شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح السندي بالمسجد النبوي
شرح الواسطية للشيخ صالح السندي 29 (الشرح الثاني في المسجد النبوي)
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون - 00:00:00
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:20
واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد هذه الاية ختم بها المؤلف الشيخ تقي الدين ابو العباس ابن تيمية رحمه الله - 00:00:41
ختم مجموعة الايات التي ساقها للدلالة على النفي في الصفات حيث ساق جملة افادتنا ما يتعلق بالنفي اجمالا وتفصيلا وهذه الاية من جملتها وتلاحظ يا رعاك الله ان هذه الاية - 00:01:04
سياقها يدل على ان المراد النهي عن ضرب الامثال لله عز وجل ما يرجع الى باب توحيد الالوهية يعني فيها نهي عن اتخاذ الشركاء مع الله عز وجل وهذا ما فسر - 00:01:40
آآ به الاية حبر الامة ابن عباس رضي الله عنهما كما اخرج ذلك ابن جرير وغيره ففيها النهي عن ان يجعل مع الله الهة هي الاصنام وذلك ان الله سبحانه وتعالى قال - 00:02:02
ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون ثم قال فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون فالاية سياقها واضح - 00:02:24
في انها تتعلق بتوحيد الالوهية وليس بتوحيد الاسماء والصفات والفرض ان هذا الكتاب انما الفه شيخ الاسلام رحمه الله للكلام عن موضوع توحيد الاسماء والصفات اصالة وان كان تضمن غير ذلك مما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله - 00:02:42
لكن ما اورده المؤلف رحمه الله من اول رسالته والى هذا الموضع كله يتعلق بتوحيد الاسماء والصفات والكلام عن هذا على وزان الكلام عن قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا - 00:03:08
تذكرون اننا قلنا ان تلك الاية انما نهى الله سبحانه وتعالى فيها عن اتخاذ الانداد يعني الشركاء مع الله عز وجل في الالوهية لان الالوهية حق لله عز وجل يختص به سبحانه - 00:03:27
فلا يشاركه فيه غيره فاذا كان لا يجوز ان يتخذ مع الله اندادا وكذلك ها هنا لا يجوز ان يضرب لله الامثال يضرب يعني يجعل ضرب تأتي بمعنى جعله ضربت عليك العنكبوت بنسجها - 00:03:49
وقضى عليك به الكتاب المحكم كما يقول فرزدق فضربا تأتي بمعنى جعل فلا تجعلوا لله الامثال يعني الشركاء معه في العبودية وهذا النهي انما هو لاجل ان العبودية انما يختص بها الله سبحانه وتعالى - 00:04:12
اذا فهكذا الشأن في كل ما يختص به الله سبحانه وتعالى ومن ذلك اسماؤه وصفاته فاذا كان نهى عن اتخاذ الشركاء في العبادة معه لاجل ان العبادة حق خالص له - 00:04:31
فكذلك الشأن في كل ما هو مختص به سبحانه وتعالى؟ ومن ذلك الاسماء والصفات اذا عموم الاية يدل على صحة الاستدلال بها على هذا النفي المجمل فهي على وزان الايات التي مرت بنا - 00:04:50
كقوله تعالى ولم يكن له كفوا احد وكقوله ليس كمثله شيء وكقوله هل تعلم له سم يا وامثال هذه الايات ومبنى ذلك على ان الامثال جمع مثل ومثل مثل تأتي بمعنى مثل تقول مثل هذا مثل فلان وهذا مثل فلان - 00:05:14
كما تقول هذا شبه فلان وهذا شبه فلان اذا فلا تضربوا لله الامثال على هذا المعنى يعني نعم فلا تجعلوا مع الله امثالا يعني من يكونون او من تعتقدونهم امثالا لله عز وجل يعني يشبهون الله تعالى الله عن ذلك - 00:05:45
هذا لا يجوز وهذا مما نهى الله سبحانه وتعالى عنه اذا الاية صريحة بالنهي عن التمثيل فالذين مثلوا الله عز وجل بخلقه في صفاته لا شك انهم ما امتثلوا هذا - 00:06:19
النهي من الله سبحانه وتعالى فلا تجعلوا فلا تضربوا لله الامثال وثمة معنى ثان يذكره العلماء قريب من هذا المعنى وهو ان الامثال تلك الاقوال القياسية التي يشبه فيها حال بحال - 00:06:36
او شخص بشخص تضرب الامثال وتضرب ها هنا بمعنى تذكر لاجل فائدة قياسية فحينما يقول القائل مثلا في حال معينة الصيف ضيعت اللبن وها هنا ضرب مثلا ومفاد ذلك انه يخاطب هذا الانسان - 00:07:00
الذي ضيع فرصته فيقول حالك يا هذا كحال تلك المرأة التي ضيعت الفرصة بوقتها اليس كذلك؟ اذا مآل مآل المثل او مآل ضرب المثل هو ماذا القياس اذا نستفيد من هذا انه لا يجوز ان يقاس الله عز وجل بخلقه - 00:07:28
لا يجوز ان يقاس الله سبحانه وتعالى بخلقه. فهذا مما يدل عليه قوله فلا تضربوا لله الامثال ولعلكم تذكرون ما مر معنا من الكلام عند قول المؤلف رحمه الله ولا يقاس - 00:07:53
