شرح الرسالة للشافعي | أ.د أحمد النقيب
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه واحبابه ومن اتبع هداه هذا باب الاجتهاد من كتاب الرسالة للامام الشافعي عليه رحمة الله والاجتهاد الافتعال - 00:00:01ضَ
الاجتهاد الافتعال وهو مصدر من الفعل اجتهد الاجتهاد الافتعال وهو مصدر من الفعل اجتهد الاقتتال مصدر من الفعل اقتتل والاكتتاب مصدر من الفعل اكتتب ومعنى هذا ان هذا الاجتهاد يحتاج - 00:00:35ضَ
الى شدة ودربة لان الفعل افتعل يدل على الممارسة يدل على بذل التعب والاجتهاد معناه بذل المجهود وهذا لا يقال في الامر اليسير او في الامر الصغير وانما هو في الامر العظيم او الامر الثقيل - 00:01:12ضَ
فلا يقال اجتهد في حمل القلم وانما يقال اجتهد في تحريك الصخرة لا يقال اجتهد في توصيل الورقة وانما يقال اجتهد في تبليغ الامانة فالاجتهاد يدل على بذل المجهود اي المشقة والتعب - 00:01:46ضَ
ومنه الجهد والجهد منه الجهد والجهد وسبق التنويه الى ان الامام الشافعي عليه رحمة الله يرى ان الاجتهاد اوسع واوعب من القياس القياس من الاجتهاد القياس من الاجتهاد ولهذا ذكر القياس باعتبار انه اخص - 00:02:17ضَ
ثم بعد ذلك ذكر الاجتهاد باعتبار انه اعم وهذه سنة ماضية. اما ان يبدأ بالاخص واما ان يبدأ بماذا بالاعم يبدأ بالاخص انا اوحينا اليك كما اوحينا الى ابراهيم الاية - 00:02:49ضَ
ويبدأ بالعم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فباب الاجتهاد قال الامام الشافعي قال اي الذي يحدثه او يناظره افتجد تجويزا هاي جوازة لان كلمة تجويز كلمة عامية. آآ فيها معنى الانكاح. تجويز - 00:03:13ضَ
لكن الامام الشافعي يقصد بالتجويس هنا اي الجواز. افتجد جواز ما قلت من الاجتهاد وهمزة الاجتهاد همزة وصل. ما تقولش الاجتهاد. وانما هي الاجتهاد افتجد تجويز ما قلت من الاجتهاد مع ما وصفته - 00:03:46ضَ
فتذكره يعني ما ذكرت ان الاجتهاد هو محاولة اصابة الحق في الظاهر او في الباطن محاولة اصابة الحق في الظاهر او في الباطن. فلو كان الحق ظاهرا بينا كان الاجتهاد يسير - 00:04:10ضَ
بل يكون منعدما اما اذا كان في الباطن فان الاجتهاد هنا يكون هو الاليق والحق لا يعلم الا الله. اذ ان الغيب لا يعلمه الا الله قلت نعم استدلالا بقول الله ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام. وحيثما كنتم فولوا وجوهكم - 00:04:35ضَ
وهاكم شطرة وجه الاستدلال بهذه الاية ان الناس يخرجون للصلاة وينبغي لهم ان يستقبلوا القبلة ولم يكن ثم لا بوصلات ولا تليفونات تحدد مكان القبلة ولا سجادات صيني عليها القبلة - 00:05:04ضَ
محددة. وبالتالي يجتهد الناس في معرفة القبلة. فمنهم من يصيب اتجاهها ومنهم من يخطئ اتجاهها وهذا امر مشاهد ارأيت لو انك ذهبت الى زيارة اخ في بلد ما واردت ان تصلي - 00:05:27ضَ
ربما تجتهد الى الصلاة الى القبلة وانت في الصلاة يقول لك انحرف يمينا او يسارا او استدر مش هنحرف بس استدر ارأيت صلاتك قبل ان يوجهك اكانت باطلة ام صحيحة - 00:05:52ضَ
كانت صحيحة لانك بذلت ما عليك من الاجتهاد في تحري الحق ومعرفة ماذا؟ القبلة ومع هذا الاجتهاد اخطأت ومع هذا الاجتهاد ماذا اخطأت وبالتالي هذا هو الوجه. يعني يمكن لانسان ان يجتهد فيبذل وسعه في هذا الاجتهاد. ويظن انه قد - 00:06:09ضَ
