سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي
رحلة اليقين ٣٤: أكل زيد لحم الكلب - تشابه الجينات دليل لنظرية التطور أم عليها؟
Transcription
السلام عليكم - 00:00:00ضَ
إذا أطلَّ عليك الإعلامُ يومًا بخبرٍ عاجل: - 00:00:01ضَ
نسبةُ نجاح رئيس البلاد في دورته الرئاسيَّة الـ (20) هي (99٪)، - 00:00:04ضَ
وعليه فما في البلاد من خيرٍ وصلاحٍ، وتفوُّقٍ ونجاح، - 00:00:09ضَ
وتقدُّمٍ وفلاحٍ، في المساء والصباح، - 00:00:12ضَ
إنَّما هو بفضل سيادة الرئيس. - 00:00:15ضَ
فأظنُّك لن تأخذ وقتًا طويلًا لتُدرِكَ أنَّ دعاية الزَّعيم - 00:00:18ضَ
تَكْذِب في النِّسبة، وتَكْذب في الاستنتاج كذلك. - 00:00:22ضَ
وهو تمامًا ما تفعلُه دعاية الخُرافة حين تدَّعي - 00:00:25ضَ
أنَّ نسبة التَّشابه بين الإنسان والشَّمبانزي في المادَّة الوراثيَّة هي (99٪)؛ - 00:00:29ضَ
حيث بيَّنَّا في الحلقة الماضية - 00:00:33ضَ
كيف تمَّت صناعة هذه الكذبة في مطبخ الخُرافة عبر عِدَّة خطوات، - 00:00:35ضَ
والحلقة كانت صدمةً كبيرةً للكثيرين. - 00:00:40ضَ
صدمةُ اليوم أكبَرُ -إخواني- - 00:00:43ضَ
وهي عندما نرى الاستنتاج الذي تريدُه دعاية الخُرافة - 00:00:45ضَ
أن تبنِيَه على هذه النِّسبة الكاذبة. - 00:00:49ضَ
فصلٌ مُميَّز من فصول احتقار كهنة الخُرافة لعقول النَّاس، - 00:00:52ضَ
نرى معه فصولًا من العظَمة والإبداع والقدرة الإلهيَّة، - 00:00:56ضَ
فتابعوا معنا... - 00:01:01ضَ
لنفترض أنَّ نسبة التَّشابه (99٪) حقًّا، - 00:01:09ضَ
ماذا تريدون من النَّاس أن يستنتجوا من هذا يا كهنة الخُرافة؟ - 00:01:13ضَ
هل تريدونهم أنْ يستنتجوا أنَّ الإنسان هو شمبانزي أو قردٌ بنسبة (99٪) - 00:01:18ضَ
كما يوحي عنوان كتابكم الصّادر من متحف التَّاريخ الطبيعيِّ - 00:01:24ضَ
في لندن، بالتَّعاون مع مطبعة جامعة شيكاغو في أمريكا؟! - 00:01:27ضَ
هل تريدون أن توهِموا النّاس - 00:01:31ضَ
بأنَّ المسألة سهلةٌ على طفراتكم العشوائيَّة وانتخابكم الأعمى؟! - 00:01:33ضَ
حيث ما كان عليهما إلَّا أن يُحدِثا فَرْق الـ (01٪) - 00:01:38ضَ
فبقي التّشابه في المادَّة الوراثيَّة (99٪) - 00:01:42ضَ
ومن ثمَّ سارت باقي العمليَّات تلقائيًّا، أوتوماتيكيًّا كأحجار الدُّومينو - 00:01:45ضَ
دون حاجةٍ إلى خالقٍ عليم؟! - 00:01:50ضَ
هل تشابهت البروتينات النَّاتجة عن المادَّة الوراثيَّة بنسبة (99٪) أيضًا؟! - 00:01:53ضَ
وكذلك أجهزة الجسم بنسبة (99٪)؟! - 00:01:58ضَ
ومن ثمَّ تشابهت القدرات العقليَّة - 00:02:01ضَ
والمشاعر التي تعزونها لأسبابٍ مادِّيَّة - 00:02:04ضَ
بنسبة (99٪) بين الإنسان والشَّمبانزي؟! - 00:02:07ضَ
وعليه، وحسب مجلَّة نيتشر "Nature" التطوُّريَّة المعروفة، - 00:02:11ضَ
عندما نرى أنَّ (99٪) من مورَّثات أحد أنواع الفئران لها شبيهاتٌ في الإنسان - 00:02:14ضَ
فهل هذا يعني أنَّ البشر -يا كهنة الخُرافة- فئرانٌ بنسبة (99٪)؟! - 00:02:20ضَ
وعندما تذكُرُ المؤسَّسة القوميَّة الأمريكيَّة للصحَّة: - 00:02:25ضَ
أنَّ (60٪) من مورِّثاتنا ومورِّثات الذُّباب متشابهة - 00:02:28ضَ
فهل يعني هذا أنَّ البَشَر ذبابٌ بنسبة (60٪)؟! - 00:02:32ضَ
وعندما نرى أن الصبغيَّة الوراثية إكس "X" -المُمَيِّزة للأنثى- متشابهة بنسبة (69٪) مع الشمبانزي - 00:02:37ضَ
