سويد بن أبي كاهل - بسطت رابعة الحبل لنا
Transcription
السلام عليكم. مرحبا بكل محبي اللغة العربية. مرة اخرى على القناة هذه هي الحلقة الثالثة من قراءتنا للقصيدة العينية الرائعة لسويد ابن ابي كاهل الشكري واحدة من افضل القصائد العربية التي لم تأخذ حقها من الشهرة - 00:00:03ضَ
نلقي الضوء عليها ونستمتع بها. ليتعرف عليها المشاهد العربي بشكل افضل الاقسام الاولى من القصيدة ذكر الشاعر حبه الشديد لاهله وعدم قدرته على البقاء بعيدا عنهم ثم وصل رحلته الشاقة مسرعا في اتجاههم - 00:00:23ضَ
ها قد وصل لهم وقد رأى فيهم ما يملأ نظره ويسر قلبه. فاخذ في مدحهم بالصفات المعجبة غرضه من هذا المدح ان يؤكد انتمائه لهم وصفهم بالعقل والشجاعة والاخلاق معا - 00:00:43ضَ
يقول انهم اهل سيادة وكرم في وقت السلم واهل بأس وقوة في وقت الحرب واهل حلم وعقل في جميع الاوقات يحسنون لجيرانهم ويعطفون على الفقراء ويعينون الناس في الازمات هذا القسم من المدح يذكر بالطريقة التي مدح بها طرف ابن العبد قومه في القصيدة الرائية التي شرحناها على القناة - 00:01:00ضَ
اصحوت اليوم امشى قد كهرب وهم انفسهم قبيلة بكر يبدو ان السويد ابن ابي كاهل كان يضع قصيدة طرفة في ذهنه وهو ينشد هذه القصيدة فخرجت متأثرة بمعان كثيرة منها - 00:01:26ضَ
ويعزز هذا ان السويد بكري النسب من نفس قبيلة طرفة وقد اتى بعده زمانيا وربما ادرس العلاقة بين القصيدتين في المستقبل. ويكون عنوانا لبحث ممتع ابيات اليوم ليست صعبة على الاطلاق. وسنفهم معاني كلماتها وتسلسل افكارها بمنتهى السهولة ان شاء الله - 00:01:43ضَ
والان هيا بنا نبدأ حلقة اليوم وقفنا في الحلقة الماضية عندما قال فتناولنا غشاشا منهلا ثم وجهنا لارض تنتجع وصف تلهف الجمال التي يركبونها للوصول الى ارض الاحبة ينتقل الان بطريقة سلسة الى مدح قومه فيقول - 00:02:08ضَ
من بني بكر بها مملكة منظر فيهم وفيهم متسع اذا الحبيبة التي كان يتكلم عنها والتي تشتاق الجمال للوصول لها هي في الحقيقة قبيلته بنو بكر واستعمل الشاعر اسلوب الغزل في البداية ليصب فيه مشاعره نحوهم - 00:02:34ضَ
هو غزل مجازي لا تقصد به حبيبة معينة لكن اعتاد شعراء العرب على صياغة مشاعرهم في قالب الغزل لانه الاقرب الى قلب الانسان كأنما يشعر به تجاه قبيلته هو ما يجده تجاه الحبيبة - 00:02:57ضَ
وصفهم بان منظرهم فخم مريح للعين وفيهم زيادة من الخير والبركة كما وصفهم بانهم مملكة كناية عن العز والمكانة التي هم فيها كأنهم مملكة قائمة بذاتها النظر اليهم يسر العين وعندهم زيادة من الخيرات والرزق - 00:03:14ضَ
بسط الايدي اذا ما سئلوا نفع النائل ان شيء نفع الايدي اي ايديهم مبسوطة اي كرماء النائل ما يدرك وما ينال من الشخص. اي ما يؤخذ منه يمدحهم بالكرم وهي صفة طالما افتخر بها العرب وتلقى التقدير في ظروف البيئة العربية. حيث الموارد الشحيحة - 00:03:36ضَ
وحيث تكون الموارد سببا للصراع. لكنهم يجودون بما معهم ويعطون للناس واذا قصدهم الناس طالبين المعروف وما ينالوا من الخير فانهم يحصلون عليه ان شيء نفع يقصد بها ان كان شيء من اعمال البشر سينفع ستجده عندهم - 00:04:04ضَ
وهناك اشياء فوق مقدرة كل البشر يقصد انهم ينفعون الناس باقصى ما يقدر البشر عليه من اناس ليس من اخلاقهم عاجل الفحش ولا سوء الجزع عاجل الفحش. الفحش هو شدة القبح - 00:04:24ضَ
