سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي

رحلة اليقين ٢١: نظرية التطور، نظرية داروين ... بإنصاف

إياد قنيبي

السَّلام عليكم - 00:00:07ضَ

في هذه الحلقة نُقيِّم معًا أهمَّ أركان ما يُعرَف بنظريَّة التَّطور لداروين - 00:00:08ضَ

تشارلز داروين "Charles Darwin"هو باحثٌ إنجليزيٌّ في تاريخ الأحياء الطَّبيعيِّ، - 00:00:13ضَ

ذكَر مشاهداتٍ كثيرةً جَمَعها في رحلاته ونقلها عن آخرين؛ - 00:00:17ضَ

كالتَّشابه الشَّكليِّ والتَّشريحيِّ بين أنواعٍ مختلفةٍ من الكائنات، - 00:00:21ضَ

وأنماطِ توزُّعها الجغرافيِّ، - 00:00:25ضَ

وبنى عليها افتراض أنَّ كلَّ الكائنات الحيَّة أتت من أصلٍ مشتركٍ؛ - 00:00:27ضَ

مرَّ بعمليَّات تطوُّرٍ وتنوُّعٍ، - 00:00:31ضَ

بحيث يتغيَّر الكائن تغيُّراتٍ بسيطةً متراكمةً، ثُمَّ الطَّبيعةُ تُغربِل؛ - 00:00:33ضَ

فالتَّغيُّراتُ المفيدة تُبقيها الطَّبيعة وينتُج عنها نوعٌ جديدٌ من الكائنات - 00:00:38ضَ

بمرور آلافِ السّنين وملايينها! - 00:00:43ضَ

بينما قَضَتِ الطَّبيعة -حسب داروين- على عددٍ لا حصر له من الكائنات الانتقاليَّة - 00:00:45ضَ

الَّتي حدثت فيها تغيُّراتٌ ضارَّةٌ أو غير نافعةٍ - 00:00:51ضَ

بالإضافة إلى دور الغربلة، - 00:00:55ضَ

افترض داروين أنَّ الطَّبيعة أسهمت في إحداث صفاتٍ جديدةٍ في الكائنات؛ - 00:00:57ضَ

بحيث عندما يكتسب الحيوان صفاتٍ مُعيَّنةً نتيجة بيئته - 00:01:02ضَ

فإنَّه يُورِّث هذه الصِّفات إلى أولاده، مُتَّفقًا بذلك مع افتراض لامارك "Lamarck" - 00:01:06ضَ

أنَّ الزَّرافة الَّتي تمتاز برقبةٍ طويلةٍ جدًّا - 00:01:11ضَ

كانت في يوم من الأيَّام برقبةٍ قصيرةٍ، - 00:01:14ضَ

ولكن مع تغيُّر الظُّروف الطَّبيعيَّة من حولها - 00:01:18ضَ

واضطرارها لمدِّ عنقها حتَّى تأكل من أعلى الشَّجر - 00:01:21ضَ

ظلَّ عنقها يستطيل جيلًا من بعد جيلٍ، حتَّى صارت إلى ما صارت إليه اليوم - 00:01:25ضَ

أهمُّ ما في الموضوع - 00:01:31ضَ

أنَّ داروين افترض أنَّ الكائنات الحيَّة - 00:01:33ضَ

إنّما نتجت عن هذه التَّغيُّرات بمجموع الصُّدف؛ - 00:01:36ضَ

يعني دون قصد، دون قصد! - 00:01:39ضَ

وبتعبيره: "لم يكن هناك خطَّةٌ للخَلْق" - 00:01:42ضَ

"plan of creation" - 00:01:44ضَ

في إيجاد هذه الأنواع الكثيرة، وهو ما أكَّده في مواضع عديدةٍ من كتاباته - 00:01:48ضَ

نشر داروين أفكاره هذه عام (1859) م - 00:01:54ضَ

في كتابٍ بعنوان: (حول أصل الأنواع) (On the Origin of Species) - 00:01:58ضَ

ثمَّ أراد أن يُعطي آليَّةً تفصيليَّةً لتوارثِ الصِّفات المكتسَبة - 00:02:03ضَ

فنشر بعد أعوامٍ من كتابه (أصل الأنواع) - 00:02:06ضَ

فرضيَّته الَّتي سمَّاها "بان جينيسس" شموليَّة التَّخلُّق "pangenesis"؛ - 00:02:09ضَ

