السَّلامُ عليكم. - 00:00:05ضَ

أيُّها الكرامُ، في الحلقةِ الماضيةِ رأيْنا الطُّولَ المَهُولَ للمادةِ الوراثيَّةِ في جسمِ الواحدِ منَّا. - 00:00:06ضَ

اليومَ سنرَى ما هو أعْجبُ! - 00:00:11ضَ

سنرى كيفَ تُتَرجمُ هذه المادَّةُ الوراثيَّةُ إلى شحمٍ، ولحمٍ، ودمٍ؛ - 00:00:13ضَ

شاهدٌ آخرُ على صُنعِ اللهِ الَّذي أتْقنَ كلَّ شيءٍ. - 00:00:19ضَ

الموضوعُ ليسَ سهلًا، وقد يبدُو في البدايةِ عِلميًّا جامدًا، لكنَّهُ مهِمٌّ للغايةِ. - 00:00:23ضَ

فأنصحُ جدًّا بالصَّبرِ إلى النِّهايةِ، وستكُونُ الفائدةُ عظيمةً بإذنِ اللهِ. - 00:00:28ضَ

سنشْرحُ مثالًا بسيطًا، ثمَّ نطبِّقُهُ على أجْسامِنا. - 00:00:34ضَ

تصوَّرْ معيَ مكْتَبةً، مِن معلوماتِ الكُتُبِ الَّتي فيها، سنبني مدينةً كبيرةً. - 00:00:38ضَ

أي المدينةُ كاملةً مُرمَّزةٌ في هذهِ الكُتُبِ. - 00:00:44ضَ

كلُّ كتابٍ يحتوِي على وصفٍ لطريقةِ عملِ وحدةٍ من وَحداتِ البناءِ: - 00:00:48ضَ

الطُّوبِ، الأقْواسِ، الأعمِدةِ، الجُسورِ، ألْواحِ الخشبِ، قِطعِ الرُّخامِ،... وهكذا. - 00:00:53ضَ

وممنوعٌ إخراجُ هذهِ الكُتبِ، - 00:00:58ضَ

لذلكَ فهُناكَ موظَّفونَ في المكْتبةِ - 00:00:59ضَ

مهَمَّتُهُم أن يَكتبُوا نُسَخًا من الكتُبِ ويُسلِّمُوا هذهِ النُّسخَ إلى عُمَّالٍ خارجَ المكْتبةِ. - 00:01:02ضَ

العُمَّالُ في الخارجِ يَقرأُونَ النُّسَخَ، ويَصنعُونَ على أساسِها وَحداتِ البناءِ، - 00:01:09ضَ

ثمَّ يأتِي عُمَّالٌ آخرُونَ يَضعونَ كلَّ قِطعةٍ مَحلَّها، فيَنتُجُ عن ذلكَ مدينةٌ كبيرةٌ. - 00:01:14ضَ

في الجِوارِ مكتبةٌ تحْتوِي نفسَ الكُتبِ - 00:01:21ضَ

لكنَّ موظَّفِي تلكَ المكْتبةِ يَنسخُونَ كُتبًا - 00:01:23ضَ

بعضُها نفسُ كُتبِ المكتبةِ الأُولَى، وبعضُها مختلفةٌ عنها. - 00:01:27ضَ

تخْرجُ هذه النُّسخُ إلى العُمَّالِ في الخارجِ، فيَصْنعونَ وحداتِ البناءِ، - 00:01:31ضَ

ثمَّ يأتي عُمَّالٌ يَضعُونَ الوحداتِ في محلِّها، - 00:01:36ضَ

فتَنتُجُ مدينةٌ أُخرى، فيها شَبَهٌ من نَواحٍ، واخْتلافٌ من نَواحٍ، عن المدينةِ الأُولَى. - 00:01:39ضَ

عددٌ كبيرٌ من المُدُنِ المُتجاورةِ، يُشكِّلُ عالَمًا كبيرًا. - 00:01:46ضَ

تعالَوْا نُطبِّق المِثالَ على أنفُسِنا. - 00:01:51ضَ

جِسمُكَ هو هذا العالَمُ، - 00:01:55ضَ

والمدنُ المتجَاورةُ هي خلايَا جِسمِكَ المختلفةُ عن بعضِها؛ - 00:01:56ضَ

خَلايَا عَظْمٍ، وخلايَا عضلاتٍ، وخلايَا تُفرِزُ هُرمُوناتٍ كالإنسُولين "Insulin"، وهكذا... - 00:02:01ضَ

