ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه انزيل من حكيم حميد. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:00:06
اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس التاسع من مجالس شرح متن الركيزة في اصول التفسير. نسأل الله الاعانة والتوفيق والاخلاص والتسديد انه ولي ذلك والقادر عليه وقد وصلنا الى قول المؤلف فصل في الترجيح بين الاقوال. يقول - 00:00:42
مؤلف واذا وقع الخلاف فلا تخلو الاقوال من اربعة انواع. النوع الاول ان تكون الاقوال متضادة فهنا يلزمنا ان نرجح يعني لابد ان نأخذ باحد هذه الاقوال لاننا آآ حتى نفهم المعنى اما ان نأخذ بهذا او - 00:01:02
او اذا اردنا ان نطبق معنى الاية نفهم معناها على وجه معين تدل عليه الادلة ونعمل به مثل قول الله عز وجل آآ والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء. هل القروء هي الاطهار او الحيض؟ ونعلم ان الفرق بين هذا وهذا قد - 00:01:22
تصل الى ستة او سبعة ايام. فبايها تنتهي العدة؟ باول الحيضة او باول الطهر. وهلم جرا. وكذلك الخلاف في قوله الذي بيده عقدة النكاح هل هو الزوج او ولي المرأة كما اسلفنا في المجلس الماضي. النوع الثاني - 00:01:42
ان يكون في الاقوال ما تشهد النصوص او الاجماع ببطلانه. فيلزم رده. يعني احيانا يكون عندنا في المسألة الواحدة اربعة اقوال واحد منها قد دلت النصوص على بطلانه. او دل الاجماع على بطلانه. فهذا نجنبه - 00:02:02
ويبقى الخلاف بين ثلاثة. قال مثل قول سعيد بن المسيب ما اكل ادم من الشجرة وهو يعقل ولكن حواء سقته الخمر حتى اذا سكر قادته اليها فاكل يعني اه كانه يرى اه رضي الله عنه ان ادم قد سكر يعني اصابه الثمل - 00:02:24
مثل هذا الكلام من سعيد معارض لوصف خمر الجنة التي قال الله فيها لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وكذلك مثله من ادعى جواز الجمع بين بين تسع نسوة مستدلا بقوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث - 00:02:53
رباع فقد وقع الاجماع على حرمة الجمع بين اكثر من اربع حرائر وهذا الذي قال هذا القول انما اوتي من ضعف علمه بلغة العرب فانه لا يقال آآ فانكحوا ما طاب لكم من النساء - 00:03:13
مثنى وثلاثى ورباع لان مثنى معناها ثنتين ثنتين وثلاث معناها ثلاث ثلاث ورباع معناها اربع اربع وليس المقصود اثنتين وثلاث واربع لا يمكن هذا. الثالث من الانواع ان تكون اقوال محتملة في الاية بشكل متساو او متقارب. فلا يلزم الترجيح لكون الاقوال كلها صحيحة - 00:03:31
مثل خلافهم في معنى ما في قوله تعالى وما عليك الا يزكى. ما هنا يمكن ان تكون نافية ويمكن ان تكون استفهامية. اذا قلنا انها نافية صار المعنى ليس عليك شيء اذا لم يتزكى. هذا الاعمى - 00:04:01
واذا كانت استفهامية فيكون المعنى هل عليك شيء اذا لم يتزكى الجواب ليس عليك شيء اذا لم تزك. الاستفهام هنا دال على النفي. فهنا اختلف الناس هل هي نافية او استفهامية؟ لكن قولين - 00:04:21
متقاربان ولذلك لا يلزمنا ان نرجح فيهما وتجد كثيرا من المفسرين يحكي الخلاف في مسائل في التفسير وفي معاني ايات اطوي صفحة عن الترجيح لعلمه بان هذا يعني مما تتسع له الحياة. قال وفي قول الله عز وجل مثل - 00:04:38
في السائل في قوله واما السائل فلا تنهر. هل هو سائل المال او سائل العلم قيل هذا وقيل هذا والصحيح ان الاية جاءت بكلمة السائل مطلقة غير مقيدة فتشمل هذا وتشمل هذا - 00:04:58
