Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه واحبابه ومن اتبع هداه ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام تكلمت في لقاء سابق عن النية - 00:00:00ضَ
وبينت الفاظها واهميتها ولنا ان نعلم ان اهل العلم ما زالوا يهتمون بالنية اهتماما كبيرا ولعل في تصدير الامام البخاري عليه رحمة الله كتابه الصحيح لحديث النيات دليل على ان النية - 00:00:34ضَ
تدخل كل باب من ابواب العلم وفي هذا آآ المقام الذي نتكلم فيه احب ان اذكر بهذه الكلمة الطيبة جبل من جبال العلم وامام من ائمة التقوى وهو الامام عبدالله ابن المبارك عليه رحمة الله عندما قال رب عمل صغير تعظمه النية ورب - 00:00:56ضَ
عمل كبير تصاغره النية. سبحان الله رب عمل رب عمل صغير تعظمه النية رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تحقره النية؟ نعم اذا النية لها شأن عظيم ولكن قبل ان نعرج على النية مرة ثانية نريد ان نقدم ترجمة - 00:01:28ضَ
بهذا العلم لعبدالله ابن المبارك عليه رحمة الله هو من تابعي التابعين التابعي هو الذي لقي الصحابي وروى عنه اما التابعي هو الذي لقي التابعي روى عنه وعبدالله ابن المبارك عليه رحمة الله - 00:01:59ضَ
روعة عن هشام ابن عروة ابن الزبير كما روى عن سليمان التيمي وروى عن خلائق من اتباع التابعين من امثال سفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومالك وشعبة وخلائق ومن جملة الذين رووا عنه روى عنه شيخه سفيان الثوري - 00:02:27ضَ
وهذا دلالة على علو كعبه في العلم وايضا دلالة على تواضع شيخه بان الرجل لا ينبل في علمه حتى يروي عن من هو دونه كما يروي عن من هو فوقه - 00:02:56ضَ
وروى عنه ايضا الفضيل بن عياض وابو داوود الطيالسي وعبد الرزاق واحمد وخلائق اه كان عبدالله مبارك اماما يقتدى به كان اماما يقتدى به وهذه مسألة مهمة جدا هذه مسألة مهمة - 00:03:17ضَ
ان العالم ليس هو الذي يتكلم ليس هو الذي يتشدق بالالفاظ ليس العالم هو الذي يجمع المسائل ويحررها هذا وان كان حسنا لكن العالم هو الامام الذي يقتدى به في خصال الخير - 00:03:38ضَ
ولهذا قال ربنا عز وجل ان ابراهيم كان امة لله. الاية قال اهل العلم امة اي كان على التوحيد وسائر اهل الارض على الشرك والقول الثاني وهو المفيد في هذا المقام - 00:03:58ضَ
اي كان اماما يقتدى به في خصال الخير هذا ما نريده ان يكون العالم اماما يقتدى به في خصال الخير حيثما كانت خصلة من خصال الخير وجدته فيها رائدا سابقا فائقا والكل ينظر اليه - 00:04:16ضَ
ليهتدي ويتسنن ايضا كان عبدالله بن المبارك من الذين جمعوا ابواب الخير ما ترك بابا من ابواب الخير الا جمعه وكان له فيه حظ وافر لقد كان اماما في اللغة والادب والفصاحة والشعر - 00:04:37ضَ
وكان اماما ايضا في السخاء والجود والحديث والفقه لم يترك شعبة من شعب الخير الا كان فيها سابقا اماما واذا نظرنا الى آآ ما ترجمت آآ به القصص التي ذكرت في - 00:05:01ضَ
جوده وسخائه وكرمه لوجدنا العجب العجاب وكان اكثر سخائه وصلاته لاهل العلم والفقراء والعباد والزهاد آآ له كلام رائق من هذا الكلام ان الرحمة تتنزل عند ذكر الصالحين الله رحمة الله عز وجل تتنزل عند ذكر الصالحين - 00:05:21ضَ
لان الانسان عندما يذكر الصالحين فانه يذكر الله عز وجل عندما يذكر الصالحين ان قلبه ينجلي ويهتز سيكون ذلك مدعاة لجلب رحمات الله عز وجل وايضا من جملة كلامه الحسن - 00:05:50ضَ
يا ذا الادب ان يكون ثلثي الدين الادب ان يكون ثلثي الدين رضي الله تعالى عنه ان مشكلة كثير من طلبة هذه الازمان والازمان المتأخرة انه ربما يحصلون الكثير من العلوم والمعارف - 00:06:10ضَ
لكن عندهم جفاف في مسألة الادب عندهم جفاف في مسألة الادب اذا نظرنا الى السابقين نجد ان حرصهم كان شديدا على الادب كان احدهم يتحرى الادب ويطلبه كما تطلب المرأة الرؤوم وليدها. اذا ضل. سبحان الله! وتر ذلك عن الامام الشافعي عليه - 00:06:33ضَ
ورحمة الله وكان بعضهم يقول طلب باب واحد في الادب خير من طلب سبعين بابا في الفقه سبحان الله وهذا عبد الله مبارك يقول بان الادب كاد ان يكون ثلثي الدين وذلك للدلالة على اهمية الادب - 00:06:59ضَ