والصبغيَّة الوراثيّة واي "Y" -المُمَيِّزة للذَّكَر- مشابهة بنسبة (43٪) - 00:02:43ضَ
فهل يعني هذا أنَّ النِّساء أقرب للشّمبانزي مرَّةً ونصفًا من الرّجال؟! - 00:02:49ضَ
لو قارنَّا كتابين ووجدنا تشابهًا بنسبة (99٪) مثلًا - 00:02:56ضَ
في كلمات الكِتابيْن، دون النَّظر إلى ترتيب الكلمات وتوظيفها في سِياقها، - 00:03:00ضَ
فهل نستطيع أنْ نقول أنَّ الكتابين يصلان إلى نفس النتيجة بنسبة (99٪)؟! - 00:03:06ضَ
هل لو قلتُ لك: "أكَلَ الكلبُ لحمَ زيد" فإنَّها بنفس معنى "أكَلَ زيدٌ لحمَ الكلب"؟! - 00:03:13ضَ
نسبة تطابقٍ (100٪) في الكلمات، ومع ذلك، فالمعنى مختلفٌ تمامًا. - 00:03:20ضَ
لو قلتُ لك: آكُلُ وأشرَبُ وأقومُ وأنامُ وأذهبُ وأعودُ و... و... إلى آخره، - 00:03:25ضَ
ثم وضعتُ قبلها "لا" النافية، بحيث أصبحَت نسبة التشابه في كلمات الجملتين (90٪) - 00:03:31ضَ
فهل الجملتان متشابهتان في المعنى بنسبة (90٪)؟! - 00:03:38ضَ
هل هذا ما تعنونه يا كهنة الخُرافة؟ - 00:03:43ضَ
وإلا فماذا تريدون من النّاس أن يستنتجوا من نسبة الـ (99٪) هذه؟ - 00:03:46ضَ
أو لعلَّكم تريدون أن تقولوا: لا! - 00:03:53ضَ
ما قَصَدْنا أنَّ الإنسان شمبانزيٌّ بنسبة (99٪) - 00:03:56ضَ
إنَّما نقصِد أنَّ فرق الـ (01٪) بين الإنسان والشّمبانزي - 00:04:00ضَ
هو الذي سبَّبَ هذا الفَرقَ الكبير جِسميًّا وفكريًّا وحضاريًّا بين الكائنين، - 00:04:04ضَ
وكذلك الاختلافات الكبيرة بين الكائنات - 00:04:09ضَ
هي نتيجةٌ لهذه الاختلافات الطّفيفة في المادَّة الوراثيَّة. - 00:04:11ضَ
أها! - 00:04:16ضَ
حسنُ، فسؤالنا لكم حينئذٍ: هل هذا يكون عملَ العشوائيَّة والانتخاب الطبيعيِّ الأعمى؟ - 00:04:17ضَ
لو أنَّك رأيت على جهاز الحاسوب قصيدةً طويلةً تصِفُ الإنسان وصفًا كاملًا دقيقًا مُفَصَّلًا، - 00:04:24ضَ
تصِف حياتَهُ، أجزاءَ جسمه، عواطفَهُ، نوازِعَهُ - 00:04:31ضَ
قصيدةٌ موزونةٌ جميلةٌ لا خلل فيها، - 00:04:34ضَ
ورأيتَ على الجهاز نفسِه أيضًا قصيدةً كاملةً تَصِفُ الشمبانزي وصفًا كاملًا - 00:04:38ضَ
قصيدةٌ موزونةٌ، لكن بوزنٍ وترتيب كلماتٍ مختلفٍ، - 00:04:44ضَ
ووجدتَ كذلك قصيدةً تصِفُ الفأر، وأُخرى تصِفُ الحصان، وأُخرى تصِفُ الحوت، وهكذا... - 00:04:48ضَ
ووجدتَ أنَّ هناك تشابهًا في عددٍ كبيرٍ من الكلمات بين هذه القصائد كلِّها، - 00:04:54ضَ
ومع ذلك فقد وُظِّفت الكلمة الواحدة كلَّ مرَّة - 00:05:00ضَ
توظيفًا مختلفًا متناسبًا مع السياق ليُنتِج معنًى مختلفًا، - 00:05:03ضَ
ولم يكن على الجهاز أيُّ كلامٍ عبثيٍّ ولا مُختلِط - 00:05:08ضَ
فهل هذا دليل عشوائيَّةٍ عابثةٍ أخرجت القصائد بعضها من بعض؟! - 00:05:12ضَ
أم أنَّ الّتشابه في الكلمات مع الاختلاف الكبير في المعنى - 00:05:18ضَ
يكون دليلَ تفنُّنٍ وقدرةٍ وإتقانٍ من المؤلِّف؟! - 00:05:22ضَ
فكيف إذا كَتب ملايين القصائد الجميلة المتناسقة، بكلماتٍ كثيرٌ منها مشترَك؟ - 00:05:27ضَ
تعالوا نتنازل معكم لأبعد حدٍّ يا كهنة الخُرافة - 00:05:34ضَ
لو افترضنا بالفعل أن النسبة (99٪) - 00:05:37ضَ
وأنَّ الفرْق الهائل بين الإنسان والشمبانزي هو نتيجة هذه الـ (01٪) فقط - 00:05:41ضَ
وأن العشوائيَّة والانتخاب الأعمى هما من صَنع هذين الكائنين وفرَّق خصائصهما - 00:05:46ضَ
من خلال هذه الـ (01٪) اختلاف - 00:05:52ضَ
أجيبونا حينئذٍ: - 00:05:55ضَ
