Transcription
بَل وَلَدى هوكينغ Hawking، بشارةٌ سارة لليائسين من الحياة على كوكب الأرض - 00:00:00ضَ
بَل وفي هذا الكون كلِّه - 00:00:05ضَ
لقد وَجَد لكم هوكينغ مخرجًا! - 00:00:07ضَ
سَمَّوا أصنامهم بالعُزَّى، ومَنَاة، وهُبَل وعند التَّحقيق تجدُها أسماءً بلا مسمَّيات - 00:00:10ضَ
وقُشورًا بلا حقائق؛ - 00:00:16ضَ
فلا عِزَّة للعُزَّى، ولا بمناة تتحقق الأمنيات، وما عند هُبَلَ إلَّا الهَبَل. - 00:00:18ضَ
وعلى خُطى جاهليِّي الأصنام؛ سار داروين، وأتباعه من بعده يسيرون؛ - 00:00:25ضَ
أسماءٌ رنانةٌ، وفحوى مضحكة. - 00:00:29ضَ
أعطى كهنة الخرافة أسماءً لِما زعموا أنَّهم أشباه إنسان - 00:00:32ضَ
وُجِدوا قبل مئات آلاف، وملايين السِّنين؛ - 00:00:37ضَ
هومو إريكتوس "Homo erectus"، - 00:00:40ضَ
هومو هابيليس "Homo habilis"، - 00:00:41ضَ
هومو إرجاستر "Homo ergaster"، - 00:00:43ضَ
هومو نيندرتالينسس "Homo neanderthalensis"، - 00:00:44ضَ
وقالوا أنَّ هذه الكائنات تملأ فراغات ما بين الإنسان وأسلافه الحيوانيَّة، بزعمهم. - 00:00:46ضَ
فبعد أن اقتاتوا -لعشرات السَّنوات في دعم الخُرافة- - 00:00:52ضَ
على كذبة أنَّ إنسان نيندرتال هو حلَقةٌ وسيطة بين الإنسان وأسلافٍ شِبْه حيوانيَّة؛ - 00:00:56ضَ
توالت الأبحاث الدَّالة... - 00:01:02ضَ
وعليه ... - 00:01:04ضَ
فالشَّاب السَّاذج المتأثِّر بالإرهاب الفِكريّ، - 00:01:05ضَ
سيجد نفسه مَدفوعًا نفسيًّا لا شعوريًّا إلى الهروب من السِّجن، الإطار، الفريم "frame" - 00:01:08ضَ
الذي وُضِعَ فيه الخَلْقَوِيُّون؛ ليَصطفَّ في مصافِّ العُلماءِ المتنوِّرين. - 00:01:14ضَ
المتحدث 1: اقرأ لو سمحت - 00:01:30ضَ
المتحدث 2: هسبي روبي، هسبيروبي تي كيس، - 00:01:31ضَ
ها هارول هارولودوكوكو، هرهارلدوكوكوكي، (صياح ديك) - 00:01:39ضَ
المتحدث 1: كوكوكوكي؟ اسمه: هسبيروبيثيكوس هارولدكوكياي - 00:01:52ضَ
المتحدث 1:لا تستطيع تهجئة الاسم ثم تأتي لتناقش النَّظريَّة يا جاهل! - 00:01:56ضَ
- هذا هو الاسم العلميّ لإنسان نِبراسكا. - 00:02:01ضَ
أتذكرون -إخواني- قصَّة إنسان نبِراسكا الذي تخيَّلوه بِناءً على ضِرسٍ وجدوه، - 00:02:04ضَ
وقالوا أنَّه يعودُ لأحد الأسلاف شِبه الحيوانيَّة للإنسان؛ عاش قبل 6,000,000 سنة - 00:02:09ضَ
ورَسموا له الرُّسومات، ونَشرت عنه كُبريات المجلات آنذاك مثل ساينس"Science"؟ - 00:02:16ضَ
هل تعلمون أنَّه كان قد أُعْطِي اسمًا علميًّا؟ - 00:02:21ضَ
ممكن تقرأ معي هذا الاسم لو سمحت؟ سَأُكبِّره لك - 00:02:25ضَ
