شرح (الوصية الكبرى لابن تيمية)

دورة شرح رسالة (الوصية الكبرى لابن تيمية) (1-4) د. أحمد القاضي

أحمد القاضي

العقيدة والحياة والله يعلم متقلبكم بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:01ضَ

رسوله ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق حق جهاده حتى اتاه اليقين. فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى من اهتدى بهديه. واستن بسنته الى يوم الدين ثم اما بعد - 00:01:16ضَ

ففي هذا المساء المبارك من هذه الجمعة السعيدة ينعقد هذا المجلس بقراءة وصية فخمة جليلة عظيمة من ناصح مشفق امين هو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وجهها الى طائفة ينتسبون الى عدي بن مسافر الاموي رحمه الله - 00:01:38ضَ

وعرفت هذه الوصية بالوصية الكبرى تمييزا لها عن وريقات كتبها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عرفت بالوصية الصغرى والكبر والصغر ها هنا ليس الى المضمون وانما الى حجم اه كل من الوصيتين - 00:02:06ضَ

اما شيخ اما شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقط تحدثنا عنه كثيرا ولا يمل الحديث عنه وهو علامة فارقة في تاريخ الاسلام فيما فتح الله تعالى على يديه من العلوم وتجديد الدين واعادة الناس الى منهج السلف الصالح - 00:02:26ضَ

شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية الحراني من بيت علم ودين ابوه عبدالحليم كان يتولى التدريس في الجامع الاموي في دمشق - 00:02:49ضَ

فك الله اسره وجده عبد السلام كان من اساطين المذهب الحنبلي وقوله محفوظ في كتب الحنابلة يحال اليه واما هو رحمه الله فقد جمع العلم بين عينيه وجدد الله تعالى به الدين في وقت ان درست فيه علوم السلف - 00:03:06ضَ

وطغت فيها مقالات المتكلمين ولد رحمه الله سنة ستمائة وواحد وستين من الهجرة وتوفي سنة سبعمائة وثمان وعشرين عاش حياة حافلة بالجهاد بالجهاد على كافة الاصعدة الجهاد بالحجة والبيان والجهاد بالسيف والسنان - 00:03:28ضَ

وقد كانت الفترة التي عاشها شيخ الاسلام فترة مضطربة هجمت التتار فيها على بلاد الاسلام واهلكوا الحرث والنسل وكان ممن فر من وجوه التتار اسرة اهل تيمية اذ كانوا يقيمون بمنطقة حران - 00:03:52ضَ

واليها ينسب فيقال الحراني احتمل وهو طفل صغير وقيل وهو حمل حتى نزلوا دمشق وعاشوا بها وعاصر رحمه الله تلك الفترة العصيبة التي تشبه هذا الزمان الذي تعيشه بلاد الشام وآآ فيها - 00:04:12ضَ

من الخوف والرعب ما الله به عليم ومع ذلك قام لله قومة صادقة ووقف في وجوه ملوك التتار وزجرهم ونهرهم ودفع الله به شرا كثيرا كما انه رحمه الله تصدى للنصيرية - 00:04:32ضَ

الذين كانوا يقيمون في اه جبال اللاذقية وغيرها وهاجمهم. هو وجند الاسلام حتى استنزلوهم من جبالهم وقتلوا من قتلوا واسروا من اسروا وفرقوا بعض زعاماتهم في البلدان. نسأل الله ان يجدد امجاد المسلمين. وان يشفي صدور - 00:04:49ضَ

المؤمنين كما انه رحمه الله سل قلمه كما سل سيفه وكتب في مختلف علوم الدين في الفقه وفي الاصول وفي الاعتقاد وفي كل باب من ابواب الدين. لم يدع شادة ولا فادة - 00:05:11ضَ

الا وكتب فيها كان قد جرد نفسه لله سبحانه وتعالى ايضا من الله تعالى عليه بالقوة النفسية التي تتحمل هذه المشاق وكان يعتمد آآ على ذكر الله تعالى ودوامه وعبادته حتى انه رحمه الله فيما وصف ابن القيم يجلس بعد صلاة الصبح حتى - 00:05:28ضَ

الشمس ويقول يذكر الله ويتضرع اليه بانواع المناجاة ويقول هذه غدوتي ولولاها لانهدمت هذه غدوتي ولولاها لانهدمت وكان طيب النفس اريحيا رحمه الله من جالسه اطمئن حتى قال ابن القيم قال كانت تدركنا المخاوف. هذا وهم اتباعه - 00:05:55ضَ

فكيف بالمتبوع؟ فما هو الا ان نجلس اليه ونسمع منه حتى يسرع عنا ويذهب ما بنا رحمه الله رحمة واسعة. ولهذا تعرظ لانواع البلاء سجن مرارا. سجن في سجن القلعة ومات فيه. سجن القلعة في دمشق - 00:06:16ضَ

وسجن مرة في الجب في القاهرة ولقي من الاذى ما الله به عليم. وملأ الدنيا تأليفا حتى قيل ان مجموعة ما الف يبلغ نحو ثلاثمائة مجلد اربعة الاف كراس رحمه الله - 00:06:34ضَ

حفظ اكثره فيما نرجو ان شاء الله واما من وجهت اليه هذه الوصية فهم اتباع عدي بن مسافر الاموي وهذا الرجل عدي بن مسافر الاموي شرف الدين من صالح المسلمين - 00:06:50ضَ

ومن خيار العباد والزهاد والنساك واهل العلم. الا ان العبادة والدين والنسك غلبة عليه وكان مولده رحمه الله في القرن الخامس الهجري نحو سنة اربعمائة خمس وستين الهجرة وكان قد ولد في البقاع - 00:07:08ضَ

غربي دمشق وهي الان تابعة للبنان يقال لها البقاع وفي منطقة يقال لها شوف الاكراد ثم انه انتقل بعد ذلك في البلدان وطوف بها وذهب الى الحرمين وبغداد وغيرها حتى انتهى - 00:07:30ضَ

المطاف في جبال هكار وجبال هكار نسبة الى جماعة من الاكراد يقال لهم الهكاريين آآ بلادهم شمال غرب الموصل او نحو والنسبة اليهم هكاري بالتشديد فاتخذ في ذلك زاوية او موضعا آآ - 00:07:50ضَ