كيف تفسِّرون الفرْق بين خلايا الجسم الواحد وليس بينها أيُّ اختلافٍ في المادَّة الوراثيَّة؟ - 00:05:57ضَ
لا (01٪) ولا (001%)! - 00:06:03ضَ
ألا يعلم طالب المرحلة الإعداديَّة - 00:06:06ضَ
أنَّ نسبة التشابه في المادَّة الوراثيَّة بين خلايا الإنسان الواحد - 00:06:08ضَ
هي (100٪) بالضّبط؟! - 00:06:12ضَ
ومع ذلك، فهل خليَّة العظم مثل الخليَّة العصبيَّة؟! - 00:06:14ضَ
وهل خليَّة الدماغ مثل خليَّةٍ في آخر الأمعاء؟! - 00:06:18ضَ
إن كان الجواب بلا - 00:06:22ضَ
فماذا تريدون من الناس أن يستنتجوا من نسبة (99٪) هذه؟ - 00:06:24ضَ
وكيف تبنون عليها صحَّة أن العشوائيَّة والعَماية - 00:06:30ضَ
هما سبب ما في الكون من دابَّة - 00:06:33ضَ
كما استنتج إعلام الزعيم أنَّ كلَّ نجاحٍ في بلاده هو بسببه؟ - 00:06:36ضَ
اِطرَح هذه التّساؤلات على كهنة الخُرافة، ثمَّ ذرهم في طغيانهم يعمهون - 00:06:41ضَ
وتعال معنا لنرى كيف أنَّ أحرف المادَّة الوراثيَّة ليست إلا بدايةً لقِصَّة، - 00:06:47ضَ
بينما المزيد من تفاصيل الحكمة والقدرة والإعجاز تكمن في ترجمة هذه الحروف. - 00:06:54ضَ
كيف يتمُّ التنوُّع الكبير في خلايا الجسم الواحد مع تطابق المادَّة الوراثيَّة؟ - 00:07:00ضَ
وكيف يتمُّ التنويع الكبير بين الكائنات مع التشابه في المادَّة الوراثيَّة؟ - 00:07:05ضَ
هذا موضوعٌ من أبدع وأجمل ما يكون - 00:07:10ضَ
وفيه قصصٌ كثيرةٌ من قصص عظَمة الخَلْق، سنطَّلع معًا الآن على جزءٍ صغيرٍ منه. - 00:07:13ضَ
جسمك مؤلَّف بشكلٍ رئيسٍ من بروتينات - 00:07:21ضَ
والتي تتجمَّع بأشكالٍ مختلفةٍ لتُشكِّل جسيماتٍ صغيرة - 00:07:24ضَ
كلٌّ منها له وظيفته داخل الخليَّة، - 00:07:29ضَ
مجموعة الخلايا تعطي نسيجًا، - 00:07:32ضَ
مجموعة الأنسجة تعطي عضوًا، - 00:07:35ضَ
ومجموعة الأعضاء تعطي جهازًا كالجهاز الهضميِّ مثلًا. - 00:07:37ضَ
وهكذا تتشكَّل أجهزة الجسم المختلفة، - 00:07:42ضَ
ومن مجموعها يتألَّف جسم الإنسان. - 00:07:45ضَ
حسنُ، ما هو عدد البروتينات التي يمكن أن تتواجد في جسم الإنسان - 00:07:48ضَ
بما في ذلك الأجسام المضادَّة "Antibodies" - 00:07:53ضَ
ذات التنوُّع الهائل - 00:07:56ضَ
والتي ينتجها الجسم ضدَّ الميكروبات الغازية؟ - 00:07:57ضَ
تجيبك هذه الورقة المنشورة عام (2018) - 00:08:01ضَ
في مجلَّةٍ من مجموعة نيتشور" بأنَّ العدد يصل إلى المليارات، - 00:08:03ضَ
المليارات! - 00:08:10ضَ
يعني آلاف الملايين من البروتينات المختلفة، - 00:08:11ضَ
هذه البروتينات تَنتُج من قراءة المادَّة الوراثيَّة - 00:08:15ضَ
التي يتكلَّم كهنة الخُرافة عن نسبة تَشابُهها بين الكائنات. - 00:08:18ضَ
حسنُ، كم عدد المورِّثات التي تتمُّ قراءتها لإنتاج هذه البروتينات؟ - 00:08:23ضَ
حوالي (20) ألف مورِّثٍ فقط، حسب ورقة الـ (2018) نفسها - 00:08:28ضَ
وهذه -بالمناسبة- كانت صدمةً عند الانتهاء من مشروع "المادة الوراثية الإنسانية"، - 00:08:35ضَ
أنَّ عدد المورِّثات أقلُّ بكثيرٍ من المتوقَّع. - 00:08:39ضَ
كيف يمكن إنتاج مليارات البروتينات - 00:08:42ضَ
من (20) ألف مورِّث فقط؟ - 00:08:45ضَ
سأعطيكم بدايةً مثالًا توضيحيًّا، نربطه بعد ذلك بالإجابة عن هذا السؤال. - 00:08:48ضَ
دخلتَ على جهاز الحاسوب فرأيتَ فيه (3) ملفَّات مُعَنونة بـ : - 00:08:54ضَ
قِصَّة الإنسان... قِصَّة الطّيور... وقِصَّة الأسماك، - 00:08:58ضَ