وفي الحقيقة انه قد ماذا؟ قد اخطأ نعم قال فما شطره؟ يعني شطر المسجد الحرام قلت تلقائهم اي ناحية التلقاء اي الناحية قال الشاعر والشاهد هنا هنا ذكر بعض اهل العلم بالشعر ودواوين العرب والتفسير انه رجل من هذيل يسمى - 00:06:36ضَ
خالد هل هو خالد ابن قيس ام غيره؟ الله المستعان لكن القول الظاهر انه رجل منه ذيل وفائدة معرفة انه من هذيل ان الامام الشافعي عليه رحمة الله من اضبط الناس في شعر بني هذيل - 00:07:08ضَ
سبحان الله يعني من اضبط الناس في شعر بني هذيل الامام الشافعي وبالتالي عندما يضبط البيت الهزلي فان ضبطه يكون آآ عاليا لا يقارن بغيره ولا يقدم غيره عليه. لانه اعلم بهم من غيرهم - 00:07:29ضَ
ولهذا لو ان رجلا مثلا من بلد ما وسمع رواية هذه الرواية من شيوخ بلده فصححها او ضاعفها فان تصحيحه او تضعيفه يعتد به. لماذا؟ لانه اعلم باهل بلده. فكذلك الامام الشافعي كان - 00:07:54ضَ
حليما بشعر بني هذيل. بشعر الهزليين. ولكن ايضا هناك اشكال ان كثيرا من الكلمات سبب وقوع الخلاف فيها هو الاعجاب او طرح الاعجاب اي اهمال الاعجاب اللي هو الايه؟ اللي هو النقط - 00:08:19ضَ
مثال ذلك مثلا اه كلمة مسجوره في نهاية البيت. فهناك مصادر ذكرت انها مسحورة. مسجور ومسحور ما الفارق بين مزجور ومسحور هي النقطة اذا وضعت تحت الحاء صارت مسجور واذا اهملت اي - 00:08:40ضَ
يعد صارت ماذا؟ صارت مسحور قال فما شطره؟ قلت تلقاءه اي ناحيته قال الشاعر اللي هو الهزلي ان العسيب بها داء مخامرها وهناك يعني رواية يخامرها والمقصود بالداء اي الشيء الذي تحمله - 00:09:07ضَ
الشيء الذي تحمله وقد يكون ذلك المحمول مرضا وقد يكون ذلك المحمول حملا ومخامرها معنى يعني يجهدها ويتعبها فالمخامر وليخامر بمعنى الاجهاد والتعب. مخامرها اي يتعبها ان العسيب والعسيب النطق الصحيح والضبط الصحيح بالراء. ان العسير - 00:09:39ضَ
وهذا تصحيف في البيت. والشيخ شاكر في موضع اخر من رسالة اشار الى هذه النقطة قال الضبط الصحيح الذي هو عند الهزليين وكانت رواية الامام الشافعي في بعض الاصول ان العسيرة - 00:10:17ضَ
والعسير لها معنيان. المعنى الاول الناقة غير الذلول الناقة غير الذلول اللي هي الطايشة فربما تأتي بافعال تسبب لها الاشكالات. يعني دي دائما الناقة لما بتكون صغيرة بتبقى حركتها سريعة وشديدة ممكن تجري بطريقة معينة تكسر رجلها. آآ تقع في مكان فيه شوك - 00:10:35ضَ
فاذا ما اسنت الناقة ايه اللي حصل؟ صارت بها حكمة صارت يعني متزنة وعاقلة حتى في البهايم رأيك ايه يا دكتور محسن؟ انا بقول للدكتور محسن بقى متخصص في النوق يعني - 00:11:08ضَ
فاذا ما اسنت الناقة صارت حكيمة. بقت تصرفاتها تبقى بحكمة. اكلها بحكمة. اه مشياها بوقار. بينما صغيرة تبقى عنيفة فربما تصاب بداء يخمرها اي يجهدها. وقد يقصد بالعسير اي الناقة الحامل - 00:11:25ضَ
الناقة الحامل والمقصود بالداء هنا هو الحمل فالناقة اذا كانت حاملا اجهدها حملها. فصارت ثقيلة وبطيئة ومجهدة ان العسير بها داء يخامرها او مخامرها فشطرها اي ناحيتها بصر العينين. البصر معنى هنا النظر - 00:11:45ضَ
ومسحور والمسحور المقصود به الكليل المنقطع المقصود به الكليل المنقطع. ومنه قول الله عز وجل فلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم جاءوا بسحر عظيم سحروا اعين الناس اي اكلوا عيونهم. واضعفوا عيونهم - 00:12:16ضَ