في السورة ما يدل على ان المراد سائل المال وسائل العلم. الرابع ان تكون الاقوال محتملة وبعضها اولى من بعض. يعني احد الاقوال اولى من الاخر. فالترجيح هنا لا يراد به - 00:05:17
قالوا غير الراجح. بل يراد به ان هذا القول اولى من ذاك القول. ولذلك تجد في تفسير فتح الشوكاني رحمه الله يقول والقول الاول اولى لاعتبار ما اما لانه موافق لسبب النزول او اه لاعتبار انه اظهر في اللغة او لاعتبار السياق او لان اكثر - 00:05:37
واسرنا عليه او لاسباب اخرى. لكن ليس ابطالا للقول الاخر. ونضرب على ذلك مثالا في قول الله عز وجل آآ كلا في قول الله عز وجل فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس. اختلف هل المراد بهذه - 00:06:02
بقر الوحش او النجوم في السماء. فمنهم من قال انها بقر الوحش. لان هذه الاوصاف تصح في بقر الوحش فهي تخنس وتأوي الى كناسها وتجري اذا طردت ومنهم من قال انها النجوم. هذان قولان وهما - 00:06:22
من باب اختلاف التنوع لكن عندما تدقق وترى ذكرى الليل والصبح بعدها يميل القلب الى ان المراد بها النجوم. فيكون المعنى فلا اقسم بالخنس يعني النجوم اذا اختفت الجوار التي تجري في مدارها الكنس الذي تأوي الى يعني كناسها او بيتها او مأواها - 00:06:42
اذا غابت فيه او ذهبت اليه فلا اقسم الخنس جواري الكنس والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس فان الليل الصبح هو المجال الذي تختفي فيه النجوم وتظهر وتجري. فهو اقرب اضافة الى - 00:07:12
ان آآ الليل والصبح آآ اضافة الى ان النجوم قد اقسم الله بها في مواطن كثيرة لانها اية ظاهرة يراها كل الناس في كل مكان. ومثل ذلك في قول الله عز وجل ثم السبيل يسره. ثم - 00:07:32
ثم السبيل يسره. قيل ثم خروج بطني ثم طريق خروجه من بطن امه يسره وقيل ثم السبيل اي طريق الحق والباطل. هذان قولان لكن تجد بعض المفسرين يميل الى القول الاول. قال لان الاية جاءت في بيان مراحل خلق الانسان - 00:07:52
انتقاله من مرحلة الى مرحلة فهو يقول خلقه من نطفة من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل اي خروجهم بطن امه ثم السبيل يسرها. ثم اماته. فاقبره. ثم اذا شاء انشره. قال فهو اقرب الى ان يكون - 00:08:20
المراد به خروجه من بطن امه ولا مانع من قبول القول الثاني لانه صادق عليه ايضا ويدل عليه قول الله تعالى لا انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا. ثم ذكر المؤلف فصلا في بيان ما - 00:08:40
اتجب مراعاته عند الترجيح؟ اذا اراد المفسر الترجيح بين الاقوال فانه يقدم ما دل عليه القرآن والسنة وهذا وما وافق اقوال الصحابة والتابعين واجماعهم. ويراعي السياق وهو ما يسبق الجملة او الاية وما يلحقها. فمراع - 00:09:00
السياق من اهم ما ينبغي للمفسر ان يصطحبه عند التفسير. ويبقي الالفاظ على ظاهرها وعمومها واطلاقها حقيقتها ما لم يدل الدليل على خلاف ذلك. فان الاصل ان يبقى اللفظ على ظاهره. وان لا يفسر بغير الظاهر - 00:09:20
تبقى يبقى العام على عمومه والمطلق على اطلاقه من غير تقييد. وايضا اه يفسر اللفظ بحقيقته لا بمجازي هذا هو الذي ينبغي ان يبقى او يفسر به اللفظ اولا. الا ان دل الدليل على خلاف ذلك - 00:09:40
اذا قام دليل التخصيص خصصنا. اذا قام دليل التقييد قيدنا المطلق. اذا قام دليل المجاز فسرنا بالمجاز واثرناه على الحقيقة عند من يقول بالمجاز وهلم جرا. قال المؤلف واذا تعارظ في الحقيقة الشرعية مع الحقيقة اللغوية - 00:10:00
