البرنامج الرمضاني || رمضان حكم وأحكام
رمضان حكم وأحكام (1) || استقبال رمضان || أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم هذه سلسلة حلقات رمضان حكم واحكام الحلقة الاولى استقبال شهر رمضان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:00ضَ
ايها المستمعون الكرام ايتها المستمعات الكريمات معشر الصائمين والصائمات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وهنيئا لكم ان بلغكم الله تعالى شهر رمضان ورآكم اهلا لصيامه وقيامه فان هذا من عاجل بشرى المؤمن - 00:00:27ضَ
وكم تمنى اناس ان يدركوه فلم يقع لهم ذلك ايها المستمعون الكرام ايتها المستمعات الكريمات لقد اضلنا شهر كريم وموسم عظيم نلبس فيه لباس التقوى ونظهر فيه شعار الاسلام والعبودية لله رب العالمين - 00:00:55ضَ
انه رمضان درة الشهور وزينة العام مدرسة ايمانية تربوية تعبدية اجتماعية فصوم رمضان احد اركان الاسلام ومبانيه العظام واحد محاسن الشريعة ودلائل صحتها وموافقتها لمصالح العباد وانسجامها مع الفطرة مع تكراره كل عام - 00:01:21ضَ
ورغم منافاته لشهوات النفس تظل النفوس المؤمنة تهفو اليه وتترقب حلوله وتتنعم بصيامه وقيامه وسر هذا الشوق والتوق خبيئة ايمانية في شغاف القلوب مبناها على عقيدة العبودية والتأله لله رب العالمين - 00:01:50ضَ
ذلك ان المرء يمضي شهور العام منهمكا في مصالحه المعاشية منشغلا بمجريات الحياة اليومية فيشعر بحاجة ماسة التقاط الانفاس وعودة السكينة وتجديد العهد مع ربه وتلاوة كتابه والقيام لمناجاته والركون لبيوته التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه - 00:02:18ضَ
واصلاح ما بينه وبين ربه ولاجل هذا المخزون العقدي والسر الايماني تنشأ اللهفة وتحترم الرغبة فبين العقيدة ومواسم الطاعات حبل متين وشاهد مبين وقد اثبت الله حقيقة هذه المحبة لخصال الايمان ورونقها في قلوب المؤمنين بقوله - 00:02:47ضَ
ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم اي والله فضلا من الله ونعمة لا يد لنا فيها ولا منة - 00:03:13ضَ
عجبا لامر هذا الدين وشرائعه ومقاصده واحكامه خير كله عدل كله. رفق كله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ماء تهب نسائم رمضان حتى تهفو القلوب لمقدمه - 00:03:37ضَ
وتشفئب الاعناق لرؤية هلاله وتستعد النفوس والابدان لصيامه وقيامه ان ذلك لمن اصرح الادلة على انه دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها فهذه العبادات العظيمة من الصيام والقيام والزكاة والعمرة والتلاوة والذكر - 00:03:56ضَ
التي يعمر بها العمر ويختص باجتماعها هذا الشهر الكريم ليست تكاليف كما يسميها بعض الفقهاء والاصوليون بل هي حاجة فطرية ومطلب ضروري لاستقامة النفس الانسانية واعتدالها وانما جرى تسمية الشرائع تكاليف وتسمية العباد - 00:04:19ضَ
مكلفين في ازمنة متأخرة فاحدث ذلك شعورا بالثقل والالزام القهري يجد المؤمنون في مواسم الطاعات واستراحا لقلوبهم وانسا وانشراحا في صدورهم وقربى يبثون خالقهم شكواهم ويطرحون بين يديه ويناجونه ويسألونه حاجاتهم فللصائم دعوة لا ترد - 00:04:44ضَ
واقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وهو سبحانه في السحر يناديهم من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له ويجدون في هذه العبادات المتنوعة ساحا في ساحا للتعبير عن عبوديتهم لرب العالمين - 00:05:14ضَ
وكثير من الناس يتلهف لادراك الشهر ويأسى على من ادركه الاجل قبل دخوله. وهو صادق في شعوره لكن سرعان ما تنفثء هذه الفقاعة الكبيرة وتبرد هذه الثورة العاطفية خلال ايام معدودة من ايام الشهر الاولى - 00:05:39ضَ
