الحمد لله لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو اللقاء الاخير من لقاءاتنا في تفسير سورة مريم عليها السلام كان من اوائل ما من اواخر ما اخذناه - 00:00:00
قوله جل وعلا والباقيات الصالحات خير ثوابا وخير مرد حيث ذكر الله جل وعلا المرد وهو يوم القيامة يوم الحسرة لان العباد ردون فيه الى الله جل وعلا وترد ارواحهم اليهم - 00:00:36
ثم قال تعالى افرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين مالا وولدا يعرض الله جل وعلا بذكري بعض اهل مكة الذين كان من شأنهم ان يقولوا بانه لا لا يوجد بعث - 00:01:00
ولن يحاسب الناس على اعمالهم ثم بعد ذلك قالوا ولو قدر ان الله جل وعلا بعثنا فان الله فيعطينا في ذلك اليوم مالا وولدا كثيرين عظيمين كما اتانا في الدنيا - 00:01:26
وهذا مناسبة ذكر هذه الايات في هذه السورة فان السورة قد جاءت في ذكري نفي الولد عن الله جل وعلا فناسب ان يذكر الله جل وعلا عددا من القصص التي تتعلق بالولد - 00:01:49
من مثل قصة زكريا ومن مثل قصة ابراهيم عليهم السلام فناسب ايضا ان يبين هنا ان الولد لا يصحب الانسان في جميع احواله وانما يصحبه في دنياه ان كان الله جل وعلا قد اصلحه - 00:02:10
قد ورد بالحديث ان الوليد بن المغيرة قال في هباب او وقيل بانه العاص بن ابن وائل والد عمرو بن العاص قال لخباب ابن الارت لما طالبه بسداد دين عليه - 00:02:37
قال لا والله لا اعطيك حتى تكفر بمحمد فقال لا والله لا اكفر بمحمد مي حيا ولا ميتا ولا حين تبعث قال ومبعوثون نحن؟ قال نعم. قال اذا ائتني بعد البعث - 00:03:00
سيكون لي هناك مال وولد فاعطيك فنزلت هذه الايات العظيمة افرأيت الذي كفر باياتنا اي كذب العلامات العظيمة والايات والبراهين الكبيرة الدالة على البعث وقال جهلا منه تجرأا منه على الله جل وعلا - 00:03:17
انني في يوم القيامة توت مالا وولدا فانه لما قال خير ثوابا وخيرا مردا قال في ذلك اليوم فيعطيني الله جل وعلا المال والولد ورد الله جل وعلا عليه ببرهان عظيم - 00:03:48
بسبر احواله. ما الذي يجعلك تقول هذه المقالة هل اطلعت على الغيب فهل عرفت ما سيكون في يوم القيامة وبالتالي تتكلم بذلك ام انك قد اتخذت عهدا عند الله جل وعلا بان يعطيك الله سبحانه وتعالى المال والولد في ذلك - 00:04:08
اليوم فكانت هذه هي المقالة الساخطة التي يدعي فيها هذا الرجل بان الله سيؤتيه يوم القيامة المال والولد مقالة غير مستندة على دليل ليس فيها عهد من الله وليس عند هذا الرجل علم ولا اطلاع بما - 00:04:38
يكون في يوم القيامة. ولذا قال الله تعالى كلا اي بان كلام هذا الرجل كلام خاطئ. لا يمت الى الحقيقة والصواب. بصلة ثم قال سنكتب ما يقول اي سنأمر الملائكة بكتبي مقالة هذا الرجل و - 00:05:03
ليحاسب عليها يوم القيامة فيأمر الملائكة بكتبها. ثم قال تعالى ونمد له من العذاب مدا. اي انه اذا جاء يوم القيامة سنعذبه بانواع عديدة من انواع العذاب. ونجعل له مدة طويلة في العذاب - 00:05:28
اب ونرثه ما يقول اي بانه لما قال بانه عنده مال واولاد سيبقون معه فهذا المال والولد فيفارقه عند وفاته ولن يأتي يوم القيامة بمال ولا ولد. وانما يأتي بمقالاته الفاسدة. ودعواه - 00:05:52
ولذا قال ونرثهما يقول اي بانه يوم القيامة لا يرث ما له ولا ولده. وانما ريثوا افعاله واقواله. ومن ذلك مقالته في الاستهزاء في الاستهزاء باهل الايمان. قال تعالى ويأتينا فردا اي سيأتي هذا الرجل يوم القيامة وحيدا ليس مع - 00:06:20
له مال ولا ولد ولن يأتي بي او شيء من اموري الدنيا فسيأتي وحيدا لا ناصر له ثم ذكر الله جل وعلا طريقة هؤلاء الكافرين والمنهج الذي يسيرون عليه فقال واتخذوا اي ان هؤلاء المكذبين المعاندين انما - 00:06:49
جعلوا مستند مقالاتهم الهة من الاصنام والاوثان. يعبدونها يظنون انها تنصرهم وانها تعزهم وانهم ينتفعون بها وترفع درجاتهم فكذب الله مقالتهم ورد عليهم في دعواهم فقال كلا سيكفرون بعبادتهم اما ان المشركين سيكفرون - 00:07:17
بعبادة هذه الاصنام والمعبودات لانهم في يوم القيامة عندما يعرضون على الحساب يعلمون ان عبادة هذه الالهة لا تغني عنهم شيئا. وبالتالي يكفرون بعبادتها ويتمنون ان لم يكونوا قد صرفوا لها شيئا من العبادة - 00:07:49
او ان الله جل وعلا يأتي بهذه المعبودات فتجعلها تجحد عبادة هؤلاء. وتقول ما عبدتمونا ويتبرأون منهم ومن عبادتهم وبالتالي يعلمون انه لا ناصر لهم في ذلك اليوم. وانما يكونون عليهم ظدا. اي ان - 00:08:14
عبوداتهم تشهد عليهم وتكون اعوانا يعينون عليهم ويعادونهم ويعادونهم وبالتالي تخلو ايديهم من ان يكون هناك مناصر يناصرهم ويكون معهم ثم قال تعالى الم تر اي اليس من شأنك ان تشاهد وتنظر ان ارسلنا اي - 00:08:44