قدمت الشرعية الا بدليل. يعني اذا كان عندنا حقيقة لغوية وحقيقة شرعية فاننا نقدم الحقيقة الشرعية لان القرآن نزل لبيان الشرع لا لبيان اللغة يعني اذا جاء معنا اه اقيموا الصلاة او صلوا او غير ذلك فاننا نفسرها بالمعنى الشرعي لا بالمعنى اللغوي الذي هو الدعاء - 00:10:20
لان القرآن انما نزل ببيان الشرع لا لبيان اللغة. وهذه قاعدة مهمة جدا. الا ان يدل الدليل على ان المراد المعنى اللغوي للمعنى الشرعي وسيأتي لهذا مزيد تفصيل في قواعد التفسير. يقول المؤلف ويجب تفسير - 00:10:42
الفاظي بالمعهود من كلام الله والمعهود من كلام العرب. يعني ما عهد استعماله في كلام الله ينبغي لنا ان نحمل اللفظ عليه. اليوم الاخر يراد به يوم القيامة. فلا يقال اليوم الاخر يعني اليوم التالي او اليوم الذي سيأتي او يوم اخر غير اليوم الذي نحن فيه. لا وانما - 00:11:02
مقصود يوم القيامة ويوم القيامة المقصود اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين بعد آآ موتهم ثم وهلم جرا فهذا هو معهود في القرآن. الاستدلال على البعث معهود في القرآن - 00:11:22
بخلاف الاستدلال على اه شيء اخر. مثلا قول الله عز وجل اه انه على رجعه لقادر رجعه اي رجع الانسان بعد موته. وليس المقصود رجع الماء الدافئ الى الصلب لقادر. فان - 00:11:43
الاستدلال على قدرة الله ليست كالاستدلال على قدرة الله على البعث. قال والمعهود من كلام يعني ما هو معروف باستعمال العرب انهم يستعملون هذا اللفظ لهذا المعنى دون ما سواه يعني بحيث انهم - 00:12:03
لا يكادون يستعملون هذا اللفظ الا في هذا المعنى وحده. او هذا هو الاظهر الذي ينصرف اليه الذهن عندما يسمع هذه الكلمة لا بالغريب والمنكر يعني لا يفسر اللفظ بمعنى غريب او بمعنى منكر. قال وما - 00:12:23
ووافق سبب النزول الصحيح الصريح مقدم على ما خالفه. اي ما وافق سبب النزول الصحيح الصريح يعني الصريح في السببية وهو الذي يقال فيه آآ سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن كذا فانزل الله كذا او حدث كذا فانزل الله كذا. فهذا يسمى سببا صريحا - 00:12:43
اما قولهم نزلت هذه الاية في كذا فان هذا ليس من اسباب النزول الصريحة. قال ما وافق سبب النزول الصحيح الصريح مقدم على ما خالفه. وما كان فيه مخالفة للعقل الصريح او طعن في الانبياء يجب رده. والاصل - 00:13:03
بقاء الاية على ترتيبها بحيث لا نقول ان المعنى آآ في الاية هو كذا ثم عاد اللفظ الى كذا كما في قول الله عز وجل آآ سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله - 00:13:23
او غثاء احوى. فقوله جعله غثاء احوى. بعضهم قال معنى الاية اخرج المرعى فجعله احوى غثاء يعني يرى ان احوى قبل. انها مقدمة في المعنى وان كانت مؤخرة في اللفظ. نقول بقاء ترتيب - 00:13:43
الفاظ اولى ويكون المعنى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى جعل له هشيما مسودا من طول يبسه. هذا هو معناه. والذين فسروا احوى بانه اخبر شديد الخضرة قالوا فجعله اخضر ثم غثاء يعني هشيما يابسا - 00:14:09
قال والاصل بقاء الاية على ترتيبها واذا دار الكلام بين التأسيس والتأكيد قدم التأسيس وسيأتي مزيد بيان لهذه القاعدة اه في قواعد التفسير. وكذلك اذا دار بين التأصيل والزيادة قدم التأصيل. وتوضيح - 00:14:37
ذلك في باب قواعد التفسير وبسطه في كتب قواعد التفسير وقواعد الترجيح ونحوها. ننتقل بعد ذلك الى الباب الثالث وهو الاخير بابواب اصول التفسير وهو في قواعد التفسير. يقول القواعد جمع قاعدة والقاعدة هي الاساس الذي - 00:14:57
