العقيدة والحياة والله يعلم متقلبك بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:01
وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه الله - 00:01:11
اليقين ارسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ارسله الله تعالى بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح فما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وقد ترك امته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك - 00:01:30
المحتملة ميراث ميراثه من بعده ائمة الدين والعلم من الصحابة والتابعين والتابعين لهم باحسان وعوا ما سمعوا وادوه وبلغوه كما سمعوه. فنظر الله وجوههم حتى ال الينا هذا العلم خالصا مصفى - 00:01:53
من بين وجمع نزعوا عنه ما ادخل فيه الوضاعون والمبطلون وصفوه من الضعيف والموضوع حتى اتانا في احلى وابها لباس فلم يكن لاحد على الله تعالى حجة بل هو سبحانه وتعالى اقام حجته على خلقه - 00:02:15
وفي هذا المساء المبارك مساء يوم الجمعة التي يتقرب الى الله تعالى فيها صالح الاعمال وترجى فيها الاجابة ينعقد هذا المجلس السعيد لاستذكار حديث قيم من احاديث نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:02:44
تولى شرحه علم من اعلام الاسلام علم شامخ وامام مربي ومحدث فقيه له يد طولى في تجلية علوم الشريعة وتقريبها الى طالبيها انه زين الدين بحق ابو الفرج بصدق عبدالرحمن بن احمد بن رجب الحنبلي - 00:03:05
رحمه الله رحمة واسعة هذا الامام قد ملأ الدنيا علما ولم يكمل ستين سنة لكنه عمر مبارك اذ كان مولده رحمه الله سنة سبعمائة وست وثلاثين من الهجرة وكانت وفاته سنة تسعمائة - 00:03:30
في سنة سبعمائة وخمس وتسعين فتوفي رحمه الله ولما يتم ستين سنة لكن النية الصالحة والعزيمة الماضية انشراح الصدر ونور القلب هو الذي يصنع مثل هؤلاء الرجال بتوفيق الله تعالى - 00:03:52
فاشتغل بجميع فنون الشريعة في السنة يد طولى يكفيه شرحه لسنن الترمذي وشروعه في شرح صحيح البخاري حتى بلغ به كتاب الجنائز ولو اتمه لكان هو المقدم في بابه وله القواعد المشهورة قواعد ابن رجب - 00:04:12
وله هذه الشروحات الحديثية المشرقة فانه ادعوني بشرح احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحا بديعا. واشهر كتاب له في ذلك الكتاب المشهور جامع العلوم والحكم وما كان على نسقه كالرسالة التي بين ايدينا - 00:04:34
فانه يعمد الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدأ ببيان تخريجه وذكر آآ طرقه وشواهده والالفاظ المقاربة له ثم يثني بشرح جمله جملة جملة مبتدأ في شرحها من كتاب الله - 00:04:55
وذكر الايات الكريمات الموافقة لذلك المعنى ثم يتبع ذلك بذكر الاحاديث النبوية التي في نفس المعنى ويستكثر من ذلك ثم يثلث بذكر الاثار عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم حتى يتضح فهم السلف الصالح - 00:05:15
وهذه هي الطريقة المثلى ان نعتمد على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وفوق ذلك فانه اوتي رحمه الله فهما عميقا ادراكا لما اشكل على كثير من الناس يتضح للقارئ حينما يرى - 00:05:38
احاطته بالاقوال وموازنته بينها فنحن في حضرة هذا العالم آآ الجليل ونسأل الله تعالى ان يجمعنا واياكم واياه في روضات الجنات اما هذه الرسالة التي بين ايدينا فهي شرح حديث ابي الدرداء في طلب العلم. وهو حديث مشهور آآ يتذوق طلبة العلم - 00:05:59
دوما قراءته لما فيه من الحافزية على طلب العلم ورجاء فضل الله تعالى والواقع ان هذه الرسالة صيدلية متنقلة دعوني اعبر بهذا التعبير هذه الرسالة هي عبارة عن صيدلية دوائية متنقلة يجد فيها طالب العلم الدواء الشافي - 00:06:22
فاذا تسلل الى نفسه نوع فتور ووقع في نفسه شيء من الشبه او ضعف عن الطلب فقرأ في هذه الرسالة عاد اليه نشاطه وهمته وعزيمته وتبينت له الامور وزالت عن عينيه الغشاوة وادرك القصد العظيم الذي لاجله نصب نفسه في هذا الطريق - 00:06:47
ولم يلتفت يمنة ويسرة الى ما آآ تتطاول اليه الاعناق من مطالب الدنيا فنسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بهذه الرسالة وبهذا الحديث العظيم. ولنشرع مستعينين بالله سائلين منه الهدى والسداد في - 00:07:12
قراءتها والتعليق عليها بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المؤلف غفر الله له لشيخنا والحاضرين في شرح حديث عويمر من مالك الانصاري الخزرجي ابي الدرداء في طلب العلم - 00:07:29
بسم الله الرحمن الرحيم خرج الامام احمد وابو داوود والترمذي وابن ماجة في كتبهم ان رجلا قدم من المدينة على ابي الدرداء وهو بدمشق فقال ما اقدمك فقال ما اقدمك يا اخي؟ قال حديث بلغني انك تحدث به عن رسول الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:50
قال اما جئت لحاجة؟ قال لا. قال اما ما قدمت قال اما قدمت لتجارة؟ قال لا. قال ما جئت الا في طلب هذا الحديث قال نعم. قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:08:12
من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك. من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة. وان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب. بما يطلب. وان العالم ليستغفر له من في السماوات والارض حتى الحيتان - 00:08:29
في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وان العلماء ورثة الانبياء. وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر - 00:08:49
كان السلف رحمهم هذه القطعة في بيان سبب ذكر ابي الدرداء لهذا الحديث. وهو سبب بديع ان رجلا قدم من المدينة فسأله ابو الدرداء عن سبب مقدمه فاخبره انه انما قدم - 00:09:08
ليسأل عن حديث بلغه انه يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يدلنا على ان السلف الصالح كانوا يطلبون علو الاسناد بمعنى ان هذا الرجل قد سمع الحديث من غير ابي الدرداء لكن بواسطة - 00:09:28
اراد ان لا يكون بينه وبين من حدث به واسطة وهذا هو ما يسمى بطلب علو الاسناد فلما اخبره بمقصده وجه اليه سؤالين فقال له اما قدمت اما جئت لحاجة - 00:09:45
حاجات الناس التي يأتون بها من صلة رحم او نكاح او غير ذلك؟ قال لا. قال اما قدمت للتجارة؟ قال لا وهذه المسائلة ليس فيها نوع فضول وانما اراد ان يتحقق من صدق نية هذا الطالب - 00:10:02
وقد عمل غيره مثل هذا العمل فان معاذ ابن جبل لما قدم آآ عليه آآ الرجل وسأله واقبل عليه وقال اني احبك في الله قال له يا الله قال الله. قال الله قال الله - 00:10:21
قال االله؟ قال الله. قال فابشر فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في جلالي على منابر من نور يوم القيامة يغبطهم النبيون والشهداء فلا بأس عني - 00:10:43
يستقصي العالم او المفتي من السائل او المستفتي ليتبين له مقصده ولهذا سأل ابو الدرداء هذا السائل هاتين المسألتين ثم بعد ذلك ساق الحديث وليس معنى ذلك ان هذا الرجل قدم في طلب هذا الحديث - 00:10:59
ربما قدم في طلب حديث اخر لكنه عاجله بالبشرى لكي يثبت قلبه يدخل عليه السرور من ان مقصده هذا آآ مما يستعظم فيه رجاء فضل الله عز وجل ثم ساق الحديث الذي نحن بصدده - 00:11:20
وهو مكون من نحو سبع جمل او ثمان جمل نورانية كل جملة منها ذات معان عظيمة لطيفة وقد كان من شأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما قالت عائشة رضي الله عنها ان لو شاء العاد ان يعده لعده - 00:11:40
وهذا من حسن التعليم ينبغي لطالب العلم دوما اذا قرر شيئا ان يكون كلامه فصلا يمكن ان تفهم كل جملة على حدة كما نرى في حديث نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:12:00
ثم انه قال كان السلف رحمهم الله لقوة رغبتهم في العلم والدين. يرتحل احدهم الى بلد بعيد لطلب حديث واحد يبلغه يبلغه يبلغه يبلغه. يبلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد رحل ابو ايوب زيد بن خالد الانصاري رضي الله عنه من - 00:12:17
المدينة الى مصر للقاء رجل من الصحابة بلغه عنه حديث يبلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك فعل جابر بن عبد الله رضي الله عنه مع كثرة ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث وروى - 00:12:40
كان احدهم يرحل الى من هو دونه في الفضل والعلم لطلب شيء من العلم لا يجده عنده ويكفيه في هذا المعنى ما قص الله علينا من قصة موسى عليه السلام وارتحاله مع فتاه - 00:13:00
فلو استغنى احد فلو استغنى احد عن عن الرحلة في طلب العلم لاستغنى عنها موسى. حيث كان الله قد كلمه واعطاه التوراة التي كتب له فيها من كل شيء مع هذا فلما اخبره الله عن خضر ان عنده علما يختص به سأل السبيل الى لقائه. ثم سار هو وفتاه اليه - 00:13:16
كما قال تعالى واذ قال موسى لفتاه لا ابرح لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين وامضي حقبا يعني سنين عديدة. ثم اخبر انه لما لقيه قال له هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا - 00:13:39
وكان من امرهما ما قصه الله في كتابه من حديث ابي ابن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة موسى خضري مو خضر. والخضر. مخرجا في الصحيحين وهو مشهور. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول والله والله - 00:13:57
الذي لا اله الا هو ما انزلت سورة من كتاب الله الا وانا اعلم اين نزلت. ولا انزلت اية من كتاب الله الا وانا اعلم فيما انزلت ولو اعلم احدا اعلم مني بكتاب الله تبلغه تبلغه الابل لركبت اليه - 00:14:17
وقال ابو الدرب لركبت اليه لركبت اليه وقال ابو الدرداء لو اعيتني اية من كتاب الله فلم اجد احدا لم اجد احدا. فلم اجد احدا يفتحها علي الا رجلا ببرك الغمأ الا رجل ببرك الغمأ. الا رجل ببرك الغماد لرحلت لرحلت اليه - 00:14:37
وبرك الغماد اقصى اليمن وخرج مسروق من الكوفة الى البصرة لرجل يسأله عن اية من كتاب الله فلم يجد عنده فيها علم علما فاخبر عن رجل من اهل الشام فرجع الى الكوفة ثم خرج الى الشام الى ذلك الرجل الى ذلك الرجل في - 00:15:00
بها ورحل رجل من الكوفة الى الشام الى ابي الدرداء يستفتيه في يمين حلفها ورحل سعيد بن جبير من الكوفة الى ابن عباس بمكة يسأله عن تفسير اية ورحل الحسن - 00:15:20
الى الكوفة الى كعب بن عجرة يسأله عن قصته في فدية الاذى واستقصاء هذا الباب يطول. نعم اراد بهذا الباب باب الرحلة في طلب الحديث. اذ كان سبب هذا الحديث حديث ابي الدرداء - 00:15:36
هو رحلة هذا الرجل من المدينة الى دمشق ليسأل ابا الدرداء عن حديث بلغه انه يحدث به ابن رجب رحمه الله ذكر جملة من الامثلة ذكر مثالين في رحلة صحابيين - 00:15:51