كلُّ هذه الخلايَا تَحْتوِي نفسَ المكتَبةِ، يعني فيها نفسُ الكُتبِ. - 00:02:06ضَ

المكتبةُ هي نواةُ الخليَّةِ، - 00:02:11ضَ

ومجموعةُ الكتبِ كلِّها تُشَكِّلُ المادَّةَ الوراثيَّةَ. - 00:02:13ضَ

المادَّةُ الوراثيَّةُ مؤلَّفةٌ من وحداتِ بِناءٍ صغيرةٍ تُسمَّى نيُوكليُوتيداتٌ "Nucleotides". - 00:02:18ضَ

هناك أربعُ نيُوكليُوتِيداتٍ مُختلفةٍ يُرمَزُ لها بالحروفِ: أيه "A"، تي "T"، جي "G"، وسي "C". - 00:02:25ضَ

يَعني كأنَّ الكُتبَ في المَكتبةِ لُغتُها مُؤلَّفةٌ مِن أربعةِ حُروفٍ. - 00:02:33ضَ

هذه النيُوكليُوتيداتُ تَترتَّبُ بأشْكالٍ مُختلفةٍ، - 00:02:38ضَ

فيَنتُجُ عن تَرتُّبِها بهذا الشَّكلِ جِيناتٌ "Genes" مَفصولةٌ عن بعضِها، - 00:02:42ضَ

كما الكُتبُ في المكتبةِ مَفصُولةٌ عن بعضِها. - 00:02:46ضَ

إذَن كلُّ جِينٍ هو عبارةٌ عن عددٍ كبيرٍ من النيوكليوتيداتِ المُرتَّبةِ بِشَكلٍ مُعيَّنٍ. - 00:02:51ضَ

في الإنسانِ، هناك حَوالي ٢٠ ألفِ جينٍ. - 00:02:58ضَ

كلُّ جينٍ يُتَرجَمُ إلى برُوتينٍ "Protein" مُعيَّنٍ، - 00:03:01ضَ

مثلَ ما يُترجَمُ كتابٌ إلى وحدةِ بناءٍ معَيَّنةٍ، كالطُّوبِ أو الأقْواسِ وهكذا. - 00:03:04ضَ

مثلاً، جِينٌ يُترجَمُ لهُرْمُونِ الإنسولينِ الَّذي ينظِّمُ سكَّرَ الدَّمِ، - 00:03:11ضَ

جِينٌ يُتَرْجَمُ للكُولاجِينِ "Collagen" الَّذي يَبني العظمَ والِجلدَ، وهذه كلُّها بروتيناتٌ. - 00:03:15ضَ

حسنًا، كيفَ تتِمُّ ترجمةُ الجِينِ إلى بروتينٍ؟ - 00:03:21ضَ

الجِينُ أشبهُ ما يكونُ بأحرُفٍ مَقروءةٍ، - 00:03:24ضَ

والبروتينُ جُسَيْمٌ حقِيقيٌّ مَبنيٌّ من مجموعةِ أحماضٍ أمِينيَّةٍ، - 00:03:27ضَ

أي مجموعةُ أحماضٍ أمينيَّةٍ متَّصلةٍ ببعضِها تشكِّلُ البروتينَ. - 00:03:32ضَ

ما هي هذه العمليَّةُ الَّتي تبدُو وكأنَّها عاقِلةٌ، - 00:03:37ضَ

فتقرأُ الأحرُفَ وتفُكُّ ترميزَهَا وتُصَنِّعُ البروتينَ على أساسِها؟ - 00:03:40ضَ

تأتِي قارئاتٌ إلى الجِينِ المُرادِ ترجمتُه تحديدًا، - 00:03:46ضَ

هذه القَارئاتُ عبارةٌ عن مجموعةٍ من الُجسَيماتِ المُتجمِّعةِ، - 00:03:50ضَ

تأتِي فتَفُكَّ خَيْطَي المادَّةِ الوراثيَّةِ دي إن أيه "DNA" عن بعضهما - 00:03:55ضَ