بخلقه وقلنا ان القياس الذي يقتضي التسوية بين الله سبحانه وتعالى وخلقه لا شك انه ممنوع ولا شك انه منهي عنه سواء كان هذا قياسا تمثيليا وهو قياس الفقهاء الحاق فرع باصل في حكم لعلة جامعة - 00:08:11
او كان قياس المناطق الذي هو القياس الاقتران ويسمى القياس الحملي او قياس الشمول او حتى كان قياسا شرطيا كل ذلك لا شك انه ممنوع اشد المنع ان يستعمل في حق الله عز وجل - 00:08:34
لان حقيقة القياس تسوية تسوية بين شيء وشيء في القياس المنطقي يلحق جزئي بكلي ليكون مثل بقية الاجزاء التي تندرج او بقية الجزئيات التي تندرج تحت هذا الكلي ولا شك ان الله جل جلاله - 00:08:53
وعز سلطانه ليس له مثيل هو الواحد الاحد الذي تفرد وتوحد في ذاته وصفاته. وكذلك في عبوديته والوهيته اذا من آآ المنكر العظيم ان يقاس الله عز وجل بخلقه قياسا يقتضي التسوية - 00:09:15
اما قياس الاولى فله شأن اخر وهذا حق دل عليه قوله تعالى ولله المثل الاعلى وهذا قياس لا يقتضي التسوية بحال والكلام قد مر فيه في غير موضعه المقصود ان - 00:09:39
القياس اذا تبين لنا انه ممنوع اعني القياس الذي يقتضي التسوية فان هذا يدلك على ان المعطلة جميعا ناهيك عن المشبهة كل اولئك وقعوا في هذا في هذا القياس الممنوع - 00:09:57
وذلك ان المشبهة الامر فيهم واظح اما المعطلة فانهم ما عطلوا الا بعد ان شبهه يعني الا بعد ان قاسوه الم تر الى هذا الذي عطل الله عز وجل عن صفة الاستواء في اعتقاده - 00:10:19
حينما قال ان الاستواء يؤول الى معنى الاستيلاء والسبب انه قاسى الله عز وجل بخلقه تجده في هذا الموضع يقول قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق - 00:10:42
فالحقيقة انه قاسى الله عز وجل اولا اه المخلوق الذي ظن ان الله سبحانه وتعالى يستوي يعني يعلو ويرتفع على الشيء اه كاستواءه ثم قاسه ثانيا بهذا بشر الذي يستوي على العرش يعني يستولي عليه - 00:11:00
فهو فر من قياس فوقع في قياس اخر وهكذا كل المؤولة للصفات ان كان نفيهم للصفة يعني تعطيل الله عز وجل عنها في اعتقادهم قد كان لفرارهم من التشبيه فالواقع انهم فروا من تشبيه فوقعوا - 00:11:25
في تشبيه. اذا كل الذين يزعمون ان ظاهر نصوص الصفات يقتضي التشبيه او من نصوص الصفات ما يقتضي التشبيه فالواقع انهم ضربوا لله الامثال من الذي ينجو من هذه الورطة - 00:11:44
ومن هذا المرض الذي عظم الله عز وجل حق تعظيمه فاعتقد انه ليس كمثله شيء فلم يضرب له الامثال. وبالتالي فانه اذا وردت عليه نصوص الصفات في الكتاب والسنة ما خالج قلبه قط - 00:12:03
شيء من التشبيه اعتقد ان المضاف الى الله عز وجل من هذه الصفات شيء يليق بجلال الله وعظمته فاثبته وقلبه مطمئن بالايمان هذه حال المتمسكين بنهج اهل السنة والجماعة وطريقة السلف الصالح - 00:12:21
تم ثمة معنى ثالث لهذه الاية ذكره بعض اهل العلم وهو حق وهو ان الامثال جمع مثل والمثل ها هنا على هذا القول بمعنى الوصف على نحو قول الله جل وعلا مثل الجنة التي وعد المتقون. يعني - 00:12:42
وصفها فيها انهار اذا قوله تعالى ها هنا فلا تضربوا لله الامثال يعني لا تذكروا لله اوصافا يعني لا تصفوا الله من عند انفسكم فان الله لا يصفه الا هو - 00:13:06
لانه اعلم بنفسه جل وعلا ثم رسله عليهم الصلاة والسلام لان الله تعالى يوحي اليهم اذا هذه الاية دليل على قاعدة اهل السنة والجماعة وهي ان الله تعالى لا يوصف - 00:13:26
الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم الباب باب توقيفي لا يثبت لله كما انه لا ينفى عن الله الا ما اثبت او نفى عن نفسه تبارك وتعالى فلا تضربوا لله - 00:13:44
الامثال نعم احسن الله ثم قال تعالى ان الله يعلم وانتم لا تعلمون الله عز وجل انما هناء انما نهى عن ضرب الامثال له لانه يعلم بطلان ذلك اما انتم يا من خالفتم الحق - 00:14:03
فانكم وقعتم في هذا لجهلكم جهلتم ربكم سبحانه وتعالى فلم تعرفوه حق المعرفة وجهلتم ما يستحقه وما يليق به جل وعلا فوقعتم في هذا المنحدر الخطر الا وهو ضرب الامثال لله سبحانه وتعالى. والله تعالى اعلم. نعم - 00:14:26
احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا - 00:14:49
الله ما لا تعلمون هذه الاية اية عظيمة اثرها في قلوب المؤمنين عظيم فانها من اصول الهداية واسباب السعادة للمعاني الجليلة التي اشتملت عليها وكأن المؤلف رحمه الله بعد ان ساق ما ساق - 00:15:02