وعاجل اي سريع فعاجل الفحش معناها سرعة اتيانهم للمنكرات والقبائح سوء الجزع الجزع هو عكس الصبر قلة الصبر عند حدوث المصائب. وهي صفة ضعف في مجتمع كان يعتمد على القوة والثبات في ظروف الحياة غير المستقرة - 00:04:44ضَ
يذم هذه الاخلاق والصفات القبيحة وينفيها عنهم عرف للحق ما نعي به عند مر الامر ما فينا خرع معي اين نتعب؟ نتعب بالحق اي تصيبنا معه مشقة لان الحق ثقيل على اغلب الناس - 00:05:06ضَ
خرع الخرع هو الطراوة او الضعف والاسترخاء يقول انهم يعرفون الحق ويعترفون به اذا وقع عليهم ولا يكون ثقيلا على نفوسهم. لان الحق احيانا يكون ثقيلا وضد رغبات الانسان ومن الناس من يكابر ولا يقبله. لكنه يصف قومه بانهم ليسوا كذلك. يعصون حب انفسهم في سبيل الحق ولا يتعبون فيه - 00:05:26ضَ
يمدح قومه ايضا بالشدة والتحمل عند حدوث الامور المريرة والايام الصعبة لا يكون فيهم ضعف ولا طراوة. بل يظهرون قوة في مواجهتها نلاحظ هنا امرا مهما وهو انه يؤكد انتمائه ونسبه الى قبيلة بكر - 00:05:54ضَ
فتكلم بصيغة الجمع قال نعيا به. وقال ما فينا خرع. فضم نفسه للقبيلة ليؤكد انتمائه اليها هذا مهم جدا فيما يتعلق بالصراع الذي سيتكلم عنه بعد ذلك واذا هبت شمالا اطعموه في قدور مشبعات لم تجع - 00:06:15ضَ
هبت شمالا اي هبت ريح الشمال الباردة وقت الشتاء وهو وقت البرد واشتداد حاجة الناس الى الطعام حضور مشبعة اي قدور مملوءة بالطعام عندما تهب الريح الباردة من الشمال في وقت الشتاء يقل الطعام - 00:06:40ضَ
وتطعم قبيلته الناس في قدور كبيرة ممتلئة باللحم ويهبونه للجميع بلا تفرقة هذه الصورة ولدتها لكم ببرنامج الذكاء الصناعي. لتساعدكم على تصور المشاهد. واخبروني عن رأيكم في هذه التجربة في التعليقات - 00:06:58ضَ
وجفان كالجواب ملئت من ثمينات الذرى فيها ترى الجيفان جمع جفنة وهي قصعة الطعام الجواب جمع جابية. وهو الحوض الكبير الذي يجمع فيه الماء الذرة هي القمة. يقصد جمالا مرتفعة السلام كأن لها قمم - 00:07:17ضَ
الترع من الانية هو الممتلئ يقول انهم يملؤون للمحتاجين في وقت الشتاء قصعات او اوان كبيرة من الطعام كانها احواض الماء لكبرها ويذبحون لهم افضل الجمال السمينة عالية السنام للفقراء. وهذا من كرمهم وطيب انفسهم وغناهم ايضا - 00:07:41ضَ
بمعنى انهم يذبحون هذه الابل السمينة للفقراء انهم يملكون منها الكثير بما انهم لا يخصون الفقراء بالمعيب او الضعيف من الجمال. بل يختارون لهم الافضل لا يخاف الغدر من جاورهم. ابدا منهم ولا يخشى الطمع - 00:08:04ضَ
جاور الشخص فلانا اي اعطاه ذمة ان يقيم بجواره ولا يؤذيه يمدحهم بعدم الاساءة الى الجار وحفظ عهودهم مع من يؤمنونهم وان جارهم يطمئن لهم فلا يغدرون به ولا يطمعون فيما يملكه - 00:08:25ضَ
وهذا امر ربما نستغرب منه في هذا العصر. فنقول انه طبيعي ولا يستحق الفخر لكن علينا ان نتذكر حياة السلب والنهب والاغارة والصراع الدائم على الموارد التي كانت سائدة في حياة العرب - 00:08:43ضَ
في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه عندما قابل الرسول صلى الله عليه وسلم اول مرة اخبره ان الظاعنة اي المسافرة توشك ان احلى من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت - 00:09:00ضَ
اي ان السير في مسافات كبيرة دون الدخول تحت حماية كان امرا مستبعدا لا يعرفه سيدنا عدي قبل اسلامه ولا يعرفه العرب فبشره به رسول الله فالشاعر يمدح قومه بحسن اخلاقهم مع جيرانهم - 00:09:14ضَ