فتحت هذه الملفَّات، فرأيت في بداية كلٍّ منها سطورًا من حروفٍ مقطَّعة، - 00:09:04ضَ
من بينها السَّطر التّالي: - 00:09:09ضَ
نفسُ السّطر تمامًا موجودٌ في هذه الملفَّات كلِّها - 00:09:13ضَ
في ملفِّ قِصَّة الإنسان، في الصفحة الأولى منه، - 00:09:20ضَ
رأيتَ النُسَخ التّالية من هذا السطر، - 00:09:23ضَ
هذه النُّسخة هي الأصليَّة نفُسها ؛ لكن مع إزالة الفواصل أو الشرطات "DASHES" - 00:09:25ضَ
وهذه النُّسخة هي الأصليَّة نفسها؛ لكن مع إزالة الفواصل بالإضافة لبعض الأحرف في الوسط - 00:09:32ضَ
وهذه النُّسخة هي الأصليَّة نفسها؛ - 00:09:40ضَ
لكن مع إزالة الفواصل بالإضافة لبعض الأحرف المختلفة أيضًا - 00:09:42ضَ
ثمَّ وجدْتَ تحت كلٍّ من هذه النسَخ جُملةً مفيدة، - 00:09:48ضَ
هذه الجُملة هي عبارةٌ عن ضمِّ الحروف المقطَّعة في النُّسخ بعضها إلى بعض - 00:09:52ضَ
مع إضافة الحركات اللّازمة، - 00:09:57ضَ
الجملة الأولى: يأكل الإنسانُ الطيورَ والأسماكَ الكبيرةَ والصغيرة. - 00:09:59ضَ
الثانية: يأكل الإنسانُ الطيورَ الكبيرةَ والصغيرة. - 00:10:05ضَ
الثالثة: يأكل الإنسانُ الأسماكَ الصغيرة. - 00:10:10ضَ
ثلاث جملٍ مفيدةٍ، صحيحة المعنى، تناسب الإنسان. - 00:10:15ضَ
وفي الصفحات التالية من ملفِّ قِصَّة الإنسان، رأيتَ جُملًا مؤلَّفةً من سُطورٍ أخرى. - 00:10:19ضَ
ثمَّ في الصّفحة الأولى من ملفِّ: قِصَّة الطّيور، رأيت الُّنسخة التّالية من السّطر نفسه، - 00:10:27ضَ
وتحتها الجملة التالية المؤلَّفة من ضمِّ الأحرف إلى بعضها مع تعديل حرف الياء إلى تاء - 00:10:33ضَ
ووضْعِ ضمَّةٍ على الرّاء، - 00:10:40ضَ
فنتجت الجُملة التالية: تأكل الطيورُ الأسماكَ الصغيرة، - 00:10:42ضَ
جملةٌ مفيدةٌ بمعنًى صحيحٍ مناسبٍ للطّيور، - 00:10:48ضَ
في الصفحة الأولى من ملفِّ قِصَّة الأسماك رأيتَ النُّسخة التّالية من السطر - 00:10:52ضَ
وتحتها الجملة التالية: تأكل الأسماكُ الكبيرةُ الصغيرةَ، - 00:10:58ضَ
مع وضع ضمَّةٍ على الكاف والتَّاء ليُصبح المعنى صحيحًا مناسبًا للأسماك، - 00:11:04ضَ
ولم تجد في الحاسوب أيَّة جملةٍ بلا معنًى من نفس السطر، - 00:11:11ضَ
مثلًا: لم تجد جملةً كهذه، بلا معنًى. - 00:11:16ضَ
تعالوا الآن نطبِّق هذا المثال على عالَم الأحياء. - 00:11:20ضَ
المادَّة الوراثيَّة للكائنات الحيَّة تحتوي على مورِّثات - 00:11:24ضَ
هي عبارة عن سلسلة حروفٍ مثل حروف السطر الذي تكلَّمنا عنه. - 00:11:27ضَ
ما الذي يحدِّد أيُّ المورِّثات تتمُّ قراءتها في خليَّةٍ معيَّنةٍ من جسم الإنسان؟ - 00:11:32ضَ
الجواب هو: حاجة هذه الخليَّة - 00:11:38ضَ
فخليَّة البنكرياس مثلًا تقرأ المورّثات الخاصَّة بهرمون الأنسولين، - 00:11:41ضَ
وخليَّة الأمعاء تقرأ المورّثات الخاصَّة بالإنزيمات الهاضمة، - 00:11:44ضَ
وخليَّة الدماغ تقرأ مورّثات النواقل العصبيَّة، وهكذا... - 00:11:48ضَ
مع أنَّ هذه الخلايا كلَّها لديها نفس المادَّة الوراثيَّة تمامًا، - 00:11:52ضَ
مثل السطور المختلفة التي قُرِئت في صفحات ملفِّ قِصَّة الإنسان في مثالنا، - 00:11:57ضَ
وهذا أوَّل أسباب التنوُّع بين خلايا الجسم الواحد - 00:12:03ضَ
مع أنَّها متطابقةٌ في مادَّتها الوراثيَّة. - 00:12:07ضَ
أيضاً، إذا جُرِحْتَ -مثلًا- - 00:12:12ضَ
