شرح الأربعين النووية

شرح الأربعين النووية| الحديث الرابع والعشرون | الشيخ: أحمد الصقعوب

أحمد الصقعوب

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ احمد بن محمد الصقعوك حفظه الله يقدم الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل - 00:00:04ضَ

انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته - 00:00:32ضَ

تستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني - 00:01:06ضَ

ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم - 00:01:41ضَ

وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته - 00:02:11ضَ

ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك - 00:02:40ضَ

فلا يلومن الا نفسه رواه مسلم هذا الحديث اخرجه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى. وذكر هذا الحديث وهذا الحديث من الاحاديث العظيمة - 00:03:06ضَ

حتى ان ابا ادريس الخولاني وهو راوي هذا الحديث عن ابي ذر كان اذا حدث بهذا الحديث جثا ركبتيه من شدة وقع هذا الحديث على قلبه ومن شدة ما احتواه هذا الحديث من المعاني - 00:03:33ضَ

العظيمة الجليلة فقد احتوى على ما يقرب من خمسة عشر امرا تملأ قلب العبد تعظيما لله عز وجل وتوضح للعبد فقره وحاجته الى الله. ولذا قال الامام احمد هذا الحديث اشرف حديث لاهل - 00:03:53ضَ

الشاب ذلك لما تضمنه من غنى الله جل وعلا الكامل. ومن فقر المخلوق وحاجته. ولنقف على عدد مما تضمنه هذا الحديث. قوله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي. ففيه ان الله عز وجل - 00:04:13ضَ

حرم الظلم على نفسه. فالله جل وعلا عدل لا يظلم احدا ولا مثقال ذرة. ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تكن حسنة يضاعفها. وقال تعالى وما ربك بظلام للعبيد - 00:04:33ضَ

فمن عمل صالحا فان الله جل وعلا يجزيه ويزيده. ومن عمل سيئة فان الله جل وعلا ان عاقبه عاقبه بذنوبه وان عاقبه بذنوبه فان الله عز وجل لا يعطيه لا يعاقبه بذنوب غيره - 00:04:52ضَ

ان الله قال الله عز وجل اني حرمت الظلم على نفسي. ثم قال وجعلته بينكم محرما حرم الظلم على نفسه حرم الظلم على عباده. فالظلم محرم بين العباد صغيره وكبيره لا يرضاه الله عز وجل - 00:05:12ضَ

ولا يحبه الله جل وعلا. فحرام على كل عبد ان يظلم عبدا بكلمة. او بقول او بغيره. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم اتقوا الظلم. فان الظلم ظلمات يوم القيامة. وقال من اقتطع قيد - 00:05:32ضَ

كبر من الارظ طوقه من سبع اراضين. في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليملي رضا ظالم حتى اذا اخذه لم يفلته. فالظلم عاقبته وخيمة. وخيمة في الدنيا والاخرة. ودعوة المظلوم - 00:05:52ضَ

مستجابة كما جاء في الاحاديث. ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم فيه الابصار. وقد جاء عند الترمذي وحسنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ثلاث دعوات مستجابات. وذكر - 00:06:12ضَ

اكثر منها دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام. ويفتح لها ابواب السماء ويقول الله عز وجل وعزتي لانصرن ولو بعد حين. لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا. فالظلم ترجع عقباه الى الندم تنام عيناك. والمظلوم - 00:06:32ضَ

منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم. فكم اسقطت دعوات المظلومين من دول؟ وكم هزت من عروش؟ وكم من نعم وكم احلت من نقم؟ لما نكب البرامكة وحصل لهم ما حصل مما هو معروف في - 00:06:52ضَ

قال يحيى ابن خالد البرمكي لوالده خالد البرمكي يا ابتي بعد النعمة والسعة اصبحنا على هذه الحال كانه مستغرب. فقال له والده يا بني دعوة مظلوم سرت في جوف الليل. غفلنا عنها - 00:07:12ضَ

ولم يغفل الله عنها ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته. والله جل وعلا قال وتلك القرى اهلكناهم ما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا. واياك والظلم مهما استطعت فظلم العباد شديد الوخم. وسافر بقلبك - 00:07:32ضَ

من الورى لتبصر اثار من قد ظلم والظلم نوعان. الظلم نوعان النوع الاول ظلم العبد لنفسه بارتكاب الذنوب اعظمها الشرك ثم تحته الذنوب طبقات وهذا محرم ولا يجوز. والله جل وعلا حرمه على العبد. والنوع الثاني ظلم العبد لغيره - 00:07:52ضَ