كثير من الناس يهجم على العلم ويتسور محاريب العلم دون ان يحصل شيئا في الادب ولذلك لابد للناس ان يتأدبوا وان يتعلموا قبل المسائل ادب الطلب وان يتعلموا حكمة العلم وسياسة العلم حتى يتفقهوا العلم وحتى ينتفعوا بالعلم - 00:07:21ضَ
وكان رحمة الله تعالى عليه جامعا بين العلم والعمل جامعا بين العلم والعمل. بل كان من اوعية العلم رضي الله تعالى عنه وكان من اثبت الناس في تسنن ونشر السنة - 00:07:45ضَ
كان من اشد الناس في التسنن ونشر السنة كما كان مجاهدا في سبيل الله مع هذه الخصال الطيبة الجليلة كان مجاهدا في سبيل الله. كان يخرج للغزو بل انه مات بعد ان رجع - 00:08:04ضَ
من الغزو سنتاب مائة واحدى وثمانين وهو ابن ثلاث وستين سنة رضي الله تعالى عنه بعد هذه الترجمة الميسرة نرجع الى كلمته الطيبة. رب عمل صغير تعظمه الله! لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق - 00:08:22ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد رأيت رجلا في الجنة يتقلب فيها لغصن نحاه من طريق المسلمين الله النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بغيا هذه البغي سقت كلبا فنظر الله تعالى اليها وشكر صنيعها وغفر لها ذنبها - 00:08:54ضَ
والاعمال ان كانت قليلة. الا ان النية تكون عظيمة في بركتها تكون عظيمة في كثرة ثوابها ورب عمل كبير تحقره النية هذا العمل الكبير لا نية فيه لربما فعله صاحبه رياء او فخرا او تيها او نحو من ذلك - 00:09:18ضَ
فاذا كان الرجل اذا اماط الاذى عن الطريق يدخل بذلك الجنة وهذا عمل حقير يسير ربما لا يلتفت اليه فربما يأتي رجل فيتصدق بملايين الملايين ومع ذلك لا ينظر الله تعالى الى عمله. لماذا؟ لان هذا العمل كان خليا - 00:09:46ضَ
ولكن هنا ملحوظة لابد من التنبيه عليها ان العمل اذا كان من باب النفع المتعدي. من باب النفع المتعدي ده اول شرط من باب النفع المتعدي الشرط الثاني ليس به رياء - 00:10:07ضَ
اذا ليس هناك فيه نية نعم ولكن ليس ايضا فيه رياء فعله مثلا مروءة وعلى ذلك نجدة فارجو ان يؤجر على ذلك ولو لم تكن فيه نية من تاني مرة اخرى ان العمل - 00:10:27ضَ
اذا كان من باب النفع المتعدي لم تكن فيه نية ولكن ليس به رياء ارجو ان يؤجر صاحبه على ذلك والدليل على ذلك حديث ابي اللحم ادي اللحمة هذا لقبه وهذا رجل لقب بذلك وهو صحابي جليل. لانه كان يتأبى ويرفض ان يأكل اللحم في - 00:10:45ضَ
ثم اسلم وصار من الصحابة الكرام فلقب بابي اللحم فامر غلاما له ان ينضج شاة له يذبح شاة ويجعلها على النار حتى تنضج فاتى سائل قام ذلك الغلام بدفع الشاة لهذا السائل - 00:11:09ضَ
فلما رجع اللحم الى غلامه وسأله عن اللحم قال لقد تصدقت به. فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم آآ اخبره النبي صلى الله عليه وسلم ان الاجر بينكما اذا اب اللحم اخذ اجرا على عمل ليس فيه نية - 00:11:34ضَ
لماذا؟ لانه من باب النفع المتعدي فلابد للناس ان تجتهد في تحرير نواياها والنية اما ان تكون سابقة على العمل او مصاحبة للعمل يعني مثلا لو ان رجلا امسك بالمصحف ليقرأ فهذه نية مصاحبة للعمل - 00:11:54ضَ
فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. اي اذا اردت قراءة القرآن ويمكن ان تكون النية سابقة للعمل بنية الصائم في صوم رمضان هل يشترط ان ينوي كل ليلة ان يصوم هذا اليوم ليس ذلك بشرط بل ان النية السابقة في اول رمضان تكفير - 00:12:15ضَ
عن تجديد النية في كل يوم ولو جددها لكان ذلك حسنا ان شاء الله والمقصود ايها الاحباب ان النية وهي من اعمال القلب لابد ان تراعيها هم ايضا هناك ملحوظة ان بعض الناس ربما في بعض العبادات يجهرون بالنية - 00:12:40ضَ
وهذا ايضا من باب الخطأ اذ ان النية محلها القلب النية محلها القلب ولا يجوز التلفظ بالنية ولم يثبت ان الشرع اجاز التلفظ بالنية الا عند الاهلال بالحج او العمرة - 00:13:01ضَ
اما ما وراء ذلك فلا يجوز التلفظ بالنية نسأل الله تبارك وتعالى ان يصلحنا وايانا وان ييسر امورنا وان يأخذ بايدينا الى طريقه المستقيم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا الامين واصحابه الميامين الى يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:13:19ضَ