من تلك الايات التي دلت على بطلان المسلك الذي سلكه الخائضون في صفات الله سبحانه وتعالى بالباطل اتى بهذه الايات الجامعة التي تدل على بطلاني قولي كل من خاض في باب الصفات بالباطل - 00:15:37
كل اولئك داخلون في هذا المعنى الذي دل عليه قوله تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون هذا هو موضع الشاهد من استدلال المؤلف رحمه الله بهذه الاية كل خائض بالباطل - 00:16:00
في صفات الله جل وعلا فانه قد خالف قول الله تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. نهي من الله جل وعلا عظيم عن ان يقال فيه بغير علم - 00:16:19
فالذين مثلوا الله بخلقه ما قالوا ما قالوا عليه بعلم والذين كيفوا صفاته بصفات خلقه قالوا عليه بغير علم والذين عطلوا صفاته قالوا على الله بغير علم والذين اولوا صفاته - 00:16:34
قالوا عليه بغير علم والذين وصفوه او سموه بغير برهان ودليل من الكتاب والسنة فقد قالوا عليه بغير علم والذين استعملوا الالفاظ المجملة في حقه نفيا او اثباتا فقد قالوا على الله بغير علم - 00:16:57
اذا جميع اصناف الخائضين بالباطل لا شك انهم قد خالفوا ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه حينما نهى عن ان يقال عليه بغير علم جل في علاه القول على الله بغير علم - 00:17:17
هو القول عليه بغير الحق وهو ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه القول عليه بالحق هو القول عليه بعلم والقول عليه بعلم هو القول عليه بحق والله سبحانه وتعالى قد بين - 00:17:40
قد بين ان القول عليه بغير الحق منكر عظيم يتسامى ويترفع ويتنزه عنه المؤمنون اولياء الله وسادتهم ورأسهم هم انبياء الله ورسله ولذا قال موسى عليه السلام حقيق على الا اقول على الله - 00:18:00
الا الحق اهل اهل الايمان الصادق انما يقولون على الله بالحق والحق هو ما جاء في الكتاب والسنة قال جل وعلا وبالحق انزلناه وبالحق نزل فهذا هو القول على الله عز وجل بعلم - 00:18:25
و ضد ذلك لا شك انه من تسويل الشيطان ووسوسته انما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. اذا المؤمن بين امرين اما ان يستجيب لله جل وعلا - 00:18:46
او يستجيب للشيطان ان استجاب لله جل وعلا لم يقل عليه الا بعلم والا بالحق الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق او يستجيب للشيطان انما يأمركم بالسوء والفحشاء - 00:19:06
وان تقولوا على الله ما لا تعلمون اذا هذه الاية توجل منها القلوب المؤمنة وتخاف من الله سبحانه وتعالى بسبب وقعها العظيم على النفوس من اشد الاثم واعظم المنكرات ان يقال على الله بغير علم - 00:19:26
هذه الاية نهت عن امور خمسة قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانه وان تقولوا على الله ما لا تعلمون - 00:19:53
محرمات حرمت في كل ملة وعلى لسان كل رسول في كل زمان ومكان وعلى كل احد لا احد يستثنى من هذه المنكرات فتباح في حقه. كلا والله هذه امور ممنوعة ومحرمة على كل احد في كل حال وفي كل وقت وفي كل مكان - 00:20:09
اذا هذه الاية دلت على ان الخائضين في صفات الله عز وجل على غير طريقة اهل السنة والجماعة ومسلك السلف الصحابة والتابعين واتباعهم وائمة الهدى لا شك انه قال على الله بغير علم - 00:20:37
والاية قد دلت على معنى اشمل من هذا فان القول على الله بغير علم هو القول على الله في ذاته وصفاته والقول على الله في شرعه بغير علم. وبالتالي الخائضون في باب الصفات بالباطل - 00:20:59
سواء اكانوا من اهل التعطيل او كانوا من اهل التمثيل وسواء كانوا في تعطيلهم اهل تخييل او تجهيل او تأويل كل اولئك قائلون على الله بغير علم كذلك الشأن في الذين يقولون في شرع الله - 00:21:21
بغير علم سواء اكانوا من اهل الاحداث والابتداع فانهم والله قائلون في شرع الله بغير علم. قائلون على الله في شرعه بغير علم وبغير الحق قال جل وعلا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله - 00:21:40
وقل مثل هذا في الصنف الثاني وهم الذين يخوضون في التحليل والتحريم بغير سلطان وبغير برهان وبغير علم وبغير الحق وهذا من اعظم الافتراء على الله عز وجل والكذب عليه ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون - 00:22:01
