التعليق على تفسير معالم التنزيل البغوي

سورة النازعات ١٥-٤٦ | التعليق على تفسير البغوي | يوم ١٤٤٢/٩/٢٠ | للشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله في هذا اللقاء المبارك وهذا اليوم - 00:00:00ضَ

وهو الموافق للعشرين من شهر رمضان من عام الف واربع مئة واثنين واربعين نقرأ في درس اه كتاب معالم التنزيل للامام البغوي ولا زلنا في سورة النازعات تفضل يا شيخ اقرأ - 00:00:15ضَ

الحمد لله رب العالمين اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين رحمه الله قوله عز وجل هل اتاك حديث موسى يقول قد جاءك يا محمد حديث موسى - 00:00:35ضَ

اذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى فقال يا موسى اذهب الى فرعون انه طغى حي على وتكبر وكفر بالله اقول هل لك الى ان تزكى ترى اهل الحجاز ويعقوب بتشديد الزاي اي تتزكى وتتطهر من الشرك - 00:00:52ضَ

وقرأ الاخرون بالتخفيف واصلحوا تتزكى فاضرمت التاء الثانية في الزاي في القراءة الاولى وحذفت في الثانية. ومعناه تتطهر من الشرك اي تسلم وتصلح قال ابن عباس تشهد ان لا اله الا الله - 00:01:13ضَ

نعم. قوله طيب تفضل سلام عليكم. قوله اهديك الى ربك فتخشى. اي ادعوك الى عبادة ربك وتوحيده فتخشى عقابك قوله فأراه الآية الكبرى اي وهي العصا واليد البيضاء فكذب بانهما من الله - 00:01:35ضَ

وعصا ثم ادبر اي تولى واعرض عن الإيمان يسعى ان يعملوا بالفساد في الارض حشر اي فجمع قومه وجنوده فنادى لما اجتمعوا فقال انا ربكم الاعلى كيف لا رب فوقي وقيل اراد ان الاصنام ارباب وانا ربكم وربها - 00:01:57ضَ

فاخذه الله نكال الاخرة والاولى قال الحسن وقتادة عاقبه الله فجعله نكال الاخرة والاولى اي في الدنيا بالغرق وفي الآخرة بالنار وقال مجاهد وجماعة من المفسرين اراد بالاخرة والاولى كلمتي فرعون قوله ما علمت لكم من اله غيري - 00:02:21ضَ

وقوله انا ربكم الاعلى وكان بينهما اربعون سنة نعم ان في ذلك اي الذي فعل الذي فعل بفرعون حين كذب وعصى عبرة اي لعظة لمن يخشى الله عز وجل. طيب - 00:02:42ضَ

طيب يعني هذه القصة كاملة وهي قصتي وهي قصة فرعون التي ساقها الله سبحانه وتعالى في ثناء هذه السورة وهي موجهة للطغاة من من من الطغاة المجرمين الذين لم يقبلوا دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ووقفوا في وجه الدعوة - 00:03:02ضَ

وكأنها رسالة لهم انكم اذا استمريتم على ما انتم عليه ولم تقبلوا الحق ان النهاية ستكون كنهاية فرعون فان فرعون فان فرعون جاءه موسى ودعاه الى الله فابى واستكبر وطغى - 00:03:27ضَ

وهذه نتيجته اخذه الله نكال الاخرة والاولى فهي تذكير وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتصبير له ايضا تذكير لهؤلاء وتهديد لهم بانهم سيكونوا مآلهم هذا الطاغية هذا الطاغي هذا المقصود بالقصة كاملة - 00:03:48ضَ

ذكر المؤلف هنا يعني معاني هذه الالفاظ وهي واضحة جدا واضحة جدا قال اذهب الى قال الى فرعون انه طغى وقل هل لك الى ان تزكى قال قرأت بقراءتين تزكى او تزكى وكلاهما - 00:04:11ضَ

يعني متقارب تزكى اصلها تتزكى بتاء اين ثم ادغمت احداهما بالاخرى واصبحت التاء مشددة اصبحت الزاي مشندة اضغمت اضغمت التاء الثانية بالزعيم فزكى فاصبحت زاي مشددة والمراد التزكية هي تطهير - 00:04:39ضَ

