كتاب الصيام

شبكات التواصل وخطورة التعالم والفتوى بغير علم

محمد بن محمد المختار الشنقيطي

اثابكم الله فضيلة الشيخ واسعدك ووالديك سعادة الابرار. واحسن الله لك الخاتمة وجعلها على الكلمة الطيبة. امين جزاك فضيلة الشيخ هذا سائل يقول انا اشتغل بمواقع التواصل الاجتماعي في الدعوة الى الله - 00:00:00ضَ

ونشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم لكنني الاحظ انني اذا اشتغلت بذلك افرط في وردي في القرآن فهل تنصحوني بتركها اثابكم الله بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد - 00:00:22ضَ

فلا شك ان من نعم الله العظيمة على خلقه في هذه الازمنة وجود هذه الاجهزة التي اذا وفق فيها العبد ورزق السداد والهم الرشد واراد وجه الله وابتغى ما عند الله - 00:00:51ضَ

وقال القول السديد وهو يرجو ما عند الله ولا شك ان اجره عند الله عظيم اول ما اوصيك اخي الكريم تصلح ما بينك وبين الله بالاخلاص وبالعلم النافع فلا تدخل في هذه التواصل هذه الوسائل - 00:01:14ضَ

ولا يخاطب الغير الا وانت على بينة وبصيرة مخلصا لوجه ربك اذا وفقت لذلك ووجدت الاثر المحمود او وجدت من ينتفع بكلامك يحتاج الى نصحك وتوجيهك طبعا الناس مراتب وطلبة العلم مراتب - 00:01:37ضَ

فمنهم من يكون تكون المسئولية عليه ان يشحذ همة الناس بالرجوع الى العلماء ليس عنده العلم الكافي للتوجيه حينئذ ما يتولى التوجيه. اذا تولى التوجيه تحمل مسؤولية عظيمة امام الله جل جلاله - 00:02:05ضَ

وعليه حينئذ ان يقول هذه مسألة شرعية اوصيك اخي الكريم ان تسأل اهل العلم واحذر من يضع المسائل لعامة الناس في وسائل التواصل ليجيبوا عليها ووالله جميع ما يترتب على سؤاله - 00:02:26ضَ

من التعالم والقول على الله بدون حق ومن السخرية بالاراء الفقهية المبنية على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم او الاستهزاء باراء العلماء سيتحمل امام الله وطرح المسائل الفقهية لعامة الناس - 00:02:45ضَ

ليدلوا فيها برأيكم فما رأيكم الله عز وجل يقول فاسألوا اهل الذكر وانت لم تسأل اهل الذكر عصيت الله وخالفت امر الله يرضى من يرضى ومن يقول انه يريد ان يحكر هذا ما يعنينا نحن يعنينا ما هو شرع الله هذا دين - 00:03:05ضَ

ما يتكلم فيه كل من هب ودب وكل من فتح المجال لهم فانه مسؤول امام الله عن ذلك. فلا تتصدر للمسائل الشرعية ولا تدلي فيها بدمو وانت لست باهل لذلك - 00:03:23ضَ

فان فعلت ذلك وقد اخطأت ولو اصبت اخطأت في التعالم. ولو اصبت لانك تصيب مرة وتخطئ مرات وبناء على ذلك ينبغي على الانسان ان يضبط نفسه بضوابط الشرع فلا يتولى توجيه الناس. الله عز وجل يقول لا تتبعوا خطوات الشيطان - 00:03:40ضَ

يبدأ الواحد بقراءة احاديث تجد بعضهم في المسجد يبدأ بقراءة الاحاديث فاذا جاء احد يسأله قال اسأل العلماء ثم اليوم الثاني يقول له انا اسأل لك العلماء ثم اليوم الثالث ينقل له فتوى العلماء جزاه الله خير. ثم اليوم الرابع يعلق على فتوى العالم - 00:04:03ضَ

ثم اليوم الخامس ما يحتاج ان يذهب الى العالم وحينئذ لا تتبعوا خطوات الشيطان. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتخذ الناس هذا المسكين لما رأى ان الناس تسأل ظن انه اهل - 00:04:24ضَ

فاياك ان تقع في هذا الخلل ولا توجه الناس ولا تدعو الا وانت على بصيرة وبينة ولذلك كل ما يراه الناس من الويلات من الشتات والضياع في الفتوى والمصائب العظيمة التي جرت الى - 00:04:39ضَ