والَّتي افترض فيها أنَّ الطَّبيعة عندما تؤثِّر على خلايا الكائن - 00:02:12ضَ

فإنَّ هذه الخلايا الجسميَّة تُفرز موادَّ صغيرةً سمَّاها داروين جيميولز "Gemmules" - 00:02:16ضَ

والَّتي تتركَّز في الأعضاء التَّناسليَّة للكائن لتنتقل إلى ذرِّيَّته - 00:02:21ضَ

ومن أين جاء الأصل المشترك يا داروين؟! - 00:02:26ضَ

من أين جاء الكائن الأوَّل؛ الَّذي بَنَيْتَ عليه أفكارك، - 00:02:29ضَ

ونَسبت إليه الكائنات الحيَّة كلَّها؟! - 00:02:32ضَ

لم يُبيِّن داروين في كتابه! - 00:02:34ضَ

لكنَّه نصَّ في مراسلاته مع عالِم النَّبات جوزيف دالتون هوكر "Joseph Dalton Hooker" - 00:02:36ضَ

على أنَّ رؤيته هي: - 00:02:41ضَ

أنَّ أوَّل كائنٍ نشأ في بِركةٍ دافئةٍ من عوامل كالضُّوء والحرارة والكهرباء - 00:02:44ضَ

يعني داروين اتَّفق بذلك مع فكرة "التَّوالُد الذَّاتي" - 00:02:48ضَ

الَّتي كانت شائعةً في عصره؛ - 00:02:51ضَ

حيث كان يُظَنُّ أنَّ الكائنات الحيَّة يمكن أن تتشكَّل تلقائيًّا من الجمادات - 00:02:54ضَ

كان يُظَنُّ -مثلًا- أنَّ الحشرات تنشأ من بقايا الطَّعام، - 00:03:00ضَ

وأنَّ يَرَقات الذُّباب تنشأ من قِطع اللَّحم المتعفِّنة. - 00:03:03ضَ

هذه باختصارٍ هي أركان نظريَّة التَّطوُّر لداروين: - 00:03:08ضَ

كائنٌ حيٌّ تولَّد بطريقةٍ ما من الجمادات، - 00:03:13ضَ

طبيعةٌ تُكسِب الكائن صفاتٍ جديدةً يمكن أن تحوِّلَه من نوعٍ لآخر، - 00:03:17ضَ

الصِّفات المكتسَبة تُورَّث، - 00:03:24ضَ

والطَّبيعة تَنتخِب بشكلٍ تراكميٍّ؛ وصولًا إلى كائناتٍ أرقى، - 00:03:26ضَ

فتُركِّب نُظُمًا حيويَّةً معقَّدةً من تغيُّراتٍ بسيطةٍ متعاقِبةٍ، - 00:03:31ضَ

والاستنتاج أنَّ الكائنات الحيَّة نشأت (بالإنجليزية) "evolved" - 00:03:37ضَ

دون قصدٍ ولا إرادةٍ مِن فاعلٍ مُريدٍ مختارٍ يعلم ما يفعل - 00:03:42ضَ

وعلى هذه الطَّاولة حمَّل داروين كلَّ ما في الكون من كائناتٍ حيَّةٍ - 00:03:47ضَ

والآن، ما هو التَّقييم العام لتلك الأركان الَّتي بنى عليها داروين هذه النَّتيجة؟ - 00:03:53ضَ

أمَّا تولُّد الكائنات الحيَّة تلقائيًّا من الجمادات؛ فخرافةٌ سقطت بتجارب - 00:03:59ضَ

أشهرُها تجربة فرانسيسكو ريدي "Francesco Redi" قبل داروين بقرنين، - 00:04:05ضَ

وتجربة لويس باستور "Louis Pasteur" الَّتي نُشرت بعد كتاب داروين بخمس سنواتٍ، - 00:04:09ضَ