ينبني عليه غيره وهذا معروف. واصطلاحا هي حكم كلي يتعرف به على احكام جزئياته. يعني حكم كلي الفاعل مرفوع هذا حكم كلي. ويتعرف بهذا الحكم الكلي على احكام الجزئيات. قام محمد محمد - 00:15:17
مرفوع. لماذا؟ لان الفاعل في اللغة العربية مرفوع. فمحمد مرفوع لان الفاعل مرفوع قال وقواعد التفسير هي الاحكام الكلية التي يتوصل بها الى استنباط معاني القرآن ومعرفة من الاقوال هي احكام القواعد التفسير احكام كلية. تصلح لامثلة كثيرة جدا. ويتوصل بها - 00:15:40
الى استنباط معاني القرآن ومعرفة الراجح من الاقوال. فنحن نستفيد منها امران. نستفيد منها امرين. الاول ان نعرف معاني القرآن وفهم التفسير. والثاني ان نعرف الراجح من اقوال المفسرين فالقواعد تؤدي هذين الغرضين - 00:16:10
يقول المؤلف ومعرفة القواعد مهم لطالب العلم. لماذا؟ لانه لابد للطالب ان تكون معه اصول كلية ترد اليها الجزئيات. اصول كلية ترد اليها الجزئيات. لاننا لولا تملأ بذلك فصار كل جزئية لها حكم وان كانت نظيرة للاخرى. وهذا ما لا يليق. فباب العلم باب منضبط - 00:16:30
تحكمه قواعد عامة بحيث تجعل النظائر والمثيلات ذات حكم واحد. يعني لو قلنا قام وذهب سعدا لماذا فعلت ذلك؟ يعني هذا وهذا كلاهما في مكان واحد. هذا فاعل وهذا فاعل. فكيف رفعت هذا - 00:17:00
اصبت هذا لانه ما عندك قاعدة كلية لكن لو كانت عندنا قاعدة كلية الفاعل مرفوع خلاص قام محمد هذي جزئية ذهب سعد لابد ان تكون سعد مرفوعة والا اختلفت الاحكام. قال ليكون - 00:17:23
لابد للطالب ان يكون معه اصول كلية ترد اليها الجزئيات ليكون كلامه بعلم وعدل. ولانها تنبه على العلل ومآخذ الاحكام. هذه القواعد تنبهك على العلة. عندما تقول لا ضرر ولا ضرار. العلة هو دفع - 00:17:43
طرف ونفيه اه اليقين لا يزول بالشك. اه فالاصل ان يكون الانسان اه يعني ياخذ بما تيقن ويدع ما هو مشكوك فيه وبها يحصل الفرقان اي القواعد. يحصل الفرقان بين المسائل المشتبهة والاقوال المختلفة. وبها - 00:18:03
اي بالقواعد تجتمع الفروع المنتثرة. ثم ان حفظها سهل لقلة الفاظها وحسن سبكها بهذا نحن نشجع الطالب على معرفة هذه القواعد والتفقه فيها لانه يسهل عليه حفظها ولانها تجمع له فروعا كثيرة - 00:18:25
في ابواب منتثرة بسبب حفظه لهذه القاعدة الكلية التي تنتظم جزئيات كثيرة. يقول المؤلف والقواعد نوعان قواعد عامة وهي ما ينتفع به المفسر لفهم كلام الله وحسن الاستنباط منه مثلا اه من القواعد التي يذكرها العلماء رحمهم الله تعالى يقولون اه التعبير بالوصف - 00:18:45
اه مشعر بعلية ذلك الوصف. يعني متى عبر عن شيء بوصفه دل على ان العلة او الحكم مرتبط بذلك الوصف. ان الابرار لفي نعيم. لماذا عبر بالابرار بالوصف؟ ليبين ان - 00:19:14
ان هذا هو العلة في كونهم في نعيم. يعني ان الابرار لفي نعيم لاجل برهم. وان الفجار لفي جحيم لاجل فجورهم. ان المسلمين والمسلمات الى اخره قال اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما لاجل ماذا؟ لاجل - 00:19:34
وايمانهم وقنوتهم وصبرهم وخشوعهم وصيامهم لانه عبر باوصاف. قال والنوع الثاني قواعد ترجيحية وهو ما يستعمله المفسر للترجيح بين الاقوال المختلفة وابطال الباطل منها وبعض القواعد يصلح للنوع الاول وبعضها يصلح للنوع بعض القواعد يصلح للنوع الاول ويصلح للنوع الثاني اي يفهم - 00:19:54
كلام آآ يفهم منها التفسير وايضا آآ تكون سببا للفصل بين المختلفين من وسيأتي مزيد ايضاح وامثلة لهذا النوع ان شاء الله فيما يأتي من القواعد والى لقاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:24
- 00:20:46
