شرح الأربعين النووية

شرح الأربعين النووية| الحديث التاسع عشر | الشيخ: أحمد الصقعوب

أحمد الصقعوب

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ احمد بن محمد الصقعوك حفظه الله يقدم الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما - 00:00:04ضَ

فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك - 00:00:34ضَ

وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك - 00:01:12ضَ

تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا - 00:01:42ضَ

نعم هذا الحديث اخرجه الترمذي وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد رواه عن ابن عباس خلق كثير لكن اصح الطرق عن ابن عباس طريق حنش الصنعاني وقد رواه الترمذي وقال عنها حديث حسن صحيح - 00:02:10ضَ

وهذا الحديث تضمن وصايا عظيمة وتوجيهات جليلة من عمل بها نال من الخيرات ما لا يخطر له على بال. فيها زكاء النفس. وطيب القلب وحسن الادب مع الله ومع ومع الخلق. ولذلك يقول ابن الجوزي رحمه الله يقول تأملت هذا الحديث. فكاد عقلي ان يطيش. تأملت - 00:02:30ضَ

وهذا الحديث فادهشني وكدت اطيش ثم قال واسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة الفهم لمعناه قال عليه الصلاة والسلام احفظ الله يحفظك. حفظ العبد لله عز وجل يكون بحفظ حدوده وواجباته - 00:03:00ضَ

وحقوقه. فمن قام بالواجبات وطبقها. ثم راعى النواهي فاجتنبها فقد حفظ الله. حفظ الله جل وعلا. فحفظ الله ان تحفظه في حقوقه. امره تفعله ونهيه تتركه. فمن قام بحفظ الاوامر والنواهي فقد حفظ الله جل وعلا. والناس يتفاوتون في هذا - 00:03:20ضَ

صوتا عظيما فعلى العبد ان يكون في هذا الباب مسارعا مسابقا حريصا على ان ينال اعلى درجة فيه لينال الثمرة المرتبة عليه. قال يحفظك حفظ الله للعبد على قدر حفظ العبد للرب جل وعلا. ومن اعظم ما يجب ان يحفظه الانسان من الواجبات - 00:03:50ضَ

كان الخمسة وفرائض وفروض الاعيان ويراعيها ويؤديها والنصوص فيها كثيرة ثم قال يحفظك فمن حفظ الله جل وعلا حفظه الله جل وعلا. ومن راعى حقوق الله جل وعلا فالجزاء من جنسه - 00:04:20ضَ

العمل. الله عز وجل يحفظه. وحفظ الله للعبد يشمل امورا اهمها اهمها امرين. اهمها امران الامر الاول يحفظه في مصالح دنياه. فيحفظ العبد في نفسه ويحفظه في اهله ويحفظه في - 00:04:40ضَ

في ولده ويحفظه في ماله كما قال الله عز وجل في قصة في قصة الخضر قال عن الغلامين ماذا قال الفضل؟ قال وكان ابوهما صالحا. وكان ابوهما صالحا. يقول بعض السلف انهما حفظا - 00:05:00ضَ

بصلاح ابيهما ولذلك كان ابن المسيب رحمه الله يقول لولده اني لازيد في صلاتي من اجلك لاحفظه حتى ان بعض السلف قال ان الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده. وولد ولده وجيرانه - 00:05:20ضَ

اخوانهم والدويرات التي حوله. فلا يزالون في حفظ الله ورعايته. احفظ الله يحفظك. ولذلك ابو الطيب الطبري كان من العلماء وكان قد جاوز المئة سنة. وكان ممتعا بعقله وجوارحه ثابت الجنان قوي البدن وفي يوم من الايام اراد ان ينزل من سفينة فوثب وثبة - 00:05:40ضَ

ما استطاع الشباب ان ان يثبوا مثلها. فقال بعضهم رحمك الله ما هذا؟ قال هذه اجساد حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر. احفظ الله يحفظك. واخبار السلف في هذا كثيرة - 00:06:10ضَ

انظر مثلا الى نبي الله عز وجل يونس عليه السلام قال قال الله عز وجل فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. وعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله - 00:06:30ضَ

عليه وسلم كم حفظوا بسبب حفظهم لله عز وجل؟ النوع الثاني من انواع الحفظ يحفظه الله عز وجل في دينه وهذا اشرف فيحفظ عليه دينه وايمانه يحفظ عليه ايمانه من ان يزل او ينحرف - 00:06:50ضَ