هسبيرو بيثيكس هارولدكوكياي! "Hesperopithecus haroldcookii" - 00:02:28ضَ
حسنا إخواني؟ - 00:02:31ضَ
هسبيروبيثيكس هارولد كوكياي، - 00:02:32ضَ
مؤكد ستجدُ من يظل ساعة يَتهجَّى الاسم ويُحسُّ بالعجزِ، والخجل من نفسه - 00:02:35ضَ
لأنَّه لم يعرف كيف يلفِظه فيقول في نفسه: "إذا لم أستطع ولو تهجئة الاسم؛ - 00:02:39ضَ
فما أدراني بهذه العلوم؟! هؤلاء العُلماء أَعلم". - 00:02:45ضَ
لكن تبيَّن كما ذكرنا؛ أنَّ هذا الضِّرس يعود لخنزير، - 00:02:49ضَ
فعادت ساينس ونشرت نفيًا لوجود شِبه الإنسان هذا. - 00:02:53ضَ
ومثلها حفريَّة الدّيناصور ذي الريش المزعوم التي عُقد لها مؤتمر، - 00:02:57ضَ
ورَوَّجَت له مجلَّة ناشيونال جيوغرافيك "National Geographic" - 00:03:02ضَ
عام 1999 - 00:03:05ضَ
أعطوه اسمًا علميًّا أيضًا، - 00:03:07ضَ
آركيورابتر لياوننجنسس "Archaeoraptor liaoningensis" - 00:03:09ضَ
وقالوا أنَّه عاش قبل 125 مليون سنة مضت "ويا لها من فرحة ما تمَّت!" - 00:03:12ضَ
تبيَّن بعد ذلك أنَّها حفريَّةٌ مُزيَّفة كما نَشَرت نيتشر"Nature" وغيرها. - 00:03:18ضَ
نحن نعرف أنَّ هناك أناسًا يُولَدون، ولا يُعطَون أسماءً بعد؛ - 00:03:23ضَ
بينما في عِلم الخُرافة، هناك أسماءٌ تُعطى لكائناتٍ وهميَّة لم، ولن تُولدَ. - 00:03:27ضَ
التَّسميات الخادعة يستخدمها كهنة الخُرافة كثيرًا، ولها أثرٌ كبيرٌ على السَّطحييِّن. - 00:03:34ضَ
وحتى نُرتِّب الموضوع؛ سنَذكر كيف يستخدمونها في ثلاث مجالاتٍ رئيسة: - 00:03:39ضَ
أولًا- تسمية الخرافات السَّخيفة بأسماءٍ رنَّانة. - 00:03:45ضَ
ثانيًا - تسمية الحقائق بأسماءٍ وهميَّة لخدمة خرافاتهم. - 00:03:49ضَ
وثالثًا- الأسماء التَّأطيريَّة "framing". - 00:03:54ضَ
نبدأ بموضوع (تسمية الخرافات بأسماءٍ رنانة) - 00:03:58ضَ
كالعادة، شَقَّ داروين الطَّريق لأتباعه وسنَّ لهم هذه السُنَّة - 00:04:01ضَ
في إِعطاء الأسماءِ الفخمة للخرافات. - 00:04:05ضَ
فعندما أراد أن يبرِّر إحدى الرَّكائز الخرافيّةِ الأربعة لنظريّته، وهي خرافة - 00:04:08ضَ
توريث الصِّفات المكتسبة بالاستعمال والإهمال - 00:04:13ضَ
اخترع داروين نظريَّة الجيميولز (gemmules) التي تُطْلِقُها كلُّ خلايا الجسم - 00:04:16ضَ
وتتركَّز في الأعضاء التَّناسليَّة لتُؤَثِّر على الجنين - 00:04:22ضَ
ماذا سَمَّى هذه النَّظريَّة؟ بانجنسس "Pangenesis" - 00:04:27ضَ
شموليَّةُ التَّكوين، أو التَّكوين الشَّامل، - 00:04:30ضَ
اسمٌ فخمٌ، أليس كذلك؟ - 00:04:34ضَ