احدهما ابو ايوب الانصاري والثاني جابر بن عبدالله يركب جابر ابن عبد الله الى عبد الله ابن انيس من المدينة الى مصر شهرا فيسأله عن حديث يستثبته فيه ثم يلوي عنق راحلته ويرجع - 00:16:08
الى المدينة. لا يرى ذلك كثيرا على كثرة ما روى وحدث رضي الله عنه. وما ذاك الا لتعظيمهم وتضخيمهم للعلم ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا حكى عن - 00:16:22
ابي الدرداء وعن عبدالله بن مسعود استعدادهما وتهيؤهما للبحث عن العلم في اقصى مكان حتى ان عبد الله ابن مسعود على سعة علمه واحاطته قال ولو اعلم احدا اعلم مني بكتاب الله تبلغه الابل لركبت اليه. لا يقول ذلك - 00:16:38
رضي الله عنه تفاخرا وانما يقول يقوله استصغارا لنفسه في طلب العلم فانه قد علم من كتاب الله ما لم يعلم غيره حتى كان من اكثر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:58
جمعا للقرآن وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب ان يسمع القرآن غضا طريا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن ام عبد وكان له عناية خاصة بالقرآن وحق له ان يقول ما قال - 00:17:15
من هذا الكلام انه لو اعيته اية انه ما انزلت سورة من كتاب الله الا وهو يعلم اين نزلت وفيما نزلت فهو في الواقع يحدث عما من الله تعالى به وتفضل عليه. ومن هنا نأخذ ان من صدر منه مثل هذا الكلام - 00:17:34
لا على سبيل المباهاة والتفاخر. وانما على سبيل التحدث بنعمة الله المطابق للواقع. فانه لا حرج عليه وكذلك ابو الدرداء صاحبنا عويمر فانه قال لو اعيتني اية من كتاب الله فلم اجد احدا يفتحها علي الا رجل ببرك الغماد وهو موضع في اقصى اليمن - 00:17:54
رحلت اليه. لله درهم. هؤلاء هم الجيل الاول. هؤلاء هم طلاب العلم الحقيقيون الذي يحتذى مثالهم واما التابعون فانه فان الامثلة كثيرة قد ذكرها رحمه الله في رجل يخرج من الشام الى البصرة فلا يجد بغيته فيرجع الى الشام - 00:18:17
ثم يركب الى الكوفة لا يمل ولا يكل حتى يصل الى مراده. ورحلة سعيد ابن جبير الى ابن عباس وغيرها امثلة كثيرة لم تزل في هذه الامة بحمد الله وهو الذي - 00:18:38
اه ابقى الله تعالى به علم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظا مصونا وتحقق فيه معنى قول الله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فالذكر ليس القرآن فقط بل القرآن والسنة. فحفظه الله تعالى بهؤلاء - 00:18:53
وبين هذه الامثلة ذكر معنى لطيفا ينبغي لكل طالب علم ان يرعيه آآ فؤاده وسمعه وبصره وهو ان الانسان يمكن ان يسأل من كان اقل منه اذا فاقه في علم مسألة من المسائل - 00:19:11
ولا ادل على ذلك من رحلة موسى عليه السلام ان الرحلة في طلب العلم قديمة شهيرة عريقة جعلها الانبياء. فموسى عليه السلام لما خطب بني اسرائيل خطبة وقال له قائل يا نبي الله اعلى وجه الارض من هو اعلم منك؟ تأمل ونظر انه نبي مكلم وانه - 00:19:30
من اولي العزم من الرسل وانه كليم الرحمن؟ فقال لا فعتب الله تعالى عليه ان لم يكل العلم اليه فاوحى اليه ان يا موسى. ان بمجمع البحرين رجل هو اعلم منك - 00:19:55
فلم يرعه ذلك او ينقبض له كلا قال يا ربي كيف لي به قال خذ حوتا فضعه في مكتل. يعني في زنبيل او زبيل على الافصح حيثما فقدت الحوت فهو ثم - 00:20:10
فكانت الرحلة المشهورة التي ذكرها الله تعالى في كتابه في سورة الكهف التي نقرأها دوما وفيها انه لما لقي الرجل ولا ريب ان الخضر اقل من موسى قدرا وعلما لكنه فاقه في نوع من العلم - 00:20:24
قال هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا. لم يجد غضاضة ان يجعل نفسه تابعا. والخضر متبوعا وهذا يدل على التواضع للعلم وربما انف بعض طلبة العلم ان يسأل احدا من اقرانه - 00:20:41
فضلا ان يكون ادنى منه على طالب العلم ان يتظع للعلم ويرى ان العلم كنز مشاع بين اهله ورحم يجمع طلبته لا اه يدعو السؤال لمثل هذه الموانع ثم قال رحمه الله - 00:20:59
حلف رجل يمينا فاشكلت على فاشكلت على الفقهاء فدل على انسان فاستبعد بلده فقيل له ان ذلك البلد ان ذلك البلد البلد قريب على من اهمه دينه وفي هذا اشارة الى ان من اهمه امر دينه كما اهمه امر دنياه - 00:21:19
اذا حد اذا حدث له حادثة في دينه لا يجد من يسأله عنها الا في بلد بعيد فانه لا يتأخر عن السفر اليه ليستبرئ لدينه. كما انه لو عرض له هناك - 00:21:39
كشف دنيوي لبادر السفر اليه. نعم هذا المعنى يتكرر في كل جيل وقبيل فانه في هذه الازمنة يجد الانسان من الناس ومن المستفتين من اذا قيل له اذهب واتصل بسماحة المفتي - 00:21:54
هذا بعيد هذا في الرياض. مع انه امر يتعلق بحل زوجته له وبامر يتطلب حكم حاكم شرعي او مفت عام ومع ذلك يستعظم هذا ولو قيل له ان مساهمة او عقارا سينادى عليها في مزاد علني لخفت - 00:22:13
نفسه الى الذهاب اليه من عظم عليه امر دينه استسهل الرحلة في طلبه وبذل في سبيله ثم قال وفي هذا الحديث ان ابا الدرداء بشر من اخبره انه رحل اليه لطلب الحديث - 00:22:33
لطلب الحديث بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في فضل العلم وطلبه. وهذا مأخوذ من قوله تعالى واذ جاء واذ جاء واذا واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة - 00:22:50
وقد ازدحم الناس مرة على باب الحسن البصري لطلب العلم فاسمعهم ابنه كلاما فقال الحسن مهلا يا بني ثم هذه الاية وفي كتاب الترمذي وابن ماجة عن ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم وصاهم بطلبة العلم - 00:23:09
وصاهم بطلبة العلم والمتفقهين في الدين خيرا. نعم هذا المعنى قبل ان نمضي في ذكر الامثلة معنى عظيم استنبطه ابن رجب لقاء ابي الدرداء لهذا الطالب. وهو بشارة طالب العلم - 00:23:29
وشحت عزمه وتطييب نفسه فانه بشره بهذا الحديث مما هون عليه مشقة الرحلة وهذا مأخوذ من قول الله تعالى واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة - 00:23:46
فينبغي للعالم ان يبسط وجهه لمن جاءه متعلما الم تروا ان الله سبحانه وتعالى عاتب على نبيه صلى الله عليه وسلم لما جاءه الاعمى وقطب في جبينه مع انه رجل اعمى لا يفصل التقطيب - 00:24:05
ولا يرى انفعالات وجه النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى عود نفسك يا طالب العلم فانك يوما ما سيلتئم عليك اه من يسألك - 00:24:22
ان تبسط لهم وجهك وتتلقاهم تستبشر بسؤالهم وتعتبر ان هذا السؤال علامة في الدين وصحة في الامة ان يسأل الناس عن امر دينهم ماذا لو انفض الناس عن العلماء وطلبة العلم وصاروا لا يأبهون بامر دينهم ولا يرفعون رأسا بالسؤال - 00:24:40
فينبغي لطلبة العلم ان تتسع صدورهم ما استطاعوا لهذا الامر وهذا الحسن رحمه الله لما ازدحم الناس على بابه وكأن ابنه اسمعهم كلاما فيه غلظة اه نهاه عن ذلك نهاه عن ذلك وتلا عليه الاية السابقة يعني ان حق هؤلاء ان يرحب بهم لا ان يردوا على اعقابهم - 00:25:03
ثم قال بن حبيش الى صفوان بن عسال في طلب العلم قال له بلغني ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم وفي رواية انه روى انه روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم وسيأتي هذا ان شاء الله تعالى. اما الحديث السابق الذي فيه انه وصاهم - 00:25:31
طلبة العلم والمتفقهين في الدين خيرا فهذا لا يثبت. نعم وازدحم الناس مرة على باب عبد الله بن المبارك فقال حق لهم من ولاية سرور الابد يغبطهم ازدحامهم على طلب العلم. لانه يؤدي الى الخلود في النعيم المقيم. ولهذا بكى معاذ عند موته وقال انما ابكي - 00:25:51
على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء. ومزاحمة العلماء بالركب عند عند حلق الذكر. ما شاء الله. عبدالله بن بن المبارك امير المؤمنين في الحديث لما رأى ازدحام الناس على بابه لطلب العلم قال حق لهم من ولاية سرور الابد - 00:26:17
يعني يغبطهم يغبطهم لان سرور الابد هو الجنة وهو يغبطهم على هذا الامر لازدحامهم على طلب العلم نعم وينبغي للعالم ان يرحب بطلبة العلم ويوصيهم بالعمل كما قال الحسن لاصحابه - 00:26:38
وقد دخلوا عليه مرحبا بكم واهلا حياكم الله بالسلام وادخلنا واياكم دار السلام وهذه علانية حسنة ان صبرتم وصدقتم وايقنتم ولا يكونن حظكم حظكم من هذا الخير رحمكم الله. ان تسمعوه بهذه الاذن فيخرج من هذه الاذن. فانه من لم يرى - 00:26:56
محمدا صلى الله عليه وسلم قد رآه غاديا ورائحا لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصب ولكن رفع له ولكن رفع له علم فشم علم فشمر اليه ولكن رفع له علم علم يعني - 00:27:20
ولكن رفع له علم فشمر اليه الوحة الوحة. الوحة الوحة الوحى الوحى النجا النجا على ما ترجعون. علامة تعرجون. علامة تعرجون ابيتم ورب الكعبة كانكم والامر معا نعم اه هذه الخطبة او هذه العبارات من امام الوعاظ في المتقدمين. الحسن البصري رحمه الله الذي الين له الكلام - 00:27:40
في الموعظة كما اولينا لداوود الحديد فان الحسن رحمه الله قد اوتي من المواعظ ما يعجب الانسان من حسن سبكه هو قد رحب بهم وسهل وآآ بشرهم ورغبهم وذكرهم في ان واحد ان لا يكون - 00:28:09
هذا الذي يتلقونه حجة عليهم يدخل من اذن فيخرج من اذن او اخرى. وهذا يدلنا على ان هذا المعنى وهذا التصوير قديم موجود عند المتقدمين قول الناس يدخل من اذن ويخرج من اخرى والمراد به ان يكون الشيء يعبر - 00:28:28
داخل خارج دون ان يستقر في القلب ومثال اخر له ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم او تراقيهم كل ذلك يدل على ان العلم لم يصل الى محله. وهو القلب - 00:28:47
الحذر من ذلك ثم بين لهم ان هذا العلم ثمرته انك ترى النبي صلى الله عليه وسلم امام عينيك. غادي الرائحة وتبصر انه لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة. اي انه لم يشتغل بعمارة الدنيا. وانما كان عالما معلما - 00:29:05
الله عليه وسلم رفع له علم فسار اليه او فشمر اليه وهذا كناية عن القصد بمعنى انه لم يلتفت الى بنيات الطريق ويتشاغل يمنة ويسرة كمن رفع له علم راية او نصب وقيل اتجه - 00:29:26
الخط المستقيم هو اقرب طريق بين نقطتين. فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم اليه. فقال الوحل الوحى الوحى اي العجب استعجلوا النجا النجا. الامر جد خطير. لا يحتمل علامة عرجون التعريج هو ان يلتفت الانسان - 00:29:43
عن قصده ويتشاغل بالالتفات يمنة ويسرة هذا هو التعريج عن الطريق. فهو يقول الواحة الوحى النجا النجا. علامة تعرجون ابيتم ورب الكعبة كأنكم والامر معا. يعني انكم وقد التطم الامر وحانت ساعة الصفر. واتاكم ما توعدون - 00:30:02
فهذا من حسن مواعظ الحسن رحمه الله ثم قال ولنشرع الان في شرح حديث ابي الدرداء الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة. وفي رواية اخرى سهل الله له - 00:30:23
