بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله - 00:00:00
الرابع عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت لهم لم تصنع هذا يا رسول الله؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر - 00:00:21
قال افلا احب ان اكون عبدا شكورا متفق عليه هذا لفظ البخاري ونحوه في الصحيحين من رواية المغيرة ابن شعبة. هكذا قال النووي علينا وعليه رحمة الله وهذا الحديث في صحيح الامام - 00:00:44
البخاري ساقه برقم الف ومئة وثمانية عشر وساقه ايضا في كتاب التفسير وحينما جعله في كتاب التفسير بوب باب ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك - 00:01:05
ويهديك صراطا مستقيما ثم ساق بطريقة عجيبة فساق حديث المغيرة برقم اربعة الاف وثمان مئة وستة وثلاثين قال حدثنا صدقة ابن الفضل قال اخبرنا ابن عيينة قال حدثنا زياد هو ابن علاقة انه سمع المغيرة يقول - 00:01:25
قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال افلا اكون عبدا شكورا ثم ساق حديث عائشة فقال - 00:01:49
عدتنا الحسن بن عبدالعزيز قال حدثنا عبد الله ابن يحيى قال اخبرنا حيوا عن ابي الاسود انه سمع عروة عن عائشة رضي الله وعنها ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه - 00:02:08
فقالت عائشة لم تصنع هذا يا رسول الله؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال افلا احب ان اكون عبدا شكورا تقول فلما كثر لحمه صلى جالسا. فاذا اراد ان يركع قام فقرأ ثم ركع - 00:02:26
وهذا حديث جليل وجه الدلالة فيه هو استحضار الصحابة رضوان الله عليهم في كلامهم مع النبي صلى الله عليه وسلم للاية التي في سورة الفاتحة التي فيها مغفرة الله تعالى لما تقدم من ذنب النبي صلى الله عليه وسلم وما تأخر - 00:02:49
وهذا تنبيه ولذلك الصحابة كانوا يكثرون قراءة القرآن والقيام به وهكذا يقرأ الانسان القرآن ويتدبر المعاني حتى يجعل التخلق بالقرآن في حياته كلها فتأمل ان الصحابة قد استحضروا ذلك في مخاطبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:13
ثانيا قال السعدي في تفسير هذه الاية رتب الله على هذا الفتح عدة امور فقال ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وذلك والله اعلم بسبب ما حصل بسببه من الطاعات الكثيرة - 00:03:37
وبما تحمل من تلك الشروط التي لا يصبر عليها الا اولو العزل من المرسلين وفي كلام السعدي هذا تنبيه الى شيء قاله ابن ابي جمرة سيأتي في الفائدة الرابعة ثالثا قال ابن القيم - 00:03:54
جمع سبحانه له بين الهدى والنصر لان هذين الاصلين بهما كمال السعادة والفلاح فان الهدى هو العلم بالله ودينه والعمل بمرضاته وطاعتهم وهو العلم النافع والعمل الصالح والنصر القدرة التامة على تنفيذ دينه بالحجة والبيان والسيف والسنان - 00:04:12
وهو النصر بالحجة واليد وقهر قلوب المخالفين له بالحجة وقهر ابدانهم باليد وهو سبحانه كثيرا ما يجمع بين هذين الاصلين. اذ بهما تمام الدعوة وظهور دينه على الدين كله رابعا قال ابن ابي جمر - 00:04:47
يجب ان لا يخطر ببالنا ان الذنوب التي اخبر الله تعالى انه بفضله غفرها للنبي صلى الله عليه وسلم من قبيل ما نقع نحن فيه معاذ الله انما ذلك من قبيل - 00:05:09
توفية ما يجب للربوبية من الاعظام والاكبار والشكر ووضع البشرية وان رفع قدرها حيث رفع فانها تعجز عن ذلك بوصفها لانها من جملة المحدثات وكثرة النعم على الذي رفع قدره اكثر من غيره تضاعف الحقوق عليه - 00:05:25
فحصل العجز فالغفران لذلك اذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم عظيم الاعظام لرب العزة والجلال ولذلك مسألة التوقير ان الانسان يوقر يوقر الله تعالى فيعظم الله يعظم الله ان يعصيه ويعظم الله ان يقصر في حقه - 00:05:48
نحن نسمع الله اكبر وتمر معنا في عبادات عديدة في اليوم والليلة نعظمه باللسان لنعظمه بالقلب فنؤدي حقه فاذا الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من قبيل الاعظام والاكبار والشكر لله سبحانه وتعالى - 00:06:12
خامسا في الحديث كثرة اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في عبادة الله وهكذا المؤمن يسير على هدي النبوة سادسا من انعم الله عليه بنعمة وخصه بفضيلة يجب عليه اداء شكر المنعم - 00:06:36