انقطع فيه للعبادة احبه الناس محبة عظيمة وطار صيته في الافاق. وكان رحمه الله على عقيدة حسنة مع وتأله ونسك وكان يعظم الامر والنهي بعيدا عن ما احدثه غلاة المتصوفة - 00:08:13ضَ

ونسبته الاموي لانه من ذرية مروان ابن الحكم الاموي لا ينسب ويقال الاموي آآ ولكن اتباعه من بعده حادوا عن طريقه اذ فشى فيهم الجهل فعظموه تعظيما بالغا وغلوا فيه غلوا مفرطا وانتشرت فيهم جهالات - 00:08:32ضَ

وصار فيهم غلو وآآ استعمال للاحاديث الضعيفة وبدع كثيرة حتى انه نشأ منهم طائفة تسمعون بها الان يقال لهم اليزيدية مواطنهم في شمال العراق او في تركيا يقال لهم اليزيدية. هؤلاء ممن يعبدون الشيطان - 00:08:56ضَ

ويسمونه طاووس ملك ويعظمون يزيد ابن معاوية باعتبار انه من اجداد عدي بن مسافر وعدي منهم براء اذ ان القوم آآ غلوا فيه غلوا مفرطا حتى ان منهم من صار يقول ان - 00:09:18ضَ

ان ذكر اسم الشيخ عدي اذا ذكر عند نار انطفأت وعند موج سكن وعند كذا ويذكرون من هذه الخرافات التي هو منها بريء رحمه الله وهؤلاء اليزيدية لا يزال لهم بقايا ولهم قرى. ويبلغ بهم الكفر الى ان يعبدوا الشيطان - 00:09:36ضَ

ويقال لهم اليزيدية. قيل انها نسبة الى يزيد ابن معاوية. وقيل نسبة الى مدينة في بلاد ايران يقال لها يزد او نحو ذلك سبب اختيارنا في الواقع لهذه الرسالة من عدة وجوه - 00:09:54ضَ

اولا ان فيها بيان حقيقة دين الاسلام ووسطيته بين الملل فيها بيان حقيقة دين الاسلام ووسطيته بين الملل. فان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اوتي اه نفسا موسوعيا وقدرة على اه - 00:10:12ضَ

النزول من الجمل العامة الى الى التفاصيل بحسن تأتي يدلف من من كل موضوع الى ما بعده بطريقة اه ذكية فبدأ بالحديث عن دين الاسلام ووسطيته بين الامم بين الامم. ثم انتقل بعد ذلك الى بيان وسطية اهل السنة والجماعة - 00:10:33ضَ

الى بيان وسطية اهل السنة والجماعة بين فرق الامة فكما ان الاسلام وسط بين الملل فان اهل السنة وسط بين الفرق المنتسبة الى القبلة ثم بعد ذلك تحدث عن ثلاثة مواضيع مهمة - 00:10:58ضَ

قصد بها تقويم مسيرة هؤلاء الطائفة المنحرفة من ذلك انه تكلم اولا عن الاحاديث الموضوعة وخطرها والتحذير من ما شاع بين اتباع هذه الطائفة من الموضوعات ثم ثنى بالحديث عن الغلو في المشايخ والصالحين وخطر ذلك - 00:11:18ضَ

ثم ثلث ببيان آآ اسباب التفرق في الامة والتحذير منه كل ذلك باسلوب منهجي رصيد وفوق ذلك وهذه من اعظم الفوائد التي يستفيدها طالب العلم في قراءته لهذه الرسالة انه يعطي طالب العلم - 00:11:41ضَ

انه يعطي طالب العلم منهجية معتدلة في التعامل مع المخالف وهو رحمه الله حين خاطب هذه الفرقة لم يهجم عليهم او يشن عليهم بما ينفرهم بل انه استعمل ما عندهم من الحق والصواب في اثبات ما في في رد ما عندهم من الخطأ والباطل - 00:12:03ضَ

بعبارات فيها لباقة لكنها في الوقت نفسه لم يقع فيها شيء من المجاملة في دين الله او المداهنة او اقرارهم على خطأ بل كان واظحا بينا يطبق فعلا معنى الرحمة بالخلق - 00:12:29ضَ

مع القوة في الحق فان هذه المعادلة قل من يحسنها وهو ان يكون الانسان اه قويا في الحق رحيما بالخلق فاذا اوتيها العبد فقد اوتي الحكمة. اوتي خيرا كثيرا وذلك ان من الناس من يكون عنده حمية للحق وشدة فيه لكن يصاحبه فضاضة وعنف يؤدي الى النفرة والانفظاظ عنه كما قال - 00:12:45ضَ

الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ومن الناس من يعكس المسألة ما يكون فيه من الرقة واللباقة وحسن التعتي والمجاملة ما تضيع فيه معه معالم الحق ولا يتبين للمخاطب مراده - 00:13:10ضَ

وكلا الطريقين قاصر ما الذي ينبغي لطالب العلم ان يوطن نفسه على هذا المسلك المفيد النافع الرشيد ان يكون قويا في الحق رحيما بالخلق وهذا اوان الشروع بهذه الرسالة. فنسأل الله تعالى ان يعين على اتمامها وفهمها - 00:13:31ضَ

الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين قال شيخ الاسلام قدس الله روحه بسم الله الرحمن الرحيم من احمد ابن تيمية الى من يصل اليه هذا الكتاب من المسلمين - 00:13:53ضَ

المنتسبين الى السنة والجماعة. المنتمين الى جماعة الشيخ العارف القدوة ابي البركات عدي بن مسافر الاموي رحمه الله ومن نحى نحوهم وفقهم الله لسلوك سبيله واعانهم على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:14:18ضَ

جعلهم معتصمين بحبله المتين مهتدين لصراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وجنبهم طريق اهل الضلال والاعوجاج. الخارجين عما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرعة والمنهاج. حتى يكونوا - 00:14:38ضَ

ممن اعظم الله عليهم المنة بمتابعة الكتاب والسنة. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد. ما شاء الله هذه مقدمة آآ جميلة محببة لطيفة للمخالف الذي وجهت اليه هذه الرسالة فانه وجه اليهم خطابا مباشرا واثنى عليهم بما هم في بما هم عليه. وآآ ذكر انتسابهم الى السنة - 00:14:58ضَ