من يقيم جوارهم يطمئن على نفسه. ولا يخشى ان يغدروا به. ولا يخشى ان يطمعوا في ما له فينقلبوا عليه ومساميح بما ضن به حاسر الانفس عن سوء الطمع مساميح رجل سمح اي متساهل كريم - 00:09:32ضَ
ضمة اي بما بخل به. رجل ضنين اي بخيل حاسروا الانفس حصر نفسه اي اوقفها المعنى ان نفوسهم سهلة وكريمة في الانفاق بما يبخل به الناس عادة. اي انهم اكرم من بقية الناس - 00:09:52ضَ
وهم ينهون انفسهم عن الطمع المسيء المعيب في ممتلكات غيرهم يتحكمون في نفوسهم ولا يتركون الطمع يحركهم حسن الاوجه بيض سادة ومراجيح اذا جد الفزع بيض لا يقصد بها بياض الوجه كما نعرفه الان. لكن يقصد الاشراق والبهاء الذي يعلو وجه الرجل الكريم - 00:10:11ضَ
كما يقال بيض الله وجهك وهو دعاء بالخير مراجيح يرجحون الامور ويزنونها بعقولهم يصفون بالبهاء وجمال الطلعة ووجود علامات السيادة على وجوههم ويصفهم باكتمال العقل وحسن ترجيح الامور وقت شدة الفزع وخوف الناس والفوضى التي تحدث - 00:10:39ضَ
ومن المعروف ان وقت الفزع يحدث فيه انفلات في الاعصاب ولا يقدر الناس على التفكير السليم. فيرتكبون الاخطاء وهو يصفهم عقل وحسن الترجيح وضبط امورهم واتخاذ القرارات الصحيحة في هذه الاوقات الصعبة بالذات - 00:11:02ضَ
فبالتأكيد في وقت السلم هم اكثر عقلا واحكاما للامور وزر الاحلام ان هم وازنوا صادق البأس اذا البأس نصع الاحلام هي العقول. والرجل الحليم هو العاقل الهادئ البأس هو القوة والشدة - 00:11:20ضَ
ورجل ذو بأس اي ذو قوة اعني ظهر واضحا عندما يحتاج الامر الى التعقل والتفكير فهم يزنون الامور بعقلهم. واذا احتاج الامر الى القوة والفروسية فانهم اهل لها ايضا فيدخلون المعارك بصدق ويظهرون قوتهم - 00:11:40ضَ
هنا يشير الشاعر ان العقل والقوة هما خيارات. احيانا يدعي الرجل انه عاقل لانه ضعيف. ولا يستطيع استعمال القوة يكون تعقله ادعاء فقط. لانه لا يقدر في الحقيقة على الامر الاخر وهو القوة - 00:12:00ضَ
والشاعر يصف قومه بتحقق الصفتين يحتاجون العقل احيانا والقوة احيانا وليوث تتقى عرتها ساكن الريح اذا طار القزع الليوث هي الاسود وهل تعلمون لما سمي الاسد ليثا لانه يلتاث حول فريسته اي يدور وطيئا حولها ويحاصرها. وهو من باب تسمية الشيء بصفته - 00:12:17ضَ
العرة هي الشدة والقوة ساكن الريح تعبير معناه هادئ الوقور. فالرياح حولهم هادئة ساكنة لا تتحرك صار القزع يقصد تارة الرؤوس هنا يصف قوتهم في الحروب. فهم مثل الاسود التي يخاف الناس قوتها وثورة غضبها - 00:12:45ضَ
وفي نفس الوقت يؤكد على صفة التعقل ويبقون هادئين كما هم لا يسمحون للتوتر ان ينتابهم يتخذوا الرأي الاصوب. بينما تتطاير الرؤوس من حولهم فبهم يوكى عدون وبهم يرأب الشعب اذا الشعب انصدع - 00:13:08ضَ
ينكى ينتى العدو ان يهزم ويوقع به ابو الشعب رأب الشيء اي اصلحه انصدع اي تشقق وتباعد وبمثل هؤلاء القوم الذين اكتملت عندهم صفات السيادة والقوة والعقل يهزم الاعداء. وبمثل عقلهم وحلمهم تحل الخلافات - 00:13:29ضَ
بين الناس اذا تخاصموا ذكر الشاعر قدرتهم على حل الخصام في هذا البيت ربما يدعوهم الى حل الخلاف بينه وبين اقاربه. هذا الخلاف الذي هو سبب قوله لهذه القصيدة وسيكون سبب الهجاء ثم تركه - 00:13:51ضَ
لهم كما سيذكر بعد قليل عادة كانت لهم معلومة في قديم الدهر ليست بالبدع البدع هو الامر الجديد المحدث يقول ان هذه الصفات هي امر معروف عنهم منذ القدم. وهذه القوة والحكمة ليست شيئا جديدا طارئا عليهم - 00:14:08ضَ