يجب عليه داؤه شكر المنعم سبحانه وتعالى ومر معنا ان شكر الانعام سبب من اسباب النجاة فينبغي على الانسان ان لا يفرط في الشكر سابعا يجب ان تكون النعمة سببا لزيادة الشكر فالانسان يشكر ربه وكلما ازدادت النعم - 00:06:54
يزداد شكرا بل على الانسان ان يستذكر ما مهد الله له تعالى من النعم وهنا قف افلا اكون عبدا شكورا؟ فحاسب نفسك ان تكون عبدا شكورا وهذه الفاء في قوله افلا اكون للسببية - 00:07:18
وهي محذوف تقديره ااترك تهجدي فلا اكون عبدا شكورا والمعنى ان المغفرة سبب لكون التهجد شكرا فكيف اتركه اذا في هذا الحديث بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الاجتهاد في العبادة لربه - 00:07:38
والخشية لربه والشكر لله تعالى ولذلك الشكر يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح. وربنا قال اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور تأمل هذه الاية حتى تزداد شكرا لله تعالى يقول ابن غلام الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح - 00:07:58
اما بالقلب فهو ان يقصد الخير ويضمره للخلق كافة هذا هكذا قال ابن القيم ولشيخ الاسلام مقولة يقول اذا اردت ان تبلغ منازل الابرار فانوي في كل يوم تشرق فيه الشمس ان - 00:08:23
العلم للخلق فانت انوي ايصال الخير وايصال العلم ونفع الاخرين. اذا يقول اما بالقلب فهو ان يقصد الخير ويضمره للخلق كافر واما باللسان فهو اظهار الشكر لله بالتحميد واظهار الرضا عن الله تعالى - 00:08:41
واما الجوارح فهو استعمال نعم الله في طاعته. والتوقي من الاستعانة بها على معصيته فمن شكر العينين ان تستر كل عيب تراه للمسلم ومن شكر الازنين ان تستر كل عيب تسمعه - 00:09:01
اذا ينبغي على الانسان ان يراقب نفسه في اداء شكر الله سبحانه وتعالى وان يطالع الانسان النعم دواما لانك في مطالعتك النعم سوف تحب الله تعالى وفي مطالعتك النعم سوف تعمل على اداء شكر هذه النعم - 00:09:19
وفي مطالعة النعم سوف تستحي ان تعصي الله بنعمه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:43
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله - 00:00:00
الرابع عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت لهم لم تصنع هذا يا رسول الله؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر - 00:00:21
قال افلا احب ان اكون عبدا شكورا متفق عليه هذا لفظ البخاري ونحوه في الصحيحين من رواية المغيرة ابن شعبة. هكذا قال النووي علينا وعليه رحمة الله وهذا الحديث في صحيح الامام - 00:00:44
البخاري ساقه برقم الف ومئة وثمانية عشر وساقه ايضا في كتاب التفسير وحينما جعله في كتاب التفسير بوب باب ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك - 00:01:05
ويهديك صراطا مستقيما ثم ساق بطريقة عجيبة فساق حديث المغيرة برقم اربعة الاف وثمان مئة وستة وثلاثين قال حدثنا صدقة ابن الفضل قال اخبرنا ابن عيينة قال حدثنا زياد هو ابن علاقة انه سمع المغيرة يقول - 00:01:25
قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال افلا اكون عبدا شكورا ثم ساق حديث عائشة فقال - 00:01:49
عدتنا الحسن بن عبدالعزيز قال حدثنا عبد الله ابن يحيى قال اخبرنا حيوا عن ابي الاسود انه سمع عروة عن عائشة رضي الله وعنها ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه - 00:02:08
فقالت عائشة لم تصنع هذا يا رسول الله؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال افلا احب ان اكون عبدا شكورا تقول فلما كثر لحمه صلى جالسا. فاذا اراد ان يركع قام فقرأ ثم ركع - 00:02:26
وهذا حديث جليل وجه الدلالة فيه هو استحضار الصحابة رضوان الله عليهم في كلامهم مع النبي صلى الله عليه وسلم للاية التي في سورة الفاتحة التي فيها مغفرة الله تعالى لما تقدم من ذنب النبي صلى الله عليه وسلم وما تأخر - 00:02:49
وهذا تنبيه ولذلك الصحابة كانوا يكثرون قراءة القرآن والقيام به وهكذا يقرأ الانسان القرآن ويتدبر المعاني حتى يجعل التخلق بالقرآن في حياته كلها فتأمل ان الصحابة قد استحضروا ذلك في مخاطبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:13
