لأنَّه لو مُثِّلتْ أنواعُ الكائنات أمامكَ على جدار غرفتك في لوحةٍ كبيرةٍ - 00:00:00ضَ

تحتوي كلُّ نقطةٍ منها على صورةٍ لكائنٍ أو جزءٍ منه، - 00:00:05ضَ

ثم أغمضتَ عينيكَ ووضعتَ إصبعكَ عشوائيًّا على أيَّة نقطةٍ، - 00:00:10ضَ

فإنَّ بإمكان العِلْم أن يُحدِّثك لساعاتٍ عن عظَمة الإتقانِ والإحكامِ في هذه النُّقطة! - 00:00:14ضَ

(مؤثرات صوتية) - 00:00:20ضَ

السَّلامُ عليكم ورحمة الله - 00:00:25ضَ

إخوتي الكرام، عندما نتكَّلمُ عن الأدلَّة العقليَّةٍ على وجود الله - 00:00:26ضَ

فإنَّ أكثر دليلين يُذكران عادةً هما: دليل الإيجاد، ودليل الإتقان - 00:00:30ضَ

دليل الإيجاد للمخلوقات تكلَّمنا عنه في حلقة (لماذا لا بدَّ مِن خالقٍ؟) - 00:00:36ضَ

أمَّا دليل الإتقان فنبدأ بالحديث عنه اليوم - 00:00:42ضَ

والحقيقة أنِّي أتهيَّبُ مِن الإقبال على الحديث عن هذا الموضوع -موضوع الإتقان في الخَلْق- - 00:00:45ضَ

أتهيَّب لأنَّه المهمَّة السَّهلة الصَّعبة - 00:00:50ضَ

نعم، مِن السَّهل أن تتكلَّم عن إتقان الخَلْق، - 00:00:53ضَ

لأنَّه لو مُثِّلَتْ أنواعُ الكائنات أمامكَ على جدار غرفتكَ في لوحةٍ كبيرةٍ - 00:00:56ضَ

تحتوي كلُّ نقطةٍ منها على صورةٍ لكائنٍ أو جزءٍ منه، - 00:01:01ضَ

ثّم أغمضتَ عينيكَ ووضعت إصبعك عشوائيًّا على أيَّة نقطةٍ، - 00:01:06ضَ

فإنَّ بإمكان العِلْمِ أن يُحدِّثك لساعاتٍ عن عظَمة الإتقان والإحكام في هذه النُّقطة! - 00:01:11ضَ

لكنْ في الوقت ذاته هناك صعوبةٌ في الحديث عن الإتقان؛ - 00:01:18ضَ

صعوبةٌ لأنَّ الحديث عن نموذجٍ ونموذجين أو عشرةٍ وعشرين من الإتقان - 00:01:22ضَ

يهضِم الموضوعَ حقَّه - 00:01:27ضَ

فالإتقان مبثوثٌ في كلِّ تفصيلٍ من تفاصيل هذا الوجود - 00:01:29ضَ

بل الإتقان يساوي الوجود - 00:01:33ضَ

قال الله تعالى: - 00:01:36ضَ

﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [القرآن 27 : 88] - 00:01:38ضَ

وقال: ﴿ذَٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ [القرآن 32 : 6-7] - 00:01:41ضَ

لذلك فعندما أقول لك: تعال نرَ نماذج من الإتقان، - 00:01:48ضَ

فهذا يساوي أن أقولَ لك: تعال نرَ نماذج من الوجود، - 00:01:52ضَ

فالإتقان يساوي كلَّ شيءٍ في الوجود - 00:01:57ضَ

إتقان الخَلْقِ يظهرُ في تَهْيِئةِ لساني وفكَّيَّ وأسناني - 00:02:00ضَ

لأستطيعَ التحدُّث لكم عن الإتقانِ في الخَلْق، - 00:02:04ضَ

يظهرُ في إبصاركم لي وسماعِكم صوتي وفهمِكم كلامي واحتفاظكم في ذاكرتكم بما أقول، - 00:02:07ضَ