وان لم يكونوا كذلك على السنة المحضة. لكنهم ينتسبون اليها ينمون انفسهم اليها. واثنى على شيخهم الذي هو اهل للثناء وهو معظم عندهم ويعني رقق قلوبهم بالدعوة الى طريق اهل الصلاح - 00:15:27ضَ

والخروج عن طريق اهل الضلال والاعوجاج كل ذلك ينبغي ان يكون من دأب طالب العلم حينما يدعو مخالفا الى الحق وايضا يلقي عليه السلام ولنا في رسول الله اسوة حسنة فانه لما خاطب - 00:15:47ضَ

غير مسلم وهو هرقل قال له من محمد بن عبدالله الى هرقل عظيم الروم هكذا خاطبه بما يناسب المقام فقال الى هرقل عظيم الروح فينبغي للانسان ان يحسن التأتي وان يخاطب الناس بما يليق بهم وان ينزلهم منازلهم فان هذا من دواعي قبول الحق - 00:16:04ضَ

ثم قال وبعد فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو وهو للحمد اهلا وهو على كل شيء قدير. ونسأله ان يصلي على خاتم نبيين وسيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم. واكرم الخلق على ربه واقربهم اليه زلفى. واعظمهم عنده - 00:16:30ضَ

محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا. وانزل - 00:16:51ضَ

عليه الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. واكمل له ولامته الدين واتم عليهم النعمة وجعلهم خيرا خير امة اخرجت للناس فهم يوفون سبعين امة هم خيرها واكرمها على الله. وجعلهم امة وسطا اي عدلا خيارا. ولذلك جعلهم شهداء على الناس - 00:17:09ضَ

هداهم لما بعث به رسله جميعهم من الدين الذي شرعه لجميع خلقه. ثم خصهم بعد ذلك بما ميزهم وفضلهم من الشرعة والمنهاج الذي جعله لهم الاول مثل اصول الايمان واعلاها. وافضلها هو التوحيد وهو شهادة ان لا اله الا الله. كما قال تعالى وما ارسلنا - 00:17:32ضَ

من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون. وقال تعالى شرع - 00:17:55ضَ

من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى. وقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. اني بما تعملون عليم. وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم - 00:18:20ضَ

تأملوا كيف ان الشيخ رحمه الله اه اشار الى الفرق بين الاسلام العام والاسلام الخاص فانه قد قال مبينا فضل هذه الامة قال ولذلك جعلهم شهداء على الناس هداهم لما بعث به رسله جميعهم من الدين الذي شرعه لجميع خلقه - 00:18:40ضَ

ثم خصهم بعد ذلك بما ميزهم به وفضلهم من الشرعة والمنهاج الذي جعله لهم فالاول اذا تم اول وثم اخر الاول هو الدين الذي بعث بعث الله تعالى به جميع انبيائه ورسله - 00:19:05ضَ

وهو دين الاسلام بالمعنى العام فان دين الله واحد دين الله واحد هو الاسلام. ليس لله عدة اديان كما يتوهم بعض الناس ان لله دين اسمه اليهودية ودين اسمه النصر - 00:19:22ضَ

ودين اسمه الاسلام وربما قالوا الاديان الثلاثة كلا هو دين واحد دين الاسلام كما قال ربنا سبحانه وتعالى الدين عند الله الاسلام وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:19:37ضَ

وقالت ملكة سبأ واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. بل قال الجن وانا منا المسلمون ومنا القاسطون وقال اه احد انبياء الله وانا اول المسلمين وقال الحواريون مثل مثل ذلك - 00:19:53ضَ

وكذا واشهد بان مسلمون واشهد باننا مسلمون. وقال سبحانه انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا فينبغي ان يكون معلوما ان دين الله واحد هو الاسلام. بعث الله تعالى به جميع انبيائه ورسله - 00:20:11ضَ

لكنه الاسلام بالمعنى العام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص له من الشرك في هذا بعث الله جميع انبيائه كما استدل الشيخ رحمه الله بهذه الايات كقول الله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي - 00:20:31ضَ

اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى. ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. اذا هو دين واحد هذا هو الدين بالمعنى العام فينبغي ان يكون معلوما لدى كل مؤمن ان دين الله تعالى واحد وان دعوة الانبياء - 00:20:50ضَ

واحدة وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ولهذا كان من كذب برسول واحد فقد كذب بجميع المرسلين. قال تعالى كذبت قوم نوح المرسلين. مع انهم لم يبعث - 00:21:08ضَ

الا نوح والرسل كلهم من بعده تكذيب بنبي واحد تكذيب بجميع الانبياء وبهذا حازت هذه الامة شرف تصديق الانبياء جميعا. حيث لم يفرقوا بين احد من رسله. لا نفرق بين احد من رسله - 00:21:25ضَ

واما من سوانا من يهود ونصارى فقد فرقوا بين رسول الله وصارت اليهود تؤمن بموسى ومن قبله ولا تؤمنوا بعيسى ومحمد وصارت النصارى تؤمن بعيسى ولا تؤمنوا محمد واهل الاسلام هم الذين يؤمنون برسل الله جميعا. كما قال الله عز وجل لا نفرق بين احد من رسله. وذم المخالفين فقال ان الذين - 00:21:42ضَ

يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا نعم. اذا هو الان يتحدث عن الاول الذي بمعنى الدين - 00:22:09ضَ

ثم الامر الثاني الشرعة والمنهاج كما سنبينه نعم ومثل الايمان بجميع كتب الله ومثل الايمان ومثل الايمان بجميع كتب الله وجميع رسله كما قال تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم - 00:22:28ضَ

واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباق. وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم. لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ومثل قوله تعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم. ومثل قوله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من رب - 00:22:51ضَ

والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. الى اخرها ومثل الايمان باليوم الاخر وما فيه من الثواب والعقاب. كما اخبر عن ايمان من تقدم من مؤمن الامم به. حيث قال ان الذين - 00:23:16ضَ

والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا. فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومثل اصول الشرائع كما ذكر في سورة الانعام والاعراف وسبحان وغيرهن من السور المكية من امره بعبادته وحده لا شريك - 00:23:42ضَ

له وامره ببر الوالدين وصلة الارحام والوفاء بالعهود والعدل في المقال. وتوفية الميزان والمكيال واعطاء السائل محروم وتحريم قتل النفس بغير الحق وتحريم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. وتحريم الاثم والبغي بغير الحق وتحريم الكلام في - 00:24:05ضَ