الله له به طريقا الى الجنة وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة - 00:30:44
سلوك الطريق لالتماس العلم يحتمل ان يراد به السلوك الحقيقي. وهو المشي بالاقدام الى مجالس العلم ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك من سلوك الطريق من سلوك الطريق المعنوي المؤدي الى حصول العلم. الطريق المعنوية المؤدية الى حصول العلم - 00:31:00
من سلوك الطريق المعنوية المؤدية الى حصول العلم. مثل حفظه ودراسته ومطالعته ومذاكرته والتفهم له. والتفهم فيه ونحو ذلك من طرق من الطرق التي يتوصل بها الى العلم. اذا افادنا الشارح رحمه الله - 00:31:22
اه انه قد ثبت في ذلك روايتان الرواية التي في صدر هذا الحديث التي عند الترمذي وابي داوود وابن ماجة واحمد من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة - 00:31:41
وتم رواية اخرى لا تخالفها من سهل الله له به طريقا الى الجنة وهي عند مسلم وافادنا رحمه الله بان المقصود بالسلوك هنا يحتمل احد امرين اما السلوك الحقيقي واما السلوك المعنوي - 00:31:56
والسلوك الحقيقي يكون بنقل الخطى والرحلة في طلب الحديث وقصد مجالس العلم واما السلوك المعنوي فهو اعمال الذهن والفكر والذاكرة في تحفظ العلم والتفقه فيه والواقع انه لا تعارض بين الاحتمالين بل هما في مسار واحد - 00:32:15
فهذا يشمل الطريقة الحسية والطريقة المعنوية في ان واحد واما قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة فانه يحتمل امورا منها ان يسهل الله لطالب العلم العلم الذي طلبه - 00:32:38
طريقه وييسره عليه فان العلم طريق موصل الى الجنة. وهذا كقوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر قال طائفة من المفسرين هل من طالب علم فيعان عليه؟ ومنها ان ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم. العمل العمل - 00:32:56
بمقتضى ذلك العلم اذا قصد بتعلمه وجه الله فيجعله الله سببا لهدايته والانتفاع به والانتفاع به والعمل والانتفاع به والعمل به وذلك من طرق الجنة الموصلة اليها ومنها ان ييسر الله لطالب العلم الذي يطلبه للعمل به علوما اخر ينتفع بها. فيكون طريقا موصلا الى - 00:33:19
الجنة وهذا كما قيل من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم. وكما يقال ثواب الحسنة الحسنة بعدها والى هذا والى هذا اشارة اشارة بقوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. وقوله والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم - 00:33:46
فمن التمس العلم ليهتدي به زاده الله هدى وعلوما نافعة توجب له اعمالا صالحة. وكل هذه طرق موصلة الى الجنة ومنها ان الله تعالى قد ييسر لطالب العلم الانتفاع به في الاخرة وسلوك وسلوك طريق الحسن المفضي الى - 00:34:12
الجنة وهو الصراط وما بعده وما قبله من الاهوال العظيمة. والعقبات الشديدة الشاقة. وسبب وسبب تيسر الجنة على طالب العلم اذا اراد به وجه الله وطلب مرضاته ان العلم يدل على الله من اقرب الطرق واسهلها - 00:34:32
واسهلها واسهلها واسهلها فمن سلك طريقه ولم يعرج عنه ولم يعرج عنه وصل الى الله والى الجنة باقرب الطرق واسهلها واسهل واسهلها فتسهلت عليه الطرق الموصلة الى الجنة كلها في الدنيا والاخرة - 00:34:52
ومن سلك طريقا يظنه طريق الجنة بغير علم فقد سلك اعسر الطرق واشقها ولا يوصل الى ولا يوصل الى المقصود عسرة شديدة فلا طريق الى معرفة الله والى الوصول الى رضوانه والفوز بقربه ومجاورته في الاخرة - 00:35:14
الا بالعلم النافع. الذي بعث الله به رسله. وانزل به كتبه. فهو الدليل عليه. وبه يهتدى في الجهل والشبه والشكوك. وقد سمى الله كتابه نورا يهتدى به في الظلمات كما قال تعالى - 00:35:34
قد جاءكم من الله نورا وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور. نعم اذا هذه الجملة النبوية وهي قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة. ما وجهها - 00:35:53
لما كان العلم سبب تسهيل الدخول الى الجنة. ذكر لذلك اربعة معاني ايضا لا تعارض بينها احد هذه المعاني ان المشتغل بطلب العلم ييسره الله تعالى عليه فيكون سببا لدخول الجنة - 00:36:11
والثاني ان اشتغاله بطلب العلم يحمله على العمل فان طلب العلم يفصح عن مراض الله وعن اسباب بلوغ رضوانه يتوصل بالعلم الى العمل اه الوجه الثالث هو ان طلب العلم يفتح عليه ابواب علوم اخرى - 00:36:29
اي يتفرع عن طلبه للعلم معارف ومطالب اخرى لم تكن في حسبانه حين طلب العلم كما قيل من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم لا يهدى الى طرق اخرى لن تدر له ببال لم تدر له بخلد - 00:36:52
ولم تخطر له ببال وكذلك ذكر معنى رابعا وهو ان طلبه للعلم يكون سببا لهدايته الى طريق الجنة هاي الطريق الحسي وهو ما يكون بعد البعث اذا ان ما بعد البعث - 00:37:12
امور عظام واهوال جسام من صراط وميزان وتطاير صحف وآآ حساب وغير ذلك من الامور. فيكون علمه الذي تلقاه في الدنيا يكون نورا له يوم القيامة وسبب لبلوغه جنة الله تعالى - 00:37:31
يقول الله عز وجل سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم حتى طريق الجنة في الاخرة يعرفها الله تعالى لاهل الايمان فهذه اربعة معان لا تعارض بينها تدل على ان طلب العلم - 00:37:51
سبب لتسهيل الوصول الى الجنة ثم انه شرع رحمه الله في بيان منزلة العلماء فقال وقد ضرب الله للنبي صلى الله عليه وسلم مثل من حمل العلم الذي جاء به بالنجوم التي يهتدى بها في الظلمات كما في المسند عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه - 00:38:10
وسلم ان مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. فاذا طمست النجوم اوشك ان تظل الهداة وهذا مثل في غاية المطابقة. لان طريق التوحيد والعلم بالله واحكامه وثوابه وعقابه - 00:38:33
لا يدرك بالحس انما يعرف بالدليل. وقد بين ذلك كله في كتابه وعلى لسان رسوله. فالعلماء بما انزل الله على رسوله هم الادلة. الادلاء والذين يهتدى بهم في ظلمات الجهل والشبه والضلال. فاذا فقدوا ظل السالك وقد شبه - 00:38:54
علماء بالنجوم. العلماء وقد شبه العلماء بالنجوم والنجوم فيها ثلاث فوائد يهتدى بها في الظلمات وهي زينة للسماء. ورجوم للشياطين الذين يسترقون السمع منها والعلماء في الارض تجتمع فيهم هذه الاوصاف الثلاثة بهم يهتدى في الظلمات وهم زينة للارض وهم رجوم للشياطين - 00:39:17
الذين يخلطون الحق بالباطل ويدخلون في الدين ما ليس منه من اهل الاهواء وما دام العلم باقيا في الارض فالناس في هدى وبقاء العلم بقاء حملته فاذا ذهب حملته ومن يقوم به - 00:39:42
في الضلال كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يذهب يذهب العلماء فاذا لم يبقى فاذا لم يبقى عالما اتحد فاذا لم يبق عالما فاذا لم يبق - 00:39:58
عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسألوا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا وخرج الترمذي من حديث جبير نعم هذا هذا المعنى او هذا المثل الذي ورد ذكره في اول الكلام ان مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء - 00:40:18
هذا وان كان لا يصح من الناحية الحديثية لوروج لوجود آآ راو ضعيف فيه. الا ان العلماء احتملوه وكأن طريقة المتقدمين احتمال ما يكون من الاحاديث مما ضعفه ليس شديدا. فابن رجب - 00:40:38
وعلى رسوخ قدمه في الحديث لم يتعقبه ولا شك ان معناه صحيح فان العلماء في الارض كالنجوم في السماء والنجوم في السماء لها ثلاث فوائد. اخبرنا الله تعالى عنها في كتابه. وهي انها يهتدى بها في الظلمات. وعلامات وبالنجم - 00:40:54
يهتدون وهي زينة للسماء ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ورجوم للشياطين وجعلناها رجوم للشياطين. فكذلك العلماء في الارض الحقيقة ان العلماء في الارض يهتدى بهم. فاذا لهمت الظلمات وكثرت الشبهات والشكوك فزع الناس الى العلماء - 00:41:15
يقبسون من نورهم كما انهم ايضا هم زينة الارض فحيثما وجد العالم في بلد فكأنما هو مشعل يضيء واذا خلت البلاد من العلماء باتت مقفرة ولو كانت ربوعا وهم ايضا رجوم للشياطين - 00:41:36
فاذا رفع اهل البدع رؤوسهم وصاروا يهرفون بما لا بما يعرفون وما لا يعرفون. انتصب لهم اهل العلم قذفوا عليهم من الشهب الايمانية والعلمانية ما ينسف بدعهم حاجة الناس الى العلماء - 00:41:56
اعظم من حاجتهم الى الطعام والشراب والهواء فمثلهم في الارض كمثل النجوم في السماء ثم ذكر حال الناس اذا لم اذا ذهب العلماء بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من ان الله تعالى - 00:42:15
لا ينزع العلم او لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يكون ذلك بقبض العلماء فاذا ثني العلماء ولم يبق الله عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا. فسئلوا فصاروا يفتون بغير علم من محض ارائهم - 00:42:32
وبنات افكارهم فضلوا واضلوا والعياذ بالله ثم قال وخرج الترمذي من حديث جبير بن نفير عن ابي الدرداء قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا اوان يختلس العلم من الناس. حتى لا يقدروا منه على شيء. فقال زياد بن لبيد. زياد بن لبيد - 00:42:50
ابن لبيد يا رسول الله كيف يختلس منا العلم وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرأنه نسائنا ابنائنا فقال ثكلتك امك يا زياد ان كنت لا اعدك ان كنت لاعدك من كنت لاعدك - 00:43:15
ان كنت لاعدك من فقهاء المدينة. هذه التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى. فماذا تغني عنهم؟ قال جبير ابن قال جبير بن نفير فلقيت عبادة بن الصامت فقلت الا تسمع ما يقول ابو الدرداء؟ الا تسمع؟ الا تسمع ما يقول ابو - 00:43:35
فاخبرته بالذي قال فقال صدق ابو الدرداء لو شئت لاخبرتك باول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك ان تدخل المساجد ان ان تدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه خاشعة وخرج النسائي من حديث جبير بن نفير عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه - 00:43:55
وفي حديثه فذكر صلى الله عليه وسلم صلاة اليهود والنصارى على ما في ايديهم من كتاب الله قال جبير بن نفير قال جبير بن نفير فلقيت شداد بن اوس فحدثته بحديث عوف بن مالك فقال صدق الا اخبر الا - 00:44:21
اخبرك باول ذلك يرفع الخشوع يرفع يرفع الخشوع حتى لا ترى خاشعا. وخرج الامام احمد من حديث زياد ابن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر شيئا فقال ذاك عند اوان ذهاب العلم. فذكر الحديث وقال فيه - 00:44:40
