السلام عليكمْ - 00:00:00
"تطوَّرَ الإنسان عن كائناتٍ أدنى" هكذا تقول نظرية التطور، - 00:00:01
لكنَّ القرآن يقول أننا بنو آدم الذي خَلقَه الله بيديه وخَلقَ منه زوجَه، - 00:00:06
هنا تنوَّعت اتجاهات المؤمنين بنظرية التطور من أبناء المسلمين: - 00:00:11
فمنهم من قال: إذن نعيد تفسير آيات القرآن بما يتناسب مع نظرية التطور. - 00:00:17
ومنهم من قال: نقول أن قصة آدم في القرآن قصة رمزية. - 00:00:23
ومنهم من قال: بل نُكذِّب القرآن ونؤمن بالعلم. - 00:00:27
في هذه الحلقة سنناقش بالأبحاث العلمية هذه المقدِّمةَ التي اعتبروها مُسلَّمة - 00:00:31
أن تطوُّر الإنسان حقيقةٌ علمية، - 00:00:38
ونحاول أن نرسم معًا ملامح المنهج العلمي القَويم؛ لعلنا نكون من أهل قوله تعالى: - 00:00:41
﴿فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ... - 00:00:47
وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [القرآن 2: 213]. - 00:00:52
فتابعوا معنا... - 00:00:56
ما يُشِيعُه أتباعُ نظريَّة التطوُّر في أشهر مجلاتهم وكتبهم ومواقعهم "العلمية" - 00:01:03
والمحاضرات "التثقيفية" لعموم الناس، هو أن الإنسان تطور عن أصولٍ مشتركة مع الحيوانات، - 00:01:09
مرَّت بمراحل انتقالية من كائناتٍ شبه بشرية - 00:01:15
وصولًا إلى الإنسان الحديث الذي يسمونه بالـ(Homo sapiens)، - 00:01:19
وأنَّ هذا الإنسانَ الحديث ظهر أوَّل ما ظهر في إثيوبيا قبل حوالي 195 ألف سنةٍ - 00:01:22
-كما في هذه الورقة المنشورة في Nature عام 2005- - 00:01:29
ثم بعد عشرات الآلاف من السنوات خرج نسلُه إلى بقية أنحاء العالم، - 00:01:32
وأنَّ هذه الكائنات المزعومةَ التي يُفترضُ أن الإنسان تطوَّر عنها - 00:01:37
لها خصائصُ انتقالية تناسب النطاق الزمني الذي اكتُشِفت فيه - 00:01:41
من حيث شكل الجمجمة وحجمها والهيكل العظمي والمادة الوراثية، - 00:01:46
ويضع المروجون لنظرية التطوُّر من العرب هذه الصور خلفيةً لمحاضراتهم. - 00:01:51
- آها! إذن أنتم تقولون أننا -معاشرَ البشر- بشكلنا الحالي - 00:01:57
كان أول ظهور لنا قبل 195 ألف سنة في إثيوبيا… أليس كذلك؟ - 00:02:01
= "بلى، تقريبًا أقصد ±5 آلاف سنة". - 00:02:08
- آها! وهناك تسلسلٌ واضح في أسلاف الإنسان بما يناسب النطاق الزمني في الخط التطوري؟ - 00:02:11
= "طبعًا طبعًا". - 00:02:18
- وكلُّ أحفورةٍ نجدها تدعم التسلسل الذي افترضناه قبل وجودها ولا تخرج عن ذلك الإطار - 00:02:19
أليس كذلك؟ = "بلى طبعًا". - 00:02:26
- آها! حسنًا ماذا تفعلون بالحفرية البشرية المكتشفة عام 2017 في المغرب - 00:02:27
والتي تعود لـ 300 ألف سنة حسب تقديرات المختصين، بحيثُ عُنْوِن لها بعنوان: - 00:02:33
(حفريةٌ مُكتشَفَةُ في المغرب تُعيد ترتيب شجرة عائلة الـ(Homo sapiens). - 00:02:39
= "آآ… لا مشكلة، سنعمل Stretch (تمديدًا) للخلف ونقول أن الإنسان الأوَّل - 00:02:45
ظهر قبل حوالي 300 ألف سنة كما في موقع Smithsonian. - 00:02:50
- حسنًا، تعالوا نَعُد إلى الوراء: ماذا عن الحفرية المكتَشفة عام 1995م في إسبانيا - 00:02:54
لبقايا جمجمةٍ وهيكلٍ عظميٍّ قدَّروا أنها أقدم من 780,000 سنة؟! - 00:03:00
أي أقدم بكثير من الـ 300 ألف سنة المزعومة - 00:03:06
بحيث أن الإنسان ظهر قبل الكائن شبهِ البشري الذي كان يُفترض أن الإنسان تطوَّر عنه، - 00:03:10
حتى قال مكتشِف الجمجمة Juan Arsuaga: "إن هذا مفاجئٌ جدًّا، - 00:03:17
علينا أن نعيد النظر في تطور الإنسان ليناسب هذا الوجه المكتَشف، - 00:03:21
فعمره 800 ألف عام، ومع ذلك فمن الواضح أنه كوجوهنا". - 00:03:26
احتاروا كثيرًا في التفسير، وقرَّروا اعتباره كائنًا شبه بشري - 00:03:32
وأطلقوا عليه اسم (Homo antecessor)، - 00:03:36
وأطلقوا العنان لخيالهم لإظهاره بدائيًّا كهذا التمثال في المتحف الأسترالي. - 00:03:38
ولا زالت الحيرة في تفسيره قائمةً، فمن شهور قليلة نشرت مجلة Nature دراسة - 00:03:44
تعيد التأكيد على أن وجه ما سموه Homo antecessor هو كوجوهنا، - 00:03:50
وتكلَّمت مجلة Science عن الحيرة في مكان وضعه في التسلسل التطوري. - 00:03:54
حسنًا، مهما فعلتم لتفسِّروا هذا الفرق بمئات الآلاف من السنوات، - 00:03:59
ماذا ستفعلون بالجمجمة المكتشفة في كينيا عام 2001؟ - 00:04:03
والتي أطلقوا عليها اسمًا يعني (رجل كينيا مسطح الوجه) - 00:04:07
وقدروا عمر الجمجمة بـ3.5 مليون سنة، - 00:04:12
حتى أبدت مقالة في مجلة Nature صدمتها الشديدة بها وصدَّرت المقال بقولها: - 00:04:15
"إن التاريخ التطوري للإنسان معقَّدٌ وغير واضح المعالم، - 00:04:22
إنه يبدو اليوم على شفا الإلقاء في المزيد من الارتباك بسبب الاكتشاف لنوعٍ جديدٍ - 00:04:26
يعود لثلاثة ملايين ونصف مليون السنة". - 00:04:32
وكذلك مجلة Science في مقالٍ بعنوان: (جمجمة تُضيف المزيد من الغموض على أصول الإنسان)، - 00:04:36
تقول في مقدِّمته: "إن اكتشاف جمجمةٍ وبقايا أحافير عمرها 3.5 مليون سنة في شمال كينيا - 00:04:42
يَهُزُّ شجرة تطور البشر من جذورها". - 00:04:50
ونشرت Science أيضا في مقالٍ آخر قائلة: "إن الخبراء مُجمِعون على الرأي - 00:04:54
أن هذه الحفرية سوف تُعقِّد الجهود لتتبع المسار الملتوي لتطور الإنسان". - 00:05:00
"مجمعون"... بينما مُروِّجو نظرية التطور العرب - 00:05:06
يوهِمُ كلامهم بأن الخبراء "مجمعون" على تسلسل واضح لتطور الإنسان. - 00:05:10
وبالمناسبة، فالداروينيون -في المحصلة- لم يُصنِّفوا هذه الأحفورة ضمن الجنس البشري، - 00:05:16
لكنهم محتارون في أن خصائصها لا تناسب هذه المرحلة الزمنية حسب الخطّ التطوري المزعوم. - 00:05:21
لم يستفِق الداروينيون من هذه الصفعة عام 2001 حتى جاءت الصفعة الأخرى عام 2002 - 00:05:28
باكتشاف جماجم في تشاد سمَّوها توماي (Toumai)، - 00:05:35
قدَّروا عمرها بـ 6-7 مليون سنة كما نُشِرَ في Nature، - 00:05:38
بخصائص لا تناسب هذه المرحلة الزمنية حسب الخطِّ التطوُّري المزعوم، - 00:05:42
فقُربها من الجماجم البشرية يجعل من المُفترَض أنها ظهرت متأخِّرة نسبيًّا، - 00:05:47
فإذا قبلوا بأن عمرها 6-7 ملايين من السنوات - 00:05:53
فلن يمكن القبولُ بكون العديد من الأنواع المتأخرة بعد Toumai - 00:05:57
أسلافا للبشر وتنتمي لنفس السلالة التطورية، - 00:06:02
لأن هذه الأنواع أقلُّ شبهًا بالجمجمة البشرية المعاصرة من Toumai. - 00:06:05
أي لا يصلح أن يكون الجنس الأقدم أقربً للإنسان من الجنس الوسيط، - 00:06:10
حتى قال هذا المقال في Nature: "إن Toumai هي رأس قمَّة هذا الجبل الجليدي، - 00:06:14
الذي قد يُغرق لنا أفكارنا الحالية عن تطوُّر الإنسان". - 00:06:20
وقال المختص في الأنثروبولوجي Bernard Wood: "عندما ذهبت إلى كليَّة الطب في عام 1963،... - 00:06:24
كان تطور الإنسان يظهر كالسلم... يُعقّب المقال: "الآن يظهر التطوُّر كشجرةٍ متفرِّعةٍ... - 00:06:31
ما العلاقة بين هذه الأحافير؟ وأي منها هو سلف الإنسان؟ - 00:06:38
إن كان أي منها أصلا سلفًا للإنسان! كل هذا لا زال محلَّ خلاف". - 00:06:43
لاحظ مرة أخرى: هذا من مقال في Nature، إحدى أشهر المجلات العالمية، - 00:06:50
وهي أكثرها دعما لخرافة التطور: "ما العلاقة بين هذه الأحافير؟ وأي منها هو سلف الإنسان؟ - 00:06:54
إن كان أيٌّ منها أصلًا سلفًا للإنسان! كل هذا ما زال محلَّ خلاف". - 00:07:02
لذلك -أخي- عندما ترى من يعرض لك مثلَ هذه الرسومات الفكاهية - 00:07:08
التي تُظهر تطوُّر الإنسان كخطٍّ رصين، فاعلم أنه لم يُحدِّث معلوماته من عام 1963، - 00:07:12
من أيام ما ذهب برنارد وود إلى كُلِّيَّة الطبِّ. - 00:07:20
وبعدها في 2005 نشرت Nature مقالًا صدَّرته بالقول: - 00:07:23
"حتى سنواتٍ قليلةٍ مَضَت، - 00:07:27
كان يُعتقد أن التاريخ التطوُّريَّ لنوعنا البشري مباشرٌ وبسيطٌ إلى حدٍّ ما... - 00:07:28
إلى أن قال: لكن مؤخَّرًا، بُذر الارتباك في شجرة تطوُّر الإنسان". - 00:07:34
ثم شرع المقال في بيان الاكتشافات التي أحدثت هذا الارتباك. - 00:07:40
ثم في عام 2015 اكتشفت عظام في (تنزانيا) تشبه عظام يد الإنسان الحديث وزادتهم ارتباكًا، - 00:07:44
إذ قُدِّر عمرها بأكثر من 1.84 مليون سنة، ونشرت عنها Nature. - 00:07:51
وفي العام نفسه -في 2015- اكتُشفت أحفورةٌ في إثيوبيا - 00:07:57
بخصائص لا تناسب الخط التطوُّريَّ المزعوم، ونشرت عنها Nature، - 00:08:01
وعلَّق عليها بروفيسور الأنثروبولوجي Colin Groves قائلًا: - 00:08:06
"لا نعلم كم نوعًا تواجد -يعني من أسلاف الإنسان المزعومة- - 00:08:09
ولا نعلم أيُّها يتبع لأيِّها". - 00:08:13
وقال عن هذه الأحفورة: "really upsets the apple cart" - 00:08:16
يعني: "كأنَّ عربةَ التفاح قُلبت رأسًا على عقِب". - 00:08:20
=حسنًا، أليس محتملًا أن الصورةَ اتضحت أكثر في السنتين الثلاث الأخيرات؟ - 00:08:23
-لا، بل اكتُشف العديد من الاكتشافات المُربِكة - 00:08:27
حتى علَّق المحرِّر العلميُّ في موقع BBC بول رينكون Paul Rincon - 00:08:30
في المقال المنشور من شهور في 2-4-2020 قائلًا: - 00:08:35
"في وقتٍ ما، كنا نتصوَّر أن تطوَّر البشر يسير في شكل خطِّي، - 00:08:39
حيث يظهر الإنسان الحديث في نهاية الخطِّ باعتباره ذِروةَ التقدُّم التطوري، - 00:08:43
لكنْ أينما ننظر الآن نرَ بشكل متزايد - 00:08:48
أن الصورة الحقيقية كانت أكثر فوضويَّة من هذا بكثير (much messier)". - 00:08:53
كان محسومًا لدى الداروينيين ولفترةٍ طويلةٍ من الزمن أن الإنسان الأول ظهَر في إثيوبيا، - 00:08:59
ورسموا قصَّةَ خروجِ سُلالتِه وانتقالِها لأنحاءٍ أخرى في العالم، - 00:09:05
لكن هذا الحسمَ تبعثر تماما بهذه الاكتشافات التي ظهرت في المغرب وكينيا وتشاد وتنزانيا. - 00:09:09
قالوا: إذن فلنقل أن أصل الإنسان كان في إفريقيا بشكل عام، فهذه الدول كلها في إفريقيا. - 00:09:16
- في إفريقيا؟! ماذا تقولون إذن عن هذه الأحافير في الصين التي نُشِر عنها في 2017، - 00:09:22
وقالت عنها NewScientist: "أحافير غريبةٌ من الصين تُظهِر أصولًا آسيوية لنوعنا الإنساني - 00:09:27
وتعيد كتابة قصة تطوُّر الإنسان". - 00:09:34
= الصين؟! لا مشكلة، صحيح أنها ليست من نفس القارة مثل إثيوبيا، - 00:09:38
لكن من نفس الكوكب على الأقل!. - 00:09:42
وهذا مقالٌ منشور من شهور في 2020، تحت عنوان: - 00:09:44
(اكتشافاتٌ حديثةٌ تعمل إصلاحاتٍ رئيسة لتصوُّرنا عن: من أين جاء البشر؟ ومتى؟) - 00:09:48
ويقول أنه: "مع الاكتشافات الحديثة فكثيرٌ من أفكارنا السابقة عن: - 00:09:55
من نحن؟ ومن أين أتينا؟ ظهر أنها خطأٌ". - 00:10:00
هذه كلها أبحاثٌ وتصريحاتٌ من أفواه التطوريين وفي أَشْهَرَ مجلَّاتهم، - 00:10:04
وهذا هو واقع السيناريوهات التطوُّرية للإنسان: - 00:10:09
مبعثرة، غرقانة، مربِكة، ملتوية، معقدة، غامضة، فوضويَّة، مُهتزَّة من جذورها، - 00:10:12
"كعربة تفاحٍ مقلوبةٌ رأسًا على عقب"، بتعبيرات التطوُّريين أنفسهم! - 00:10:20
تعبيراتهم تجعلني أتصوَّر أتباع الخرافة يركضون كالكائنات الوهمية التي افترضوها، - 00:10:27
يجرون لاهثين خلف سراب خرافتهم. - 00:10:32
حسنًا ماذا يفعلون بما أن كلَّ خطٍّ تطوُّري للإنسان ينهار مع كل اكتشاف جديد؟ - 00:10:35
أصبحوا يلجؤون لرسم أشجارٍ مُتَفَرِّعة، بحيث إذا تم اكتشاف شيء جديد - 00:10:41
فرَّعوا فرعًا من الشجرة ووضعوا الأحفورة عليه، وانتهى الموضوع. - 00:10:47
ويتجنبون رسم علاقةٍ مباشرة بين كائن وكائن، وهو التفافٌ من المهمِّ جدا الوقوف عنده. - 00:10:51
أي أنَّ الأحافيرَ التي أفسدت عليهم خيالاتهم السابقة وأعرَبوا عن انزعاجهم منها - 00:10:59
أصبحوا يضيفونها في مكان ما في الشجرة، - 00:11:04
تنظر أنت، فترى أسماءً كثيرةً ووجوهًا تخيُّليَّةً كثيرةً، - 00:11:08
فتظُنَّ أن هذه كلَّها "أدلَّةٌ على تطوُّر الإنسان"، مع أنها على العكس تمامًا، - 00:11:12
فحوَّلوا الدليل الهادمَ للتطور إلى دليل للتطور، - 00:11:18
على طريقتهم التي جئنا عليها بشواهد كثيرةٍ. - 00:11:21
وهذه الأشجار تتباين من موقع لموقع بحسب ما تنطلق خيالاتهم، - 00:11:25
كما في هذه الصور من (human origins) و(Nature) و(Science) - 00:11:30
ومجلة (Earth) المعروفة - 00:11:34
والموسوعة البريطانية (Encylopaedia Britannica) - 00:11:36
وموقع المتحف الأسترالي وغيرها. - 00:11:39
ماذا يعني التَّشجير؟ - 00:11:42
يقولون مثلاً: "الإنسان والشمبانزي تطوَّرا عن أصلٍ مشتركٍ، - 00:11:44
فيظنُّ البعض أن هذا الأصل المشترك هو كائنٌ معروفٌ لديهم - 00:11:49
يوجد أحافير تدلُّ على وجوده تاريخيًا، - 00:11:53
أبدًا، إنما هو الكائن الافتراضي (A) كما في Nature - 00:11:56
افترضوا وجودَه وأعطوه اسمًا (HC-LCA): (آخر سلَفٍ مشتَرك بين الإنسان والشمبانزي). - 00:12:00
هل هناك أي دليل علمي عليه؟ أي معلومات عنه؟ أبدا، وإنما لا بد من اختراع وجوده تطوريا. - 00:12:08
هذا مع أن بحثًا نُشر من شهورٍ في (Science Advances) التابعة لمجموعة Science - 00:12:15
افتُتح بجملة: "إن دماغ الإنسان أكبر بثلاث مرَّاتٍ ومرتَّبٌ بشكل مختلف - 00:12:20
عن دماغِ أقرب أقربائه الأحياء -وهو الشمبانزي- - 00:12:26
وهي خصائص مهمَّةٌ للقوة الإدراكية للإنسان وسلوكِه الاجتماعيِّ، - 00:12:29
إلَّا أن الأصول التطورية لهذه الخصائص غير واضحة". - 00:12:34