من الشرك والكفر والعصيان كما قال هنا قال ان تسلم وتصلح لانه اذا اذا تطهر من الشرك واقبل على التوحيد وقد اسلم قد اسلم وصلحت حاله واهديك الى ربك فتخشى اي ادعوك الى عبادة الله - 00:05:08ضَ

فاذا عبدت ربك خشيت عقابه وتجنبت مساخط الله قال ولكن فرعون وقف ولم يقبل قال قال او لو جئتك بشيء مبين قال فاتي به ان كنت من الصادقين. قال هنا فاراه الاية الكبرى - 00:05:31ضَ

قال الاية الكبرى هنا المراد بها هي العصا واليد لانه فالقى عصاه ونزع يده قال فكذب فرعون ولم يقبل كما قال في موضع ما قال ان هذا لساحر عليم. يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحره - 00:05:54ضَ

كذب بهذه الايتين ولم يقبل وعصى ربه هنا قال ثم ادبر ثم ادبر وتولى واعرض عن الايمان تخلى عن الايمان وبدأ يسعى بالفساد حشر قومه وناداهم قيل انه ناداهم لما جمعهم قال انا ربهم الاعلى. فلا رب غيري - 00:06:11ضَ

وقيل انه كانت عنده اصنام يعبدونها فقال انا رب الاصنام وربكم وربكم كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الاعراف قالوا موسى وقوم يفسدوا في الارض ويدركه الهتك يعني يدرك - 00:06:42ضَ

لكونك انت الالهة انت الالهة المعوج وقال في موضع اخر ما علمت لكم من اله غيري قال اخذها الله مكان اي عقوبة الاخرة والاولى الى الاخرة هي عقوبة الاخرة النار - 00:07:04ضَ

والاولى في الدنيا في الغرق وقال بعضهم الاخرة والاولى الكلمتين التي ذكرهما الكلمتين وهو ادعائه الربوبية وادعائه الالوهية كل كل ذلك جائز كل هذا جائز لا مانع قال ان في ذلك لعبرة لمن يخشى هذا المقصود - 00:07:27ضَ

وهذه هي القصة وخلاصة القصة ان في ذلك لعبرة يخشى الله يعتبر يعتبر بهذا بهذا الطاغية ومآل هذا الطاغية طيب تفضل اقرأ قال ثم خاطب منكري البعثي فقال هانتوما اشد خلقا ام السماء - 00:07:55ضَ

يعني اخلقكم بعد الموت اشد عندكم وفي تقديركم ام السماء وهما في قدرة الله واحد لقوله لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ثم وصف خلق السماء فقال بناها رفع سمكها اي سقفها - 00:08:24ضَ

فسواها بلا شطور ولا شقوق ولا فطور واغطش اي اظلم ليلها والغطش والغبش الظلمة واخرج ضحاها اي ابرز واظهر نهارها ونورها واضعفهما الى السماء لان الظلمة والنور كلاهما ينزل من السماء - 00:08:43ضَ

والارض بعد ذلك اي بعد خلق السماء جحاها اي بسطها ودحوا البسط قال ابن عباس خلق الله الارض باقواتها من غير ان يجحوها قبل السماء ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات ثم دح الارض بعد ذلك - 00:09:06ضَ

وقيل معناه والارض مع ذلك دحاها لقوله عز وجل عتل بعد ذلك زنيم اي مع ذلك طيب طيب الان شوف عندنا هانتوما شتي خلقا ام السماء السماء بناها نعم خاطب الله سبحانه وتعالى بعد ذلك اهل مكة وغيره وغيرهم - 00:09:26ضَ

كل من اراد ان يعتبر ويتفكر وهو مخاطب فانتم اشد خلقا وكل من انكر انكر البعث وانكر قدرة الله قال انتم اشد خلقا السماء بناها الذي بنى السماء كما قال سبحانه قال والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون - 00:09:55ضَ

قال رفع سمكها ما المراد بالسمك هو سقفها هذا قول وبعض المفسرين يقول السمك هو العلو رفع علوها يجعلها مرتفعة عالية بعيدة عن الارض يعني كلها معاني صحيحة والمراد بالسمك هنا سقف السماء - 00:10:21ضَ