فإنَّ عشرات الجسيمات الصَّغيرة في خلايا جِلدك - 00:12:13ضَ
تتجمَّع عند السطر الخاصِّ بمورِّث الكولاجين - 00:12:16ضَ
لتتمَّ قراءتُه ويَنتِج بروتين الكولاجين - 00:12:19ضَ
الذي يَرْتِق الجرح. - 00:12:22ضَ
هنا تأتي عجيبةٌ أخرى؛ - 00:12:25ضَ
أتذكرون أجزاء المادَّة الوراثيَّة التي وصفوها من قبل بأنَّها مهملات؟ - 00:12:27ضَ
من مهامِّ هذه الأجزاء أن ترتبط بجسيماتٍ صغيرة - 00:12:32ضَ
لتساعد على إنتاج الكولاجين بطريقةٍ بديعة. - 00:12:36ضَ
إذن، فهذا سببٌ ثانٍ لتنوُّع البروتينات؛ - 00:12:40ضَ
تشكُّل البروتين بحَسْب حاجتك في وقتٍ معيَّنٍ، بمقدار معيَّنٍ، في خلايا معيَّنة. - 00:12:44ضَ
حسنٌ، في المحصِّلة تمَّ نسْخ مورِّث ما في خليَّةٍ ما، - 00:12:51ضَ
هذه النسخة تسمَّى "mRNA" أو "المِرْسال" - 00:12:55ضَ
وهي تُشْبه النُّسخة من سطر الحروف في مثالنا، - 00:12:59ضَ
هذه الحروف موزَّعةٌ على المناطق المرَقَّمة من (1) إلى (6) وبينها فواصل، - 00:13:03ضَ
هنا يأتي السبب الثالث والبديع جدًّا للتنوُّع؛ - 00:13:09ضَ
بعض الخلايا تقوم بإزالة الفواصل وضمِّ الحروف إلى بعضها - 00:13:13ضَ
فتتألَّف جملةٌ مفيدةٌ طويلةٌ: - 00:13:17ضَ
يأكل الإنسان الطُّيورَ والأسماكَ الكبيرةَ والصغيرة. - 00:13:20ضَ
هذه الجملة هي بروتينٌ معيَّنٌ مناسبٌ لخليَّةٍ معيَّنةٍ. - 00:13:26ضَ
في خليَّةٍ أخرى تُحذَفُ الفواصل ومعها بعض الأحرف - 00:13:31ضَ
الموجودة هنا في المنطقة (2) فيتكوَّن مِرسال ثانٍ - 00:13:35ضَ
وتتمُّ ترجمة هذا المرسال إلى بروتين يناسب هذه الخليَّة وليس الخليَّة الأولى. - 00:13:40ضَ
هذا البروتين هو مثل جملة: يأكل الإنسانُ الطيورَ الكبيرةَ والصغيرة. - 00:13:47ضَ
في خليَّةٍ ثالثةٍ تُحذَف الفواصل ومعها الأحرف الموجودة في المنطقة (5) - 00:13:53ضَ
فيتكوَّن مرسالٌ ثالثٌ تتمُّ ترجمته إلى بروتينٍ يناسب هذه الخليَّة وليس الخليَّتين الأُولَيَيْن. - 00:13:58ضَ
هذا البروتين هو مثل جملة: يأكل الإنسانُ الأسماكَ الصغيرة. - 00:14:07ضَ
هذه العمليَّة تُسمَّى في عِلْم الأحياء بــ "الوصل المتبادَل" - 00:14:12ضَ
"Alternative Splicing" - 00:14:15ضَ
والأدقُّ أن نسمِّيه: "الوصل المتنوِّع"؛ - 00:14:17ضَ
أي أنَّه يحصل قَطعٌ وحذفٌ في أماكنَ مختلفة من المِرسال. - 00:14:20ضَ
قد تقول: حسنٌ، فما الذي يحدِّد مكان حدوث هذا القَطْع؟ - 00:14:25ضَ
هذه الفواصل، وهي نُسَخ ما يُعرَف بـالإنترونز "Introns" - 00:14:29ضَ
التي كان أتباع الخُرافة يظنُّون أنَّها بلا فائدة - 00:14:32ضَ
لها وظائف كثيرةٌ جدًّا - 00:14:36ضَ
كما أصبحت الأبحاث الحديثة تَنشُر، - 00:14:38ضَ
منها تحديد مكان حصول الوصل تحديدًا. - 00:14:40ضَ
أي ليس في الخليَّة قُصاصةٌ تذهب هباءً أبدًا. - 00:14:44ضَ
إذن، من خلال عمليَّة "الوصل المتنوِّع" - 00:14:48ضَ
أصبح بإمكان جسم الإنسان أن يُنتِج بروتيناتٍ كثيرٍة من مورِّثٍ واحد - 00:14:50ضَ
كما أمكن إنتاج جُمَلٍ كثيرةٍ من نفس السطر. - 00:14:55ضَ
ومن أبدعِ الأمثلة على ذلك، بروتينات تُعْرَف بالنيورِكسينز "Neurexins" - 00:14:59ضَ
هذه البروتينات موجودةٌ في دماغ الإنسان - 00:15:03ضَ
لتساعد على بناء دماغٍ كُفْءٍ لإنسانٍ مكلَّفٍ - 00:15:06ضَ
قادرٍ على التَّفكير. - 00:15:10ضَ
ما عدد هذه البروتينات يا ترى؟ - 00:15:12ضَ
آلاف "Thousands" - 00:15:14ضَ