اوليس اليهود والنصارى يقرأون التوراة والانجيل؟ لا يعملون بشيء مما فيها ولم يذكر ما بعدها ولم يذكر ما بعدها ففي هذه الاحاديث ان ذهاب العلم هذه الاحاديث ففي هذه الاحاديث ان - 00:45:00
ذهاب العلم بذهاب العمل وان الصحابة فسروا ذلك بذهاب العلم الباطن من القلوب وهو الخشوع. نعم حسبك. هذه الاحاديث والاثار التي سبق ذكرها لا كل منها مما قال ولكن آآ كما قال المحشي عندكم لها شواهد يعضد بعضها بعضا ومعناها صحيح والواقع المحسوس يدل - 00:45:17
وعلى ذلك فان في سائر الاجابات ان اليهود والنصارى كتبهم بين ايديهم وهذا حالهم وذلك ان القوم نزع منهم الخشوع فلم يعملوا بهذا العلم مما يدل على ان العلم الحق - 00:45:40
هو ما قارنه الخشوع والدينونة لله عز وجل وليس فقط بحشو الاذهان وانما بالتعبد للرحمن فان الله سبحانه وتعالى لما وصف اهل العلم قال ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للابقان سجدا. ويقولون - 00:45:55
سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا فايما علم لم يثمر خشوعا فليس بعلم اذ ان ثمرة العلم الخشوع. فاذا رأيت الانسان يستكثر من العلم ولا يصاحب ذلك خشوع ولا اخبات فاعلم انه كيس يحشى - 00:46:15
لا اقل ولا اكثر انما يكون عبئا عليه وحجة عليه فعليك يا طالب العلم ان تطلب العلم وتطلب مع العلم الخشوع فهذا امر لابد لطالب العلم من ان يتنبه له وان يدرك المقاصد والثمرات ولا يتشاغل بالاشكال والهيئات - 00:46:36
ويزيده وضوحا ما سيأتي هكذا روي عن حذيفة ان اول ما يرفع من العلم الخشوع فان العلم كما قال الحسن علمان علم اللسان فذاك حجة الله على ابن ادم علم في القلب فذاك العلم النافع. وروي عن الحسن مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود - 00:46:57
رضي الله عنه قال ان اقواما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم تراقيهم. لا يجاوز تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب ورسخ فيه نفع فالعلم النافع هو ما باشر القلب فاوقز فيه معرفة فاوقر فيه. فاوقر فيه معرفة الله وعظمته وخشيته واجلاله وتعظيمه ومحبته - 00:47:24
متى سكنت هذه الاشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح تبعا له. نعم اذا اخبظ هذا هو العلم النافع هذا هو العلم النافع العلم النافع هو ما باشر القلب فاوقر فيه معرفة الله وعظمته وخشيته واجلاله وتعظيمه ومحبته - 00:47:50
ومتى سكنت هذه الاشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح تبعا له هذه هذا هو المقصود فان كان العلم يثمر لك هذه الثمرة فحي هلا انت على الصراط وان كان العلم لا يثمر لك الا ضراوة اه شغبا ومجاراة للطلبة مجاراة للعلماء - 00:48:14
للسفهاء وصرف انظار الناس اليك فاعلم انه حجة عليك لا لك ينبغي لطالب العلم ان يتنبه لهذه المعاني العلم علمان علم في اللسان وعلم في الجنان فالعلم الذي في اللسان هو العلم الناطق الذي هو حجة الله على خلقه. يتلوه المؤمن والكافر والبر والفاجر - 00:48:38
لكن العلم النافع هو الذي ينفذ الى جذور القلب فيستقر فيه فحينئذ ينفع صاحبه اما اذا كان فقط على اللسان لا يجاوز التراقي فهذا يمكن ان تسمعه من مسجل او من اذاعة او من مسلم او كافر او بر او فاجر - 00:48:59
الله الله يا طالب العلم اجعل العلم ينصب. في سويداء قلبك ويتمكن منك فعلم راسخ وان قل خير من كثير لا يستقر ثم قال وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اعوذ بالله من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع وهذا يدل - 00:49:20
على ان العلم الذي لا يوجب الخشوع للقلب فهو علم غير نافع وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يسأل الله علما نافعا وفي حديث اخر قال سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع. واما العلم الذي على اللسان فهو - 00:49:45
حجة الله على ابن ادم كما قال صلى الله عليه وسلم والقرآن حجة الله لك او عليك. فاذا ذهب من الناس الباطن بقي الظاهر على الالسنة حجة ثم يذهب العلم الذي هو حجة بذهاب حملته - 00:50:07
وهو يبقى من الدين الا السوء ولا يبقى من الدين الا اسمه ولا من القرآن الا رسمه. فيبقى القرآن في المصاحف ثم يسري به في اخر الصلاة يسرى به ثم يسرى به في اخر الزمان فلا يبقى منه في المصاحف ولا في القلوب شيء - 00:50:27
ومن هنا قسم من قسم من العلماء العلم الى باطن وظاهر فالباطن ما باشر القلوب فاثمر لها الخشية والخشوع والتعظيم والاجلال والمحبة والانس والشوق والظاهر ما كان على اللسان فيه فبه تقوم حجة الله على ابن ادم - 00:50:47
وكتب وهب حسنا حسنا اذا علينا معشر طلبة العلم ان نتأمل في حالنا ونعيد النظر فيما اتانا الله تعالى من علوم هل اثمرت لنا هذه المعاني الرائقة؟ هل اذا خلا احدنا - 00:51:07
ولم يكن بينه وبين الله حجاب ليس عنده احد من المخلوقين. هل يجد اه بهجة هذه العلم وروحه ورونقه في قلبه ويجد لذته وطعمه ان كان كذلك فهو غانم وان كان كلا لا يجد منه الا مجرد المحفوظات - 00:51:23
هو مجرد الخلافات ونحو ذلك فبعد بعد لم يصل الله الله! حول هذه النصوص يا طالب العلم الى معاني يستقر في القلب وتنتفع بها ولخص وخلص منها الشوائب حتى لا يبقى منك منها الا ما تنتفع به وتخلص عما فضى - 00:51:45
نعم ثم انه قال وكتب وهب بن منبه الى مكحول انك امرؤ قد اصبت بما ظهر من علم الاسلام شرفا فاطلب بما بطن من علم الاسلام حبة وزلفا وفي رواية انه كتب اليه انك قد بلغت بظاهر علمك عند الناس منزلة وشرفا فاطلب بباطن علمك عند الله - 00:52:09
لله درهم هكذا كان يتناصح العلماء وهب ابن منبه رحمه الله من مسلمة اهل الكتاب كتبا الى مكحول الدمشقي يثني عليه بما بما انعم الله تعالى به من العلم ويخبره بانك قد اصبت شرفا ومنزلة بهذا العلم الذي جمعته - 00:52:34
فابتغي به القربى والزلفة عند الله انه قد صلح الان ما بينك وبين الناس صلح ما بينك وبين الله نعم واعلم ان احدى المنزلتين تمنع من الاخرى فاشار وهب بعلم الظاهر الى علم الفتاوى والاحكام والحلال والحرام والقصص وعظ - 00:52:55
وهو ما يظهر على اللسان. وهذا العلم يوجب لصاحبه محبة الناس له وتقدمه عندهم فحذره من الوقوف عند ذلك والركون اليه والالتفات الى تعظيم الناس. ومحبتهم فان من وقف مع ذلك - 00:53:15
قد انقطع عن الله وانحجب بنظره الى الخلق عن الحق واشار بعلم الباطن الى العلم الذي يباشر القلوب فيحدث لها الخشية والاجلال والتعظيم. وامره وامره ان يطلب بهذا المحبة من الله والقرب والقرب منه والزلفة لديه. وكان كثير من السلف. نعم اذا هذا معنى ينبغي لطالب العلم - 00:53:33
دوما ان يتأمله في نفسه ان لا يكون حظه من العلم هو مجرد حظ دنيوي يحصل له به محبة الناس وتقديمهم وتشريفهم اه اظهار اه القدر عندهم. فانه ان اكتفى بذلك فهذا حظه من - 00:53:57
من العلم ان لم يؤاخذ بعد ذلك بل عليه الا يحجبه ذلك عن قطف ثمرة العلم وجني جناح فيما بينه وبين مولاه فلا يكتفي بهذا وان كان هذا قد يحصل وقد يتخلف - 00:54:18
لكن ليكن نصب عينيه ان يريد الله والدار الاخرة هو اراد ذلك كتب الله له القبول وبلغه ما يرجوه من خيري الدنيا والاخرة ثم انتقل الى تقسيم بديع للعلماء يصنفون فيه انواع المشتغلين بالعلم فقال - 00:54:34
وكان كثير من السلف كسفيان كسفيان الثوري وغيره يقسمون العلماء ثلاثة اقسام عالم بالله عالم بامر الله ويشيرون بذلك الى من جمع بين هذين العلمين المشار اليهما الظاهر والباطن وهؤلاء اشرف العلماء وهم الممدوحون في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. وقال ان الذين اوتوا العلم من - 00:54:53
قبله اذا يتلى عليهم يخرون الاذقان سجدا. الى قوله ويزيدهم خشوعا. ويزيدهم. ويزيدهم خشوعا وقال كثير من السلف ليس العلم كثرة الرواية ولكن العلم الخشية وقال بعضهم كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا. ويقولون ايضا عالم بالله ليس عالما بامر - 00:55:22
وهم اصحاب العلم الباطن. الذين يخشون الله وليس لهم وليس لهم اتساع في العلم الظاهر. ويقولون عالم بامر الله ليس بعالم ليس بعالم بالله. وهم اصحاب العلم وهم اصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطن - 00:55:48
وليس لهم خشية ولا خشوع. وهؤلاء مذمومون عند السلف. انتهى التقصير اذا هذه ثلاثة اقسام موجودة فعلا وحقا عالم بالله عالم بامر الله القسم الثاني عالم بالله غير عالم بامر الله - 00:56:08
القسم الثالث عالم بامر الله ليس عالما بالله لا ريب ان اشرف هذه الاقسام هو القسم الاول الذي جمع بين العلم بالله والعلم بشريعة الله وهو عالم بالله اي قام في قلبه من تعظيمه وخشيته ومحبته ما استفاده من العلم بمقتضى اسمائه وصفاته - 00:56:28
فاوجب له ذلك خشية وخشوعا ثم هو عالم بامر الله يعرف احكام الله وحدوده والحلال والحرام فيعبد الله على بينة. فهذا باعلى المراتب وهو الذي كان عليه ائمة السلف رحمهم الله من المحدثين والفقهاء - 00:56:52
واما الصنف الثاني فهم العالمون بالله غير عالمين بامر الله وهم قوم من العباد والنساك اه اشتغلوا بالطاعات والعبادة والنسك والتأله ولكن لم يكن لهم اتساع في العلم بشرع الله - 00:57:12
فكانوا دونهم منزلة. وربما تسللت اليهم بدعة بسبب جهلهم بامر الله يكثر هذا في طبقات الصوفية واما الصنف الثالث فهم العالمون بامر الله غير العالمين بالله وهم الذين اشتغلوا بالعلوم الظاهرة - 00:57:31
ظبطوا مسائل الفقه والاصول واللغة وعلوم الالة. لكن قلوبهم قاسية. لم يباشرها الايمان فهم لا يعدون ان يكون حملة اسفار لا يحملهم علمهم ذاك على تحقيق الخشوع والخشية المطلوب هو ان يسعى - 00:57:51
طالب العلم الى ان يكون عالما بالله عالما بامر الله وقد تكرر في كلام الشيخ رحمه الله قوله علم الظاهر وعلم الباطن وليس مراده ها هنا بعلم الباطن ما يدعيه زنادقة الصوفية من العلوم الخفية والتأويلات الباطنية لا سوف - 00:58:10
الى هذا لاحقا ويذمه اشد الذنب وانما اراد بعلم الباطن يعني العلوم الايمانية من المحبة والخوف والرجاء ووجد في هذه الامة قوم عنوا بعلوم الظاهر. وهم الفقهاء الذين يضبطون احكام الحلال والحرام والطهارات والنجاسات وغير ذلك. وقوم انصرفوا عن ذلك واعتنوا بعلم الباطن - 00:58:30
صاروا يتكلمون في الرقائق والايمانيات والمواعظ والسلوك ونحو ذلك ولا شك ان الانفراد باحد هذان هذين الامر الامرين من تجزئة الدين وجعل وجعل القرآن عظيم والواجب ان يمزج الانسان بينهما ويدمج بينهما فانه ليس في الشريعة هذا التفريق - 00:58:59
هذا وان كانت ابوابا يتميز بعضها عن بعض لكنها تقوم في قلب واحد. وفي نفس واحدة فعلى كل امرئ ان يسعى الى تحصيل ما قدر منها العقيدة والحياة والله يعلم متقلبكم - 00:59:23
- 00:59:56