والَّتي أثبت فيها أنَّ الكائنات - 00:04:13ضَ

الَّتي كان يُعتقد أنَّها تولَّدت ذاتيًّا من الجمادات كبقايا الطَّعام - 00:04:16ضَ

إنَّما أتت من خارج الموادِّ الغذائيَّة مع الهواء الملوَّث بها - 00:04:21ضَ

وإلى باستور هذا تُنسب عمليَّة التَّعقيم "البَسْتَرة"، والحليب المبْستَر - 00:04:25ضَ

والحقيقة أنَّ التَّولُّد الذَّاتيَّ ساقطٌ عقلًا أصلًا؛ - 00:04:29ضَ

أن تتصوَّر كائنًا حيًّا ينشأ هكذا تلقائيًّا من الجمادات! - 00:04:33ضَ

ومع ذلك أصرُّوا أن يجرِّبوا! - 00:04:38ضَ

جرَّبوا، فسقطت الخرافة بالعلم التَّجريبيِّ، بالإضافة إلى العقل - 00:04:40ضَ

وأمَّا إحداث الطَّبيعة لصفاتٍ جديدةٍ في الكائن عن طريق الاستعمال والإهمال - 00:04:46ضَ

كمثال رقبة الزَّرافة؛ فخرافةٌ سقطت أيضًا باكتشافات غِريغور مندل "Gregor Mendel" - 00:04:51ضَ

والَّذي أثبت بعد داروين بسنواتٍ - 00:04:56ضَ

أنَّ الصِّفات الوراثيَّة للأبناء مهما تعدَّدت - 00:04:59ضَ

فهي لن تَخرُج عن الموجود أصلًا في الآباء - 00:05:02ضَ

وسقطت كذلك باكتشافات الوراثة فوق الجينيَّة (بالإنجليزية) "epigenetics"؛ - 00:05:07ضَ

الَّتي بيَّنت أنَّ العوامل الخارجيَّة والبيئيَّة - 00:05:11ضَ

يمكن أن تُغيِّر طريقة قراءة المادَّة الوراثيَّة في كائنٍ ما؛ - 00:05:14ضَ

لتفعيل صفةٍ كانت كامنةً أو إخماد صفةٍ كانت منشَّطةً، - 00:05:18ضَ

لكنَّها لا تُضيف مادَّةً وراثيَّةً لم تكن موجودةً أصلًا. - 00:05:23ضَ

وأمَّا توريث الصِّفات المكتسَبة؛ فخرافةٌ ساقطةٌ بالمشاهدة العاديَّة؛ - 00:05:29ضَ

فعضلات الحدَّاد والنَّجَّار-مثلًا- والَّتي اكتسباها في حياتهما؛لا تُورَّث إلى الأبناء - 00:05:34ضَ

ومع ذلك؛ أصرَّ أتباع داروين أن يجرِّبوا! - 00:05:39ضَ

جرَّبوا، وظلَّ فايزمن "Weismann" يقطع ذيول 19 جيلًا من الفئران - 00:05:43ضَ

ليُفاجأَ المسكين بعد طولِ تعبٍ، بولادة أبنائها كلَّ مرَّةٍ بذيولٍ من جديد! - 00:05:48ضَ

يعني لم تنتقل الصِّفة المكتسبة وهي الذَّيل المقطوع إلى الأبناء. - 00:05:55ضَ

ماذا بقي من نظريَّة داروين إذن؟! - 00:06:01ضَ

ستقول: "الانتخاب الطَّبيعيُّ صحيح!" - 00:06:04ضَ

فأقول لك: القَدْرُ الصَّحيح منه ليس من اختراع داروين، ولا من بنات أفكاره؛ - 00:06:07ضَ

فالكلُّ يعلم أنَّ الحيوان الأضعف سيكون من الصَّعب عليه - 00:06:13ضَ

التَّكيُّف مع الظُّروف البيئيَّة الصَّعبة! - 00:06:17ضَ

لكنَّ الانتخاب الطَّبيعيَّ عند داروين تجاوز ذلك - 00:06:20ضَ

ليعني أيضًا إحداث نُظمٍ حيويّةٍ معقَّدةٍ - 00:06:23ضَ

من تغيُّراتٍ بسيطةٍ متعاقبةٍ صُدفيَّةٍ. - 00:06:27ضَ

وحتَّى تفهم ماذا يعني الانتخاب الطَّبيعيُّ لداروين؟ - 00:06:31ضَ

فإنَّ خيال داروين الواسع جاء له بفكرة - 00:06:34ضَ

أنَّ الطَّبيعة والاستعمال والإهمال؛ أنتجت للكائنات القديمة تراكيب جسميَّةً بسيطة - 00:06:38ضَ