فصارت رؤيتهم لهذه العصي التي تسعى كانها ثعابين ليس من باب الحقيقة وانما ماذا التخييل من باب التخييل. فالانسان اذا اصاب عينه الافة من جهد او تعب ربما لم يبصر الامور على حقائقها. بل اصابه تخييل او نحو ذلك. فالذي يريد ان - 00:12:46ضَ
يقول ان الناقة اذا كانت مجهدة لداء او مرض او حمل فانها عندما تنظر ناحية فان بصرها يكون كليلا مجهدا. يعني البصر بسبب الجهد والتعب والحمل والمرض بيقل. الكلام ده مزبوط - 00:13:16ضَ
الكلام ده مزبوط طبيا مزبوط طبيا؟ طب الحمد لله الحمد لله يعني ابو سليمان بيقول احنا كنا عارفين شطرها معنى ناحيتها وخلاص. فيجى يوضح شطرها بمعنى ناحيتها جاب البيت ده - 00:13:39ضَ
ان العسير بها داء مخامرها فشطرها بصر العينين مسجور او مسحوره. هو كده يعني شرحها لنا ولا الله المستعان مدى زي في الدرس الفائت. آآ ذكرت الاخوة ان انا كنت اريد ان ابحث عن آآ دلالات الحشرات - 00:14:04ضَ
المعاجم اللغوية. فقلت اشوف معنى كلمة البرغوث. فقال البرغوث دويبة كالحرقوص. طب ما احنا عارفين البرغوث دخلنا فين ؟ في الحرقوص. فهذا تفسير المعلوم. الله المستعان قال الامام الشافعي عليه رحمة الله فالعلم يحيط - 00:14:28ضَ
فالعلم يحيط آآ ذكرنا ان الاحاطة بمعنى ماذا الدرس الماضي لا الاحاطة ادراك الشيء على ما هو عليه ادراكا تاما. دي معنى الاحاطة كما ذكرها الامام الشافعي. فالعلم يحيط ان يبينوا دلالة تامة ويقينية ان من توجه تلقاء المسجد الحرام - 00:14:55ضَ
ممن نأت داره عنه نأت داره عنه اي بعدت. فبالتالي ما يقدرش ان هو يتوجه اليه الا بالايه ايه؟ بالاجتهاد فالعلم يحيط اي يدل دلالة يقينية ان من توجهت القاء المسجد الحرام ممن نأت اي بعدت - 00:15:34ضَ
داره عنه على صواب بالاجتهاد للتوجه الى البيت بالدلائل عليه الكلام واضح. يبقى هو انسان بيجتهد ان يتوجه الى البيت وهناك دلائل تعينه على هذا ليس الامر مجرد هوى. يقول مثلا ده المشرق وده المغرب يبقى يجتهد في معرفة المشرق ويجتهد معرفة المغرب. ويبقى ما بين هذا وذاك - 00:15:56ضَ
القبلة يقعد يجتهد بالدلائل لان الذي كلف التوجه اليه وهو لا يدري اصاب بتوجهه قصد المسجد الحرام ام اخطأه وهو يرى دلائل يعرفها. فيتوجه بقدر ما يعرف ويعرف غيره دلائل غيرها فيتوجه بقدر ما يعرف. وان اختلف وان اختلف توجههما - 00:16:26ضَ
يعني كل انسان يجتهد في معرفة القبلة. بالدلائل المتوفرة عندهم فقد توجد دلائل عند هذا لا توجد عند هذا كلاهما يجتهد وربما كلاهما يختلفان في اتجاه القبلة باختلاف الدلائل الموجودة عند كل منهما - 00:17:01ضَ
ويبقى كل واحد منهما ماذا؟ مصيب في توجهه. ليه؟ لانه اتى بالقدر المطلوب منه وهو اجتهاد في معرفة الحق قال اي مناظري هذا فان اجزت لك هذا اجزت لك في بعض الحالات لخلاف يعني - 00:17:26ضَ
بمعنى ذلك ان لو اجزت لك الاجتهاد في معرفة الحق يمكن ان يقع الاختلاف في معرفة هذا الحق قلت فقل فيه ما شئت قل فيه ما شئت يعني هذا الكلام كلام سديد. قال اقول لا يجوز هذا. التاني بقى عاوز يعنته. يقول له - 00:17:50ضَ
ده لا يجوز. ازاي ان الاتنين يجتهدوا في معرفة شيء واحد؟ فيختلفم والاتنين صواب. لا يجوز هذا. قلت فهو انا وانت. هو انا وانت عند الامام الشافعي بمعنى هب هو انا وانت يعني هب انا وانت. تصور انا وانت. فهو انا وانت. هب انا وانت. ونحن بالطريق - 00:18:13ضَ