على الله الكذب لا يفلحون. اذا هذه الاية سيف مسلق على كل مبطل كل مشرك بالله وكافر به ومعطل مشبه ومحدث مبتدع ومحدث مبتدع كل اولئك حقيقة حالهم والخلاصة في امرهم - 00:22:29
انهم يقولون على الله بغير علم وان كانت احكامه متفاوتة بحسب خوضهم الباطل وبحسب هذا القول الذي قالوه على الله بغير علم وبغير الحق هذه الاية كما اسلفت فيها فوائد جليلة - 00:22:57
حري بالمؤمن ان يقف عندها متأملا متدبرا قال جل وعلا قل انما حرم مرب قل انما حرم ربي الفواحش لاهل العلم بحث طويل ها هنا في هذا الحصر الذي جاء في قوله انما حرم - 00:23:20
هل هو حصر اضافي او حصر حقيقي الذي يظهر والله تعالى اعلم انه حصر اضافي وذلك ان سياق الاية يدل على ذلك الم تر ان الى ان الله سبحانه وتعالى قال - 00:23:44
قبل هذه الاية قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون قل انما حرم ربي الفواحش - 00:24:02
كأن الله تعالى يقول هذا ما حرم الله لا ما حرمتم انتم انما حرم الله هذه الاشياء وليس ما ادعيتم فان اهل الجاهلية حرموا اشياءه بغير علم وبغير برهان وبغير سلطان من الله - 00:24:22
وربما نسبوا هذا الى الله كما كان منهم ان حرموا البحيرة والسائبة والحام كما حرموا على غير الاحمسي يعني من كان من غير قريش ومن والاها ان يطوف بالبيت بثيابه قالوا - 00:24:41
ان هذا ممنوع والله منعه وربما الزموا الناس بالقوة ان يطوفوا عراة او يتفضل احمسي على احدهم فيعطيه ثيابه. واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء - 00:25:01
فهذا من الباطل الذي حرموه الذي كانوا فيه محرمين بغير علم وبغير حق يقول جل وعلا قل انما حرم رب قل انما حرم ربي الفواحش اقول ويمكن ان نقول ايضا - 00:25:23
انه لا مانع ان يكون الحصر ها هنا حصرا حقيقيا لانه على التفسير الذي سيأتي ما جاء في هذه الاية شامل لكل ما حرم الله سبحانه وتعالى. اما على سبيل التفصيل او على سبيل الاجمال - 00:25:45
كل ما حرم الله داخل في هذه الامور الخمسة فعلى هذا لا مانع ان يكون الحصر ها هنا حصرا حصرا حقيقيا قال جل وعلا قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن - 00:26:04
قال بعض اهل التفسير الفواحش ها هنا جمع فاحشة وهي الزنا خاصة وعليه فيكون ما ظهر من هذا الزنا هو الزنا بالاعلان وما بطن يعني ما بطن بالاسرار يعني كان مخفيا - 00:26:22
وبعضهم قال انما ظهرها هنا هو نكاح نساء الاباء الذي كان اهل الجاهلية يستحلونه وما بطن هو الزنا بالبغايا عافاني الله واياكم وقيل غير ذلك والذي يظهر والله تعالى اعلم - 00:26:44
ان الفاحشة اعم مما قالوا ها هنا فان الفاحشة هي كل ذنب غلظ وفحش وتناهى في القبح وكثيرا ما جاء في القرآن وصف الزنا به ولا تقربوا الزنا انه كان - 00:27:03
فاحشة كذلك عمل قوم لوط كما قال جل وعلا ولوطا اذ قال لقومه اتأتونه الفاحشة كما انه جاء في القرآن على غير هذا المعنى كما قال جل وعلا في حق الطواف بالبيت - 00:27:25
حال العري قال جل وعلا واذا فعلوا فاحشة وهي الطواف طوافهم بالبيت عراة فسمى الله عز وجل ذلك فاحشة المقصود ان الفواحش هي هذه الذنوب التي عظمت وقبحت وبالتالي يكون معنى قوله ما ظهر منها وما بطن - 00:27:44
اما ما اعلن وما اخفي فالكل محرم ليس الذنب اذا كان مخفيا عن اعين الناس حلالا بل كل ذلك محرم وهذا ما كان يقع فيه بعض اهل الجاهلية حينما كانوا يظنون ان الزنا - 00:28:10
انما يمنع اذا كان معلنا اما اذا كان مخفيا فانه لا حرج فيه فبين سبحانه وتعالى ان كل الذنوب سواء كانت في سواء كانت في حالة الاعلان او في حالة الاصرار - 00:28:35
فانها محرمة حرمها الله سبحانه وتعالى فالذنوب كلها محرمة معلنا بها او مسرا ولا او كان ذلك في حال الاصرار. ولا شك ان حال الاعلان اعظم ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:28:51
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امتي معافى الا المجاهرين اذا ابتليت فحذار من المجاهرة بالذنب فان هذا ذنب فوق الذنب طيب المعنى الثاني في قوله تعالى ما ظهر منها وما بطن - 00:29:11
ان يكون المراد الذنوب التي هي فواحش ما ظهر يعني على الجوارح وما بطن يعني كان قائما بالقلوب ذنوب وفواحش ظاهرة وذنوب وفواحش باطنة باطنة تقوم بالقلوب. كل ذلك حرمه الله جل وعلا - 00:29:33