Transcription
العقيدة والحياة والله يعلم متقلبك بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:01
وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه الله - 00:01:11
اليقين ارسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ارسله الله تعالى بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح فما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وقد ترك امته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك - 00:01:30
المحتملة ميراث ميراثه من بعده ائمة الدين والعلم من الصحابة والتابعين والتابعين لهم باحسان وعوا ما سمعوا وادوه وبلغوه كما سمعوه. فنظر الله وجوههم حتى ال الينا هذا العلم خالصا مصفى - 00:01:53
من بين وجمع نزعوا عنه ما ادخل فيه الوضاعون والمبطلون وصفوه من الضعيف والموضوع حتى اتانا في احلى وابها لباس فلم يكن لاحد على الله تعالى حجة بل هو سبحانه وتعالى اقام حجته على خلقه - 00:02:15
وفي هذا المساء المبارك مساء يوم الجمعة التي يتقرب الى الله تعالى فيها صالح الاعمال وترجى فيها الاجابة ينعقد هذا المجلس السعيد لاستذكار حديث قيم من احاديث نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:02:44
تولى شرحه علم من اعلام الاسلام علم شامخ وامام مربي ومحدث فقيه له يد طولى في تجلية علوم الشريعة وتقريبها الى طالبيها انه زين الدين بحق ابو الفرج بصدق عبدالرحمن بن احمد بن رجب الحنبلي - 00:03:05
رحمه الله رحمة واسعة هذا الامام قد ملأ الدنيا علما ولم يكمل ستين سنة لكنه عمر مبارك اذ كان مولده رحمه الله سنة سبعمائة وست وثلاثين من الهجرة وكانت وفاته سنة تسعمائة - 00:03:30
في سنة سبعمائة وخمس وتسعين فتوفي رحمه الله ولما يتم ستين سنة لكن النية الصالحة والعزيمة الماضية انشراح الصدر ونور القلب هو الذي يصنع مثل هؤلاء الرجال بتوفيق الله تعالى - 00:03:52
فاشتغل بجميع فنون الشريعة في السنة يد طولى يكفيه شرحه لسنن الترمذي وشروعه في شرح صحيح البخاري حتى بلغ به كتاب الجنائز ولو اتمه لكان هو المقدم في بابه وله القواعد المشهورة قواعد ابن رجب - 00:04:12
وله هذه الشروحات الحديثية المشرقة فانه ادعوني بشرح احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحا بديعا. واشهر كتاب له في ذلك الكتاب المشهور جامع العلوم والحكم وما كان على نسقه كالرسالة التي بين ايدينا - 00:04:34
فانه يعمد الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدأ ببيان تخريجه وذكر آآ طرقه وشواهده والالفاظ المقاربة له ثم يثني بشرح جمله جملة جملة مبتدأ في شرحها من كتاب الله - 00:04:55
وذكر الايات الكريمات الموافقة لذلك المعنى ثم يتبع ذلك بذكر الاحاديث النبوية التي في نفس المعنى ويستكثر من ذلك ثم يثلث بذكر الاثار عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم حتى يتضح فهم السلف الصالح - 00:05:15
وهذه هي الطريقة المثلى ان نعتمد على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وفوق ذلك فانه اوتي رحمه الله فهما عميقا ادراكا لما اشكل على كثير من الناس يتضح للقارئ حينما يرى - 00:05:38
احاطته بالاقوال وموازنته بينها فنحن في حضرة هذا العالم آآ الجليل ونسأل الله تعالى ان يجمعنا واياكم واياه في روضات الجنات اما هذه الرسالة التي بين ايدينا فهي شرح حديث ابي الدرداء في طلب العلم. وهو حديث مشهور آآ يتذوق طلبة العلم - 00:05:59
دوما قراءته لما فيه من الحافزية على طلب العلم ورجاء فضل الله تعالى والواقع ان هذه الرسالة صيدلية متنقلة دعوني اعبر بهذا التعبير هذه الرسالة هي عبارة عن صيدلية دوائية متنقلة يجد فيها طالب العلم الدواء الشافي - 00:06:22
فاذا تسلل الى نفسه نوع فتور ووقع في نفسه شيء من الشبه او ضعف عن الطلب فقرأ في هذه الرسالة عاد اليه نشاطه وهمته وعزيمته وتبينت له الامور وزالت عن عينيه الغشاوة وادرك القصد العظيم الذي لاجله نصب نفسه في هذا الطريق - 00:06:47
ولم يلتفت يمنة ويسرة الى ما آآ تتطاول اليه الاعناق من مطالب الدنيا فنسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بهذه الرسالة وبهذا الحديث العظيم. ولنشرع مستعينين بالله سائلين منه الهدى والسداد في - 00:07:12
قراءتها والتعليق عليها بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المؤلف غفر الله له لشيخنا والحاضرين في شرح حديث عويمر من مالك الانصاري الخزرجي ابي الدرداء في طلب العلم - 00:07:29
بسم الله الرحمن الرحيم خرج الامام احمد وابو داوود والترمذي وابن ماجة في كتبهم ان رجلا قدم من المدينة على ابي الدرداء وهو بدمشق فقال ما اقدمك فقال ما اقدمك يا اخي؟ قال حديث بلغني انك تحدث به عن رسول الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:50
قال اما جئت لحاجة؟ قال لا. قال اما ما قدمت قال اما قدمت لتجارة؟ قال لا. قال ما جئت الا في طلب هذا الحديث قال نعم. قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:08:12
من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك. من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة. وان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب. بما يطلب. وان العالم ليستغفر له من في السماوات والارض حتى الحيتان - 00:08:29
في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وان العلماء ورثة الانبياء. وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر - 00:08:49
كان السلف رحمهم هذه القطعة في بيان سبب ذكر ابي الدرداء لهذا الحديث. وهو سبب بديع ان رجلا قدم من المدينة فسأله ابو الدرداء عن سبب مقدمه فاخبره انه انما قدم - 00:09:08
ليسأل عن حديث بلغه انه يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يدلنا على ان السلف الصالح كانوا يطلبون علو الاسناد بمعنى ان هذا الرجل قد سمع الحديث من غير ابي الدرداء لكن بواسطة - 00:09:28
اراد ان لا يكون بينه وبين من حدث به واسطة وهذا هو ما يسمى بطلب علو الاسناد فلما اخبره بمقصده وجه اليه سؤالين فقال له اما قدمت اما جئت لحاجة - 00:09:45
حاجات الناس التي يأتون بها من صلة رحم او نكاح او غير ذلك؟ قال لا. قال اما قدمت للتجارة؟ قال لا وهذه المسائلة ليس فيها نوع فضول وانما اراد ان يتحقق من صدق نية هذا الطالب - 00:10:02
وقد عمل غيره مثل هذا العمل فان معاذ ابن جبل لما قدم آآ عليه آآ الرجل وسأله واقبل عليه وقال اني احبك في الله قال له يا الله قال الله. قال الله قال الله - 00:10:21
قال االله؟ قال الله. قال فابشر فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في جلالي على منابر من نور يوم القيامة يغبطهم النبيون والشهداء فلا بأس عني - 00:10:43
يستقصي العالم او المفتي من السائل او المستفتي ليتبين له مقصده ولهذا سأل ابو الدرداء هذا السائل هاتين المسألتين ثم بعد ذلك ساق الحديث وليس معنى ذلك ان هذا الرجل قدم في طلب هذا الحديث - 00:10:59
ربما قدم في طلب حديث اخر لكنه عاجله بالبشرى لكي يثبت قلبه يدخل عليه السرور من ان مقصده هذا آآ مما يستعظم فيه رجاء فضل الله عز وجل ثم ساق الحديث الذي نحن بصدده - 00:11:20
وهو مكون من نحو سبع جمل او ثمان جمل نورانية كل جملة منها ذات معان عظيمة لطيفة وقد كان من شأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما قالت عائشة رضي الله عنها ان لو شاء العاد ان يعده لعده - 00:11:40
وهذا من حسن التعليم ينبغي لطالب العلم دوما اذا قرر شيئا ان يكون كلامه فصلا يمكن ان تفهم كل جملة على حدة كما نرى في حديث نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:12:00
ثم انه قال كان السلف رحمهم الله لقوة رغبتهم في العلم والدين. يرتحل احدهم الى بلد بعيد لطلب حديث واحد يبلغه يبلغه يبلغه يبلغه. يبلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد رحل ابو ايوب زيد بن خالد الانصاري رضي الله عنه من - 00:12:17
المدينة الى مصر للقاء رجل من الصحابة بلغه عنه حديث يبلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك فعل جابر بن عبد الله رضي الله عنه مع كثرة ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث وروى - 00:12:40
كان احدهم يرحل الى من هو دونه في الفضل والعلم لطلب شيء من العلم لا يجده عنده ويكفيه في هذا المعنى ما قص الله علينا من قصة موسى عليه السلام وارتحاله مع فتاه - 00:13:00
فلو استغنى احد فلو استغنى احد عن عن الرحلة في طلب العلم لاستغنى عنها موسى. حيث كان الله قد كلمه واعطاه التوراة التي كتب له فيها من كل شيء مع هذا فلما اخبره الله عن خضر ان عنده علما يختص به سأل السبيل الى لقائه. ثم سار هو وفتاه اليه - 00:13:16
كما قال تعالى واذ قال موسى لفتاه لا ابرح لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين وامضي حقبا يعني سنين عديدة. ثم اخبر انه لما لقيه قال له هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا - 00:13:39
وكان من امرهما ما قصه الله في كتابه من حديث ابي ابن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة موسى خضري مو خضر. والخضر. مخرجا في الصحيحين وهو مشهور. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول والله والله - 00:13:57
الذي لا اله الا هو ما انزلت سورة من كتاب الله الا وانا اعلم اين نزلت. ولا انزلت اية من كتاب الله الا وانا اعلم فيما انزلت ولو اعلم احدا اعلم مني بكتاب الله تبلغه تبلغه الابل لركبت اليه - 00:14:17
وقال ابو الدرب لركبت اليه لركبت اليه وقال ابو الدرداء لو اعيتني اية من كتاب الله فلم اجد احدا لم اجد احدا. فلم اجد احدا يفتحها علي الا رجلا ببرك الغمأ الا رجل ببرك الغمأ. الا رجل ببرك الغماد لرحلت لرحلت اليه - 00:14:37
وبرك الغماد اقصى اليمن وخرج مسروق من الكوفة الى البصرة لرجل يسأله عن اية من كتاب الله فلم يجد عنده فيها علم علما فاخبر عن رجل من اهل الشام فرجع الى الكوفة ثم خرج الى الشام الى ذلك الرجل الى ذلك الرجل في - 00:15:00
بها ورحل رجل من الكوفة الى الشام الى ابي الدرداء يستفتيه في يمين حلفها ورحل سعيد بن جبير من الكوفة الى ابن عباس بمكة يسأله عن تفسير اية ورحل الحسن - 00:15:20
الى الكوفة الى كعب بن عجرة يسأله عن قصته في فدية الاذى واستقصاء هذا الباب يطول. نعم اراد بهذا الباب باب الرحلة في طلب الحديث. اذ كان سبب هذا الحديث حديث ابي الدرداء - 00:15:36
هو رحلة هذا الرجل من المدينة الى دمشق ليسأل ابا الدرداء عن حديث بلغه انه يحدث به ابن رجب رحمه الله ذكر جملة من الامثلة ذكر مثالين في رحلة صحابيين - 00:15:51