رفع سقفها والمراد بها علوها اي شاهقة بعيدة عالية وسواها اي جعلها في احسن صورة احسن صورة الى شقوق ولا فطور قال فارجعوا البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر؟ ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير - 00:10:48ضَ

سماء جميلة حسنة تنظر اليها ولا تمل من النظر فيها واغطش ليلها ان جعل الليل مظلما ليله واخرج ضحاها جعل نهارها نورا مبصرا طيب يقول هنا واضاف اضافهما الى السماء - 00:11:13ضَ

لماذا ليلها قال لان الظلمة والنور اله ما ينزل من السماء من العلو الظلمة تأتي من السماء اذا ذهبت الشمس جاءت الظلمة وكذلك والقمر في السماء في العلو طيب قال والأرض بعد ذلك - 00:11:44ضَ

اي بعد خلق السماء دحاها والدحو هنا وبسطها وبعضهم قال ان دحاها جاء تفسيرها ما ذكره الله بعدها اخرج منها ماءها ومرآها دحو الارض هو جعلها صالحة السكنى بعدما خلقها الله سبحانه وتعالى - 00:12:10ضَ

مدها وبسطها وجعل فيها الجبال جعل فيها الانهار صالحة للزراعة زرعها واخرج منها ماءها ومرعاها حتى تكون صالحة لمن يعيش عليها هذا معنى الدحوم هذا معناه قال خلق الله الارض باقواته من غير ان يدحوها - 00:12:39ضَ

ثم بعد ذلك اخرج منها يقول هنا التي هل ما الذي خلق اولا؟ السماء او الارض هنا هنا قال والارض بعد ذلك وفي اية فصلت قل ائنكم تكفرون بالذي خلق الارض - 00:13:02ضَ

ثم قال ثم استووا الى السماء وفي في سورة البقرة قال قال سبحانه وتعالى قال ثم استوى الى السماء فسواهن هو الذي جعل لكم ما في الارض او هو الذي خلق لكم ما في الارض - 00:13:30ضَ

جميعا ثم استوى الى السماء دلت الايات بمجموعها ان الله خلق الارض اولا خلقها في يومين ثم خلق السماوات بعد ذلك في يومين ثم عاد سبحانه وتعالى الى الارض في يومين اي اخرج منها - 00:13:49ضَ

اصبح مجموع الايام ستة ايام ستة ايام هذا هذا معنى الايات هذي معنى المؤلف قال الارض بعد ذلك اي بعد خلق السماء اي بسطها مستوى الاستمارة سووهن سبع سماوات يعني خلق الارض ثم استوى الى السماء ثم ثم دحا الارظ بعد ذلك - 00:14:14ضَ

هذا هو الصحيح وهو الوارد عن ابن عباس وغيره وقيل معنى اخر والارض بعد ذلك اي مع ذلك والصحيح والله اعلم تبقى الاية على ما هي عليه يعني هذا تأويل - 00:14:45ضَ

ان يكون بعده بمعنى مع لكن الاصل ان بعد تبقى بعد هذا هذا الصحيح نعم اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها فإذا جاءت الطامة يعني النفخة الثانية التي فيها البعث وقامت القيامة - 00:15:02ضَ

القيامة طامة لانها تضم على كل هائلة من وتعلو فوقها وتغمر ما سواها عند العرب الداهية التي لا تستطاع يوم يتذكر ما سعى من خير وشر كرزت الجحيم قال مقاتل - 00:15:40ضَ

عنها الغطاء فينظر اليها الخلق فاما من طغى اي واثر الحياة الدنيا على الاخرة ان الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه المحارم التي يشتهيها قال مقاتل والرجل معصية فيذكر مقامه لله - 00:16:05ضَ

فان الجنة هي يسألونك عن الساعة متى ظهور فيما انت من ذكراها علمها اين تعلمها يا ربي في منتهى علمها عند الله يخشاها قرأ ابو جعفر اي انما انتم من يخاف قيامها - 00:16:29ضَ

اي انما ينفع من يخافها لانهم قريش يوم يرونها اي يعاينون يوم القيامة لم يلبسوا دنيا وقيل في قبورهم عشية او ضحاها قال الفراء ليس للعشية ضحى ولكن هذا ظاهر من كلام العرب ان يقولوا - 00:17:02ضَ