يظهر حتَّى في حركاتِ المُنكِر الذي يتأهَّب ليَسخَر، أو يُكذِّب ما أقولُ، - 00:02:14ضَ

مع أنَّ كلَّ العمليَّات التي يقوم مِن خلالها بذلك تشمل إتقانًا في تفاصيل خَلْقه - 00:02:20ضَ

نحن لا نُقدِّر حالةِ الإتقانِ والنظامِ والإحكامِ التي نعيش فيها، لأنَّنا لم نجرِّب البديلَ عنها - 00:02:26ضَ

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا﴾ [القرآن 35: 44] - 00:02:33ضَ

آيةٌ عظيمةٌ حقًّا! - 00:02:38ضَ

أكثر مِن تسعين عنصرًا طبيعيًا مُكتشَفًا في هذا الوجود، - 00:02:40ضَ

رُتِّبت نيوترونات كلٍّ منها وبروتوناتُه في أنْوِيَةٍ محدَّدة الحجم بدقّةٍ، - 00:02:43ضَ

تجذِب الإلكترونات في مداراتٍ بالأبعادِ اللّازمة، - 00:02:49ضَ

هذه العناصر تفاعلت بقوانين كيميائيةٍ ثابتةٍ لتعطيَ مُركَّبات، فتهيَّأت الفرصةُ للحياة - 00:02:52ضَ

غلافٌ جويٌُ بالارتفاع والكثافة المناسِبَينِ يحتوي غازاتٍ بالنِّسب اللازمة، - 00:02:59ضَ

وينقل الموجات الصوتيَّة بسرعةٍ مضبوطةٍ - 00:03:05ضَ

تربةٌ مهيَّأةٌ لاستقبال البذور واختزان ماء الأمطار - 00:03:08ضَ

ماءٌ بِلُزوجةٍ وخواصِّ إذابةٍ محدَّدةٍ، - 00:03:13ضَ

يتبخَّر عند درجة حرارةٍ معيَّنةٍ ليُشكِّل السُّحب، ويتكثَّف عند درجةٍ أخرى ليهطل مطرًا، - 00:03:15ضَ

وكلُّ ذلك بالمقادير المناسبة لدورته في الطبيعة - 00:03:22ضَ

ضوءٌ يسيرُ بالسُّرعة المناسبة - 00:03:27ضَ

جاذبيةٌ أرضيةٌ بالمقدار اللّازم، بحيث لا نَسبحُ في الهواء، ولا تلتصقُ أقدامنا في الأرضِ - 00:03:29ضَ

أرضٌ تدور بسرعةٍ دقيقةٍ لليلٍ ونهارٍ يتعاقبان للنَّوم والعمل - 00:03:35ضَ

فصولٌ أربعةٌ تجدِّد النَّفس وتُحيي الثمار - 00:03:40ضَ

بُعدٌ دقيقٌ للشَّمس، فلا تحرقنا، ولا نتجمَّد - 00:03:43ضَ

آلاف المليارات من الكواكب والنجوم، - 00:03:47ضَ

تسير بسرعةٍ مناسبةٍ في مداراتٍ محدَّدةٍ بدقّةٍ شديدةٍ، فلا تصطدم - 00:03:49ضَ

نشأنا ونحن نرى الكون هكذا، فاعتدنا عليه - 00:03:55ضَ

ولا نتصوَّر كم هو مذهلٌ مدهشٌ، لأنَّنا لم نرَ حالةً ليس فيها نظامٌ - 00:03:59ضَ

نحن نعرفُ معنى الشَّبعِ لأنَّنا جرَّبنا الجوعَ، - 00:04:05ضَ

نعرف معنى الرَّاحةِ لأنَّنا جرَّبنا التَّعبَ، - 00:04:08ضَ

وبضدِّها تتميَّزُ الأشياءُ... - 00:04:11ضَ

لكنَّنا لا نُقدِّر عظَمة النِّظام والإتقان لأنَّنا لم نر حالةً ليس فيها إتقانٌ - 00:04:13ضَ

