سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي
رحلة اليقين ٥٣: الدليل العلمي على وجود الملائكة | الدكتورإياد قنيبي
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله - 00:00:06ضَ
ما الدَّليل العلميُّ على وجود (الملائكة)؟ سأُجيبك في نهاية الحلقة بجملةٍ واحدة - 00:00:08ضَ
لكنْ قبل ذلك سنَبني الجواب خطوةً خطوة - 00:00:12ضَ
وللَّذين لم يُتابِعوا الحلقات السَّابقة قد تحبُّون تفصيل بعض النُّقاط - 00:00:16ضَ
ولذا فسأكون معكم في بثٍّ مباشِرٍ بعد الحلقة - 00:00:21ضَ
لمزيدٍ من التّبسيط والإِيضاح وجوابِ الأسئلة بإذن الله - 00:00:24ضَ
بدايةً كنّا قد بيَّـنَّا بالتَّفصيل - 00:00:29ضَ
أنَّ العِلمَ دائرةٌ واسعة، والعلمُ الرَّصديُّ التَّجريبيُّ الساينس"science" جزءٌ من أجزاءِ هذه الدَّائرة - 00:00:31ضَ
فعندما أقولُ لك: هناك دليلٌ علميٌّ على وجود (الملائكة) - 00:00:38ضَ
فلا تقل لي: أين هم حتى أَلمِسَهُم أو أَفحَصَهُم مَخبريًّا؟ - 00:00:42ضَ
وإنَّما علينا أن ننظر: هل الإيمان (بالملائكة) يَقعُ ضمن دائرة العلم العامَّة أم لا؟ - 00:00:47ضَ
الخطوةُ الثَّانية: كنّا قد أثبتنا أَنَّ هناك عَالَمَ غيب - 00:00:54ضَ
عالمًا غير عَالَمِ الشَّهادة الذي نَشْهَدُهُ ونَرصُد ما فيه - 00:00:59ضَ
وأَنَّ مَنْ يَصِفون أنفُسهم بأنَّهم مادِّيُّون اضطُروا إلى تفسيراتٍ غيبيةٍ في النِّهاية - 00:01:03ضَ
لكنّ الفَرق أنَّها لا دليلَ عليها - 00:01:10ضَ
من عقلٍ ولا فِطرةٍ ولا حِسٍّ ولا خبر كما بيَّنَّا في حلقاتٍ كثيرة - 00:01:13ضَ
والمادِّيُّون الذين لا يتَّفقون مع هذه التفسيرات لا يجيبون عن سؤال أصلِ الكون والحياة - 00:01:20ضَ
بل يَقِفون ساكتين عاجزين - 00:01:27ضَ
وكلُّ هذا يدلُّ على أنَّه-عمليًّا-الكلُّ معترفٌ بوجود الغيب وإِنْ أنكر البعضُ بلسانه - 00:01:30ضَ
الخطوة الثَّالثة: هي تحديدُ أَيِّ الغَيبيات تدخُل في دائرة العلم - 00:01:37ضَ
هناك غيبياتٌ كثيرةٌ مُدَّعاة فعَلَينا أن نتبع منهجًا علميًا - 00:01:43ضَ
لنعلم أيُّها يقع داخل دائرة العلم، وأيها خُرافات - 00:01:48ضَ
ما فعلناه حتى الآن في هذه السِّلسلة - 00:01:54ضَ
هو أنَّنا أثبتنا-بمنهجٍ علميٍّ- أعظمَ الحقائق الغيبيّة - 00:01:56ضَ
ألا وهي وجود خالقٍ مُتَّصفٍ بصفات القدرة والعلم - 00:02:01ضَ
فعلنا ذلك من خلال منهجٍ علميٍّ مبنيٍّ على مصادر المعرفة التي للعقل دورٌ مركزيٌّ فيها - 00:02:07ضَ
والذي وظّفَ "الساينس"، في إثباتِ وجود الخالق وصفاته - 00:02:15ضَ
يأتي هنا دور مصادر المعرفة ذاتِها في إدراكِ أنَّ هذا الخالق، لا يفعل شيئًا عبثًا - 00:02:20ضَ
بل دلَّ خَلْقُه على حكمته فلا يَترُكُ الناس مُهمَلين، بل لابُدَّ من النُّبوَّات - 00:02:27ضَ
ولا بُدَّ لحكمته أن تُمِدَّ هؤلاء الأنبياءَ بما يُبيّن صدق نُبُوَّتِهم - 00:02:33ضَ
ويُميِّزهم عن الكاذبين؛ فيؤيِّدهم بالمعجزات - 00:02:38ضَ