ويحفظ عليه دينه من ان تتخطفه الشهوات والشبهات وهذا شيء شاهد يحفظه عند مماته فلا يتخبطه الشيطان. يسارع الى النطق بالشهادة. يحفظه في قبره اذا جاءه منكر ونكير فقال من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ يأتي حفظ الله وتثبيته. يثبت الله - 00:07:10ضَ

الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ويحفظه يوم القيامة من الاهوال والشدائد. وان كلاليب جهنم احفظ الله يحفظك. ومن الامثلة على ذلك قصة يوسف عليه السلام. حينما تعرضت له امرأة العزيز - 00:07:40ضَ

قال الله عز وجل كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. انه من عبادنا المخلصين. اخلص لله فحفظه الله. ولذلك قد تتعرض الفتن لعبد من عباد الله. فيأتيه حفظه باوامر الله ونواهي الله عز وجل فيزحزحها الله عنه. ربما تأتيه لكنها تأتيه في وقت قوة ايمانه - 00:08:00ضَ

وهذا من حفظ الله له. حتى لا يقع فيه. فلو جاءته في وقت ضعف لوقع فيها. ويكون هذا من حفظ الله له حتى يعظم اجره ومن احسان الله عليه حتى يكون له ثواب عند الله عز وجل. والقصص في هذا كثيرة وحكمة الله - 00:08:30ضَ

جل وعلا في هذا عظيمة وجليلة. والعكس ايضا من لم يحفظ الله عز وجل فان الله لا يحفظه. لا في دينه ولا يحفظه في دنياه. فعلى العبد ان يحفظ الله جل وعلا في اوامره ونواهيه. وليعلم ان ثوابه - 00:08:50ضَ

العاجل والاجل مدخر له. وان غنائمها العاجلة والاجلة مدخرة له. اولها كل طاعة تزيد العبد ثباتا. كل طاعة تزيد العبد على الطاعة نشاطا. كل طاعة تفطر الانسان عن المعاصي كل طاعة تجعل الانسان مؤهلا ان يرتقي في درجات المتقين. احفظ الله يحفظك. والمسلم - 00:09:10ضَ

ينبغي عليه ان يحفظ الله في لفظاته. ولحظاته وخطواته وخطراته حتى ينال حفظ الله عز وجل. فكل كان حفظه لله اتم كان حفظ الله جل وعلا له اكمل واتم. ثم قال احفظ الله تجد - 00:09:40ضَ

امامك في رواية تجاهد معنى هذا ان من حفظ الله من حفظ حدود الله وراعى حقوق وجد الله معه في جميع احواله. يحوطه وينصره ويؤيده ويثبته ويوفق ويسدده فان الله قائم على كل نفس ومطلع على كل نفس. والله جل وعلا مع المتقين - 00:10:00ضَ

ومع المحسنين يحفظهم ويرعاهم فمن يتق الله يكن الله معه. ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب. والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل. يكون الله معه في سراءه وفي ضراءه - 00:10:30ضَ

يكون الله معه اذا كان غريبا فريدا واذا كان مع الناس. فاذا جاءته فتنة السراء ما تفتنه. واذا فتنة الضراء ما تهتم لانه حفظ الله فكان الله تجاهه. وكان الله معه. ولذلك يقول الله عز وجل - 00:10:50ضَ

في البخاري وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه. وفي رواية كبي يسمع. وبي يبصر - 00:11:10ضَ

وهذا امر قد ينفتح للانسان فيه معنى فيكون هذا المعنى وهذه الحالة التي للانسان فيه من اعظم اسباب الطاعة والتثبيت عليها. ولذلك قيل لبعض السلف وكان كثير الخلوة فلا تستوحش من جلوسك وحدك؟ فقال كيف استوحش؟ والله - 00:11:30ضَ

الله عز وجل يقول ان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ايضا قوله تعرف اليه في الرخاء يعرفك في الشدة. وهذه وصية عظيمة. وامر جليل - 00:12:00ضَ

ومعناها ان العبد اذا تعرف على الله في اوقات الرخاء اوقات الصحة واوقات الشباب واوقات الفراغ واوقات الامن واوقات المال واوقات القوة واوقات رخائه تعرف على الله بالاقبال على الله. وتعرف على الله بطاعته وترك معصيته. تعرف الله عليه اوقات الشدائد - 00:12:20ضَ