بمعنًى آخر، لا نقدِّر عظَمة وجود الله، لأنّنا لم نجرِّب حالةً ليس فيها الله - 00:04:20ضَ

لو أنَّ الأرض لا تدورُ، - 00:04:28ضَ

وكنَّا في الجزء المضيءِ دومًا، ولم يحجِب نورَ الشمس عنَّا في بيوتنا حاجبٌ، - 00:04:29ضَ

لما عرفنا معنى النور لأنَّنا لا نعرف معنى الظَّلام، إذْ لم نجرِّبه يومًا - 00:04:35ضَ

ولو حدَّثَنا محدِّثٌ حينئذٍ عن أهمية النور لما فهمناه، - 00:04:40ضَ

لأنَّنا لا نتصوَّر الظلامَ الذي يبدِّده هذا النُّور - 00:04:44ضَ

كذلك لم نجرِّب حالةً ليس فيها إتقانٌ، - 00:04:48ضَ

ولم نجرِّب حالةً ليس فيها الله - 00:04:51ضَ

﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [القرآن 35:24] ونوره لا يغيب، - 00:04:55ضَ

لأنَّه ﴿الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [القرآن: 2: 35] - 00:04:59ضَ

لذلك فعندما نَذْكر في هذه السلسلة ما يقوله الإلحاد - 00:05:03ضَ

فإنَّنا نرسم الظلامَ حتى نستطيع أن ندركَ قيمةَ نورِ اللهِ بالمقارنة به، - 00:05:07ضَ

نرسم الظَّلامَ الذي لم نشاهده يومًا ولن نشاهده؛ ظلامَ عدم وجود الله - 00:05:13ضَ

في حلقة (كيف يهدم الإلحاد العقل والعِلْم) - 00:05:19ضَ

بيَّنا أن وجود الله هو القاعدة التي تتأسَّس عليها حقائق الأشياء، - 00:05:22ضَ

وأنَّ إنكار وجوده يؤدّي إلى إلغاء قيمة العقل والعِلْم التجريبيّ، - 00:05:27ضَ

وإلى القول بأنَّ الأشياءَ لا حقائق لها، - 00:05:32ضَ

وفي الحلقة التي تليها بيَّنا أنَّ وجودَ إلهٍ بصفات الكمال المُطْلَق - 00:05:34ضَ

هو الأساس الوحيد الذي يمكن أن تقوم عليه الأخلاق - 00:05:39ضَ

كثيرٌ من الإخوة وجد صعوبةً في فهم هذا الكلام، - 00:05:43ضَ

لأنَّه ببساطةٍ لم يستطِع تصوُّر حالةٍ ليس فيها نورُ الله - 00:05:47ضَ

عندما نتكلّم في الحلقات القادمة عن بعض مظاهر الإتقان في الخَلْق، - 00:05:53ضَ

ما الذي نفعله بذلك؟ - 00:05:57ضَ

نحن نُعتّم صورة الكونِ الكليَّةِ، ونتركُ النورَ في هذا الجزءِ المحدَّدِ - 00:05:59ضَ

لنستطيعَ أن نراه ونعطيه شيئًا من قَدْره، - 00:06:04ضَ

بعدما ألِفناه طويلًا ولم نحسَّ بالعظَمةِ في إتقانه - 00:06:07ضَ

ما ذكرناه وما لم نذكرهُ من قوانينَ ضابطةٍ تسمح بالحياة، - 00:06:11ضَ

لو اختلَّ شيء منها ولو بمقدارٍ ضئيلٍ لما بقيتْ حياةٌ، - 00:06:16ضَ

ولزالتْ حالة النِّظام والتناسق في الكون - 00:06:20ضَ

مَن يُمسك الجسيماتِ في الذَّرَّاتِ أن تتناثر؟! - 00:06:23ضَ

مَن يُمسك طاقةَ الذرَّات أن تتحرَّرَ وتتفجَّرَ كما تتحرَّرُ الطاقةُ في القنابلِ الذريَّة؟! - 00:06:26ضَ