بغير علم مع ما يدخل في التوحيد من اخلاص الدين لله والتوكل على الله والرجاء لرحمة الله. والخوف من الله والصبر لحكم الله والقيام لامر الله وان يكون الله ورسوله احب الى العبد من اهله وماله والناس اجمعين. الى غير ذلك من اصول الايمان التي انزل الله ذكرها في مواضع - 00:24:25ضَ

من القرآن كالسور المكية وبعض المدنية. اذا هذا بحمد الله قدر متفق بين الرسالات الالهية كلها اتت باصول الايمان من الايمان بالله والايمان باليوم الاخر. واصول الاعمال الصالحة والاخلاق القويمة. لا تختلف فيها الرسالات - 00:24:47ضَ

الايمان بالله والايمان باليوم الاخر بالمعاد والعمل الاعمال الصالحة من حيث الجملة لا سيما امهات العبادات كالصلاة والزكاة فانها بل والحج والصيام فكلها موجودة في جميع الملل. وان اختلفت في بعض توقيتاتها وهيئاتها - 00:25:09ضَ

لكن اصولها متفق عليها. وكذلك اصول الاخلاق والقيم الصالحة فانه متفق عليها بين جميع في جميع الرسالات الالهية وموجودة في كل دين بعث الله به تعالى نبيا من انبيائه اذ هو دين واحد دين الاسلام - 00:25:28ضَ

ثم انتقل بعد ذلك الى الاسلام بالمعنى الخاص. فالاسلام بالمعنى الخاص هو هذه الشرعة والمنهاج التي بعث الله تعالى بها محمدا صلى الله عليه وسلم لتكون ناسخة ومهيمنة لما قبلها من الشرائع - 00:25:48ضَ

فهي لا تخرج عن الاطار العام لكنها هي الصورة الاخيرة التي ارتضاها الله تعالى لعباده ليعبدوه وفقها وهو الاسلام بالمعنى الخاص المتضمن للشرائع العادلة والاداب الرفيعة والاخلاق القويمة بالتفاصيل التي اتى بها محمد - 00:26:06ضَ

صلى الله عليه وسلم تفضل واما الثاني فما انزله الله في السور المدنية من شرائع دينه. وما سنه الرسول صلى الله عليه وسلم لامته. فان الله سبحانه انزل عليه الكتاب والحكمة وامتن على المؤمنين بذلك - 00:26:30ضَ

وامر ازواج نبيه بذكر ذلك فقال وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم. وقال لقد من الله الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة - 00:26:48ضَ

وقال واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة قال غير واحد من السلف الحكمة هي السنة. لان الذي كان يتلى في بيوت ازواجه رضي الله عنهن سوى القرآن هو سننه صلى الله عليه - 00:27:08ضَ

وسلم. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الا الا واني اوتيت الكتاب ومثله معه. وقال حسان بن عطية كان جبريل عليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل بالقرآن. فيعلمه اياها كما يعلمه القرآن. نعم وفي هذه القطعة - 00:27:23ضَ

السابقة رد على من يدعون التدين بالديانة الابراهيمية حيث يزعم بعضهم بانه يكفي ان يدين الانسان في الديانة الابراهيمية التي تدل على التوحيد واصول الدين اصول العبادات وانه ليس بحاجة الى ان يتقيد بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:27:43ضَ

وهذا قطعا باطل فان الله تعالى امر العباد بطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال من يطع الرسول فقد اطاع الله قال النبي صلى الله عليه وسلم من اطاعني فقد اطاع الله - 00:28:09ضَ

لا لا يمكن لكائن من كان ان يتدين بدين يقبله الله تعالى خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته ولهذا روى الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع - 00:28:25ضَ

احد من هذه الامة يعني امة الدعوة يهودي ولا نصراني. ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار وبهذا تتهاوى هذه الدعوات الباطلة التي تسوغ لاتباع الاديان الاخرى ان يبقوا على دينهم او ان يقال ان جميع الطرق تؤدي الى الله. وان كل من تدين لله تعالى - 00:28:47ضَ

في دين فانه يوصله اليه هذا كلام باطل ولم يفه به الا زنادقة الصوفية يمكن لاحد ان ينجو الا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم. ولهذا لما ذكر الله تعالى - 00:29:13ضَ

في سورة المائدة التوراة ثم ثنى بالانجيل. ثلث بالقرآن فقال ونزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه مصدقا لما بين يديه من الكتاب يعني موافقا له في اصل الدين الذي اشرنا اليه انفا - 00:29:31ضَ

ومهيمنا عليه يعني في الشريعة. فهو ناسخ لما قبله. فما اقره شرعنا فهو الشرع. وما نسخه فهو موضوع فبهذا يتبين ضرورة الالتزام بما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم وانه لا يصح من تدين بغير دينه بعد بعثته - 00:29:50ضَ

كما تتضمن هذه القطعة الرد على طائفة من المبتدعة الزنادقة يسمون انفسهم القرآنيين يزعمون انهم يكشفون بالقرآن عن السنة ولا ريب ان هؤلاء متناقضون. اذ لو انهم اه قبلوا ما في القرآن لعملوا بالسنة. اذ ان في القرآن وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا. وفيه الامر بطاعة النبي صلى الله - 00:30:12ضَ

عليه وسلم في غير ما موضع لابد ان يكون معلوما من الدين بالضرورة ان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم شاملة للعالمين من جن كما قال ربنا سبحانه وتعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. الذي له ملك السماوات والارض. لا اله الا هو يحيي ويميت. فامنوا - 00:30:40ضَ

الله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون. لاحظ واتبعوه لم يدعها الله وتعالى حتى لا يتحلق متحذلق ويقول نعم محمد نبي. لكن موسى نبي وعيسى نبي ويسعني ان اتبع اي نبي. فيقال - 00:31:07ضَ

كما قال الله واتبعوه فلا هدى الا باتباع نبينا صلى الله عليه وسلم. نعم وهذه الشرائع التي هدى الله بها هذا النبي وامته مثل الوجهة والمنسك والمنهاج وذلك مثل الصلوات الخمس في اوقاتها بهذا العدد وهذه القراءة والركوع والسجود واستقبال الكعبة - 00:31:29ضَ

