شرح البديعة في نظم مقاصد الشريعة
شرح البديعة في نظم مقاصد الشريعة (١) - محمد بن سعيد ابن طوق المري
Transcription
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فانه لا غنى للمتفقه اما ريفة مقاصد الشريعة والغايات التي من اجلها شرعت الاحكام والمعاني والحكم التي راعاها الشارع في التشريع لتحقيق مصالح العباد - 00:00:00ضَ
فانه بذلك يكمن فهمه للشريعة ومقاصدها واولوياتها ويستعين بفهمه لمقاصد الشريعة بضميمة القواعد الاصولية يستعين بفهمه لمقاصد الشريعة في استنباط احكام الشرعية في ادلتها والترجيح فيما يتوهم تعارضه من مدلولاتها - 00:00:27ضَ
وقد نص الشاطبي رحمه الله في الموافقات وهو كتاب لا نظير له في اصول الفقه وبيان مقاصد الشريعة وحكمها واصرارها نص على ان فهم مقاصد الشريعة شرط للاجتهاد. اي انه لابد لمن يتصدر للاجتهاد ان يعلم - 00:00:50ضَ
ان الشريعة امنية على مصالح العباد وان هذه المصالح مختلفة في المراتب فمنها الضروري ومنها الحاجي ومنها التحسيني قال الشاطبي رحمه الله انما تحصل درجة الاجتهاد مما اتصف بوصفين احدهما فهم مقاصد الشريعة على كمالها - 00:01:14ضَ
والثاني التمكن ميري السنباطي بناء على فهمه فيها انتهى كلامه. طبعا لابد مع ذلك اي مع فهم مقاصد الشريعة من التضلع من علم الفقه وعلم اصول الفقه والناس في هذا الباب ثلاث اصناف - 00:01:37ضَ
الصنف الاول قوم اعتنوا بمقاصد الشريعة لكنهم اهدروا النصوص الشرعية بدعوى مخالفة هذه المقاصد فتجدهم يحتفون بالمقاصد ويعظمون شأنها ويتذرعون بها الى هدم الشريعة لذا تجدهم مثلا ينكرون الحدود الشرعية التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لانها عندهم منافية - 00:01:55ضَ
لمقصد الشريعة في الرحمة. وينكرون حد الردة لانه عندهم مناف لحفظ النفوس بل ينكرون كل فتوى بتحريم اي حكم. لانه عندهم مناف لمقصد الشريعة في التيسير ورفع الحرج وهكذا تغيب احكام الشريعة الجزئية بسبب مخالفتها لمقاصد نفوسهم التي يسمونها مقاصد - 00:02:28ضَ
الى الشريعة. وقد كان الامام الشاطبي رحمه الله مدركا غاية الادراك خطورة استعمال المقاصد من غير المؤهدين لذلك منعهم من موافقاته. قال رحمه الله في اول كتابه الموافقات. ومن هنا لا يسمح للناظر في هذا - 00:02:55ضَ
بان ينظر فيه نظر مفيد او مستفيد حتى يكون ريانا من علوم الشريعة. اصولها وفروعها منقود ومعقولها وذكر رحمه الله ان الناظرة في الكتاب اذا لم يكن على هذه الصفة اذا لم يكن معظما للشريعة متطلعا منها - 00:03:15ضَ
فانه سينقلب عليه ما اودعه الشاطبي في كتابه فتنة له فحقيقة هذا الصنف اسقاط الاحكام الشرعية بدعوى مخالفتها للمقاصد الكلية. والصنف الثاني منجمة عن نصوص واخذوها بمعزل عن مقاصدها. فلم يتعرفوا منها على محاسن الشريعة وكمالها - 00:03:35ضَ
ولم يستنبطوا عللها وحكمها حتى يلحقوا بها غيرها والصنف الثالث هم الذين سلموا من الافراط والتفريط فحفظوا للنصوص مكاتها والسنبط منها قائل لها وحكمها ومقاصدها وهؤلاء هم اهل البصيرة في الدين - 00:04:01ضَ
وقد اجاد في عرض ذلك في الحاث القاصد بنظم احكام وقواعد المقاصد في قوله وقد رأيت زمرة كتابا بها واهملوا الكتاب واخرين ضدهم قد فرطوا والحق مع من حفظوا واستنبطوا - 00:04:25ضَ