لكنَّ الفحوى فارغةٌ تمامًا. - 00:04:36ضَ
فحتى المُشاهدةُ الحسيَّة تدلُّ على أنَّ الصِّفات المكتسبة بالاستعمال والإهمال، لا تُورَّث. - 00:04:38ضَ
ومع ذلك، خَالف داروين ما هو معلومٌ حتّى لعامَّة النَّاس، وصاغ خرافته هذه في نظريَّة - 00:04:44ضَ
وأعطاها اسمًا: (بانجنسس). - 00:04:51ضَ
ومع أنَّ عامة أتباع داروين يقرِّون بخطئه في هذه النَّظريَّة، - 00:04:54ضَ
إلَّا أنَّ نَغمة بان (Pan) هذه راقت لهم، - 00:04:59ضَ
فصاغوا على منوالها نظريَّة دايركتد بانسبيرميا "Directed Panpermia" - 00:05:02ضَ
يعني بَذرُ أصل كلِّ شيءٍ بشكلٍ موجَّه. - 00:05:07ضَ
ما خلاصة هذه النَّظريَّة؟ - 00:05:10ضَ
فرانسيس كريك Francis Crick وهو أحد مكتشِفَيّ تركيب المادَّة الوراثيَّة؛ - 00:05:13ضَ
أدرك أنَّ التَّشفير الوراثيّ لا يُمكن أنْ يكون قد جاء بمجموع الصُدَف - 00:05:17ضَ
حسنًا ممتاز، وماذا بعد؟ - 00:05:22ضَ
وبالتَّالي، اِقْتَرَحَ أنْ تكونَ كائناتٌ فضائيَّة من حضارةٍ أخرى هي الّتي بذَرت بذرة الحياة؛ - 00:05:24ضَ
المحتوية على الشِّيفرة الوراثيَّة، وذهبت، - 00:05:31ضَ
وهذه البِذرة، مرَّت بعد ذلك بعمليات تطوُّر! - 00:05:36ضَ
- همم... حسنًا، وهذه الكائنات الفضائيَّة كيف تكوَّنت يا فرانسيس كريك؟ - 00:05:39ضَ
- لا يهم؛ - 00:05:43ضَ
المُهمّ أنَّنا فسَّرنا الحياة على الأرض، ورحَّلنا المشكلة إلى الفضاءِ الخارجيّ. - 00:05:44ضَ
- حسنًا، هذا الافتراض (أَنَّ كائناتٍ فضائيَّة بَذَرَت الحياة)؛ - 00:05:49ضَ
هل هو مبنيٌّ على رصدٍ وملاحظات أو علم تجريبيّ؟ - 00:05:52ضَ
- طبعًا لا. - 00:05:56ضَ
- إذن، أنتم تُنكرون وجود الخالق؛ لأنَّكم لا تؤمنون إلَّا بما يُمكن رصدُه، وتجربتُه - 00:05:57ضَ
حسب زعمكم - 00:06:03ضَ
وتؤمنون بخرافة البانسبيرميا، مع أنَّه لا يُمكن رصدُها ولاتجريبُها. - 00:06:05ضَ
﴿ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلًا﴾ [18:50ٍ] - 00:06:11ضَ
أيُّ شيء، المهمُ ألَّا تؤمنوا بالخالق. - 00:06:13ضَ
هذه قصَّة الدايركتد بانسبيرميا، نظريَّة بذر البِذرة الشّموليِّة، - 00:06:16ضَ
بِذرة كُلِّ شيء - بزعمهم - - 00:06:21ضَ
ومع ذلك يُشعِرونك بالفخامة باستخدام لفظ الـ "البان Pan" هذا، - 00:06:23ضَ
بان جينيسس بان سبيرميا - 00:06:27ضَ
مع أنّ هذه النَّظريَّات في حقيقتها؛ لا تساوي قطعة بانكيك "Pancake". - 00:06:30ضَ
أتذكرون - إخواني - عندما مات ستيفن هوكينغ Stephen Hawking - 00:06:36ضَ