مَن يُمسك المخلوقاتِ على الأرضِ أن تتطاير؟! - 00:06:32ضَ

مَن يُمسك الكواكبَ والنجومَ أن تصطدمَ؟! - 00:06:35ضَ

﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ﴾ [القرآن: 35 :41] - 00:06:38ضَ

ستقول: "تمسكها القوانين" - 00:06:45ضَ

هذه القوانين هل هي فاعلٌ مُريدٌ حيٌّ؟! - 00:06:48ضَ

هل قانون الجاذبيَّة -مثلًا- إلهٌ مُريدٌ مُختارٌ يعلمُ ما يفعلُ؟! - 00:06:52ضَ

هذه القوانين ما هي إلا أوصافٌ لما يحصل، لا أنَّها فاعلٌ مختارٌ يُسبِّب ما يحصل، - 00:06:58ضَ

هي أوصافٌ لآثارِ أفعالِ الله تعالى في خَلقِه - 00:07:05ضَ

فقناعتنا بأنَّ الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا - 00:07:08ضَ

ليست لأنَّ القرآنَ يقولُ ذلك فحسب؛ - 00:07:12ضَ

بل ولأنَّ هذا هو المقتضى العقليّ لكون القوانينَ خواصَّ غيرَ عاقلة، لا تُنشئ نفسها - 00:07:15ضَ

القوانينُ ما هي إلا أوصافٌ لأفعالِ الله في خَلقِه - 00:07:22ضَ

القوانينُ ليست بدائلَ عن قيوميَّةِ اللهِ على خَلقِه - 00:07:27ضَ

عندما نقول مثلًا: "الماء يغلي على درجةِ حرارة (100) مئويٍّ"، فهي جملةٌ مختصَرةٌ - 00:07:31ضَ

لو أردنا أن نُكملها، فأيُّ الجُمل التالية تراها أولى بالصَّواب: - 00:07:37ضَ

(اللاشيء) أوجَد الماء وجعله صُدفةً يغلي على (100) مئوي؟ - 00:07:41ضَ

أم الماءَ أوجدَ نفسهُ وجعلها تغلي على هذه الدرجةِ صُدفةً؟ - 00:07:45ضَ

أم (الله) أوجَد الماءَ وجعلهُ يغلي على هذه الدرجة عن علمٍ وحكمةٍ - 00:07:50ضَ

ليؤدِّي وظيفةً في كونٍ مخلوقٍ لغايةٍ؟ - 00:07:56ضَ

القوانينُ ما هي إلا أوصافٌ لأفعال الله تعالى في خَلقِه - 00:07:59ضَ

وجودُ القوانينِ ووجودُ الخواصِّ للأشياءِ لا يعني أنَّ حالةَ الإتقانِ هذه - 00:08:04ضَ

أصبحت ذاتيّةً تلقائيّةً مُستغنيةً عن الخالقِ والمسبِّب الأول لكلِّ شيءٍ - 00:08:09ضَ

لو قلتُ: "فلانٌ يكتب بسرعة (100) كلمةٍ في الدَّقيقة"، هل هذا قانونٌ حاكمٌ يحكم فلانًا؟ - 00:08:15ضَ

هل لو قرَّر فلانٌ التوقُّف عن الكتابة فإنَّ أزرار الحاسوب ستنضغط تلقائيًا - 00:08:21ضَ

