الخطب المنبرية

سلسلة الخطب المنبرية - خطب العقيدة - العقيدة الصحيحة 15 - الميزان | الشيخ شاد الضالعي

رشاد بن أحمد الضالعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:00ضَ

واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون - 00:00:26ضَ

يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثها فمنهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم - 00:00:51ضَ

ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد اعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة - 00:01:22ضَ

وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ايها الناس لا زال حديثنا عما يتعلق بالايمان باليوم الاخر الذي هو احد اصول الايمان الستة ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بالميزان الذي ينصب يوم القيامة - 00:01:45ضَ

لتوزن فيه اعمال العباد قال الله سبحانه وتعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين وقال الله سبحانه وتعالى - 00:02:16ضَ

فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية وقال الله سبحانه وتعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون - 00:02:47ضَ

ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وهذه الايات يخبر الله سبحانه وتعالى فيها انه يظع الميزان يوم القيامة ويخبر الله تعالى فيها ان من ثقلت موازينه - 00:03:18ضَ

اي موازين اعماله الصالحة وهو المفلح وهو الذي يكون في عيشة راضية وان من خفت موازين اعماله الصالحة وهو الخاسر وهو الذي يكون في نار جهنم والعياذ بالله الميزان مما يؤمن به - 00:03:48ضَ

المسلمون ومما اجمع عليه سلف الامة اثبات هذا الميزان الذي يكون في يوم القيامة لتوزن فيه اعمال العباد جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمتان خفيفتان على اللسان - 00:04:16ضَ

ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده فهاتان الكلمتان التي يذكر الله سبحانه وتعالى بهما العبد في هذه الدنيا تكونان ثقيلتين في ميزان يوم القيامة - 00:04:45ضَ

وهو ميزان حقيقي ميزان حقيقي ينصب ويوضع في ارض المحشر وهذه الاعمال التي هي اعراض تسير تصير يوم القيامة اجساما توزن فسبحان الله العظيم وسبحان الله وبحمده هاتان الكلمتان توزنان يوم القيامة - 00:05:12ضَ

وقد ورد في ادلة كثيرة ان اشياء من الاعراظ تصير يوم القيامة اجساما الموت الذي هو مخلوق معنوي في الدنيا الذي هو عرض يصير يوم القيامة بصورة كبش املح وهكذا ما جاء في ثواب بعض الحسنات - 00:05:43ضَ

انه يكون يوم القيامة كذلك جاء في حديث البراف الذي يدفن في قبره يتمثل له عمله الصالح بصورة رجل حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب والاخر يتمثل له عمله السيء - 00:06:10ضَ

لرجل قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب اي ان ثواب العمل يجسده الله جل وعلا فيصير بصورة رجل هكذا الاعمال يوم القيامة تجسد وتوزن في هذا الميزان الذي جعله الله سبحانه وتعالى - 00:06:33ضَ

ووضع هذا الميزان فيه من الحكم العظيمة البالغة ما يعلمه الله سبحانه وتعالى ومما ذكر اهل العلم من الحكمة في في وضع الموازين ان الميزان يوضع لاظهار عدل الله والله جل وعلا حرم على نفسه الظلم - 00:07:02ضَ

والله سبحانه وتعالى يظهر عدله يوم القيامة. ومن اظهار عدله ان كل مخلوق يحظر وزن اعماله فيظهر فيه عدل الله وانه لم يظلم احدا وانه لم يعذب احدا بغير ذنبه وفعله. وانما توزن اعماله امام عينيه ثم يجازى بها - 00:07:31ضَ

من نعيم او عذاب فيظهر عدل الله جل وعلا ايضا من الحكمة في نصب الموازين ان يقطع العذر عن العباد لا يبقى لاحد عذر يعتذر به والله جل وعلا يحب اقامة العذر - 00:07:59ضَ

يحب ازالة العذر واقامة ما ينفيه جاء في حديث المغيرة بن شعبة في الصحيحين وبنحو عن ابن مسعود في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لا احد احب اليه العذر من الله تعالى - 00:08:21ضَ

ولذا ارسل الرسل مبشرين ومنذرين اي ليقطعوا العذر عن العباد. فالميزان ينصب يوم القيامة لقطع معاذير العباد لا احد يعتذر يقول انا ظلمت انا عذبت بغير فعل انا حصل لي كذا وكذا بل يقال له كما في حديث عبد الله بن عمرو في قصة صاحب البطاقة احظر وزنك - 00:08:42ضَ

فيرى وزنه بعينه فلا يكون له بعد ذلك عذرا يعتذر به وهذا من فظل الله وكرمه وحلمه جل وعلا انه يجعل لعباده ما يزيل عنهم العذر هذا الميزان ورد وردت صفته في احاديث - 00:09:13ضَ

عن النبي عليه الصلاة والسلام وجاء في بعض الاثار الموقوفة فمما ورد في صفته ان له كفتين توضع بها الحسنات وكفة توضع بها السيئات جاء في حديث عبد الله بن عمرو - 00:09:39ضَ