ان الله جل وعلا قد قدر وخلق بحكم منه الشياطين وارسلهم اي سلطهم على الكافرين وجعلهم يؤزونهم ازا. اي يهيجونهم ويدفعونهم بقوة نحو معاصي الله جل وعلا من خلال جعلهم يطمعون ومن خلال جعلهم يتبعون اهواءهم ويسيرون على وساوس - 00:09:20
شياطين وتسويلاتهم ولذلك يأتي من يأتي ويظن ان تسويلات الشياطين ووساويسهم انما هي من اتباع الحرية ومن الرغبة في ان يفعل الانسان ما يحلو له قال تعالى فلا تعجل عليهم - 00:09:58
اي لا تستعجل امر عقوبتهم ولا يكن من شأنك ان تظن ان الله جل وعلا قد اهملهم وانما اخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. وبالتالي لا تعجل عليهم اي لا تستعجل في - 00:10:21
انتظار نزول العقوبة بهم. ولا تستعجل في طلب نزول العقوبة فان المسلمين كانوا يدعون بان تنزل العقوبة بهؤلاء الكافرين من اجل ان يستريحوا من شرورهم فقال الله تعالى فلا تعجل عليهم - 00:10:44
انما نعد لهم عدا. اي ابقيناهم من اجل ان نعد سيئاتهم. وان نحصي اعمالهم يعاقبوا عليها العقوبة العظيمة. او ان المراد بذلك ان ما يأتي هؤلاء انما هو اوقات يسيرة معدودة. ولذا قال انما نعد لهم في الزمان يعني - 00:11:08
في الزمان عدا وبالتالي لا يوجد الا ايام قليلة امامهم. كما قال تعالى ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون. لم يلبثوا الا اتم النهار بلاغ ذكر الله جل وعلا انه يعد - 00:11:35
انما نعد لهم عدا اي يعدوا لهم اعمالهم ويعدوا لهم انفاسهم ويعد لهم اوقاتهم ليكون ذلك موصلا الى يوم عقوبتهم في يوم الفصل الذي يفصل الله جل وعلا فيه بين المسلمين - 00:12:02
وغيرهم. ولذا قال يوم نحشر المتقين. اي نعد لهم عدا الى ذلكم اليوم يوم نحشر المتقين وقيل بان يوم هنا فعل مفعول لفعل محذوف. تقديره واذكر يوم نحشر المتقين اي نجمع المتقين اهل التقوى الى الرحمن - 00:12:24
وذكر اسم الرحمن ليبين انه سيرحمهم وبالتالي يدخلهم الجنان. فنحشر المتقين الى الرحمن وفدا اي انهم بمثابة الوفد والجماعة الذين يفدون على الملوك والعظماء الذين لان الوفود تنتظر ان تلحق بهم الكرامة والانعام - 00:12:55
وبالتالي وصف المتقين بانهم يفدون وفدا ويأتون الى الله جل وعلا وفدا ثم قال ونسوق اي نسحب نجر المجرمين نلجأهم الى سلوك ذلك الطريق. ونسوق المجرمين اي الذين اشركوا الا وكفروا به الى جهنم الى النار العظيمة المحرقة وردا - 00:13:28
لان قوله هنا وردا اي بمثابة من يرد على الابار من اجل ان يشرب بعد ان لحقه من الظمأ ما لحقه كأنهم يأتون سراعا بسبب سوق الملائكة لهم من اجل انهم - 00:14:09
كفروا بالله جل وعلا وفيها معنى اخر الا وهو انهم يأتون عطاشا وبالتالي يكونون قد اثر فيهم العطش ومن ثم احتاجوا الى ان يسرعوا من اجل ان يرفعوا عنهم هذا الظمأ - 00:14:33
قال الله تعالى لا يملكون الشفاعة اي ان هؤلاء المجرمين لا يملكون شفاعة عند الله جل وعلا ولا يستطيع احد ان يشفع لهم وقوله لا يملكون كما يشمل المجرمين يشمل المتقين. الا ان بعض المتقين قد - 00:14:54
جعل الله لهم كرامة منه ان يشفعوا في بعض عباده. ولذا قال الا من اتخذ عند رحمن عهدا رب العزة والجلال يقبل يقبل شفاعة بعض العباد الذين يأذن لهم في الشفاعة متى - 00:15:19
رضي عن المشفوعين كما قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى ويدخل في ذلك كل من كان من اهل التوحيد فانه يمكن ان تكون الشفاعة من نصيبه ومن ذلك اصحاب الكبائر لانهم قد اتخذوا عند الله عهدا التوحيد واعظم به من عهده - 00:15:43
فظهر من هنا ان رب العزة والجلال يرد عبدة الاوثان ولا يمكنهم من دخول الجنان ثم ذكر جل وعلا المقالة الشنيعة الا وهي نسبة الولد الى الله سبحانه وتعالى. فقال وقالوا - 00:16:18
يعني هؤلاء المعاندون قالوا بان الرحمن قد اتخذ ولدا وهذا يشمل اليهود الذين قالوا عزير ابن الله فيشمل النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله ويشمل العرب الذين قالوا الملائكة بنات الله - 00:16:40
انكر الله جل وعلا عليهم. فقال لهم لقد جئتم شيئا ادا. اي بمقالتكم هذه الكاذبة الولد لله عز وجل تكونون قد اتيتم مقالة من كرة عظيمة نستغرب منه ان تقولوها. ولذلك قال تكاد السماوات يتفطرن منه - 00:17:01
اي ان السماوات العظيمة تكاد من هذا وتوشك من هذه المقالة الشنيعة بنسبة لله عز وجل تكاد السماوات ان يتشققن وان تتقطع قطعا صغيرة وهكذا تكادل الارض تنشق فتخسف بهم فيدخلون في ثناياها وتكاد الجبال ان - 00:17:30
هدى اي ان تسقط على الارض وتنطبق عليهم. لماذا؟ لانهم قد قالوا مقالة فاسدة باطلة حيث نسبوا الى الله الولد ومن ثم فان السماوات والاراضين تفزع من هذه المقالة الشنيعة بنسبة الولد الى الله - 00:18:01