احدهما ابو ايوب الانصاري والثاني جابر بن عبدالله يركب جابر ابن عبد الله الى عبد الله ابن انيس من المدينة الى مصر شهرا فيسأله عن حديث يستثبته فيه ثم يلوي عنق راحلته ويرجع - 00:16:08
الى المدينة. لا يرى ذلك كثيرا على كثرة ما روى وحدث رضي الله عنه. وما ذاك الا لتعظيمهم وتضخيمهم للعلم ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا حكى عن - 00:16:22
ابي الدرداء وعن عبدالله بن مسعود استعدادهما وتهيؤهما للبحث عن العلم في اقصى مكان حتى ان عبد الله ابن مسعود على سعة علمه واحاطته قال ولو اعلم احدا اعلم مني بكتاب الله تبلغه الابل لركبت اليه. لا يقول ذلك - 00:16:38
رضي الله عنه تفاخرا وانما يقول يقوله استصغارا لنفسه في طلب العلم فانه قد علم من كتاب الله ما لم يعلم غيره حتى كان من اكثر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:58
جمعا للقرآن وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب ان يسمع القرآن غضا طريا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن ام عبد وكان له عناية خاصة بالقرآن وحق له ان يقول ما قال - 00:17:15
من هذا الكلام انه لو اعيته اية انه ما انزلت سورة من كتاب الله الا وهو يعلم اين نزلت وفيما نزلت فهو في الواقع يحدث عما من الله تعالى به وتفضل عليه. ومن هنا نأخذ ان من صدر منه مثل هذا الكلام - 00:17:34
لا على سبيل المباهاة والتفاخر. وانما على سبيل التحدث بنعمة الله المطابق للواقع. فانه لا حرج عليه وكذلك ابو الدرداء صاحبنا عويمر فانه قال لو اعيتني اية من كتاب الله فلم اجد احدا يفتحها علي الا رجل ببرك الغماد وهو موضع في اقصى اليمن - 00:17:54
رحلت اليه. لله درهم. هؤلاء هم الجيل الاول. هؤلاء هم طلاب العلم الحقيقيون الذي يحتذى مثالهم واما التابعون فانه فان الامثلة كثيرة قد ذكرها رحمه الله في رجل يخرج من الشام الى البصرة فلا يجد بغيته فيرجع الى الشام - 00:18:17
ثم يركب الى الكوفة لا يمل ولا يكل حتى يصل الى مراده. ورحلة سعيد ابن جبير الى ابن عباس وغيرها امثلة كثيرة لم تزل في هذه الامة بحمد الله وهو الذي - 00:18:38
اه ابقى الله تعالى به علم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظا مصونا وتحقق فيه معنى قول الله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فالذكر ليس القرآن فقط بل القرآن والسنة. فحفظه الله تعالى بهؤلاء - 00:18:53
وبين هذه الامثلة ذكر معنى لطيفا ينبغي لكل طالب علم ان يرعيه آآ فؤاده وسمعه وبصره وهو ان الانسان يمكن ان يسأل من كان اقل منه اذا فاقه في علم مسألة من المسائل - 00:19:11
ولا ادل على ذلك من رحلة موسى عليه السلام ان الرحلة في طلب العلم قديمة شهيرة عريقة جعلها الانبياء. فموسى عليه السلام لما خطب بني اسرائيل خطبة وقال له قائل يا نبي الله اعلى وجه الارض من هو اعلم منك؟ تأمل ونظر انه نبي مكلم وانه - 00:19:30
من اولي العزم من الرسل وانه كليم الرحمن؟ فقال لا فعتب الله تعالى عليه ان لم يكل العلم اليه فاوحى اليه ان يا موسى. ان بمجمع البحرين رجل هو اعلم منك - 00:19:55
فلم يرعه ذلك او ينقبض له كلا قال يا ربي كيف لي به قال خذ حوتا فضعه في مكتل. يعني في زنبيل او زبيل على الافصح حيثما فقدت الحوت فهو ثم - 00:20:10
فكانت الرحلة المشهورة التي ذكرها الله تعالى في كتابه في سورة الكهف التي نقرأها دوما وفيها انه لما لقي الرجل ولا ريب ان الخضر اقل من موسى قدرا وعلما لكنه فاقه في نوع من العلم - 00:20:24
قال هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا. لم يجد غضاضة ان يجعل نفسه تابعا. والخضر متبوعا وهذا يدل على التواضع للعلم وربما انف بعض طلبة العلم ان يسأل احدا من اقرانه - 00:20:41
فضلا ان يكون ادنى منه على طالب العلم ان يتظع للعلم ويرى ان العلم كنز مشاع بين اهله ورحم يجمع طلبته لا اه يدعو السؤال لمثل هذه الموانع ثم قال رحمه الله - 00:20:59
حلف رجل يمينا فاشكلت على فاشكلت على الفقهاء فدل على انسان فاستبعد بلده فقيل له ان ذلك البلد ان ذلك البلد البلد قريب على من اهمه دينه وفي هذا اشارة الى ان من اهمه امر دينه كما اهمه امر دنياه - 00:21:19
اذا حد اذا حدث له حادثة في دينه لا يجد من يسأله عنها الا في بلد بعيد فانه لا يتأخر عن السفر اليه ليستبرئ لدينه. كما انه لو عرض له هناك - 00:21:39
كشف دنيوي لبادر السفر اليه. نعم هذا المعنى يتكرر في كل جيل وقبيل فانه في هذه الازمنة يجد الانسان من الناس ومن المستفتين من اذا قيل له اذهب واتصل بسماحة المفتي - 00:21:54
هذا بعيد هذا في الرياض. مع انه امر يتعلق بحل زوجته له وبامر يتطلب حكم حاكم شرعي او مفت عام ومع ذلك يستعظم هذا ولو قيل له ان مساهمة او عقارا سينادى عليها في مزاد علني لخفت - 00:22:13
نفسه الى الذهاب اليه من عظم عليه امر دينه استسهل الرحلة في طلبه وبذل في سبيله ثم قال وفي هذا الحديث ان ابا الدرداء بشر من اخبره انه رحل اليه لطلب الحديث - 00:22:33
لطلب الحديث بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في فضل العلم وطلبه. وهذا مأخوذ من قوله تعالى واذ جاء واذ جاء واذا واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة - 00:22:50
وقد ازدحم الناس مرة على باب الحسن البصري لطلب العلم فاسمعهم ابنه كلاما فقال الحسن مهلا يا بني ثم هذه الاية وفي كتاب الترمذي وابن ماجة عن ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم وصاهم بطلبة العلم - 00:23:09
وصاهم بطلبة العلم والمتفقهين في الدين خيرا. نعم هذا المعنى قبل ان نمضي في ذكر الامثلة معنى عظيم استنبطه ابن رجب لقاء ابي الدرداء لهذا الطالب. وهو بشارة طالب العلم - 00:23:29
وشحت عزمه وتطييب نفسه فانه بشره بهذا الحديث مما هون عليه مشقة الرحلة وهذا مأخوذ من قول الله تعالى واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة - 00:23:46
فينبغي للعالم ان يبسط وجهه لمن جاءه متعلما الم تروا ان الله سبحانه وتعالى عاتب على نبيه صلى الله عليه وسلم لما جاءه الاعمى وقطب في جبينه مع انه رجل اعمى لا يفصل التقطيب - 00:24:05
ولا يرى انفعالات وجه النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى عود نفسك يا طالب العلم فانك يوما ما سيلتئم عليك اه من يسألك - 00:24:22
ان تبسط لهم وجهك وتتلقاهم تستبشر بسؤالهم وتعتبر ان هذا السؤال علامة في الدين وصحة في الامة ان يسأل الناس عن امر دينهم ماذا لو انفض الناس عن العلماء وطلبة العلم وصاروا لا يأبهون بامر دينهم ولا يرفعون رأسا بالسؤال - 00:24:40
فينبغي لطلبة العلم ان تتسع صدورهم ما استطاعوا لهذا الامر وهذا الحسن رحمه الله لما ازدحم الناس على بابه وكأن ابنه اسمعهم كلاما فيه غلظة اه نهاه عن ذلك نهاه عن ذلك وتلا عليه الاية السابقة يعني ان حق هؤلاء ان يرحب بهم لا ان يردوا على اعقابهم - 00:25:03
ثم قال بن حبيش الى صفوان بن عسال في طلب العلم قال له بلغني ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم وفي رواية انه روى انه روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم وسيأتي هذا ان شاء الله تعالى. اما الحديث السابق الذي فيه انه وصاهم - 00:25:31
طلبة العلم والمتفقهين في الدين خيرا فهذا لا يثبت. نعم وازدحم الناس مرة على باب عبد الله بن المبارك فقال حق لهم من ولاية سرور الابد يغبطهم ازدحامهم على طلب العلم. لانه يؤدي الى الخلود في النعيم المقيم. ولهذا بكى معاذ عند موته وقال انما ابكي - 00:25:51
على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء. ومزاحمة العلماء بالركب عند عند حلق الذكر. ما شاء الله. عبدالله بن بن المبارك امير المؤمنين في الحديث لما رأى ازدحام الناس على بابه لطلب العلم قال حق لهم من ولاية سرور الابد - 00:26:17
يعني يغبطهم يغبطهم لان سرور الابد هو الجنة وهو يغبطهم على هذا الامر لازدحامهم على طلب العلم نعم وينبغي للعالم ان يرحب بطلبة العلم ويوصيهم بالعمل كما قال الحسن لاصحابه - 00:26:38
وقد دخلوا عليه مرحبا بكم واهلا حياكم الله بالسلام وادخلنا واياكم دار السلام وهذه علانية حسنة ان صبرتم وصدقتم وايقنتم ولا يكونن حظكم حظكم من هذا الخير رحمكم الله. ان تسمعوه بهذه الاذن فيخرج من هذه الاذن. فانه من لم يرى - 00:26:56
محمدا صلى الله عليه وسلم قد رآه غاديا ورائحا لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصب ولكن رفع له ولكن رفع له علم فشم علم فشمر اليه ولكن رفع له علم علم يعني - 00:27:20
ولكن رفع له علم فشمر اليه الوحة الوحة. الوحة الوحة الوحى الوحى النجا النجا على ما ترجعون. علامة تعرجون. علامة تعرجون ابيتم ورب الكعبة كانكم والامر معا نعم اه هذه الخطبة او هذه العبارات من امام الوعاظ في المتقدمين. الحسن البصري رحمه الله الذي الين له الكلام - 00:27:40
في الموعظة كما اولينا لداوود الحديد فان الحسن رحمه الله قد اوتي من المواعظ ما يعجب الانسان من حسن سبكه هو قد رحب بهم وسهل وآآ بشرهم ورغبهم وذكرهم في ان واحد ان لا يكون - 00:28:09
هذا الذي يتلقونه حجة عليهم يدخل من اذن فيخرج من اذن او اخرى. وهذا يدلنا على ان هذا المعنى وهذا التصوير قديم موجود عند المتقدمين قول الناس يدخل من اذن ويخرج من اخرى والمراد به ان يكون الشيء يعبر - 00:28:28
داخل خارج دون ان يستقر في القلب ومثال اخر له ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم او تراقيهم كل ذلك يدل على ان العلم لم يصل الى محله. وهو القلب - 00:28:47
الحذر من ذلك ثم بين لهم ان هذا العلم ثمرته انك ترى النبي صلى الله عليه وسلم امام عينيك. غادي الرائحة وتبصر انه لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة. اي انه لم يشتغل بعمارة الدنيا. وانما كان عالما معلما - 00:29:05
الله عليه وسلم رفع له علم فسار اليه او فشمر اليه وهذا كناية عن القصد بمعنى انه لم يلتفت الى بنيات الطريق ويتشاغل يمنة ويسرة كمن رفع له علم راية او نصب وقيل اتجه - 00:29:26
الخط المستقيم هو اقرب طريق بين نقطتين. فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم اليه. فقال الوحل الوحى الوحى اي العجب استعجلوا النجا النجا. الامر جد خطير. لا يحتمل علامة عرجون التعريج هو ان يلتفت الانسان - 00:29:43
عن قصده ويتشاغل بالالتفات يمنة ويسرة هذا هو التعريج عن الطريق. فهو يقول الواحة الوحى النجا النجا. علامة تعرجون ابيتم ورب الكعبة كأنكم والامر معا. يعني انكم وقد التطم الامر وحانت ساعة الصفر. واتاكم ما توعدون - 00:30:02
فهذا من حسن مواعظ الحسن رحمه الله ثم قال ولنشرع الان في شرح حديث ابي الدرداء الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة. وفي رواية اخرى سهل الله له - 00:30:23