يمكن أن تكون خدمت الكائن في شيءٍ ما، - 00:06:44ضَ

فأبقى عليها الانتخاب الطَّبيعيُّ والَّذي لم يكن يعلم أنَّ تراكم هذه التَّراكيب - 00:06:48ضَ

سيُنتج عضوًا كاملًا متكاملًا كالجناح للطَّائر، أو العين للحيوان. - 00:06:53ضَ

حتَّى تفهم منطق داروين في ذلك تصوَّر أرضًا مليئةً بالمهملات، - 00:06:59ضَ

يمرُّ عليها أعدادٌ كبيرةٌ من العُميان، ويلتقط كلٌّ منهم قطعةَ مهملات عشوائيًّا، - 00:07:04ضَ

ثمَّ يدخل إلى مبنًى كبيرٍ يُغلَق بابه بعد كلِّ داخل. - 00:07:11ضَ

مرَّت ملايين السِّنين، والعُميان يلتقطون المهملات، ويموتون فيُدفنون تحت أرض المبنى. - 00:07:16ضَ

فتحتَ أنت بوَّابة المبنى يومًا ما، فاندفعت من البوَّابة طائرة بوينج "Boeing" عملاقة - 00:07:24ضَ

يقودها أحد العميان وحلَّق بها في السَّماء! - 00:07:30ضَ

تساءلْتَ أنت: كيف تمكَّن الأعمى من صُنع الطَّائرة؟! - 00:07:34ضَ

فقيل لك: لم يقصد أن يصنعها! - 00:07:38ضَ

إنَّما الَّذي حصل مع العميان قبله - 00:07:40ضَ

أنَّ مَن التقط منهم قطعة مهملات نافعةٍ له؛ صَمَد وورَّثها لمن خَلْفه! - 00:07:43ضَ

فمنهم من التقط قماشةً التحف بها من البرد، - 00:07:48ضَ

وآخر التقط مسطَّحًا حديديًّا استظلَّ به من الشَّمس، - 00:07:51ضَ

وثالثٌ التقط من المهلات مِقوَد طائرةٍ حرَّك بها طعامه أثناء طبخه، - 00:07:55ضَ

ورابعٌ التقط زجاجةً اتَّخذها درعًا في حربه مع أعدائه من العميان! - 00:08:00ضَ

وهؤلاء جاؤوا على أزمنةٍ متعاقبةٍ، وورَّثوا قِطَعَهم لمن خلفهم، - 00:08:04ضَ

وكانت القِطَع تتركَّب من غير قصدٍ، ولا بفِعل فاعلٍ، - 00:08:09ضَ

حتَّى تشكَّلت منها هذه الطَّائرة العظيمة الَّتي رأيت! - 00:08:13ضَ

فإيَّاك، ثمَّ إيَّاك أن تتوهَّم أنَّ أحدًا قصد أن تتشكَّل طائرةٌ أو تطير! - 00:08:17ضَ

بنفس المنطق؛ اعتبر داروين أنَّ الانتخاب الطَّبيعيَّ - 00:08:24ضَ

رقَّع تراكيب الكائنات الحيَّة على عمًى؛ - 00:08:28ضَ

فأجنحة الطُّيور -مثلًا- - 00:08:32ضَ

مُساعَدتُها للطَّير على الطَّيران؛ (بالإنجليزية) "pseudopurpose" - 00:08:33ضَ

يعني هدفٌ وهميٌّ، وليس حقيقيًّا! - 00:08:36ضَ

والعين إبصارها هدفٌ وهميٌّ؛ - 00:08:39ضَ

لأنَّه ليس هناك فاعلٌ مريدٌ مختارٌ قَصَد أن تُبصِر العين، أو يُرفرِف الجناح، - 00:08:41ضَ