ومثل فرائض الزكاة ونصبها التي فرضها في اموال المسلمين من الماشية والحبوب والثمار والتجارة والذهب والفضة ومن جعلت له حيث يقول انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها. والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين - 00:31:52ضَ

في سبيل الله وابن السبيل. فريضة من الله والله عليم حكيم ومثل صيام شهر رمضان ومثل حج البيت الحرام. ومثل الحدود التي حدها لهم في المناكح والمواريث والعقوبات والمبايعات ومثل السنن التي سنها لهم من الاعياد والجمعات والجماعات في المكتوبات. والجماعات في الكسوف والاستسقاء وصلاة الجنازة والتراويح - 00:32:12ضَ

وما سنه لهم في العادات مثل المطاعم والملابس والولادة والموت ونحو ذلك من السنن والاداب والاحكام التي هي حكم الله ورسوله في الدماء والاموال والابضاع والاعراض والمنافع والابشار وغير ذلك من الحدود والحقوق. الى غير ذلك مما شرعه لهم على - 00:32:39ضَ

على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا هذه هي الشرعة. هذا هو الاسلام بالمعنى الخاص. الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم يتناول جميع هذه التفاصيل المتعلقة بالفرائض بانواعها العادات والمطاعم والملابس الى غير - 00:32:59ضَ

ذلك مما تجيش به كتب آآ السنن والمسانيد والمعاجم والتفاسير مما لا يخفى على طالب علم والمقصود بالوجهة والمنسك والمنهاج نعم لان الله تعالى قد قال ولكل وجهة هو موليها - 00:33:19ضَ

والمنسك قال الله تعالى اه ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله وكذلك المنهاج لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا اذا تبين بان لنا من بين جميع الملل وجهة مستقلة ومنسك مستقل ومنهاج مستقل هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم - 00:33:36ضَ

الله تعالى الى آآ الى هذا اليوم الى يوم الدين. الى نهاية هذا العالم لقول الله تعالى انا نحن نزلنا الذكر انا له لحافظون ثم قال الابشار يعني الابشار المقصود بها الجلود - 00:34:02ضَ

وحبب اليهم الايمان وزينه في قلوبهم فجعلهم متبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم وعصمهم ان يجتمعوا على ضلالة كما ظلت الامم قبلهم اذ كانت كل امة اذا ضلت ارسل الله تعالى رسولا اليهم كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة - 00:34:22ضَ

رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى وان من امة الا خلا فيها نذير ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء الى نبي بعده. فعصم الله امته ان تجتمع على ضلالة. وجعل فيها من تقوم به - 00:34:44ضَ

الى يوم القيامة. ولهذا كان اجماعهم حجة كما كان الكتاب والسنة حجة. ولهذا امتاز اهل الحق من هذه الامة والسنة والجماعة عن اهل الباطل الذين يزعمون انهم يتبعون الكتاب ويعرضون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعما مضى - 00:35:02ضَ

عليه جماعة المسلمين فان الله امر في كتابه باتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولزوم سبيله. وامر بالجماعة والائتلاف ونهى عن الفرقة والاختلاف فقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله. وقال تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. وقال - 00:35:22ضَ

تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما - 00:35:45ضَ

قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء وقال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات - 00:36:05ضَ

وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وذلك دين القيمة. وقال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وقال تعالى في ام الكتاب - 00:36:24ضَ

اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون. فامر سبحانه في ام الكتاب التي لم - 00:36:44ضَ

ينزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها. والتي اعطيها نبينا صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش التي لا تجزئ صلاة الا بها - 00:37:03ضَ

ان نسأله ان يهدينا الصراط المستقيم. صراط الذين انعم عليهم غير المغضوب عليهم كاليهود ولا الضالين كالنصارى وهذا الصراط المستقيم هو دين الاسلام المحض. وهو ما في كتاب الله تعالى وهو السنة والجماعة. فان السنة المحضة هي دين الاسلام - 00:37:17ضَ

فان النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه روي عنه من وجوه متعددة رواها اهل السنن والمسانيد كالامام احمد وابي داود والترمذي وغيرهم انه قال ستفترق هذه الامة على ثنتين وسبعين - 00:37:37ضَ

فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. وفي رواية من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. نعم. قد بين الشيخ رحمه الله حقيقة دين الاسلام بالمعنى العام وحقيقة دين الاسلام بالمعنى الخاص. ثم بين ان الله تعالى قد حفظ هذا الدين - 00:37:54ضَ

وتكفل بذلك آآ بحفظه لكتابه وان هذه الامة لما كان نبيها خاتم الانبياء وكتابها اخر الكتب انه انها لا تزال حجة الله باقية فيهم وان الله تعالى يثبتها على مر القرون فلا يندرس هذا الدين بفظل الله ومنه. بخلاف من كان قبلنا من الامم السابقة - 00:38:14ضَ

كان يبعث فيهم النبي تلو النبي ليجدد شريعة الرسول الذي قبله. اما امة محمد صلى الله عليه وسلم فقد اقام الله تعالى فيها العلماء الربانيين يقومون مقام انبياء بني اسرائيل فيها من تجديد الدين. فقد جاء في حديث آآ صحيح ان الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مئة - 00:38:39ضَ

سنة من يجدد لها دينها والتاريخ شاهد بذلك فانا لا نزال بحمد الله نجد الاسلام صافيا محفوظا كل من نشد الحق وطلبه تمكن من الوصول اليه على فشو البدع ووجود المخالفات لكن السنة المحضة موجودة بحمد الله - 00:39:03ضَ

من ان من الاخلاق الرديئة والاختلاف سنة جارية من سنن الله الكونية. فلهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مشهور هو حديث الافتراق وحديث الافتراق حديث تلقته الامة بالقبول - 00:39:27ضَ

ورواه جمع كثير من المحدثين في السنن والمسانيد والمعاجم وغيرها وصححه ايضا جمع من المتقدمين والمتأخرين آآ من ان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة. كلها في النار الا واحدة - 00:39:45ضَ

فهذه الفرقة الناجية هم اهل السنة والجماعة الذين اعتصموا بالصراط المستقيم وليس معنى ذلك ان الثنتين والسبعين والفرقة كل واحد من افرادها في النار لا هذا ليس بلازم فانه ربما ظل انسان بشبهة او بجهل او باكراه او خطأ او غير ذلك - 00:40:05ضَ