فالإنسان مختلف عن الشمبانزي اختلافا كبيرا، وكيف استطاع "التطور" عمل ذلك؟ غيرُ معروف، - 00:12:38
والسلف المشترَك بينه وبين الشمبانزي غير معروف، المهمُّ أنه تطوَّر وحسب. - 00:12:45
حفرية Ardi من عائلة (Ardipithecus)، أو حفرية Lucy من عائلة (Australopithecus) - 00:12:50
التي اعتبروها سابقًا أسلافًا للإنسان ورموزًا لتطوُّره، - 00:12:55
يتجنَّبون الآن رسْمَ علاقةٍ مباشرةٍ بينها وبين الإنسان وادِّعاءَ أنها أسلافٌ له، - 00:13:00
وإنما يدعون أنها ربما تفرعت هي وأسلاف "ما" للإنسان عن أصل مشترك "ما" كما في Science، - 00:13:07
وكل ما تَرَوْنه من أرقامٍ هي كائناتٌ تطوُّريةٌ يُفترض أنها وُجدت؛ - 00:13:15
"hypothesized to have occurred". - 00:13:20
فأصبحت أشجارهم عبارةً عن مجموعاتٍ من الأعشاش المنفصلة - 00:13:22
لا تربطها إلا أصولٌ موهومة لا دليلَ عليها. - 00:13:26
ولذلك أصبحوا كثيرًا ما يتجنَّبون كلمة (human ancestors - أسلاف الإنسان)، - 00:13:30
ويستخدمون بدلًا منها (relatives - أقرباء). - 00:13:35
= هناك قرابة ما - كيف؟ متى؟ ما الدليل؟ - 00:13:38
= لا نعرف، لكن لا بدَّ أن هناك قرابةً ما. - 00:13:42
الآن وبعد أن بينا لكم إخواني أن الاكتشافات الحديثة تُبَعْثِرُ الخطَّ التطوري المزعوم، - 00:13:45
تعالوا نبين لكم أن عناصر هذه الخطوط أو هذه الأشجار - 00:13:50
أي ما كانوا يسمونه "رموز التطور"، الأحافير الدالَّة دلالةً دامغةً على حصول التطور - 00:13:54
أنها لا علاقةَ لها بتحوُّلٍ تطوُّريٍّ ولا كائنات انتقالية ولا أشباه بشر ولا ما شابه، - 00:14:01
وإنما -ببساطة- عندنا أحافير (لقردةٍ) وأحافير (لبشرٍ). - 00:14:07
أحافير القردةِ هي لقردةٍ متنوِّعةِ الأشكالِ، لكنها تبقى قردةً، - 00:14:12
وأحافير ما زعموا أنهم أشباه بشر هي أحافير بشر بينها من التنوع كما بين البشر الحاليين - 00:14:17
وعندنا أجزاء من جماجم وهياكل عظمية لا يمكن الجزم بأنها تابعةٌ لبشر أو قردة أو غيرهم - 00:14:25
تُبنى عليها قصصٌ ورسوماتٌ بمحض الخيالات والتوهمات - 00:14:32
كجمجمةِ الحمار وسنِّ الخنزير، وقد تكون لمخلوقاتٍ منقرضةٍ. - 00:14:36
ونقصد بالقردة هنا الـ(Apes)، وهناك فرق بينها وبين الـ(Monkeys)، - 00:14:40
والكلمتان تترجمان في العربية لـ(قردة)، - 00:14:45
والداروينيون يدَّعون أننا نشترك مع الـ(Monkeys) في أصلٍ مشتركٍ ما، - 00:14:48
ثم يختلفون في شأن الـ(Apes): هل هي أسلاف للإنسان، أم تشترك معه في أصلٍ مشترك "ما" آخر. - 00:14:53
إذن دعونا نأخذ قصَّة (رموز التطور)، - 00:15:01
ولنأخذ هذا الخطَّ التطوُّريَّ الموجود حتى اليوم في آب (أغسطس) من العام 2020 - 00:15:04
في موقع الموسوعة البريطانية بعنوان (الخط التطوري للإنسان): - 00:15:10
أولا: (Australopithecus afarensis) القرد الجنوبيُّ العفاريُّ، - 00:15:15
والذي سُمِّيَ أشهرُ أحافيرِه بـ(Lucy). - 00:15:18
ما لا يعرفه الكثيرون - 00:15:22
هو أن لوسي هي عبارة عن مجموعة عظامٍ متناثرة في سفح تلّة تتعرّض لعواصفَ مطريّة، - 00:15:23
عظامٌ لم تكن مرتبطةً ببعضها جُمعت على مدى ثلاثة أسابيع… - 00:15:30
فكٌّ من هنا، عظمة فخذ من هناك، وبعد أسابيع فقرةٌ من العمود الفقري من موقع آخر… وهكذا - 00:15:35
فاستنتج الباحثون أن هذه العظام تعود لنفس الكائن، - 00:15:42
كما في كتاب (لوسي: بداية الجنس البشري) لمكتشف العظام: Donald Johanson، - 00:15:46
وكما في موقع جامعة أريزونا. - 00:15:51
فهذه العظام قد تكون لنفس الكائن وقد لا تكون، افترَضوا أنَّها لنفس الكائن، - 00:15:53
وأنَّه يحمل صفاتٍ انتقاليةً بين البشر والقرود، - 00:15:58
فانطلق خيال أتباع الخرافة ليَرسُموا بناءً على هذه العظام - 00:16:02
عددًا ضخمًا جدًا من الرسومات والتماثيل في المتاحف والأفلام الوثائقية - 00:16:06
والكتب المدرسية والجامعية، وعملوا لها صورا تجعلك تشعر بالحنين لأمِّك الأولى المفترضة. - 00:16:11
ونشروا وثائقياتٍ وبرامجَ عن كيف ماتت لوسي، - 00:16:18
ليصبح وجودُها حقيقةً مسلَّمًا بها ويبقى التساؤلُ فقط عن تفاصيل حياتها، - 00:16:21
وبحيث إذا سمعتَ (لوسي) تصوَّرتَ أنهم استخرجوا في الحفرية - 00:16:27
هذا الكائن مُحَنَّطًا مُكتمل الشحم واللحم، - 00:16:31
ومعه فيديو عمره 3 ملايين سنة يُظهر تفاصيل حياة لوسي، - 00:16:34
بينما ما هي في الحقيقة إلا عظامٌ مبعثرةٌ مشكوكٌ في أنها تابعةٌ لنفس الكائن. - 00:16:40
وما لا يعرفه الكثيرون أن إعلام الخرافة تعامَى في ذلك كلِّه عن الكثير من الأبحاث - 00:16:46
التي تُشكِّك في جزئياتٍ كثيرةٍ من الاستنتاجات التي بُنِيتْ مبكِّرًا عن لوسي، - 00:16:52
والأبحاثِ التي تنفي بالكلِّية أن تكون لوسي وعائلتها من القردة العفارية سلفًا للإنسان، - 00:16:57
حتى أن المجلة الفرنسية (Science &vie) - 00:17:05
جعلت العنوانَ الرئيس لغلاف عددها الصادر في الشهر الخامس من عام 1999: (وداعًا لوسي) - 00:17:07
وذكرت في المقال الأدلة أن كل عائلة (Australopithecus) التي تنتمي إليها لوسي - 00:17:15
لا بُدَّ أن تُزَال من شجرة عائلة الإنسان. - 00:17:21
وفي عام 2007 نشرت المجلة الأميريكية المعروفة PNAS - 00:17:24
مقالا تبين الأسباب التي تشكّك في كون القرد العفاريِّ -الذي منه لوسي- سلفًا للإنسان. - 00:17:28
وحديثًا -من شهور قليلة- في إبريل 2020، نشرت مجلَّةٌ تابعةٌ لمجموعة Science - 00:17:35
بحثًا اعتمد على جمجمةِ لوسي ومجموعةٍ من جماجم القردة العفارية لتخيل شكل الدماغ، - 00:17:40
وقال الباحثون في النتيجة: "بخلاف الادعاءات السابقة فإن بنية دماغ القرد العفاريِّ - 00:17:48
هي كأدمغة القردة وليس هناك خواصُّ تتَّجه نحو الصفات البشرية"؛ - 00:17:54
أي أنه لا انتقالي ولا ما شابه. وهناك الكثير من الأبحاث الأخرى - 00:18:00
تنفي كون القردة العفاريَّةِ ومنها لوسي أسلافًا للإنسان، - 00:18:03
وأصبحت المجلات العلمية ترسمها مُشَجَّرَةً على أن لها مع الإنسان سلفًا مشتركًا ما، - 00:18:08
كما رأينا في Nature وScience، ومع ذلك ما تزال الكتب الجامعية والمدرسية - 00:18:15
والمواقع "العلمية" و"مثقَّفو" العرب يستخدمونها كـ(رمز) لتطوِّر الإنسان. - 00:18:20
التالي... ثانيا: Homo habilis - 00:18:26
أو ما يسمونه (الإنسان الماهر)، ويقولون أنه شبه إنسان - 00:18:28
أحد المراحل الانتقالية بين القردة الجنوبية والإنسان المعاصر: - 00:18:33
ومرةً أخرى، ما وجدوه ليس هذا الكائنَ، بل عظامٌ أَطلَقوا العنانَ بعدها لخيالاتهم. - 00:18:37
نشرت مجلة Science عام 1999 بحثًا يبيِّن أن خصائصَ هذه الأحافير - 00:18:44
-التي صُنِّفت سابقًا على أنَّها لشبه إنسان- هي كخصائص القردة الجنوبية، - 00:18:50
ومن ثمَّ يجب إزالتُها من تصنيف الـ(Homo) أي (أشباه البشريين) المفترضين. - 00:18:55
ثم عام 2000 نشرت مجلة البيولوجيا الجزيئية والتطور بحثا ينفي صلاحية الـ(Homo habilis) - 00:19:00
كحلقةً وسيطةً بين القردةِ الجنوبية والبشر، - 00:19:07
مع أن هذا الاعتقاد ساد لمدة ثلاثين عامًا كما يقول البحث. - 00:19:10
ثم في عام 2011 نشرت Science بحثًا بعنوان: - 00:19:14
من كان الـ(Homo habilis)؟ وهل كان من أشباه البشر بالفعل؟، - 00:19:18
أوَّلُ جملةٍ في البحث تقول: "في السنوات العشرة الأخيرة،... - 00:19:23
تضعضعت مكانة الـ(Homo habilis) كأول فرد من نوعنا". - 00:19:26
ثم تحدَّث البحث عن تشابه الـ(Homo habilis) مع القردة الجنوبية. - 00:19:30
عشرات السنين من نفي الأبحاث لفكرة شِبه الإنسان هذا، - 00:19:34
ولا زالت صوره تُتَداول كرمز لتطور الإنسان. - 00:19:38
التالي... - 00:19:43
ثالثا: (Homo erectus)، ما يسمونه (الإنسان المنتصِب) ويقولون أنه شِبه إنسان: - 00:19:44
هذا الكائن الافتراضي يعتبرونه مِحوَرِيًّا ومُهِمًّا في التطوُّر. - 00:19:50
والعديد من أشباه الإنسان المزعومة سابقًا مثل (Homo rudolfensis) و(ergaster) - 00:19:54
هناك من يُلحِقها بشِبْه الإنسان المُنتَصِب المزعوم كما في هذا البحث في Science، - 00:19:59
فهل هو رمزٌ للتطور ودليل دامِغٌ لا يُردُّ بالفعل؟ - 00:20:04
هذا بحث منشور في المجلة الألمانية الإنجليزية (Courier Forschungsinstitut Senckenberg) - 00:20:09
عام 1994 بعنوان: (المبرِّرات لإغراق الإنسان المنتصب)؛ أي إلغاء فكرته. - 00:20:14
يقول فيه الباحثون -وهم من أمريكا، وأستراليا، والصين والتشيك: - 00:20:21
"ليس هناك حدودٌ فاصلةٌ بين الإنسان المنتَصِب والإنسان العاقل، - 00:20:25
لا في الزمان ولا في المكان. ليس هناك عملية انتواع (speciation) - 00:20:30
في تحدر الإنسان العاقل من المنتصب، هذه الأسباب تتطلب اعتبارهما نوعا تطوريا واحدا" - 00:20:34
وهذا بحثٌ منشورٌ في مَجَلَّةِ Nature يتكلم عن احتمالية تصنيف (Homo erectus) - 00:20:43
على أنها سلالة أو عرقية (race) من جنسنا البشري المعروف، - 00:20:47
أي لا مرحلة انتقالية ولا ما شابه. - 00:20:51
سيقول قائل: لكن لحظة! - 00:20:54
هل هذه الأبحاث حسَمت الموضوع؟ أم أن هناك أبحاثًا أخرى ردَّت عليها؟ - 00:20:56
هل اتَّفق علماءُ التطوُّر على إزالة (Homo erectus) مثلا من مسار تطور الإنسان؟ - 00:21:00
فنقول -إخواني: هؤلاء الداروينيون لا يكادون يتفقون على شيء، - 00:21:06
بل يُخطّئ بعضهم بعضا ويُسخّف بعضهم بعضا، وإنما يتَّفقون على شيءٍ واحد؛ نفيِ الخلق. - 00:21:10
في هذا المقال في موقع (LIVESCIENCE) الدارويني أيضًا - 00:21:16
يتكلَّم عن خلافِ الداروينيين على الإنسان المنتَصب، فيقول: - 00:21:19
"النسب والتاريخ التطوُّري للإنسان المنتَصب وباقي أشباه الإنسان غيرُ واضحٍ - 00:21:23
وأصبح موحِلًا أكثر بالاكتشافات الحديثة (muddied further)". - 00:21:28
موحِلٌ، مُطيَّن، (ملطخ بستمائة طينة) على رأي إخواننا المصريين، - 00:21:33
ثم يستخدم المقال عبارات: "هناك الكثير من الاختلاف"... - 00:21:38
"المزيد من الارتباك"... "العلماء ليسوا متفقين"... - 00:21:42
فنعم، هناك خلافٌ على كل شيء، والأبحاث التي نعرضها لك -والتي تضرب رموز التطور- - 00:21:45
هي من أعلى المجلات تصنيفًأ كـ(PNAS) و(ٍScience) و(Nature)، - 00:21:51
بينما كلام مروِّجي نظريَّة التطوُّر العربِ - 00:21:56
يوهم بأنَّ السيناريو تام، والأدلةَ محكمة، والعلماء مجمعون. - 00:21:59
التالي... - 00:22:04
رابعا: إنسان نياندرتال: - 00:22:05
كنَّا في حلقة (نظرية البانكيك) قد استعرضْنا معكم هذه الورقةَ العلمية - 00:22:07
التي أجرت مراجعةً شاملةً لـ151 بحثًا عن النياندرتال، - 00:22:12
وأثبتتْ أنهم لا يقِلّون عنا في شيء، وليسوا أسلافا غبية همجيّة للبشر كما كان يُدّعى، - 00:22:17
وقد أصبح هذا مقبولًا لدى عامة الداورينيين، ونُشرت فيه أبحاثٌ كثيرة، - 00:22:24
من آخرها بحث جيني نشر من حوالي شهرين - 00:22:29
يُظهر أن الفروقات الجينية في (الميتوكندريا) بين النياندرتال والبشر الحاليين - 00:22:32
هي أقلُّ من الفروقات بين الدبِّ القطبي والدبِّ البنِّيِّ، - 00:22:37
وأنَّه حصل تزاوج بين الإنسان المعروف والنياندرتال. - 00:22:41
ففي الخلاصة: الـ (Australopithecus afarensis) - 00:22:45
هي كالقِرَدَة الجنوبية، ليست فيها خصائص انتقاليةٌ للإنسان، - 00:22:48
وما سُمِّيَ بالـ(Homo habilis) هو أيضا ليس شِبهَ إنسانٍ بل من القِرَدةِ الجنوبيَّةِ فيما يظهر. - 00:22:53
وكل ما زُعم سابقا أنهم أشباه بشر غيره هم بشر، - 00:22:59
الفروقاتُ بينهم وبين الهياكل البشرية التي تتم المقارنة بها - 00:23:04
هي كالفروقات بين سلالاتِ البشر الحاليَّة أو قريبٌ منها، - 00:23:08
وهكذا ترى مرَّةً أخرى لماذا السيناريوهات التطوريَّةُ للإنسان - 00:23:13
مبعثرةٌ، غرقانةٌ، مربكةٌ، ملتويةٌ، معقَّدةٌ، غامضةٌ، فَوْضَوِيَّة، - 00:23:18
مُهتزَّة من جُذُورِها، "كعربة تفاح مقلوبةٍ رأسًا على عَقِبٍ" - 00:23:25
وتَرى لماذا هذه الرسوماتُ التخيُّليَّةُ الغبيَّةُ لا قيمةَ لها، - 00:23:31
مجردُ خداعٍ وتضليلٍ ودجلٍ بالعلم الزائف، تنامُ عليه الكتبُ الجامعيَّة والمدرسية - 00:23:35
ومواقع تبسيط العلوم الأجنبية والعربية لعشرات السنين، - 00:23:42
تمامًا كما نامت على كِذْبة (العظام الخلفية بلا فائدة في الحوت) - 00:23:48
كما بيَّنا في حلقة (صح النوم)، - 00:23:52
أو (رسومات هِيكِل للأجنة) كما بيَّنا في حلقة (طرزان). - 00:23:54
كلُّ الأبحاث التي استشهدنا بها -إخواني- هي لداروينيين، - 00:23:58
ولا يَعتَرِفُ أيٌّ من كاتبيها بسقوط خرافة تطوُّر الإنسان، - 00:24:02
ففي كل مرة تسقط فيها إحدى رموزهم فسيقولون: = لا يُهِمُّ، هناك أدلة كثيرة على التطور، - 00:24:07
كما بيَّنا في (حلقة طرزان)، فالبديل -وهو الخلق الحكيم- - 00:24:15
مرفوضٌ مسبقًا ولا يمكن التّفكير به. - 00:24:19
ما نعمله هو تجميع الصورة الكليَّةِ التي لا يعترفون بها، - 00:24:23
وبيانُ ارتباكهم، وأنهم لا يفكِّرون أصلًا بالخروج من صندوق الإيمان الأعمى الدارويني؛ - 00:24:28
فهم قد ألزموا أنفسَهم بإيجاد قصَّةٍ "ما" بديلةٍ عن الخَلْق، - 00:24:34
فلا بد من إعادة كتابة سيناريو القصة كما يعبِّرون هم بأنفسهم، - 00:24:39
ورسمِ الأشجارِ عديمةِ الفائدةِ والثمار، وإطلاقِ العنان للتخيُّلاتِ والأساطيرِ - 00:24:45
وعملِ أيِّ شيء! ولا أن يعترفوا بوجود خالق. - 00:24:50
(Ernst Mayer) من جامعة هارفرد، وهو من كبار الداروينيين - 00:24:53