بل جاء هذا كلُّه بتراكمات الصُّدف العمياء! - 00:08:47ضَ

هذه هي نُكتة الانتخاب الطَّبيعيِّ الأعمى الَّتي خرج علينا بها داروين، - 00:08:50ضَ

وهي -بالإضافة إلى سخافتها لكلِّ عقلٍ سليم- - 00:08:55ضَ

فإنَّ الاكتشافات العلميَّة أثبتت استحالتها مع وجود التَّعقيد غير القابل للاختِزال - 00:08:59ضَ

أو ما يُعرف (بالإنجليزية) بال"irreducible complexity" - 00:09:05ضَ

في كلِّ تفاصيل الكائنات وعلاقاتها؛ - 00:09:08ضَ

أي أنَّ تراكيب وأعضاء الكائنات الحيَّة بالغةُ التَّعقيد والتَّكامل، - 00:09:12ضَ

بحيث لا يمكنها أن تتواجَد إلَّا بتوافُر أجزائها في وقتٍ واحدٍ - 00:09:17ضَ

وإلَّا لن تؤدِّي وظيفتها، - 00:09:22ضَ

وبذلك فهي غير قابلةٍ لفكرة التَّكوُّن بتدرُّجٍ أبدًا، - 00:09:25ضَ

حتَّى على مستوى أصغر وِحدةٍ حيَّة؛ - 00:09:30ضَ

الخليَّة الَّتي لم يكن داروين يراها تحت المجهر -في أيَّامه- إلَّا كلَطْخةٍ بسيطةٍ! - 00:09:33ضَ

إذن؛ فالانتخاب الطَّبيعيُّ كما يصوِّره داروين هو أيضًا خرافةٌ. - 00:09:40ضَ

على هذه الخرافات السَّاقطة عقلًا وحسًّا وتجربةً - 00:09:45ضَ

أقام داروين أسخف وأغبى فكرةٍ في التَّاريخ، - 00:09:48ضَ

أنَّ كلَّ ما نرى من إحكامٍ وإتقانٍ في هذا الخَلْق؛ إنَّما جاء بالصُّدَف دون قصدٍ - 00:09:53ضَ

ولا يحتاج علمًا ولا حكمةً! - 00:09:59ضَ

ماذا بقي من نظريَّة داروين إذن؟! - 00:10:01ضَ

بقيت خيالاتُه الَّتي تُشبه أن تكون مساهَمةً منه في مسابقةٍ بعنوان: أوسع خيالٍ - 00:10:04ضَ

يتبارى فيها علماء الطَّبيعة في إضحاك المستمِعين. - 00:10:11ضَ

بقي خياله الَّذي يُشبه قصص ما قبل النَّوم عن الأمير الضِّفدع والأميرة البجعة، - 00:10:14ضَ

وفئران سندريلَّا الَّذين تحوَّلوا إلى حُصُنٍ جميلةٍ! - 00:10:20ضَ

لكن مع إضافةٍ واحدةٍ أنَّ ذلك احتاج وقتًا طويلًا جدًّا! - 00:10:24ضَ

الخيال الَّذي يضع ريشًا على الدَّيناصورات وهي تُطارد البعوض فتطير. - 00:10:30ضَ

والخيال الَّذي قفز إلى ذهن داروين حول الدُّبِّ الأسود وهو يسبح لساعاتٍ في المياه - 00:10:35ضَ

فاتحًا فمه ليُدخِل أكبر عددٍ ممكنٍ من الحشرات فيه، - 00:10:40ضَ

فذكَّره بالحوت الَّذي يفتح فمه لتدخل فيه الأسماك، - 00:10:44ضَ

وما دام هناك شبهٌ؛ فيبدو أنَّ الحوت تطوَّر عن الدُّبِّ في منطق داروين! - 00:10:49ضَ

كما في نسخة "الفاكس ميلي" لطبعته الأولى من كتابه (أصل الأنواع) صفحة 184. - 00:10:55ضَ