فليس من لازم وصفها بانها في النار ان يكون كل واحد من افرادها في النار وهذا معنا اه نبه عليه العلماء وحكى شيخ الاسلام ابن تيمية الاتفاق عليه وان هذا لا يدل على تكثير كل واحد بعينه لكن يقال عن هذه الثنتين والسبعين فرقة انها فرق ضلال وبدع ومخالفات - 00:40:28ضَ

للسنة اما السنة المحضة الخالية من الشوب فهي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الى يومنا هذا وهو الصراط المستقيم الذي امرنا بسؤال الله تعالى ان يلزمنا اياه - 00:40:52ضَ

وهذه الفرقة الناجية اهل السنة وهم وسط في النحل كما ان ملة الاسلام وسط في الملل. فالمسلمون وسط في انبياء الله ورسله وعباده الصالحين. لم يغلوا فيهم كما شغلت النصارى فاتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. وما امروا وما امروا الا ليعبدوا الله واحدا - 00:41:09ضَ

الا ليعبدوا وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. ولا جفوا عنهم كما جفت اليهود فكانوا يقتلون الانبياء بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وكلما جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم كذبوا فريقا وقتل - 00:41:34ضَ

قتلوا فريقا بل المؤمنون امنوا برسل الله وعزروهم ونصروهم ووقروهم واحبوهم واطاعوهم. ولم يعبدوهم ولم يتخذوهم اربابا كما قال تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. ولكن كونوا رب - 00:41:54ضَ

بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون ومن ذلك ان المؤمنين توسطوا في المسيح فلم يقولوا هو الله ولا ابن الله. ولا ثالث ثلاثة كما تقوله النصارى ولا كفروا به - 00:42:17ضَ

وقالوا على مريم بهتانا عظيما. حتى جعلوه ولد بغية كما زعمت اليهود. بل قالوا هذا عبد الله ورسوله. وكلمته القاها الى مريم العذراء البتول وروح منه. نعم هذا الشروع من الشيخ في بيان خصيصة من اعظم خصائص اهل السنة والجماعة - 00:42:42ضَ

وهي الوسطية فان الله تعالى قد قال وكذلك جعلناكم امة وسطا وفسر النبي صلى الله عليه وسلم وسطا بانها بانهم عدول خيار وهذا يقتضي الا يجحفوا ولا يميل يمنة او يسرى - 00:43:02ضَ

وهذا هو الواقع وقد ضرب الشيخ مثالا بديعا لهذا التوسط في موقف هذه الامة من انبياء الله فانهم نزلوا انبياء الله منازلهم ووصفوهم بالعبودية والرسالة واحبوهم وعزروهم ووقروهم ولم يغلوا فيه - 00:43:20ضَ

بخلاف الامم الاخرى ومثال ذلك المسيح. عيسى ابن مريم عليه السلام فان النصارى غلت فيه غلوا عظيما حتى جعلته هو الله او ابن الله او ثالث ثلاثة. وفعلت ذلك بامه ايضا - 00:43:40ضَ

انت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله. واما اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة الى يوم القيامة فانهم عكسوا القضية ووصفوا امه بانها بغي وانه ابن سفاح وانه كذا وكذا وفي كتبهم ما تقشعر له الابدان. لا سيما التلمود الذي يعظمونه اعظم مما يعظمون التوراة. يقعون في - 00:43:56ضَ

المسيح عيسى ابن مريم بالفاظ بشعة شنيعة لا يكاد الانسان يقرأها من شناعتها واما اهل الاسلام فقد توسطوا بين الفريقين وقالوا هو عبدالله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه - 00:44:20ضَ

ووصفوا امه رضي الله عنها بانها العذراء البتول هكذا اهل الاسلام آآ ووسطيتهم في باب انبياء الله ثم ذكر مثالا اخر وكذلك المؤمنون وسط في شرائع دين الله فلم يحرموا على الله ان ينسخ ما شاء ويمحو ما شاء ويثبت - 00:44:37ضَ

كما قالته اليهود كما حكى الله تعالى ذلك عنهم بقوله سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها وبقوله واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدق - 00:45:00ضَ

لما معهم ولا جوزوا لاكابر علمائهم وعبادهم ان يغيروا دين الله. فيأمروا بما شاءوا وينهوا عما شاؤوا كما يفعله النصارى كما الله ذلك عنهم بقوله اتخذوا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله - 00:45:20ضَ

قال علي ابن حاتم رضي الله عنه قلت يا رسول الله قلت يا رسول الله ما عبدوهم. قال ما عبدوهم ولكن احلوا لهم الحرام فاطاعوهم. وحرموا عليهم الحلال فاطاعوهم والمؤمنون قالوا لله الخلق والامر. فكما لا يخلق غيره ولا يأمر غيره. وقال لا يخلق غيره لا يأمر غيره - 00:45:43ضَ

فكما لا يخلق غيره لا يأمر غيره. وقالوا سمعنا واطعنا فاطاعوا كل ما امر الله به وقالوا ان الله يحكم ما تريد واما المخلوق فليس له ان يبدل امر الخالق تعالى ولو كان عظيما. نعم. اذا - 00:46:09ضَ

اه المثال الاول للوسطية يتعلق باصل الدين والمثال الثاني يتعلق بالشريعة اهل الاسلام واهل السنة على وجه الخصوص وسط في باب الشريعة بين اليهود الذين النسخ وقالوا لا يمكن ان يقع نسخ في الشرائع. حتى انهم هزئوا بالمسلمين حينما نزلت ايات تحويل القبلة. فانزل الله سيقول - 00:46:28ضَ

السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. ما بال محمد كل يوم له قبلة يتجه كذا ويتجه كذا يهزؤون بالنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ضدهم النصارى فان النصارى قد اتخذوا دينهم هزوا ولعبا - 00:46:58ضَ

وصدق الشيخ رحمه الله فان من تتبع تاريخ النصارى وجد ان القوم قد اعطوا انفسهم امتيازا بتغيير الشرائع والعقائد كيف ما يشتهون وذلك انهم يعتقدون انه اذا اجتمع اساقفة الارض - 00:47:19ضَ