بان يظلم غيره بلسانه بغيبة او نميمة او شتم او سب او يظلمه بمال او يظلم عرظه او ذلك قد قال عليه الصلاة والسلام ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا - 00:08:19ضَ

في بلدكم هذا. فالنوعان جميعا كلاهما محرمان ثم قال يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم الى اخره. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمتم يا عبادي كلكم عار الا من كسيته. وهذا فيه دلالة على شدة فقر - 00:08:39ضَ

المخلوق لله عز وجل. وعلى غنى الله جل وعلا عن العباد. فالعبد مفتقر الى الله في جلب مصالحه ودفع مضاره. وتأمل هذا الحديث العظيم. كلكم ضال. كلكم جائع. كلكم عار - 00:09:07ضَ

ثم قال الا من هديته الا من كسوت الا من اطعمت فالهداية لا يمكن لاحد ان يجلبها لنفسه او لغيره الا الا ان هداه الله عز وجل. من يهدي الله فهو المهتد. فعلى العبد ان يسأل الله الهداية. الا من هديته - 00:09:27ضَ

فعلى الانسان ان يكثر من سؤال الله الهداية في كل اموره. اموره الدنيوية واموره الدينية اسأل الله جل وعلا الهداية في الامور الصغيرة والكبيرة. اهدنا الصراط المستقيم. والعبد مفتقر الى الله في جلب رزقه - 00:09:47ضَ

فلن يستطيع ان يرزق نفسه شيئا الا ان رزقه الله عز وجل. واذا رزقه الله فلن يستطيع العباد ان يغلقوا هذا الرزق ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها - 00:10:07ضَ

وما يمسك فلا مرسل له من بعده. واذا توكل العبد على الله في جلب الرزق فليبشر بالخير لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. تغدوا خماصا وتروح بطانا. الطير يوم تخرج - 00:10:22ضَ

من بيتها بطنها فارغ اول النهار تدري اين يوضع الطعام؟ تدري اين تجد الطعام والشراب؟ لا تدري وتروح بطانة مليء بطنها. توكلت في رزقي على الله خالقي. وايقنت ان الله لا شك رازقي - 00:10:42ضَ

وما يك من رزق فليس يفوتني ولو كان في قاع البحار الغوامق. سيأتي به الله الكريم بفضله. ولو لم يكن ان اللسان بناطق ففي اي شيء تذهب النفس حسرة؟ وقد قسم الرحمن رزق الخوارق. والعباد مفتقرون الى الله - 00:11:02ضَ

في ستر اجسامهم. كلكم عار الا من كسوته. يحتاجون الى ان يكسوهم الله من الحر ومن البرد ومن البأس والله جل وعلا هو الذي يكسوهم فهذا الكلام دليل على شدة فقر المخلوق. فالعبد مهما بلغ في ملكه وعلمه وماله وجماله - 00:11:22ضَ

هو فقير الى الله يستطيع ربنا جل وعلا ان يزيل هذه النعم باقل من لمحة بصر. ومهما بلغ العبد من فقره وظلاله وجهده وقلته ووضاعته الله جل وعلا قادر ان يغير حاله الى ما هو اعلى من ذلك فعلى - 00:11:52ضَ

العبد ان ينكسر بين يدي الله. يطلب الله جل وعلا ويسأله الهداية. ويسأله الستر. ويسأله ان يطعمه ويرزقه ويغنيه. وليبشر بالخير. في هذا الباب. وهذا ايضا دليل على ان العبد ينبغي عليه ان يظهر الافتقار والحاجة. الانبياء مهما بلغوا من القوة والغناء والنعم كانوا يفتقرون الى الله - 00:12:14ضَ

موسى عليه السلام ماذا قال؟ قال ربي اني لما لما انزلت الي اني لما انزلت الي من خير فقير. ويوسف عليه السلام كان يقول والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجائلين معنى انه مهتدي مع انه ابن نبي - 00:12:44ضَ

مع انه كان من عباد الله المخلصين. ومع ذلك كان يفتقر الى الله في هذا الباب. شيخ الاسلام رحمه الله يقول ابن القيم رحمه الله ارسل الي شيخنا ابو العباس رسالة ورقة مكتوب فيها بعض - 00:13:04ضَ

الكلمات فيها جواب في التفسير. يقول فقلبت الورقة واذا فيها ابيات مكتوب فيها بخط شيخ الاسلام وهي من تبين ان هذا العلم وهو جدير بهذا الافتقار مع ما اوتي من العلم كان بحرا هائجا في العلم في كل ابواب - 00:13:24ضَ