وبهذا او على هذا نستفيد ان الذنوب والمعاصي تنقسم من حيث قيامها بالانسان الى ذنوب ظاهرة وذنوب باطلة. والاصل ان الذنوب الباطنة اشنع واقبح هذا هو الاصل وقد يكون من هذا الاصل شذوذ واستثناءات - 00:29:59
قال سبحانه قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم الاثم هو الذنب يعني السيئة يعني الامر المحرم وقد يطلق الاثم على اثره قد يطلق الاثم على اثره - 00:30:27
فيقال ان على فلان او على من فعل كذا الاثم. يعني انه متوعد بعقوبة هذا الذنب. اذا الاثم قد يطلق على السيئة وقد يطلق على اثرها يعني عقوبتها والمراد ها هنا - 00:30:51
السيئة قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر وما منها وما بطن. والاثم يعني السيئات والذنوب وبالتالي يكون ذكر الاثم ها هنا من باب ذكر العام بعد الخاصة والقاعدة عند البلاغيين - 00:31:14
ان تقديم الخاص على العام من باب الاهتمام به وكذلك الشأن في ذكر الخاص بعد العام كلاهما يدلان على الاهتمام بالخاص ان قدم الخاص على العام او ذكر الخاص بعد العام كلا ذلك عند - 00:31:37
اه اهل اللغة دليل على ماذا على الاهتمام بالخاص وتنبيه عليه اذا كان ذلك كذلك فكل ما حرم الله سبحانه وتعالى فانه داخل بقوله ها والاثم طيب قال والاثم والبغي بغير الحق - 00:32:01
هذه الاية جمعت الامرين اللذين ذكرتهما قبل قليل تقديم الخاص على العام وذكر الخاص بعد العام لم لانه قال اولا الفواحش ثم قال الاثم ثم قال البغي والبغي لا شك انه فرد من افراد - 00:32:25
طرد من افراد الاثم فيكون ذكره بعد العام الذي هو الاثم لاجل خطره والتنبيه على عظيم شأنه وان عقوبته شديدة عند الله سبحانه وتعالى البغي هو الظلم والاعتداء على الاخرين بغير حق - 00:32:47
ولا شك ان هذا مما هو محرم بل اكد تحريمه كثيرا في النصوص وجاء الوعيد عليه بي انواع من الدلائل لاجل خطره الاعتداء على الخلق والتعدي عليهم وظلمهم لا شك انه طغيان - 00:33:13
ومنكر عظيم وكبيرة مؤكدة التحريم وها هنا بحث بقوله تعالى والاثم والبغي بغير الحق من اهل العلم من قال ان قوله بغير الحق هذا انما هو لبيان الواقع وزيادة الايضاح - 00:33:40
او كما يقولون صفة كاشفة بمعنى ان لا مفهوم لهذه الكلمة بمعنى ليس هناك بغي بغير الحق فتكون هذه الاية على وزان قوله تعالى ويقتلون الانبياء بغير حق وكقوله تعالى مثلا - 00:34:07
ولا طائر يطير بجناحيه او قول العشاء الاخرة كل ذلك لاجل زيادة البيان او ذكر الواقع وليس للاحتراز وصف او صفة احترازية لاجل ان ثمة بغي بحق فهذا على هذا - 00:34:33
آآ النسق وقال بعض اهل العلم ان هذا الوصف له مفهوم والمنهي عنه هو البغي بغير الحق وعليه فالبغي بحق غير منهي عنه فتكون هذه الاية على وزان قوله تعالى فمن اعتدى عليكم - 00:34:57
فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. وكما قال سبحانه وجزاء سيئة سيئة مثلها. اذا قد يسمى او قد نسمي عقوبة البغي بغي كما نسمي عقوبة الاعتداء اعتداء لكن الفرق هو ماذا - 00:35:21
ان هذا بحق وهذا وهذا بغير الحق والاول فيما يبدو والله تعالى اعلم اقرب مسألة البغي يا اخوة مسألة عظيمة ينبغي على المسلم ان يتنبه لخطره كما ينبغي على طالب العلم على وجه الخصوص - 00:35:42
ان يتنبه لخطره فانه لربما وقع من حيث لا يشعر في اتوني هذه الكبيرة الجليلة الاصل ان المسلم شأنه عظيم عند الله عز وجل قد حرم الله جسده وحرم ماله - 00:36:10
وحرم عرضه ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام ولاحظ يا رعاك الله ان هذا الحرام حرام مؤكد قال كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اذا كل المسلم على المسلم حرام - 00:36:32
الاصل ان المؤمنين رحماء بينهم كما اخبر الله جل وعلا اذلة على المؤمنين وهذا يتنافى تمام المنافاة مع البغي والتسلط والاعتداء والظلم على الاخرين ولا سيما فيما يتعلق باعراض المؤمنين - 00:36:56
ان تنهش الاعراض وان يتكلم على الناس بغير الحق ما اعظم هذا وما افحش هذا النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند ابي داوود ان من اربى الربا استطالة المسلم في عرض اخيه - 00:37:21
هذا من اربى الربا وخرج ابو داوود ايضا في سننه عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ومن قال في مؤمن غير ما فيه او بغير ما فيه سقاه الله من ردغة الخبال. نسأل الله السلامة والعافية - 00:37:41