Transcription
ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه انزيل من حكيم حميد. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:00:06
اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس التاسع من مجالس شرح متن الركيزة في اصول التفسير. نسأل الله الاعانة والتوفيق والاخلاص والتسديد انه ولي ذلك والقادر عليه وقد وصلنا الى قول المؤلف فصل في الترجيح بين الاقوال. يقول - 00:00:42
مؤلف واذا وقع الخلاف فلا تخلو الاقوال من اربعة انواع. النوع الاول ان تكون الاقوال متضادة فهنا يلزمنا ان نرجح يعني لابد ان نأخذ باحد هذه الاقوال لاننا آآ حتى نفهم المعنى اما ان نأخذ بهذا او - 00:01:02
او اذا اردنا ان نطبق معنى الاية نفهم معناها على وجه معين تدل عليه الادلة ونعمل به مثل قول الله عز وجل آآ والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء. هل القروء هي الاطهار او الحيض؟ ونعلم ان الفرق بين هذا وهذا قد - 00:01:22
تصل الى ستة او سبعة ايام. فبايها تنتهي العدة؟ باول الحيضة او باول الطهر. وهلم جرا. وكذلك الخلاف في قوله الذي بيده عقدة النكاح هل هو الزوج او ولي المرأة كما اسلفنا في المجلس الماضي. النوع الثاني - 00:01:42
ان يكون في الاقوال ما تشهد النصوص او الاجماع ببطلانه. فيلزم رده. يعني احيانا يكون عندنا في المسألة الواحدة اربعة اقوال واحد منها قد دلت النصوص على بطلانه. او دل الاجماع على بطلانه. فهذا نجنبه - 00:02:02
ويبقى الخلاف بين ثلاثة. قال مثل قول سعيد بن المسيب ما اكل ادم من الشجرة وهو يعقل ولكن حواء سقته الخمر حتى اذا سكر قادته اليها فاكل يعني اه كانه يرى اه رضي الله عنه ان ادم قد سكر يعني اصابه الثمل - 00:02:24
مثل هذا الكلام من سعيد معارض لوصف خمر الجنة التي قال الله فيها لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وكذلك مثله من ادعى جواز الجمع بين بين تسع نسوة مستدلا بقوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث - 00:02:53
رباع فقد وقع الاجماع على حرمة الجمع بين اكثر من اربع حرائر وهذا الذي قال هذا القول انما اوتي من ضعف علمه بلغة العرب فانه لا يقال آآ فانكحوا ما طاب لكم من النساء - 00:03:13
مثنى وثلاثى ورباع لان مثنى معناها ثنتين ثنتين وثلاث معناها ثلاث ثلاث ورباع معناها اربع اربع وليس المقصود اثنتين وثلاث واربع لا يمكن هذا. الثالث من الانواع ان تكون اقوال محتملة في الاية بشكل متساو او متقارب. فلا يلزم الترجيح لكون الاقوال كلها صحيحة - 00:03:31
مثل خلافهم في معنى ما في قوله تعالى وما عليك الا يزكى. ما هنا يمكن ان تكون نافية ويمكن ان تكون استفهامية. اذا قلنا انها نافية صار المعنى ليس عليك شيء اذا لم يتزكى. هذا الاعمى - 00:04:01
واذا كانت استفهامية فيكون المعنى هل عليك شيء اذا لم يتزكى الجواب ليس عليك شيء اذا لم تزك. الاستفهام هنا دال على النفي. فهنا اختلف الناس هل هي نافية او استفهامية؟ لكن قولين - 00:04:21
متقاربان ولذلك لا يلزمنا ان نرجح فيهما وتجد كثيرا من المفسرين يحكي الخلاف في مسائل في التفسير وفي معاني ايات اطوي صفحة عن الترجيح لعلمه بان هذا يعني مما تتسع له الحياة. قال وفي قول الله عز وجل مثل - 00:04:38
في السائل في قوله واما السائل فلا تنهر. هل هو سائل المال او سائل العلم قيل هذا وقيل هذا والصحيح ان الاية جاءت بكلمة السائل مطلقة غير مقيدة فتشمل هذا وتشمل هذا - 00:04:58