رحمه الله. ومع ذلك كان شديد الافتقار الى الله. ما كان متعالي. يعلم ان العلم الذي عنده من الله. وانه لا ولا منه شيء ولا فيه شيء. لولا ان الله هداه ما استطاع ان يحصل شيء. وكان يقول انا الفقير الى رب البريات - 00:13:44ضَ

انا المسيكين في مجموع حالاتي لا استطيع لنفسي جلب منفعة ولا عن النفس لي دفع المضرات وليس لي دونه مولى يدبرني ولا شفيعا اذا حاطة خطيئاتي ولست املك شيئا دونه ابدا ولا شريكا انا في بعض - 00:14:04ضَ

والفقر لي وصف ذات لازم ابدا. كما الغنى ابدا وصف له ذاتي. ثم قال يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. في هذا اشارة الى امرين - 00:14:24ضَ

الامر الاول اشارة الى ان العباد مجبولون على الخطأ. فما من عبد الا وهو يخطئ مهما بلغ من الصلاح. حتى عباد الله المتقين قال الله عز وجل عنهم والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله. فالخطأ من جبلة البشر وكل بني ادم خطاء - 00:14:44ضَ

لكن خير الخطائين التوابون. وفيه ايضا اشارة الى سعة رحمة الله. حينما قال فاستغفروني اغفر لكم مع اننا نخطئ ونذنب ونقصر ونهفو الا ان ربنا جل وعلا يغفر الذنوب وجميعا - 00:15:04ضَ

وفيه اشارة الى ان العبد ينبغي عليه ان يستغفر. ولذا قال فاستغفروني اغفر لكم. ولذا قال الله عز وجل حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما وظاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه ثم تاب عليهم - 00:15:25ضَ

ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم. فعلى العبد ان يفقه هذا المعنى العظيم. انكم تخطئون بالليل والنهار. وانا اغفر الذنوب جميعا ما في احد يغفر الذنوب الا الله. ومن يغفر الذنوب الا الله؟ ما في احد. لا نبي ولا ملك ولا ملك ولا غني - 00:15:45ضَ

ولا عالم ولا جاهل ما في احد يتبجح ويقول انا الذي اغفر الذنوب. قال وانا اغفر الذنوب جميعا اذا كان كذلك فاستغفر الله. التوبة تكون الى الله الاستغفار يكون الى الله. ولذا قال عليه الصلاة والسلام يا ايها الناس توبوا الى الله. توبوا الى الله فاني اتوب الى الله - 00:16:07ضَ

يوم مئة مرة فعلى الانسان ان يحرص على الاستغفار والتوبة والرجوع الى الله عز وجل لينال ما قاله اغفر لكم. يغفر ذنوبك. يستر عيوبك. بل اذا صدقت وعملت بدل الله السيئات الى حسنات. كما قال تعالى يبدل الله سيئاتهم حسنات - 00:16:32ضَ

ثم قال يا عبادي انكم لن تبلغوا ظري فتظروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني وهذا دليل على كمال عظمة الله. وكمال قدرة الله. وعزة الله الله عز وجل وان الله جل وعلا لا يقدر العباد ان يوصلوا اليه نفعا ولا ضرا. لا يقدرون - 00:17:01ضَ

ان ينفعوه ولا ان يضروه. فالله جل وعلا له الغنى الكامل المطلق. لا حاجة له الى طاعات العباد مهما بلغ العباد من الصلاح الله جل وعلا لا ينفعه شيء. فلو ان العباد لو ان اولكم واخركم وانسكم - 00:17:30ضَ

وجنكم كلهم لو كان هؤلاء على قلب رجل واحد. لو جمعنا صلاح الانس والجن في قلب رجل الانبياء غير الانبياء صلاحهم في قلب رجل ثم كان كل العباد صلاحهم مثل صلاح قلب ذلك الرجل ما زاد ذلك في ملك الله شيئا - 00:17:50ضَ

ولو جمع فجور العباد انسا وجنا في قلب رجل ثم اصبح الانس والجن على فجور هذا الرجل ما نقص ذلك من ملك الله شيئا. والعباد مهما بلغوا من ان الاذى لا يستطيع ان لا يستطيعون ان يضروا الله جل وعلا. ولذا قال تعالى انهم لن يضروا الله شيئا. وقال فلن - 00:18:19ضَ

يضر الله شيئا فلن يضر الله شيئا. فالله جل وعلا لا يقدر احد ان يضره. واما قوله يؤذينا ابن ادم ففرق بين الاذى وبين الضر. قال الله عز وجل ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله - 00:18:49ضَ