بالتالي خشي من ان يقع شيء من ذلك في الكون وهذه الكلمة اوتي بها ليبين الله جل وعلا انه لا يقبل بهذه المقالة الفاسدة بنسبة الولد لله من عنده ايمان بل - 00:18:31
حتى الجمادات لا تقر بهذه الكلمة وتسخط منها سخطا شديدا وتغضب على من تكلم بها استعظاما لهذه الكلمة وهولا من اثرها وهكذا السماوات والاراضين تكاد ان تتشقق متى سمعت هذه المقالة - 00:18:57
لانها مقالة فاسدة ولذا نفى الله جل وعلا عنه الولد فقال سبحانه وما ينبغي اي ما يكون للرحمن ان يتخذ ولدا فالله جل وعلا منزه عن اتخاذ الولد لانه لا يحتاج الى من يناصره ولا من يخلفه فهو القوي - 00:19:27
وهو الخالد سبحانه وتعالى ثم قال تعالى ان كل من في السماوات والارض اي جميع ما يوجد في السماوات وجميع ما يوجد في الارض من المخلوقات ومن الناس كلهم سيأتون الى الله جل وعلا الا اتي الرحمن عبدا. اي سيلتجئون الى ربوبية - 00:19:56
عز وجل على صفة الانقياد له خضوعا له سبحانه وتضرعا بين يديه ولذا قال عبدا اي سيأتون جميعا على صفة العبودية بطاعة تامة وانقياد تام مع ذل وخضوع لله جل وعلا - 00:20:27
ثم قال لقد احصاهم اي ان الله قد عرفهم واحدا واحدا وحصرهم واحاط بهم بحيث لا يتمكنون من الهرب او ان يسلم من شيء من العقوبة. لقد احصاهم وعدهم عدا. اي - 00:20:56
عرف اعدادهم وعرف اعداد اعضائهم وعدد ايامهم واعداد انفاسهم ان الله لا يخفى عليه شيء كل شيء عنده بمقدار. ثم قال وكلهم اي جميع البشر وجميع الجن والانس اتيه. اي سيحظر في يوم القيامة عند الله جل وعلا. وحيدا - 00:21:19
اي فريدا ليس معه من الدنيا شيء من مال او من مناصر يقوم مع يقوم معه ثم قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. اي اي سيتفضل على هؤلاء؟ ومن ثم - 00:21:50
الله فيجعل في قلوبهم محبة لله وسيزرع محبتهم في قلوب الخلق فظلا منه جل وعلا بدون ان يكون هناك اسباب. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اذا احب عبدا قال يا جبريل اني احب فلانا فاحببه فيحبه - 00:22:19
جبريل ثم ينادي في اهل السماء ان الله قد احب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم توضع ثم توضع له يوضع له القبول في الارض ومن هنا على الانسان ان يعلم ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن واذكر في هذا - 00:22:49
قوله سبحانه عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير من ثم فان محبة اهل الايمان واهل الصلاح يغرزها الله جل وعلا في قلوب الناس ولا ينزعها من القلوب الا نفاق يكون فيها - 00:23:16
ثم قال تعالى فانما يسرناه اي شأننا وحالنا اننا سهلنا هذا القرآن ليكون بلغتك اللغة العربية طبية وفي لغة العرب من تعطي المقالات في لغة العرب من سعة اللسان ما يكون كفاية في - 00:23:50
استيعاب كلام رب العزة والجلال قال فانما يسرنا ان يسرنا القرآن وسهلناه بلسانك اي بلغة العرب لتبشر به المتقين اي تخبرهم بالعاقبة الحميدة والاثر الجميل ما يكون لهم من ثواب جزيل وجنان في - 00:24:16
يوم القيامة وتنذر به قوما لدا. اي تخوف اولئك الذين شأنهم المخاصمة والجدال بالباطل. بحيث لا يقابلون الحق بالقبول ثم قال تعالى مخوفا لهم وكم اي واذكر الامم الكثيرة التي اهلكناها - 00:24:47
قبلهم والهلاك بان بان استأصلهم كما لكنا قبلهم من قرن اي من امة من الامم الماضية فقد اهلك الله جل وعلا قرونا كثيرة بسبب تكذيبهم لرسل الله جل وعلا مع ان هؤلاء الرسل عندهم من الادلة والبراهين الشيء الكثير. ثم قال تعالى - 00:25:17
هل تحس منهم من احد؟ اي هذه الامم المعذبة التي اهلكها الله؟ هل ترى احدا منهم او هل تسمع كلامه او تتمكن من لمسه او شمه. فهل هل تحس منهم من احد؟ او تسمع لهم ركزا؟ فهذه - 00:25:49
ام المعذبة لا تجد منهم احدا ولا تسمع اي لا يطرق اذنك آآ ركز منه اي صوت خفي وبالتالي تلك الامم كما هلكت فاننا نخشى ان تهلك هذه الامة كما هلك - 00:26:13
قبلها من قبلها من الامم فهذه ايات عظيمة فيها احكام كثيرة ولعلي اشير الى شيء من الاحكام التي اشتملت عليها هذه الايات فاول هذه الايات وجوب الايمان بالايات والدلائل والبراهين التي ينزلها الله جل وعلا والحذر على من كفر بها من سوء - 00:26:38
العاقبة دنيا واخرة وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ان يفخر ويغتر بما اتاه الله جل وعلا. خصوصا في مقابلة الحق والهدى وفي هذه الايات ان من ادعى امرا مستقبليا - 00:27:12
فلا يخلو ادعائه اما ان يكون قد علم بما في المستقبل واما ان يكون قد اخذ من من الله عهدا بانه سيكون كذا وكذا والا فان مقالته لا تقبل منه - 00:27:36
قال كلا سنكتب ما يقول اي ان الله جل وعلا سيكتب مقالته وفي هذا دليل على ان جميع كلام بني ادم مسجل عليه لا يخفى عليه شيء منه في هذه الايات - 00:27:55