إذن، هذه الآلاف من الجُمل، كم مورِّثًا قرأها؟ - 00:15:16ضَ
أي كم سطرَ أحرفٍ؟ - 00:15:21ضَ
الإجابة الصّادمة هي: (3) فقط! - 00:15:23ضَ
آلاف البروتينات تمَّ إنتاجها من (3) مورِّثات فقط! - 00:15:27ضَ
أي مثل أن تَنتُجَ آلاف الجُمل الصحيحة من (3) أسطر، - 00:15:32ضَ
والفضل في ذلك يعود بشكلٍ رئيسٍ لـ "الوصل المتنوِّع" - 00:15:37ضَ
"Alternative Splicing". - 00:15:41ضَ
البروتينات الناتجة من "الوصل المتنوِّع" تحتاج تعديلات - 00:15:42ضَ
تُشْبِه تغيير بعض الحروف، وتغيير حركات الكلمات في مثالنا، - 00:15:46ضَ
التعديلات على البروتينات تسمَّى: - 00:15:50ضَ
"Post Translational Modifications" واختصارًا بي تي إمس"PTMs" - 00:15:52ضَ
أي تعديلات ما بعد الترجمة، ترجمة المِرسالات إلى بروتينات؛ - 00:15:57ضَ
هذه هي المحطَّة الرابعة للتنوُّع في البروتينات الناتجة عن المادَّة الوراثيَّة؛ - 00:16:01ضَ
نفس البروتين الخام يمكن أن تُوضَع عليه حركاتٌ مختلفةٌ؛ فتنتِجَ منه جملٌ مختلفةٌ بمعانٍ مختلفةٍ، - 00:16:07ضَ
لماذا وُضعت هذه الحركة مثلًا هنا؛ وليس هنا - 00:16:17ضَ
مع أنَّه لدينا أمكنةٌ كثيرةٌ واحتماليَّاتٌ كثيرة؟ - 00:16:21ضَ
بروتين مثل: التِّيتِين "Titin" - 00:16:26ضَ
يتألَّف من أكثر من (34) ألف حامضٍ أمينيٍّ - 00:16:28ضَ
يعني مثل هذه الكريَّات - 00:16:32ضَ
لماذا وُضِعت فيه هذه الحركة مثلًا هنا، وليس في مكانٍ آخر؟ - 00:16:34ضَ
لدينا (34) ألف حرف - 00:16:40ضَ
كلٌّ منها يمكن أن يُشَكَّل بعددٍ من الحركات. - 00:16:43ضَ
لو تُرِكَت المسألة للصُدْفة والعشوائيَّة فلن تكفي مساحة الكون المعروفة - 00:16:47ضَ
لإنتاج "التيتين" المطلوب تحديدًا وبتكرارٍ في كلِّ خليَّةٍ عضليَّةٍ. - 00:16:53ضَ
إذن فعملية الـ "بي تي إمس" هذه تُنتِج لنا جملًا مُشَكَّلة - 00:16:58ضَ
كلٌّ منها يناسب خليَّةً معيَّنةً في كائنٍ معيَّن. - 00:17:03ضَ
اختلاف الحركة قد يجعل هذا البروتين يناسب قِصَّة كائنٍ، - 00:17:07ضَ
وليس قِصَّة كائنٍ آخر. - 00:17:11ضَ
هذه الحركات في الأماكن المناسبة من البروتينات - 00:17:14ضَ
هي التي تؤدِّي إلى اتخاذها الأبعاد الثلاثيَّة المحدَّدة المناسبة - 00:17:17ضَ
"Three Dimensional Structures" - 00:17:21ضَ
تأتي هنا الخطوة الخامسة - 00:17:23ضَ
وهي تجميع هذه البروتينات بطرقٍ مختلفة - 00:17:25ضَ
لتُشكِّل بروتيناتٍ أكبر وأعقد - 00:17:28ضَ
وهذا التَّجمُّع يتَّخذ أشكالًا كثيرة - 00:17:31ضَ
بحَسْب الخليَّة، أو الكائن، أو الظرْف الذي يتعرَّض له هذا الكائن، - 00:17:34ضَ
وهذا هو السبب الخامس للتنوُّع - 00:17:39ضَ
خمس عمليَّات شرحناها لكم -إخواني-: - 00:17:41ضَ
1- نسْخ مورِّثات مختلفةٍ لإنتاج البروتينات بحَسْب الخليَّة في الكائن الواحد. - 00:17:45ضَ
2- نسْخ مورِّثات مختلفةٍ في الوقت والكمِّيَّة المناسبين - 00:17:50ضَ
بحَسْب الظروف التي يتعرَّض لها الكائن. - 00:17:53ضَ
3- عمليَّة "الوصل المتنوِّع" والتي تُنتِج جُملًا عديدةً من نفس السطر. - 00:17:57ضَ
4- عمليَّات الـ "بي تي إمس" التي تضع الحركات المناسبة على كلمات الجملة. - 00:18:02ضَ
5- وتجمُّع البروتينات بأشكالٍ وتواليف مختلفةٍ لإنتاج بروتيناتٍ أعقد. - 00:18:08ضَ
بهذه العمليَّات وغيرها أصبح بالإمكان إنتاج مليارات البروتينات المختلفة - 00:18:14ضَ
