شرح الرسالة التدمرية لابن تيمية | الشيخ يوسف الغفيص

شرح الرسالة التدمرية (١٣) | الشيخ يوسف الغفيص

يوسف الغفيص

وان حصلت موافقة في الاسم وهكذا القول في المثل الثاني وهو الروح. وهو الروح التي فينا فانها قد وصفت وهكذا القول في المسألة الثانية والرؤى نفس الكلام لما سمعت نعيم الجنة. يقصد المصنف ان الروح وصلت بصفات وصف الجسد بها حال حركته. ومع ذلك لا يلزم ان تكون ماهية - 00:00:00ضَ

سمة الروح كما هي صفة الجسد فهذا تباين في الحقيقة عند الاظافة والتخصيص بين مخلوقين فبين الخالق والمخلوق من باب اولى. نعم فانها قد وصفت بصفات ثبوتية وسلبية. وقد اخبرت النصوص انها تعرج وتصعد من سماء الى سماء. وانها تقبض من البدن وتسلم - 00:00:20ضَ

كما تسم الشعرة من العجيب. والناس مضطربون فيها فمنهم طوائف من اهل الكلام يجعلونها جزءا من البدن. او صفة من صفاته. كقول بعض انها النفس او الريح التي تتردد في البدن. وقول بعضهم انها الحياة او المزاج او نصف البدن. ومنهم طوائف من اهل الفلسفة يصفها بما - 00:00:40ضَ

يقفون به بالوجوب عندهم وهي امور لا يتسم بها الا ممتنع الوجوه. فيقولون ما هي داخل البدن؟ هذه طريقة وله قصيدة مشهورة في هذا هبطت اليك من المحل الارفع الى اخره فهذه طريقة هؤلاء المتفلسفة انهم يعظمون مقام الروح ويجعلونها او - 00:01:00ضَ

بما يصفون به واجب الوجود. وفي الجملة الكلام في الروح جمهور هنا الصلة. انما الذي يقر به من مسألة الروح انها مخلوقة وانها تقوم بالجسد وانها تتصل بما وصفها الله به. وان لها حركة تناسبها وانها تقبض الى اخره. وان الزيادة على ذلك - 00:01:20ضَ

فان هذا من باب التكلف فالله يقول قل الروح من امري ربي. ولذلك لا ينبغي الزيادة والنظر في مسألة الروح وليست هي من المسائل التي غني الائمة المتقدمون من الصحابة ومن بعدهم للتتبع لتفصيلها وليست هي من العلم الشريف اعني التفصيل لها ولا الاحاطة بذلك هو موجب - 00:01:40ضَ

او عدم الاحاطة وموجب الضلالة. ولذلك لو كان الاحاطة بتفصيل العلم بها هو موجب الهداية لبينه الله لما قال لنبيه ويسألونك عنه فعلم ان عدم العلم بتصويرها لا يوجب ضلالهم عند الحقيقة. الا ان يكون مكابرة منهم. ومما ينبه اليه ان ابن القيم رحمه الله في كتابه - 00:02:00ضَ

اه وان كان رد ردا حسنا على بعض الاقوال الفلسفية وغيرها الا انه زاد في التوسع في مسألة وقال اقوال اه هي نعم تخالف قول المتفلسفه لكن لا يلزم ان تكون هي ايضا صحيحة فماذا البحث في كتاب الروح كثير من - 00:02:20ضَ

كلام ابن القيم في لا ارى ان ان له اهمية اصلا ولعله كان الافضل الا يبالغ في هذا التفصيل. الا يبالغ في هذا التفصيل انما الروح عامة انها موجودة انها مخلوقة من خلق الله انها تتسم بصفات تناسبها الى غير ذلك وما جاء في سياقها من نصوص الكتاب والسنة والحقائق - 00:02:40ضَ

العامة المعروفة بالعقل والحس اما ما زاد على ذلك من التكلفات ونظام الروح وما الى ذلك هذا كله نوع من التخيل ليس الا. نعم يقولون لا هي داخل البدن ولا خارجه فلنباينة له ولا مداخلة له ولا متحركة ولا ساكنة ولا تصعد ولا تهبط ولا هي جسم ولا عرق - 00:03:00ضَ

وقد يقولون انا لا تدرك الامور المعينة والحقائق والحقائق الموجودة في الخارج. وانما تدرك الامور الكلية وهذا ما يزعمون انه حق واجب الوجوب تعالى الله عن ذلك ولذلك ابن سينا يقول ان الله يعلم الاشياء علما كليا ولذلك مسجد المتفلسف الى انهم ينكرون علم الله بالجزئيات اليس - 00:03:20ضَ