التماس كثير من معالم الدين بسبب التعالم سببه فتح المجال لمن ليس باهل واذا كان هذا قد عانى منه السلف الصالح في القرون المفضلة وكان ربيعة يقول لها ها هنا من احق ان يقطع لسانه من يد السارق - 00:04:56ضَ

من جرأتهم على القول على الله فما بالك وانت في هذا الزمان؟ اذا النصيحة الاولى لا تتصدر للتوجيه فيما لست باهل الله الامر الثاني اذا فتح الله عليك واصبحت تنبه على الاشياء التي ينبغي عليك ان تنبه عليها وهي مبلغ علمك واوصاك علماؤك ومشائخك ان تتولاها - 00:05:15ضَ

وليت باحسان لم تزد ولم تنقص عن الوارد والمأثور فحينئذ اصبح السؤال واردا انك مشغول ان هناك تعارضا بين امرين. بين توجيه الناس وبين الورد الورد عبادة قاصرة وتوجيه الناس عبادة متعدية ثم ينظر - 00:05:39ضَ

عند العلماء العبادة المتعدية والنفع المتعدي افضل من النفع القاصر والدليل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب - 00:06:03ضَ

فهذا يدل على ان العالم نفعه متعد والعابد نفعه قاصر وردك نفع قاصر وتعليمك ونفعك نفع متعدد لكن السؤال بعض العلماء يقيد هذا هل الذي ينتفع بك يستطيع ان يعوض عند غيرك - 00:06:22ضَ

هل هناك غيرك يقوم مقامك فحينئذ يقولون ينظر الى الاجر الذي يترتب على تفرغك والمصلحة والاجر الذي يترتب على نفع الناس فمثلا انت اذا تفرغت للورد وهذا معلوم ومشاهد ومجرب ان من حافظ على اذكار النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هديه في قيام الليل وهديه في ختم القرآن - 00:06:45ضَ

وكثرة تلاوته انه يفتح عليه في العلم فتحا عظيما ولن تجد عالما ولا داعية ولا طالب علم يقوم الليل الا وجدت اثر ذلك في كلامه وفي سمته وفي دله ان - 00:07:11ضَ

ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا والله لما امر نبيه ان يبلغ الرسالة قال له قم الليل يا ايها المزمل يا ايها المزمل قم الليل فامره بقيام الليل قيل ان هذا من اوائل الاوامر - 00:07:28ضَ

لان الطاعة وعبادة لها شأن في التبليغ ودعوة دعوة الناس وتأثير بهم فاذا كان هذا الورد يؤثر عليك فحافظ عليه ان الله وفقك وفتح عليك فيه واما اذا اذا كان وردا في الفضائل وزيادة الفضائل - 00:07:50ضَ

كأن يكون الانسان عنده ورد اساس وعنده ورد زائد وقت فراغه يشتغل به ففرغه لوسائل التواصل شيء محمود اذا لا يفتى باطلاق وانما يفصل في كل شخص بحسبه ومدار الامر على الظابط - 00:08:10ضَ

ان النفع المتعدي مقدم على النفع القاصر. كل هذا بشرط الا يكون الامر فرض عين عليك. مثال لو ان شخصا يناقش شخصا ليهديه الى الاسلام هذا من اعظم الفرائض واعظم واجب واعظم دعوة هي الدعوة الى التوحيد - 00:08:29ضَ

والى الاسلام وانت تخرجه باذن الله من الظلمات الى النور فمثل هذا ليس فيه تفصيل هذا تتفرغ له وتعطيه كلية لانه بين الجنة والنار. وهو خصمك امام الله ما دام انه يسمع منك ويتأثر بك فاستعن بالله - 00:08:53ضَ

هذا يستثنى ما كان فرضا ويحتاج اليه من الامور الواجبة وجماع الخير انك تسدد وتقارب وتسأل الله ان يعينك وان يلهمك الصواب. فاذا فعلت ذلك افلحت وانجحت لا يزال العبد موفقا ما برئ من حوله وقوته - 00:09:12ضَ

واستعان بربه ووجه وجهه للذي فطر السماوات والارض فان الله لا يخيبه فاستعن بالله ونسأل الله بعزته وجلاله ان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين والله تعالى - 00:09:33ضَ