والحُكمُ بنبوة نبيٍّ وإعجاز معجزته، هو حكمٌ عقليّ، يوظِّف مصادر المعرفة - 00:02:43ضَ
ويصِلُ إلى هذه النَّتيجة العلميَّة في النِّهاية: - 00:02:50ضَ
أنَّ هذا النبيَّ نبيٌّ حقًّا، وأن الكتابَ الذي جاء به هو من عند خالق الكون والحياة حقًا - 00:02:53ضَ
وهي إحدى المحطَّات المهمَّة القادمة في رحلة اليقين بإذن الله - 00:03:01ضَ
الخطوة الرَّابعة: بعدما نُثبِتُ أنَّ شخصًا ما نبيُّ الخالقِ حقًا، وأن كتابًا ما، وحيُ الخالق حقًا - 00:03:07ضَ
هذا الكتاب يتضمَّن أخبارًا غيبيّةً عن عالم الغيب الَّذي لا نشهده - 00:03:16ضَ
فما الموقفُ العلميُّ من هذه الأخبار؟ - 00:03:21ضَ
الموقفُ: هو التَّسليم والقَبول، لأنَّها تكتسب حُجيّتها ومَوثوقِيَّتها من صدق الُمخبرِ بها - 00:03:24ضَ
إذن، التَّصديق بها والتَّسليم لها، لأنّها تكتسب حُجِّيَّتها وموثوقيَّتها من صدق المخبِرِ بها - 00:03:33ضَ
حسنًا، ماذا إذا تعارضت هذه الأخبار الغيبيّة مع العلم التجريبي؟ - 00:03:42ضَ
بحيث وجَدتَ نفسك في مفترق طرق - 00:03:45ضَ
إما أن تُؤمِن بالعلم التجريبي وتُنكِر الغيب، وإما أن تؤمن بالغيب وتنكر العلم التجريبي - 00:03:48ضَ
والجواب: لا يمكنُ أن تتعارض - 00:03:54ضَ
فهذه الأخبار الغيبية لن تخرج في علاقتها مع العلم الرَّصديِّ التجريبيِّ عن أحد احتمالين: - 00:03:57ضَ
الاحتمال الأول: أن يكون العلم الرَّصديُّ التَّجريبيُّ دالًّا للعاقِلِ على هذه الغيبيات - 00:04:04ضَ
والاحتمال الثَّاني: ألّا يكون دالًّا ولا نافيًا - 00:04:11ضَ
هذا التَّفصيل مهمٌّ -إخواني- ويزيل كثيرًا من اللَّبْس - 00:04:15ضَ
فالبعض يقول: العلم الرَّصديُّ له علاقةٌ بالغيب، - لا، ليس له علاقة بالغيب - 00:04:19ضَ
المسألة تحتاج إلى تفصيل دقيق - 00:04:24ضَ
العلم التجريبي يدلُّ على غيبياتٍ بينما لا يدلّ، ولا ينفي غيبياتٍ أخرى - 00:04:28ضَ
وتبقى -مع ذلك- مُبَرْهَنَةً بالدَّليل العلميّ - 00:04:34ضَ
وَلْنَأخذ مثالًا على كُلٍّ من الحالتين: - 00:04:38ضَ
عندما يُخبرك الخالق بوحيٍ آمنتَ به بالأدلَّة، بالطريقة العلميَّة - 00:04:42ضَ
أنَّ بعد الموت بعثًا - 00:04:48ضَ
فإن العلم الرصديَّ يقتضي -عقلًا- قُدرة الخالق على ذلك - 00:04:50ضَ
وبهذا تفهم قول الله تعالى: - 00:04:56ضَ
وَضَرَب لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ - 00:04:58ضَ
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ - 00:05:03ضَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ - 00:05:09ضَ
أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ [القرآن 36: 78-81] - 00:05:16ضَ
هذه حجَّةٌ علميَّة مبنيةٌ على مشاهدات "الساينس" الرَّصديّ - 00:05:24ضَ
أنَّ خالقًا نرى آثار قدرته وعظمته؛ - 00:05:29ضَ
سيكون خَلقُ الإنسان بعد موته أهونَ عليه من خلق السماوات والأرض - 00:05:32ضَ
التي نرصدُ عظمتها بالعلم التجريبي - 00:05:38ضَ