الله له به طريقا الى الجنة وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة - 00:30:44
سلوك الطريق لالتماس العلم يحتمل ان يراد به السلوك الحقيقي. وهو المشي بالاقدام الى مجالس العلم ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك من سلوك الطريق من سلوك الطريق المعنوي المؤدي الى حصول العلم. الطريق المعنوية المؤدية الى حصول العلم - 00:31:00
من سلوك الطريق المعنوية المؤدية الى حصول العلم. مثل حفظه ودراسته ومطالعته ومذاكرته والتفهم له. والتفهم فيه ونحو ذلك من طرق من الطرق التي يتوصل بها الى العلم. اذا افادنا الشارح رحمه الله - 00:31:22
اه انه قد ثبت في ذلك روايتان الرواية التي في صدر هذا الحديث التي عند الترمذي وابي داوود وابن ماجة واحمد من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة - 00:31:41
وتم رواية اخرى لا تخالفها من سهل الله له به طريقا الى الجنة وهي عند مسلم وافادنا رحمه الله بان المقصود بالسلوك هنا يحتمل احد امرين اما السلوك الحقيقي واما السلوك المعنوي - 00:31:56
والسلوك الحقيقي يكون بنقل الخطى والرحلة في طلب الحديث وقصد مجالس العلم واما السلوك المعنوي فهو اعمال الذهن والفكر والذاكرة في تحفظ العلم والتفقه فيه والواقع انه لا تعارض بين الاحتمالين بل هما في مسار واحد - 00:32:15
فهذا يشمل الطريقة الحسية والطريقة المعنوية في ان واحد واما قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة فانه يحتمل امورا منها ان يسهل الله لطالب العلم العلم الذي طلبه - 00:32:38
طريقه وييسره عليه فان العلم طريق موصل الى الجنة. وهذا كقوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر قال طائفة من المفسرين هل من طالب علم فيعان عليه؟ ومنها ان ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم. العمل العمل - 00:32:56
بمقتضى ذلك العلم اذا قصد بتعلمه وجه الله فيجعله الله سببا لهدايته والانتفاع به والانتفاع به والعمل والانتفاع به والعمل به وذلك من طرق الجنة الموصلة اليها ومنها ان ييسر الله لطالب العلم الذي يطلبه للعمل به علوما اخر ينتفع بها. فيكون طريقا موصلا الى - 00:33:19
الجنة وهذا كما قيل من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم. وكما يقال ثواب الحسنة الحسنة بعدها والى هذا والى هذا اشارة اشارة بقوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. وقوله والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم - 00:33:46
فمن التمس العلم ليهتدي به زاده الله هدى وعلوما نافعة توجب له اعمالا صالحة. وكل هذه طرق موصلة الى الجنة ومنها ان الله تعالى قد ييسر لطالب العلم الانتفاع به في الاخرة وسلوك وسلوك طريق الحسن المفضي الى - 00:34:12
الجنة وهو الصراط وما بعده وما قبله من الاهوال العظيمة. والعقبات الشديدة الشاقة. وسبب وسبب تيسر الجنة على طالب العلم اذا اراد به وجه الله وطلب مرضاته ان العلم يدل على الله من اقرب الطرق واسهلها - 00:34:32
واسهلها واسهلها واسهلها فمن سلك طريقه ولم يعرج عنه ولم يعرج عنه وصل الى الله والى الجنة باقرب الطرق واسهلها واسهل واسهلها فتسهلت عليه الطرق الموصلة الى الجنة كلها في الدنيا والاخرة - 00:34:52
ومن سلك طريقا يظنه طريق الجنة بغير علم فقد سلك اعسر الطرق واشقها ولا يوصل الى ولا يوصل الى المقصود عسرة شديدة فلا طريق الى معرفة الله والى الوصول الى رضوانه والفوز بقربه ومجاورته في الاخرة - 00:35:14
الا بالعلم النافع. الذي بعث الله به رسله. وانزل به كتبه. فهو الدليل عليه. وبه يهتدى في الجهل والشبه والشكوك. وقد سمى الله كتابه نورا يهتدى به في الظلمات كما قال تعالى - 00:35:34
قد جاءكم من الله نورا وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور. نعم اذا هذه الجملة النبوية وهي قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة. ما وجهها - 00:35:53
لما كان العلم سبب تسهيل الدخول الى الجنة. ذكر لذلك اربعة معاني ايضا لا تعارض بينها احد هذه المعاني ان المشتغل بطلب العلم ييسره الله تعالى عليه فيكون سببا لدخول الجنة - 00:36:11
والثاني ان اشتغاله بطلب العلم يحمله على العمل فان طلب العلم يفصح عن مراض الله وعن اسباب بلوغ رضوانه يتوصل بالعلم الى العمل اه الوجه الثالث هو ان طلب العلم يفتح عليه ابواب علوم اخرى - 00:36:29
اي يتفرع عن طلبه للعلم معارف ومطالب اخرى لم تكن في حسبانه حين طلب العلم كما قيل من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم لا يهدى الى طرق اخرى لن تدر له ببال لم تدر له بخلد - 00:36:52
ولم تخطر له ببال وكذلك ذكر معنى رابعا وهو ان طلبه للعلم يكون سببا لهدايته الى طريق الجنة هاي الطريق الحسي وهو ما يكون بعد البعث اذا ان ما بعد البعث - 00:37:12
امور عظام واهوال جسام من صراط وميزان وتطاير صحف وآآ حساب وغير ذلك من الامور. فيكون علمه الذي تلقاه في الدنيا يكون نورا له يوم القيامة وسبب لبلوغه جنة الله تعالى - 00:37:31
يقول الله عز وجل سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم حتى طريق الجنة في الاخرة يعرفها الله تعالى لاهل الايمان فهذه اربعة معان لا تعارض بينها تدل على ان طلب العلم - 00:37:51
سبب لتسهيل الوصول الى الجنة ثم انه شرع رحمه الله في بيان منزلة العلماء فقال وقد ضرب الله للنبي صلى الله عليه وسلم مثل من حمل العلم الذي جاء به بالنجوم التي يهتدى بها في الظلمات كما في المسند عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه - 00:38:10
وسلم ان مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. فاذا طمست النجوم اوشك ان تظل الهداة وهذا مثل في غاية المطابقة. لان طريق التوحيد والعلم بالله واحكامه وثوابه وعقابه - 00:38:33
لا يدرك بالحس انما يعرف بالدليل. وقد بين ذلك كله في كتابه وعلى لسان رسوله. فالعلماء بما انزل الله على رسوله هم الادلة. الادلاء والذين يهتدى بهم في ظلمات الجهل والشبه والضلال. فاذا فقدوا ظل السالك وقد شبه - 00:38:54
علماء بالنجوم. العلماء وقد شبه العلماء بالنجوم والنجوم فيها ثلاث فوائد يهتدى بها في الظلمات وهي زينة للسماء. ورجوم للشياطين الذين يسترقون السمع منها والعلماء في الارض تجتمع فيهم هذه الاوصاف الثلاثة بهم يهتدى في الظلمات وهم زينة للارض وهم رجوم للشياطين - 00:39:17
الذين يخلطون الحق بالباطل ويدخلون في الدين ما ليس منه من اهل الاهواء وما دام العلم باقيا في الارض فالناس في هدى وبقاء العلم بقاء حملته فاذا ذهب حملته ومن يقوم به - 00:39:42
في الضلال كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يذهب يذهب العلماء فاذا لم يبقى فاذا لم يبقى عالما اتحد فاذا لم يبق عالما فاذا لم يبق - 00:39:58
عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسألوا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا وخرج الترمذي من حديث جبير نعم هذا هذا المعنى او هذا المثل الذي ورد ذكره في اول الكلام ان مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء - 00:40:18
هذا وان كان لا يصح من الناحية الحديثية لوروج لوجود آآ راو ضعيف فيه. الا ان العلماء احتملوه وكأن طريقة المتقدمين احتمال ما يكون من الاحاديث مما ضعفه ليس شديدا. فابن رجب - 00:40:38
وعلى رسوخ قدمه في الحديث لم يتعقبه ولا شك ان معناه صحيح فان العلماء في الارض كالنجوم في السماء والنجوم في السماء لها ثلاث فوائد. اخبرنا الله تعالى عنها في كتابه. وهي انها يهتدى بها في الظلمات. وعلامات وبالنجم - 00:40:54
يهتدون وهي زينة للسماء ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ورجوم للشياطين وجعلناها رجوم للشياطين. فكذلك العلماء في الارض الحقيقة ان العلماء في الارض يهتدى بهم. فاذا لهمت الظلمات وكثرت الشبهات والشكوك فزع الناس الى العلماء - 00:41:15
يقبسون من نورهم كما انهم ايضا هم زينة الارض فحيثما وجد العالم في بلد فكأنما هو مشعل يضيء واذا خلت البلاد من العلماء باتت مقفرة ولو كانت ربوعا وهم ايضا رجوم للشياطين - 00:41:36
فاذا رفع اهل البدع رؤوسهم وصاروا يهرفون بما لا بما يعرفون وما لا يعرفون. انتصب لهم اهل العلم قذفوا عليهم من الشهب الايمانية والعلمانية ما ينسف بدعهم حاجة الناس الى العلماء - 00:41:56
اعظم من حاجتهم الى الطعام والشراب والهواء فمثلهم في الارض كمثل النجوم في السماء ثم ذكر حال الناس اذا لم اذا ذهب العلماء بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من ان الله تعالى - 00:42:15
لا ينزع العلم او لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يكون ذلك بقبض العلماء فاذا ثني العلماء ولم يبق الله عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا. فسئلوا فصاروا يفتون بغير علم من محض ارائهم - 00:42:32
وبنات افكارهم فضلوا واضلوا والعياذ بالله ثم قال وخرج الترمذي من حديث جبير بن نفير عن ابي الدرداء قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا اوان يختلس العلم من الناس. حتى لا يقدروا منه على شيء. فقال زياد بن لبيد. زياد بن لبيد - 00:42:50
ابن لبيد يا رسول الله كيف يختلس منا العلم وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرأنه نسائنا ابنائنا فقال ثكلتك امك يا زياد ان كنت لا اعدك ان كنت لاعدك من كنت لاعدك - 00:43:15
ان كنت لاعدك من فقهاء المدينة. هذه التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى. فماذا تغني عنهم؟ قال جبير ابن قال جبير بن نفير فلقيت عبادة بن الصامت فقلت الا تسمع ما يقول ابو الدرداء؟ الا تسمع؟ الا تسمع ما يقول ابو - 00:43:35
فاخبرته بالذي قال فقال صدق ابو الدرداء لو شئت لاخبرتك باول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك ان تدخل المساجد ان ان تدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه خاشعة وخرج النسائي من حديث جبير بن نفير عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه - 00:43:55
وفي حديثه فذكر صلى الله عليه وسلم صلاة اليهود والنصارى على ما في ايديهم من كتاب الله قال جبير بن نفير قال جبير بن نفير فلقيت شداد بن اوس فحدثته بحديث عوف بن مالك فقال صدق الا اخبر الا - 00:44:21
اخبرك باول ذلك يرفع الخشوع يرفع يرفع الخشوع حتى لا ترى خاشعا. وخرج الامام احمد من حديث زياد ابن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر شيئا فقال ذاك عند اوان ذهاب العلم. فذكر الحديث وقال فيه - 00:44:40