الاذى يمكن للعبد ان يؤذي الرب لكن لا يضر الرب. العبد لا يضر الا نفسه. ولذا قال تعالى ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا انما يظرون انفسهم فقط. ولذا قال يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة. فيا عبد الله - 00:19:09ضَ

طاعتك لن تنفع الله ومعصيتك لن تضر الله انما الطاعة لك والمعصية عليك. فعلى الانسان ان يعلم ان طاعته راجعة اليه ومعصيته عائدة اليه. فليحسن العمل وليتب الى الله مما اساء. وهذا - 00:19:33ضَ

كل دليل على عظمة الله وعلى كماله وعلى شدة فقر المخلوق قال تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. مهما بلغ علمك فانت جاهل. مهما بلغ ملكك فانت عبد. مهما بلغ ما - 00:20:01ضَ

فانت فقير. مهما بلغت صحتك وقوتك فانت ضعيف. الله جل وعلا له الغنى الكامل في كل اموره ثم قال لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في اجتمعوا جميعا في محل واحد وفي وقت واحد وفي زمان واحد وكل واحد منهم سأل - 00:20:23ضَ

ما يدور في خاطره. قال فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته. ما نقص ذلك مما عندي شيئا ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. وهذا دليل - 00:20:53ضَ

على غنى الله جل وعلا وعلى ان خزائنه ملأ. ولذلك قال تعالى وان من شيء الا عندنا خزائنه وفيه دلالة على ان العبد ينبغي عليه ان يرغب الى الله. ويسأل الله حاجته مهما سألت مهما اكثرت الله اكبر - 00:21:13ضَ

مهما طلبت خزائن الله ملأى. ملكه عظيم عطاؤه واسع. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين يد الله ملأى. لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار. او سحاء - 00:21:33ضَ

الليل والنهار ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض؟ فانه لم يغض ما في يده فينبغي للانسان ان يرغب الى الله ثم قال ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا - 00:21:53ضَ

البحر المخيط وهي الة الخياطة. الحديدة التي يخاط بها. اذا ادخلت البحر ثم اخرجت ما مقدار دار ما انقصت البحر لا شيء البحر تمده البحار. وهذا دليل على انه لا ينقص شيء. ولذا قال الله عز وجل ضاربا مثلا بكلمات - 00:22:12ضَ

ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام. يعني لو ان كل شجرة في البحر قلم. اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر بحار الارض مثلها سبعة ابحر تمده كلها مداد - 00:22:36ضَ

ثم يكتب بها كلمات الله. ما نفذت كلمات الله. لان هذه مخلوقة تنفذ وكلمات الله لا تنفذ. ولو وهذا ليس من باب الحصر ولو اتينا بسبعة مليارات بحر ما نفذت كلمات الله هذا ليس من باب الحصر ولكنه من باب - 00:22:56ضَ

تقريب وهنا ايضا قال ما نقص مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر ما نقص شيء ولن ينقص شيء لان خزائن الله ملأى ولا ينقصها شيء. وهذا كله يجعل العبد اذا تأمله لا يرجو الا الله. ولا - 00:23:16ضَ

نطلب الا من الله. واذا سأل الله يسأل وقلبه مقبل على الله. ان تسأل الغني ان تسأل الكريم. تسأل الجواد تسأل الذي ملكه لا تغيظه النفقات. ولذلك ينبغي للانسان ان يسأل الله عز وجل حاجته ولا يسأل - 00:23:36ضَ

الخلق فان سأل الخلق فبقدر ما اذن له. لكن قلبك للخالق لا للمخلوق. لا تخضعن لمخلوق على طمع فان ذاك مضر منك بالدين. واسترزق الله مما في خزائنه. فانما هي بعد - 00:23:56ضَ

الكافي والنون وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم. ثم قال يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. في هذا دليل على - 00:24:16ضَ

ان العباد اعمالهم من خير او شر تحصى انما هي اعمالكم. انما هي اعمالكم احصيها لكم. فاعمالك تحصى. تكتب تسجل اقوالك افعالك تسجل ثم اوفيكم اياها دليل على اثبات القيامة واثبات الحساب - 00:24:39ضَ

وان هناك جزاء. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. اذا كانت ابرزت الصحف ونشرت الدواوين ونظر الانسان الى اعماله فسره العمل الصالح وساءه العمل - 00:25:05ضَ

السيء والحاصل ان هذا الحديث تظمن امورا عظيمة ينبغي للانسان ان يتأملها وان يتفكر وان يتعبد لله بما فيها ويصحح ما عنده من الخلل المتعلق بشيء منها. نعم - 00:25:25ضَ