يقول في كتابه: (ما الذي يجعل علم الأحياء فريدًا) طبعةَ عام 2004: - 00:24:56
"إن أقدم الأحافير للـ(Homo) -يعني للبشر وأشباههم المزعومين-... - 00:25:02
وهي أحافير (Homo rudolfensis) و(Homo erectus)... - 00:25:06
مفصولةٌ عن القردة الجنوبية بفجوةٍ كبيرةٍ خاليةٍ من الأحافير،... - 00:25:09
كيف يمكننا أن نفسِّر ذلك؟ - 00:25:15
في غياب الأحافير التي تلعب دور الشكل الانتقالي،... - 00:25:17
فإنَّ علينا الرجوع إلى الطَّريقة المتعارَف عليها في علوم التاريخ،... - 00:25:20
ألا وهي بناء رواية تاريخية (historical narrative)". - 00:25:25
"بناء رواية تاريخية" أي: اختراع قصَّة "ما" لِسَدِّ الفجوة، - 00:25:29
ثم النظر إن كانت هذه القصة ستأتي أدلةٌ تعارضها أم لا، - 00:25:34
ومن ثمَّ فكثيرٌ مما يعرِضُه الداروينيون هو رواياتٌ تاريخية لسَدِّ فجوات. - 00:25:38
لا عجبَ، فـ(Mayer) نفسه يقول أن البيولوجيا التطوُّرية هي في كثير من جوانبها - 00:25:44
أقرب للإنسانيات من العلم الرصدي التجريبي الحقيقي (exact sciences). - 00:25:49
حصروا تعريفَ العلمَ الحقيقيَّ في العلم الرصدي التجريبي، - 00:25:54
وأنكروا الغيبَ لأنه ليس في متناولِ هذا العلمِ، ثم لمَّا فشَلوا في تفسير الخلقِ به - 00:25:58
راحوا يلجأون إلى غيبيات افتراضية لا دليل عليها من رصدٍ ولا تجريبٍ ولا عقل ولا فطرة. - 00:26:03
كلُّ هذا ونحن لا نريدُ أن نعيد ما بيَّناه من مدى سُخفِ فِكرةِ رسم كائنٍ كاملٍ - 00:26:11
وعملِ أفلامٍ ووثائقياتٍ عنه بناءً على أجزاءٍ من جُمْجُمَةٍ أو عِظامٍ مُتناثرةِ - 00:26:17
كما بَيَنَّا سابقًا في فضيحةِ رسمِ (شبهِ إنسانِ نبراسكا) بناءً على ضِرسٍ، - 00:26:22
ونَشرِ بحثٍ عنه في Science، ثم عودةِ المجلَّة لنشرِ بحثٍ آخر بعده بسنوات - 00:26:26
أنَّ هذا السِنَّ هو سِنُّ خنزير، لا شبهُ إنسانٍ. - 00:26:32
هنا مسألة مهمة جدًّا جدًّا… جدًّا… جدًّا: - 00:26:35
هي أن كلَّ ما ذُكِرَ ليس هو أهمَّ ما في الأمر؛ - 00:26:42
أعني: حتى لو وجد هؤلاء أحافيرَ لكائناتٍ بصفاتٍ مشتركةٍ، - 00:26:45
ما الذي يثبتُ علميًّا أننا تطوَّرنا عنها؟ - 00:26:52
هذه مسألةٌ مهمَّةٌ جدًّا -إخوانِي؛ لأننا كثيرًا ما نضيع في التفاصيل، - 00:26:56
بحيث يظنُّ المتابع أنه إذا ثَبَتَ مثلًا أن (لوسي) كان لها صفاتٌ مشتركةٌ، - 00:27:01
فإنَّ هذا يثبتُ أننا تطوَّرنا عنها، وكأنَّ الجدال على حفرية معينة - 00:27:06
هو جدالٌ إذا حُسِم فإنه يُحسَم لصالح تطوُّرِ الإنسان أو ضدَّه، - 00:27:11
أبدًا!... وعلينا ألا نضيع في التفاصيل عن الصورة الكلية. - 00:27:16
سيقول أتباع الخرافة: هناك أشياءٌ أخفى يعرفها المختصُّون، - 00:27:21
كالتسلسل المتدرِّج في المادَّة الوراثية، فنقول: وهذا أيضًا ليس صحيحًا؛ - 00:27:25
هذا البحث في مجلَّةِ البيولوجيا الجزيئية والتطور يُبيِّنُ أن هناك فروقات جينية ضخمة - 00:27:30
بين الجنس البشري والقردة الجنوبية لا تتماشى مع التطوُّر التدريجيِّ البطيء، - 00:27:35
وأن هناك توليفةً من الصفات ظهرتْ فجأةً لم تظهرْ من قبل. - 00:27:41
حسنًا ما التفسير لديكم إذًا؟ قالوا: حصول ثورة جينية (Genetic Revolution). - 00:27:45
وهي تسمية تبدو علميةً لفكرة هزلية تكلَّمنا عنها، - 00:27:50
مفادُها أن تغيراتٍ عشوائيةً كثيرةً جدًّا حصلت بشكل متناسق - 00:27:55
دون تخريب باقي المادة الوراثية لتُكسب الكائن صفات راقية حوّلته إلى الجنس البشري، - 00:28:00
وأن هذا كله حصل بالصدفة. إذًا ولماذا تتكلَّفون فكرة الثورة الجينية - 00:28:06
أو ما يسميه البعض (rapid evolution) التطور السريع؟ - 00:28:11
بأيِّ حقٍّ تفترضون أن الإنسان تطوَّر عن كائناتٍ أدنى - 00:28:14
مع أن الأحافير لا تُسعِفُكم ومع أن الإنسان مختلِفٌ في خصائصه وجيناتِه - 00:28:18
اختلافًا كبيرًا عن الكائنات الأخرى؟! - 00:28:24
= "لأنه يجب أن يكون الإنسان تطوَّر عن غيره". - 00:28:28
- لماذا؟ = "حتى يكتمل التفسير العلمي… - 00:28:30
الكائنات الأدنى تطوَّرت عن غيرها، - 00:28:33
وهذه بدورها تطوَّرت عن الخليَّة البدائيَّة التي نشأت صدفةً بطريقةٍ ما". - 00:28:35
- آها، إذن فتطور الإنسان عن غيره هو افتراض مسبَقٌ (prejudice) - 00:28:41
تُطَوِّعونَ الاكتشافات له وتُلبِسونه لباسَ العلم، - 00:28:46
وليس نتيجةً علميةً قادتكم الأدلة العلمية إليها. - 00:28:49
= إذًا، وما البديل عن تطوِّر الإنسان عن كائناتٍ أدنى؟ - 00:28:53
- أن الله خلقه خلقًا مستقِلًّا عن علمٍ وإرادةٍ. - 00:28:56
= هذا ليس تفسيرًا علميًا - 00:29:00
- ما معنى التفسير العلمي؟ - 00:29:01
= هو ما يخضع للرصد والتجربة وإعادة الإنتاج. - 00:29:03
- آها، وهل تَطَوُّرُ الإنسان عن كائناتٍ أدنى هو شيءٌ رصدتموه أو جرَّبتموه أو أعدتم إنتاجه؟! - 00:29:07
بيَّنّا سابقا أن الظهور الأول للكائنات هو أمر غيبي لا يمكن أن يخضع للحسّ ولا للتجربة - 00:29:14
وبالتالي فليسَ من مجال عمل العلم الرصدي التجريبي -الـ(Science)، - 00:29:21
ليس من اختصاصه، وبالتالي فالبحث عن دليل من الـ(science) - 00:29:26
لتفسير الظهور الأول للكائنات هو استخدامٌ للأداة الخطأ في الاستدلال. - 00:29:30
وبينا في الحلقات (49-51-52) من رحلة اليقين لماذا العلم ليس محصورا في الـ(Science)؛ - 00:29:36
فالغيب الذي جاء به الخبر الصحيح هو من العلم. - 00:29:43
كيف نعرف أن هذا الخبر صحيح؟ - 00:29:47
بإثبات صدق القرآن والسنة بالأدلَّة الفطرية والحسيَّة والعقليَّة، - 00:29:49
فالدليل على أصل الإنسان الأوَّلِ لا يُطلَب من الـ(Science)؛ لأنه ليس من اختصاصه، - 00:29:54
أمرٌ لا يقَعُ تحت الرصد ولا التجريب، ولا يمكن إعادة إنتاجه، - 00:30:00
فلا بدّ أن يكون الدليل علميّا خبريّا، يُخبر عما كان في هذا الزمان المُغَيَّبِ عنا. - 00:30:05
قد تقول لي: أنا لم أقرَّ لك بعدُ بصحَّة القرآن والسنة، ولم تُثبِتْ لي ذلك. - 00:30:11
لا بأس، لكن إلى أن نصلَ تلك المحطَّةَ من (رحلة اليقين) - 00:30:16
لا تقل لي أنَّ تطوُّر الإنسانِ علمٌ مؤيَّدٌ بالأدلَّة العلمية، - 00:30:20
بل إيمانٌ أعمى بتفسيراتٍ تخيُّليَّةٍ ضاربةٍ في عُمْقِ التاريخ فحسب. - 00:30:23
أمرٌ آخرُ مهمٌّ جدًّا جدًّا: - 00:30:29
هو أنَّ تحوُّلَ كائنٍ إلى آخر - 00:30:32
يجب أن ينبني ضِمْنِيًّا على أن هناك من يُجري هذا التحويلَ عن قصدٍ وإرادةٍ، - 00:30:35
لأنَّ التطوُّر الصُّدفي بلا قصدٍ ولا غايةٍ لا يُحوِّل كائنًا لكائنٍ، - 00:30:40
ولو امتلأت الأرض والسماء بالمحاولاتِ العشوائية، - 00:30:45
كما بيّنا بالتفصيل في حلقة (خاطبهم كأطفال) - 00:30:48
عندما ذكرنا ما يتطلَّبُه تغيُّر بسيطٌ في الكائن نفسِه كاستطالة عنق الزرافة، - 00:30:52
وربطنا ذلك بمثال الأطفال الذين يضربون بعشوائيَّةٍ على لوحات المفاتيح، - 00:30:57
والتغيراتِ المطلوبةَ في ملفاتِ الـ(Word) بشكلٍ متزامنٍ دون تخريب الفقرات الأصلية. - 00:31:03
وكما بيَّنا في حلقة (من سرق المليون) بأنه حتى إذا تجاوزنا ذلك فإن طبقات الأرض - 00:31:08
ستعُجُّ بأحافيرِ الكائناتِ الانتقاليةِ المفترَضة ومعها أحافيرُ الكائناتِ الفاشلةِ - 00:31:14
الناتجةِ عن التغيُّراتِ العشوائية، وهما حلقتان في غاية الأهمية - 00:31:21
لبيان سُخفِ فكرةِ التحول من كائنٍ لكائنٍ بالصُّدَف - 00:31:26
عبر التغيُّرات العشوائية والانتخاب الأعمى، - 00:31:29
وسُخفِ الحفاوة بحفريَّةٍ كدليل على حصولِ التطوُّر، - 00:31:32
وأنَّ عباراتٍ مثلَ (كائن انتقالي) و(حلقة وسيطة) هي عباراتٌ مضلِّلَةٌ - 00:31:35
لأنها مبنيةٌ على القصدِ والإرادة في تحويل كائنٍ لآخر، بينما هم ينفون القصد والإرادة. - 00:31:41
هذا كلُّه -يا كرام- ونحن لم نتكلم عن هزلية التعامل مع هذه التقديرات - 00:31:48
لأعمار الكائنات بملايين السنين وكأنها أرقامٌ مُقدَّسَة - 00:31:53
فيها قَدْرٌ عالٍ من الدقة، لكن يكفيك مثالٌ واحد: - 00:31:57
حوالي عام 1992 وجدُوا حفريَّةً في إثيوبيا، وبعد 17 عامًا ضخَّم الإعلام هذا الاكتشاف - 00:32:01
فجعلتها Science موضوعَ غلافِها بعنوان: (اكتشاف العام: Ardipithecus ramidus) - 00:32:09
واشتهرت بـ(Ardi) ونَشَرتْ عنها Science مَقالًا، - 00:32:15
ونَشَرت عنها National Geographic بعنوان: (العثور على أقدم هيكل عظميّ لسلف للإنسان)، - 00:32:18
ووضَعوا لها مكانًا في الخطِّ التطوُّريِّ المزعوم قبل 4.4 مليون سنة، - 00:32:24
وهو للأمانة 4.387 مليون سنة ±0.031 مليون سنة كما في Nature؛ - 00:32:31
في النطاق الزمني المناسب لتطوُّر الإنسان. - 00:32:41
لكن ما لبثت مجلة Science في العام التالي أن نشرت مقالًا - 00:32:44
يطعَن في أدلةِ أنَّ آردي سلفٌ للإنسان، - 00:32:47
ونشرت Times مقابلةً مع مُختَصٍّ بيَّن فيها - 00:32:50
أن أصحاب الدعوى استخدموا أساليب غير علميَّةٍ لتمريرِ دعواهم، - 00:32:54
ونشرت Nature أيضًا بحثًا يُعارض هذه الدعوى -أن آردي سلفٌ للإنسان. - 00:32:58
مَحلُّ الشَّاهد: كلَّفتُ نفسي أن أعود إلى البحث - 00:33:03
الذي ذكروا فيه تقديرَ عُمُرِ آردي في مجلة Nature، - 00:33:06
فوجدت الباحثين يُقدِّرون عمرها بحسب الطبقات الرسوبية التي وجدت فيها ويقولون: - 00:33:10
"أكثر العينات ملوَّثة، بما يعطي عُمُرًا مُبكِّرا يُقدَّرُ بحوالي (23.5) مليون سنة… - 00:33:16
إحدى العينات -مع أنَّها مُلوَّثَةٌ أيضًا- أعطت عمُر (4.387) مليون سنة… - 00:33:25
إن هذا العمُر يبدو أفضلَ تقديرٍ للعيِّنةِ، وبالتالي يُعطِي الحدَّ الأعلى لهذه البقايا،... - 00:33:31
البذورُ التسعة الأخرى من العينة نفسِها تمثل مُلَوِّثَاتٍ عمُرها 23.6 مليون سنة". - 00:33:37
هكذا بكل بساطة: نحنُ نرى أن 4.4 مليون سنة أنسب، - 00:33:45
ونستثني عينات الـ23.6 مليون سنة مع أنَّ كلا العينتين -باعترافنا- ملوَّثة، - 00:33:51
فعُمُر حفريَّة آردي قد يكون 4.4 مليون سنة، قد يكون 23.6 مليون سنة، - 00:33:58
أي حوالي خمسة أضعاف، قد يكون أقلَّ وقد يكون أكثر، وسنضع لكم في التعليقات - 00:34:05
روابطَ لمقالاتٍ تبيِّن مدى هزلية فكرةِ أن هذه التقديراتِ - 00:34:10
-بملايين ومليارات السنين- هي أرقامٌ دقيقةٌ. - 00:34:14
هذا هو واقع "الدليل العلمي" على تطور الإنسان. - 00:34:18
قد تقول: =لا، لا، ليس الأحافير فقط ، هناك الدليل الجيني،... - 00:34:21
فالإنسان تتشابه مادَّتُه الوراثيَّة بنسبة 98.8% مع جينات الشمبانزي. - 00:34:25
بيَّنا بُطلانَ هذه الدعاوى بالتفصيل العلمي في حلقتي (الغشاش) و(أكل زيد لحم الكلب). - 00:34:33
قد تقول: =لكن هناك دليلُ التشابه بين تشريح الإنسان والكائنات الأخرى. - 00:34:40
بيَّنَّا عدمَ دلالةِ ذلك على الأصل المشترك بالتفصيل - 00:34:45
في حلقة (ذيلك الذي لا تعرف عنه الكثير). - 00:34:50
قد تقول: = لكن هناك دليل الأخطاء في تصميم بعض أجزاء الإنسان كشبَكِيَّة العين. - 00:34:53
بيَّنَّا بُطلان ذلك بالتفصيل في حلقة: (أحرجتك). - 00:34:58
نحن -يا كرام- بينا عبر عشرات الحلقات بطلان "نظرية التطوّر" من جذورها بالتفصيل العلمي، - 00:35:02
وبيَّنا بُطلانَ مبادئها، والأساليب التي اتبعها أتباعها لترويجها على الناس، - 00:35:09
فالذي لم يُتابع الحلقات الماضية عليه أن يَعْلَم أن ما نعرضه اليوم - 00:35:15
ليس إلا جُزءًا يسيرًا من مناقشةٍ مُفَصَّلةٍ مطوّلة. - 00:35:19
هذا إذن هو واقع الدليل العلمي على تطور الإنسان عن كائناتٍ أدنى: - 00:35:24
1. سيناريوهات نَقَضَتها الاكتشافاتُ الحديثةُ حتى أصبحت - 00:35:30
مبعثرةً، غرقانةً، مُهتزَّةً من جُذورها بتصريحات التطوريين أنفسهم. - 00:35:34
2. ورموز هذه السيناريوهات مُفَنَّدة واحدةً واحدةً بلا استثناء. - 00:35:38
3. أدلَّةٌ تُوَظِّف خيالاتِ الـ(fotoshop) وأفلامَ هوليوود بناءً على عظامٍ مبعثرةٍ. - 00:35:43
4. تفترض تَعسُّفًا أن الإنسان تطوَّر عن غيرِه بلا دليلٍ عِلميٍّ. - 00:35:48
5. مَبنِيَّةٌ على مُحاولةِ إنكارِ فكرةِ الخَلْقِ بأيِّ ثمنٍ. - 00:35:53
6. وعلى طَلبِ أداةِ الاستدلالِ الخطأ على قضيَّةٍ غَيْبِيَّةٍ. - 00:35:56
7. وتتجاهلُ تَبِعات الصُّدفية واللاقصديَّة التي لا يُمكن أن تُحوِّل كائنًا لكائن. - 00:36:00
8. وتتجاهل عدم الدقَّة بشكل كبير في عُمُر الأحافير. - 00:36:06
﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ... - 00:36:11
وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [القرآن 24: 40] - 00:36:16
عقيدة داروينية عمياء. - 00:36:20
تعالوا الآن -يا كرام- نرى تعامل بعض المتكلِّمين العرب مع الموضوع. - 00:36:22
واسمحوا لي بدايةً أن أؤكِّد على أمر: الشخصيات الثلاثة الأولى التي سنذكر كلامَها - 00:36:27
نحسب أنَّها لم تتعَمَّد مُخالفةَ الحقِّ في هذه المسألة، - 00:36:33
لكنَّها لم تَبذُل ما ينبغي للوصول للحق فأخطأتْه، - 00:36:37
وقد تواصلتُ معهم واحدًا واحدًا طلبا للنقاش إكرامًا لما يجمعنا من انتسابٍ للإسلام، - 00:36:41
وقد ردَّ بعضُهم بأدبٍ وخُلُقٍ مُعتذِرًا عن النقاش حاليًّا، - 00:36:48
واختار البعض الآخر عدمَ الردِّ أصلًا؛ بل اللجوءَ إلى الطعنِ والافتراءِ. - 00:36:53
فليعذِروني جميعًا أني اضطُرِرتُ للخروج بهذه المادة على العلن، - 00:36:58
فإن الأخطاء التي وقعوا فيها في هذا الموضوع على العلن كبيرةٌ جدًّا، ولها أثر سلبيٌّ للغاية. - 00:37:02
ومع ذلك فأسأل الله أن يهديَنا وإياهم لما يحب ويرضى، - 00:37:09