ان من اعظم اسباب زيادة العذاب وخبث الطوية وفي هذه الايات ان العبد يحشر يوم القيامة لا يكون معه شيء من ماله ولا شيء من ولده وانما ياتي فردا ولكن هل ينتفع بماله وولده؟ نقول ان هيأ اسبابا صالحة فان ذلك سيجعل المال والولد - 00:28:15
ينفعون والدهم بالدعاء او بالصدقة او بنحو ذلك وفي هذه الايات تحريم اتخاذ الهة من دون الله عز وجل ووجوب افراد الله بالعبادة. ويدلك على ذلك ان هؤلاء يظنون ان معبوداتهم عندها عز - 00:28:50
وعندها معزة لاوليائها. فكذبهم الله جل وعلا وفي هذه الايات ان الكافرين يكفرون بعبادة معبوداتهم من دون الله يوم القيامة. وهذه المعبودات تنكرهم ولا تقر بهم ولا تسلم لهم انهم عبدوهم من دون الله جل وعلا - 00:29:16
وفي هذه الايات ان العز والرفعة وعلو الشأن تكون بالسير على شرع الله وفي هذه الايات ان اهل الاخرة من الكفار والمشركين. يكفر بعضهم بعبادة بعضهم الاخر ولا يسلمون لهم بصحتها - 00:29:47
بالتالي في ذلك اليوم يقع نوع من انواع التظاد والتقابل وفي هذه الايات ان الشياطين تدفع الكافرين الى المعاصي دفعا وفي هذه الايات ان الداعية وصاحب الحق لا ينبغي به ان يستعجل بانزال العقوبة على من ظلمه او صد عن سبيل الله - 00:30:13
قف في وجهي دعوته وفي هذه الايات ان المؤمن لا ينبغي به ان يستعجل العقوبات ووانما يعلم ويجزم بان العقوبة نازلة وان نصر دين الله ينطلق منه وفي هذه الايات - 00:30:49
ان المتقين يؤتى بهم يوم القيامة وفدا فيجمعون ليأنس بعضهم ببعض ويأتون ايه لفي ذلك اليوم كانهم وفد قد قدموا على بعض الملوك فهم ينتظرون جائزته وفي هذه الايات ان الشفاعة تنقسم الى قسمين شفاعة مثبتة - 00:31:14
وتكون لمناذن الله له فيمن رضي الله عنه وتكون الشفاعة منفية اذا لم يكن شيء من هذه المجالات فيها. ولذا قال لا يملكون الشفاعة لانها شفاعة منفية الا من اتخذ عند - 00:31:44
الرحمن عهدا اي عاهد رب العزة والجلال فهذا سيبقى على عهده ثم ذكر المقالة الشنيعة فقالوا اتخذ الرحمن ولدا ففي هذا بيان وتذكير بموضوع هذه السورة لاثبات ان الله جل وعلا لم يلد ولم يولد - 00:32:08
وهذا منه جل وعلا وفي هذه الايات ان نسبة الولد الى الله نسبة شنيعة ويستحق صاحبها عليها العقوبة الشديدة وفي هذه الايات بيان ما يمكن ان يحدث في الكون لو عقلت المخلوقات - 00:32:36
هذه هي النسبة بنسبة الولد الى الله. ولذا قال تكاد السماوات يعني السبع العظيمة يتفطرن منه اي يتقطع تتقطع السماء من ذلكم الخبر ومن تلك المقالة الفاسدة بنسبة الولد لله - 00:33:09
لقد جئتم شيئا ادا اي حضرتم وادعيتم مقالة فاسدة شنيعة تكاد السماوات يتفطرن منه من حول هذه المصيبة صارت السماوات توشك ان تتقطع بسبب ذلك. وهكذا كادت الارض ان تنشق وان تخر - 00:33:34
الجبال وتسقط وما ذاك الا لشناعة هذه المقالة التي فيها نسبة الولد لله جل وعلا. ولذا قال ان دعوا للرحمن ده قال وما ينبغي اي ما يكون للرحمن ان يتخذ ولدا - 00:34:02
فهذا من الامور المستعبدة ان المستبعدة ان يكون عند الله ولد ثم قال وكيف نحتاج الى الولد وما في الكون كله لنا. ولذا قال عنهم ان كل من في السماوات والارض - 00:34:25
الا اتي الرحمن عبدا. فكلهم سيعود الى الطاعة ويلتزموا بذلك وفي هذا ان اهل الباطل لا يستقرون على باطلهم ولا يثقون فيه وفي هذه الايات ان جميع المخلوقات من بني ادم قد احصاهم الله جل وعلا - 00:34:44
واعدهم عدا وفي هذه الايات مشروعية صلاة وكلهم اتيه يوم القيامة فردا بهذه الايات الاقرار بان جميعهم يتركون المحاجة بالباطل وسيذعنون بانهم افراد ثم قال تعالى ان الذين امنوا فيها ان الله جل وعلا ينزل المحبة في قلوب المؤمنين الصالحين - 00:35:11
ليكونوا محبين له محبين لاولياءه. وهكذا يحب ينزل الله تعالى محبة اوليائه في قلوب الناس وكذلك يحبهم الله تعالى وقوله فانما يسرناه بلسانك فيه ان القرآن عربي ان القرآن سهل يسير - 00:35:46
وانه مشتمل على البشارة للمتقين. والنذارة لغيرهم وفي هذه الايات التذكير بهلاك الامم السابقة كيف كانت امما عظيمة الشأن فريدة في امورها ومع ذلك انزل الله جل وعلا بهم الهلاك - 00:36:13
كما قال وكما هلكنا قبلهم من قرن. فالجميع قد هلكوا ثم قال هل تحس منهم من احد؟ اي هل تسمع لاحد منهم مقالة او تسمع لهم ركزاي صوتا خفيا ضعيف - 00:36:38
فهذا اخر تفسير مريم عليها السلام اسأل الله ان يغفر لها وان شاء الله في درسنا القادم نتدارس تفسير سورة الكهف بارك الله فيكم جميعا. وفقكم الله لكل خير. وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم - 00:36:54
صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه سلم تسليما كثيرا - 00:37:21