عند الترمذي وغيره المشهور بحديث صاحب البطاقة ان رجلا يخلصه الله يوم القيامة على رؤوس الناس وتخرج له سجلات عددها تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر كلها سيئات - 00:10:03ضَ

فيقول الله سبحانه وتعالى له اتنكر من هذا شيئا فظلمك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب فيقول الله له هل لك عذر او هل لك من حسنة فيقول لا يا رب. فيقول الله تعالى له بلى ان لك عندنا حسنة. وانك لا تظلم - 00:10:33ضَ

فيخرج له بطاقة فيها مكتوب لا اله الا الله اي الشهادة فيقول يا رب وما هذه البطاقة بجانب هذه السجلات؟ فيقول الله له احضر وزنك فتوضع السجلات في كفة من الميزان. وتوضع لا اله الا الله في كفة. قال فطاشت بهن لا اله الا - 00:11:06ضَ

الله ولا يثقل مع اسم الله شيء هذه البطاقة التي فيها لا اله الا الله بكل تلك السجلات. قال اهل العلم لان قائلها كان مخلصا في قولها صادقا في نطقها محبا لما دلت عليه وان لم يكن له كبير حسناته - 00:11:37ضَ

ظاهرة لكن كان مقام هذه الكلمة في قلبه عظيما فهذا الحديث يدل ان هذا الميزان له كفتان توضع بها تلك السجلات التي من السيئات. وكفة توضع بها تلك البطاقة التي فيها لا اله الا الله - 00:12:01ضَ

جاء في صفته ايضا ان له لسانا ولسان الميزان كما هو معلوم هي الشوكة التي تشير الى الطرف الراجح الى الكفة الراجحة وقد اجمع اهل العلم على ان الميزان الذي يوضع يوم القيامة له لسان - 00:12:25ضَ

هكذا جاء في صفته انه ميزان عظيم اخرج الاجري في الشريعة بسند صحيح عن سلمان الفارسي رضي الله عنه انه قال يوضع الميزان يوم القيامة ولو وضعت في كفته السماوات والارض ومن فيهن - 00:12:51ضَ

لوسعتهم يوضع الميزان يوم القيامة ولو وضعت في كفته السماوات والارض ومن فيهن لوسعتهم وتقول الملائكة يا ربنا لمن تزن بذلك فيقول الله عز وجل لمن اشاء من خلقي فتقول الملائكة عند ذلك يا ربنا ما عبدناك حق عبادتك - 00:13:16ضَ

ما عظمناك حق تعظيمه اذا كان هذا الميزان الذي هو مخلوق من مخلوقاتك لو وضعت في كفته السماوات والارض ومن فيهن لوسعتهم كفة الميزان فكيف بما هو اعظم من هذا المخلوق؟ وكيف بالخالق - 00:13:49ضَ

سبحانه وتعالى مما ورد في الادلة انه ميزان واحد قال بعض اهل العلم هي موازين لان الله تعالى قال نضع الموازين فاما من ثقلت موازينه واكثر العلماء على انه ميزان واحد - 00:14:13ضَ

ويدل على من سبق في اثر سلمان الفارسي رضي الله عنه انه ميزان واحد عظيم الخلق وهكذا يدل عليه حديث انس عند الامام الترمذي رحمه الله انه قال يا رسول الله اشفع لي قال انا فاعل - 00:14:36ضَ

قال اين اطلبك يوم القيامة قال اطلبني اول ما تطلبني عند الصراط قال يا رسول الله فان لم اجدك عند الصراط. قال فعند الميزان قال فان لم يجدك عند الميزان قال فعند الحوض فاني لا اخطئ هذه الثلاثة المواضع - 00:14:55ضَ

قال اهل العلم ففي ارشاد الرسول عليه الصلاة والسلام لانس ان يطلبه عند الميزان دليل انه ميزان واحد ولو كان متعددا لقال انس عند اي ميزان من هذه الموازين يا نبي الله - 00:15:19ضَ

فهو ميزان واحد يوضع في ارض المحشر عند اكثر العلماء. واما ما ورد في الادلة مجموعا فانما جمع باعتبار كثرة ما يوزن فيه فتوزن فيه اعمال العبد باختلافها وتوزن فيه اعمال الامم - 00:15:39ضَ

باختلافهم فلكثرة ما يوزن فيه جمع في ادلة القرآن ولذا فان الله تعالى ذكر جمعه في حق شخص بعينه ذكره مجموعة قال الله عز وجل فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. فقوله جل وعلا ثقلت موازينه - 00:16:03ضَ

في حق شخص واحد دليل ان المراد بالموازين اي كثرة ما يوزن فيه. من الاعمال التي يقدمها العبد باختلاف انواعها واصنافها فهو ميزان عظيم يجعل في ارض المحشر يظهر فيه عدل الله ويقطع العذر عن العباد وتوزن فيه اعمال الناس - 00:16:28ضَ

ويترتب على ذلك الوزن السعادة او الشقاوة. اقول ما سمعتم والحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:16:56ضَ

صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الناس اخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة ان اعمال العباد توزن واخبرنا ان العباد انفسهم يوزنون واخبرنا عليه الصلاة والسلام - 00:17:18ضَ