وأهونَ من خلق الإنسان أوَّل مرَّة - 00:05:41ضَ
ونحن نرى بالعلم التجريبي آثار العظمة في هذا الخلق للإنسان - 00:05:44ضَ
{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ} [القرآن 27:30] - 00:05:49ضَ
لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [القرآن 57:40] - 00:05:54ضَ
فهذه الحالة الأولى: أن يكون العلم التجريبي دالًّا على الغيب مُؤيِّدًا له - 00:06:01ضَ
الحالة الثانية -يا كرام- - 00:06:06ضَ
أن لا يكون الغيب ممَّا ينفيه العلم التجريبي ولا يثبته، ومثال ذلك: (الملائكة) - 00:06:08ضَ
فالعلم التجريبي بطبيعة تعريفه يعمل على عالَمِ الشَّهادة رصدًا وتجريبًا - 00:06:14ضَ
والعقل، يوظِّفه -يوظِّف العلم التجريبي- في الدّلالة دلالةً عامَّة على الخالق وصفاته -كما ذكرنا- - 00:06:20ضَ
أما أفعالُ الخالق، وما يُحدثه في عالَمِ الغيب فليس ضمن مجالِ عملِ العلم التجريبي - 00:06:27ضَ
فيبقى الدَّليل على الملائكة من المنظومة المعرفيَّة ذاتِها التي أنتجت لنا العلم التجريبي - 00:06:32ضَ
الدَّليل: هو الدَّليل العلميُّ بتعريفه الأوسع، وليس العلم التجريبي - 00:06:39ضَ
فالعلم التجريبي ووجود الملائكة، فَرعان لأصلٍ واحد - 00:06:44ضَ
وليس شرطًا أن يَدُلَّ أحدهما على صحَّة الآخر حتى نُصدِّقَ به - 00:06:49ضَ
بل يكفي أن يدلَّ على صحَّتهما؛ صحَّةُ الأساس الذي بُنِيَا عليه - 00:06:55ضَ
أُعيد يا إخوان: العلم التجريبي ووجود الملائكة، فَرعان لأصلٍ واحد - 00:07:01ضَ
وليس شرطًا، أن يَدلَّ أحدهما على الآخر حتَّى نُصدِّق به - 00:07:07ضَ
بل يكفي أن يدُلَّ على صحَّتهما؛ صَّحةُ الأساس الذي بُنِيا عليه - 00:07:12ضَ
وكما أنَّ من الحُمْق أن ننفيَ الملائكة بالعلم التجريبي - 00:07:19ضَ
فمن الحُمْق أن نحاول إثبات الملائكة بالعلم التجريبي - 00:07:22ضَ
فالعلاقة بينهما، ليست علاقةَ إثباتٍ ولا نفيٍ ولا تعارض - 00:07:27ضَ
وليس من العلم أن نبحث عن ظواهر لا تفسير مادِّيًّا لها، لننسِبها إلى الملائكة مثلًا - 00:07:32ضَ
وكذلك، فلن تكون منسجمًا مع نفسك ولا منطلِقًا من قواعد ثابتة - 00:07:40ضَ
عندما تستخدمُ هذه المنظومة المعرفيَّة في بناء العلم التجريبي - 00:07:44ضَ
ثم ترفُضُها، ولا تريد أن تستدلَّ بها - 00:07:48ضَ
عندما تَدُلُّ هذه المنظومة ذاتها على وجود الملائكة - 00:07:52ضَ
المنظومة المعرفيَّة هي ذاتها، مصادر المعرفة فيها هي ذاتها - 00:07:56ضَ
وهي تدُلُّكَ على الأمرين: على العلم التجريبي، وعلى صدق هذه الغيبيّات - 00:08:00ضَ
فالغيب الصَّحيح يكتسب صَّحته من إثبات صدق المُخبِرِ به إثباتًا علميًا - 00:08:06ضَ
ثم هذا الغيب -بعد ذلك- إما أنَّه مؤيَّدٌ بمشاهدات العلم الرَّصديَّ - 00:08:12ضَ
أو أنَّه لا مؤيَّدٌ بها، ولا مُعارَض لكنه مع ذلك مُثبتٌ علميًا في الحالتين - 00:08:17ضَ
وما ينطبق على الملائكة، ينطبق على الجنِّ وغيره من الغيبيات - 00:08:26ضَ