وأرجو من إخواني أن يحاولوا التأثيرَ على الشخصيات المذكورَةِ - 00:37:13
بالنّصح والتذكير، لا بالتهجّم ولا التجريح. - 00:37:17
الدكتور (نضال قسُّوم) في حلقةٍ له من برنامجه (تأمَّل معي) بعنوان: - 00:37:20
(نظريَّةُ التطوُّر وأدلَّتُها العلميَّة) يقول: - 00:37:25
"يقول لك: (حسنًا، أين هذه الحلقات المفقودة بينهم؟ أين هذه الأجناس؛ الهياكل،... - 00:37:28
التي تقولون أنها بين الإنسان وبين القرد القديم؟ أين؟ أرني أنت الحالة التي تبين... - 00:37:34
أن الإنسان كان شيئًا قبل الإنسان،... - 00:37:43
وأنه انحدر فعلا من قردة أو القردة الكبيرة -أحيانًا تسمى Apes،... - 00:37:46
لدينا عددٌ كبيرٌ من هذا النوع من الأحافير، صدَّقوا أو لا تصدِّقُوا!" - 00:37:53
"نجد أن هذه الجماجم تتراوح في الأعمار بين قرابة مليوني سنة إلى أحدثها الأخير، - 00:37:58
ربما تقريبًا ثلث مليون سنة (300,000)... - 00:38:07
وفعلا عندما نأتي إلى كل واحدةٍ من هذه الستة وننظرُ إلى حجمها وعمرها... - 00:38:11
نجدها أنها فعلا تتسَلسَل من الأقدم إلى الأحدث وتصير تقترب إلى البشر". - 00:38:17
لا عفوًا يا دكتور… هذه الدعاوى لأتباع التطور قديمة جدًا، من عام 1963 كما أوضحنا، - 00:38:24
وأنا لا أدري -حقيقة- من أين تأخذ معلوماتك، خاصَّةً أنك لا تضع مراجعَ عند كلِّ معلومة. - 00:38:32
حسنًا، ماذا نفعل -يا دكتور نضال- مع آيات الله في القرآن، - 00:38:38
التي تتكلم عن خلق آدم بيدي الله تعالى؟ يجيبك الدكتور: - 00:38:41
"أوّلا أنا أحكم على أي نظريَّة سواءً تطور أو (بيج بانج) أو جاذبية آينشتاين... - 00:38:46
أو (كوانتم ميكانيكس) أو ذرية أو نووية… أحكمُ عليها بأدلَّتها العلمية،... - 00:38:51
لا أحكمُ عليها بكتبٍ دينيَّةٍ، وإلا فستصير العملية مفتوحةً على كل الاحتمالات… - 00:38:57
يأتيني كتاب آخر، واحدٌ يحكم لي من كتاب هندوسي، واحدٌ يكتب لي من التوراة،... - 00:39:04
واحدٌ من التلمود، واحدٌ يحكم على النظرية بالقرآن، واحد... لن ننتهي هكذا". - 00:39:09
لا يصِحُّ أن يُوضع القرآنُ في سلَّةٍ واحدة مع كتبِ الأديان الباطلة والمحرَّفةِ، - 00:39:13
ككتب الهندوسِ والتوراةِ والتلمودِ، أليس كذلك يا دكتور؟ ويقول لك: - 00:39:19
"عندنا حل من حلين: نقول له: (لا لا، هو صحيح أن كتابك يقول هذا، ولكن كتابك غلطان)، - 00:39:24
أو نقول له: (لا، لا تفهمها بهذه الطريقة، الذي اختاره البشر، سواء المسلمين - 00:39:31
أو حتى النصارى أو اليهود، ألا نفهم هذه الآيات بهذه الطريقة… بل نعيد تفسيرَها) - 00:39:36
وهل اليهود والنصارى أُسوةٌ للمسلمين؟ - 00:39:43
وهل القرآن ككتبهم في الاحتواء على المغالطات ومصادمة العقل والعلم - 00:39:46
لتطالبنا أن نفعل مثلهم يا دكتور نضال؟ - 00:39:51
- "فهذه النظرية… فهذه الحقائق عن التطور ثابتةٌ في الأرض… - 00:39:54
ما لها علاقة بـ(تَقبلُ، لا تَقبلُ) أنت حر، الآن -كما قلت لك آنفًا- - 00:39:59
تأتي في الكتب الدينية -في القرآن وغيره- يتكلم عن الإنسان وأصل الإنسان وخلق الإنسان... - 00:40:05
فيأتي الناس، ومن الطبيعي أن يسألوا: - 00:40:13
حسنًا، هذه الآيات كيف أفهمها على ضوء ما تقولون أنتم يا علماء؟... - 00:40:15
هل هناك إمكانية أن نفهم هذه الآيات على منوال... - 00:40:19
بطريقة تكون متناغمة مع ما يقوله العلم؟... - 00:40:24
أنا أقول: نعم" = "أن نُؤَوِّل النص". - 00:40:27
- "نُؤَوِّل الأجزاء التي يبدو أنها -إذا فُهِمتْ حرفيًّا- تتناقضُ مع العلم". - 00:40:30
ماذا يعنى بـ(نُؤَوِّل القرآن)؟ - 00:40:39
يعني أن الدكتور يَعدُّ القولَ بخلقِ الإنسان كما هو واضحٌ من القرآن والسُنّة - 00:40:42
وكما فهمته الأمَّة عبر القرون، يعدُّ ذلك فهما سطحيًا. - 00:40:47
"عندما ننظر إلى الآيات القرآنية -وإذا نظرنا إليها بسطحيَّةٍ وحَرْفِيةٍ- - 00:40:51
نرى وكأنَّ الإنسان هذا خُلق بشكل مستقل تمامًا عن باقي الخليقة". - 00:40:56
ويتكلم (د.نضال) عن إنسان بدائيٍّ كما في الأفلام الهوليوودية التطورية، فيقول: - 00:41:01
"وهذا هو تاريخ الإنسان، في الأول كان إنسانًا بدائيًّا، لا يفهم شيئًا، لا يفهم، - 00:41:07
يظن أن الأشياء تصير حواليه هكذا... كلها مخيفة، وهناك آلهات كثيرة، - 00:41:12
وكل آلهة ... تتعارك في السماء هذه الآلهات ... وكذا... - 00:41:16
وبعدها ابتدأ يتطوَّر قليلًا مع نفسه، وابتدأ يفكر: أنا لي معنى، - 00:41:20
وجودي له معنى، حياتي هنا لها ضوابط، - 00:41:24
ما هؤلاء الأشخاص... حسنٌ، وهذا الذي يقول شيئًا آخر عني و...و…". - 00:41:27
هذه محاور اختلافنا مع المروِّجينَ لفكرَةِ تطوُّر الإنسان عن كائنات أدنى: - 00:41:32
1. لا منهجيَّةَ للتفريق بين العلم الحقيقيِّ والخرافات. - 00:41:38
2. لا منهجيَّةَ في التعامل مع القرآن، بل وجرأةٌ على الخوض فيه بغير علم. - 00:41:42
3. ولا منهجيةَ في التوفيق بين الوحيِ والعلومِ الطَّبيعيَّة. - 00:41:47
والنتيجة بالنسبة لهم: تطوّر الإنسان حقيقة، والطريقةُ الوحيدة لتحافظَ على القرآن - 00:41:51
هي أن نُعيد تفسيرَه بما يتوافق مع "حقيقة التطور" كما فعل أصحاب الأديان الأخرى، - 00:41:57
ولعلَّ الدكتور يطَّلعُ على هذه الحلقةِ وسابقاتِها - 00:42:03
ليعلم أن "العلم" الذي يريد إعادةَ تفسير القرآن من أجلِه - 00:42:07
ما هو إلا خيالات هوليوودية وسيناريوهات رأينا ظُلُمَاتِها المُتراكمة. - 00:42:11
من أشكال إعادة التفسير هذه ما ذكرته إحدى الدكتورات في مجال البيولوجيا، - 00:42:16
والتي كرَّرَت في مقطع من ثماني دقائق عبارة (التطوّر حقيقة… التطوّر حقيقة) ثماني مرات! - 00:42:22
ثم قالت: "إذن، من هو آدم؟ ﻻ أحد يعرف إجابة هذا السؤال، - 00:42:28
وبالتأكيد ليس لدي الإجابة على هذا السؤال، ولكن ما أقترحه هو -وهذا هو رأيي الشخصي- - 00:42:33
أنَّ آدم المذكورَ في القرآن هو كنايةٌ أو مجازٌ عن الإنسانية ومثالٌ عامٌّ لها". - 00:42:41
إذن فتعتقد الدكتورة أن آدم -عليه السلام- ما هو إلا كنايةٌ (metaphor)، - 00:42:48
رمزٌ للبشريَّة بشكل عامّ، وليس كائنًا حقيقيًّا مستقِلًّا محدَّدًا. - 00:42:53
سُئلتْ مُجَدَّدًا فأكدَّت وقالت: - 00:42:58
"ربما… ولهذا أقول أنه مجازٌ، فآدم يمُثِّل مجموعةً من البشر تطوَّرتْ… - 00:43:01
وعندما نقول أنها مجموعةٌ تطوَّرت من أسلافِهم السابقين، - 00:43:07
فنحن في الغالب نتحدَّث عن تطوِّر القدرةِ الإدراكيَّةِ، والتفكيرِ المجردِ، والوجدان، - 00:43:10
لذا... فنعم، من الممكنِ جِدًّا القولُ بأنَّ هذه المجموعة قد تطورت، - 00:43:16
وأصبح لديها هذه القدرة العقلية العالية، الإدراكُ العالي، - 00:43:19
أو إن أحببت أن تطلق عليها (الروح)". - 00:43:22
إذن بحسب الدكتورة فآدم قد يكون مجازًا عن مجموعةٍ من البشر - 00:43:24
تطوَّرت لديهم القدراتُ العقليَّة والإدراكُ وما إلى ذلك. - 00:43:29
ولنا أن نسأل الدكتورة: إذا كان آدم كنايةً أو مجازًا يا دكتورة - 00:43:32
وليس كائنًا محدَّدًا حقيقيًّا، فكيف سنفهم قول الله -تعالى: - 00:43:37
﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ﴾ [القرآن 7: 27] - 00:43:41
وقولَه تعالى: ﴿فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ﴾ [القرآن 20: 117] - 00:43:46
وغيرُ هذه الآياتِ الكثيرُ الكثيرُ، وغيرُها الكثيرُ الكثير من الأحاديث الصحيحة - 00:43:52
في الحديث عن آدم -عليه السلام. - 00:43:57
ولا شك أن الذين يتجرَّؤون على القرآن بهذه الطريقة فَهُمْ على السُنة أجرأُ، - 00:43:59
ما الذي يمنعُ أصحاب التفاسير الباطنيَّةِ للقرآن من تفسيرِ القرآن كما يشاؤون، - 00:44:04
حيث يخترع من شاء ما شاء من المعاني، ويزعُم أنَّها هي المقصودةُ بهذه الآيات - 00:44:09
وليس معانيها الواضحة الظاهرة، كَمَا حصل مع الحركات الباطنية في التاريخ الإسلامي؟! - 00:44:14
إذا كان آدم -الذي فصَّل القرآن في قصَّته تفصيلًا- مجرَّدَ رمزٍ أو مجازٍ، - 00:44:20
فما الذي يمنع أن تكون الجنَّة مجرَّد مجاز؟ والنار: مجازٌ، والآخرة: مجازٌ… - 00:44:26
بل ولماذا لا يكون الله -عز وجل- مجرَّد مجازٍ؟! - 00:44:32
تذكروا -إخواني- من أجل ماذا يتمٌّ الخوض في القرآن بهذا الشكل. - 00:44:35
من أجل خرافات؛ ظلماتٍ بعضها فوق بعض. - 00:44:39
الدكتور الروائي (أحمد خيري العُمري) يروِّج أيضا لفكرة فهم آيات بناء على نظرية التطور، - 00:44:42
وقد أصدر كتابه: (ليطمئنَّ عقلي) - 00:44:50
الذي أعاد فيه نفس استدلالات المواقع الشَّعْبَوِيَّةِ على صحَّة التطوَّر، - 00:44:53
غيرَ ملتفتٍ طبعا إلى ردودِنا وردودِ الكثيرين العلميةِ المفصَّلةِ على كلٍّ منها، - 00:44:57
ثم أتبع هذه الأدلة بقوله: - 00:45:03
"ولعله من نافلة القول أنه لا يمكن لأي نظرية علمية أن تكون بديلةً لنظرية التطوُّر... - 00:45:05
دون أن تأخذها أوًّلاً على محمل الجد التام والدراسة العلميَّة المكثَّفةِ... - 00:45:12
خصوصًا أنَّ سِجِلَّ الأحافير الذي تستخدمه نظريةُ التطوُّر... - 00:45:18
يضمُّ ملايين الأحافير إن لم يكن المليارات منها". - 00:45:24
جُملةٌ مُصاغةٌ بطريقةٍ توهِم أن هناك الملايين أو الملياراتِ من الأدلَّة - 00:45:29
على الخرافة من الأحافير، "سجل الأحافير الذي تستخدمه نظرية التطور". - 00:45:35
بعيدًا عن المبالغةِ الشديدةِ في الأرقامِ فهذا السِجِلُّ مليءٌ بأحافيرَ - 00:45:41
لهياكلَ بشريَّةٍ وحيوانيةٍ مثيلةٍ للمخلوقات المعروفة الموجودة حاليًّا بيننا، - 00:45:46
ولم يدَّعِ ولا حتَّى كبارُ مروِّجي الخرافةِ الأجانبِ أنها دليلٌ على التطوَّر، - 00:45:52
وإنما الحديث عن أحافيرَ محدودة أريناكم -اليوم وفي حلقاتٍ ماضيةٍ - 00:45:57
بالتفصيل العلمي ومن أوراقهم- ما يُكذِّب دلالتها على التطوُّر. - 00:46:02
في المقابل الدكتور العمري الذي أصدر سلسلته في التحصين من الإلحاد بعنوان (Anti-إلحاد) - 00:46:07
عنده مشكلةٌ في تعريف الإيمان نفسه، فهو يقول: - 00:46:12
"في الحقيقة الإيمانُ بأيِّ شيءٍ يحتاجُ إلى هذه القفزة؛ الـ(Leap)، - 00:46:16
أن تؤمن بشيءٍ دونَ كل الأدلَّة القاطعة الحاسمة". - 00:46:20
ومثلَ هذه العبارات وغيرَها من العبارات التي تجعل الإيمان بوجود الله - 00:46:24
-وبالغيب عمومًا- أمرًا أغلبيًّا لا قطعيًّا يقينيًّا، - 00:46:29
وهو ما وضَّحنا بُطلانه تمامًا في حلقة (الله غيب، هل معناه أن وجوده غير يقيني؟) - 00:46:33
وحلقة (هل يمكن إثبات وجود الله علميًّا؟) وغيرِها من رحلة اليقين. - 00:46:40
فعندما يكون تطوُّر الإنسان مؤيَّدا بالأدلة العلمية القويَّةِ -كما يقول الدكتور العمري، - 00:46:45
بينما الإيمان بالله نفسِه لا يمكن البرهنة عليه بشكل قطعي، ويحتاجُ قفزة في الفراغ - 00:46:50
فلا عجَبَ أن يتأوَّل القرآنَ ليناسِب تطوُّر الإنسان. - 00:46:56
أما الدكتور عدنان إبراهيم فقد بيَّنَّا طريقتَه في ترويج خرافة التطوُّر عمومًا - 00:47:00
في حلقة: (لماذا يلحد بعض أتباع عدنان إبراهيم؟)، - 00:47:05
وفي حلقة اليوم ما يُفنِّد دعاواه عن تطوُّر الإنسان. - 00:47:10
وأنا ختاما أسأل من يروِّجون لهذه الخرافة من العرب: هل أنتم تقرؤون الأوراق العلمية؟ - 00:47:13
هل تعودون إلى الأبحاث الأصلية وتقرؤونها بلغتها الأصليَّة - 00:47:19
للتحقُّق من صحَّة المعلومات وصحَّة الاستنتاجات؟ - 00:47:23
أم أن مصادرَ معلوماتكم هي المواقعُ التي يَضحك بها أتباع الخرافة على الناس، - 00:47:26
والرسوماتُ التي يستخدمها مروِّجو الخرافة الشَعْبَوِيُّون؛ - 00:47:32
فتنقلون عنهم كأنهم أناسٌ ثقاتٌ مُؤتَمنُون؟ أَلِأَجْلِ هذه الخرافات المُهتَرِئة - 00:47:35
تريدوننا أن نعبث بتفسير كتاب الله -تعالى- ونتجاهل الأحاديثَ الصحيحة؟ - 00:47:41
عندما تعود إلى القرآن لتطَوِّع نصوصَه بما يناسب العِلم الموهوم، - 00:47:46
وكأنَّ القرآن مائعُ الدلالة، قابلٌ للتشكُّل حسب الطلب، - 00:47:50
هل أنت بذلك تُوفِّقُ حقيقةً بين العلم التجريبي والقرآن؟ - 00:47:54
أم تسقط هيبةَ القرآن من قلوب المسلمين بجَعْله تابعًا هُلاميًّا؟ - 00:47:59
هذا القرآن عزيز؛ ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ - 00:48:03
لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [القرآن 41: 41-42] - 00:48:07
لا يلتبس بباطل، ولا يُفسر بباطل، ولا يُطوَّع لباطل، - 00:48:12
كتاب مُهيمِن، حاكمٌ غير محكومٍ، قائدٌ لا مقودٌ؛ - 00:48:16
﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ [القرآن 86: 13-14] - 00:48:21
إذا أدركت هذا كلَّه -أخي وأختي- فانفضْ عنك تخاريفَ العلم المُزيَّف، - 00:48:24
وأصغِ بسمعك وكيانك إلى قول ربك -سبحانه- وهو يذكِّرك بأصلك، - 00:48:29
بكلامٍ فصْلٍ لا لبسَ فيه ولا غموضَ، ليَجعل من بعد ذلك لحياتك معنًى، - 00:48:34
ويبنيَ عليه منظومةً أخلاقيةً، إذ تعلم أنك عائدٌ إليه فيقول: - 00:48:40
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا - 00:48:46
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ - 00:48:53
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا - 00:49:00
وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ - 00:49:03
وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ [القرآن 4: 1-2] - 00:49:08
نسأل الله -تعالى- أن يهدينا جميعًا ومن يخالفُنا لما يحبُّ ويرضَى. - 00:49:14
والسلام عليكم ورحمة الله . - 00:49:19