سيقول قائلٌ: لكن ماذا عن عِلم داروين؟! - 00:11:01ضَ

ماذا عن المشاهَدات الكثيرة الَّتي جمعها في كتابه، وعن دقَّة ملاحظته؟! - 00:11:04ضَ

فنقول: داروين كان أشبه ببرنامج، فيه الكثير من المدخَلات، - 00:11:09ضَ

إنَّما المعادلة الَّتي تربط بين هذه المدخلات خاطئةٌ، فتعطيَ نتيجةً خاطئةً؛ - 00:11:15ضَ

لذلك لم ينفع داروين كثرة معلوماته، ولا سعة اطّلاعه. - 00:11:21ضَ

من المهمِّ جدًّا -إخواني- - 00:11:26ضَ

أن نفهم أنَّ هذه المشاهدات للطُّيور والزَّواحف والحشرات وغيرها - 00:11:27ضَ

ليست جزءًا من نظريَّة التَّطوُّر، - 00:11:31ضَ

إنَّما كلامنا عن النَّظريَّة الَّتي ادَّعى داروين أنَّها تفسيرٌ لهذه المشاهدات. - 00:11:34ضَ

فيما عدا المشاهَدات، وصياغته لمصطلح الانتخاب الطَّبيعيِّ -خاطئ الدَّلالة عنده- - 00:11:40ضَ

فإنَّ جديد داروين ليس صحيحًا، وصحيحه ليس جديدًا. - 00:11:45ضَ

نعم؛ جديد داروين ليس صحيحًا وصحيحه ليس جديدًا. - 00:11:50ضَ

لذلك -إخواني- فمن الخطأ أن يُقال: "نظريَّة داروين كان فيها أخطاء"؛ - 00:11:56ضَ

بل نظريَّة داروين هي أصلًا مجموعةٌ من الأخطاء؛ - 00:12:01ضَ

خرافاتٌ أبطَلَها العقل والعلم، ومغالطاتٌ منطقيَّةٌ، وخيالاتٌ سخيفةٌ - 00:12:04ضَ

للتَّوصُّل إلى نتيجة أنَّ الإتقان والإحكام في الكائنات - 00:12:10ضَ

لا يحتاج قصدًا ولا إرادةً ولا علمًا! - 00:12:13ضَ

أُعيد التَّذكير -إخواني- بأنَّ حلقاتنا هي حلقاتٌ منهجيَّةٌ لضبط البوصلة، - 00:12:18ضَ

قاعدةٌ منهجيَّةٌ تعلَّمناها اليوم: أنَّ الباطل لا يقوم إلَّا على باطل، - 00:12:23ضَ

ولا يمكن أن يستند إلى علمٍ صحيحٍ أو عقلٍ سليمٍ، - 00:12:27ضَ

وحيثما طبَّقتَ هذه القاعدة فستجدها منطبِقةً؛ - 00:12:31ضَ

رأينا نموذجًا منها اليوم مع خرافة داروين "أنَّ الكائنات جاءت بالصُّدف"! - 00:12:35ضَ

سيتساءل البعض: لكنْ ألم يَسُدَّ مَن بعدَ داروين ثغرات النظريَّة، ويصحِّحوا أخطاءها؟! - 00:12:41ضَ

ما ردُّك على الأدلَّة من الأحافير؟! من البيولوجيا الجُزيئيَّة؟! - 00:12:49ضَ

من علم الأجِنَّة؟! من الأعضاء الضَّامرة؟! - 00:12:53ضَ

ألا يمكن التَّوفيق بين النَّظريَّة ووجود الله؟ - 00:12:56ضَ

إن كانت خرافةً -كما تقول- فلماذا يؤمن بها أكثر العلماء الغربيِّين؟! - 00:12:59ضَ

سنُجيب -إخواني- وبشكلٍ منهجيٍّ بإذن الله، - 00:13:05ضَ

وسنبدأ بدعوى سدِّ الثَّغرات وتصحيح الأخطاء - 00:13:08ضَ

وهو موضوع حلقتنا القادمة المهمَّة، - 00:13:12ضَ

فتابعوا معنا، - 00:13:14ضَ

وبالله وحده التَّوفيق. - 00:13:16ضَ

والسَّلام عليكم ورحمة الله.. - 00:13:17ضَ