Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. القرآن الكريم معجز في لفظه وفي بيانه وفي نسقه ونظمه ومن بديع نسقه ان جاءت سورة البقرة في ترتيب المصحف في اوله بعد سورة الفاتحة. وتعال معي لننظر في مناسبة مجيء هذه السورة في اول المصحف - 00:00:00ضَ
وبعد سورة الفاتحة فانك حين تقرأ الفاتحة تقول في الايات الاخيرة منها اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فانت تطلب من الله تعالى وتسأله الاهتداء في كل مرة تقرأ سورة الفاتحة. الاهتداء الى الصراط المستقيم - 00:00:20ضَ
قيم الواضح الذي لا اعوجاج فيه. الصراط الذي من سلكه رضي الله عنه وادخله جناته واسعده في دنياه وانعم عليه صراط الذين انعم الله عليهم بسلوكه من الانبياء والمرسلين واتباعهم من الصالحين والصديقين والشهداء والمتقين. وليس صراطا - 00:00:40ضَ
الذين غضب الله عليهم من اليهود من بني اسرائيل الذين جاءتهم نعمة الهداية في كتابهم فانحرفوا عنها وابوا ان يسلكوها وسلكوا طريقا اخر فيه التواءات وانحرافات. وليس هو صراط النصارى الذين ضلوا الطريق فعبدوا الله ببدعهم وجهلهم ولم يوفقهم الله لسلوكه - 00:01:00ضَ
اذا انت امام ثلاثة طرق. طريق اليهود وطريق النصارى وطريق اهل التقوى والتوحيد وهو الطريق الصحيح والصراط المستقيم. فكأن سائلا اسأل او كأنك وانت تتدبر سورة الفاتحة تقول وكيف اجد هذا الصراط؟ وكيف لي ان اهتدي الى هذا الصراط المستقيم الذي هو اعظم نعمة - 00:01:20ضَ
من الله بها على الناس. فتأتيك الاجابة فورا الف لام ميم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. هل لاحظت ما اعنيه؟ انت حين تسأل فان الله يقول لك الهداية في كتابي. اقرأ كتابي وستجد فيه كل الهداية. ولذلك جاءت الفاتحة والبقرة في اول مصحف - 00:01:40ضَ
فالاولى فيها سؤال الهداية والثانية فيها بيان الهداية واجابة سؤال اين الهداية؟ اشار الى هذا المعنى البقاعي في نظم الدرر لكن ان الله تعالى اخبر ان الذين ينتفعون بالقرآن بوصفه دليلا لهدايتهم الى الصراط المستقيم هم المتقون. هدى للمتقين. وفي اخر البقرة بين - 00:02:00ضَ
ان على الانسان ان يبذل جهدا في تقوى ربه في تتبع دلائل الاهتداء. قال واتقوا الله ويعلمكم الله. لان العلم موجود في ثنايا هذه السورة ولكن عليك ان تتقي الله تعالى في تتبع الحق فيها وما تدل عليه من احكام. ولذلك فسورة البقرة كانت فسطاطا جامعا جاءت - 00:02:20ضَ
اخبار بني اسرائيل وابراهيم وذريته من الانبياء وجاءت باحكام في الصلاة والصيام والحج والمعاملات المالية واحكام الاسرة وتجدها تعقب على ذلك بايات من نحو ويبين اياته للناس لعلهم يتذكرون. كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تعقلون. وتلك - 00:02:40ضَ
حدود الله يبينها لقوم يعلمون. ولا تتخذوا ايات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به اي لا تتلاعبوا بايات الله التي فيها الاحكام وتعلموا الاحكام من القرآن والسنة وخير لكم. الهداية للذين - 00:03:00ضَ
يقول الله تعالى ويجاهدون انفسهم في الاستقامة على دينه. فتفضي بهم الى الفلاح في الدنيا والاخرة. اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ولذلك فان الكافرين المعاندين ليس لهم الى هذه الهداية سبيل. ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون - 00:03:20ضَ
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم. عياذا بالله من الطبع على القلوب. وكذلك المنافقين ليس ليس لهم الى الهداية سبيل فقد اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين. وهذه النعمة العظمى هي التي تستحق الشكر - 00:03:40ضَ
والاكثار من ذكر الله تعالى الذي امتن بها علينا كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة اعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. اما بنو اسرائيل فجحدوا ولم يشكروا وكفروا ولم يذعنوا ورفضوا - 00:04:00ضَ