Transcription
الحمد لله لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو اللقاء الاخير من لقاءاتنا في تفسير سورة مريم عليها السلام كان من اوائل ما من اواخر ما اخذناه - 00:00:00
قوله جل وعلا والباقيات الصالحات خير ثوابا وخير مرد حيث ذكر الله جل وعلا المرد وهو يوم القيامة يوم الحسرة لان العباد ردون فيه الى الله جل وعلا وترد ارواحهم اليهم - 00:00:36
ثم قال تعالى افرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين مالا وولدا يعرض الله جل وعلا بذكري بعض اهل مكة الذين كان من شأنهم ان يقولوا بانه لا لا يوجد بعث - 00:01:00
ولن يحاسب الناس على اعمالهم ثم بعد ذلك قالوا ولو قدر ان الله جل وعلا بعثنا فان الله فيعطينا في ذلك اليوم مالا وولدا كثيرين عظيمين كما اتانا في الدنيا - 00:01:26
وهذا مناسبة ذكر هذه الايات في هذه السورة فان السورة قد جاءت في ذكري نفي الولد عن الله جل وعلا فناسب ان يذكر الله جل وعلا عددا من القصص التي تتعلق بالولد - 00:01:49
من مثل قصة زكريا ومن مثل قصة ابراهيم عليهم السلام فناسب ايضا ان يبين هنا ان الولد لا يصحب الانسان في جميع احواله وانما يصحبه في دنياه ان كان الله جل وعلا قد اصلحه - 00:02:10
قد ورد بالحديث ان الوليد بن المغيرة قال في هباب او وقيل بانه العاص بن ابن وائل والد عمرو بن العاص قال لخباب ابن الارت لما طالبه بسداد دين عليه - 00:02:37
قال لا والله لا اعطيك حتى تكفر بمحمد فقال لا والله لا اكفر بمحمد مي حيا ولا ميتا ولا حين تبعث قال ومبعوثون نحن؟ قال نعم. قال اذا ائتني بعد البعث - 00:03:00
سيكون لي هناك مال وولد فاعطيك فنزلت هذه الايات العظيمة افرأيت الذي كفر باياتنا اي كذب العلامات العظيمة والايات والبراهين الكبيرة الدالة على البعث وقال جهلا منه تجرأا منه على الله جل وعلا - 00:03:17
انني في يوم القيامة توت مالا وولدا فانه لما قال خير ثوابا وخيرا مردا قال في ذلك اليوم فيعطيني الله جل وعلا المال والولد ورد الله جل وعلا عليه ببرهان عظيم - 00:03:48
بسبر احواله. ما الذي يجعلك تقول هذه المقالة هل اطلعت على الغيب فهل عرفت ما سيكون في يوم القيامة وبالتالي تتكلم بذلك ام انك قد اتخذت عهدا عند الله جل وعلا بان يعطيك الله سبحانه وتعالى المال والولد في ذلك - 00:04:08
اليوم فكانت هذه هي المقالة الساخطة التي يدعي فيها هذا الرجل بان الله سيؤتيه يوم القيامة المال والولد مقالة غير مستندة على دليل ليس فيها عهد من الله وليس عند هذا الرجل علم ولا اطلاع بما - 00:04:38
يكون في يوم القيامة. ولذا قال الله تعالى كلا اي بان كلام هذا الرجل كلام خاطئ. لا يمت الى الحقيقة والصواب. بصلة ثم قال سنكتب ما يقول اي سنأمر الملائكة بكتبي مقالة هذا الرجل و - 00:05:03
ليحاسب عليها يوم القيامة فيأمر الملائكة بكتبها. ثم قال تعالى ونمد له من العذاب مدا. اي انه اذا جاء يوم القيامة سنعذبه بانواع عديدة من انواع العذاب. ونجعل له مدة طويلة في العذاب - 00:05:28
اب ونرثه ما يقول اي بانه لما قال بانه عنده مال واولاد سيبقون معه فهذا المال والولد فيفارقه عند وفاته ولن يأتي يوم القيامة بمال ولا ولد. وانما يأتي بمقالاته الفاسدة. ودعواه - 00:05:52
ولذا قال ونرثهما يقول اي بانه يوم القيامة لا يرث ما له ولا ولده. وانما ريثوا افعاله واقواله. ومن ذلك مقالته في الاستهزاء في الاستهزاء باهل الايمان. قال تعالى ويأتينا فردا اي سيأتي هذا الرجل يوم القيامة وحيدا ليس مع - 00:06:20
له مال ولا ولد ولن يأتي بي او شيء من اموري الدنيا فسيأتي وحيدا لا ناصر له ثم ذكر الله جل وعلا طريقة هؤلاء الكافرين والمنهج الذي يسيرون عليه فقال واتخذوا اي ان هؤلاء المكذبين المعاندين انما - 00:06:49
جعلوا مستند مقالاتهم الهة من الاصنام والاوثان. يعبدونها يظنون انها تنصرهم وانها تعزهم وانهم ينتفعون بها وترفع درجاتهم فكذب الله مقالتهم ورد عليهم في دعواهم فقال كلا سيكفرون بعبادتهم اما ان المشركين سيكفرون - 00:07:17
بعبادة هذه الاصنام والمعبودات لانهم في يوم القيامة عندما يعرضون على الحساب يعلمون ان عبادة هذه الالهة لا تغني عنهم شيئا. وبالتالي يكفرون بعبادتها ويتمنون ان لم يكونوا قد صرفوا لها شيئا من العبادة - 00:07:49
او ان الله جل وعلا يأتي بهذه المعبودات فتجعلها تجحد عبادة هؤلاء. وتقول ما عبدتمونا ويتبرأون منهم ومن عبادتهم وبالتالي يعلمون انه لا ناصر لهم في ذلك اليوم. وانما يكونون عليهم ظدا. اي ان - 00:08:14
عبوداتهم تشهد عليهم وتكون اعوانا يعينون عليهم ويعادونهم ويعادونهم وبالتالي تخلو ايديهم من ان يكون هناك مناصر يناصرهم ويكون معهم ثم قال تعالى الم تر اي اليس من شأنك ان تشاهد وتنظر ان ارسلنا اي - 00:08:44