في السورة ما يدل على ان المراد سائل المال وسائل العلم. الرابع ان تكون الاقوال محتملة وبعضها اولى من بعض. يعني احد الاقوال اولى من الاخر. فالترجيح هنا لا يراد به - 00:05:17
قالوا غير الراجح. بل يراد به ان هذا القول اولى من ذاك القول. ولذلك تجد في تفسير فتح الشوكاني رحمه الله يقول والقول الاول اولى لاعتبار ما اما لانه موافق لسبب النزول او اه لاعتبار انه اظهر في اللغة او لاعتبار السياق او لان اكثر - 00:05:37
واسرنا عليه او لاسباب اخرى. لكن ليس ابطالا للقول الاخر. ونضرب على ذلك مثالا في قول الله عز وجل آآ كلا في قول الله عز وجل فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس. اختلف هل المراد بهذه - 00:06:02
بقر الوحش او النجوم في السماء. فمنهم من قال انها بقر الوحش. لان هذه الاوصاف تصح في بقر الوحش فهي تخنس وتأوي الى كناسها وتجري اذا طردت ومنهم من قال انها النجوم. هذان قولان وهما - 00:06:22
من باب اختلاف التنوع لكن عندما تدقق وترى ذكرى الليل والصبح بعدها يميل القلب الى ان المراد بها النجوم. فيكون المعنى فلا اقسم بالخنس يعني النجوم اذا اختفت الجوار التي تجري في مدارها الكنس الذي تأوي الى يعني كناسها او بيتها او مأواها - 00:06:42
اذا غابت فيه او ذهبت اليه فلا اقسم الخنس جواري الكنس والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس فان الليل الصبح هو المجال الذي تختفي فيه النجوم وتظهر وتجري. فهو اقرب اضافة الى - 00:07:12
ان آآ الليل والصبح آآ اضافة الى ان النجوم قد اقسم الله بها في مواطن كثيرة لانها اية ظاهرة يراها كل الناس في كل مكان. ومثل ذلك في قول الله عز وجل ثم السبيل يسره. ثم - 00:07:32
ثم السبيل يسره. قيل ثم خروج بطني ثم طريق خروجه من بطن امه يسره وقيل ثم السبيل اي طريق الحق والباطل. هذان قولان لكن تجد بعض المفسرين يميل الى القول الاول. قال لان الاية جاءت في بيان مراحل خلق الانسان - 00:07:52
انتقاله من مرحلة الى مرحلة فهو يقول خلقه من نطفة من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل اي خروجهم بطن امه ثم السبيل يسرها. ثم اماته. فاقبره. ثم اذا شاء انشره. قال فهو اقرب الى ان يكون - 00:08:20
المراد به خروجه من بطن امه ولا مانع من قبول القول الثاني لانه صادق عليه ايضا ويدل عليه قول الله تعالى لا انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا. ثم ذكر المؤلف فصلا في بيان ما - 00:08:40
اتجب مراعاته عند الترجيح؟ اذا اراد المفسر الترجيح بين الاقوال فانه يقدم ما دل عليه القرآن والسنة وهذا وما وافق اقوال الصحابة والتابعين واجماعهم. ويراعي السياق وهو ما يسبق الجملة او الاية وما يلحقها. فمراع - 00:09:00
السياق من اهم ما ينبغي للمفسر ان يصطحبه عند التفسير. ويبقي الالفاظ على ظاهرها وعمومها واطلاقها حقيقتها ما لم يدل الدليل على خلاف ذلك. فان الاصل ان يبقى اللفظ على ظاهره. وان لا يفسر بغير الظاهر - 00:09:20
تبقى يبقى العام على عمومه والمطلق على اطلاقه من غير تقييد. وايضا اه يفسر اللفظ بحقيقته لا بمجازي هذا هو الذي ينبغي ان يبقى او يفسر به اللفظ اولا. الا ان دل الدليل على خلاف ذلك - 00:09:40
اذا قام دليل التخصيص خصصنا. اذا قام دليل التقييد قيدنا المطلق. اذا قام دليل المجاز فسرنا بالمجاز واثرناه على الحقيقة عند من يقول بالمجاز وهلم جرا. قال المؤلف واذا تعارظ في الحقيقة الشرعية مع الحقيقة اللغوية - 00:10:00
