التعليق على أحاديث (كتاب الزكاة) من بلوغ المرام

شرح أحاديث كتاب الزكاة من بلوغ المرام (٣٢)

أحمد الصقعوب

وعن حكيم ابن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول. وخير الصدقة عن ظهر غنى. ومن يستعطف يحبه الله. ومن يستغني يغنه الله - 00:00:00ضَ

متفق عليه واللفظ للبخاري. نعم هذا الحديث اخرجه البخاري في صحيحه. من حديث هشام ابن عروة عن ابيه عن حكيم ابن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اليد العليا - 00:00:20ضَ

خير من اليد السفلى. وهذا فيه بيان ان اليد العليا افضل من اليد السفلى. لكن من ما هي اليد العليا؟ وما هي اليد السفلى قال اما اليد السفلى فلا اشكال انها الاخذة. واما اليد العليا فاختلف العلماء فيها على قولين. القول - 00:00:40ضَ

القول الاول ان المراد باليد العليا هي المعطية. كما جاء في الصحيحين من حديث عبدالله ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة له وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة قال اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا المعطية - 00:01:00ضَ

السفلى السائلة. ففسرها النبي عليه الصلاة والسلام بهذا التفسير. وهذا التأويل اه الاحتمال الثاني ان المراد باليد العليا هي المتعففة. اي المتعففة عن السؤال السفلى هي اليد السائلة. والى هذا ذهب ابن عمر حينما قال اليد العليا المتعففة. لان المقام - 00:01:20ضَ

مقام ذكر سؤال واستعفاف. ولا اشكال ان معطية هي العليا. ثم ويليها المتعففة فالمتعففة اعلى من القابضة واما القابضة والاخرة فانها هي اليد السفلى. قوله وابدأ بمن تعول. في هذا ارشاد من النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:50ضَ

للمسلم اذا كان عنده مال ان يبدأ بالاهم فالاهم. فيبدأ اولا باعطاء من يعول. فلا ينفق البعيد وهو قد قصر في حق القريب. وفيه اشارة الى ان المسلم مأمور ان يبدأ اولا بالواجبات ثم يسني بالمستحبات - 00:02:20ضَ

ويبدأ اولا بمن يعول وهم زوجته واولاده وخدمه فيعطيهم. فان فضل شيء فيعطي ها هنا وها هنا. ثم قال وخير الصدقة عن ظهر غنى. معنى هذا ان الصدقة ما ابقى لصاحبه شيء. ما ابقى لصاحبه شيء. وخير الصدقة ما كان عن - 00:02:40ضَ

غنى. ففيه اشارة الى ان الصدقة الاكمل هي ما ابقى الانسان شيئا عنده لحوائجه وحوائج من تحت يده. لان من تصدق بجميع ماله يندم غالبا فاذا هجمت عليه وضاقت يده واصبح محتاجا للاخرين ندم. وهنا يأتي قول الله عز وجل - 00:03:10ضَ

آآ لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. النبي صلى الله عليه وسلم ارشد الى هذا وسيأتي معنا حديث اخر يأتي التوفيق ثق بينها بين هذا الحديث والذي يأتي ان شاء الله في قوله لما سئل عن افضل الصدقة قال قال جهد المقل - 00:03:40ضَ

جهد المقل لكن سيأتي التوفيق بينه. الحاصل ان المسلم اذا تصدق في شرع له ان يبقي شيئا ولذلك قال عليه الصلاة والسلام انك ان تذر ورثتك اغنياء. خيرا من ان تذرهم عالة يتكففون الناس. وقال في الحديث - 00:04:00ضَ

الاخر ان خير الصدقة ما ترك غنى. او تصدق به عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول قد يقول قائل هل يؤخذ من ذلك النهي عن الصدقة بكل المال؟ نقول لو لم يأتي الا هذا الحديث؟ لقلنا نعم لكن جاءت احاديث - 00:04:20ضَ