Transcription
السلام عليكمْ - 00:00:00
"تطوَّرَ الإنسان عن كائناتٍ أدنى" هكذا تقول نظرية التطور، - 00:00:01
لكنَّ القرآن يقول أننا بنو آدم الذي خَلقَه الله بيديه وخَلقَ منه زوجَه، - 00:00:06
هنا تنوَّعت اتجاهات المؤمنين بنظرية التطور من أبناء المسلمين: - 00:00:11
فمنهم من قال: إذن نعيد تفسير آيات القرآن بما يتناسب مع نظرية التطور. - 00:00:17
ومنهم من قال: نقول أن قصة آدم في القرآن قصة رمزية. - 00:00:23
ومنهم من قال: بل نُكذِّب القرآن ونؤمن بالعلم. - 00:00:27
في هذه الحلقة سنناقش بالأبحاث العلمية هذه المقدِّمةَ التي اعتبروها مُسلَّمة - 00:00:31
أن تطوُّر الإنسان حقيقةٌ علمية، - 00:00:38
ونحاول أن نرسم معًا ملامح المنهج العلمي القَويم؛ لعلنا نكون من أهل قوله تعالى: - 00:00:41
﴿فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ... - 00:00:47
وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [القرآن 2: 213]. - 00:00:52
فتابعوا معنا... - 00:00:56
ما يُشِيعُه أتباعُ نظريَّة التطوُّر في أشهر مجلاتهم وكتبهم ومواقعهم "العلمية" - 00:01:03
والمحاضرات "التثقيفية" لعموم الناس، هو أن الإنسان تطور عن أصولٍ مشتركة مع الحيوانات، - 00:01:09
مرَّت بمراحل انتقالية من كائناتٍ شبه بشرية - 00:01:15
وصولًا إلى الإنسان الحديث الذي يسمونه بالـ(Homo sapiens)، - 00:01:19
وأنَّ هذا الإنسانَ الحديث ظهر أوَّل ما ظهر في إثيوبيا قبل حوالي 195 ألف سنةٍ - 00:01:22
-كما في هذه الورقة المنشورة في Nature عام 2005- - 00:01:29
ثم بعد عشرات الآلاف من السنوات خرج نسلُه إلى بقية أنحاء العالم، - 00:01:32
وأنَّ هذه الكائنات المزعومةَ التي يُفترضُ أن الإنسان تطوَّر عنها - 00:01:37
لها خصائصُ انتقالية تناسب النطاق الزمني الذي اكتُشِفت فيه - 00:01:41
من حيث شكل الجمجمة وحجمها والهيكل العظمي والمادة الوراثية، - 00:01:46
ويضع المروجون لنظرية التطوُّر من العرب هذه الصور خلفيةً لمحاضراتهم. - 00:01:51
- آها! إذن أنتم تقولون أننا -معاشرَ البشر- بشكلنا الحالي - 00:01:57
كان أول ظهور لنا قبل 195 ألف سنة في إثيوبيا… أليس كذلك؟ - 00:02:01
= "بلى، تقريبًا أقصد ±5 آلاف سنة". - 00:02:08
- آها! وهناك تسلسلٌ واضح في أسلاف الإنسان بما يناسب النطاق الزمني في الخط التطوري؟ - 00:02:11
= "طبعًا طبعًا". - 00:02:18
- وكلُّ أحفورةٍ نجدها تدعم التسلسل الذي افترضناه قبل وجودها ولا تخرج عن ذلك الإطار - 00:02:19
أليس كذلك؟ = "بلى طبعًا". - 00:02:26
- آها! حسنًا ماذا تفعلون بالحفرية البشرية المكتشفة عام 2017 في المغرب - 00:02:27
والتي تعود لـ 300 ألف سنة حسب تقديرات المختصين، بحيثُ عُنْوِن لها بعنوان: - 00:02:33
(حفريةٌ مُكتشَفَةُ في المغرب تُعيد ترتيب شجرة عائلة الـ(Homo sapiens). - 00:02:39
= "آآ… لا مشكلة، سنعمل Stretch (تمديدًا) للخلف ونقول أن الإنسان الأوَّل - 00:02:45
ظهر قبل حوالي 300 ألف سنة كما في موقع Smithsonian. - 00:02:50
- حسنًا، تعالوا نَعُد إلى الوراء: ماذا عن الحفرية المكتَشفة عام 1995م في إسبانيا - 00:02:54
لبقايا جمجمةٍ وهيكلٍ عظميٍّ قدَّروا أنها أقدم من 780,000 سنة؟! - 00:03:00
أي أقدم بكثير من الـ 300 ألف سنة المزعومة - 00:03:06
بحيث أن الإنسان ظهر قبل الكائن شبهِ البشري الذي كان يُفترض أن الإنسان تطوَّر عنه، - 00:03:10
حتى قال مكتشِف الجمجمة Juan Arsuaga: "إن هذا مفاجئٌ جدًّا، - 00:03:17
علينا أن نعيد النظر في تطور الإنسان ليناسب هذا الوجه المكتَشف، - 00:03:21
فعمره 800 ألف عام، ومع ذلك فمن الواضح أنه كوجوهنا". - 00:03:26
احتاروا كثيرًا في التفسير، وقرَّروا اعتباره كائنًا شبه بشري - 00:03:32
وأطلقوا عليه اسم (Homo antecessor)، - 00:03:36
وأطلقوا العنان لخيالهم لإظهاره بدائيًّا كهذا التمثال في المتحف الأسترالي. - 00:03:38
ولا زالت الحيرة في تفسيره قائمةً، فمن شهور قليلة نشرت مجلة Nature دراسة - 00:03:44
تعيد التأكيد على أن وجه ما سموه Homo antecessor هو كوجوهنا، - 00:03:50
وتكلَّمت مجلة Science عن الحيرة في مكان وضعه في التسلسل التطوري. - 00:03:54
حسنًا، مهما فعلتم لتفسِّروا هذا الفرق بمئات الآلاف من السنوات، - 00:03:59
ماذا ستفعلون بالجمجمة المكتشفة في كينيا عام 2001؟ - 00:04:03
والتي أطلقوا عليها اسمًا يعني (رجل كينيا مسطح الوجه) - 00:04:07
وقدروا عمر الجمجمة بـ3.5 مليون سنة، - 00:04:12
حتى أبدت مقالة في مجلة Nature صدمتها الشديدة بها وصدَّرت المقال بقولها: - 00:04:15
"إن التاريخ التطوري للإنسان معقَّدٌ وغير واضح المعالم، - 00:04:22
إنه يبدو اليوم على شفا الإلقاء في المزيد من الارتباك بسبب الاكتشاف لنوعٍ جديدٍ - 00:04:26
يعود لثلاثة ملايين ونصف مليون السنة". - 00:04:32
وكذلك مجلة Science في مقالٍ بعنوان: (جمجمة تُضيف المزيد من الغموض على أصول الإنسان)، - 00:04:36
تقول في مقدِّمته: "إن اكتشاف جمجمةٍ وبقايا أحافير عمرها 3.5 مليون سنة في شمال كينيا - 00:04:42
يَهُزُّ شجرة تطور البشر من جذورها". - 00:04:50
ونشرت Science أيضا في مقالٍ آخر قائلة: "إن الخبراء مُجمِعون على الرأي - 00:04:54
أن هذه الحفرية سوف تُعقِّد الجهود لتتبع المسار الملتوي لتطور الإنسان". - 00:05:00
"مجمعون"... بينما مُروِّجو نظرية التطور العرب - 00:05:06
يوهِمُ كلامهم بأن الخبراء "مجمعون" على تسلسل واضح لتطور الإنسان. - 00:05:10
وبالمناسبة، فالداروينيون -في المحصلة- لم يُصنِّفوا هذه الأحفورة ضمن الجنس البشري، - 00:05:16
لكنهم محتارون في أن خصائصها لا تناسب هذه المرحلة الزمنية حسب الخطّ التطوري المزعوم. - 00:05:21
لم يستفِق الداروينيون من هذه الصفعة عام 2001 حتى جاءت الصفعة الأخرى عام 2002 - 00:05:28
باكتشاف جماجم في تشاد سمَّوها توماي (Toumai)، - 00:05:35
قدَّروا عمرها بـ 6-7 مليون سنة كما نُشِرَ في Nature، - 00:05:38
بخصائص لا تناسب هذه المرحلة الزمنية حسب الخطِّ التطوُّري المزعوم، - 00:05:42
فقُربها من الجماجم البشرية يجعل من المُفترَض أنها ظهرت متأخِّرة نسبيًّا، - 00:05:47
فإذا قبلوا بأن عمرها 6-7 ملايين من السنوات - 00:05:53
فلن يمكن القبولُ بكون العديد من الأنواع المتأخرة بعد Toumai - 00:05:57
أسلافا للبشر وتنتمي لنفس السلالة التطورية، - 00:06:02
لأن هذه الأنواع أقلُّ شبهًا بالجمجمة البشرية المعاصرة من Toumai. - 00:06:05
أي لا يصلح أن يكون الجنس الأقدم أقربً للإنسان من الجنس الوسيط، - 00:06:10
حتى قال هذا المقال في Nature: "إن Toumai هي رأس قمَّة هذا الجبل الجليدي، - 00:06:14
الذي قد يُغرق لنا أفكارنا الحالية عن تطوُّر الإنسان". - 00:06:20
وقال المختص في الأنثروبولوجي Bernard Wood: "عندما ذهبت إلى كليَّة الطب في عام 1963،... - 00:06:24
كان تطور الإنسان يظهر كالسلم... يُعقّب المقال: "الآن يظهر التطوُّر كشجرةٍ متفرِّعةٍ... - 00:06:31
ما العلاقة بين هذه الأحافير؟ وأي منها هو سلف الإنسان؟ - 00:06:38
إن كان أي منها أصلا سلفًا للإنسان! كل هذا لا زال محلَّ خلاف". - 00:06:43
لاحظ مرة أخرى: هذا من مقال في Nature، إحدى أشهر المجلات العالمية، - 00:06:50
وهي أكثرها دعما لخرافة التطور: "ما العلاقة بين هذه الأحافير؟ وأي منها هو سلف الإنسان؟ - 00:06:54
إن كان أيٌّ منها أصلًا سلفًا للإنسان! كل هذا ما زال محلَّ خلاف". - 00:07:02
لذلك -أخي- عندما ترى من يعرض لك مثلَ هذه الرسومات الفكاهية - 00:07:08
التي تُظهر تطوُّر الإنسان كخطٍّ رصين، فاعلم أنه لم يُحدِّث معلوماته من عام 1963، - 00:07:12
من أيام ما ذهب برنارد وود إلى كُلِّيَّة الطبِّ. - 00:07:20
وبعدها في 2005 نشرت Nature مقالًا صدَّرته بالقول: - 00:07:23
"حتى سنواتٍ قليلةٍ مَضَت، - 00:07:27
كان يُعتقد أن التاريخ التطوُّريَّ لنوعنا البشري مباشرٌ وبسيطٌ إلى حدٍّ ما... - 00:07:28
إلى أن قال: لكن مؤخَّرًا، بُذر الارتباك في شجرة تطوُّر الإنسان". - 00:07:34
ثم شرع المقال في بيان الاكتشافات التي أحدثت هذا الارتباك. - 00:07:40
ثم في عام 2015 اكتشفت عظام في (تنزانيا) تشبه عظام يد الإنسان الحديث وزادتهم ارتباكًا، - 00:07:44
إذ قُدِّر عمرها بأكثر من 1.84 مليون سنة، ونشرت عنها Nature. - 00:07:51
وفي العام نفسه -في 2015- اكتُشفت أحفورةٌ في إثيوبيا - 00:07:57
بخصائص لا تناسب الخط التطوُّريَّ المزعوم، ونشرت عنها Nature، - 00:08:01
وعلَّق عليها بروفيسور الأنثروبولوجي Colin Groves قائلًا: - 00:08:06
"لا نعلم كم نوعًا تواجد -يعني من أسلاف الإنسان المزعومة- - 00:08:09
ولا نعلم أيُّها يتبع لأيِّها". - 00:08:13
وقال عن هذه الأحفورة: "really upsets the apple cart" - 00:08:16
يعني: "كأنَّ عربةَ التفاح قُلبت رأسًا على عقِب". - 00:08:20
=حسنًا، أليس محتملًا أن الصورةَ اتضحت أكثر في السنتين الثلاث الأخيرات؟ - 00:08:23
-لا، بل اكتُشف العديد من الاكتشافات المُربِكة - 00:08:27
حتى علَّق المحرِّر العلميُّ في موقع BBC بول رينكون Paul Rincon - 00:08:30
في المقال المنشور من شهور في 2-4-2020 قائلًا: - 00:08:35
"في وقتٍ ما، كنا نتصوَّر أن تطوَّر البشر يسير في شكل خطِّي، - 00:08:39
حيث يظهر الإنسان الحديث في نهاية الخطِّ باعتباره ذِروةَ التقدُّم التطوري، - 00:08:43
لكنْ أينما ننظر الآن نرَ بشكل متزايد - 00:08:48
أن الصورة الحقيقية كانت أكثر فوضويَّة من هذا بكثير (much messier)". - 00:08:53
كان محسومًا لدى الداروينيين ولفترةٍ طويلةٍ من الزمن أن الإنسان الأول ظهَر في إثيوبيا، - 00:08:59
ورسموا قصَّةَ خروجِ سُلالتِه وانتقالِها لأنحاءٍ أخرى في العالم، - 00:09:05
لكن هذا الحسمَ تبعثر تماما بهذه الاكتشافات التي ظهرت في المغرب وكينيا وتشاد وتنزانيا. - 00:09:09
قالوا: إذن فلنقل أن أصل الإنسان كان في إفريقيا بشكل عام، فهذه الدول كلها في إفريقيا. - 00:09:16
- في إفريقيا؟! ماذا تقولون إذن عن هذه الأحافير في الصين التي نُشِر عنها في 2017، - 00:09:22
وقالت عنها NewScientist: "أحافير غريبةٌ من الصين تُظهِر أصولًا آسيوية لنوعنا الإنساني - 00:09:27
وتعيد كتابة قصة تطوُّر الإنسان". - 00:09:34
= الصين؟! لا مشكلة، صحيح أنها ليست من نفس القارة مثل إثيوبيا، - 00:09:38
لكن من نفس الكوكب على الأقل!. - 00:09:42
وهذا مقالٌ منشور من شهور في 2020، تحت عنوان: - 00:09:44
(اكتشافاتٌ حديثةٌ تعمل إصلاحاتٍ رئيسة لتصوُّرنا عن: من أين جاء البشر؟ ومتى؟) - 00:09:48
ويقول أنه: "مع الاكتشافات الحديثة فكثيرٌ من أفكارنا السابقة عن: - 00:09:55
من نحن؟ ومن أين أتينا؟ ظهر أنها خطأٌ". - 00:10:00
هذه كلها أبحاثٌ وتصريحاتٌ من أفواه التطوريين وفي أَشْهَرَ مجلَّاتهم، - 00:10:04
وهذا هو واقع السيناريوهات التطوُّرية للإنسان: - 00:10:09
مبعثرة، غرقانة، مربِكة، ملتوية، معقدة، غامضة، فوضويَّة، مُهتزَّة من جذورها، - 00:10:12
"كعربة تفاحٍ مقلوبةٌ رأسًا على عقب"، بتعبيرات التطوُّريين أنفسهم! - 00:10:20
تعبيراتهم تجعلني أتصوَّر أتباع الخرافة يركضون كالكائنات الوهمية التي افترضوها، - 00:10:27
يجرون لاهثين خلف سراب خرافتهم. - 00:10:32
حسنًا ماذا يفعلون بما أن كلَّ خطٍّ تطوُّري للإنسان ينهار مع كل اكتشاف جديد؟ - 00:10:35
أصبحوا يلجؤون لرسم أشجارٍ مُتَفَرِّعة، بحيث إذا تم اكتشاف شيء جديد - 00:10:41
فرَّعوا فرعًا من الشجرة ووضعوا الأحفورة عليه، وانتهى الموضوع. - 00:10:47
ويتجنبون رسم علاقةٍ مباشرة بين كائن وكائن، وهو التفافٌ من المهمِّ جدا الوقوف عنده. - 00:10:51
أي أنَّ الأحافيرَ التي أفسدت عليهم خيالاتهم السابقة وأعرَبوا عن انزعاجهم منها - 00:10:59
أصبحوا يضيفونها في مكان ما في الشجرة، - 00:11:04
تنظر أنت، فترى أسماءً كثيرةً ووجوهًا تخيُّليَّةً كثيرةً، - 00:11:08
فتظُنَّ أن هذه كلَّها "أدلَّةٌ على تطوُّر الإنسان"، مع أنها على العكس تمامًا، - 00:11:12
فحوَّلوا الدليل الهادمَ للتطور إلى دليل للتطور، - 00:11:18
على طريقتهم التي جئنا عليها بشواهد كثيرةٍ. - 00:11:21
وهذه الأشجار تتباين من موقع لموقع بحسب ما تنطلق خيالاتهم، - 00:11:25
كما في هذه الصور من (human origins) و(Nature) و(Science) - 00:11:30
ومجلة (Earth) المعروفة - 00:11:34
والموسوعة البريطانية (Encylopaedia Britannica) - 00:11:36
وموقع المتحف الأسترالي وغيرها. - 00:11:39
ماذا يعني التَّشجير؟ - 00:11:42
يقولون مثلاً: "الإنسان والشمبانزي تطوَّرا عن أصلٍ مشتركٍ، - 00:11:44
فيظنُّ البعض أن هذا الأصل المشترك هو كائنٌ معروفٌ لديهم - 00:11:49
يوجد أحافير تدلُّ على وجوده تاريخيًا، - 00:11:53
أبدًا، إنما هو الكائن الافتراضي (A) كما في Nature - 00:11:56
افترضوا وجودَه وأعطوه اسمًا (HC-LCA): (آخر سلَفٍ مشتَرك بين الإنسان والشمبانزي). - 00:12:00
هل هناك أي دليل علمي عليه؟ أي معلومات عنه؟ أبدا، وإنما لا بد من اختراع وجوده تطوريا. - 00:12:08
هذا مع أن بحثًا نُشر من شهورٍ في (Science Advances) التابعة لمجموعة Science - 00:12:15
افتُتح بجملة: "إن دماغ الإنسان أكبر بثلاث مرَّاتٍ ومرتَّبٌ بشكل مختلف - 00:12:20
عن دماغِ أقرب أقربائه الأحياء -وهو الشمبانزي- - 00:12:26
وهي خصائص مهمَّةٌ للقوة الإدراكية للإنسان وسلوكِه الاجتماعيِّ، - 00:12:29
إلَّا أن الأصول التطورية لهذه الخصائص غير واضحة". - 00:12:34