وقد رأيت زمرة كتابا عنوا بها واهملوا الكتاب واخرين ضدهم قد فرطوا. والحق مع من حفظوا واستنبطوا. الصنف الاول الذي قال فيهم عنوا بها واملوا الكتاب. اي عنوا بالمقاصد واهملوا نصوص الشرع. الكتاب يطلق على الشرع. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل. اي ليس في شرع الله. فالصنف الاول - 00:04:44ضَ
بالمقاصد واهملوا نصوص الشرع والصنف الثاني انني قال فيهم اخرين ضدهم قد فرطوا جمدوا على ظواهر النصوص ولم يستنبطوا منها عللها وحكمها ولم يتعرفوا على مقاصدها وغاياتها. والصنف الثالث الذين قال فيهم والحق مع من حفظوا واستنبطوا. حفظوا للنصوص مكانتها واستنبطوا منها العلل - 00:05:10ضَ
والحكمة والمقاصد وهذه مدارسة في منظومة في مقاصد الشريعة وجيزة مختصرة تقع في عشرين بيتا وهي على اختصارها جامعة لكثير من مهمات مباحث هذا العلم وتقسيماته وسائله وهي البديعة في نظم مقاصد الشريعة - 00:05:33ضَ
الشيخ عبد الرحمن البليهد حفظه الله وادام نفعه ووفقه لكل خير نعم تفضل الشيخ نسمع منكم ستة ابيات الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. غفر الله للمصنف لشيخنا ووالديه ومشايخه والسامعين والمسلمين اجمعين. اللهم امين. قال الشيخ - 00:05:59ضَ
عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالله البليهدي الله تعالى بدأت عظمي حامدا لله مصليا على رسول الله ضمنتها مقاصد الشريعة. وحدها الغاية من احكام الهنا في ديننا الاسلامي موضوعها ثلاثة تمام مصالح مفاسد احكامه. وعلة تعرف الاحكام موصلة للطالب المرامة - 00:06:21ضَ
المصالح لكل بارع هي مراعاة الشارع. احسنتم بارك الله فيكم بسم الله الرحمن الرحيم. بدأت نظمي حامدا لله مصليا على رسول الله. ابتدأ وفقه الله نظمه بالبسملة. والحمدلة والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي من اداب التصنيف. ثم تخلص الى مقصوده فقال وبعد ذي منظومة بديعة - 00:06:51ضَ
ضمنتها مقاصد الشريعة. وقد اجاد وفقه الله في ذكر كثير من مهماتنا باحثي هذا العلم ومسائله. فيها هذه المنظومة الوجيزة البديعة. ثم قال وحدها الغاية من احكام الهنا في ديننا الاسلامي - 00:07:18ضَ
المقاصد جمع مقصد. والمقصد تدور معانيه في اللغة حول معنى ارادة الشيء والعزم عليه واما في اصطلاح المقاصد الشريعة هي غايات الشارع من احكامه. وحدها الغاية من احكام الهنا في دين الاسلام. ثم قاصد الشريعة - 00:07:37ضَ
هي غايات الشارع من احكامه. فالله سبحانه وتعالى شرع الشرائع وانزل الكتب. وارسل الرسل بغايات ومعاني وحكم عظيمة. هذه الغايات التي من اجلها شرعت الشرائع هي مقاصد الشريعة ثم قال موضوعها ثلاثة تمام. مصالح مفاسد احكام. المقصود بموضوع العلم - 00:08:00ضَ
ما يبحث عنه في ذلك العلم. فمثلا علم الطب موضوعه بدل الانسان من حيث الصحة والمرض. وعلم النحو موضوعه اواخر الكلمات في حال تركيبها من الاعراب والبناء وما يتبع ذلك. اما علم مقاصد الشريعة فموضوعه المصالح والمفاسد - 00:08:28ضَ
احكام موضوعها ثلاثة اندمامه نصائح ومفاسد احكامه. الاول المصالح من حيث جلبها والمحافظة عليها وبيان مراتبها مثلا يقال هذه مصلحة يحفظ بها الدين او النفس او العقل او النسل او المال او - 00:08:48ضَ