ان الله جل وعلا قد قدر وخلق بحكم منه الشياطين وارسلهم اي سلطهم على الكافرين وجعلهم يؤزونهم ازا. اي يهيجونهم ويدفعونهم بقوة نحو معاصي الله جل وعلا من خلال جعلهم يطمعون ومن خلال جعلهم يتبعون اهواءهم ويسيرون على وساوس - 00:09:20
شياطين وتسويلاتهم ولذلك يأتي من يأتي ويظن ان تسويلات الشياطين ووساويسهم انما هي من اتباع الحرية ومن الرغبة في ان يفعل الانسان ما يحلو له قال تعالى فلا تعجل عليهم - 00:09:58
اي لا تستعجل امر عقوبتهم ولا يكن من شأنك ان تظن ان الله جل وعلا قد اهملهم وانما اخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. وبالتالي لا تعجل عليهم اي لا تستعجل في - 00:10:21
انتظار نزول العقوبة بهم. ولا تستعجل في طلب نزول العقوبة فان المسلمين كانوا يدعون بان تنزل العقوبة بهؤلاء الكافرين من اجل ان يستريحوا من شرورهم فقال الله تعالى فلا تعجل عليهم - 00:10:44
انما نعد لهم عدا. اي ابقيناهم من اجل ان نعد سيئاتهم. وان نحصي اعمالهم يعاقبوا عليها العقوبة العظيمة. او ان المراد بذلك ان ما يأتي هؤلاء انما هو اوقات يسيرة معدودة. ولذا قال انما نعد لهم في الزمان يعني - 00:11:08
في الزمان عدا وبالتالي لا يوجد الا ايام قليلة امامهم. كما قال تعالى ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون. لم يلبثوا الا اتم النهار بلاغ ذكر الله جل وعلا انه يعد - 00:11:35
انما نعد لهم عدا اي يعدوا لهم اعمالهم ويعدوا لهم انفاسهم ويعد لهم اوقاتهم ليكون ذلك موصلا الى يوم عقوبتهم في يوم الفصل الذي يفصل الله جل وعلا فيه بين المسلمين - 00:12:02
وغيرهم. ولذا قال يوم نحشر المتقين. اي نعد لهم عدا الى ذلكم اليوم يوم نحشر المتقين وقيل بان يوم هنا فعل مفعول لفعل محذوف. تقديره واذكر يوم نحشر المتقين اي نجمع المتقين اهل التقوى الى الرحمن - 00:12:24
وذكر اسم الرحمن ليبين انه سيرحمهم وبالتالي يدخلهم الجنان. فنحشر المتقين الى الرحمن وفدا اي انهم بمثابة الوفد والجماعة الذين يفدون على الملوك والعظماء الذين لان الوفود تنتظر ان تلحق بهم الكرامة والانعام - 00:12:55
وبالتالي وصف المتقين بانهم يفدون وفدا ويأتون الى الله جل وعلا وفدا ثم قال ونسوق اي نسحب نجر المجرمين نلجأهم الى سلوك ذلك الطريق. ونسوق المجرمين اي الذين اشركوا الا وكفروا به الى جهنم الى النار العظيمة المحرقة وردا - 00:13:28
لان قوله هنا وردا اي بمثابة من يرد على الابار من اجل ان يشرب بعد ان لحقه من الظمأ ما لحقه كأنهم يأتون سراعا بسبب سوق الملائكة لهم من اجل انهم - 00:14:09
كفروا بالله جل وعلا وفيها معنى اخر الا وهو انهم يأتون عطاشا وبالتالي يكونون قد اثر فيهم العطش ومن ثم احتاجوا الى ان يسرعوا من اجل ان يرفعوا عنهم هذا الظمأ - 00:14:33
قال الله تعالى لا يملكون الشفاعة اي ان هؤلاء المجرمين لا يملكون شفاعة عند الله جل وعلا ولا يستطيع احد ان يشفع لهم وقوله لا يملكون كما يشمل المجرمين يشمل المتقين. الا ان بعض المتقين قد - 00:14:54
جعل الله لهم كرامة منه ان يشفعوا في بعض عباده. ولذا قال الا من اتخذ عند رحمن عهدا رب العزة والجلال يقبل يقبل شفاعة بعض العباد الذين يأذن لهم في الشفاعة متى - 00:15:19
رضي عن المشفوعين كما قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى ويدخل في ذلك كل من كان من اهل التوحيد فانه يمكن ان تكون الشفاعة من نصيبه ومن ذلك اصحاب الكبائر لانهم قد اتخذوا عند الله عهدا التوحيد واعظم به من عهده - 00:15:43
فظهر من هنا ان رب العزة والجلال يرد عبدة الاوثان ولا يمكنهم من دخول الجنان ثم ذكر جل وعلا المقالة الشنيعة الا وهي نسبة الولد الى الله سبحانه وتعالى. فقال وقالوا - 00:16:18
يعني هؤلاء المعاندون قالوا بان الرحمن قد اتخذ ولدا وهذا يشمل اليهود الذين قالوا عزير ابن الله فيشمل النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله ويشمل العرب الذين قالوا الملائكة بنات الله - 00:16:40
انكر الله جل وعلا عليهم. فقال لهم لقد جئتم شيئا ادا. اي بمقالتكم هذه الكاذبة الولد لله عز وجل تكونون قد اتيتم مقالة من كرة عظيمة نستغرب منه ان تقولوها. ولذلك قال تكاد السماوات يتفطرن منه - 00:17:01
اي ان السماوات العظيمة تكاد من هذا وتوشك من هذه المقالة الشنيعة بنسبة لله عز وجل تكاد السماوات ان يتشققن وان تتقطع قطعا صغيرة وهكذا تكادل الارض تنشق فتخسف بهم فيدخلون في ثناياها وتكاد الجبال ان - 00:17:30
هدى اي ان تسقط على الارض وتنطبق عليهم. لماذا؟ لانهم قد قالوا مقالة فاسدة باطلة حيث نسبوا الى الله الولد ومن ثم فان السماوات والاراضين تفزع من هذه المقالة الشنيعة بنسبة الولد الى الله - 00:18:01