العشية او غداتها معناه اخر يوم او اوله نظيره قوله لانهم يوم يرون ما يعدون يعني خلاصة الكلام عشان لا نطيل وقت ضيق الان وراحة الكلام هنا قال لما ذكر الله سبحانه وتعالى - 00:17:29ضَ

قدرته على الخلق بعد ما ذكر اعمال الملائكة في الاول واقسم بها ثم ساق قصة موسى عاد الى بيان قدرته في الخلق لما قال انتم اشد خلقا ام السماء قدرته في الخلق وبيان اياته سبحانه وتعالى ونعمه على الخلق - 00:17:54ضَ

باليوم الاخر الذي جاءت السورة لتقريره وهو وهو يوم الطامة الكبرى او يوم القيامة وجاءت الطامة الكبرى التي تضم باهوالها تفسد وتفزع القلوب واليوم يتذكر الانسان ما سعى من عمل في الدنيا من خير او شر سيتذكرون - 00:18:13ضَ

قال الله عز وجل بعد ذلك وبرز الجحيم اي قربت واظهرت وكشفت لهم حتى رأوها حتى رأوها رأي العين رأي العين قال ثم لترونها عين اليقين يرونها رأي العين قال بعدها - 00:18:37ضَ

فاما من طغى فبين حال الناس انهم ينقسمون قسمين يوم القيامة من طغى يعني طغى في كفره وفي معاصيه واثر الحياة الدنيا وقدمها على الاخرة فان الجحيم هي المأوى اي مصيره الى النار - 00:19:00ضَ

عكس اما من خاف واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى اي عن عن المحرمات نهى نفسه عن الوقوع في المحرمات الامارة بالسوء ومعاصيه التي تدله على على هذا الامر نهاها وردها وكسرها - 00:19:21ضَ

ان الجنة هي المأوى ثم ختم السورة بالساعة وموقف الناس منها يسألونك عن الساعة هؤلاء هم الكفار لا يسألون عن ثبوتها وانما يسألون استبعادا سؤال استبعاد سؤال تقليل لو كانوا يسألونه يسألونه سؤال تقرير لامنوا - 00:19:43ضَ

لكنهم يستبعدون هذا الامر قد يسألونك عن الساعة ان ينال مرساها استبعادا لا يمكن ان تقع يستبعدون هذا الامر قال الله عز وجل فيما انت من ذكراها الامر ليس اليك - 00:20:08ضَ

وانما الى الله الى الله سبحانه الى الله الى ربك منتهاها انما انت منذر فقط من يخشى تذكر وتخوف الذي يخافها والانذار وان كان عاما لجميع الخلق الا ان المنتفع الا ان المنتفعين به - 00:20:23ضَ

هم الذين يعني يخاطبون بذلك وينتفعون به واوجه لهم خطاب ولذلك قال تخوف من من يخافها ثم بين حال الكفار المنكرين فقال كأنه يوم يرونها ويعاينون الساعة واليوم الاخر لم يلبثوا في الدنيا ولا في قبورهم كلاهما صحيح - 00:20:42ضَ

فان الدنيا قالوا كم لبيت في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما او بعض يوما وكذلك ايضا في قبورهم قال من بعثنا من مرقدنا فالمكث في القبر قليل والدنيا كلها قليلة - 00:21:02ضَ

قال الا عشية او ضحى اي وقت عشية او وقت ضحى يوما اقل من يوم يعني فترة او زمنا قصيرا عموما هذه السورة هذه السورة تحدثت عن هذه الموضوعات المهمة وتقرير الايمان باليوم الاخر - 00:21:18ضَ

ولعلنا نقف عند هذا القدر ان شاء الله نستكمل ان شاء الله باذن الله توقفنا عنده في اللقاء القادم نسأل الله سبحانه ان ينفعنا بما قلنا وبما سمعنا ونلتقي ان شاء الله بعد رمضان باذن الله نبدأ بسورة عبس - 00:21:35ضَ

وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك ونفع الله بك واياكم يا شيخنا الله يحسن اليكم ويرفع قدركم. امين امين. بارك الله فيك - 00:21:52ضَ