التي لا يُثبتها العلم التجريبي ولا ينفيها لكن تَثبُت بالدَّليل العلميِّ الخبريّ - 00:08:30ضَ
ولا نَقبلُ من أخبارها إلا ما صَحَّ نِسبتُه إلى الوحي - 00:08:37ضَ
فاليقين بوجود الملائكة والجنِّ، لا يعني أبدًا تصديق كلِّ ما يُنسب إليهما من أخبار - 00:08:41ضَ
بل ما تَثبت نسبته إلى الخالق وَرُسُلِهِ - 00:08:48ضَ
بالمنهجيَّة العلميَّة المتَّبعة في التحقُّق من نسبة الأخبار - 00:08:52ضَ
في المقابل، عندما لا يكون الغيب مثبتًا علميًا بهذه الطريقة - 00:08:57ضَ
فإنّك ستجدُ فيه التَّعارض مع العلم التجريبي بالفعل - 00:09:02ضَ
كدعوى أن الخالق صارعَ إنسانًا حتى كاد هذا الإنسان يَصرعُ الخالق (تعالى الله عن ذلك) - 00:09:06ضَ
هذا الخبر ليس ممَّا ثَبَتَ علميًّا - 00:09:13ضَ
إذ دلَّت أدلَّةٌ علميَّةٌ على وقوعَ التَّحريف في هذه الكتب - 00:09:16ضَ
وبالتالي فهذا الخبر الغيبيّ لا يكتسبُ موثوقيَّةً - 00:09:21ضَ
لأنه لا تصحُّ نسبته إلى الخالق، ولا إلى رُسُله - 00:09:25ضَ
فلا عجب بعد ذلك أن يعارِضَ العلم التجريبي - 00:09:30ضَ
فالكونُ والحياة دالَّان على خالقٍ مطلقِ القدرة، أعظمُ من أن يُعجزه بشر - 00:09:34ضَ
يمكن لأحد لم يُسلِّم لنا بصحَّة النبوَّات ولا الوحي، أن يقول: - 00:09:42ضَ
حسنًا، ماذا أستفيد أنا من كلامك هذا كلِّه؟ - 00:09:45ضَ
أقولُ لك: تستفيدُ أنَّك عندما تعترض على شيء، تعرفُ كيف تعترضُ بأسلوبٍ علميٍّ - 00:09:48ضَ
حتى يكونَ نقاشُنا علميًا - 00:09:55ضَ
فتستحي من نفسك أن تقول: - 00:09:58ضَ
لا وجود للملائكة، لأنه لا دليل عليهم من الساينس - 00:10:00ضَ
لأنَّك بهذا، تمارس مُغالطةَ افتراضِ أنَّ القائلين بوجودهم - 00:10:04ضَ
يقرُّون لك بأن العلم محصورٌ في العلم التجريبي - 00:10:10ضَ
وهذا جهل - 00:10:13ضَ
بل إما أن تقول: أثبِتْ لي أنَّ العلم ليس محصورًا في العلم التجريبي - 00:10:14ضَ
وهذا ما فعلناه في الحلقات الماضية - 00:10:19ضَ
وإما أن تقول: أنا لا أُسَلِّم لك بأنَّ هذا الوحي من عند الخالق - 00:10:22ضَ
أو لا أُسَلِّم لك بوجود الخالق أصلًا - 00:10:26ضَ
فأقول لك حينئذٍ: إذن عرفنا أين موضع الخلاف - 00:10:30ضَ
فتعالَ نرجِعْ خطوةً إلى الوراء، ونناقشْ هذه المقدِّمات - 00:10:35ضَ
الخالقَ والوحيَ والنبوءات - 00:10:40ضَ
لكنْ عيب أن تقول لي: هات دليلا من العلم التجريبي على (الملائكة) - 00:10:43ضَ
وكأنَّك تقول: قِس لي وزن شيءٍ باستخدام المِسطرة - 00:10:47ضَ
عندما تكلَّمت عن بُطلان خرافة (الأكوان الصُّدَفية الَّلانهائية) - 00:10:51ضَ
ردَّ أحدهم بمقالٍ مطوَّل هو مجموعة من المغالطات - 00:10:55ضَ
إحداها قوله: "لو رجعت لتعريف الطريقة العلميَّة، فستجد الإيمان بالغيب - 00:11:00ضَ
يتعارض (180) درجة مع العلم لأنّ العلم يحتاج أدلَّة تجريبية تُدرك بالحسّ - 00:11:05ضَ
حاول أن ثبت وجود الملائكة أو الجنّ أو الرُّوح أو الجنة أو البعث والنشور بالعلم التجريبي - 00:11:10ضَ