واحتدَمت معركة المُدافعين عنه، المُدخِلين إياه الجنَّةَ التي كان يُنكرها؟ - 00:06:38ضَ
كان هؤلاء يَذكرون ضِمن إنجازات هوكينغ؛ - 00:06:44ضَ
أنَّه صاحب نظريَّة (كلِّ شيء) "Everything Theory" - 00:06:47ضَ
هل كانوا يعلمون ما هي هذه النَّظريَّة؟ - 00:06:51ضَ
أم أنَّه ترديد كالببغاوات؟ - 00:06:54ضَ
- "من غير أن نعرف، واضح أنَّها نظريَّة رائعة ومهمِّة يا رجل! تفسِّر كلَّ شيء" - 00:06:56ضَ
- كلَّ شيء؟! مم. - 00:07:01ضَ
دعونا من تَراجُعِ هوكينغ عن إمكانيِّة الوصول إلى نظريَّةٍ تفسِّر كلَّ شيء. - 00:07:03ضَ
ماذا كانت خُلاصة نظريَّة كلِّ شيء هذه حين اقترحها هوكينغ؟ - 00:07:08ضَ
وضَّحها في كتابه، "التَّصميم العظيم" - 00:07:13ضَ
حيث بَنى هوكينغ على تفسير داروين لوجود الكائنات الحية دون حاجةٍ لخالقٍ -في زعمه-؛ - 00:07:15ضَ
فاستنتج أنَّه يُمكن تفسير الكون دون حاجةٍ لخالق. - 00:07:21ضَ
- كيف يا هوكينغ؟ - 00:07:25ضَ
قال لك: "بفضل قانون الجاذبيِّة فإنَّ الكون خَلَق نفسه من جُسيم صغيرٍ جدًا جدًا، - 00:07:26ضَ
مع مرور السَّنوات ظلَّ تقديرُ الحسابات الفيزيائيَّة - 00:07:33ضَ
لحجم هذا الجسيم يَصغُر شيئًا فشيئًا، - 00:07:36ضَ
ثم انتهى هوكينغ؛ أنَّه بفضل قانون الجاذبيِّة فإنَّ الكون خلَق نفسه من لا شيء، - 00:07:40ضَ
لا جسيم صغير، ولا شيء آخر! - 00:07:47ضَ
وبعبارته: (بالإنكليزية) "بسبب وجود قانون الجاذبية - 00:07:49ضَ
فالكون يستطيع وسيقوم بخلق نفسه من لاشيء" - 00:07:52ضَ
وزعم هوكينغ أنه أجرى الحسابات اللَّازمة للتَّوفيق بين الثَّوابت الكونيِّة ضمن هذا التَّصوُّر - 00:07:56ضَ
باستخدام، الإم ثيوري "M theory". - 00:08:02ضَ
وهكذا يَتحوَّل القانون على الطَّريقة الهوكينغيَّة من وصفٍ لفِعْلِ فاعلٍ، مُريدٍ، مُختارٍ، - 00:08:04ضَ
إلى فاعلٍ هو بنفسه. - 00:08:11ضَ
يعني تصوَّر أنَّني أَصِفُكَ بأنَّك تكتب على الكيبورد بسرعة 100 كلمة في الدَّقيقة؛ - 00:08:12ضَ
فأَسْتَنتِجُ أنَّ هذا القانون "سرعة الكتابة 100 كلمة في الدقيقة"، - 00:08:18ضَ
هو الذي خَلَق الكيبورد، وهو الذي ضَرب على مفاتيحه، - 00:08:23ضَ
وهو الذي حوَّل هذا الضَّرب إلى كلمات؛ - 00:08:27ضَ
بل ولدى هوكينغ بشارةٌ سارةٌ لليائسين من الحياة على كوكب الأرض، - 00:08:30ضَ
بل وفي هذا الكون كلِّه. - 00:08:34ضَ
لقد وجد لكم هوكينغ مَخرجًا! - 00:08:36ضَ
فقد كان يُروِّج لفكرة أنَّك إذا امتصّك ثقبٌ كونيٌّ أسود - 00:08:39ضَ
فقد تنتقل من خلاله إلى كونٍ آخر - 00:08:43ضَ