اهتداء على الرغم من نزول الكتاب عليهم وغيره من الايات. فاستحقوا العقاب الرباني في الدنيا والاخرة. سل بني اسرائيل كم اتيناهم من اية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب. الله تعالى يذكرنا في سورة البقرة بانه نزل على - 00:04:20ضَ
موسى الكتاب هدى لبني اسرائيل فانظر مغبة اعراضهم عن هذا الهدى اين بنو اسرائيل اليوم؟ وكيف تحدثت عنهم سورة البقرة؟ ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا - 00:04:40ضَ
اهو انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون. وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون. ولما جاءهم كتاب من عند الله نصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة - 00:05:00ضَ
والله على الكافرين استحقوا اللعنة مرتين هنا برفضهم الاهتداء بكلام الله. لا تقلل من شأن الاهتداء بكلام الله. فانه سبيل السعادة قد كان ادم عليه السلام في غاية السعادة في الجنة حتى عصى ربه في اكل شجرة فنزل منها الى الارض دار الشقاء والتعب والنصب اين كان - 00:05:20ضَ
الى ماذا صار؟ وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين زلهم الشيطان عنها فاخرجهما مما كان فيه وقلن اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين. فتلقى - 00:05:40ضَ
ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم. قلنا اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى ولا يكون هذا الهدى الا عن طريق الرسل الذين ينزل الله عليهم كلامه. قال فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اذا - 00:06:00ضَ
الاهتداء بالقرآن هو سبيل الحياة الطيبة. والاعراض عنه هو سبيل الحياة المليئة بالاحزان والخوف. هو هكذا فانه نزله على قلبك وباذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين. من اهتدى بالقرآن فله البشرى في الدنيا والاخرة. تخيل ما هو حال الناس - 00:06:20ضَ
اذا اعرضوا عن هدايات القرآن في احكام الاسرة مثلا ما هو شأنهم؟ وكيف يتخبطون؟ والى اي درك في الشقاء يصلون؟ انظر الى الحالة الغربية على سبيل المثال وقل مثل ذلك في علم النفس والاجتماع والاقتصاد وسائر شؤون الحياة. وسورة البقرة تعرض لنا النموذج الصالح في الاهتداء بكلام الله تعالى - 00:06:40ضَ
وابراهيم عليه السلام واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن بكلمات اي ما يوحى اليه من كلام الله فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما. اخبرنا الله ان انزاله كلامه للاهتداء هو ابتلاء منه. وان ابراهيم عليه السلام اتم كلمات الله - 00:07:00ضَ
ووفى بما فيها من الشرائع والاحكام فجعله الله اماما وقدوة للناس ليس كنموذج بني اسرائيل المتعنت والمعرض وسورة البقرة تعرض نموذج ابراهيم ليكون لنا قدوة في الاهتداء بكلمات الله واتمامها. اي بتعلمها والعمل بما فيها. وشهر رمضان هو شهر - 00:07:20ضَ
نزول هذه النعمة شهر نزول هذه النعمة على الناس. شهر نزول الهداية القرآنية علينا. وهو الظرف الزمني الافضل لتلقي كلمات الله وتعلمها وسماعها ومدارستها وتدبرها. ولذلك كان جبريل يدارس نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان. ولذلك - 00:07:40ضَ
تصدح المساجد بتلاوة القرآن في صلاة التراويح في رمضان. حيث التقى شرف الزمان وشرف المتلو وهو كلام الله. لذلك كان شهر رمضان عظيما فوجب صومه شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه. فينبغي عليك - 00:08:00ضَ
كأن تولي القرآن في هذا الشهر مزيد عناية. وان تجعله شهر اهتداء بالقرآن. انه الزمن المتجدد لاستعادة الهداية واستجلاب وينبغي عليك ان تقرأ سورة البقرة مستحظرا في ثنايا صفحاتها ما فيها من الهدايات التي انزلها الله لتكون من المتقين - 00:08:20ضَ
مهتدين والمفلحين. اللهم انا نسألك هذه النعمة العظمى نعمة الاهتداء بكتابك لنكون من الذين انعمت عليهم ولا تجعلنا من المغضوب عليهم ولا من الضالين امين - 00:08:40ضَ