ذلك مع انك تجد في كلام ابن سينا انه يقول وواجب الوجود ليعلموا الاشياء كليها وجزئيها هذي تجدها في نصوص ابن سينا مع انه ينسب الى مذهبهم ان الله لا يعلم الجزئيات مع انه في كلام ابن سيرين يقول وواجب الوجود يعلم الاشياء - 00:03:40ضَ

كلية وايش؟ وجزئية هذا ليس ان ابن تيمية كذب عليهم انما من باب انه يقول يعلم الاشياء كلية وجزئيها بعلم الكلي هذا هو المقصود بن سينا انه يقول ان الله يعلم الاشياء كلية وجزئية بعلم بعلم كلي والا هو لا ينفي العلم بالجزريات - 00:04:00ضَ

على المعنى البسيط الذي قد يتبادر للذهن انما يقول انه يعلم الاشياء كلية وجزئية. هذا نص كلام له في التعليقات والاشارات والتنبيهات وفي في كتاب او غيرها من كتب ان الله يعلم الكليات والجزئيات. لكن يقول انه بعلم كلي لانه يمتنع عنده مسألة الفعل والمشيئة وورود الافعال - 00:04:20ضَ

وآآ تعلق الفعل بالمفهوم الى غير ذلك. كل هذا تحصيل للتجريد عنده. لماذا يقال ابن سينا بهذا الكلام؟ انه لا يعلم الجزئية على هذا الوجه من العلم المعقول لان هذا من باب عنده التحقيق للتجريد. الذي هو التعطيل في حقيقته نعم. ربما قالوا ليست - 00:04:40ضَ

في اجسام العالم ولا خارجة عنها مع تفسيرهم للجسم بما يقبل الاشارة الحسية. فيوصفونها بانها لا يمكن الاشارة اليها ونحو ذلك من الصفات السلبية التي تلحقها بالمعلوم وهم يزعمون ان هذا تشريفا لها لان واجب الوجود عندهم كذلك. واذا قيل لهم واذا قيل لهم اثباتوا - 00:05:00ضَ

مثل هذا من سمع في ضرورة العقل. قالوا بل هذا ممكن. بدليل ان الكليات ممكنة موجودة وهي غير مشار اليها. هذه الفلسفة العقلية التي كانت بين ارسكو وبين افلاطون. وما يسمى بالمثل الافلاطونية. وهي مسائل الكليات ان ثمة كليات - 00:05:20ضَ

مجرد الموجودة قائمة في الخارج والحقيقة انه لا يوجد في الخارج الا المعينات. اما الكليات المجردة فليس لها ماهيات قائمة بنفسها موجودة. نعم. وقد غفلوا وعن خير الكليات لا توجد كلية كلية الا في الاذكار. يعني لا توجد كلية الا في الاذهان. نعم الكليات موجودة وجودا ذهنيا اي معقولة - 00:05:40ضَ

معلومة اما انها معينة في الخارج فلا يوجد في الخارج الا المعينات. نعم. يعتمدون ما يقولونه في المبدأ والمعاد على مثل هذا الخيار الذي لا يخفى فساده على غالب الجهال. واضطراب النفاق والمثبتة في الروح كثير. وسبب ذلك ان الروح التي تسمى بالنفس الناطقة عند - 00:06:00ضَ

الفلاسفة ليست هي من جنس هذا البدن ولا من جنس العناصر والمولدات والمولدات منها بل هي من جنس العناصر هي الاشياء الاولى ثم يختلفون في ما هي العناصر منهم من يقول الهواء والماء ومنهم من يزيد النار الى غير ذلك هذه العناصر اي المبادئ الاولى لوجود الاشياء في - 00:06:20ضَ

الفلسفة ثم المولدات من هذه العناصر وهي المركبات من عنصرين فاكثر. فيقول المصنف ان الروح عند هؤلاء ليست هي الجسد. ولا هي العناصر رواية مولدة من العناصر فانما هي من باب العالم الاخر الذي لا يستطيعون كشفه. نعم. ومن جنس العناصر - 00:06:40ضَ

النبات منها بل هي من جنس اخر مخالف لهذه الازمات. فصار هؤلاء لا يعرفونها الا بالسلوك التي توجب مخالفتها للاجسام نعم بالسرور حتى لا تشارك العناصر. حتى يميزونها عن العناصر والمولدات منها. نعم. واولئك يجعلونها من جنس الاجسام المشهود - 00:07:00ضَ