عالمان خبر مرفوع وعلامة رفعه الايه؟ الضمة صح امال ايه الف ما شاء الله. تمام فهو انا وانت ونحن بالطريق عالما قلت وهذه القبلة يعني احنا الاتنين عارفين الطريق واحنا الاتنين على علم - 00:18:40ضَ
قلت هذه القبلة. قلت لك دي هي القبلة. وزعمت خلافي وقلت دي مش هي القبلة على اينا يتبع صاحبه؟ مين اللي يتبع التاني قال ما على واحد منكما ان يتبع صاحبه. الله! طالما احنا الاتنين عارفين وكل واحد مننا اجتهد يبقى - 00:19:13ضَ
مش على اي واحد يتابع التاني قلت فما يجب عليهما؟ قال ان قلت لا يجب عليهما ان يصليا حتى يعلما باحاطة حتى العنب يحط يعني ايه؟ بادراك جزم بيقين فهما لا يعلمان ابدا المغيبة باحاطة - 00:19:38ضَ
يعني هم ما يعرفوش الغيب بيقين. هم الاتنين اجتهدوا طبعا يا اخوانا الكلام ده في ذلك الوقت الان هناك يعني مدركات آآ وتقنيات يمكن ان تتأكد من خلالها ايه؟ ده الى ماذا؟ الى اتجاه القبلة. زي البوصلات المحمولات وما الى ذلك - 00:20:03ضَ
قال ان قلت لا يجب عليهما ان يصليا حتى يعلما باحاطة. يعني هم ما يصلوش حتى يا علامة تجاه القبلة بيقين فهما لا يعلمان ابدا المغيب باحاطة. لا يمكن الوصول الى معرفة القبلة بيقين. لان هم الاتنين ايه؟ نأيا بدارهما - 00:20:28ضَ
عن الكعبة وبالتالي المعرفة للقبلة تكون بالاجتهاد. وهما اذا يدعان الصلاة هم في الحالة دي يتركوا الصلاة بقى. او يرتفع عنهما فرض القبلة فيصليان حيث شاء. او نقول ان استقبال القبلة ليس فرضا فكل واحد يصلي ايه؟ زي ما هو عاوز - 00:20:53ضَ
ولا اقول واحدا من هذين. يعني كلا القولين غير صحيح. وما اجد ودا من ان اقول يعني يلزمني ان اقول يصلي كل واحد منهما كما يرى ولم يكلفا غير هذا - 00:21:19ضَ
يبقى بالفعل كل واحد يجتهد للمعرفة ويصلي حيث انتهى. او اقول كلف الصواب في الظاهر والباطن ووضع عنهما الخطأ في الباطن دون الظاهر. وده طبعا الكلام الصحيح. قلت فايهما قلت - 00:21:39ضَ
فهو حجة عليك. لانك فرقت بين حكم الباطن والظاهر. وذلك الذي انكرت علينا وانت تقول اذا اختلفتم قلت ولابد ان يكون احدهما مخطئ. يعني التاني مش متصور ان الاتنين يجتهدوا والاتنين يختلفوا في الاجتهاد والاتنين يكونوا على صواب. لابد واحد يكون صح والتاني خطأ - 00:21:59ضَ
فلابد ان يكون احدهما مخطئ. قال اجل قلت فقد اجزت الصلاة. الصلاة اي الى القبلة باجتهاد قلت فقد اجزت الصلاة وانت تعلم احدهما مخطئ وقد يمكن ان يكونا معا مخطئين - 00:22:26ضَ
وقلت له وهذا يلزمك في الشهادات وفي القياس. قال ما اجد من هذا بدا ولكن اقول هو خطأ موضوع. الخطأ الموضوع اي الذي لا يترتب عليه اثره وبمناسبة الخطأ الموضوع سنقف عند هذه النقطة لنقرأ في القواعد الفقهية - 00:22:46ضَ
هذه القاعدة التي تتعلق بالخطأ والنسيان والاكراه. وهو قوله والخطأ والاكراه نسيان اسخطه ربنا الرحمن. نقف عند هذا القدر ان شاء الله. وهنجتهد في الدرس القادم ان احنا يعني ايه آآ - 00:23:16ضَ
ننهيه دفعة واحدة. يعني الدرس القادم هنعمله ملخص للي فات. ونقوم ايه؟ شادينه لغاية ما ننهيه عشان المجلس اللي بعده في الاستحسان ان شاء الله النهاردة ايه يا اخوانا توكلنا على الله - 00:23:40ضَ
- 00:24:16ضَ