فاذا جاءته الشدائد وحلت به الكروب مرض او فقر او مصيبة او تسلط عدو فان الله عز وجل لا يتركه. يقوم عليه ويرعاه ويحفظه وينصره ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ابو بكر يا رسول الله والله لو ان احدهم رآى نظر - 00:12:50ضَ

الى موطن قدمه لرآنا قال يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ تعرف الى الله فرها يعرفك في الشدة ولذلك كان السلف رحمهم الله يحرصون على ان يتعرفوا الى الله اوقات الرخاء حتى يعرفوا في الشدة. يقابل الموت - 00:13:20ضَ

الحياة ووقت الرخاء في الحياة يأتيك ثوابه وجزاؤه اوقات الشدة عند الموت وقت الصحة اذا عرفت الله عز وجل عرفك الله جل وعلا اوقات المرظ. ولذلك لما حضرت احد الصالحين الوفاء بكى بعض اولادهم فقال لا تبكوا علي فوالله ما اتى ابوكم فاحشة - 00:13:40ضَ

ما اتى ابوكم فاحشة قط. فمن ترك المعاصي اوقات الحياة اتظن ان الله يخذله؟ من اتقى الله وتعرف عليه اوقات قرها اتظن ان الله عز وجل يخذل اوقات الشدائد؟ ابدا سنة الله - 00:14:10ضَ

ان ربي على صراط مستقيم. ومن ذلك ان الله عز وجل يعرفه اوقات الشدة. قصة الذين اطبقت عليهم الصخرة عرفوا الله اوقات الرخاء فعرفهم الله عز وجل اوقات الشدة ابراهيم حينما القي في النار - 00:14:30ضَ

ومحمد حينما جمع الناس له. ويونس وعيسى وغيرهم. وقصص الصالحين ايضا في هذا كثيرا جدا. قوله واذا قوله اذا سألت فاسأل الله. في هذا امر للمسلم ان يفرد الله بالسؤال. اذا - 00:14:50ضَ

سألت حاجة فاسأل الله عز وجل لا تسأل المخلوق. لا تنزل حوائجك الا بالله عز وجل. فالله جل وعلا هو القريب هو الغني هو الكريم هو المطلع بيده خزائن كل شيء هو الذي قال - 00:15:10ضَ

استجب لكم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يسأل الله يغضب عليه. فعلى العبد ان يفقه هذه الاصول فيسأل الله دون خلقه. ويتوجه الى الله دون خلقه. ويصون وجهه عن سؤال الخلق - 00:15:30ضَ

فان الله جل وعلا اذا اعطاك حنن قلوب الخلق عليك فانكبت على ايديهم النعم والذي قدرها هو الله عز وجل. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة من يبايعني الا - 00:15:50ضَ

اسأل الناس الا يسأل الناس شيئا. وله الجنة فبايعه عدد من الصحابة. فالمخلوق ضعيف. فقير عاجز بخيل والخالق بضد ذلك. الخالق كريم جواد يعطي يحب العطاء جل وعلا. لا تسألن بني ادم حاجة وسل الذي ابوابه لا تغلق. الله يغضب ان - 00:16:10ضَ

سؤاله وبني وبني ادم حين يسأل يغضب. فاجعل سؤالك للاله فانما في فضله نعمة في فضل نعمة ربنا نتقلب. ثم قال واذا استعنت فاستعن بالله. الاستعانة طلب العون. طلب العون - 00:16:40ضَ

فالعبد مأمور ان يطلب العون من الله في كل شيء صغير او كبير. حوائج الدنيا او حوائج الاخرة ولذلك قال الله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين. والنبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك. واستعن - 00:17:00ضَ

بالله ولا تعجز. وعلم النبي صلى الله عليه وسلم معاذا فقال له اوصيك لا تدعن ان تقول دبر كل كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وقول اللهم اعني ولا تعن علي فالعبد - 00:17:20ضَ

كل حوائجه يحتاج الى من يعينه. وهذه الاعانة انما تكون من الله. فالعبد ينبغي عليه ان يستعين بالله. اذا استعنت فاستعن بالله. فمن استعان بالله كفاه الله عز وجل ما اهمه. ومن استعان بالمغفرة - 00:17:40ضَ

وكل الى المخلوق. من تعلق شيئا وكل اليه. فعلى العبد ان يستعين بالله وحده. انظر الى قصة الزبير ابن العوام لما حضرته الوفاء كما في البخاري وقال لولده ما اترك شيئا اهم عندي من ديني - 00:18:00ضَ