اخرى تدل على تفضيل مثل هذا الباب. وجاءت قصص لبعض الصحابة تدل على ان منهم من تصدق بكل ماله بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره عليه. فقد ثبت ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول دعا - 00:04:40ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم مرة الى الصدقة. فوافق ذلك مال عندي. فقلت اليوم اسبق ابو بكر ان وقته يوما اسبق ابا بكر ان سبقته يوما. يقول فجئت بنصف مالي فقال عليه الصلاة والسلام ما ابقيت لاهلي. قلت ابقيت لهم مثله - 00:05:00ضَ

يقول فجاء ابو بكر بكل ماله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ابقيت لاهلك؟ قال ابقيت الله ورسوله. فهذا دليل على جواز ذلك. ولذلك يقال الصدقة بكل المال اظهر الاقوال انه اذا - 00:05:20ضَ

قطر فيها قيدان لا بأس على الانسان ان يتصدق بكل ماله. القيد الاول ان يكون الانسان قويا في بدنه يقدر على التكسب. ان يكون قويا في بدنه يستطيع ان يتكسب مالا اخر لان لا يجلس يتكفف الناس - 00:05:40ضَ

القيد الثاني ان يكون قويا في ايمانه وتوكله. عنده صبر وتوكل لئلا يجزع وهذا حال ابي بكر رضي الله عنه. فكان ابو بكر قادر على التكسب. قوي الايمان والصبر والتوكل فلذلك قبل منه هذا الامر. اما ان اختل احد هذين القيدين فالانسان مأمور - 00:06:00ضَ

ان يبقي مالا يعطي من تحت يده. كما قال عليه الصلاة والسلام انك ان تذر وراثتك اغنياء. خيرا من ان تذرهم عالة يتكففون الناس وقد جاء عند الامام ابي داوود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي احدكم بما يملك - 00:06:30ضَ

فيقول هذه صدقة ثم يقعد يستكف الناس يأتي احدكم بما يملك ثم يقول هذه صدقة ثم يقعد يستكف الناس خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى. وهذا توجيه من النبي صلى الله عليه وسلم. قوله ومن - 00:06:50ضَ

يستعفف يعفه الله. اي من يمسك عن السؤال. فيستعف عن سؤال الناس تقنع بما اعطاه الله فان الله يرزقه العفاف. يعطيه في قلبه استغناء. كما قال في في الاخرى ومن يستغني يغنه الله. اي من يستغني بما عنده عن سؤال الناس وتكففهم فان الله عز وجل يجعل في قلبه - 00:07:10ضَ

القناعة والرظا والغنى ما لا يلتفت فيه الى ما عند الاخرين. ويعطيه من واسع فضله ما به عن الاخرين وهذا شيء مشاهد. هذا شيء مشاهد. احيانا تشاهد اناس اغنياء. لكن في قلوبهم من التشوه - 00:07:40ضَ

لما عند الاخرين شيء تتعجب منه. وتشاهد اناس قليل ذات اليد. وعندهم من القناعة ما تنبهر منه والنماذج على هذا كثيرة جدا في السابق واللاحق. ولذلك الامام مسلم مأمور ان يحرص قدر طاقته - 00:08:00ضَ

على الاستغناء عن الناس. وعلى التعفف عن الناس. لو لم تجد الا كسرة خبز تأكلها وشربة تشربها وتستطيع ان تصبر هذا خير لك من ان تسأل الناس. طبعا هذا في - 00:08:20ضَ

خواصك لكن قد يسأل الانسان الناس ليس له وانما لفقراء ومساكين. او لما لاعمال خير فهذا ليس هو المقصود انما المقصود من يسأل لنفسه هو ومع ذلك لو احتاج الانسان فسأل غيره ان يعطيه لاجل - 00:08:40ضَ

فلا مانع من ذلك لكن اليد العليا خير من اليد السفلى. نعم - 00:09:00ضَ