وتَقرأُ أحدَهُما فتُصَنِّعُ شريطَ آر إن أيه "RNA" متناسبًا معهُ. - 00:04:00ضَ

هذه الجُسَيماتُ التي تُشبهُ المَطارِقَ - 00:04:05ضَ

هي عِبارةٌ عن نيوكليوتيداتٍ مختلفةٍ موجودةٍ في نواةِ الخليَّةِ، تَصُفُّها القَارِئَاتُ على حسبِ الجينِ. - 00:04:07ضَ

أي تتَّخِذُ الِجينَ كقالَبٍ تُشَكِّلُ على أساسِه شريطَ النُّسخةِ. - 00:04:15ضَ

يعني للتَّبسيطِ، يُمكنُ أنْ نقولَ إنَّ شريطَ الآر إن أيه "RNA" كأنَّه نُسخةٌ عن الِجينِ، - 00:04:19ضَ

كما يَكتُبُ موظَّفُ المكتبةِ نسخةً عن الكتابِ في مِثالِنا. - 00:04:25ضَ

هذا الكلامُ كلُّه يتمُّ داخلَ نواةِ الخليَّةِ، أي داخلَ المكتَبةِ. - 00:04:30ضَ

بعد ذلكَ تَخرجُ النُّسخةُ خارجَ النَّواةِ، - 00:04:36ضَ

فيأْتِي عاملٌ -والَّذي في حالةِ الخليَّةِ يُسمَّى رايبوزومًا "Ribosome"- - 00:04:39ضَ

ليقْرأَ النُّسخةَ ويُصنِّعَ وحدةَ بناءٍ على أساسِها. - 00:04:43ضَ

هنا تأتِي عُقدةُ تحويلِ النُّسخةِ إلى بروتيناتٍ. - 00:04:47ضَ

النسخةُ مكونَّةٌ من نيوكليوتيداتٍ، أي من حُروفٍ -من كَلامٍ. - 00:04:51ضَ

والبروتينُ مُكوَّنٌ من أحْماضٍ أمينيَّةٍ، أي من مادَّةٍ حقيقيَّةٍ. - 00:04:56ضَ

كيفَ سَيسْتطيعُ هذا العاملُ -الرَّايبوزومُ- أنْ يَبنيَ بروتينًا من قراءةِ شريطِ نيُوكليُوتيداتٍ؟ - 00:05:01ضَ

هناك جسيماتٌ اسمُها النَّواقِلُ؛ تي-آر إن أيه "t-RNA"، - 00:05:07ضَ

تَركبُ على النُّسخةِ مثلَ الليغو "Lego" - 00:05:10ضَ

ومن النَّاحيةِ الأُخرَى تحمِلُ حِمضًا أَمينيًّا. - 00:05:12ضَ

كلُّ ناقلٍ يحملُ حِمضًا أمينيًّا مختلفًا عن الآخرِ. - 00:05:16ضَ

فالرايبوزومُ يُرتِّبُ هذه النَّواقلَ حسبَ شريطِ النُّسخةِ، - 00:05:20ضَ

ويَصِلُ الأحماضَ الأمينيَّةَ ببعضِها من الطَّرفِ الآخرِ، - 00:05:24ضَ

فيَتكوَّنُ شريطٌ طويلٌ من الأحماضِ الأمِينيَّةِ، - 00:05:29ضَ

ثمَّ ينفَصلُ هذا الشَّريطُ ويتعرَّضُ لتعديلاتٍ كثيرةٍ يَنتُجُ عنها في المُحَصِّلةِ بروتينٌ معيَّنٌ. - 00:05:33ضَ

لذلك نقولُ إنَّ البروتينَ النَّاتجَ مُرَمَّزٌ في المادَّةِ الوراثيَّةِ، - 00:05:41ضَ

أي أنّ المعلوماتُ اللَّازمةُ لصناعتِهِ مُخزَّنةٌ في المادَّةِ الوراثيَّةِ بلُغةٍ خاصَّةٍ، - 00:05:46ضَ

وتحتاجُ قارئاتٍ قادرةً على فكِّ الرَّمز. - 00:05:52ضَ

تَكَوَّنَ البروتينُ، أي وحدةُ البِناءِ، - 00:05:55ضَ

فتَتلقَّفَهُ مُعرِّفاتٌ خاصَّةٌ تقُودُهُ إلى المَكانِ المناسبِ له في الخليَّةِ، - 00:05:58ضَ