من (20) ألف مورِّث فقط! - 00:18:20ضَ
ولولاها لاحتجنا إلى مليارات المورّثات لإنتاج مليارات البروتينات> - 00:18:22ضَ
بهذه العمليَّات تنوَّعت خلايا الإنسان إلى آلاف الأنواع - 00:18:27ضَ
مع أنَّها كلَّها لديها نفس المادَّة الوراثيَّة بالضبط بنسبة تطابقٍ (100٪). - 00:18:32ضَ
بهذه العمليَّات وغيرها يصبح الإنسان إنسانًا - 00:18:39ضَ
والقرد قردًا، والشمبانزيُّ شمبانزيًّا - 00:18:42ضَ
والذباب ذبابًا، والفأر فأرًا - 00:18:44ضَ
مهما تشابهت مادَّتهم الوراثيَّة - 00:18:46ضَ
(70)، (80)، (90)، أكثر، أقلُّ، ليس مهمًّا. - 00:18:50ضَ
بهذه العمليَّات - 00:18:53ضَ
تفهم سبب اختلاف 80% من البروتينات بين الإنسان والشمبانزي - 00:18:54ضَ
مهما تشابهت مادتاهما الوراثيتان حسب هذا البحث. - 00:18:59ضَ
يعني (20٪) فقط متشابهة. - 00:19:04ضَ
أي حتَّى لو افترضنا أنَّ نسبة الاختلاف في المادَّة الوراثيَّة (01٪)؛ فماذا كان ؟ - 00:19:07ضَ
إنْ عَلِمْنا أنَّ الاختلاف في البروتين هو (80٪). - 00:19:12ضَ
بهذه العمليَّات تصبح المادَّة الوراثيَّة ومدى تشابهها بداية القِصَّة فقط، - 00:19:16ضَ
وتصبح القدرة على التَّنويع والتَّخليق والتَّفريق - 00:19:22ضَ
آيةً تَخضع لها القلوب وتُسبِّح لها الألسنة لقومٍ يعقلون. - 00:19:27ضَ
ألا يعلم كبار الدَّكاترة والأساتذة الجامعييَّن من كهنة الخرافة هذا كلَّه؟ - 00:19:34ضَ
أنا عن نفسي علمت كثيرًا منه في السَّنة الأولى من الجامعة في مساق علم الأحياء - 00:19:38ضَ
فهل لا يعلم كبار دكاترة الخرافة هذا كلَّه - 00:19:43ضَ
حين يُردِّدون رقم الـ (99٪) تشابه مع الشَّمبانزي؟ - 00:19:46ضَ
إمَّا أنَّهم كانوا يغشُّون في اختباراتهم الجامعيَّة فأخذوا شهاداتهم زورًا، - 00:19:49ضَ
أو أنَّهم انشغلوا بالَّتبشير بالخُرافة عن تحديث معلوماتهم - 00:19:54ضَ
منتهية الصلاحيَّة من عشرات السنين، - 00:19:57ضَ
أو أنَّهم يخادعون الناس ويستخِفُّون بعقولهم عمدًا. - 00:20:00ضَ
عندما نرى نسبة التَّشابه بين الكائنات، - 00:20:05ضَ
على مستوى أحرف المادَّة الوراثيَّة وكذلك على مستوى المِرسال - 00:20:07ضَ
ليست (70) ولا (90) ولا (99٪)، بل (100٪) - 00:20:10ضَ
فكلُّها مؤلَّفةٌ من أربع قواعدٍ نيتروجينيَّةٍ؛ أي ما يشبه أربعة أحرف - 00:20:16ضَ
تتشكَّل منها كلماتٌ تترجَم لأكثر من (20) حمضًا أمينيًّا، - 00:20:21ضَ
وهذه يتشكَّلُ منها مليارات البروتينات - 00:20:26ضَ
وهذه يتشكَّلُ منها حسب ورقةٍ حديثةٍ صادمةٍ: مليارات! - 00:20:29ضَ
أي آلاف ملايين أنواع الكائنات الحيَّة المتقَنة المتكاملة - 00:20:35ضَ
مليارات... إذا أخذنا البكتيريا وأنواعَها في الاعتبار، - 00:20:41ضَ
مليارات الكائنات التي بينها هرمٌ غذائيٌّ وتوازنٌ طبيعيٌّ، - 00:20:45ضَ
ولا مكان بينها للخربشات، ولا للجُمل عديمة المعنى، ولا لمحاولات العشوائيَّة الفاشلة، - 00:20:49ضَ
بل كلُّها متقَنة - 00:20:56ضَ
﴿مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرحمن مِن تَفَاوُتٍ ۖ﴾ [القرآن 3:67] - 00:20:58ضَ
هل هذا دليل عبثيَّةٍ ولا قصديَّةٍ؟! أم إتقانٍ وإبداعٍ يَعْقِد اللسان؟ - 00:21:02ضَ
قال الله تعالى: - 00:21:10ضَ
﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ - 00:21:11ضَ
يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ﴾ - 00:21:19ضَ
لاحظ! - 00:21:22ضَ