بل صفة متأصلة مشهورة عنهم واذا حملوا لم يضلعوا واذا حملت ذا الشف ضلع يصنع الظلع في الحيوان كالعرج في الانسان. اي يمشي مترنحا غير مستو الشفة والثوب الرقيق ذو الشف ربما يقصد بها الاغنياء ممن يرتدون الملابس الرقيقة - 00:14:30ضَ
وهذا المعنى ذهب له ابن الانباري في شرحه. فقد فسرها انه صاحب الفضل ربما يقصد الرجل الضعيف رقيق الحال يشبه قدرتهم على تحمل المشاق بشيء من البيئة العربية مثل الجمل القوي اذا حملته وزنا ثقيلا يقوم به ولا يترنح في مشيته - 00:14:54ضَ
اما غيرهم فلا يستطيع المشي معتدلا اذا وضعت عليه حملا. حتى وان كان ذا شرف وقوة لكنه لا يقارن بقومه صالح اكفاءهم خلانهم وصلاة الاصل والناس شيع اكفاء جمع كفء اي مماثل - 00:15:15ضَ
خلان جمع خليل وهو اقرب درجات المحبة والصداقة صلاة الاصل الصلاة هي الارض العالية. اي انهم رفيعوا المقام والنسب شيع اي طرق وجماعات متعددة يقول انهم نعم الناس في التعامل مع اخوتهم. ويكونون معهم في اشد حالات المودة والاخوة - 00:15:37ضَ
وهم قمة الناس واعلاهم شرفا ومكانة وليس الناس جميعا سواء فهم طرق متعددة ومذاهب شتى. وقومه هم القمة فيهم بعد هذا البيت ينتقل الى الفكرة التالية ورغم هذا المدح الشديد الذي قاله في حق قبيلته وحبه لهم الا ان هناك عائقا يمنعه من البقاء معهم - 00:15:59ضَ
وسوف يعبر عن حزنه بسبب اضطراره للافتراق عن القبيلة في صورة غزل مجازي مرة اخرى كما فعل في مقدمة القصيدة سوف يتكلم عن حبيبة سماها سلمى. يتمنى لها السلامة وهو يتركها - 00:16:26ضَ
حبيبته هي التي تركته وذهبت مع حادي القافلة. وتركت سويد حزينا معلقا بها وبهذا فهو يعذر نفسه ويرجع ساب الفراق مع القبيلة الى تصرفات افراد منهم وليس بسبب منه وقد عبر بوضوح عن محبته لهم وانه كان راغبا في البقاء معهم. وبعده عنهم سيحزنه - 00:16:41ضَ
سيبدأ من البيت الذي يقول ارق العين خيال لم يدع من سليمة. ففؤادي منتزع لكن سنبدأ به في الحلقة القادمة نكتفي بهذا القدر لحلقة اليوم اتمنى ان اكون قد وفقت في عرض معاني الابيات عليكم. وسوف نستكمل بقية القصيدة في الحلقات القادمة مباشرة - 00:17:06ضَ
شكرا لكم على المتابعة. ولا يبقى الا اعادة الابيات مرة اخرى كي تستطيع ان تحفظها قال سويد بن ابي كاهل يمدح قومه من بني بكر بها مملكة منظر فيهم وفيهم متسع - 00:17:27ضَ
بسط الايدي اذا ما سئلوا نفع الناء ان شيء نفع من اناس ليس من اخلاقهم عاجل الفحش ولا سوء الجزع عرف للحق ما نعي به عند مر الامر ما فينا خرع - 00:17:46ضَ
واذا هبت شمالا اطعموا في قدور مشبعات لم تجع وجفان كالجواب ملئت من ثمينات الذرى فيها ترعى لا يخاف الغدر من جاورهم ابدا. منهم ولا يخشى الطمع ومساميح بما ضن به - 00:18:07ضَ
حاسروا الانفس عن سوء الطمع حسن الاوجه بيض سادة ومراجيح اذا جد الفزع وزن الاحلام ان هم وازنوا صادق البأس اذا البأس نصع وليوث تتقى عرتها ساكن الريح اذا طار القزع - 00:18:31ضَ
فبهم ينتى عدو وبهم يرأب الشعب اذا الشعب انصدع عادة كانت لهم معلومة في قديم الدهر ليست بالبدع واذا حملوا لم يضلعوا واذا حملت ذا الشف ضلع صالح اكفائهم خلانهم - 00:18:55ضَ
مسارات الاصل والناس شيعة شكرا لكم على المتابعة. اراكم قريبا في الحلقة القادمة ان شاء الله. السلام عليكم - 00:19:19ضَ