فلا عجب بعد هذا؛ أن يُبدِيَ مُحرِّرُ موقع (عَالَمِ الفيزياء) الدكتور هامي جونستون، - 00:08:46ضَ
قَلَقَه مِن أنْ يَرفُض البريطانيُّون صَرفَ جُزءٍ من ضرائِبِهِم لأبحاث الفيزياء - 00:08:51ضَ
إذا ظنُّوا أنَّ أكثر الفيزيائيَّين يُمضون أوقاتهم في مناقشة نظريَّاتٍ كهذه! - 00:08:56ضَ
ومع ذلك؛ ضَعْ قبل الهُراء كلمة ثيوري"theory" (نظريَّة)؛ - 00:09:03ضَ
لمِّع قائلها كما لُمِّعَ هوكينغ، - 00:09:08ضَ
أَخْفِ انتقاد باقي الُخبراء له ولنظريَّاته من الإعلام؛ - 00:09:10ضَ
فيتحوَّل الهُراء، بلمسةٍ سحريَّة، إلى نظريَّة عِلميَّة؛ - 00:09:15ضَ
بل، ونَظريَّة كلِّ شيء. - 00:09:20ضَ
إنْ كان عندك خرافة فما عليك إلَّا أن تُضيف لها كلمة نظريَّة، - 00:09:22ضَ
ليُصبح لها هيبة في نفوس المُسْتَغْفَلين. - 00:09:26ضَ
لكنَّ إعطاء الأسماء لا يعني شيئًا في ميزان العِلم - 00:09:30ضَ
ولا يُحوِّل خرافةً إلى حقيقة، - 00:09:34ضَ
فإعطاءُ الأسماءِ الفارغة أسلوبٌ قديمٌ لأهل الباطل؛ - 00:09:36ضَ
لترويج خرافاتهم، - 00:09:40ضَ
كما قال الله تعالى: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا﴾ [القرآن 53: 23] - 00:09:41ضَ
سمَّوا أصنامهم بالعُزَّى، ومَنَاةَ، وهُبَل، وعند التَّحقيق تجدُها أسماءً بلا مُسمَّيات، - 00:09:46ضَ
وقُشورًا بلا حقائق، - 00:09:52ضَ
فلا عِزَّة للعُزَّى، ولا بمَنَاة تتحقق الأمنيات، وما عند هُبَل إلا الهَبَل. - 00:09:54ضَ
وعلى خُطَى جاهِليِّي الأصنام سار داروين، وأتباعه من بعده يسيرون، - 00:10:00ضَ
أسماء رنَّانة، وفحوى مُضحِكة. - 00:10:05ضَ
المجال الثَّاني لتلاعب كهنة الخُرافة بالتَّسميات: - 00:10:08ضَ
هو تسمية الحقائق بأسماءٍ وهميَّة لخدمة خرافاتهم. - 00:10:11ضَ
أمراضٌ مثل الَّليبوما "Lipoma" والسباينابيفيدا "Spina bifida"، - 00:10:16ضَ
أعطاها كهنة الخرافة اِسمًا خادعًا - 00:10:18ضَ
ذيل إنساني "Human Tail"، - 00:10:21ضَ
واعتبروها دليلًا على ظاهرةٍ مزعومة سمَّوْها: - 00:10:24ضَ
التَّأَسُّل "Atavism" - 00:10:27ضَ
وقد أبطلنا علميًّا شيئًا من هذه المهازِل في حلقة: (ذيلُك الذي لا تَعرِفُ عنه الكثير). - 00:10:30ضَ
يُعطون هذه الأسماء العِلميَّة؛ لإيصال رسالةٍ نفسيَّةٍ، - 00:10:36ضَ
حتى تشعُرَ أنَّك أمام حقيقةٍ مسلَّمة؛ أخذت اسمًا، وانتهى الأمر - 00:10:39ضَ
ليقولوا لك: "أنْتَ يا مسكين! لا زلت تَنفي صِحَّة هذه الأشياء؟ لقد تجاوَزك التَّاريخ؛ - 00:10:44ضَ
نحن الآن لسنا بصدد صحَّتها، هي صحيحة؛ بل وأخذت أسماءً علميَّة وانتهى الأمر، - 00:10:49ضَ
