Transcription
ثم ان حقائق القرآن التي هي التفسير السليم لنظام الكون هي وحدها القادرة على الحفاظ على ذلك النظام الكوني العقل ولو اشترطنا تفسيرا غيرها لعمت الفوضى تصورات العقول ولاختل التوازن في الفكر بتصورات لا يمكن الا - 00:00:00ضَ
ان تؤدي في النهاية الى افتراضات تفضي في المنطق العقلي الى اختلال الكون كله في التصور. وبهذا المعنى كان القرآن هو روح الكون الخاصية الثالثة القرآن محيط بمفهوم الزمان الكوني. اذا كان القرآن كلام الله رب العالمين. فان - 00:00:20ضَ
له صفة له سبحانه. لان الكلام صفة للمتكلم. وقد علم ان الله جل جلاله محيط بالزمان والمكان. تعالى الله ان زمان او مكان. بل هو الحاكم على الزمان والمكان. فهو فوق كل شيء ومحيط بكل شيء لانه تعالى خالق كل شيء - 00:00:40ضَ
من هنا اذا كان القرآن محيطا بالزمن الكوني الماضي والحاضر والمستقبل جميعا. ثم بالزمان الارضي وهو الزمان بالتقدير البشري الدنيوي. مما نعد به التاريخ عمر وكذلك بالزمن المعراجي بنوعيه الامري والملائكي. فالزمان الامري هو المشار اليه في قوله تعالى يدبر - 00:01:00ضَ
الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه. في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون. والزمان الملائكي هو المشار اليه في قوله سبحانه تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة وكذلك الزمن - 00:01:25ضَ
العندي وهو المشار اليه في قوله تعالى وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون. ثم الزمان الاخروي وهو الزمان الخالد السرمدي الذي لا ينتهي ابدا مما يكون بعد اعادة الخلق حيث قيام يوم الدين من بعث وحشر - 00:01:45ضَ
وحساب وجنة ونار. فحديث القرآن عن ذلك كله حديث جامع المانع. ومن هنا كان محيطا بكل الزمان. مما ينتسب الى عالم الغيب او الى عالم الشهادة. ذلك هو القرآن كلام من احاط بمواقع النجوم خلقا وامرا وعلما وقدرة - 00:02:05ضَ
يدعى فجاء كتابه بثقل ذلك كله. انزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. من بعد ما هيأه لذلك صنعه على عينه سبحانه جل وعلا فقال له انا سنلقي عليك قولا ثقيلا ومن هنا لما كذب المنكرون - 00:02:25ضَ
بالقرآن للقرآن نعى الله عليهم ضئالة تفكيرهم وضحالته وقصور ادراكهم وضعف وضعف بصرهم عن ان يستوعبوا بعده الكوني الضارب في بحار الغيب. فقال تعالى وقالوا اساطير الاولين اكتتبها. فهي تملى على - 00:02:45ضَ
اليه بكرة واصيلا. قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض. انه كان غفورا رحيما. وانه لرب جدا ومن هنا جاء متحدثا عن كثير من السر في السماوات والارض. قال عز وجل ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس - 00:03:05ضَ
من كل مثل وكان الانسان اكثر شيء جدلا. وقال جل وعلا سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد؟ الا انهم في مرية من لقاء - 00:03:25ضَ
اه ربهم الا انه بكل شيء محيط. القضية الثانية القرآن الكريم معراج التعرف الى الله جل وعلا قال مولاي امير المؤمنين ان اول مقاصد القرآن الكريم انما هو تعريف الناس بالله المتكلم بالقرآن - 00:03:45ضَ
ذلك جاء تعريف اللاهي تعريف الله لذاته سبحانه باسمائه الحسنى مباشرة بعد التنبيه على عظمة هذا القرآن كما جاء في سورة الحصر كأنه قال اعرف القرآن اولا تعرف الله. اوليس هو تعالى المتكلم بالقرآن؟ قال جل جلاله لو انزلنا - 00:04:05ضَ
هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم فكرون. فقال بعدها مباشرة هو الله الذي لا اله الا هو. عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم - 00:04:25ضَ
والله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار. المتكبر سبحان الله ما يشركون الى اخر الايات. ان الذي ينصت الى خطاب الفطرة في نفسه. يسمع نداء عميقا يترجم الرغبة في معرفة - 00:04:45ضَ