قدمت الشرعية الا بدليل. يعني اذا كان عندنا حقيقة لغوية وحقيقة شرعية فاننا نقدم الحقيقة الشرعية لان القرآن نزل لبيان الشرع لا لبيان اللغة يعني اذا جاء معنا اه اقيموا الصلاة او صلوا او غير ذلك فاننا نفسرها بالمعنى الشرعي لا بالمعنى اللغوي الذي هو الدعاء - 00:10:20
لان القرآن انما نزل ببيان الشرع لا لبيان اللغة. وهذه قاعدة مهمة جدا. الا ان يدل الدليل على ان المراد المعنى اللغوي للمعنى الشرعي وسيأتي لهذا مزيد تفصيل في قواعد التفسير. يقول المؤلف ويجب تفسير - 00:10:42
الفاظي بالمعهود من كلام الله والمعهود من كلام العرب. يعني ما عهد استعماله في كلام الله ينبغي لنا ان نحمل اللفظ عليه. اليوم الاخر يراد به يوم القيامة. فلا يقال اليوم الاخر يعني اليوم التالي او اليوم الذي سيأتي او يوم اخر غير اليوم الذي نحن فيه. لا وانما - 00:11:02
مقصود يوم القيامة ويوم القيامة المقصود اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين بعد آآ موتهم ثم وهلم جرا فهذا هو معهود في القرآن. الاستدلال على البعث معهود في القرآن - 00:11:22
بخلاف الاستدلال على اه شيء اخر. مثلا قول الله عز وجل اه انه على رجعه لقادر رجعه اي رجع الانسان بعد موته. وليس المقصود رجع الماء الدافئ الى الصلب لقادر. فان - 00:11:43
الاستدلال على قدرة الله ليست كالاستدلال على قدرة الله على البعث. قال والمعهود من كلام يعني ما هو معروف باستعمال العرب انهم يستعملون هذا اللفظ لهذا المعنى دون ما سواه يعني بحيث انهم - 00:12:03
لا يكادون يستعملون هذا اللفظ الا في هذا المعنى وحده. او هذا هو الاظهر الذي ينصرف اليه الذهن عندما يسمع هذه الكلمة لا بالغريب والمنكر يعني لا يفسر اللفظ بمعنى غريب او بمعنى منكر. قال وما - 00:12:23
ووافق سبب النزول الصحيح الصريح مقدم على ما خالفه. اي ما وافق سبب النزول الصحيح الصريح يعني الصريح في السببية وهو الذي يقال فيه آآ سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن كذا فانزل الله كذا او حدث كذا فانزل الله كذا. فهذا يسمى سببا صريحا - 00:12:43
اما قولهم نزلت هذه الاية في كذا فان هذا ليس من اسباب النزول الصريحة. قال ما وافق سبب النزول الصحيح الصريح مقدم على ما خالفه. وما كان فيه مخالفة للعقل الصريح او طعن في الانبياء يجب رده. والاصل - 00:13:03
بقاء الاية على ترتيبها بحيث لا نقول ان المعنى آآ في الاية هو كذا ثم عاد اللفظ الى كذا كما في قول الله عز وجل آآ سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله - 00:13:23
او غثاء احوى. فقوله جعله غثاء احوى. بعضهم قال معنى الاية اخرج المرعى فجعله احوى غثاء يعني يرى ان احوى قبل. انها مقدمة في المعنى وان كانت مؤخرة في اللفظ. نقول بقاء ترتيب - 00:13:43
الفاظ اولى ويكون المعنى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى جعل له هشيما مسودا من طول يبسه. هذا هو معناه. والذين فسروا احوى بانه اخبر شديد الخضرة قالوا فجعله اخضر ثم غثاء يعني هشيما يابسا - 00:14:09
قال والاصل بقاء الاية على ترتيبها واذا دار الكلام بين التأسيس والتأكيد قدم التأسيس وسيأتي مزيد بيان لهذه القاعدة اه في قواعد التفسير. وكذلك اذا دار بين التأصيل والزيادة قدم التأصيل. وتوضيح - 00:14:37
ذلك في باب قواعد التفسير وبسطه في كتب قواعد التفسير وقواعد الترجيح ونحوها. ننتقل بعد ذلك الى الباب الثالث وهو الاخير بابواب اصول التفسير وهو في قواعد التفسير. يقول القواعد جمع قاعدة والقاعدة هي الاساس الذي - 00:14:57