﴿يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ - 00:21:23ضَ
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [القرآن 4:13] - 00:21:28ضَ
لأيَّ قومٍ؟ ... مجددًا - 00:21:33ضَ
لقومٍ يعقلون. - 00:21:35ضَ
رأينا في حلقةٍ سابقةٍ كيف تشتبه نباتات في الشكل مع اختلاف مادتها الوراثية كثيرًا - 00:21:37ضَ
الزيتون والرمَّان مثلًا - 00:21:46ضَ
واليوم نرى العكس: - 00:21:47ضَ
تطابقٌ في أحرف المادَّة الوراثيَّة وتنوُّعٌ كبيرٌ في الشكل - 00:21:49ضَ
عظَمةٌ وإبداعٌ لقومٍ يعقلون - 00:21:53ضَ
لو لم يكن هناك تشابهٌ في المادَّة الوراثيَّة بين الكائنات، - 00:21:57ضَ
لقال أنصار الخُرافة: - 00:22:01ضَ
إن كان هناك خالقٌ خلَق هذه الكائنات عن إرادة - 00:22:02ضَ
فلماذا يجعل مادَّتها الوراثيَّة مختلفةً تمامًا، - 00:22:05ضَ
مع أنَّ بينها تشابهًا كبيرًا في العمليَّات الأساسيَّة على مستوى الخلايا؟! - 00:22:08ضَ
فكل الكائنات تحتاج خلاياها إلى تصنيع البروتينات، وإلى الانقسام - 00:22:12ضَ
وإنتاج الطاقة، وهكذا... - 00:22:17ضَ
أليس لو كان لها خالقٌ واحدٌ، لوحَّد بينها في هذه العناصر الأساسيَّة المشترَكة - 00:22:19ضَ
كما يُوحِّد المصمِّم المكوِّنات الأساسيَّة لمجموعة الأجهزة المختلفة؟! - 00:22:24ضَ
نعم... كانوا سيقولون ذلك. - 00:22:29ضَ
لكنَّها في الواقع متشابهة - 00:22:32ضَ
وهذا التَّشابه - 00:22:34ضَ
يجعلها تتشابه في وحدات بناء أجسامها: البروتينات - 00:22:35ضَ
بما سَمَح لبعضها أن تتغذَّى على بعض - 00:22:39ضَ
لتكتمل دورة الحياة باكتمال سلسلة الغذاء، ويحْصُل التوازن - 00:22:42ضَ
ولو كانت المادَّة الوراثيَّة ومن ثم وحدات البناء مختلفةً تمامًا - 00:22:47ضَ
لأصبحت الكائنات بعضها سُمًّا لبعض - 00:22:51ضَ
إذ لا تستطيع أن تستفيد من عناصر بعضها بعضًا - 00:22:54ضَ
ولقيل حينئذٍ: لو كان هناك خالقٌ فلماذا لم يجعلها متشابهةً لتستفيد من بعضها؟ - 00:22:57ضَ
فسبحان من وحَّد بمقدار! ونوَّع بمقدار! - 00:23:05ضَ
﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾ [القرآن 8:13] - 00:23:08ضَ
بهذا -إخواني- أتممنا قِصَّة الـ (99٪) التي يتغنَّى بها كهنة الخُرافة - 00:23:12ضَ
عَلِمنا كيف يَكْذِبون في الرقم، - 00:23:18ضَ
وفي تفسير الرقم، - 00:23:20ضَ
وفي تكريس السطحيَّة والسّذاجة العِلميَّة في عقول الناس - 00:23:21ضَ
ويُعَمُّون الناس عن الحقائق المذهلة الرائعة في هذا الكون - 00:23:26ضَ
كل هذا في سبيل الخُرافة - 00:23:31ضَ
ليأتيك مُخَدَّرِي آخر الليل بعدها قائلين: - 00:23:33ضَ
"الوراثة الجزيئيَّة" أقوى أدلَّة التطوُّر - 00:23:37ضَ
حَسَمت الملفَّ، وانتهى الموضوع - 00:23:40ضَ
مُعوِّلين على أنَّ الناس يصعب عليهم تتبُّع تهريجهم هذا، والتحقُّق من خباياه - 00:23:43ضَ
نسأل الله أن نكون قد وُفِّقنا في هذه الحلقة لكشف جانبٍ من عظَمة الخَلْق - 00:23:49ضَ
يحثُّكم على مزيدٍ من التأمُّل - 00:23:55ضَ
استجابةً لأمر الخلَّاق العليم القائل: - 00:23:57ضَ
﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ - 00:24:01ضَ
وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ - 00:24:06ضَ
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ [القرآن 185:7] - 00:24:10ضَ
والسلام عليكم ورحمة الله - 00:24:13ضَ