اذا حذاري من ان تبغي على اخوانك المسلمين فتفري في اعراضهم او تتقول عليهم بغير الحق وطالب العلم ها هنا والداعية ها هنا في امتحان عظيم فان الواجب عليه قد يكون الكلام - 00:38:00
وقد يكون السكوت والميزان في ذلك مراعاة المصلحة كيف ذلك قد يكون من الواجب المتعين على الداعية وطالب العلم ان يصدع بالحق ويحذر من المنكر واهله ومن البدعة واصحابها وقد يكون هذا - 00:38:25
على سبيل التعميم وقد يعني الابهام وقد يكون على سبيل التعيين لا نقول كما يقول بعض الناس ان الانكار على الاخرين لابد ان يكون على سبيل الابهام لا على سبيل التعيين ليس الامر كذلك - 00:38:54
انما قد يكون هذا وقد يكون هذا فالذي جاء بما بال اقوام هو الذي جاء بكذب ابو السنابل اذا هذا شرع وهذا شرع والميزان في ذلك هو مراعاة المصلحة وقد يتكلم - 00:39:12
فيأثم قد يسكت فيأثم وقد يتكلم فيأثم يأثم اذا تكلم حينما يتجاوز الشرطين العظيمين الذين اشترطتهما الشريعة عند الكلام في الاخرين وهما العلم والعدل فمن تكلم في الاخرين بغير علم - 00:39:36
بغير علم في الشريعة وبغير علم في الواقع بغير علم بالشريعة وبغير علم بالواقع فانه يكون قد بغى وظلم وافترى او يتجاوز العدل في قلبه شيء على فلان فيبالغ ويزيد - 00:40:03
على القدر المطلوب وعلى القدر الشرعي والله عز وجل نهى عن ذلك ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا واقرب للتقوى اذا امتحان عظيم قد يسكت عن بيان الحق - 00:40:27
ليه اه مجاملة او نحوها فيأثم وقد يتكلم بغير علم فيأثم وقد يتكلم بغير عدل فيأثم اذا هذا موضوع ينبغي ان يزنه المسلم ولا سيما طالب العلم والداعية بميزان ادق من ميزان الذهب - 00:40:46
قال جل وعلا والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا هذا هو الامر الرابع نهى الله سبحانه عن الشرك به جل وعلا فمن اشرك مع الله - 00:41:16
فقد وقع في ذنب عظيم خالف امر الله الذي نهى عن ان يشرك به تبارك وتعالى والادلة الناهية عن الشرك به في عبادته كثيرة جدا وهنا بحث في قوله وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا - 00:41:39
فان هذا كما قال بعض اهل العلم ايضا وصف لا مفهوم له بمعنى لا تشعر الاية ولا تدل على انه يجوز ان يشرك مع الله بسلطان لا شك ان هذا باطل بل كل شرك بالله جل وعلا - 00:42:03
وكل من اتخذ شريكا مع الله جل وعلا فانه انما كان بغيره بغير سلطان وبغير برهان وبغير حق انما هذا لبيان الواقع وزيادة الايضاح ويكون على هذا على نحو قول الله سبحانه - 00:42:23
ومن يدعو مع الله الها اخر ها لا برهان له به ومعلوم ان كل اله يدعى مع الله عز وجل لا شك انه لا برهان له به اذا هذا وصف - 00:42:44
يبين الواقع ويزيد الايضاح لا مفهوم له والذي يظهر والله تعالى اعلم ان انه لا حاجة الى هذا لان ما ها هنا موصولة وان تشركوا لي وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانه - 00:43:02
والصلة والموصول ليس من باب المفاهيم هذا من باب التعريف وليس من باب الوصف فبالتالي الموصول وصلته لا يدخلان في ماذا بباب المفاهيم لا يقال ان هذا الكلام له مفهوم اصلا انما هذا من باب التعريف وليس من باب الوصف - 00:43:25
قال جل وعلا وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وهذا هو الوصف الجامع لكل مخالفة للحق وعلى هذا الاساس على القول على الله بغير العلم - 00:43:53
اسست كل انواع الشرك والبدع كلها مؤسسة على ماذا على القول على الله بغير علم كما مظى بيان ذلك فمن قال على الله عز وجل ما لا يعلم ان الله قد قاله - 00:44:17
او رسوله صلى الله عليه وسلم قد قاله فقد خالف امر الله عز وجل ونهيها ها هما ومن قال على الله عز وجل في شيء لا يعلمه اقاله الله ام لم يقله - 00:44:39
فانه داخل ايضا في هذه الاية قال على الله بغير علم والواجب الا يقول الانسان على الله الا بعلم. اذا من قال على الله ما علم ان الله ما قاله - 00:44:56
فانه داخل في هذه الاية. ومن قال على الله يعني في ذاته او صفاته او شرعه ما لا يعلم ان الله قد قاله او لم يقله فانه ايضا قد قال على الله - 00:45:15
بغير علم فحذاري احفظ لسانك وصنه عن ان تقول على الله عز وجل لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في شرعه ولا في قدره ولا في شيء يتعلق - 00:45:29