اوليس اليهود والنصارى يقرأون التوراة والانجيل؟ لا يعملون بشيء مما فيها ولم يذكر ما بعدها ولم يذكر ما بعدها ففي هذه الاحاديث ان ذهاب العلم هذه الاحاديث ففي هذه الاحاديث ان - 00:45:00
ذهاب العلم بذهاب العمل وان الصحابة فسروا ذلك بذهاب العلم الباطن من القلوب وهو الخشوع. نعم حسبك. هذه الاحاديث والاثار التي سبق ذكرها لا كل منها مما قال ولكن آآ كما قال المحشي عندكم لها شواهد يعضد بعضها بعضا ومعناها صحيح والواقع المحسوس يدل - 00:45:17
وعلى ذلك فان في سائر الاجابات ان اليهود والنصارى كتبهم بين ايديهم وهذا حالهم وذلك ان القوم نزع منهم الخشوع فلم يعملوا بهذا العلم مما يدل على ان العلم الحق - 00:45:40
هو ما قارنه الخشوع والدينونة لله عز وجل وليس فقط بحشو الاذهان وانما بالتعبد للرحمن فان الله سبحانه وتعالى لما وصف اهل العلم قال ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للابقان سجدا. ويقولون - 00:45:55
سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا فايما علم لم يثمر خشوعا فليس بعلم اذ ان ثمرة العلم الخشوع. فاذا رأيت الانسان يستكثر من العلم ولا يصاحب ذلك خشوع ولا اخبات فاعلم انه كيس يحشى - 00:46:15
لا اقل ولا اكثر انما يكون عبئا عليه وحجة عليه فعليك يا طالب العلم ان تطلب العلم وتطلب مع العلم الخشوع فهذا امر لابد لطالب العلم من ان يتنبه له وان يدرك المقاصد والثمرات ولا يتشاغل بالاشكال والهيئات - 00:46:36
ويزيده وضوحا ما سيأتي هكذا روي عن حذيفة ان اول ما يرفع من العلم الخشوع فان العلم كما قال الحسن علمان علم اللسان فذاك حجة الله على ابن ادم علم في القلب فذاك العلم النافع. وروي عن الحسن مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود - 00:46:57
رضي الله عنه قال ان اقواما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم تراقيهم. لا يجاوز تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب ورسخ فيه نفع فالعلم النافع هو ما باشر القلب فاوقز فيه معرفة فاوقر فيه. فاوقر فيه معرفة الله وعظمته وخشيته واجلاله وتعظيمه ومحبته - 00:47:24
متى سكنت هذه الاشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح تبعا له. نعم اذا اخبظ هذا هو العلم النافع هذا هو العلم النافع العلم النافع هو ما باشر القلب فاوقر فيه معرفة الله وعظمته وخشيته واجلاله وتعظيمه ومحبته - 00:47:50
ومتى سكنت هذه الاشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح تبعا له هذه هذا هو المقصود فان كان العلم يثمر لك هذه الثمرة فحي هلا انت على الصراط وان كان العلم لا يثمر لك الا ضراوة اه شغبا ومجاراة للطلبة مجاراة للعلماء - 00:48:14
للسفهاء وصرف انظار الناس اليك فاعلم انه حجة عليك لا لك ينبغي لطالب العلم ان يتنبه لهذه المعاني العلم علمان علم في اللسان وعلم في الجنان فالعلم الذي في اللسان هو العلم الناطق الذي هو حجة الله على خلقه. يتلوه المؤمن والكافر والبر والفاجر - 00:48:38
لكن العلم النافع هو الذي ينفذ الى جذور القلب فيستقر فيه فحينئذ ينفع صاحبه اما اذا كان فقط على اللسان لا يجاوز التراقي فهذا يمكن ان تسمعه من مسجل او من اذاعة او من مسلم او كافر او بر او فاجر - 00:48:59
الله الله يا طالب العلم اجعل العلم ينصب. في سويداء قلبك ويتمكن منك فعلم راسخ وان قل خير من كثير لا يستقر ثم قال وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اعوذ بالله من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع وهذا يدل - 00:49:20
على ان العلم الذي لا يوجب الخشوع للقلب فهو علم غير نافع وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يسأل الله علما نافعا وفي حديث اخر قال سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع. واما العلم الذي على اللسان فهو - 00:49:45
حجة الله على ابن ادم كما قال صلى الله عليه وسلم والقرآن حجة الله لك او عليك. فاذا ذهب من الناس الباطن بقي الظاهر على الالسنة حجة ثم يذهب العلم الذي هو حجة بذهاب حملته - 00:50:07
وهو يبقى من الدين الا السوء ولا يبقى من الدين الا اسمه ولا من القرآن الا رسمه. فيبقى القرآن في المصاحف ثم يسري به في اخر الصلاة يسرى به ثم يسرى به في اخر الزمان فلا يبقى منه في المصاحف ولا في القلوب شيء - 00:50:27
ومن هنا قسم من قسم من العلماء العلم الى باطن وظاهر فالباطن ما باشر القلوب فاثمر لها الخشية والخشوع والتعظيم والاجلال والمحبة والانس والشوق والظاهر ما كان على اللسان فيه فبه تقوم حجة الله على ابن ادم - 00:50:47
وكتب وهب حسنا حسنا اذا علينا معشر طلبة العلم ان نتأمل في حالنا ونعيد النظر فيما اتانا الله تعالى من علوم هل اثمرت لنا هذه المعاني الرائقة؟ هل اذا خلا احدنا - 00:51:07
ولم يكن بينه وبين الله حجاب ليس عنده احد من المخلوقين. هل يجد اه بهجة هذه العلم وروحه ورونقه في قلبه ويجد لذته وطعمه ان كان كذلك فهو غانم وان كان كلا لا يجد منه الا مجرد المحفوظات - 00:51:23
هو مجرد الخلافات ونحو ذلك فبعد بعد لم يصل الله الله! حول هذه النصوص يا طالب العلم الى معاني يستقر في القلب وتنتفع بها ولخص وخلص منها الشوائب حتى لا يبقى منك منها الا ما تنتفع به وتخلص عما فضى - 00:51:45
نعم ثم انه قال وكتب وهب بن منبه الى مكحول انك امرؤ قد اصبت بما ظهر من علم الاسلام شرفا فاطلب بما بطن من علم الاسلام حبة وزلفا وفي رواية انه كتب اليه انك قد بلغت بظاهر علمك عند الناس منزلة وشرفا فاطلب بباطن علمك عند الله - 00:52:09
لله درهم هكذا كان يتناصح العلماء وهب ابن منبه رحمه الله من مسلمة اهل الكتاب كتبا الى مكحول الدمشقي يثني عليه بما بما انعم الله تعالى به من العلم ويخبره بانك قد اصبت شرفا ومنزلة بهذا العلم الذي جمعته - 00:52:34
فابتغي به القربى والزلفة عند الله انه قد صلح الان ما بينك وبين الناس صلح ما بينك وبين الله نعم واعلم ان احدى المنزلتين تمنع من الاخرى فاشار وهب بعلم الظاهر الى علم الفتاوى والاحكام والحلال والحرام والقصص وعظ - 00:52:55
وهو ما يظهر على اللسان. وهذا العلم يوجب لصاحبه محبة الناس له وتقدمه عندهم فحذره من الوقوف عند ذلك والركون اليه والالتفات الى تعظيم الناس. ومحبتهم فان من وقف مع ذلك - 00:53:15
قد انقطع عن الله وانحجب بنظره الى الخلق عن الحق واشار بعلم الباطن الى العلم الذي يباشر القلوب فيحدث لها الخشية والاجلال والتعظيم. وامره وامره ان يطلب بهذا المحبة من الله والقرب والقرب منه والزلفة لديه. وكان كثير من السلف. نعم اذا هذا معنى ينبغي لطالب العلم - 00:53:33
دوما ان يتأمله في نفسه ان لا يكون حظه من العلم هو مجرد حظ دنيوي يحصل له به محبة الناس وتقديمهم وتشريفهم اه اظهار اه القدر عندهم. فانه ان اكتفى بذلك فهذا حظه من - 00:53:57
من العلم ان لم يؤاخذ بعد ذلك بل عليه الا يحجبه ذلك عن قطف ثمرة العلم وجني جناح فيما بينه وبين مولاه فلا يكتفي بهذا وان كان هذا قد يحصل وقد يتخلف - 00:54:18
لكن ليكن نصب عينيه ان يريد الله والدار الاخرة هو اراد ذلك كتب الله له القبول وبلغه ما يرجوه من خيري الدنيا والاخرة ثم انتقل الى تقسيم بديع للعلماء يصنفون فيه انواع المشتغلين بالعلم فقال - 00:54:34
وكان كثير من السلف كسفيان كسفيان الثوري وغيره يقسمون العلماء ثلاثة اقسام عالم بالله عالم بامر الله ويشيرون بذلك الى من جمع بين هذين العلمين المشار اليهما الظاهر والباطن وهؤلاء اشرف العلماء وهم الممدوحون في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. وقال ان الذين اوتوا العلم من - 00:54:53
قبله اذا يتلى عليهم يخرون الاذقان سجدا. الى قوله ويزيدهم خشوعا. ويزيدهم. ويزيدهم خشوعا وقال كثير من السلف ليس العلم كثرة الرواية ولكن العلم الخشية وقال بعضهم كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا. ويقولون ايضا عالم بالله ليس عالما بامر - 00:55:22
وهم اصحاب العلم الباطن. الذين يخشون الله وليس لهم وليس لهم اتساع في العلم الظاهر. ويقولون عالم بامر الله ليس بعالم ليس بعالم بالله. وهم اصحاب العلم وهم اصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطن - 00:55:48
وليس لهم خشية ولا خشوع. وهؤلاء مذمومون عند السلف. انتهى التقصير اذا هذه ثلاثة اقسام موجودة فعلا وحقا عالم بالله عالم بامر الله القسم الثاني عالم بالله غير عالم بامر الله - 00:56:08
القسم الثالث عالم بامر الله ليس عالما بالله لا ريب ان اشرف هذه الاقسام هو القسم الاول الذي جمع بين العلم بالله والعلم بشريعة الله وهو عالم بالله اي قام في قلبه من تعظيمه وخشيته ومحبته ما استفاده من العلم بمقتضى اسمائه وصفاته - 00:56:28
فاوجب له ذلك خشية وخشوعا ثم هو عالم بامر الله يعرف احكام الله وحدوده والحلال والحرام فيعبد الله على بينة. فهذا باعلى المراتب وهو الذي كان عليه ائمة السلف رحمهم الله من المحدثين والفقهاء - 00:56:52
واما الصنف الثاني فهم العالمون بالله غير عالمين بامر الله وهم قوم من العباد والنساك اه اشتغلوا بالطاعات والعبادة والنسك والتأله ولكن لم يكن لهم اتساع في العلم بشرع الله - 00:57:12
فكانوا دونهم منزلة. وربما تسللت اليهم بدعة بسبب جهلهم بامر الله يكثر هذا في طبقات الصوفية واما الصنف الثالث فهم العالمون بامر الله غير العالمين بالله وهم الذين اشتغلوا بالعلوم الظاهرة - 00:57:31
ظبطوا مسائل الفقه والاصول واللغة وعلوم الالة. لكن قلوبهم قاسية. لم يباشرها الايمان فهم لا يعدون ان يكون حملة اسفار لا يحملهم علمهم ذاك على تحقيق الخشوع والخشية المطلوب هو ان يسعى - 00:57:51
طالب العلم الى ان يكون عالما بالله عالما بامر الله وقد تكرر في كلام الشيخ رحمه الله قوله علم الظاهر وعلم الباطن وليس مراده ها هنا بعلم الباطن ما يدعيه زنادقة الصوفية من العلوم الخفية والتأويلات الباطنية لا سوف - 00:58:10
الى هذا لاحقا ويذمه اشد الذنب وانما اراد بعلم الباطن يعني العلوم الايمانية من المحبة والخوف والرجاء ووجد في هذه الامة قوم عنوا بعلوم الظاهر. وهم الفقهاء الذين يضبطون احكام الحلال والحرام والطهارات والنجاسات وغير ذلك. وقوم انصرفوا عن ذلك واعتنوا بعلم الباطن - 00:58:30
صاروا يتكلمون في الرقائق والايمانيات والمواعظ والسلوك ونحو ذلك ولا شك ان الانفراد باحد هذان هذين الامر الامرين من تجزئة الدين وجعل وجعل القرآن عظيم والواجب ان يمزج الانسان بينهما ويدمج بينهما فانه ليس في الشريعة هذا التفريق - 00:58:59
هذا وان كانت ابوابا يتميز بعضها عن بعض لكنها تقوم في قلب واحد. وفي نفس واحدة فعلى كل امرئ ان يسعى الى تحصيل ما قدر منها العقيدة والحياة والله يعلم متقلبكم - 00:59:23
- 00:59:56