مستحيل، والذين يحاولون تفسير الدين بالعلم والعلم بالدين معركتهم خاسرة دائما - 00:11:16ضَ
أظنّكم الآن -يا كرام- تدركون كَمَّ الجهالات المتراكبة في هذين السَّطرين - 00:11:23ضَ
فهو افترضَ أنّ العلم يساوي العلم التَّجريبيَّ فقط - 00:11:30ضَ
وأنّ العلم التَّجريبيَّ يساوي الحسَّ فقط - 00:11:34ضَ
وبما أنّ الملائكة والجِنّ والبعث لا تُدرَك بالحسّ إذن، فهي ليست من العلم - 00:11:36ضَ
﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ﴾ [القرآن 39:10] - 00:11:44ضَ
أخرَجُوا هذه الحقائق من دائرة العلم - 00:11:47ضَ
فلم تُحِط دائرة العلم التجريبي بها فكذَّبوا بها أو اعتبروها معارِضةً للعلم - 00:11:49ضَ
طرحٌ ناتجٌ عن هزيمةٍ نفسيَّة أمام الأمم الغالبة فيُسلِّم أحدُهم بتعريف هذه الأمم للعلم - 00:11:57ضَ
التَّعريفِ النَّاتج عن قرونٍ من الصِّراع مع دينٍ محرَّف، وغيبيَّاتٍ مُفتراه - 00:12:05ضَ
ثم يعود هذا ليُسَلِّط هذا التعريف المشوَّه على ديننا - 00:12:11ضَ
طرحٌ ناتٌج عن ضياع المنظومة المعرفيَّة تمامًا - 00:12:15ضَ
﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا - 00:12:20ضَ
وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [القرآن 40:24] - 00:12:25ضَ
وهذا نموذجٌ -إخواني- يُريكم صعوبة الرَّدِّ على المقولات التي ليس لها أيُّ أساسٍ علميّ - 00:12:30ضَ
لأنّ أحدهم يقول في سطرين ما يحتاج حلقاتٍ لتَفنِيدِه - 00:12:36ضَ
إذ تحتاج إلى أن تبني المنهجيَّة العلميَّة أوَّلًا، ثم تفكِّك عباراته، وتُبيِّن ما تضَمَّنَته من جهالات - 00:12:41ضَ
ومع ذلك، ترى المتابعين -المساكين- لهؤلاء - 00:12:49ضَ
يصفِّقون بذكاءٍ شديدٍ مُعجَبين بهذا الكلام العلميّ - 00:12:53ضَ
قارن هذه التشوُّش، والتَّخبُّط مع منهجيَّةٍ تضعُ كلَّ شيءٍ في مكانه - 00:13:00ضَ
وتُكامِلُ بين مصادر المعرفة - 00:13:05ضَ
﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ - 00:13:08ضَ
وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [القرآن 6:34] - 00:13:13ضَ
هذا عدا عن أنَّنا كنَّا قد أثبتنا لكم أنه لا وجود للعلم التجريبي أصلًا - 00:13:18ضَ
لولا مصادر المعرفةِ المُستَندةُ كُلُّها إلى الإيمان (بالخلق) وهي أعظم حقائق الغيب - 00:13:24ضَ
فكيف يكون الإيمان بالغيب بعد ذلك مخالفًا (180) درجة للعلم التجريبي؟! - 00:13:31ضَ
انظر بعد ذلك إلى حال الَّذين رفضوا هذه المنهجيَّة المتسلسلة - 00:13:38ضَ
كيف رفضوا الأخبار الغيبيَّة التي دلّت الأدلة على صدق مصدرها - 00:13:42ضَ
مع أنّها جاءت إلينا من طريق رُسُلٍ كاملين في أخلاقهم، وأماناتهم - 00:13:47ضَ
فانتهى الأمر بهؤلاء الرَّافضين، إلى أنْ يَقبلوا بتخاريفِ أناسٍ يُبرِّرون زنا المحارم - 00:13:53ضَ
ويُطردون من عملهم بعد التَّحرُّش بالنِّساء - 00:14:00ضَ
