Transcription
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والمستمعين. قال الشيخ عبدالرحمن بن السعدي رحمه الله تعالى في كتابه فصول في قواعد التفسير القاعدة الثانية عشرة - 00:00:00ضَ
ومن قال رحمه الله ومن ذلك الاخبار في بعض الايات انه لا انسى باب بين الناس يوم القيامة. وفي بعضها اثبت لهم ذلك. فلنثبت هو الامر الواقع والنسب الحاصل. المثبت فالمثبت هو الامر الواقع والنسب الحاصل بين - 00:00:30ضَ
ناس كقوله تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه الى اخرها والمنفي هو الانتفاع بها. فان كثيرا من الكفار يدعون فان انصابهم تنفعهم يوم القيامة. فاخبر تعالى انه يوم لا - 00:01:00ضَ
تنفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. الله اكبر لا تنفع الانساب ولا الصداقات تنقطع الصلات ما هنالك الا العمل اللهم الا نعلم المتقون انهم يشفع المؤمنون - 00:01:30ضَ
يشفعون لبعضهم يشفع الملائكة وتشفع الانبياء اما الكافرون والظالمون فلا ينتفعون بشيء ولا تنفعهم الشفاعة لا تنفعهم شفاعة الشافعين الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين يا عبادي لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون - 00:02:03ضَ
بل الكفار الاتباع والمتبوعون ياه يلعن بعضهم بعضا ويصير بعضهم ببعض عدو الاخلاء يومئذ بعضهم ببعض عدو الا المتقين. نعم. احسن الله اليك. فاخبر تعالى انه يوما لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. ونظير ذلك الاخبار في بعض الايات - 00:02:40ضَ
ان النسب نافع يوم القيامة. كما في الحاق ذرية المؤمنين ابائهم في الدرجات. وان لم يبلغوا منزلتهم. وان الله يجمع لاهل الجنات والدرجات العالية. نعم وان الله وان الله يجمع لاهل الجنات والدرجات العالية من صلح - 00:03:16ضَ
امن ابائهم وازواجهم وذرياتهم. فهذا لما اشتركوا في الايمان واصل الصلاح زادهم من فضله وكرمه. اللهم انا نسألك من فضلك لا اله الا الله ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب - 00:03:46ضَ
ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. ربنا وادخلهم جنات عدن ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك انت العزيز الحكيم. وقهم السيئات. هذا دعاء الملائكة للمؤمنين. نعم - 00:04:13ضَ
احسن بك من غير ان ينقص من اجوره السابقين لهم شيئا. ومن ذلك الشفاعة فانه اثبتها في مواضع ونفاها في مواضع من القرآن. وقيدها في بعض في المواضع باذنه. ولمن ارتضى من خلقه فتعين حمل المطلق على المقيد - 00:04:38ضَ
وانه حيث نفيت فهي الشفاعة التي بغير اذنه. ولغير من رظي الله قوله وعمله وحيث اثبتت فهي الشفاعة التي باذنه لمن رضيه واذن فيه ومن ذلك ان الله اخبر في ايات كثيرة انه لا يهدي القوم الكافرين والفاسقين - 00:05:08ضَ
قيل والظالمين ونحوها. وفي بعظها انه يهديهم ويوفقهم فتعين حمل المنفيات على من حقت عليه كلمة الله. لقوله تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل اية - 00:05:38ضَ
وحمل المثبتات على من لم تحق عليهم الكلمة. على من لم تحق عليهم الكلمة وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه. ومن ذلك الاخبار في بعض الايات انه العلي الاعلى. وانه فوق عباده وعلى عرشه. وفي بعضها انه مع - 00:06:08ضَ
العباد اينما كانوا. وانه مع الصابرين والصادقين والمحسنين ونحوهم تعالى امر ثابت له. وهو من لوازم ذاته. ودنوه ومعيته قولوا لعباده لانه اقرب الى كل احد من حبل الوريد. فهو على عرشه علي - 00:06:38ضَ
على خلقه ومع ذلك فهو معهم في كل احوالهم. ولا منافاة بين الامرين لان الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع نعوته. وما يتوهم بخلاف ذلك فانه في بحق المخلوقين. واما تخصيص المعية بالمحسنين ونحوهم فهي معية - 00:07:08ضَ
اخص من المعية العامة. فانها تتضمن محبتهم وتوفيقهم وكلاءتهم واعانتهم في كل احوالهم. فحيث وقعت في سياق المدح والثناء. فهي فمن هذا النوع وحيث وقعت في سياق التحذير والترغيب والترهيب فهي من النوع الاول - 00:07:38ضَ
ومع ذلك هي عامة مقتضاها العلم وجاءت في سياق العلم الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا والثالث ولا ادنى من ذلك ولا اكثر - 00:08:08ضَ
ومعه الا هو معه اينما كانوا. ثم ينبئهم بما انا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. فبدئت بالعلم وختمت بالعلم. ولهذا قال الائمة انا معهم يعني معهم بعلمك يعني هو فوق عرشه وهو مع العباد لا يخفى عليهم منها. من امرهم خافية - 00:08:29ضَ
وهو يسمع كلامه ويرى مكانهم واذا تناجت ثلاثة فالله رابعهم يسمع كلامهم ويرى مكانهم ويعلم ما يسرون هنا هذا لا ينافي انه تعالى فوق العرش كما كما شاء سبحانه. نعم. احسن الله اليك. ومن ذلك النهي في كثير من الايات عن موالاة الكافرين - 00:08:54ضَ
وعن مودتهم والاتصال بهم. وفي بعضها الامر بالاحسان الى من له حق على الانسان منهم ومصاحبته بالمعروف الوالدين. كالوالدين ونحوهم. فهذه الاية العامات من الطرفين قد وضحها الله غاية التوضيح في قوله. لا ينهاكم الله عن الذين - 00:09:40ضَ
يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين. انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين. واخرجوه من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوه. فالنهي واقع على - 00:10:10ضَ
والمحبة لاجل الدين والامر بالاحسان والبر والبر واقع على الاحسان لاجل القرابة او لاجل الانسانية على وجه لا يخل بدين الانسان ومن ذلك انه اخبر في بعض الايات ان الله خلق الارض ثم استوى الى - 00:10:40ضَ
السماء فسواهن سبع سماوات. وفي بعضها انه لما اخبر عن خلق السماوات اخبر ان ان الارض بعد ذلك دحاها. فهذه الاية تفسر المراد. وان خلق الارض متقدم على خلق السماوات. ثم لما خلق الله السماوات بعد ذلك دحى الارض - 00:11:10ضَ
عودة فيها جميع مصالحها المحتاج اليها. ومن ذلك احسن الله اليك هذا الكلام مقصود منه بيان ما يتوهم فيه التعاظد هناك سلام الله لا تعارفي ولا تناقض ولا اختلاف. افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا به اختلافا كثيرا - 00:11:40ضَ
القرآن لا اختلاف فيه ولكن من تواهم فيه التعارض ليس تعارض في الحقيقة بل ممكن الجمع بين هذه الايات مما يحقق يعني التوافق ويرفع التعارض - 00:12:17ضَ