ان صحائف العباد التي تكتب فيها الحسنات والسيئات توزن يوم القيامة قال اهل العلم والجمع بين هذه الادلة لانه من الممكن ان جميع هذه التي ذكرت في الادلة توزن في ميزان يوم يوم القيامة - 00:17:49ضَ

فتوزن الاعمال وهذا هو الاصل فيه ان ثقل الميزان وخفته بثقل الاعمال وخفتها فكم من عمل قليل ولكنه في الميزان ثقيل كم من عمل يكتب في صحائف قليلة؟ ولكنه عند الله عظيم - 00:18:13ضَ

كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان وقال عليه الصلاة والسلام ما من شيء اثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق وقال صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان - 00:18:43ضَ

الطهور شطر الايمان والحمدلله تملأ الميزان وهكذا اخبر النبي عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة ان اعمال العباد توزن وكما تقدم ان هذه الاعمال التي هي اعراظ تجسد يوم القيامة حتى تكون قابلة للوزن - 00:19:09ضَ

وتوزن وهكذا توزن صحائفهم. التي كتبت فيها اعمالهم. كما دل عليه حديث عبدالله بن عمرو في قصة صاحب بالبطاقة ان السجلات توضع في كفة وان تلك البطاقة التي مكتوب فيها لا اله الا الله - 00:19:36ضَ

توضع في الكفة الاخرى وهكذا يوزن العامل جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال انه ليؤتى يوم القيامة بالرجل السمين العظيم لا يزن عند الله جناح بعوضة - 00:19:57ضَ

رجل سمين عظيم اي من اهل الكفر. لا يزن في الميزان عند الله جناح بعوضة وجاء عند الامام احمد ان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه صعد شجرة الاراك يقطع سواكا - 00:20:19ضَ

جاءت الريح فكشفت عن ساقيه وكان نحيل الجسد دقيق الساقين فضحك من كان من دقة ساقيه قال النبي عليه الصلاة والسلام اتضحكون من دقة ساقيه؟ والذي نفسي بيده لهما اثقل في الميزان - 00:20:39ضَ

يوم القيامة من جبل احد لهما اثقل اي ساق عبد الله ابن مسعود الظعيفتين الدقيقتين قالوا في الميزان يوم القيامة من جبل احد قال اهل العلم وهذا دليل ان العامل يوزن يوم القيامة ويكون ثقل جسده او خفة جسده على - 00:21:02ضَ

حسب اعماله التي قدمها ومن كان عظيم العمل ثقيل العمل ثقل في الميزان يوم القيامة. ومن كان بخلاف ذلك خف في الميزان يوم القيامة فالايمان بالميزان هو من الايمان باليوم الاخر - 00:21:28ضَ

والايمان بالميزان يكسب العبد خيرا كثيرا يجعل العبد يحاسب نفسه على اقواله وافعاله وما يأتي ويذر في هذه الحياة فان كل ذلك موزون الايمان بالميزان يدعو العبد الى ان يصحح نيته ويخلص قصده لله جل وعلا فان الاعمال تثقل - 00:21:48ضَ

وتعظم باعتبار ما في القلوب ولذا انظر الى كلمة لا اله الا الله في حديث صاحب البطاقة طاشت وثقلت بتسعة وتسعين سجلا. كل سجل منها مد البصر قال اهل العلم لا شك ان كل مسلم له هذه الكلمة - 00:22:15ضَ

وعنده هذه البطاقة وقد اخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام ان بعض المسلمين ممن ارتكبوا الكبائر والعظائم يدخلون النار وعندهم هذه البطاقة فلم نفعت هذا الرجل؟ ولم يكن نفعها لهم كنفعها لهذا الرجل؟ والجواب عن - 00:22:40ضَ

ان ما قام في قلب هذا الرجل من شروط هذه الكلمة من صدق واخلاص ويقين محبة وتعظيم جعلها تبلغ هذا المبلغ العظيم. فرب عمل يسير يصير عظيما في الميزان بما قام في قلب صاحبه. فالايمان بالميزان يدعو العباد ان يصححوا نياتهم - 00:23:02ضَ

ان يخلصوا في قصدهم لله سبحانه وتعالى. فنسأل الله جل وعلا ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اغفر - 00:23:32ضَ

لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وكفر عنا سيئاتنا. وتوفنا مع الابرار. اللهم اغفر لنا ولابائنا وامهاتنا ولجميع المسلمين اللهم اجعل بلدنا هذا امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين اللهم اصلح ائمتنا وولاة امورنا - 00:23:59ضَ

اللهم يسر لهم البطانة الصالحة. التي تدلهم على الخير وتحضهم عليه اللهم عليك بالرافضة الزنادقة المعتدين اللهم عليك بهم يا قوي يا متين اللهم انتقم منهم انك على كل شيء قدير - 00:24:25ضَ

اللهم انجي المستضعفين من المسلمين في كل مكان اللهم انجي المستضعفين من المسلمين في كل مكان والحمد لله رب العالمين - 00:24:47ضَ