إنَّما نبحثُ عن مَزيدٍ من الأمثلة عليها". - 00:10:56ضَ
ومِن أكبر الأمثلة على تسمية الحقائق بأسماءٍ كاذبةٍ - 00:11:00ضَ
تسميتهم نماذج التَّكيُّف في الكائنات بالتَّطوُّر الصُّغْرَوي "Microevolution"، - 00:11:03ضَ
لإيهامك أنَّ هذه التَّكيُّفات ما هي إلا طَفَراتٌ عشوائيَّة، وانتخابٌ أعمى. - 00:11:08ضَ
بينما بيَّنَّا في حلقة (تجربة البكتيريا الهاضمة للسَيْترات)؛ - 00:11:14ضَ
أنَّها تكيفاتٌ دقيقةٌ رائعةٌ، بآلياتٍ بديعةٍ، دالَّةٍ على الخَالْقِ الحكيم، - 00:11:17ضَ
ولا مكان فيها للعشوائيَّة، ولا الصُدَفيَّة كما يحاولون أنْ يوهموك. - 00:11:24ضَ
أعطى كهنة الخرافة أسماءً لِما زَعموا أنَّهم أشباهُ إنسان - 00:11:29ضَ
وُجِدُوا قبل مئات آلاف، وملايين السنين - 00:11:34ضَ
هوموإركتس، هوموهابيليس، هومو إرجاستر، هومو نيندر تالينسس. - 00:11:37ضَ
وقالوا أنَّ هذه الكائنات تملأ فراغات ما بين الإنسان وأسلافه الحيوانيِّة -بزعمهم-. - 00:11:43ضَ
وبعيدًا عن هزليَّة الحديث عن أُحْفُورة، أو اثنتين، أو عَشْر، أو عِشرين، - 00:11:50ضَ
كما بيَّنَّا بالتَّفصيل في حلقة (مَن سرق المليون)، - 00:11:54ضَ
فإنَّك إنْ عُدت إلى كلٍّ مِن هذه الأحافير الّتي سمَّوها هومو "Homo"، - 00:11:58ضَ
لإشعارك بأَنَّها أشباه إنسان - 00:12:02ضَ
وَجَدْتَ أنَّ الأبحاث كشفت أنَّها إمّا مزيَّفة، أو أنَّها آثار حيوانات، - 00:12:05ضَ
لا علاقة لها بالإنسان، - 00:12:10ضَ
أو أنَّها أحافير إنسان، بشر كما باقي البشر لكن سمَّوه باسمٍ مختلف؛ يُوهِم بأنَّه كائنٌ "وسيط". - 00:12:12ضَ
مثال ذلك، الاسم الأفخم من هذه الأسماء؛ هومونيندرتالينسس، أو إنسان نيندرتال، - 00:12:20ضَ
وهو الذي عليه أكبُر عدٍد من الدِّراسات - 00:12:27ضَ
- نبدأ نتكلم، ما هو أول شيء كما قلت لكم؟ - 00:12:30ضَ
إنسان نيندرتال، تم اكتشافه سنة 1856 - 00:12:32ضَ
ما هو إنسان نيندرتال؟ - 00:12:39ضَ
هو هومو نياندرتانلينسس، هومو نياندرتانلينسس، معناه هو(هومو). - 00:12:41ضَ
من أشباه الإنسان الأوَّل المُتأخِّر؛ فهمنا. من أشباه الإنسان الأوَّل المُتأخِّر؛ فهمنا. - 00:12:48ضَ
سترى من يذكُرُ لك أَنَّهم اكتشفوا له أكثرَ من 300 حَفريَّة، وأصبحَ حقيقةً مُسلَّمةً، - 00:12:57ضَ
وبالتَّالي لا يُمكن لهذا العددِ الضَّخم من الحفريَّات أن تكونَ كلُّها مزيَّفة. - 00:13:03ضَ
- زُهاء 300 عيَّنة، وبعضُها شبه مكتمل، أكثر أكثر حفريِّة وُجد لها عيِّنات نيندرتال، - 00:13:09ضَ