ثانيا قال السعدي في تفسير هذه الاية رتب الله على هذا الفتح عدة امور فقال ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وذلك والله اعلم بسبب ما حصل بسببه من الطاعات الكثيرة - 00:03:37
وبما تحمل من تلك الشروط التي لا يصبر عليها الا اولو العزل من المرسلين وفي كلام السعدي هذا تنبيه الى شيء قاله ابن ابي جمرة سيأتي في الفائدة الرابعة ثالثا قال ابن القيم - 00:03:54
جمع سبحانه له بين الهدى والنصر لان هذين الاصلين بهما كمال السعادة والفلاح فان الهدى هو العلم بالله ودينه والعمل بمرضاته وطاعتهم وهو العلم النافع والعمل الصالح والنصر القدرة التامة على تنفيذ دينه بالحجة والبيان والسيف والسنان - 00:04:12
وهو النصر بالحجة واليد وقهر قلوب المخالفين له بالحجة وقهر ابدانهم باليد وهو سبحانه كثيرا ما يجمع بين هذين الاصلين. اذ بهما تمام الدعوة وظهور دينه على الدين كله رابعا قال ابن ابي جمر - 00:04:47
يجب ان لا يخطر ببالنا ان الذنوب التي اخبر الله تعالى انه بفضله غفرها للنبي صلى الله عليه وسلم من قبيل ما نقع نحن فيه معاذ الله انما ذلك من قبيل - 00:05:09
توفية ما يجب للربوبية من الاعظام والاكبار والشكر ووضع البشرية وان رفع قدرها حيث رفع فانها تعجز عن ذلك بوصفها لانها من جملة المحدثات وكثرة النعم على الذي رفع قدره اكثر من غيره تضاعف الحقوق عليه - 00:05:25
فحصل العجز فالغفران لذلك اذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم عظيم الاعظام لرب العزة والجلال ولذلك مسألة التوقير ان الانسان يوقر يوقر الله تعالى فيعظم الله يعظم الله ان يعصيه ويعظم الله ان يقصر في حقه - 00:05:48
نحن نسمع الله اكبر وتمر معنا في عبادات عديدة في اليوم والليلة نعظمه باللسان لنعظمه بالقلب فنؤدي حقه فاذا الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من قبيل الاعظام والاكبار والشكر لله سبحانه وتعالى - 00:06:12
خامسا في الحديث كثرة اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في عبادة الله وهكذا المؤمن يسير على هدي النبوة سادسا من انعم الله عليه بنعمة وخصه بفضيلة يجب عليه اداء شكر المنعم - 00:06:36
يجب عليه داؤه شكر المنعم سبحانه وتعالى ومر معنا ان شكر الانعام سبب من اسباب النجاة فينبغي على الانسان ان لا يفرط في الشكر سابعا يجب ان تكون النعمة سببا لزيادة الشكر فالانسان يشكر ربه وكلما ازدادت النعم - 00:06:54
يزداد شكرا بل على الانسان ان يستذكر ما مهد الله له تعالى من النعم وهنا قف افلا اكون عبدا شكورا؟ فحاسب نفسك ان تكون عبدا شكورا وهذه الفاء في قوله افلا اكون للسببية - 00:07:18
وهي محذوف تقديره ااترك تهجدي فلا اكون عبدا شكورا والمعنى ان المغفرة سبب لكون التهجد شكرا فكيف اتركه اذا في هذا الحديث بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الاجتهاد في العبادة لربه - 00:07:38
والخشية لربه والشكر لله تعالى ولذلك الشكر يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح. وربنا قال اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور تأمل هذه الاية حتى تزداد شكرا لله تعالى يقول ابن غلام الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح - 00:07:58
اما بالقلب فهو ان يقصد الخير ويضمره للخلق كافة هذا هكذا قال ابن القيم ولشيخ الاسلام مقولة يقول اذا اردت ان تبلغ منازل الابرار فانوي في كل يوم تشرق فيه الشمس ان - 00:08:23
العلم للخلق فانت انوي ايصال الخير وايصال العلم ونفع الاخرين. اذا يقول اما بالقلب فهو ان يقصد الخير ويضمره للخلق كافر واما باللسان فهو اظهار الشكر لله بالتحميد واظهار الرضا عن الله تعالى - 00:08:41
واما الجوارح فهو استعمال نعم الله في طاعته. والتوقي من الاستعانة بها على معصيته فمن شكر العينين ان تستر كل عيب تراه للمسلم ومن شكر الازنين ان تستر كل عيب تسمعه - 00:09:01
اذا ينبغي على الانسان ان يراقب نفسه في اداء شكر الله سبحانه وتعالى وان يطالع الانسان النعم دواما لانك في مطالعتك النعم سوف تحب الله تعالى وفي مطالعتك النعم سوف تعمل على اداء شكر هذه النعم - 00:09:19
وفي مطالعة النعم سوف تستحي ان تعصي الله بنعمه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:43