كـ(لورانس) كراوس "Lawrence Krauss" الذي ألَّفَ كتاب (كَوْنٌ من لا شيء) - 00:14:02ضَ
وأناسٍ يُبررون الخيانةَ الزَّوجية كـ(دوكينز) "Dawkins" الذي ألَّفَ كتاب (وهمُ الإله) - 00:14:06ضَ
والذي قال للناس: بدايةُ الحياة على الأرض، بذرةٌ بذرتها كائناتٌ فضائيَّة - 00:14:12ضَ
انظر إليهم وهم يتركون أخبار العُدول الثِّقات إلى تخاريف أمثال هؤلاء - 00:14:18ضَ
﴿بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا﴾ [القرآن 50:18] - 00:14:23ضَ
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ﴾ [القرآن 69:40] - 00:14:27ضَ
انظر إلى أيِّ نهايةٍ ينتهون - 00:14:31ضَ
وكيف يُطمس على بصائرهم وعقولهم فهم في طغيانهم يعمهون - 00:14:34ضَ
الآن، وفي سطرٍ واحد: ما الدليل العلميُّ على وجود (الملائكة)؟ - 00:14:41ضَ
الدليل: هو إخبار الوحي والذي دَلَّ على صدقِهِ مصادرُ المعرفة - 00:14:46ضَ
التي لا قيامَ للعلم -ومنه العلم الرصديُّ التَّجريبيُّ- إلا بها - 00:14:53ضَ
وخِتامًا يا كرام - 00:15:00ضَ
البراهين والحُجَج العقليَّة والتَّأصيل العلميّ، لنْ ينفع - 00:15:02ضَ
إلَّا إذا كنَّا نخاطب أُناسًا طلابَ حقّ، مستعدِّين للتَّواضع له - 00:15:08ضَ
شاء اللهُ أن يحجُبَ عنَّا غيوبًا فيُؤمن بها مَن سَلِمت نفوسهم ويُعرض عنها المستكبرون - 00:15:14ضَ
يؤمنُ من يؤمنُ عن اختيارٍ مبنيٍّ على العقل - 00:15:21ضَ
ولو شاء الله لأظهر غُيوبه وخَوَّفَ عبادهُ أجمعين فَأخْضَعَهُم للإيمان به - 00:15:25ضَ
لكنْ، على ماذا الجزاء بالسَّعادة الأبديَّة بعد ذلك؟ - 00:15:32ضَ
وهو سبحانه يُحبُّ من عباده خُضوعَ القلوبِ، لا القوالب فحسب - 00:15:36ضَ
ولو أَظْهَرَ غُيوبه لَحَرَم الخيِّرين من عبادِهِ - 00:15:41ضَ
من هذا المقام الإيمانيِّ الرَّفيع بالغيب؛ لأجل المُتَعنِّتين - 00:15:45ضَ
اقرأ بعد ذلك قول الله تعالى: - 00:15:50ضَ
﴿طسم ﴿١﴾ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ - 00:15:53ضَ
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ - 00:15:59ضَ
إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾ - 00:16:02ضَ
وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴿٥﴾ - 00:16:10ضَ
فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦﴾ - 00:16:16ضَ
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴿٧﴾ - 00:16:23ضَ
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ - 00:16:29ضَ
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٩﴾﴾ [القرآن 26 : 1-9 ] - 00:16:34ضَ
هو سبحانه أعزُّ من أن يجعل أدلَّته كما يشترطُ المستكبرون - 00:16:37ضَ
لكنَّه في الوقت ذاته رحيم، ومن رحمته أن بثَّ في الكون الأدلَّة الكافية الشَّافية لمن أراد الحقّ - 00:16:43ضَ
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [القرآن 9:26] - 00:16:52ضَ
والسلام عليكم ورحمة الله - 00:16:55ضَ