به جل وعلا الا بعلم الا بدليل الا ببرهان الا بنور من الوحي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والا فانك على شفاه لك اسأل الله جل وعلا ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا الاخلاص والتوفيق والقبول ان ربنا - 00:45:45
سميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان - 00:46:10
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون - 00:00:00
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:20
واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد هذه الاية ختم بها المؤلف الشيخ تقي الدين ابو العباس ابن تيمية رحمه الله - 00:00:41
ختم مجموعة الايات التي ساقها للدلالة على النفي في الصفات حيث ساق جملة افادتنا ما يتعلق بالنفي اجمالا وتفصيلا وهذه الاية من جملتها وتلاحظ يا رعاك الله ان هذه الاية - 00:01:04
سياقها يدل على ان المراد النهي عن ضرب الامثال لله عز وجل ما يرجع الى باب توحيد الالوهية يعني فيها نهي عن اتخاذ الشركاء مع الله عز وجل وهذا ما فسر - 00:01:40
آآ به الاية حبر الامة ابن عباس رضي الله عنهما كما اخرج ذلك ابن جرير وغيره ففيها النهي عن ان يجعل مع الله الهة هي الاصنام وذلك ان الله سبحانه وتعالى قال - 00:02:02
ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون ثم قال فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون فالاية سياقها واضح - 00:02:24
في انها تتعلق بتوحيد الالوهية وليس بتوحيد الاسماء والصفات والفرض ان هذا الكتاب انما الفه شيخ الاسلام رحمه الله للكلام عن موضوع توحيد الاسماء والصفات اصالة وان كان تضمن غير ذلك مما سيأتي الكلام عنه ان شاء الله - 00:02:42
لكن ما اورده المؤلف رحمه الله من اول رسالته والى هذا الموضع كله يتعلق بتوحيد الاسماء والصفات والكلام عن هذا على وزان الكلام عن قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا - 00:03:08
تذكرون اننا قلنا ان تلك الاية انما نهى الله سبحانه وتعالى فيها عن اتخاذ الانداد يعني الشركاء مع الله عز وجل في الالوهية لان الالوهية حق لله عز وجل يختص به سبحانه - 00:03:27
فلا يشاركه فيه غيره فاذا كان لا يجوز ان يتخذ مع الله اندادا وكذلك ها هنا لا يجوز ان يضرب لله الامثال يضرب يعني يجعل ضرب تأتي بمعنى جعله ضربت عليك العنكبوت بنسجها - 00:03:49
وقضى عليك به الكتاب المحكم كما يقول فرزدق فضربا تأتي بمعنى جعل فلا تجعلوا لله الامثال يعني الشركاء معه في العبودية وهذا النهي انما هو لاجل ان العبودية انما يختص بها الله سبحانه وتعالى - 00:04:12
اذا فهكذا الشأن في كل ما يختص به الله سبحانه وتعالى ومن ذلك اسماؤه وصفاته فاذا كان نهى عن اتخاذ الشركاء في العبادة معه لاجل ان العبادة حق خالص له - 00:04:31
فكذلك الشأن في كل ما هو مختص به سبحانه وتعالى؟ ومن ذلك الاسماء والصفات اذا عموم الاية يدل على صحة الاستدلال بها على هذا النفي المجمل فهي على وزان الايات التي مرت بنا - 00:04:50
كقوله تعالى ولم يكن له كفوا احد وكقوله ليس كمثله شيء وكقوله هل تعلم له سم يا وامثال هذه الايات ومبنى ذلك على ان الامثال جمع مثل ومثل مثل تأتي بمعنى مثل تقول مثل هذا مثل فلان وهذا مثل فلان - 00:05:14
كما تقول هذا شبه فلان وهذا شبه فلان اذا فلا تضربوا لله الامثال على هذا المعنى يعني نعم فلا تجعلوا مع الله امثالا يعني من يكونون او من تعتقدونهم امثالا لله عز وجل يعني يشبهون الله تعالى الله عن ذلك - 00:05:45
هذا لا يجوز وهذا مما نهى الله سبحانه وتعالى عنه اذا الاية صريحة بالنهي عن التمثيل فالذين مثلوا الله عز وجل بخلقه في صفاته لا شك انهم ما امتثلوا هذا - 00:06:19
النهي من الله سبحانه وتعالى فلا تجعلوا فلا تضربوا لله الامثال وثمة معنى ثان يذكره العلماء قريب من هذا المعنى وهو ان الامثال تلك الاقوال القياسية التي يشبه فيها حال بحال - 00:06:36
او شخص بشخص تضرب الامثال وتضرب ها هنا بمعنى تذكر لاجل فائدة قياسية فحينما يقول القائل مثلا في حال معينة الصيف ضيعت اللبن وها هنا ضرب مثلا ومفاد ذلك انه يخاطب هذا الانسان - 00:07:00
الذي ضيع فرصته فيقول حالك يا هذا كحال تلك المرأة التي ضيعت الفرصة بوقتها اليس كذلك؟ اذا مآل مآل المثل او مآل ضرب المثل هو ماذا القياس اذا نستفيد من هذا انه لا يجوز ان يقاس الله عز وجل بخلقه - 00:07:28