فالإنسان مختلف عن الشمبانزي اختلافا كبيرا، وكيف استطاع "التطور" عمل ذلك؟ غيرُ معروف، - 00:12:38
والسلف المشترَك بينه وبين الشمبانزي غير معروف، المهمُّ أنه تطوَّر وحسب. - 00:12:45
حفرية Ardi من عائلة (Ardipithecus)، أو حفرية Lucy من عائلة (Australopithecus) - 00:12:50
التي اعتبروها سابقًا أسلافًا للإنسان ورموزًا لتطوُّره، - 00:12:55
يتجنَّبون الآن رسْمَ علاقةٍ مباشرةٍ بينها وبين الإنسان وادِّعاءَ أنها أسلافٌ له، - 00:13:00
وإنما يدعون أنها ربما تفرعت هي وأسلاف "ما" للإنسان عن أصل مشترك "ما" كما في Science، - 00:13:07
وكل ما تَرَوْنه من أرقامٍ هي كائناتٌ تطوُّريةٌ يُفترض أنها وُجدت؛ - 00:13:15
"hypothesized to have occurred". - 00:13:20
فأصبحت أشجارهم عبارةً عن مجموعاتٍ من الأعشاش المنفصلة - 00:13:22
لا تربطها إلا أصولٌ موهومة لا دليلَ عليها. - 00:13:26
ولذلك أصبحوا كثيرًا ما يتجنَّبون كلمة (human ancestors - أسلاف الإنسان)، - 00:13:30
ويستخدمون بدلًا منها (relatives - أقرباء). - 00:13:35
= هناك قرابة ما - كيف؟ متى؟ ما الدليل؟ - 00:13:38
= لا نعرف، لكن لا بدَّ أن هناك قرابةً ما. - 00:13:42
الآن وبعد أن بينا لكم إخواني أن الاكتشافات الحديثة تُبَعْثِرُ الخطَّ التطوري المزعوم، - 00:13:45
تعالوا نبين لكم أن عناصر هذه الخطوط أو هذه الأشجار - 00:13:50
أي ما كانوا يسمونه "رموز التطور"، الأحافير الدالَّة دلالةً دامغةً على حصول التطور - 00:13:54
أنها لا علاقةَ لها بتحوُّلٍ تطوُّريٍّ ولا كائنات انتقالية ولا أشباه بشر ولا ما شابه، - 00:14:01
وإنما -ببساطة- عندنا أحافير (لقردةٍ) وأحافير (لبشرٍ). - 00:14:07
أحافير القردةِ هي لقردةٍ متنوِّعةِ الأشكالِ، لكنها تبقى قردةً، - 00:14:12
وأحافير ما زعموا أنهم أشباه بشر هي أحافير بشر بينها من التنوع كما بين البشر الحاليين - 00:14:17
وعندنا أجزاء من جماجم وهياكل عظمية لا يمكن الجزم بأنها تابعةٌ لبشر أو قردة أو غيرهم - 00:14:25
تُبنى عليها قصصٌ ورسوماتٌ بمحض الخيالات والتوهمات - 00:14:32
كجمجمةِ الحمار وسنِّ الخنزير، وقد تكون لمخلوقاتٍ منقرضةٍ. - 00:14:36
ونقصد بالقردة هنا الـ(Apes)، وهناك فرق بينها وبين الـ(Monkeys)، - 00:14:40
والكلمتان تترجمان في العربية لـ(قردة)، - 00:14:45
والداروينيون يدَّعون أننا نشترك مع الـ(Monkeys) في أصلٍ مشتركٍ ما، - 00:14:48
ثم يختلفون في شأن الـ(Apes): هل هي أسلاف للإنسان، أم تشترك معه في أصلٍ مشترك "ما" آخر. - 00:14:53
إذن دعونا نأخذ قصَّة (رموز التطور)، - 00:15:01
ولنأخذ هذا الخطَّ التطوُّريَّ الموجود حتى اليوم في آب (أغسطس) من العام 2020 - 00:15:04
في موقع الموسوعة البريطانية بعنوان (الخط التطوري للإنسان): - 00:15:10
أولا: (Australopithecus afarensis) القرد الجنوبيُّ العفاريُّ، - 00:15:15
والذي سُمِّيَ أشهرُ أحافيرِه بـ(Lucy). - 00:15:18
ما لا يعرفه الكثيرون - 00:15:22
هو أن لوسي هي عبارة عن مجموعة عظامٍ متناثرة في سفح تلّة تتعرّض لعواصفَ مطريّة، - 00:15:23
عظامٌ لم تكن مرتبطةً ببعضها جُمعت على مدى ثلاثة أسابيع… - 00:15:30
فكٌّ من هنا، عظمة فخذ من هناك، وبعد أسابيع فقرةٌ من العمود الفقري من موقع آخر… وهكذا - 00:15:35
فاستنتج الباحثون أن هذه العظام تعود لنفس الكائن، - 00:15:42
كما في كتاب (لوسي: بداية الجنس البشري) لمكتشف العظام: Donald Johanson، - 00:15:46
وكما في موقع جامعة أريزونا. - 00:15:51
فهذه العظام قد تكون لنفس الكائن وقد لا تكون، افترَضوا أنَّها لنفس الكائن، - 00:15:53
وأنَّه يحمل صفاتٍ انتقاليةً بين البشر والقرود، - 00:15:58
فانطلق خيال أتباع الخرافة ليَرسُموا بناءً على هذه العظام - 00:16:02
عددًا ضخمًا جدًا من الرسومات والتماثيل في المتاحف والأفلام الوثائقية - 00:16:06
والكتب المدرسية والجامعية، وعملوا لها صورا تجعلك تشعر بالحنين لأمِّك الأولى المفترضة. - 00:16:11
ونشروا وثائقياتٍ وبرامجَ عن كيف ماتت لوسي، - 00:16:18
ليصبح وجودُها حقيقةً مسلَّمًا بها ويبقى التساؤلُ فقط عن تفاصيل حياتها، - 00:16:21
وبحيث إذا سمعتَ (لوسي) تصوَّرتَ أنهم استخرجوا في الحفرية - 00:16:27
هذا الكائن مُحَنَّطًا مُكتمل الشحم واللحم، - 00:16:31
ومعه فيديو عمره 3 ملايين سنة يُظهر تفاصيل حياة لوسي، - 00:16:34
بينما ما هي في الحقيقة إلا عظامٌ مبعثرةٌ مشكوكٌ في أنها تابعةٌ لنفس الكائن. - 00:16:40
وما لا يعرفه الكثيرون أن إعلام الخرافة تعامَى في ذلك كلِّه عن الكثير من الأبحاث - 00:16:46
التي تُشكِّك في جزئياتٍ كثيرةٍ من الاستنتاجات التي بُنِيتْ مبكِّرًا عن لوسي، - 00:16:52
والأبحاثِ التي تنفي بالكلِّية أن تكون لوسي وعائلتها من القردة العفارية سلفًا للإنسان، - 00:16:57
حتى أن المجلة الفرنسية (Science &vie) - 00:17:05
جعلت العنوانَ الرئيس لغلاف عددها الصادر في الشهر الخامس من عام 1999: (وداعًا لوسي) - 00:17:07
وذكرت في المقال الأدلة أن كل عائلة (Australopithecus) التي تنتمي إليها لوسي - 00:17:15
لا بُدَّ أن تُزَال من شجرة عائلة الإنسان. - 00:17:21
وفي عام 2007 نشرت المجلة الأميريكية المعروفة PNAS - 00:17:24
مقالا تبين الأسباب التي تشكّك في كون القرد العفاريِّ -الذي منه لوسي- سلفًا للإنسان. - 00:17:28
وحديثًا -من شهور قليلة- في إبريل 2020، نشرت مجلَّةٌ تابعةٌ لمجموعة Science - 00:17:35
بحثًا اعتمد على جمجمةِ لوسي ومجموعةٍ من جماجم القردة العفارية لتخيل شكل الدماغ، - 00:17:40
وقال الباحثون في النتيجة: "بخلاف الادعاءات السابقة فإن بنية دماغ القرد العفاريِّ - 00:17:48
هي كأدمغة القردة وليس هناك خواصُّ تتَّجه نحو الصفات البشرية"؛ - 00:17:54
أي أنه لا انتقالي ولا ما شابه. وهناك الكثير من الأبحاث الأخرى - 00:18:00
تنفي كون القردة العفاريَّةِ ومنها لوسي أسلافًا للإنسان، - 00:18:03
وأصبحت المجلات العلمية ترسمها مُشَجَّرَةً على أن لها مع الإنسان سلفًا مشتركًا ما، - 00:18:08
كما رأينا في Nature وScience، ومع ذلك ما تزال الكتب الجامعية والمدرسية - 00:18:15
والمواقع "العلمية" و"مثقَّفو" العرب يستخدمونها كـ(رمز) لتطوِّر الإنسان. - 00:18:20
التالي... ثانيا: Homo habilis - 00:18:26
أو ما يسمونه (الإنسان الماهر)، ويقولون أنه شبه إنسان - 00:18:28
أحد المراحل الانتقالية بين القردة الجنوبية والإنسان المعاصر: - 00:18:33
ومرةً أخرى، ما وجدوه ليس هذا الكائنَ، بل عظامٌ أَطلَقوا العنانَ بعدها لخيالاتهم. - 00:18:37
نشرت مجلة Science عام 1999 بحثًا يبيِّن أن خصائصَ هذه الأحافير - 00:18:44
-التي صُنِّفت سابقًا على أنَّها لشبه إنسان- هي كخصائص القردة الجنوبية، - 00:18:50
ومن ثمَّ يجب إزالتُها من تصنيف الـ(Homo) أي (أشباه البشريين) المفترضين. - 00:18:55
ثم عام 2000 نشرت مجلة البيولوجيا الجزيئية والتطور بحثا ينفي صلاحية الـ(Homo habilis) - 00:19:00
كحلقةً وسيطةً بين القردةِ الجنوبية والبشر، - 00:19:07
مع أن هذا الاعتقاد ساد لمدة ثلاثين عامًا كما يقول البحث. - 00:19:10
ثم في عام 2011 نشرت Science بحثًا بعنوان: - 00:19:14
من كان الـ(Homo habilis)؟ وهل كان من أشباه البشر بالفعل؟، - 00:19:18
أوَّلُ جملةٍ في البحث تقول: "في السنوات العشرة الأخيرة،... - 00:19:23
تضعضعت مكانة الـ(Homo habilis) كأول فرد من نوعنا". - 00:19:26
ثم تحدَّث البحث عن تشابه الـ(Homo habilis) مع القردة الجنوبية. - 00:19:30
عشرات السنين من نفي الأبحاث لفكرة شِبه الإنسان هذا، - 00:19:34
ولا زالت صوره تُتَداول كرمز لتطور الإنسان. - 00:19:38
التالي... - 00:19:43
ثالثا: (Homo erectus)، ما يسمونه (الإنسان المنتصِب) ويقولون أنه شِبه إنسان: - 00:19:44
هذا الكائن الافتراضي يعتبرونه مِحوَرِيًّا ومُهِمًّا في التطوُّر. - 00:19:50
والعديد من أشباه الإنسان المزعومة سابقًا مثل (Homo rudolfensis) و(ergaster) - 00:19:54
هناك من يُلحِقها بشِبْه الإنسان المُنتَصِب المزعوم كما في هذا البحث في Science، - 00:19:59
فهل هو رمزٌ للتطور ودليل دامِغٌ لا يُردُّ بالفعل؟ - 00:20:04
هذا بحث منشور في المجلة الألمانية الإنجليزية (Courier Forschungsinstitut Senckenberg) - 00:20:09
عام 1994 بعنوان: (المبرِّرات لإغراق الإنسان المنتصب)؛ أي إلغاء فكرته. - 00:20:14
يقول فيه الباحثون -وهم من أمريكا، وأستراليا، والصين والتشيك: - 00:20:21
"ليس هناك حدودٌ فاصلةٌ بين الإنسان المنتَصِب والإنسان العاقل، - 00:20:25
لا في الزمان ولا في المكان. ليس هناك عملية انتواع (speciation) - 00:20:30
في تحدر الإنسان العاقل من المنتصب، هذه الأسباب تتطلب اعتبارهما نوعا تطوريا واحدا" - 00:20:34
وهذا بحثٌ منشورٌ في مَجَلَّةِ Nature يتكلم عن احتمالية تصنيف (Homo erectus) - 00:20:43
على أنها سلالة أو عرقية (race) من جنسنا البشري المعروف، - 00:20:47
أي لا مرحلة انتقالية ولا ما شابه. - 00:20:51
سيقول قائل: لكن لحظة! - 00:20:54
هل هذه الأبحاث حسَمت الموضوع؟ أم أن هناك أبحاثًا أخرى ردَّت عليها؟ - 00:20:56
هل اتَّفق علماءُ التطوُّر على إزالة (Homo erectus) مثلا من مسار تطور الإنسان؟ - 00:21:00
فنقول -إخواني: هؤلاء الداروينيون لا يكادون يتفقون على شيء، - 00:21:06
بل يُخطّئ بعضهم بعضا ويُسخّف بعضهم بعضا، وإنما يتَّفقون على شيءٍ واحد؛ نفيِ الخلق. - 00:21:10
في هذا المقال في موقع (LIVESCIENCE) الدارويني أيضًا - 00:21:16
يتكلَّم عن خلافِ الداروينيين على الإنسان المنتَصب، فيقول: - 00:21:19
"النسب والتاريخ التطوُّري للإنسان المنتَصب وباقي أشباه الإنسان غيرُ واضحٍ - 00:21:23
وأصبح موحِلًا أكثر بالاكتشافات الحديثة (muddied further)". - 00:21:28
موحِلٌ، مُطيَّن، (ملطخ بستمائة طينة) على رأي إخواننا المصريين، - 00:21:33
ثم يستخدم المقال عبارات: "هناك الكثير من الاختلاف"... - 00:21:38
"المزيد من الارتباك"... "العلماء ليسوا متفقين"... - 00:21:42
فنعم، هناك خلافٌ على كل شيء، والأبحاث التي نعرضها لك -والتي تضرب رموز التطور- - 00:21:45
هي من أعلى المجلات تصنيفًأ كـ(PNAS) و(ٍScience) و(Nature)، - 00:21:51
بينما كلام مروِّجي نظريَّة التطوُّر العربِ - 00:21:56
يوهم بأنَّ السيناريو تام، والأدلةَ محكمة، والعلماء مجمعون. - 00:21:59
التالي... - 00:22:04
رابعا: إنسان نياندرتال: - 00:22:05
كنَّا في حلقة (نظرية البانكيك) قد استعرضْنا معكم هذه الورقةَ العلمية - 00:22:07
التي أجرت مراجعةً شاملةً لـ151 بحثًا عن النياندرتال، - 00:22:12
وأثبتتْ أنهم لا يقِلّون عنا في شيء، وليسوا أسلافا غبية همجيّة للبشر كما كان يُدّعى، - 00:22:17
وقد أصبح هذا مقبولًا لدى عامة الداورينيين، ونُشرت فيه أبحاثٌ كثيرة، - 00:22:24
من آخرها بحث جيني نشر من حوالي شهرين - 00:22:29
يُظهر أن الفروقات الجينية في (الميتوكندريا) بين النياندرتال والبشر الحاليين - 00:22:32
هي أقلُّ من الفروقات بين الدبِّ القطبي والدبِّ البنِّيِّ، - 00:22:37
وأنَّه حصل تزاوج بين الإنسان المعروف والنياندرتال. - 00:22:41
ففي الخلاصة: الـ (Australopithecus afarensis) - 00:22:45
هي كالقِرَدَة الجنوبية، ليست فيها خصائص انتقاليةٌ للإنسان، - 00:22:48
وما سُمِّيَ بالـ(Homo habilis) هو أيضا ليس شِبهَ إنسانٍ بل من القِرَدةِ الجنوبيَّةِ فيما يظهر. - 00:22:53
وكل ما زُعم سابقا أنهم أشباه بشر غيره هم بشر، - 00:22:59
الفروقاتُ بينهم وبين الهياكل البشرية التي تتم المقارنة بها - 00:23:04
هي كالفروقات بين سلالاتِ البشر الحاليَّة أو قريبٌ منها، - 00:23:08
وهكذا ترى مرَّةً أخرى لماذا السيناريوهات التطوريَّةُ للإنسان - 00:23:13
مبعثرةٌ، غرقانةٌ، مربكةٌ، ملتويةٌ، معقَّدةٌ، غامضةٌ، فَوْضَوِيَّة، - 00:23:18
مُهتزَّة من جُذُورِها، "كعربة تفاح مقلوبةٍ رأسًا على عَقِبٍ" - 00:23:25
وتَرى لماذا هذه الرسوماتُ التخيُّليَّةُ الغبيَّةُ لا قيمةَ لها، - 00:23:31
مجردُ خداعٍ وتضليلٍ ودجلٍ بالعلم الزائف، تنامُ عليه الكتبُ الجامعيَّة والمدرسية - 00:23:35
ومواقع تبسيط العلوم الأجنبية والعربية لعشرات السنين، - 00:23:42
تمامًا كما نامت على كِذْبة (العظام الخلفية بلا فائدة في الحوت) - 00:23:48
كما بيَّنا في حلقة (صح النوم)، - 00:23:52
أو (رسومات هِيكِل للأجنة) كما بيَّنا في حلقة (طرزان). - 00:23:54
كلُّ الأبحاث التي استشهدنا بها -إخواني- هي لداروينيين، - 00:23:58
ولا يَعتَرِفُ أيٌّ من كاتبيها بسقوط خرافة تطوُّر الإنسان، - 00:24:02
ففي كل مرة تسقط فيها إحدى رموزهم فسيقولون: = لا يُهِمُّ، هناك أدلة كثيرة على التطور، - 00:24:07
كما بيَّنا في (حلقة طرزان)، فالبديل -وهو الخلق الحكيم- - 00:24:15
مرفوضٌ مسبقًا ولا يمكن التّفكير به. - 00:24:19
ما نعمله هو تجميع الصورة الكليَّةِ التي لا يعترفون بها، - 00:24:23
وبيانُ ارتباكهم، وأنهم لا يفكِّرون أصلًا بالخروج من صندوق الإيمان الأعمى الدارويني؛ - 00:24:28
فهم قد ألزموا أنفسَهم بإيجاد قصَّةٍ "ما" بديلةٍ عن الخَلْق، - 00:24:34
فلا بد من إعادة كتابة سيناريو القصة كما يعبِّرون هم بأنفسهم، - 00:24:39
ورسمِ الأشجارِ عديمةِ الفائدةِ والثمار، وإطلاقِ العنان للتخيُّلاتِ والأساطيرِ - 00:24:45
وعملِ أيِّ شيء! ولا أن يعترفوا بوجود خالق. - 00:24:50
(Ernst Mayer) من جامعة هارفرد، وهو من كبار الداروينيين - 00:24:53