ثم ذكر له القصة قال فان عجزت عن شيء فاستعن على ذلك بمولاي. استعن على ذلك بمولاي من مولاه؟ الله. وقصة طويلة. فمات الزبير وترك اموالا قليلة اراضي عقار ولكنه ترك ديونا كثيرة وترك اربع نساء واولاد وبنات والدائنون - 00:18:20ضَ

الى ان قال ابن الزبير قال فوالله ما نزل بي شيء الا قلت يا مولى الزبير اقضي عنه دينه. فقضى الله عنه دينه وترك ونم الله برك ماله ببركة استعانته بربه. وملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك اموالا - 00:18:50ضَ

كانت تقدر بخمس وخمسين مليون. خمس وخمسين مليون. مع انه ما ترك الا قرابة اربع اراضي عقار استعنت فاستعن بالله ثم قال واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا - 00:19:10ضَ

لشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يظروك بشيء لم يظروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام الصحف ما اعظمه من كلام. ما اجلها من وصية لمن فقهها. فكل ما يصيب العبد - 00:19:30ضَ

من خير او شر فهو مقدر. ولن يصيب العبد شيء الا بتقدير الله عز وجل. فلو اجتهد الخلق ان ينفعوك لم ينفعوك بشيء لم يقدره الله. ولو اجتهدوا ان يضروك لن يضروك بشيء لم يقدره الله - 00:19:50ضَ

ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده. فمن علم انه لن يصيبه الا ما كتب له. وان اجتهاد الخلق على خلاف مراد الله لن يتم. وان - 00:20:10ضَ

الله جل وعلا اذا اراد شيئا لا بد ان ينفذ علم عند ذلك ان الله جل وعلا وحده النافع الضار المعطي المانع المحيي المميت وهذا يوجب للعبد ان يتوجه الى الله وحده دون من سواه. واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء. لم ينفعوك الا بشيء - 00:20:30ضَ

كتبه الله لك. ولذلك ينبغي للانسان ان يفقه هذا الامر. فيقبل بقلبه على الله ويرجو الله ويدعو الله ويستعين بالله ويعلم ان ما صرف عنه لم يقدره الله. فلو قدره الله عز وجل لم يصرف عنه. ثم قال رفعت الاقلام وجفت الصحف في هذا اثبات القدر. وان كل شيء - 00:21:00ضَ

مقدر كما قال عليه الصلاة والسلام كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. والنصوص في هذا كثيرة. والحاصل من هذا ان العبد - 00:21:30ضَ

يجب عليه ان يعلم ان الله قدر كل شيء. يطلب من الله ويستعين بالله واذا لم يحصل شيء يقل قدر الله وما شاء فعل. ثم قال واعلم ان النصر مع الصبر. وفي رواية ان في الصبر على ما تكره - 00:21:50ضَ

خيرا كثيرا. في هذا بيان ان العبد اذا اصابته مصيبة. او اذا عاداه معاذ فليعلم ان اعظم شيء يستعين به على دفع المصائب الصبر. واعلم ان النصر مع الصبر. وان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. فما يصيب العبد من المصائب - 00:22:10ضَ

المؤلمة مرض او فقر او اه ابتلاء او تسلط عدو هذه اذا صبر عليها كانت عواقبها حسنة. فكم وراء المحن من منح؟ وكم وراء الرزايا من عطايا كما قال الله عز وجل وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا - 00:22:40ضَ

كل شيء يصيب العبد المؤمن خير له. نعمة او مصيبة. عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. لكن الامر الذي ينبغي ان يتدثر به المؤمن الصبر. اصبر على المصائب اصبر على البلاء. اصبر على - 00:23:10ضَ

ما يرد عليك من وتذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان عظم الجزاء مع عظم البلاء. وقول عليه الصلاة والسلام ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. اني رأيت - 00:23:30ضَ

وفي الايام تجربة للصبر عاقبة محمودة الاثر. وقل من جد في امر يحصله واستصحب الصبر. الا فاز بالظفر اخلق بذي الصبر ان يحظى بحاجته. ومدمن القرع للابواب ان يلج. فعلى العبد ان يعود نفسه الصبر - 00:23:50ضَ

