الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اما عجبت منه في كتاب الله تعالى هو ان يكون ذكر المنافقين لما افتتحت به سورة البقرة. حيث لما ذكر المولى سبحانه صفات المؤمنين المتقين في اولها في ثلاث ايات عطف عليها ذكر الكافرين - 00:00:00ضَ

بايجاز في ايتين فقط. ثم ذكر المنافقين واحوالهم وصفاتهم حتى لكأنك تراهم باعينهم في ثلاث عشرة اية متتابعة ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. من الناس اي من الناس الذين هم عندك في المدينة يا محمد. قال ابن - 00:00:20ضَ

عباس وابن مسعود واهل التفسير المنافقون. وعن ابن جريج قال هذا المنافق يخالف قوله فعله وسره علنيته ومدخله ومشهده مغيبة وزال عجبي في هذا الاستفتاح حين قرأت كلاما لابن كثير يقول فيه لئلا يغتر بظاهر امرهم المؤمنون فيقع - 00:00:40ضَ

بذلك فساد عريظ من عدم الاحتراز منهم ومن اعتقاد ايمانهم وهم كفار في نفس الامر. وهذا من المحظورات الكبار ان يظن باهل جور خير كلام مهم لابن كثير تحسن اعادته. وهذا يعني ان على المؤمنين وهم في مبدأ امرهم ان يكونوا على حذر من المنافقين الذين لجأوا - 00:01:00ضَ

الى التظاهر بالايمان امام الناس خوفا من سطوة الاحكام الشرعية المتعلقة بالكفر عليهم. لان هذا التظاهر يخفي سلوكا عمليا في الصد عن وكراهية الاسلام والايقاع باهله. فوجب على المؤمنين ان يكونوا على بينة من امرهم. والا يكونوا موطنا لخديعتهم ومكرهم - 00:01:20ضَ

لكانت سورة البقرة نزلت في وقت مبكر من الهجرة الى المدينة فهذا يعني وجود منافقين حينها. قال ابن عباس يعني المنافقين من سوى الخزرج ومن كان على امرهم قال الطبري وقد سمي في حديث ابن عباس هذا اسمائهم عن ابي ابن كعب غير اني تركت تسميتهم كراهة - 00:01:40ضَ

طالت الكتاب بذكرهم لكن ذكرهم باسمائهم غير واحد مثل ابن اسحاق في السيرة حيث ذكر من كل بيت من بيوت الاوس والخزرج اسماء منافقين فقال الطبري وتأويل الاية ان الله جل ثناؤه لما جمع لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم امره في دار هجرته واستقر بها قراره - 00:02:00ضَ

واظهر الله بها كلمته وفشى في دور اهلها الاسلام وقهر بها المسلمون من فيها من اهل الشرك من عبدة الاوثان وذل بها من فيها من اهل الكتاب اظهر احبار يهودها لرسول الله صلى الله عليه وسلم الظغائن. وابدوا له العداوة والشنآن حسدا وبغيا الا نفر منهم. هداهم الله - 00:02:20ضَ

الله للاسلام فاسلموا وطابقهم سرا على معاداة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وبغيهم الغوائل قوم من اراهط الانصار الذين رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه. يعني من بيوتهم وكانوا قد عتوا في شركهم وجاهليتهم. وقد سموا لنا باسمائهم كرهنا تطوير الكتاب - 00:02:40ضَ

ذكر اسمائهم وانسابهم وظاهروهم على ذلك في خفاء. حذار القتل على انفسهم والسباء من رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وركونا الى اليهود لما هم عليه من الشرك وسوء البصيرة بالاسلام. انتهى كلامه رحمه الله. لقد كان مقدم الصحابة المهاجرين الى المدينة ومعهم الرسول الكريم - 00:03:00ضَ

صلى الله عليه وسلم ايذانا بوجود عدو جديد. اخبرت عنه سورة البقرة ليس كالعدو الذي كان بمكة من المشركين الواضحين والصريحين والاقوياء ايضا بل هم عدو من داخل بيوت المسلمين. ويكيد لهم في نفس الوقت. لا سيما وانهم امام حزمة من التشريعات والتنظيمات التي ستأتي بها - 00:03:20ضَ

سورة البقرة كتلك المتعلقة بالمال والاسرة والقتال والشعائر التعبدية. وذكرت السورة من صفاتهم انهم يفسدون في الارض بكفرهم معاصيهم وكراهيتهم للدين. فيرى ذلك من حولهم من اهل بيوتهم وقرابتهم فينصحونهم بترك ذلك والاقبال على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:40ضَ