زُهاء 300 على الأقل، على الأقل. - 00:13:20ضَ
لاحظ -أخي- ، - 00:13:24ضَ
من أساليب التَّضليل؛ تغيير موضوع النِّقاش - 00:13:25ضَ
ينقلون ساحة الخلاف إلى غيرِ ما نُكذِّبُهم، أو نُخطِّئُهم فيه، - 00:13:27ضَ
فنحن لم نقلْ أنَّ كلَّ الَحفريِّات مُزيَّفة، بل نُكذِّب تفسيرَ كثيرٍ منها؛ - 00:13:32ضَ
حتى لو اكتشفوا 300، و3000، و3000000 حفريَّة للنيندرتال، - 00:13:37ضَ
فإنَّ ذلك لا يَدعم خرافتهم في شيء؛ - 00:13:43ضَ
فبَعدَ أن اقتاتوا -لعشرات السنوات في دعم الخرافة- - 00:13:46ضَ
على كِذبة أنَّ إنسان نيندرتال هو حلقةٌ وسيطةٌ بين الإنسان وأسلافٍ شبه حيوانيِّة؛ - 00:13:50ضَ
توالت الأبحاث الدَّالَّة على أنَّه إنسانٌ كامل لا يَقلُّ ذكاءً عنَّا، وكانت له لغةٌ - 00:13:56ضَ
كما في هذا البحث المنشور قبل 43 سنة. - 00:14:02ضَ
وكانت له شعائر دينيِّة، واستعمَلَ أصباغًا وأدواتٍ متنوعةٍ. - 00:14:06ضَ
ومن أفضلِ الأبحاث في ذلك هذه الدِّراسة الشَّاملة المنشورة قبل 4 سنوات - 00:14:11ضَ
وفيها مراجعةٌ شاملةٌ لـ 151 بحثًا عن النيندرتال - 00:14:16ضَ
أثبتت أنَّهم بشرٌ كالبشر؛ لا يَقلِّون عنَّا في شيء - 00:14:21ضَ
وأصبحت هذه حقيقة ًمُسلَّمةً كما نشرت الجارديان البريطانيَّة وغيرها. - 00:14:25ضَ
إذن فالنياندرتال، ببساطة، أُمَّةٌ مِن البَشر لا حلقةٌ وسيطة، ولا كائنٌ انتقاليٌّ - 00:14:31ضَ
ولا شيء من هذا التّخريف. - 00:14:37ضَ
ومع ذلك كلِّه؛ لا زال بعضُ عَرَّابي الخرافة من بني جلدتنا يضحكون على الشَّباب - 00:14:39ضَ
بعد نشر هذه الأبحاث كلِّها، - 00:14:44ضَ
ويؤُكِّدون لهم، أن النيندرتال دليلٌ كبيرٌ على التَّطوُّر. - 00:14:46ضَ
المجال الثالث لاستخدام كهنة الخرافة للتَّسميات: - 00:14:52ضَ
"استخدام الأسماء التَّأطيريَّة" أو ما يُعرف بالـفريمنج "framing" - 00:14:55ضَ
يُطْلِقُ أتباع الخرافة مصطلح (الخَلْقَوِيِّين) "Creationist"، - 00:15:00ضَ
ويَقصدون به من يؤمنون بأنَّ الله خلق الكائنات عن قصدٍ وإرادةٍ، - 00:15:04ضَ
وأعيد؛ عن قصدٍ وإرادة - 00:15:10ضَ
لا كما يُوْهِمُ البعض أنَّ الفرق بيننا وبينهم هو الخلقُ المُستقِلُّ، أو بالتَّطوُّر، أو التَّطوير، - 00:15:13ضَ
فمسألة (القصد والإرادة) أهمُّ من ذلك كلِّه، - 00:15:19ضَ
وهو ما تريد خرافة التَّطور نفيَه أو التَّشكيك فيه. - 00:15:22ضَ
يسمُّونك خَلْقويًّا؛ لِتَبدوَ وكأنَّك تؤمن بشيءٍ غير بَدهيٍّ ولا أصيل؛ - 00:15:26ضَ
بينما يُسمُّون رموز العِلم الزَّائف بالعُلماء! - 00:15:31ضَ