ولا شك ان للطبيعة البشرية دور في هذا التراجع لكن جزءا من تفسير هذه الظاهرة يرجع الى امرين احدهما عدم التهيؤ النفسي والتكيف الوجداني التام لاستقبال الشهر الذي يتأتى بازالة النظر في الايات القرآنية والاحاديث النبوية - 00:06:01ضَ
المتعلقة بفظائل الشهر والتأمل في اثاره العاجلة والاجلة والتفكر في مقاصده وثمراته فاذا امتلأت النفس بهذه المعاني صار ذلك وقودا وذخيرة يمدها الى اخر الشهر ويغذيها بالعزيمة والثبات والاستقامة قال ابن رجب رحمه الله - 00:06:27ضَ
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر اصحابه بقدوم رمضان كما خرج الامام احمد والنسائي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر اصحابه - 00:06:52ضَ
يقول قد جاءكم شهر رمضان. شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه تفتح فيه ابواب الجنان وتغلق فيه ابواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم - 00:07:07ضَ
قال بعض العلماء هذا الحديث اصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان انتهى من لطائف المعارف قلت هذا الحديث ايضا اصل في تهيئة النفس لصيام رمضان الامر الثاني عدم التخطيط العملي - 00:07:29ضَ
والتصور التفصيلي لتنفيذ الاعمال فتتبخر الاماني وتتبدد الاحلام ويقع الاضطراب بسبب عدم وضع خطة واضحة ممكنة لليوم والليلة فينبغي للمؤمن الجاد تحديد اهداف واضحة والتزام برنامج متوازن حازم لاغتنام الشهر الكريم - 00:07:50ضَ
ومن ذلك على سبيل المثال المحافظة على الصلوات الفرائض والسنن الرواتب والتبكير الى المساجد فور سماع النداء بالنسبة للرجال الثاني الالتزام بحزب معين من تلاوة القرآن يوميا لا يقل عن ثلاثة اجزاء مثلا - 00:08:15ضَ
والاستكثار من الختمات هذا الشهر هو شهر القرآن كما قال الله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ثالثا تدبر القرآن ومدارسته بالرجوع الى كتب التفسير المعتمدة - 00:08:38ضَ
والتنقيب عما خفي عليه من خطاب الله لعباده واعمال الفكر في معانيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان - 00:09:01ضَ
حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة متفق عليه ومن الوسائل المعينة الاهتمام بامام حسن التلاوة - 00:09:19ضَ
مطمئن الصلاة في التراويح والقيام والحرص على القيام الشرعي لا الصورة بان يصرف وقتا مجزئا يقنت فيه لرب العالمين يترنم بكلامه ويطمئن في قيامه وركوعه وسجوده ايمانا واحتسابا ولا يغتر بصلاة النقارين - 00:09:40ضَ
التي لا يحصل بها المقصود الاعظم وهو الخشوع ومما يستغل به هذا الشهر تعيين مبلغ من المال لاخراجه في رمضان على سبيل الزكاة الواجبة او الصدقة المستحبة. فيطهر ما له كما - 00:10:02ضَ
قلبه والامر السادس الترتيب المبكر لاداء عمرة في رمضان. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته قال لام سنان الانصارية ما منعك من الحج - 00:10:19ضَ
قالت ابو فلان تعني زوجها كان له ناضحان. حج على احدهما والاخر يسقي ارضا لنا قال فان عمرة في رمضان تقضي حجة او حجة معي رواه البخاري والامر السابع التخفف من الشواغل الثانوية. والتوفر لتحقيق المقاصد الرمضانية - 00:10:38ضَ
وقد كان السلف من المحدثين والفقهاء يقطعون مجالس العلم والرواية في رمضان ويقبلون على القرآن فكيف بما سوى ذلك من شواغل الدنيا التي لا تنقضي وهكذا فان تحضير الذهن وشحذ العزم - 00:11:05ضَ
مع الاستعانة بالله يحصل به المقصود كما وصى نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله احرص على ما ينفعك واستعن ولا تعجز. رواه مسلم نسأل الله تعالى ان يتمم علينا نعمته. وان يعيننا على الصيام والقيام - 00:11:23ضَ
والقبول والغفران والعتق من النيران والفوز بالجنان. انه ولي ذلك والقادر عليه. والحمد لله رب العالمين - 00:11:45ضَ