بسرعة (100) كلمةٍ في الدقيقة؟ - 00:08:26ضَ

فالقوانين أوصافٌ لفعل فاعلٍ مختارٍ - 00:08:29ضَ

نشأنا ونحن نرى الكون بهذا النِّظام، - 00:08:32ضَ

فأصبح هذا النِّظامُ هو الحالة الافتراضيَّة التي لا نتصوَّرُ غيرها - 00:08:34ضَ

وتعامَلْنا وكأنَّ خواصَّ الأشياءِ ذاتيَّةٌ فيها، تلقائيَّة، - 00:08:39ضَ

وكأنَّ الجمادات اختارت عن عِلْمٍ وإرادةٍ أن تكونَ لها هذه الخواصُّ - 00:08:43ضَ

ولو تفكَّرنا، لشاهدنا تجليَّات القدرة الإلهيَّة في جميع الموجودات، - 00:08:49ضَ

ولم نرَ مؤثِّرًا في الوجودِ سوى الله، - 00:08:54ضَ

ولعلِمنا أنَّه ليس هناك شيءٌ ذاتيٌّ على الحقيقة إلَّا الخالق، - 00:08:57ضَ

والسَّببُ الأوَّل، والمحرّكُ الأوَّل لكلِّ الخلائق، فهو الَّذي يعطي الجمادات خواصَّها - 00:09:01ضَ

لذلك ترى القرآن ينسب أفعالًا كثيرةً إلى الله مع أنَّها مُحدَّدةٌ بقوانين وبقوى الطبيعة: - 00:09:08ضَ

﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ [القرآن 13: 17] - 00:09:15ضَ

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا﴾ [القرآن 24: 43] - 00:09:18ضَ

﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [القرآن 10: 22] - 00:09:21ضَ

أنزلَ من السَّماءِ ماءً بخاصيَّة التكاثف التي خَلَقها في الماء - 00:09:24ضَ

يُزجي سحابًا بالرِّياح التي تَنشأُ من خواصِّ التَّضاغُطِ والتَّخلخُلِ التي خَلَقها في الهواء - 00:09:28ضَ

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَـٰنُ ۚ - 00:09:35ضَ

إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ﴾ [القرآن 67: 19] - 00:09:41ضَ

وزِمامُ الموادِّ كلِّها والقوانينِ كلِّها والخواصِّ كلِّها بيدهِ -سبحانه، - 00:09:43ضَ

والموجوداتُ كلُّها -مِن أصغر الجُسَيْمات إلى أعظم الأجرام- مُفتقرةٌ إليه، - 00:09:49ضَ

ليس لها ذاتيَّةٌ ولا تلقائيَّةٌ ولا غِنى لها طَرفةَ عينٍ عنه -سبحانه- - 00:09:55ضَ

فهو ﴿اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [القرآن 2: 255] الَّذي يقوم على أمر السَّماوات والأرض - 00:10:01ضَ

﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [القرآن 2: 255] إذْ لو حصل هذا لزالتِ السَّماوات والأرض - 00:10:07ضَ

لكنْ، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا﴾ [القرآن 35: 41] - 00:10:13ضَ

وإذا اتَّضح هذا المعنى لنا فإنَّنا سنُوقِن أنَّه ليس هناك كائنٌ عاديٌّ في ذاته وآخرُ عجيبٌ، - 00:10:17ضَ

وإنَّما الاعتيادُ مِن طرفنا نحن لطول الأُلْفة بمشاهدة كائنٍ ما - 00:10:24ضَ

وإلَّا فكلُّ ما في الوجود عجيب! - 00:10:29ضَ

وإذا استقرَّ هذا في نفوسنا فلن نستخدم عبارةً مثل: "التَّدخُّل الإلهيّ" - 00:10:31ضَ

إذْ ليس في الكون ذاتيَّةٌ ولا تلقائيَّةٌ على الحقيقة أصلًا، - 00:10:37ضَ

حتى يتدخَّل الله في شيءٍ فيه، - 00:10:41ضَ

بل لا يستغني شيءٌ منه عن إمساك الله له طَرْفة عينٍ. - 00:10:43ضَ

كانت هذه مقدِّمةً مهمَّةً لا أسمحُ لنفسي أنْ أستعرضَ نماذجَ من الإتقانِ في الخَلْق قبلها، - 00:10:48ضَ

وعلى ضوئها نُورِدُ هذه النماذجَ في الحلقاتِ القادمة -بإذن الله- - 00:10:55ضَ

والسّلامُ عليكم - 00:10:59ضَ

(مؤثرات صوتية) - 00:11:01ضَ