وبالتَّالي؛ فالشَّاب السَّاذج المتأثِّر بالإرهاب الفكريّ - 00:15:35ضَ
سيجد نفسه مدفوعًا نفسيًّا، لا شعوريًّا - 00:15:38ضَ
إلى الهروب من السِّجن، الإطار "الفريم"، الذي وُضِع فيه (الخَلْقَوِيُّون) - 00:15:42ضَ
ليَصطفَّ في مصافِ العلماء المتنوِّرين. - 00:15:47ضَ
بينما حقيقة الأمر؛ أنَّنا نحن القائلين بأنَّ الله خلق الكائنات عن قصدٍ وإرادة، - 00:15:50ضَ
اِسمُنا ليس (خَلْقَويين)؛ - 00:15:56ضَ
بل نحن ببساطةٍ بشرٌ أسوياء، نستخدم عقولنا التي لم تُصبها لوثات الخرافة. - 00:15:58ضَ
قد تُناقشُ أحد المتأثِّرين بالخرافة في مقالٍ أو بحث، ويقول لك : - 00:16:05ضَ
"لكن صاحب هذا البحث "خَلْقَوي"، - خَلْقوي؟! - 00:16:09ضَ
يعني أصبح الإيمان بالخلق عَيبًا يحطُّ من القيمة العلميَّة للبحث أو المقال - 00:16:13ضَ
مهما كان موضوعيًا منطقيًا؟ - 00:16:17ضَ
يحطُّ من قيمته سلفًا مقدمًا قبل النَّظر في التَّفاصيل؟. - 00:16:19ضَ
بينما الأبحاث المنشورة من أتباع الخرافة تَكتسِب في نفوس هؤلاء المخدوعين - 00:16:24ضَ
- لا شعوريًا - قيمةً ومصداقيَّةً لا لشيء، إلَّا لأنَّها في عَقلِه الباطن لعُلماء! - 00:16:29ضَ
وهكذا يكونُ أثر "الفريمنج" التَّأطير. - 00:16:35ضَ
قد تقول لي: ها أنت نفسك تستخدم التَّأطير، وتَصَفهم بأتباع الخرافة - 00:16:39ضَ
فأقول لك: استعرِضْ الحلقات الخمسة عشرة حتى الآن، لترى، هل نظريَّتُهم هذه علمٌ أم خرافة. - 00:16:43ضَ
ولتعلم َبعدها، هل وَصْفُهم بذلك تأطيرٌ مخادع، أمْ توصيفٌ دقيق لحالهم؟ - 00:16:52ضَ
إذن ، ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا﴾ [القرآن 53: 23]، - 00:16:59ضَ
فلا تخدعك هذه الأسماء -أخي- وانظر إلى الحقائق. - 00:17:02ضَ
بذلك نكون قد تكلمنا عن عشرة أساليب لترويج الخرافة: - 00:17:06ضَ
1- الإبهار. - 00:17:10ضَ
2- خلط المُشاهدات بالخرافة. - 00:17:11ضَ
3- مخاطبة النَّاس كأطفال. - 00:17:13ضَ
4- التَّهرُّب مما يترتَّب ضَرورةً على الخرافة. - 00:17:16ضَ
5- تحويل عبء الإثبات. - 00:17:20ضَ
6- الاستدلال بالجهل - 00:17:22ضَ
7- اجترار أكاذيب مفنَّدة منذ أكثر من 130 عامًا. - 00:17:23ضَ
8- مغالطةُ الشَّبَه. - 00:17:28ضَ
9- الاستدلال الدَّائري. - 00:17:29ضَ
10- والتَّسميات المخادِعة. - 00:17:31ضَ
في الحلقة القادمة نتكلَّم بإذن الله عن أسلوب تحويل الأدلَّة الهادِمة إلى داعمة - 00:17:33ضَ
تحت عنوان: (كل الطُّرق تؤدي إلى الخرافة) - 00:17:38ضَ
فتابعوا معنا - 00:17:42ضَ
والسَّلام عليكم ورحمة الله. - 00:17:43ضَ