يقول في كتابه: (ما الذي يجعل علم الأحياء فريدًا) طبعةَ عام 2004: - 00:24:56
"إن أقدم الأحافير للـ(Homo) -يعني للبشر وأشباههم المزعومين-... - 00:25:02
وهي أحافير (Homo rudolfensis) و(Homo erectus)... - 00:25:06
مفصولةٌ عن القردة الجنوبية بفجوةٍ كبيرةٍ خاليةٍ من الأحافير،... - 00:25:09
كيف يمكننا أن نفسِّر ذلك؟ - 00:25:15
في غياب الأحافير التي تلعب دور الشكل الانتقالي،... - 00:25:17
فإنَّ علينا الرجوع إلى الطَّريقة المتعارَف عليها في علوم التاريخ،... - 00:25:20
ألا وهي بناء رواية تاريخية (historical narrative)". - 00:25:25
"بناء رواية تاريخية" أي: اختراع قصَّة "ما" لِسَدِّ الفجوة، - 00:25:29
ثم النظر إن كانت هذه القصة ستأتي أدلةٌ تعارضها أم لا، - 00:25:34
ومن ثمَّ فكثيرٌ مما يعرِضُه الداروينيون هو رواياتٌ تاريخية لسَدِّ فجوات. - 00:25:38
لا عجبَ، فـ(Mayer) نفسه يقول أن البيولوجيا التطوُّرية هي في كثير من جوانبها - 00:25:44
أقرب للإنسانيات من العلم الرصدي التجريبي الحقيقي (exact sciences). - 00:25:49
حصروا تعريفَ العلمَ الحقيقيَّ في العلم الرصدي التجريبي، - 00:25:54
وأنكروا الغيبَ لأنه ليس في متناولِ هذا العلمِ، ثم لمَّا فشَلوا في تفسير الخلقِ به - 00:25:58
راحوا يلجأون إلى غيبيات افتراضية لا دليل عليها من رصدٍ ولا تجريبٍ ولا عقل ولا فطرة. - 00:26:03
كلُّ هذا ونحن لا نريدُ أن نعيد ما بيَّناه من مدى سُخفِ فِكرةِ رسم كائنٍ كاملٍ - 00:26:11
وعملِ أفلامٍ ووثائقياتٍ عنه بناءً على أجزاءٍ من جُمْجُمَةٍ أو عِظامٍ مُتناثرةِ - 00:26:17
كما بَيَنَّا سابقًا في فضيحةِ رسمِ (شبهِ إنسانِ نبراسكا) بناءً على ضِرسٍ، - 00:26:22
ونَشرِ بحثٍ عنه في Science، ثم عودةِ المجلَّة لنشرِ بحثٍ آخر بعده بسنوات - 00:26:26
أنَّ هذا السِنَّ هو سِنُّ خنزير، لا شبهُ إنسانٍ. - 00:26:32
هنا مسألة مهمة جدًّا جدًّا… جدًّا… جدًّا: - 00:26:35
هي أن كلَّ ما ذُكِرَ ليس هو أهمَّ ما في الأمر؛ - 00:26:42
أعني: حتى لو وجد هؤلاء أحافيرَ لكائناتٍ بصفاتٍ مشتركةٍ، - 00:26:45
ما الذي يثبتُ علميًّا أننا تطوَّرنا عنها؟ - 00:26:52
هذه مسألةٌ مهمَّةٌ جدًّا -إخوانِي؛ لأننا كثيرًا ما نضيع في التفاصيل، - 00:26:56
بحيث يظنُّ المتابع أنه إذا ثَبَتَ مثلًا أن (لوسي) كان لها صفاتٌ مشتركةٌ، - 00:27:01
فإنَّ هذا يثبتُ أننا تطوَّرنا عنها، وكأنَّ الجدال على حفرية معينة - 00:27:06
هو جدالٌ إذا حُسِم فإنه يُحسَم لصالح تطوُّرِ الإنسان أو ضدَّه، - 00:27:11
أبدًا!... وعلينا ألا نضيع في التفاصيل عن الصورة الكلية. - 00:27:16
سيقول أتباع الخرافة: هناك أشياءٌ أخفى يعرفها المختصُّون، - 00:27:21
كالتسلسل المتدرِّج في المادَّة الوراثية، فنقول: وهذا أيضًا ليس صحيحًا؛ - 00:27:25
هذا البحث في مجلَّةِ البيولوجيا الجزيئية والتطور يُبيِّنُ أن هناك فروقات جينية ضخمة - 00:27:30
بين الجنس البشري والقردة الجنوبية لا تتماشى مع التطوُّر التدريجيِّ البطيء، - 00:27:35
وأن هناك توليفةً من الصفات ظهرتْ فجأةً لم تظهرْ من قبل. - 00:27:41
حسنًا ما التفسير لديكم إذًا؟ قالوا: حصول ثورة جينية (Genetic Revolution). - 00:27:45
وهي تسمية تبدو علميةً لفكرة هزلية تكلَّمنا عنها، - 00:27:50
مفادُها أن تغيراتٍ عشوائيةً كثيرةً جدًّا حصلت بشكل متناسق - 00:27:55
دون تخريب باقي المادة الوراثية لتُكسب الكائن صفات راقية حوّلته إلى الجنس البشري، - 00:28:00
وأن هذا كله حصل بالصدفة. إذًا ولماذا تتكلَّفون فكرة الثورة الجينية - 00:28:06
أو ما يسميه البعض (rapid evolution) التطور السريع؟ - 00:28:11
بأيِّ حقٍّ تفترضون أن الإنسان تطوَّر عن كائناتٍ أدنى - 00:28:14
مع أن الأحافير لا تُسعِفُكم ومع أن الإنسان مختلِفٌ في خصائصه وجيناتِه - 00:28:18
اختلافًا كبيرًا عن الكائنات الأخرى؟! - 00:28:24
= "لأنه يجب أن يكون الإنسان تطوَّر عن غيره". - 00:28:28
- لماذا؟ = "حتى يكتمل التفسير العلمي… - 00:28:30
الكائنات الأدنى تطوَّرت عن غيرها، - 00:28:33
وهذه بدورها تطوَّرت عن الخليَّة البدائيَّة التي نشأت صدفةً بطريقةٍ ما". - 00:28:35
- آها، إذن فتطور الإنسان عن غيره هو افتراض مسبَقٌ (prejudice) - 00:28:41
تُطَوِّعونَ الاكتشافات له وتُلبِسونه لباسَ العلم، - 00:28:46
وليس نتيجةً علميةً قادتكم الأدلة العلمية إليها. - 00:28:49
= إذًا، وما البديل عن تطوِّر الإنسان عن كائناتٍ أدنى؟ - 00:28:53
- أن الله خلقه خلقًا مستقِلًّا عن علمٍ وإرادةٍ. - 00:28:56
= هذا ليس تفسيرًا علميًا - 00:29:00
- ما معنى التفسير العلمي؟ - 00:29:01
= هو ما يخضع للرصد والتجربة وإعادة الإنتاج. - 00:29:03
- آها، وهل تَطَوُّرُ الإنسان عن كائناتٍ أدنى هو شيءٌ رصدتموه أو جرَّبتموه أو أعدتم إنتاجه؟! - 00:29:07
بيَّنّا سابقا أن الظهور الأول للكائنات هو أمر غيبي لا يمكن أن يخضع للحسّ ولا للتجربة - 00:29:14
وبالتالي فليسَ من مجال عمل العلم الرصدي التجريبي -الـ(Science)، - 00:29:21
ليس من اختصاصه، وبالتالي فالبحث عن دليل من الـ(science) - 00:29:26
لتفسير الظهور الأول للكائنات هو استخدامٌ للأداة الخطأ في الاستدلال. - 00:29:30
وبينا في الحلقات (49-51-52) من رحلة اليقين لماذا العلم ليس محصورا في الـ(Science)؛ - 00:29:36
فالغيب الذي جاء به الخبر الصحيح هو من العلم. - 00:29:43
كيف نعرف أن هذا الخبر صحيح؟ - 00:29:47
بإثبات صدق القرآن والسنة بالأدلَّة الفطرية والحسيَّة والعقليَّة، - 00:29:49
فالدليل على أصل الإنسان الأوَّلِ لا يُطلَب من الـ(Science)؛ لأنه ليس من اختصاصه، - 00:29:54
أمرٌ لا يقَعُ تحت الرصد ولا التجريب، ولا يمكن إعادة إنتاجه، - 00:30:00
فلا بدّ أن يكون الدليل علميّا خبريّا، يُخبر عما كان في هذا الزمان المُغَيَّبِ عنا. - 00:30:05
قد تقول لي: أنا لم أقرَّ لك بعدُ بصحَّة القرآن والسنة، ولم تُثبِتْ لي ذلك. - 00:30:11
لا بأس، لكن إلى أن نصلَ تلك المحطَّةَ من (رحلة اليقين) - 00:30:16
لا تقل لي أنَّ تطوُّر الإنسانِ علمٌ مؤيَّدٌ بالأدلَّة العلمية، - 00:30:20
بل إيمانٌ أعمى بتفسيراتٍ تخيُّليَّةٍ ضاربةٍ في عُمْقِ التاريخ فحسب. - 00:30:23
أمرٌ آخرُ مهمٌّ جدًّا جدًّا: - 00:30:29
هو أنَّ تحوُّلَ كائنٍ إلى آخر - 00:30:32
يجب أن ينبني ضِمْنِيًّا على أن هناك من يُجري هذا التحويلَ عن قصدٍ وإرادةٍ، - 00:30:35
لأنَّ التطوُّر الصُّدفي بلا قصدٍ ولا غايةٍ لا يُحوِّل كائنًا لكائنٍ، - 00:30:40
ولو امتلأت الأرض والسماء بالمحاولاتِ العشوائية، - 00:30:45
كما بيّنا بالتفصيل في حلقة (خاطبهم كأطفال) - 00:30:48
عندما ذكرنا ما يتطلَّبُه تغيُّر بسيطٌ في الكائن نفسِه كاستطالة عنق الزرافة، - 00:30:52
وربطنا ذلك بمثال الأطفال الذين يضربون بعشوائيَّةٍ على لوحات المفاتيح، - 00:30:57
والتغيراتِ المطلوبةَ في ملفاتِ الـ(Word) بشكلٍ متزامنٍ دون تخريب الفقرات الأصلية. - 00:31:03
وكما بيَّنا في حلقة (من سرق المليون) بأنه حتى إذا تجاوزنا ذلك فإن طبقات الأرض - 00:31:08
ستعُجُّ بأحافيرِ الكائناتِ الانتقاليةِ المفترَضة ومعها أحافيرُ الكائناتِ الفاشلةِ - 00:31:14
الناتجةِ عن التغيُّراتِ العشوائية، وهما حلقتان في غاية الأهمية - 00:31:21
لبيان سُخفِ فكرةِ التحول من كائنٍ لكائنٍ بالصُّدَف - 00:31:26
عبر التغيُّرات العشوائية والانتخاب الأعمى، - 00:31:29
وسُخفِ الحفاوة بحفريَّةٍ كدليل على حصولِ التطوُّر، - 00:31:32
وأنَّ عباراتٍ مثلَ (كائن انتقالي) و(حلقة وسيطة) هي عباراتٌ مضلِّلَةٌ - 00:31:35
لأنها مبنيةٌ على القصدِ والإرادة في تحويل كائنٍ لآخر، بينما هم ينفون القصد والإرادة. - 00:31:41
هذا كلُّه -يا كرام- ونحن لم نتكلم عن هزلية التعامل مع هذه التقديرات - 00:31:48
لأعمار الكائنات بملايين السنين وكأنها أرقامٌ مُقدَّسَة - 00:31:53
فيها قَدْرٌ عالٍ من الدقة، لكن يكفيك مثالٌ واحد: - 00:31:57
حوالي عام 1992 وجدُوا حفريَّةً في إثيوبيا، وبعد 17 عامًا ضخَّم الإعلام هذا الاكتشاف - 00:32:01
فجعلتها Science موضوعَ غلافِها بعنوان: (اكتشاف العام: Ardipithecus ramidus) - 00:32:09
واشتهرت بـ(Ardi) ونَشَرتْ عنها Science مَقالًا، - 00:32:15
ونَشَرت عنها National Geographic بعنوان: (العثور على أقدم هيكل عظميّ لسلف للإنسان)، - 00:32:18
ووضَعوا لها مكانًا في الخطِّ التطوُّريِّ المزعوم قبل 4.4 مليون سنة، - 00:32:24
وهو للأمانة 4.387 مليون سنة ±0.031 مليون سنة كما في Nature؛ - 00:32:31
في النطاق الزمني المناسب لتطوُّر الإنسان. - 00:32:41
لكن ما لبثت مجلة Science في العام التالي أن نشرت مقالًا - 00:32:44
يطعَن في أدلةِ أنَّ آردي سلفٌ للإنسان، - 00:32:47
ونشرت Times مقابلةً مع مُختَصٍّ بيَّن فيها - 00:32:50
أن أصحاب الدعوى استخدموا أساليب غير علميَّةٍ لتمريرِ دعواهم، - 00:32:54
ونشرت Nature أيضًا بحثًا يُعارض هذه الدعوى -أن آردي سلفٌ للإنسان. - 00:32:58
مَحلُّ الشَّاهد: كلَّفتُ نفسي أن أعود إلى البحث - 00:33:03
الذي ذكروا فيه تقديرَ عُمُرِ آردي في مجلة Nature، - 00:33:06
فوجدت الباحثين يُقدِّرون عمرها بحسب الطبقات الرسوبية التي وجدت فيها ويقولون: - 00:33:10
"أكثر العينات ملوَّثة، بما يعطي عُمُرًا مُبكِّرا يُقدَّرُ بحوالي (23.5) مليون سنة… - 00:33:16
إحدى العينات -مع أنَّها مُلوَّثَةٌ أيضًا- أعطت عمُر (4.387) مليون سنة… - 00:33:25
إن هذا العمُر يبدو أفضلَ تقديرٍ للعيِّنةِ، وبالتالي يُعطِي الحدَّ الأعلى لهذه البقايا،... - 00:33:31
البذورُ التسعة الأخرى من العينة نفسِها تمثل مُلَوِّثَاتٍ عمُرها 23.6 مليون سنة". - 00:33:37
هكذا بكل بساطة: نحنُ نرى أن 4.4 مليون سنة أنسب، - 00:33:45
ونستثني عينات الـ23.6 مليون سنة مع أنَّ كلا العينتين -باعترافنا- ملوَّثة، - 00:33:51
فعُمُر حفريَّة آردي قد يكون 4.4 مليون سنة، قد يكون 23.6 مليون سنة، - 00:33:58
أي حوالي خمسة أضعاف، قد يكون أقلَّ وقد يكون أكثر، وسنضع لكم في التعليقات - 00:34:05
روابطَ لمقالاتٍ تبيِّن مدى هزلية فكرةِ أن هذه التقديراتِ - 00:34:10
-بملايين ومليارات السنين- هي أرقامٌ دقيقةٌ. - 00:34:14
هذا هو واقع "الدليل العلمي" على تطور الإنسان. - 00:34:18
قد تقول: =لا، لا، ليس الأحافير فقط ، هناك الدليل الجيني،... - 00:34:21
فالإنسان تتشابه مادَّتُه الوراثيَّة بنسبة 98.8% مع جينات الشمبانزي. - 00:34:25
بيَّنا بُطلانَ هذه الدعاوى بالتفصيل العلمي في حلقتي (الغشاش) و(أكل زيد لحم الكلب). - 00:34:33
قد تقول: =لكن هناك دليلُ التشابه بين تشريح الإنسان والكائنات الأخرى. - 00:34:40
بيَّنَّا عدمَ دلالةِ ذلك على الأصل المشترك بالتفصيل - 00:34:45
في حلقة (ذيلك الذي لا تعرف عنه الكثير). - 00:34:50
قد تقول: = لكن هناك دليل الأخطاء في تصميم بعض أجزاء الإنسان كشبَكِيَّة العين. - 00:34:53
بيَّنَّا بُطلان ذلك بالتفصيل في حلقة: (أحرجتك). - 00:34:58
نحن -يا كرام- بينا عبر عشرات الحلقات بطلان "نظرية التطوّر" من جذورها بالتفصيل العلمي، - 00:35:02
وبيَّنا بُطلانَ مبادئها، والأساليب التي اتبعها أتباعها لترويجها على الناس، - 00:35:09
فالذي لم يُتابع الحلقات الماضية عليه أن يَعْلَم أن ما نعرضه اليوم - 00:35:15
ليس إلا جُزءًا يسيرًا من مناقشةٍ مُفَصَّلةٍ مطوّلة. - 00:35:19
هذا إذن هو واقع الدليل العلمي على تطور الإنسان عن كائناتٍ أدنى: - 00:35:24
1. سيناريوهات نَقَضَتها الاكتشافاتُ الحديثةُ حتى أصبحت - 00:35:30
مبعثرةً، غرقانةً، مُهتزَّةً من جُذورها بتصريحات التطوريين أنفسهم. - 00:35:34
2. ورموز هذه السيناريوهات مُفَنَّدة واحدةً واحدةً بلا استثناء. - 00:35:38
3. أدلَّةٌ تُوَظِّف خيالاتِ الـ(fotoshop) وأفلامَ هوليوود بناءً على عظامٍ مبعثرةٍ. - 00:35:43
4. تفترض تَعسُّفًا أن الإنسان تطوَّر عن غيرِه بلا دليلٍ عِلميٍّ. - 00:35:48
5. مَبنِيَّةٌ على مُحاولةِ إنكارِ فكرةِ الخَلْقِ بأيِّ ثمنٍ. - 00:35:53
6. وعلى طَلبِ أداةِ الاستدلالِ الخطأ على قضيَّةٍ غَيْبِيَّةٍ. - 00:35:56
7. وتتجاهلُ تَبِعات الصُّدفية واللاقصديَّة التي لا يُمكن أن تُحوِّل كائنًا لكائن. - 00:36:00
8. وتتجاهل عدم الدقَّة بشكل كبير في عُمُر الأحافير. - 00:36:06
﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ... - 00:36:11
وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [القرآن 24: 40] - 00:36:16
عقيدة داروينية عمياء. - 00:36:20
تعالوا الآن -يا كرام- نرى تعامل بعض المتكلِّمين العرب مع الموضوع. - 00:36:22
واسمحوا لي بدايةً أن أؤكِّد على أمر: الشخصيات الثلاثة الأولى التي سنذكر كلامَها - 00:36:27
نحسب أنَّها لم تتعَمَّد مُخالفةَ الحقِّ في هذه المسألة، - 00:36:33
لكنَّها لم تَبذُل ما ينبغي للوصول للحق فأخطأتْه، - 00:36:37
وقد تواصلتُ معهم واحدًا واحدًا طلبا للنقاش إكرامًا لما يجمعنا من انتسابٍ للإسلام، - 00:36:41
وقد ردَّ بعضُهم بأدبٍ وخُلُقٍ مُعتذِرًا عن النقاش حاليًّا، - 00:36:48
واختار البعض الآخر عدمَ الردِّ أصلًا؛ بل اللجوءَ إلى الطعنِ والافتراءِ. - 00:36:53
فليعذِروني جميعًا أني اضطُرِرتُ للخروج بهذه المادة على العلن، - 00:36:58
فإن الأخطاء التي وقعوا فيها في هذا الموضوع على العلن كبيرةٌ جدًّا، ولها أثر سلبيٌّ للغاية. - 00:37:02
ومع ذلك فأسأل الله أن يهديَنا وإياهم لما يحب ويرضى، - 00:37:09