مِثلَ مَا يقومُ العُمَّالُ بوَضعِ وحداتِ البناءِ في المكانِ المناسبِ من المدينةِ. - 00:06:03ضَ

مثلًا، هُناكَ بروتيناتٌ تتجمَّعُ لتُشكِّل حُزَمًا. - 00:06:09ضَ

هذهِ الحُزَمُ تُشكِّلُ ما يُشْبهُ شَبكةَ الطُّرقِ داخلَ الخليَّةِ. - 00:06:12ضَ

بروتيناتٌ أخرَى تُخزَّنُ داخلَ حُوَيصلاتٍ كبيرةٍ، - 00:06:16ضَ

تنقُلُها بروتيناتٌ أخرَى أيضًا تُسمَّى البروتيناتِ النَّاقلةَ "Motor Proteins"، - 00:06:20ضَ

مُتَّخِذةً الُحزَمَ المذكورةَ كطريقٍ تَسيرُ عليه. - 00:06:26ضَ

كلُّ شيءٍ يَهتدي إلى مكانهِ المناسبِ.. - 00:06:30ضَ

﴿رَبُّنَا الَّذي أَعطى كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدى﴾ [القرآن 20: 50] - 00:06:33ضَ

وهذه كُلُّها مُرَمَّزةٌ في كُتبِ المكْتبةِ، أي في المادَّةِ الوِراثيَّةِ. - 00:06:38ضَ

شبكةُ الطُّرقِ، والبروتيناتُ النَّاقلةُ والمَنْقولةُ، بل والقارئاتُ داخلَ النَّواةِ، والرَّايبُوزوماتُ... - 00:06:42ضَ

كلُّ ما يلزمُ لبناءِ المدينةِ، -أي الخليَّةِ- موجودٌ في المكتبةِ. - 00:06:49ضَ

جسنًا، ما الَّذي جعلَ خليَّةَ الِجلدِ مثلًا تَختلِفُ عن خليَّةِ البَنكِرياسِ، - 00:06:55ضَ

مع أنَّ كِلَيْهمَا لدَيهِما نفسُ المكتبةِ والكتبِ؟ - 00:06:59ضَ

لأنَّ مُوظَّفَ المكتبةِ في خليَّةِ الجِلدِ - 00:07:02ضَ

يُخرِجُ نسخةً عن كتابِ الكُولاجينِ -أي عن جينِ الكُولاجينِ- - 00:07:05ضَ

الذي يُساعدُ في إعطاءِ الجِلدِ قوامَهُ، - 00:07:10ضَ

بيْنما مُوظَّفُ المكتبةِ في خليَّةِ البَنْكرياسِ يُخرِجُ نُسخةً عن جِينِ الإنسولينِ الَّذي يُفرِزُه البَنكرياسُ، - 00:07:13ضَ

وبِما أنَّ جِسمَكَ فيه أنواعٌ كثيرةٌ جدًّا من الخلايَا، - 00:07:19ضَ

ولكلٍّ مِنْها تَفاصيلُ كثيرةٌ جدًّا، - 00:07:23ضَ

فالمادَّةُ الوراثيَّةُ تَحتوِي على كَمٍّ هائلٍ من المعلوماتِ المُرَمَّزةِ؛ - 00:07:26ضَ

على أكثرَ من 3 مِلياراتٍ و500 مِليونِ زَوجٍ من النيُوكليوتيداتِ، - 00:07:32ضَ

أي أكثرَ مِن 7 ملياراتِ نيوكليوتيدٍ، - 00:07:38ضَ

يعني لو تَصوَّرْنا الوَرقةَ من مُخطَّطِ البناءِ مَحشُوَّةً بِرموزِ النيُوكليوتداتِ بهذا الشَّكلِ، - 00:07:42ضَ

مَرصُوصةً تمامًا، فإنَّنَا سَنحْتاجُ حَواليْ مليونينِ و700 ألفِ ورقةٍ مِثلَ هذهِ - 00:07:49ضَ

لِكتابةِ المادَّةِ الوراثيَّةِ في الخليَّةِ الواحدةِ! - 00:07:57ضَ

مَاعُونُ الأوراقِ الواحدُ فيهِ ٥٠٠ ورقةٍ، - 00:08:01ضَ

وبالتالي، فإنَّنا نَحْتاجُ ٥٤٢٣ مَاعونًا كهذا، - 00:08:04ضَ

وهذه لو رَتَّبنَاها فوقَ بعضِها فإنَّها تَصلُ لارتفاعِ حَواليْ ٣٠٠ مترٍ، - 00:08:11ضَ

