رب العالمين وصار - 00:18:24
ابو سفيان رضي الله عنه وارضاه صحابيا جليلا وصار مجاهدا عظيما وفقد عينه في موقعة الطائف وفقد عينه الثانية في موقعة اليرموك فقد عينيه في سبيل الله وكان السبب عطاء من عطاء حبيبنا صلى الله عليه وسلم - 00:18:42
في يوم حنين هذا يا اخواني اعطى صلى الله عليه وسلم واعطى واعطى واعطى اعطى الاقرع ابن حابس سيد بني تميم مائة من الابل واعطى عيينة ابن حصن سيد بني فزارة مائة من الابل - 00:19:02
واعطى واعطى عباس ابن مرداس سيد بني سليم خمسين من الابل فاشتكى فاعطاه خمسين اخرى فزاده حتى وصل الى مائة من الابل واعطى واعطى واعطى حتى انتهت كل الغنائم في يده - 00:19:17
لم يبقي شيئا يعوض به فقر السنين الطويلة التي عاشها صلى الله عليه وسلم الرسول عليه الصلاة والسلام عاش سنوات كثيرة جدا يا اخواني ولعلنا نتعرض في هذه الحلقات ان شاء الله لبعض هذه المواقف عاش فقيرا لا يجد شيئا في بيته - 00:19:32
للطعام ولا للشراب عاش يربط على بطنه الحجر من الجوع صلى الله عليه وسلم. عاش لا يجد ما يستره من لباس. صلى الله عليه وسلم. وعندما جاءه هذا المال كله بهذه الصورة من الكرم غير المألوفة. لا اقول في العرب ولكن غير المألوفة في بني الانسان بشكل عام. تخيلوا في هذا - 00:19:48
اليوم في يوم حنين عندما كان يعطي هذا العطاء اعطى واعطى واعطى حتى فقد كل شيء. كل شيء انتهى فجاءه الاعراب ناس الاجلاف الذين لا يحسنون التعامل بالاخلاق التي بين الناس جاءه يريدون اي شيء - 00:20:10
منه حتى نزعوا عنه رداءه. كان يلبس جلبابا صلى الله عليه وسلم وفوقه رداء فنزعوا الرداء اخدوه اي شيء ياخدوه منه صلى الله عليه وسلم. فجاء جرى ورائهم صلى الله عليه وسلم وقال يا ايها الناس ردو علي ردائي. يعني حتى اللبس اللي لابسه - 00:20:28
ردوا علي ردائي. فوالذي نفسي بيده لو ان لي مثل شجر تهامة. شجر تهامة هذه غابات ضخمة جدا في جنوب الجزيرة العربية. بين السعودية وبين اليمن الان. فلو ان لي مثل - 00:20:45
شجر التهامة نعما لو عندي ابل بحجم شجر تهامة لقسمته بينكم. ثم لا تجدونني بخيلا ولا ابانا ولا كزوبا لكنهم خدوا الرداء بتاعه وجريوا الاعراب فقط كل شيء صلى الله عليه وسلم لان ده كان شيء طبيعي جدا جدا في حياته صلى الله عليه وسلم. كان دائما العطاء في كل احواله. قبل هذه الموقعة في حنين في يوم من الايام جاء - 00:20:59
غنائم كثيرة بين جبلين مجموعة من الاغنام بين جبلين فجاءه رجل وكان صلى الله عليه وسلم يريد ان يتألف الناس على الاسلام يعطيهم اي شيء لكن يفكرون في الاسلام فجاءه رجل ووقف بين يديه وقال هذا عطاء كبير يا محمد هذه شياه كثيرة. قال اتحبها - 00:21:25
قال نعم قال هي لك هي لك ولم يكن رجل مسلما في ظل هي لك. فاخذ الرجل وهو لا يصدق نفسه وعاد الى اهله. وقال جئتكم من عند الرجل الذي يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة. من لا يخشى الفقر. يا ايها الناس اسلموا. يا ايها الناس اسلموا - 00:21:45
فاسلم الناس ودخلوا في دين الله افواجا. والثمن بعض الشياه التي اعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الفقير ولغيره من الفقراء اي شيء كان يعطيه صلى الله عليه وسلم - 00:22:07
في يوم من الايام واحدة من السيدات الصحابيات الجليلات شافت الرسول عليه الصلاة والسلام محتاج الى لباس. لباسه فقير. لباسه مرقع ما عنده. يعني اه ثياب تستره سترا كبيرا كاملا فذهبت اليه ببردة نسجتها. عملت له كده ازار جميل وادته له هدية وقالت يا رسول الله نسجتها - 00:22:20
او لك بيدي لاكسوكها. عشان تلبسها. فاخذها كما يقول الراوي. الراوي سهل رضي الله عنه وارضاه. اخذها محتاجا لها. شف رواية سهل بتقول ايه؟ رواية في البخاري. يقول سهل رضي الله عنه وارضاه فاخذ محتاجا لها. ثم دخل بيته وخرج - 00:22:43