ينبني عليه غيره وهذا معروف. واصطلاحا هي حكم كلي يتعرف به على احكام جزئياته. يعني حكم كلي الفاعل مرفوع هذا حكم كلي. ويتعرف بهذا الحكم الكلي على احكام الجزئيات. قام محمد محمد - 00:15:17
مرفوع. لماذا؟ لان الفاعل في اللغة العربية مرفوع. فمحمد مرفوع لان الفاعل مرفوع قال وقواعد التفسير هي الاحكام الكلية التي يتوصل بها الى استنباط معاني القرآن ومعرفة من الاقوال هي احكام القواعد التفسير احكام كلية. تصلح لامثلة كثيرة جدا. ويتوصل بها - 00:15:40
الى استنباط معاني القرآن ومعرفة الراجح من الاقوال. فنحن نستفيد منها امران. نستفيد منها امرين. الاول ان نعرف معاني القرآن وفهم التفسير. والثاني ان نعرف الراجح من اقوال المفسرين فالقواعد تؤدي هذين الغرضين - 00:16:10
يقول المؤلف ومعرفة القواعد مهم لطالب العلم. لماذا؟ لانه لابد للطالب ان تكون معه اصول كلية ترد اليها الجزئيات. اصول كلية ترد اليها الجزئيات. لاننا لولا تملأ بذلك فصار كل جزئية لها حكم وان كانت نظيرة للاخرى. وهذا ما لا يليق. فباب العلم باب منضبط - 00:16:30
تحكمه قواعد عامة بحيث تجعل النظائر والمثيلات ذات حكم واحد. يعني لو قلنا قام وذهب سعدا لماذا فعلت ذلك؟ يعني هذا وهذا كلاهما في مكان واحد. هذا فاعل وهذا فاعل. فكيف رفعت هذا - 00:17:00
اصبت هذا لانه ما عندك قاعدة كلية لكن لو كانت عندنا قاعدة كلية الفاعل مرفوع خلاص قام محمد هذي جزئية ذهب سعد لابد ان تكون سعد مرفوعة والا اختلفت الاحكام. قال ليكون - 00:17:23
لابد للطالب ان يكون معه اصول كلية ترد اليها الجزئيات ليكون كلامه بعلم وعدل. ولانها تنبه على العلل ومآخذ الاحكام. هذه القواعد تنبهك على العلة. عندما تقول لا ضرر ولا ضرار. العلة هو دفع - 00:17:43
طرف ونفيه اه اليقين لا يزول بالشك. اه فالاصل ان يكون الانسان اه يعني ياخذ بما تيقن ويدع ما هو مشكوك فيه وبها يحصل الفرقان اي القواعد. يحصل الفرقان بين المسائل المشتبهة والاقوال المختلفة. وبها - 00:18:03
اي بالقواعد تجتمع الفروع المنتثرة. ثم ان حفظها سهل لقلة الفاظها وحسن سبكها بهذا نحن نشجع الطالب على معرفة هذه القواعد والتفقه فيها لانه يسهل عليه حفظها ولانها تجمع له فروعا كثيرة - 00:18:25
في ابواب منتثرة بسبب حفظه لهذه القاعدة الكلية التي تنتظم جزئيات كثيرة. يقول المؤلف والقواعد نوعان قواعد عامة وهي ما ينتفع به المفسر لفهم كلام الله وحسن الاستنباط منه مثلا اه من القواعد التي يذكرها العلماء رحمهم الله تعالى يقولون اه التعبير بالوصف - 00:18:45
اه مشعر بعلية ذلك الوصف. يعني متى عبر عن شيء بوصفه دل على ان العلة او الحكم مرتبط بذلك الوصف. ان الابرار لفي نعيم. لماذا عبر بالابرار بالوصف؟ ليبين ان - 00:19:14
ان هذا هو العلة في كونهم في نعيم. يعني ان الابرار لفي نعيم لاجل برهم. وان الفجار لفي جحيم لاجل فجورهم. ان المسلمين والمسلمات الى اخره قال اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما لاجل ماذا؟ لاجل - 00:19:34
وايمانهم وقنوتهم وصبرهم وخشوعهم وصيامهم لانه عبر باوصاف. قال والنوع الثاني قواعد ترجيحية وهو ما يستعمله المفسر للترجيح بين الاقوال المختلفة وابطال الباطل منها وبعض القواعد يصلح للنوع الاول وبعضها يصلح للنوع بعض القواعد يصلح للنوع الاول ويصلح للنوع الثاني اي يفهم - 00:19:54
كلام آآ يفهم منها التفسير وايضا آآ تكون سببا للفصل بين المختلفين من وسيأتي مزيد ايضاح وامثلة لهذا النوع ان شاء الله فيما يأتي من القواعد والى لقاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:24
- 00:20:46