بالتالي خشي من ان يقع شيء من ذلك في الكون وهذه الكلمة اوتي بها ليبين الله جل وعلا انه لا يقبل بهذه المقالة الفاسدة بنسبة الولد لله من عنده ايمان بل - 00:18:31
حتى الجمادات لا تقر بهذه الكلمة وتسخط منها سخطا شديدا وتغضب على من تكلم بها استعظاما لهذه الكلمة وهولا من اثرها وهكذا السماوات والاراضين تكاد ان تتشقق متى سمعت هذه المقالة - 00:18:57
لانها مقالة فاسدة ولذا نفى الله جل وعلا عنه الولد فقال سبحانه وما ينبغي اي ما يكون للرحمن ان يتخذ ولدا فالله جل وعلا منزه عن اتخاذ الولد لانه لا يحتاج الى من يناصره ولا من يخلفه فهو القوي - 00:19:27
وهو الخالد سبحانه وتعالى ثم قال تعالى ان كل من في السماوات والارض اي جميع ما يوجد في السماوات وجميع ما يوجد في الارض من المخلوقات ومن الناس كلهم سيأتون الى الله جل وعلا الا اتي الرحمن عبدا. اي سيلتجئون الى ربوبية - 00:19:56
عز وجل على صفة الانقياد له خضوعا له سبحانه وتضرعا بين يديه ولذا قال عبدا اي سيأتون جميعا على صفة العبودية بطاعة تامة وانقياد تام مع ذل وخضوع لله جل وعلا - 00:20:27
ثم قال لقد احصاهم اي ان الله قد عرفهم واحدا واحدا وحصرهم واحاط بهم بحيث لا يتمكنون من الهرب او ان يسلم من شيء من العقوبة. لقد احصاهم وعدهم عدا. اي - 00:20:56
عرف اعدادهم وعرف اعداد اعضائهم وعدد ايامهم واعداد انفاسهم ان الله لا يخفى عليه شيء كل شيء عنده بمقدار. ثم قال وكلهم اي جميع البشر وجميع الجن والانس اتيه. اي سيحظر في يوم القيامة عند الله جل وعلا. وحيدا - 00:21:19
اي فريدا ليس معه من الدنيا شيء من مال او من مناصر يقوم مع يقوم معه ثم قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. اي اي سيتفضل على هؤلاء؟ ومن ثم - 00:21:50
الله فيجعل في قلوبهم محبة لله وسيزرع محبتهم في قلوب الخلق فظلا منه جل وعلا بدون ان يكون هناك اسباب. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اذا احب عبدا قال يا جبريل اني احب فلانا فاحببه فيحبه - 00:22:19
جبريل ثم ينادي في اهل السماء ان الله قد احب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم توضع ثم توضع له يوضع له القبول في الارض ومن هنا على الانسان ان يعلم ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن واذكر في هذا - 00:22:49
قوله سبحانه عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير من ثم فان محبة اهل الايمان واهل الصلاح يغرزها الله جل وعلا في قلوب الناس ولا ينزعها من القلوب الا نفاق يكون فيها - 00:23:16
ثم قال تعالى فانما يسرناه اي شأننا وحالنا اننا سهلنا هذا القرآن ليكون بلغتك اللغة العربية طبية وفي لغة العرب من تعطي المقالات في لغة العرب من سعة اللسان ما يكون كفاية في - 00:23:50
استيعاب كلام رب العزة والجلال قال فانما يسرنا ان يسرنا القرآن وسهلناه بلسانك اي بلغة العرب لتبشر به المتقين اي تخبرهم بالعاقبة الحميدة والاثر الجميل ما يكون لهم من ثواب جزيل وجنان في - 00:24:16
يوم القيامة وتنذر به قوما لدا. اي تخوف اولئك الذين شأنهم المخاصمة والجدال بالباطل. بحيث لا يقابلون الحق بالقبول ثم قال تعالى مخوفا لهم وكم اي واذكر الامم الكثيرة التي اهلكناها - 00:24:47
قبلهم والهلاك بان بان استأصلهم كما لكنا قبلهم من قرن اي من امة من الامم الماضية فقد اهلك الله جل وعلا قرونا كثيرة بسبب تكذيبهم لرسل الله جل وعلا مع ان هؤلاء الرسل عندهم من الادلة والبراهين الشيء الكثير. ثم قال تعالى - 00:25:17
هل تحس منهم من احد؟ اي هذه الامم المعذبة التي اهلكها الله؟ هل ترى احدا منهم او هل تسمع كلامه او تتمكن من لمسه او شمه. فهل هل تحس منهم من احد؟ او تسمع لهم ركزا؟ فهذه - 00:25:49
ام المعذبة لا تجد منهم احدا ولا تسمع اي لا يطرق اذنك آآ ركز منه اي صوت خفي وبالتالي تلك الامم كما هلكت فاننا نخشى ان تهلك هذه الامة كما هلك - 00:26:13
قبلها من قبلها من الامم فهذه ايات عظيمة فيها احكام كثيرة ولعلي اشير الى شيء من الاحكام التي اشتملت عليها هذه الايات فاول هذه الايات وجوب الايمان بالايات والدلائل والبراهين التي ينزلها الله جل وعلا والحذر على من كفر بها من سوء - 00:26:38
العاقبة دنيا واخرة وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ان يفخر ويغتر بما اتاه الله جل وعلا. خصوصا في مقابلة الحق والهدى وفي هذه الايات ان من ادعى امرا مستقبليا - 00:27:12
فلا يخلو ادعائه اما ان يكون قد علم بما في المستقبل واما ان يكون قد اخذ من من الله عهدا بانه سيكون كذا وكذا والا فان مقالته لا تقبل منه - 00:27:36
قال كلا سنكتب ما يقول اي ان الله جل وعلا سيكتب مقالته وفي هذا دليل على ان جميع كلام بني ادم مسجل عليه لا يخفى عليه شيء منه في هذه الايات - 00:27:55