في مكان ما فان روح القدس يرعاهم ويسددهم وان لهم ان يغيروا ويقدموا ويؤخروا ما شاءوا ولهذا انعقد اول مجمع لهم في نيقيا سنة ثلاث مئة وخمسة وعشرين للميلاد بعد رفع المسيح باكثر من ثلاثمائة بعد ولادة المسيح عليه السلام باكثر من ثلاثمائة سنة. جمعهم قسطنطين لما - 00:47:37ضَ

تظاهر باعتناق النصرانية ودعاهم الى ان يكتبوا عقيدة تمكن اتباع بولس الذي افسد دين المسيح اه من ان يكتبوا عقيدة كفرية تتضمن التثليث والتجسد والحلول والبنوة وغير ذلك من عقائدهم الباطلة - 00:48:05ضَ

وطردوا اتباع اريوس الذي كان عنده اه بقية توحيد وسموا تلك القرارات التي هم قرروها وهم الذين كتبوها سموها الامانة العظمى ويسمونها الان الايمان النيقاوي يسمونها الايمان النيقاوي نسبة الى نيقيا - 00:48:26ضَ

وابن كثير رحمه الله قال ليست الامانة الكبرى وانما هي الخيانة الحقيرة. وصدق رحمه الله واي خيانة من اعظم من بسم الله تعالى بالنقائص والعيوب وانه يحل ويتجسد في في المسيح - 00:48:50ضَ

ولم يزل هذا دأبهم يجتمعون في مجمع اثر مجمع حتى قال ابن القيم رحمه الله وهو يعدد مجامعهم قال فيفترقون ما بين لاعن من شدة ضلالهم وكثرة اختلافهم وحتى قيل انه لو اجتمع عشرة من النصارى لخرجوا باحد عشر قولا - 00:49:07ضَ

لكثرة ضلالهم وما زالوا كذلك يعبثون في دينهم كما يشاؤون. وكان اخر مجمع لهم هو المجمع الفاتيكان الثاني. الذي عقد في مدينة روما ما بين عامي الف وتسعمائة واثنين وستين والف وتسعمائة وخمسة وستين. دام اربع سنوات - 00:49:29ضَ

وناقشت فيه الكنيسة الكاثوليكية كل شيء وتخلت عن عقائد عتيدة كانت تعتقدها فكانوا فيما مضى يقولون لا خلاص خارج الكنيسة يعني لا يمكن لاحد ان يتخلص وينجو الا اذا كان منتميا للكنيسة الكاثوليكية وينسحب ذلك على بروتستانت والارثاذوكس ناهيك عن اليهود - 00:49:49ضَ

والمسلمين ثم انهم في ذلك المجمع تخلوا عن هذه العقيدة الخلاص وقالوا لا مانع مفهوم الخلاص يمكن ان يشمل حتى غير الكاثوليك. لا لا حتى حتى عن غير النصارى يمكن ان ان تنتدب - 00:50:12ضَ

المسيح المخلص فتمتد الى امم وطوائف اخرى فتعمل عملها بطريقة سرية كل ذلك لكي يوائموا انفسهم لما للعالم الجديد وما بعد الحربين العالمية الاولى والثانية فيأتون بهذه المجامع التي فيها تشكيل دينهم ويزعمون ان روح القدس - 00:50:29ضَ

يسددهم وان لقراراتهم ودساتيرهم وبياناتهم اه صفة العصمة القوم قد اتخذوا دينهم هزوا ولعبا. اما اهل الاسلام فانهم بحمد الله معتصمون بما جاء به الدليل. يجوزون حصول النسخ لان الله تعالى يثبت ما يشاء وينسخ ما يشاء. ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها. سبحانه - 00:50:51ضَ

بحمده. فهو كما انه كما ان له الخلق فله الامر. الا له الخلق والامر. فاذا ثبت النسخ قلنا به ولكن المرد الى ما استقر عليه الامر من نصوص الكتاب والسنة المحكمة فيعتصم بها اهل الاسلام. يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول - 00:51:19ضَ

اصلاني عظيمات ثم قال واولي الامر منكم وهم آآ السلاطين والعلماء اذا عملوا بمقتضى الكتاب والسنة. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. هذه هي العصمة والمرجعية في دين الاسلام. ولا - 00:51:38ضَ

ان هذه المرجعية قد فرط فيها بعض من ينتمي الى الاسلام كالمبتدعة والروافض المتعصبة المذاهب الى غير ذلك نعم وكذلك في صفات الله تعالى. فان اليهود وصفوا الله تعالى بصفات المخلوق الناقصة فقالوا هو فقير ونحن اغنياء. وقال - 00:51:57ضَ

يد الله مغلولة. وقالوا انه تعب من الخلق فاستراح يوم السبت الى غير ذلك والنصارى وصفوا المخلوق بصفات الخالق المختصة به. فقالوا انه يخلق ويرزق ويغفر ويرحم. ويتوب على الخلق ويثيب ويعاقب - 00:52:19ضَ

والمؤمنون امنوا بالله سبحانه وتعالى ليس له سمي ولا ند. ولم يكن له كفوا احد. وليس كمثله شيء. فانه رب العالمين وخالق كل شيء. وكل ما سواه عباد له فقراء - 00:52:37ضَ

وكل ما سواه عباد له فقراء اليه ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا. وكلهم اتيه يوم القيامة فرجا اذا طائفتي الضلال او ملتي الضلال وقعتا في نوعي التمثيل - 00:52:52ضَ

فان اليهود مثلوا الخالق بالمخلوق. والنصارى مثلت المخلوق بالخالق اليهود مثلوا الخالق بالمخلوق حينما وصفوه بصفة النقص. فقالوا يد الله مغلولة ان الله فقير ونحن اغنياء. والنصارى مثلت المخلوق بالخالق فخلعت على المسيح - 00:53:14ضَ

عليه السلام من الصفات التي لا تنبغي الا لله. ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى المسيح ابن مريم انما انا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله - 00:53:34ضَ

وبذلك فقد تجد في هذه الامة من يشابه اليهود في تمثيلهم طوائف الممثلة المشبهة. وتجد في هذه الامة من يشابه النصارى في غلوهم. كالذين يغلون في الانبياء والصالحين ويصفونهم بما لا ينبغي الا لله عز وجل. ثم قال - 00:53:47ضَ

ومن ذلك امر الحلال والحرام. فان اليهود كما قال الله تعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم فلا يأكلون ذوات الظفر مثل الابل والبط ولا شحمث ولا شحم السرب والكليتين ولا الجدي في لبن امه - 00:54:10ضَ