من اسدى اليه نعمة الوجود. ذلك ان الانسان مفطور على شكر من وصله بمعروف. ومن هنا نخلص الى نتيجة وهي حق الخالقية هو مفتاح التعرف الى الله. وهذه حقيقة قرآنية كبرى تترتب عليها امور كبيرة في حياة الانسان - 00:05:05ضَ
ذلك انه كلما نادى الله الناس في القرآن بالاستجابة لامره التعبدي ناداهم من حيث هو خالقهم هكذا بهذه الصفة وهو امر مهم فيما نحن فيه من طريق المعرفة بالله. اي انه تعالى يسألهم اداء حق الخالقية. هذه الصفة العظيمة - 00:05:25ضَ
في ذاته تعالى التي بها كنا نحن الناس هنا في الارض نتنفس الحياة. قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. وقال سبحانه يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من - 00:05:45ضَ
نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. مولاي امير المؤمنين هاتان ايتان كليتان من القرآن العظيم. تعلق الامر فيهما بالعبادة والتقوى. وما في معناهما من الانتظام في سلك العابدين. وفلك السائرين الى - 00:06:05ضَ
الله رب العالمين. اثباتا لحق الله. من حيث هو خالق للبشر. ولا يفتأ القرآن يذكر بهذه الحقيقة. باعتبارها مبدأ كليا من مبادئ الدين والتدين وانها العلة الاولى منه وذلك نحو قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:06:25ضَ
انها اية كونية عظمى. انها مفتاح من مفاتيح فهم القرآن العظيم. وباب من ابواب معرفة الربوبية العليا. قال تعالى في يقي الحجاج ما لكم لا ترجون لله وقارا؟ وقد خلقكم اطوارا. انه تعالى ربط حقه سبحانه على عباده - 00:06:45ضَ
خلقهم اطوارا. فكلما ازداد المنكرون تعنتا ازداد القرآن افحاما في بيان تفاصيل الخلق. فتلك حجة الله البالغة اجمالا وتفصيلا. ومن هنا قال عز وجل في حق الذي انكر البعث على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فجاء - 00:07:05ضَ
حين يا عظام ميتة نخرة ونفخ فيها فتطاير مضارها بيده فاستهزأ متسائلا بما حكاه عنه القرآن الكريم وضرب لنا فمثلا ونسي خلقه؟ قال من يحيي العظام وهي رميم؟ قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم - 00:07:25ضَ
ولنا مولاي ان نتأمل ايضا كيف ان تلك كانت هي حجة موسى الذي صنعه الله على عينه في رده على فرعون اذ تعمد في انكاره. قال عز وجل حكاية عنه. قال قال فمن ربكما يا موسى؟ قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه - 00:07:45ضَ
ثم هذا انه تعريف للربوبية ولحقوقها. في عبارة من اوجز العبارات الربانية. الرحمانية المستورة في القرآن الكريم. الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. وكما كانت تلك هي حجة القرآن في الدعوة الى العبادة - 00:08:05ضَ
واثبات حق الخالقية لله الواحد القهار. كانت هي عينها حجته في الدعوة الى التوحيد. ونفي الحق الوهمي للشركاء وذلك كما في قوله تعالى الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعلون - 00:08:25ضَ
من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون. ومن هنا كان الشرك ظلما عظيما. لان الله هو وحده الذي خلق لان الله هو وحده الذي خلق. وبهذا المنطق وجب ان يكون هو وحده الذي يعبد. واي اخلال بهذا الميزان يكون ظلما كبيرا. وهو قول - 00:08:45ضَ
الله جل وعلا ان الشرك لظلم عظيم. وبهذا المنطق ايضا رد الله على المشركين في قوله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون وقوله سبحانه افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون. فما كان هذا البيان والتفصيل لقضية - 00:09:05ضَ
في الخلق ليكون لولا انها قضية كونية كبرى ينبني عليها ما ينبني من مصير وجودي في حياة الانسان هذا المخاطب ومن بها ابتداء ان قضية الخلق يا امير المؤمنين تمثل مفتاح فهم الربوبية والمعنى الوجودي والوظيفي للانسان. انها - 00:09:25ضَ
مبدأ كلي انها المبدأ الكلي الذي على اساسه خاطب الله الانسان بكل امر ونهي - 00:09:45ضَ