قال هذه مصلحة ضرورية او حاجية او تحسينية او مكملة باحدى هذه المصالح الثلاث او يقال هذه مصلحة واجبة او مندوبة هذا الاول والثاني المفاسد من حيث دفعها فيقال هذه مفسدة يجب دفعها لانها - 00:09:08ضَ
آآ تضر بالدين او النفس او العقل او النسل او المال والثاني في الاحكام من حيث كونها جالبة للمصالح دارئة للمفاسد هذا موضوع هذا العلم. ثم قال وعلة تعرف الاحكام موصلة للطالب مراما - 00:09:29ضَ
وعملة تعرف الاحكام. عرف العلة بانها الوصف الذي يعرف الحكم فالاسكار هو علة تحريم الخمر. لانه الوصف الذي عرفنا الحكم الذي هو التحريم والسفر هو علة قصر الصلاة. لان الوصف الذي عرفنا الحكم. السفر هو الذي عرفنا الحكم الذي هو قصر الصلاة - 00:09:49ضَ
والصغر علة ولاية الاب عن المال. لان الصغر هو الوصف الذي عرفنا الحكم الذي هو ولاية الابي على المال ثم ان الاصوليين يبحثون علم المقاصد في مسالك العلة لذا قال في العلمة موصية للطالب المرامة - 00:10:13ضَ
وهذا موضع مناسب لبيان نسبة علم مقاصد الشريعة الى علم اصول الفقه. علم اصول الفقه من ابوابه ابو القياس ومما يذكر في باب القياس مسالك العلة. اي الطرق التي يسلكها المجتهد لاثبات النية الوصف - 00:10:33ضَ
من مسالك العلة ما يسمى بالمناسبة والمقصود بالمناسبة كون الوصف يتضمن ترتب الحكم عليه مصلحة. يتضمن ترتب الحكم عليه مصلحة من جلب نفع او دفع ضر فمبحث المناسبة عند الاصوليين هو مبحث مقاصد الشريعة. باعتبار ان المناسبة المطلوبة - 00:10:55ضَ
ليست مطلقا مناسبة بل المناسبة التي تتفق مع مقاصد الشريعة واعتباراتها متى الاسكار وصف مناسب لتحريم الخمر لان في بناء التحريم عليه حفظ العقل. اذا حفظ العقل من مقاصد الشريعة - 00:11:20ضَ
مثلا السرقة وصف مناسب لقطع يد السارق لان في ذلك حفظ المال. اذا حفظ المال من مقاصد الشريعة مثلا السفر وصف مناسب لقصر الصلاة. لانه مظنة المشقة والحرج. اذا رفع الحرج عن المكلفين من مقاصد الشريعة - 00:11:39ضَ
هذا قوله وعلة تعرف الاحكام موصلة للطائف المرام. يقول ان العلة ستعرف الاحكام وتوصل الطالب الى الى المقاصد الشرعية العلم مقاصد الشريعة هو مسلك المناسبة في مبحث مسالك العلة في باب القياس في علم اصول الفقه - 00:12:04ضَ
حد المصالح لكل بارع هي مراعاة قصور السارع من المصطلحات ذات العلاقة بالمقاصد مصطلح المصالح المصالح دون مصلحة والمصلحة في اللغة كالمنفعة وزنا ومعنى من مصلحتك المنفعة وزنا ومعنى وهي في الاصطلاح - 00:12:24ضَ
عرفنا الناظم بانها مراعاة قصود الشارع فما قصده الشارع لعباده من حفظ دينهم ونفوسهم وعقولهم ونسلهم واموالهم. مراعاة ذلك والمحافظة عليه هو المراد بالمصلحة هو المراد بالمصلحة. ثم قال بالنص والاجماع واستقراء اي الفروع كشفها يا رائي. كذلك التعليل للاحكام والذكر للحلال والحرام - 00:12:51ضَ
ذكر في هذين البيتين طرق معرفة مقاصد الشريعة وهذا سنبدأ به المجلس القادم ان شاء الله بارك الله فيكم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:13:20ضَ
حياك الله. جزاكم الله خير. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:13:40ضَ