الى غير ذلك مما حرم الى غير ذلك مما حرم عليهم من الطعام واللباس وغيرهما. على ضبطها تأثر الثرب هكذا ضبط عندي الثرب والمقصود بالثرب يقول شحم رقيق على الكرش والامعاء - 00:54:33ضَ

لا يزال يسمى عندنا في اللهجة الدارجة في هذا الاسم. لكن مع نوعه يقال حتى قيل ان المحرمات عليهم ثلاثمائة وستون نوعا والواجب عليهم مئتان وثمانية واربعون امرا. وكذلك شدد عليهم في النجاسات حتى لا حتى لا يؤاكل - 00:54:52ضَ

الحائض ولا يجامعوها في البيوت واما النصارى فاستحلوا الخبائث وجميع المحرمات. وباشروا جميع النجاسات وانما قال لهم المسيح. ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم ولهذا قال تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله. ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب - 00:55:12ضَ

حتى يعطوا الجزية ان يدوا وهم صاغرون واما المؤمنون فكما نعتهم الله به في قوله ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة. والذي باياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل - 00:55:40ضَ

بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. ويضع عنهم ويضع عنهم اثرهم التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون. وهذا - 00:56:04ضَ

باب يطول وصفه. نعم هذا مقام ايضا من من مقامات المقارنة بين هذه الملل. وذلك ان اليهود قد عاقبهم الله تعالى بالتشديد عليهم وذلك لقبائح افعالهم وسوء ادبهم مع ربهم ومع انبيائه. فلذلك كان في دينهم تشديد. ثم انهم زادوا هم - 00:56:24ضَ

بطبيعتهم هذه الشدة شدة مضاعفة فقد ذكر السموأل ابن يحيى المغربي صاحب بذلوا المجهود في افحام اليهود لعلكم قرأتم هذا الكتاب. هذا يهودي قد اسلم والف هذا الكتاب وهو كتاب مفيد - 00:56:47ضَ

اسمه بذل المجهود في افحام اليهود. ذكر فيه كيف ترتفع منزلة الربي عندهم وهو انه كل من ظيق عليهم في دينهم اكثر عظموا منزلته فاذا وفد منهم احد على اه قوم او جماعة واستفتوه صار يأخذهم بالاشد فيكبر في اعينهم فلم يزل دينهم من - 00:57:05ضَ

الى شدة ومن غل الى غل. عقوبة من الله لهم فلذلك يوجد الان في طوائف اليهود طوائف متشددة يقال لهم الحسيديم موجودين الان في اسرائيل وفي غيرها هؤلاء يأخذون انفسهم بالشدة والعنف والتضييق - 00:57:29ضَ

فهذا لون اما النصارى فعلى النقيض من ذلك لا ان المسيح عليه السلام هو الذي نثر الشريعة حاشا وكلا بل انهم يجدون في كتبهم انما بعثت بالناموس. الناموس عن شريعة موسى عليه السلام. واخبرنا الله تعالى في كتابه انه قال ولاحب - 00:57:49ضَ

لكم بعض الذي حرم عليكم لقد جاء المسيح عليه السلام مخففا للاثار والاغلال التي كانت عليهم. لكن لم لم يأتي لابطال الشريعة من الذي ابطل الشريعة عند النصارى؟ بولس بولس هذا يهودي كان يقال له شاول - 00:58:09ضَ

وكان شديد الوطأة على الحواريين واتباع المسيح يعذبهم ويجرجرهم الى المحاكم ويشي بهم عند الحاكم الروماني ثم انه لما رأى ان الامر قد خرج من من يده وان دين المسيح - 00:58:28ضَ

باتساع تظاهر باعتناقه وصار يذهب الى الحواريين والى اتباعهم ويظهروا الصلاح. حتى صار له اه قبول عام ثم بعد ذلك شرع في افساد دين المسيح فكان من اول ما فعل من افساده انه اسقط عن الامميين الختان - 00:58:44ضَ

واباح لهم النجاسات اسقط عنهم الختان ومن المعلوم ان يهود كانت تختتن ولم يكن عند المسيح عليه السلام معبد خاص كان يعبد الله تعالى في بيت المقدس الذي يعبده فيه سائر اليهود - 00:59:06ضَ

وكان يحرم النجاسات فافتاهم بولس جواز اكل الميتة وعدم الختان وغير ذلك ثم لم يزل ينظر هذا المبدأ حتى اتى بنظريته وهي ان ان من امن بالمسيح تبرر تسمعون هذا الكلام كثيرا لو اصغيتم الى بعض الاذاعات التنصيرية - 00:59:20ضَ

تجد مثل هذه الكلمات انه يصبح بارا كيف يصبح بارا؟ يعني ان من امن بالمسيح من ان الله حل فيه وكذا وكذا فانه يتخلص من خطيئة ادم التي لحقت ذريته - 00:59:44ضَ

ويكون بذلك قد تبرر ويسقط عنه الناموس. يعني لا تلزمه احكام الشريعة وبالفعل بولس هو الذي نشر النصرانية بهذا الفهم المضلل المحرف وصار عليها عامة النصارى الى يومنا هذا فلم يكن للنصارى من دين المسيح الا آآ الانتماء اليه والنسبة اليه. واما حقيقة الامر وتفصيله واما حقيقة الامر وتفاصيله - 01:00:01ضَ

فانه على ما ضللهم به بولس اذ كان رجلا نشيطا له جاذبية خاصة و خطاب مؤثر وكان يذهب الى كل مكان ويكاتب كل احد ما هو واضح في كتبهم ما يسمونه بالعهد الجديد - 01:00:29ضَ

رسالة اه بولس الى كذا وكذا رسالة بولس الى كذا وكذا. يكتب بكثرة وينشر هذا الفكر الضال الذي صار هو السائد عند النصارى. اه يعني خطره الاعظم ان من امن بالمسيح - 01:00:49ضَ

ولا يلزمه فعل شيء من الشرائع. ولذلك تلاحظون ان النصارى الان لا يلتزمون بشريعة وليس عندهم احكام. لا يذكرون اسم الله على ذبيحة ويأكلون كل شيء كما اشار الشيخ رحمه الله - 01:01:05ضَ

العقيدة والحياة بك وللمؤمنين والمؤمنات. والله يعلم متقلبكم - 01:01:21ضَ