قد لبسها. تخيل انت من البرد هو مش عنده لبس وما صدق واحدة لبست يعني نسجت له بوردة يلبسها. دخل بسرعة لبس البوردة وخرج للناس وقد لبسها محتاجا لها فقال رجل من الصحابة نظر اليه وقال ما احسن هذه البردة؟ يا رسول الله ما احسن هذه البردة؟ اكسونيها يا - 00:23:03
رسول الله يعني هاتها لي ادهاني هدية والرسول عليه الصلاة والسلام سبحان الله ما كان يرد سائلا ابدا ما يرد سائلا ابدا ما يكون له انت وضعك كذا وانا وضعي كذا انا ما معي اليوم ما يرد سائلا قط صلى الله عليه وسلم - 00:23:27
لم فخلع البرد واعطاها للرجل الصحابة زعلوا الصحابة اللي قاعدين حوالين الرسول صلى الله عليه وسلم زعلوا وقالوا للرجل ما احسنت ما احسنت الفعل. انت تعلم انه لا يرد السائل - 00:23:45
واخذتها وهو محتاج لها. فقال والله ما اخذتها لالبسها. ولكن اخذتها لتكون كفني فقال سهل رضي الله عنه وارضاه راوي الحديث فكانت كفنه كفن فيها الرجل الصحابي بعد ذلك. لكن الشاهد واللقطة الرسول عليه الصلاة والسلام ازاي اعطى هذا العطاء حتى اللبس وهو بردان ما عندوش حاجة تستر جسمه - 00:24:00
وتقيه من البرد الا هذا العطاء اعطاه لهذا الرجل في منتهى البساطة لما نشوف الموقف ده مع موقف حكيم ابن حزام مع موقف ابي سفيان مع موقف الرداء الذي اخذوه منه في يوم حنين مع مواقف العطاء - 00:24:27
المتكررة احنا فقط في هذه الحلقة بنذكر بعض الامثلة عندما نرى هذه المواقف يا اخواني بكثرتها لابد ان نتساءل ما الذي كان يدفعه الى مثل هذا العطاء المتكرر ما الذي كان يدفعه الى مثل هذا الكرم غير الموجود حقيقة في بني الانسان - 00:24:44
سر كل هذا يا اخواني ويا اخواتي انه كان لا لا يرى للدنيا قدرا في عينيه ابدا هو الذي قال صلى الله عليه وسلم كما روى المستورد ابن شداد رضي الله عنه وارضاه كان يقول صلى الله عليه وسلم ما الدنيا في الاخرة - 00:25:03
الا كما يضع احدكم اصبعه في اليم فلينظر بما يرجع انا عايزكم تعملوا التجربة ديت. مرة كده وانت رايح اسكندرية ولا رايح جمصة ولا رايح اي بحر. حتى وانت واقف على نهر النيل - 00:25:21
حط صباعك في اليم كما وصف صلى الله عليه وسلم ما يعود في اصبعك من قطرات ماء قطرة او قطرتين او تلاتة هي دية الدنيا والذي امامك البحر الواسع اليمي الهائل الذي امامك هو الاخرة - 00:25:35
فكان صلى الله عليه وسلم يعطي من هاتين القطرتين قطرات التي جاءت من الماء عندما وضع اصبعه فيها ليشتري بذلك ما عند الله عز وجل جل ما عندكم ينفد وما عند الله باق - 00:25:53
اليم الواسع هو الاخرة. والدنيا بكل بهرجها. بكل سلطانها. بكل كنوزها بكل ذهبها بكل لفضتها كل هذه الدنيا التي كان يعطي منها الرسول عليه الصلاة والسلام هي التي تساوي في عينيه قطرة - 00:26:08
او قطرتان الاحاديث التي تعبر عن هذا الحجم الضئيل الدنيا في حياته صلى الله عليه وسلم احاديثها الا وكثيرة. كلها يعني معنى واحدا انه ما كان يتعلق بالدنيا بتاتا انما كانت عينه على الاخرة. عندما نفهم هذه المقارنة - 00:26:24
وعندما نعلم البون الشاسع بين الدنيا والاخرة عندها سيسهل علينا ان نعطي. ليس بالضرورة ان نعطي مليون او اتنين مليون كما كان يعطي صلى الله عليه وسلم لكن نعطي عطاء من لا يخشى الفقر - 00:26:45
والله سبحانه وتعالى يعوض وصدق حبيبي صلى الله عليه وسلم عندما قال والذي نفس محمد بيده ما نقص مال عبد من صدقة. اسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه - 00:26:59
وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا. انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:27:13