ان من اعظم اسباب زيادة العذاب وخبث الطوية وفي هذه الايات ان العبد يحشر يوم القيامة لا يكون معه شيء من ماله ولا شيء من ولده وانما ياتي فردا ولكن هل ينتفع بماله وولده؟ نقول ان هيأ اسبابا صالحة فان ذلك سيجعل المال والولد - 00:28:15
ينفعون والدهم بالدعاء او بالصدقة او بنحو ذلك وفي هذه الايات تحريم اتخاذ الهة من دون الله عز وجل ووجوب افراد الله بالعبادة. ويدلك على ذلك ان هؤلاء يظنون ان معبوداتهم عندها عز - 00:28:50
وعندها معزة لاوليائها. فكذبهم الله جل وعلا وفي هذه الايات ان الكافرين يكفرون بعبادة معبوداتهم من دون الله يوم القيامة. وهذه المعبودات تنكرهم ولا تقر بهم ولا تسلم لهم انهم عبدوهم من دون الله جل وعلا - 00:29:16
وفي هذه الايات ان العز والرفعة وعلو الشأن تكون بالسير على شرع الله وفي هذه الايات ان اهل الاخرة من الكفار والمشركين. يكفر بعضهم بعبادة بعضهم الاخر ولا يسلمون لهم بصحتها - 00:29:47
بالتالي في ذلك اليوم يقع نوع من انواع التظاد والتقابل وفي هذه الايات ان الشياطين تدفع الكافرين الى المعاصي دفعا وفي هذه الايات ان الداعية وصاحب الحق لا ينبغي به ان يستعجل بانزال العقوبة على من ظلمه او صد عن سبيل الله - 00:30:13
قف في وجهي دعوته وفي هذه الايات ان المؤمن لا ينبغي به ان يستعجل العقوبات ووانما يعلم ويجزم بان العقوبة نازلة وان نصر دين الله ينطلق منه وفي هذه الايات - 00:30:49
ان المتقين يؤتى بهم يوم القيامة وفدا فيجمعون ليأنس بعضهم ببعض ويأتون ايه لفي ذلك اليوم كانهم وفد قد قدموا على بعض الملوك فهم ينتظرون جائزته وفي هذه الايات ان الشفاعة تنقسم الى قسمين شفاعة مثبتة - 00:31:14
وتكون لمناذن الله له فيمن رضي الله عنه وتكون الشفاعة منفية اذا لم يكن شيء من هذه المجالات فيها. ولذا قال لا يملكون الشفاعة لانها شفاعة منفية الا من اتخذ عند - 00:31:44
الرحمن عهدا اي عاهد رب العزة والجلال فهذا سيبقى على عهده ثم ذكر المقالة الشنيعة فقالوا اتخذ الرحمن ولدا ففي هذا بيان وتذكير بموضوع هذه السورة لاثبات ان الله جل وعلا لم يلد ولم يولد - 00:32:08
وهذا منه جل وعلا وفي هذه الايات ان نسبة الولد الى الله نسبة شنيعة ويستحق صاحبها عليها العقوبة الشديدة وفي هذه الايات بيان ما يمكن ان يحدث في الكون لو عقلت المخلوقات - 00:32:36
هذه هي النسبة بنسبة الولد الى الله. ولذا قال تكاد السماوات يعني السبع العظيمة يتفطرن منه اي يتقطع تتقطع السماء من ذلكم الخبر ومن تلك المقالة الفاسدة بنسبة الولد لله - 00:33:09
لقد جئتم شيئا ادا اي حضرتم وادعيتم مقالة فاسدة شنيعة تكاد السماوات يتفطرن منه من حول هذه المصيبة صارت السماوات توشك ان تتقطع بسبب ذلك. وهكذا كادت الارض ان تنشق وان تخر - 00:33:34
الجبال وتسقط وما ذاك الا لشناعة هذه المقالة التي فيها نسبة الولد لله جل وعلا. ولذا قال ان دعوا للرحمن ده قال وما ينبغي اي ما يكون للرحمن ان يتخذ ولدا - 00:34:02
فهذا من الامور المستعبدة ان المستبعدة ان يكون عند الله ولد ثم قال وكيف نحتاج الى الولد وما في الكون كله لنا. ولذا قال عنهم ان كل من في السماوات والارض - 00:34:25
الا اتي الرحمن عبدا. فكلهم سيعود الى الطاعة ويلتزموا بذلك وفي هذا ان اهل الباطل لا يستقرون على باطلهم ولا يثقون فيه وفي هذه الايات ان جميع المخلوقات من بني ادم قد احصاهم الله جل وعلا - 00:34:44
واعدهم عدا وفي هذه الايات مشروعية صلاة وكلهم اتيه يوم القيامة فردا بهذه الايات الاقرار بان جميعهم يتركون المحاجة بالباطل وسيذعنون بانهم افراد ثم قال تعالى ان الذين امنوا فيها ان الله جل وعلا ينزل المحبة في قلوب المؤمنين الصالحين - 00:35:11
ليكونوا محبين له محبين لاولياءه. وهكذا يحب ينزل الله تعالى محبة اوليائه في قلوب الناس وكذلك يحبهم الله تعالى وقوله فانما يسرناه بلسانك فيه ان القرآن عربي ان القرآن سهل يسير - 00:35:46
وانه مشتمل على البشارة للمتقين. والنذارة لغيرهم وفي هذه الايات التذكير بهلاك الامم السابقة كيف كانت امما عظيمة الشأن فريدة في امورها ومع ذلك انزل الله جل وعلا بهم الهلاك - 00:36:13
كما قال وكما هلكنا قبلهم من قرن. فالجميع قد هلكوا ثم قال هل تحس منهم من احد؟ اي هل تسمع لاحد منهم مقالة او تسمع لهم ركزاي صوتا خفيا ضعيف - 00:36:38
فهذا اخر تفسير مريم عليها السلام اسأل الله ان يغفر لها وان شاء الله في درسنا القادم نتدارس تفسير سورة الكهف بارك الله فيكم جميعا. وفقكم الله لكل خير. وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم - 00:36:54
صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه سلم تسليما كثيرا - 00:37:21