وكلا القولين خطأ. نعم هؤلاء تجعلونها من جنس الاجسام المشهودة من باب الرد على المتفلسفة. وكلا القولين خطأ فانها وسط بين هذا ووسط بين السلب المحو ووسط بين المرحلة الثانية وهي مسألة الاجسام او مسألة الارواح نعم - 00:07:20ضَ

واطلاق القول عليها بانها جسم او ليست بجسم يحتاج الى تفصيل. فان لفظ الجسم للناس فيه اقوال متعددة اصطلاحية. غيرها غير معناه غير معناه اللغوي. ولذلك قال الائمة ان الله لا يقال جسم ولا يقال ليس بجسم. لان هذا لفظ مجمل حادث. نعم - 00:07:40ضَ

فاهل اللغة يقولون الجسم هو الجسد والبدن وبهذا الاعتذار فالروح ليست جسما. ولهذا يقولون الروح والجسم كما قال تعالى واذا رأيت وان تعجبك اجسام وان يقولوا فاسمع لقولهم. وقال تعالى وزاده بستة في العلم والجسم. واما اهل الكلام فمنهم من يقول الجسم هو هو - 00:08:00ضَ

ومنهم من يقول هو القائم لنفسه ومنهم من يقول هو المركب من الجوارح الى روح جسم وليس جسمه قيل ان المقصود بالجسم من قصد بالجسم الموجود فهي جسم وان قصد في الجسم البدن فليست جسما من هذا الوجه. فالمعنى يكون مفصلا. نعم. ومنهم من يقول هو المركب من - 00:08:20ضَ

والصورة وكل هؤلاء يقولون انه مشار اليه اشارة والغالب على المتكلمين ونظار المتكلمين انهم يقاربون الروح الى نظام وعالم الاجساد بخلاف المتفلسفة فانهم يسلكون معها طريقة التجليد والسلوك. نعم. ومنهم من يقول - 00:08:40ضَ

ليس بمركب الا من هذا ولا من هذا بل هو ما يساوي اليه. ويقال انه غنا او غناء. نعم على كل حال هذه جملة عارظة في كلام المصنف عن الروق وسبق - 00:09:00ضَ

التنبيه الى ان الروح يقال فيها بطول مختصر مجمل على ما قضت به النصوص والكليات العقلية. فعلى هذا فعلى هذا اذا هو نتيجة المثل فعلى هذا هذا نتيجة المثل فعلى هذا اذا كانت الروح مما يشار اليه ويتبعه بصر الميت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الروح اذا خرجت - 00:09:10ضَ

وانها تقبض ويعرج بها الى السماء كانت الروح جسم بهذا الاصطلاح. والمقصود ان الروح اذا كانت موجودة حية عالمة قادرة سميعة بصيرة تسعد وتنزل وتذهب وتجيء ونحو ذلك من الصفات ونحو ذلك من الصفات والعقول قاصرة - 00:09:30ضَ

انت كيفيا وتحديدا لانهم لم يشاهدوا والعقول قاصرة عن تكييفها فمن باب اولى اي عن تكييف صفاتها وهذا بين فان اذا قلت ليقال كيف الروح تصعد وكيف تنزل؟ لا يستطيع ان يعطيك ايش؟ العلم المفصل بالكيفية. قالوا فاذا كانت العقول قاصرة عن تكييفها - 00:09:50ضَ

فمن باب اولى ان تكون العقول قاصرة عن تكييف ايش؟ عن تكييف سنة الله. نعم انما تدرك حقيقته اما بمشاهدته او بمشاهدة كيفيته. وماهيته اما بمشاهدته او مشاهدة نظيره والروح - 00:10:10ضَ

نشاهدها ولم نشاهد لها نظيرا. فاذا كان هذا في الروح ولله المثل الاعلى فمن باب اولى في حقه سبحانه وتعالى. واذا كانت الروح متصلة بهذه الصفات مع عدن وثنتها لما يشار من المخلوقات فالخالق اولى بمباينته لمخلوقاته مع اتصاله بما يستحقه من - 00:10:30ضَ

من اسمائه وصفاته واهل العقول هم اعجز عن ان وعلموا علمها بمهيته وكيفية صفات الروح لم يلزم منه العلم لم يلزم منه الاقرار بايش؟ بصفاتها. لم يلزمها عدم الاقرار بعدم صفته بل اقر بصفاتها وهذا اقرار ضروري - 00:10:50ضَ

ذلك اقر بعدم العلم كيفية صفاتها وهذا ايضا اقرار ضروري. فحصل انفكاك بين هذا وهذا. نعم - 00:11:10ضَ