وأرجو من إخواني أن يحاولوا التأثيرَ على الشخصيات المذكورَةِ - 00:37:13
بالنّصح والتذكير، لا بالتهجّم ولا التجريح. - 00:37:17
الدكتور (نضال قسُّوم) في حلقةٍ له من برنامجه (تأمَّل معي) بعنوان: - 00:37:20
(نظريَّةُ التطوُّر وأدلَّتُها العلميَّة) يقول: - 00:37:25
"يقول لك: (حسنًا، أين هذه الحلقات المفقودة بينهم؟ أين هذه الأجناس؛ الهياكل،... - 00:37:28
التي تقولون أنها بين الإنسان وبين القرد القديم؟ أين؟ أرني أنت الحالة التي تبين... - 00:37:34
أن الإنسان كان شيئًا قبل الإنسان،... - 00:37:43
وأنه انحدر فعلا من قردة أو القردة الكبيرة -أحيانًا تسمى Apes،... - 00:37:46
لدينا عددٌ كبيرٌ من هذا النوع من الأحافير، صدَّقوا أو لا تصدِّقُوا!" - 00:37:53
"نجد أن هذه الجماجم تتراوح في الأعمار بين قرابة مليوني سنة إلى أحدثها الأخير، - 00:37:58
ربما تقريبًا ثلث مليون سنة (300,000)... - 00:38:07
وفعلا عندما نأتي إلى كل واحدةٍ من هذه الستة وننظرُ إلى حجمها وعمرها... - 00:38:11
نجدها أنها فعلا تتسَلسَل من الأقدم إلى الأحدث وتصير تقترب إلى البشر". - 00:38:17
لا عفوًا يا دكتور… هذه الدعاوى لأتباع التطور قديمة جدًا، من عام 1963 كما أوضحنا، - 00:38:24
وأنا لا أدري -حقيقة- من أين تأخذ معلوماتك، خاصَّةً أنك لا تضع مراجعَ عند كلِّ معلومة. - 00:38:32
حسنًا، ماذا نفعل -يا دكتور نضال- مع آيات الله في القرآن، - 00:38:38
التي تتكلم عن خلق آدم بيدي الله تعالى؟ يجيبك الدكتور: - 00:38:41
"أوّلا أنا أحكم على أي نظريَّة سواءً تطور أو (بيج بانج) أو جاذبية آينشتاين... - 00:38:46
أو (كوانتم ميكانيكس) أو ذرية أو نووية… أحكمُ عليها بأدلَّتها العلمية،... - 00:38:51
لا أحكمُ عليها بكتبٍ دينيَّةٍ، وإلا فستصير العملية مفتوحةً على كل الاحتمالات… - 00:38:57
يأتيني كتاب آخر، واحدٌ يحكم لي من كتاب هندوسي، واحدٌ يكتب لي من التوراة،... - 00:39:04
واحدٌ من التلمود، واحدٌ يحكم على النظرية بالقرآن، واحد... لن ننتهي هكذا". - 00:39:09
لا يصِحُّ أن يُوضع القرآنُ في سلَّةٍ واحدة مع كتبِ الأديان الباطلة والمحرَّفةِ، - 00:39:13
ككتب الهندوسِ والتوراةِ والتلمودِ، أليس كذلك يا دكتور؟ ويقول لك: - 00:39:19
"عندنا حل من حلين: نقول له: (لا لا، هو صحيح أن كتابك يقول هذا، ولكن كتابك غلطان)، - 00:39:24
أو نقول له: (لا، لا تفهمها بهذه الطريقة، الذي اختاره البشر، سواء المسلمين - 00:39:31
أو حتى النصارى أو اليهود، ألا نفهم هذه الآيات بهذه الطريقة… بل نعيد تفسيرَها) - 00:39:36
وهل اليهود والنصارى أُسوةٌ للمسلمين؟ - 00:39:43
وهل القرآن ككتبهم في الاحتواء على المغالطات ومصادمة العقل والعلم - 00:39:46
لتطالبنا أن نفعل مثلهم يا دكتور نضال؟ - 00:39:51
- "فهذه النظرية… فهذه الحقائق عن التطور ثابتةٌ في الأرض… - 00:39:54
ما لها علاقة بـ(تَقبلُ، لا تَقبلُ) أنت حر، الآن -كما قلت لك آنفًا- - 00:39:59
تأتي في الكتب الدينية -في القرآن وغيره- يتكلم عن الإنسان وأصل الإنسان وخلق الإنسان... - 00:40:05
فيأتي الناس، ومن الطبيعي أن يسألوا: - 00:40:13
حسنًا، هذه الآيات كيف أفهمها على ضوء ما تقولون أنتم يا علماء؟... - 00:40:15
هل هناك إمكانية أن نفهم هذه الآيات على منوال... - 00:40:19
بطريقة تكون متناغمة مع ما يقوله العلم؟... - 00:40:24
أنا أقول: نعم" = "أن نُؤَوِّل النص". - 00:40:27
- "نُؤَوِّل الأجزاء التي يبدو أنها -إذا فُهِمتْ حرفيًّا- تتناقضُ مع العلم". - 00:40:30
ماذا يعنى بـ(نُؤَوِّل القرآن)؟ - 00:40:39
يعني أن الدكتور يَعدُّ القولَ بخلقِ الإنسان كما هو واضحٌ من القرآن والسُنّة - 00:40:42
وكما فهمته الأمَّة عبر القرون، يعدُّ ذلك فهما سطحيًا. - 00:40:47
"عندما ننظر إلى الآيات القرآنية -وإذا نظرنا إليها بسطحيَّةٍ وحَرْفِيةٍ- - 00:40:51
نرى وكأنَّ الإنسان هذا خُلق بشكل مستقل تمامًا عن باقي الخليقة". - 00:40:56
ويتكلم (د.نضال) عن إنسان بدائيٍّ كما في الأفلام الهوليوودية التطورية، فيقول: - 00:41:01
"وهذا هو تاريخ الإنسان، في الأول كان إنسانًا بدائيًّا، لا يفهم شيئًا، لا يفهم، - 00:41:07
يظن أن الأشياء تصير حواليه هكذا... كلها مخيفة، وهناك آلهات كثيرة، - 00:41:12
وكل آلهة ... تتعارك في السماء هذه الآلهات ... وكذا... - 00:41:16
وبعدها ابتدأ يتطوَّر قليلًا مع نفسه، وابتدأ يفكر: أنا لي معنى، - 00:41:20
وجودي له معنى، حياتي هنا لها ضوابط، - 00:41:24
ما هؤلاء الأشخاص... حسنٌ، وهذا الذي يقول شيئًا آخر عني و...و…". - 00:41:27
هذه محاور اختلافنا مع المروِّجينَ لفكرَةِ تطوُّر الإنسان عن كائنات أدنى: - 00:41:32
1. لا منهجيَّةَ للتفريق بين العلم الحقيقيِّ والخرافات. - 00:41:38
2. لا منهجيَّةَ في التعامل مع القرآن، بل وجرأةٌ على الخوض فيه بغير علم. - 00:41:42
3. ولا منهجيةَ في التوفيق بين الوحيِ والعلومِ الطَّبيعيَّة. - 00:41:47
والنتيجة بالنسبة لهم: تطوّر الإنسان حقيقة، والطريقةُ الوحيدة لتحافظَ على القرآن - 00:41:51
هي أن نُعيد تفسيرَه بما يتوافق مع "حقيقة التطور" كما فعل أصحاب الأديان الأخرى، - 00:41:57
ولعلَّ الدكتور يطَّلعُ على هذه الحلقةِ وسابقاتِها - 00:42:03
ليعلم أن "العلم" الذي يريد إعادةَ تفسير القرآن من أجلِه - 00:42:07
ما هو إلا خيالات هوليوودية وسيناريوهات رأينا ظُلُمَاتِها المُتراكمة. - 00:42:11
من أشكال إعادة التفسير هذه ما ذكرته إحدى الدكتورات في مجال البيولوجيا، - 00:42:16
والتي كرَّرَت في مقطع من ثماني دقائق عبارة (التطوّر حقيقة… التطوّر حقيقة) ثماني مرات! - 00:42:22
ثم قالت: "إذن، من هو آدم؟ ﻻ أحد يعرف إجابة هذا السؤال، - 00:42:28
وبالتأكيد ليس لدي الإجابة على هذا السؤال، ولكن ما أقترحه هو -وهذا هو رأيي الشخصي- - 00:42:33
أنَّ آدم المذكورَ في القرآن هو كنايةٌ أو مجازٌ عن الإنسانية ومثالٌ عامٌّ لها". - 00:42:41
إذن فتعتقد الدكتورة أن آدم -عليه السلام- ما هو إلا كنايةٌ (metaphor)، - 00:42:48
رمزٌ للبشريَّة بشكل عامّ، وليس كائنًا حقيقيًّا مستقِلًّا محدَّدًا. - 00:42:53
سُئلتْ مُجَدَّدًا فأكدَّت وقالت: - 00:42:58
"ربما… ولهذا أقول أنه مجازٌ، فآدم يمُثِّل مجموعةً من البشر تطوَّرتْ… - 00:43:01
وعندما نقول أنها مجموعةٌ تطوَّرت من أسلافِهم السابقين، - 00:43:07
فنحن في الغالب نتحدَّث عن تطوِّر القدرةِ الإدراكيَّةِ، والتفكيرِ المجردِ، والوجدان، - 00:43:10
لذا... فنعم، من الممكنِ جِدًّا القولُ بأنَّ هذه المجموعة قد تطورت، - 00:43:16
وأصبح لديها هذه القدرة العقلية العالية، الإدراكُ العالي، - 00:43:19
أو إن أحببت أن تطلق عليها (الروح)". - 00:43:22
إذن بحسب الدكتورة فآدم قد يكون مجازًا عن مجموعةٍ من البشر - 00:43:24
تطوَّرت لديهم القدراتُ العقليَّة والإدراكُ وما إلى ذلك. - 00:43:29
ولنا أن نسأل الدكتورة: إذا كان آدم كنايةً أو مجازًا يا دكتورة - 00:43:32
وليس كائنًا محدَّدًا حقيقيًّا، فكيف سنفهم قول الله -تعالى: - 00:43:37
﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ﴾ [القرآن 7: 27] - 00:43:41
وقولَه تعالى: ﴿فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ﴾ [القرآن 20: 117] - 00:43:46
وغيرُ هذه الآياتِ الكثيرُ الكثيرُ، وغيرُها الكثيرُ الكثير من الأحاديث الصحيحة - 00:43:52
في الحديث عن آدم -عليه السلام. - 00:43:57
ولا شك أن الذين يتجرَّؤون على القرآن بهذه الطريقة فَهُمْ على السُنة أجرأُ، - 00:43:59
ما الذي يمنعُ أصحاب التفاسير الباطنيَّةِ للقرآن من تفسيرِ القرآن كما يشاؤون، - 00:44:04
حيث يخترع من شاء ما شاء من المعاني، ويزعُم أنَّها هي المقصودةُ بهذه الآيات - 00:44:09
وليس معانيها الواضحة الظاهرة، كَمَا حصل مع الحركات الباطنية في التاريخ الإسلامي؟! - 00:44:14
إذا كان آدم -الذي فصَّل القرآن في قصَّته تفصيلًا- مجرَّدَ رمزٍ أو مجازٍ، - 00:44:20
فما الذي يمنع أن تكون الجنَّة مجرَّد مجاز؟ والنار: مجازٌ، والآخرة: مجازٌ… - 00:44:26
بل ولماذا لا يكون الله -عز وجل- مجرَّد مجازٍ؟! - 00:44:32
تذكروا -إخواني- من أجل ماذا يتمٌّ الخوض في القرآن بهذا الشكل. - 00:44:35
من أجل خرافات؛ ظلماتٍ بعضها فوق بعض. - 00:44:39
الدكتور الروائي (أحمد خيري العُمري) يروِّج أيضا لفكرة فهم آيات بناء على نظرية التطور، - 00:44:42
وقد أصدر كتابه: (ليطمئنَّ عقلي) - 00:44:50
الذي أعاد فيه نفس استدلالات المواقع الشَّعْبَوِيَّةِ على صحَّة التطوَّر، - 00:44:53
غيرَ ملتفتٍ طبعا إلى ردودِنا وردودِ الكثيرين العلميةِ المفصَّلةِ على كلٍّ منها، - 00:44:57
ثم أتبع هذه الأدلة بقوله: - 00:45:03
"ولعله من نافلة القول أنه لا يمكن لأي نظرية علمية أن تكون بديلةً لنظرية التطوُّر... - 00:45:05
دون أن تأخذها أوًّلاً على محمل الجد التام والدراسة العلميَّة المكثَّفةِ... - 00:45:12
خصوصًا أنَّ سِجِلَّ الأحافير الذي تستخدمه نظريةُ التطوُّر... - 00:45:18
يضمُّ ملايين الأحافير إن لم يكن المليارات منها". - 00:45:24
جُملةٌ مُصاغةٌ بطريقةٍ توهِم أن هناك الملايين أو الملياراتِ من الأدلَّة - 00:45:29
على الخرافة من الأحافير، "سجل الأحافير الذي تستخدمه نظرية التطور". - 00:45:35
بعيدًا عن المبالغةِ الشديدةِ في الأرقامِ فهذا السِجِلُّ مليءٌ بأحافيرَ - 00:45:41
لهياكلَ بشريَّةٍ وحيوانيةٍ مثيلةٍ للمخلوقات المعروفة الموجودة حاليًّا بيننا، - 00:45:46
ولم يدَّعِ ولا حتَّى كبارُ مروِّجي الخرافةِ الأجانبِ أنها دليلٌ على التطوَّر، - 00:45:52
وإنما الحديث عن أحافيرَ محدودة أريناكم -اليوم وفي حلقاتٍ ماضيةٍ - 00:45:57
بالتفصيل العلمي ومن أوراقهم- ما يُكذِّب دلالتها على التطوُّر. - 00:46:02
في المقابل الدكتور العمري الذي أصدر سلسلته في التحصين من الإلحاد بعنوان (Anti-إلحاد) - 00:46:07
عنده مشكلةٌ في تعريف الإيمان نفسه، فهو يقول: - 00:46:12
"في الحقيقة الإيمانُ بأيِّ شيءٍ يحتاجُ إلى هذه القفزة؛ الـ(Leap)، - 00:46:16
أن تؤمن بشيءٍ دونَ كل الأدلَّة القاطعة الحاسمة". - 00:46:20
ومثلَ هذه العبارات وغيرَها من العبارات التي تجعل الإيمان بوجود الله - 00:46:24
-وبالغيب عمومًا- أمرًا أغلبيًّا لا قطعيًّا يقينيًّا، - 00:46:29
وهو ما وضَّحنا بُطلانه تمامًا في حلقة (الله غيب، هل معناه أن وجوده غير يقيني؟) - 00:46:33
وحلقة (هل يمكن إثبات وجود الله علميًّا؟) وغيرِها من رحلة اليقين. - 00:46:40
فعندما يكون تطوُّر الإنسان مؤيَّدا بالأدلة العلمية القويَّةِ -كما يقول الدكتور العمري، - 00:46:45
بينما الإيمان بالله نفسِه لا يمكن البرهنة عليه بشكل قطعي، ويحتاجُ قفزة في الفراغ - 00:46:50
فلا عجَبَ أن يتأوَّل القرآنَ ليناسِب تطوُّر الإنسان. - 00:46:56
أما الدكتور عدنان إبراهيم فقد بيَّنَّا طريقتَه في ترويج خرافة التطوُّر عمومًا - 00:47:00
في حلقة: (لماذا يلحد بعض أتباع عدنان إبراهيم؟)، - 00:47:05
وفي حلقة اليوم ما يُفنِّد دعاواه عن تطوُّر الإنسان. - 00:47:10
وأنا ختاما أسأل من يروِّجون لهذه الخرافة من العرب: هل أنتم تقرؤون الأوراق العلمية؟ - 00:47:13
هل تعودون إلى الأبحاث الأصلية وتقرؤونها بلغتها الأصليَّة - 00:47:19
للتحقُّق من صحَّة المعلومات وصحَّة الاستنتاجات؟ - 00:47:23
أم أن مصادرَ معلوماتكم هي المواقعُ التي يَضحك بها أتباع الخرافة على الناس، - 00:47:26
والرسوماتُ التي يستخدمها مروِّجو الخرافة الشَعْبَوِيُّون؛ - 00:47:32
فتنقلون عنهم كأنهم أناسٌ ثقاتٌ مُؤتَمنُون؟ أَلِأَجْلِ هذه الخرافات المُهتَرِئة - 00:47:35
تريدوننا أن نعبث بتفسير كتاب الله -تعالى- ونتجاهل الأحاديثَ الصحيحة؟ - 00:47:41
عندما تعود إلى القرآن لتطَوِّع نصوصَه بما يناسب العِلم الموهوم، - 00:47:46
وكأنَّ القرآن مائعُ الدلالة، قابلٌ للتشكُّل حسب الطلب، - 00:47:50
هل أنت بذلك تُوفِّقُ حقيقةً بين العلم التجريبي والقرآن؟ - 00:47:54
أم تسقط هيبةَ القرآن من قلوب المسلمين بجَعْله تابعًا هُلاميًّا؟ - 00:47:59
هذا القرآن عزيز؛ ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ - 00:48:03
لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [القرآن 41: 41-42] - 00:48:07
لا يلتبس بباطل، ولا يُفسر بباطل، ولا يُطوَّع لباطل، - 00:48:12
كتاب مُهيمِن، حاكمٌ غير محكومٍ، قائدٌ لا مقودٌ؛ - 00:48:16
﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ [القرآن 86: 13-14] - 00:48:21
إذا أدركت هذا كلَّه -أخي وأختي- فانفضْ عنك تخاريفَ العلم المُزيَّف، - 00:48:24
وأصغِ بسمعك وكيانك إلى قول ربك -سبحانه- وهو يذكِّرك بأصلك، - 00:48:29
بكلامٍ فصْلٍ لا لبسَ فيه ولا غموضَ، ليَجعل من بعد ذلك لحياتك معنًى، - 00:48:34
ويبنيَ عليه منظومةً أخلاقيةً، إذ تعلم أنك عائدٌ إليه فيقول: - 00:48:40
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا - 00:48:46
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ - 00:48:53
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا - 00:49:00
وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ - 00:49:03
وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ [القرآن 4: 1-2] - 00:49:08
نسأل الله -تعالى- أن يهدينا جميعًا ومن يخالفُنا لما يحبُّ ويرضَى. - 00:49:14
والسلام عليكم ورحمة الله . - 00:49:19