اذا حلت بك مصيبة اصبر. واعلم انك ان صبرت مرت المصيبة واجرت. وان جزعت مرت المصيبة ولم تؤجر. فالجزع لا يقدم ولا يؤخر. والصبر الصبر. تأتيك معية الله. ان الله مع الصابرين - 00:24:10ضَ

انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. والانسان مأمور ان يصبر على ما يكره في المواطن الثلاث. واعلم ان الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. الصبر على ما يكرهه من الواجبات. فبعض الواجبات تكرارها النفوس. قد تكرهها - 00:24:30ضَ

على الدوام وقد تكرؤها في حال دون حال كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. قد تصيبه مصيبة. فالانسان مأمور ان يصبر على الواجبات التي - 00:24:50ضَ

تكرهها النفوس ويصبر على المحرمات التي تريدها النفوس. ويصبر عن على الاقدار التي تؤلم النفوس. وليعلم ان في ذلك خيرا كثيرا. يقول عمر رضي الله عنه وجدنا خير عيشنا بالصبر - 00:25:10ضَ

خير عيشنا بالصبر. والانسان يتلمس الاسباب التي تجعله يصبر. ومن اعظمها يقين ان ما قدره الله خير له. ويقينه ان الله جل وعلا حكيم عدل رحيم. وعلمه عوض واطلاعه على ثواب الله للصابرين. وعلمه ان الجزع لا يقدم ولا - 00:25:30ضَ

وليعلم الانسان ان الله جل وعلا قد يبتليه. ليستخرج منه عبودية الظراء فلله عبودية عبودية في السراء وهي عبودية الشكر والاستعانة بالنعم على الطاعة عبودية الظراء وهي ان يصبر الانسان ويقوى ايمانه ولا يتغير قلبه تجاه - 00:26:00ضَ

جل وعلا مهما صبت عليه المصائب والناس يتفاوتون في هذا تفاوتا عظيما. ولذا قيل لا تخدعن احب دلائله ولديه من تحف تحف الحبيب وسائل منها تنعمه بمر بلائه وسروره في كل ما هو فاعل - 00:26:30ضَ

المنع منه عطية مقبولة والفقر اكرام وبر عاجل. ثم قال واعلم ان النصر مع الصبر. من اراد ان ينتصر على عدوه سواء عدوه الظاهر او عدوه الباطن. فالعدو الباطن الشيطان والهوى والعدو الظاهر منافقين والكافرين وغيرهم من اعداء الدين. فاذا - 00:26:50ضَ

تنازل عدوا ظاهرا او باطنا فليصل. فان النصر مع الصبر. النصر مع الصبر فقد يبتلى انسان بمعصية والشيطان يؤزه اليها ازا. فان صبر نجا. وتعودت نفسه منه الجد والاجتهاد وان لم يصبر عرفت منه نفسه الميل الى الهوى. وتغلب عليه الشيطان - 00:27:20ضَ

ثم قال وان الفرج مع الكرب فهذا من رحمة الله عز وجل. ان الله جعل الفرج مقرون والعسر مقرون به اليسر. فاي فرج لا بد ان يعقوبه اي كرب لابد - 00:27:50ضَ

ان يعقبه فرج. واي عسر لا بد ان يعقبه يسر. واي مرض لا بد ان يعقبه تفريج من الله عز وجل. واي فقر لا بد ان يعقبه من الله عز وجل تنفيس. ان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا - 00:28:10ضَ

وهذا امر كلما اطلع الانسان على القرآن انكشفت له التطبيقات على مر الزمان في هذا. واعلم ان الفرج مع الكرب كلما اشتد الكرب قرب الفرج. وكلما اشتدت الضائقة كلما قرب اليسر - 00:28:30ضَ

يا صاحب الهم ان الهم منفرج. ابشر بخير فان الفارج الله اذا بليت فثق بالله وارض به. ان الذي يكشف بلوى هو الله والله ما لك غير الله من احد فقل بقلب سليم ربي الله. ولذلك من لم يعاير - 00:28:50ضَ

ايش البلاء ويصبر عليه؟ لن يتصور حقيقة هذا الامر. ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المأوى المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج. وهذا في كل المصائب - 00:29:10ضَ

التي للمخلوق فيها دخل او علاقة وسبب او لا يكون للمخلوق فيها سبب حاصل ان هذا الحديث حديث جليل ينبغي للانسان ان يتأمله تفكر بما حواه من الامور العظيمة نقف على هذا ونستأنف بعد قليل والله اعلم - 00:29:30ضَ