لم فيصرون على ما هم عليه ويقولون اننا مصلحون. وطريقتنا صحيحة. قال ابن جرير فاهل النفاق مفسدون في الارض بمعصيتهم فيها ربهم وركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه وتضييعهم فرائضه وشكهم في دينه الذي لا يقبل من احد عمل الا بالتصديق به والايقان بحقيقته - 00:04:00ضَ

وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشك والريب ومظاهرتهم اهل التكذيب بالله وكتبه ورسله على اولياء الله اذا وجدوا الى ذلك سبيلا. فذلك افساد المنافقين في الارض وهم يحسبون انهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها. قال - 00:04:20ضَ

انه كثير معلقا على هذا وهذا الذي قاله حسن فان من الفساد في الارض اتخاذ المؤمنين الكافرين اولياء. كما قال تعالى والذين قروا بعضهم اولياء بعض الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير. فالمنافق لما كان ظاهره الايمان اشتبه امره على المؤمنين - 00:04:40ضَ

فكأن الفساد من جهة المنافق حاصل لانه هو الذي غر المؤمنين بقوله الذي لا حقيقة له. ووالى الكافرين على المؤمنين. ولو انه استمر على حالته الاولى لكان شره اخف ولو اخلص العمل لله وتطابق قوله وعمله لافلح وانجح. ولهذا قال تعالى واذا - 00:05:00ضَ

فقيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. اي نريد ان نداري الفريقين من المؤمنين والكافرين. ونصطلح مع هؤلاء كما قال محمد ابن اسحاق عن محمد ابن ابي محمد عن عكرمة او سعيد ابن جبير عن ابن عباس واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما - 00:05:20ضَ

نحن مصلحون اي انما نريد الاصلاح بين الفريقين من المؤمنين واهل الكتاب. يقول الله الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. يقول الا ان هذا الذي يعتمدونه ويزعمون انهم اصلاح وعين الفساد ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادا. انتهى كلام - 00:05:40ضَ

رحمه الله لكن افسادا اخر ذكرته سورة البقرة للمنافقين. عقب الحديث عن الصيام والحج. ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. واذا - 00:06:00ضَ

قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد. وقد ذكر بعض المفسرين انها نزلت في معينين من المنافقين الا ان تاد ومجاهد والربيع بن انس وغيرهم قالوا هي عامة في المنافقين كلهم. قال ابن كثير وهو الصحيح. وقد اضافت السعي في الارض - 00:06:20ضَ

افساد واهلاك الحرث والنسل والغضب من الارشاد ورد قول الامرين بالمعروف الناهين عن المنكر. وهذا الافساد اراد الله قدرا وشرعا ان في اهل الايمان من يتصدون له ويدافعونه ولو اهدرت انفسهم في سبيل ذلك. ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله كما - 00:06:40ضَ

قال ابن عباس في الاثر الذي رواه الطبري اقتتل الرجلان. واذا عدنا للايات الاولى في صفات المنافقين لوجدنا انهم عندما كانوا ينصحون من قرابتهم واصحابهم بان يكونوا مثل الانصار في ايمانهم واذعانهم لما جاء به الرسول فانهم يسمونهم بالسفاهة والجهل وضعف الرأي والبصيرة فيقول - 00:07:00ضَ

يقولون انؤمن كما امن السفهاء؟ قال الله الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. فهم السفهاء على وجه الحقيقة لا المجاز. وليس الذين امنوا بالغيب واذعنوا لكلام الله ورسوله. لكن هؤلاء السفهاء من الذين نافقوا كان لهم موقف اخر تحدثت عنه سورة البقرة - 00:07:20ضَ

لنزل تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة فاذعن الصحابة في موقف عظيم خالد لهذا التوجيه الرباني. اما المنافقون فقال الله تعالى عنهم سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى - 00:07:40ضَ

صراط مستقيم يقولون ما لهؤلاء كل فترة لهم قبلة وشارك المنافقين في هذا القول كل سفيه من مشرك العرب ومن اليهود. وبالرغم من ان الله وسمهم بالسفه وظعف الرأي الا انه نقض مقولاتهم ورد كلامهم. وهذا يدل على ان مدافعة اقوالهم في المجتمع - 00:08:00ضَ

المسلم مهم ولو كانوا سفهاء او كانت مقولاتهم ضعيفة الاحتجاج. في سورة البقرة ايضا ذكر لبعض صفاتهم منها قوله تعالى الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض. اولئك هم الخاسرون. وقوله - 00:08:20ضَ

يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر. فمثله كمثل طفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا. والله لا يهدي القوم الكافرين. وهكذا تجد سورة - 00:08:40ضَ

البقرة تثني الحديث عن المنافقين. لتبصر المؤمنين بحالهم وليكونوا على يقظة من اقوالهم وافعالهم. فاللهم طهر قلوبنا من نفاق - 00:09:00ضَ