أي بارتفاعِ ناطحةِ سحابٍ! - 00:08:17ضَ

هذه المادَّةُ الوراثيَّةُ في الخليَّةِ الواحِدةِ. - 00:08:19ضَ

فَاسْألْ نفسَكَ: من أَبْدعَ هذا كلَّهُ؟ - 00:08:23ضَ

يُجِيبُكَ الإلحادُ: إِنَّه اللَّاشَيءُ، العَدمُ! - 00:08:26ضَ

العدمُ أَوجدَ النيوكليوتيداتِ ورَتَّبها على شكلِ جِيناتٍ مُنتَظمةٍ. - 00:08:30ضَ

العدمُ رَصَّ هذا الكَمَّ الهائِلَ من المَعْلوماتِ، ورَصَّها مُشفَّرةً داخلَ نواةٍ صَغيرةٍ جدًّا. - 00:08:35ضَ

إنَّه العَدَمُ، أوْجدَ القَارئاتِ التي تَتوجَّهُ إلى الجِينِ المَطلوبِ تَحديدًا وتُصدِرُ منهُ نُسخةً. - 00:08:43ضَ

ثمَّ العدمُ، أَخْرجَ النُّسخةَ من النُّواةِ إلى سَائلِ الخليَّةِ. - 00:08:50ضَ

ثمَّ العدمُ، أَوْجدَ الرَّايبُوزُوماتِ التي تَفكُّ الرَّمزََ الوراثيَّةَ - 00:08:54ضَ

وتُحوِّل ما يُشبهُ الأحرُفَ المرصوصَةَ إلى البرُوتينِ المطْلوبِ، مُستعينةً بالنواقلِ. - 00:08:58ضَ

ثمَّ العدمُ، ساقَ البروتينَ النَّاتجَ إلى مكانِهِ المُناسبِ في الخَليَّة. - 00:09:05ضَ

إنه العدمُ! أَوْجدَ البروتينَ المنْقولَ والبرُوتينَ النَّاقلَ وشبكةَ الطُّرقِ التي يَسِيرانِ عليهَا. - 00:09:10ضَ

إِنَّهُ العدمُ، أَوجدَ ذلك كلَّهُ، وأوْجدهُ صُدفةً! - 00:09:18ضَ

فَإيَّاكَ أنْ تَظنَّ أنَّ هذا كلَّهُ بحاجةٍ إلى خالقٍ عظيمٍ عليمٍ، قديرٍ حكيمٍ أتْقنَ كلَّ شَيءٍ! - 00:09:23ضَ

بَلِ المَسألةُ مسألةُ وقتٍ، بَلايِينُ السِّنينِ يُجرِّبُ فيها العَدمُ خَبْطَ عشواءَ... - 00:09:30ضَ

فَيخْلقَ هذا كُلَّهُ من لَاشَيْءَ، ويُنظِّمَهُ في هَذا النِّظامِ الرَّائعِ البَديعِ. - 00:09:36ضَ

أَتَعْلمُونَ -إِخْواني- - 00:09:42ضَ

قدْ كنتُ أَسيرُ في تَحضِيرِ حَلقاتِ رِحلةِ اليَقينِ إلى أنْ وَصلتُ إلى نماذجِ الإِتقانِ في الخَلقِ، - 00:09:45ضَ

فتجمَّدتُ عِندها وتَردَّدتُ، وانْعَقدَ لسَانِي وجَفَّ حِبْرُ بَيَانِي، - 00:09:50ضَ

لأنَّنِي حَقيقةً بِقَدرِ مَا أسْتحْضِرُ عَظمةَ اللهِ في أَيَّةِ زَاويةٍ من زَوَايَا خَلقِه، - 00:09:55ضَ

فَإنَّنِي لا أسْتسِيغُ فِكرَةَ مُحاولةِ إِقناعِ أحدٍ، أنَّ هَذَا كُلَّهُ لَا بُدَّ لَه مِن خَالقٍ. - 00:10:01ضَ

لكنْ، معذرةً إلى ربِّكُم ولعلَّهم يتَّقونَ. - 00:10:08ضَ

والسلامُ عَليكُمْ ورَحْمةُ اللهِ. - 00:10:13ضَ