لا يجوز ان يقاس الله سبحانه وتعالى بخلقه. فهذا مما يدل عليه قوله فلا تضربوا لله الامثال ولعلكم تذكرون ما مر معنا من الكلام عند قول المؤلف رحمه الله ولا يقاس - 00:07:53
بخلقه وقلنا ان القياس الذي يقتضي التسوية بين الله سبحانه وتعالى وخلقه لا شك انه ممنوع ولا شك انه منهي عنه سواء كان هذا قياسا تمثيليا وهو قياس الفقهاء الحاق فرع باصل في حكم لعلة جامعة - 00:08:11
او كان قياس المناطق الذي هو القياس الاقتران ويسمى القياس الحملي او قياس الشمول او حتى كان قياسا شرطيا كل ذلك لا شك انه ممنوع اشد المنع ان يستعمل في حق الله عز وجل - 00:08:34
لان حقيقة القياس تسوية تسوية بين شيء وشيء في القياس المنطقي يلحق جزئي بكلي ليكون مثل بقية الاجزاء التي تندرج او بقية الجزئيات التي تندرج تحت هذا الكلي ولا شك ان الله جل جلاله - 00:08:53
وعز سلطانه ليس له مثيل هو الواحد الاحد الذي تفرد وتوحد في ذاته وصفاته. وكذلك في عبوديته والوهيته اذا من آآ المنكر العظيم ان يقاس الله عز وجل بخلقه قياسا يقتضي التسوية - 00:09:15
اما قياس الاولى فله شأن اخر وهذا حق دل عليه قوله تعالى ولله المثل الاعلى وهذا قياس لا يقتضي التسوية بحال والكلام قد مر فيه في غير موضعه المقصود ان - 00:09:39
القياس اذا تبين لنا انه ممنوع اعني القياس الذي يقتضي التسوية فان هذا يدلك على ان المعطلة جميعا ناهيك عن المشبهة كل اولئك وقعوا في هذا في هذا القياس الممنوع - 00:09:57
وذلك ان المشبهة الامر فيهم واظح اما المعطلة فانهم ما عطلوا الا بعد ان شبهه يعني الا بعد ان قاسوه الم تر الى هذا الذي عطل الله عز وجل عن صفة الاستواء في اعتقاده - 00:10:19
حينما قال ان الاستواء يؤول الى معنى الاستيلاء والسبب انه قاسى الله عز وجل بخلقه تجده في هذا الموضع يقول قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق - 00:10:42
فالحقيقة انه قاسى الله عز وجل اولا اه المخلوق الذي ظن ان الله سبحانه وتعالى يستوي يعني يعلو ويرتفع على الشيء اه كاستواءه ثم قاسه ثانيا بهذا بشر الذي يستوي على العرش يعني يستولي عليه - 00:11:00
فهو فر من قياس فوقع في قياس اخر وهكذا كل المؤولة للصفات ان كان نفيهم للصفة يعني تعطيل الله عز وجل عنها في اعتقادهم قد كان لفرارهم من التشبيه فالواقع انهم فروا من تشبيه فوقعوا - 00:11:25
في تشبيه. اذا كل الذين يزعمون ان ظاهر نصوص الصفات يقتضي التشبيه او من نصوص الصفات ما يقتضي التشبيه فالواقع انهم ضربوا لله الامثال من الذي ينجو من هذه الورطة - 00:11:44
ومن هذا المرض الذي عظم الله عز وجل حق تعظيمه فاعتقد انه ليس كمثله شيء فلم يضرب له الامثال. وبالتالي فانه اذا وردت عليه نصوص الصفات في الكتاب والسنة ما خالج قلبه قط - 00:12:03
شيء من التشبيه اعتقد ان المضاف الى الله عز وجل من هذه الصفات شيء يليق بجلال الله وعظمته فاثبته وقلبه مطمئن بالايمان هذه حال المتمسكين بنهج اهل السنة والجماعة وطريقة السلف الصالح - 00:12:21
تم ثمة معنى ثالث لهذه الاية ذكره بعض اهل العلم وهو حق وهو ان الامثال جمع مثل والمثل ها هنا على هذا القول بمعنى الوصف على نحو قول الله جل وعلا مثل الجنة التي وعد المتقون. يعني - 00:12:42
وصفها فيها انهار اذا قوله تعالى ها هنا فلا تضربوا لله الامثال يعني لا تذكروا لله اوصافا يعني لا تصفوا الله من عند انفسكم فان الله لا يصفه الا هو - 00:13:06
لانه اعلم بنفسه جل وعلا ثم رسله عليهم الصلاة والسلام لان الله تعالى يوحي اليهم اذا هذه الاية دليل على قاعدة اهل السنة والجماعة وهي ان الله تعالى لا يوصف - 00:13:26
الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم الباب باب توقيفي لا يثبت لله كما انه لا ينفى عن الله الا ما اثبت او نفى عن نفسه تبارك وتعالى فلا تضربوا لله - 00:13:44
الامثال نعم احسن الله ثم قال تعالى ان الله يعلم وانتم لا تعلمون الله عز وجل انما هناء انما نهى عن ضرب الامثال له لانه يعلم بطلان ذلك اما انتم يا من خالفتم الحق - 00:14:03
فانكم وقعتم في هذا لجهلكم جهلتم ربكم سبحانه وتعالى فلم تعرفوه حق المعرفة وجهلتم ما يستحقه وما يليق به جل وعلا فوقعتم في هذا المنحدر الخطر الا وهو ضرب الامثال لله سبحانه وتعالى. والله تعالى اعلم. نعم - 00:14:26
احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا - 00:14:49
الله ما لا تعلمون هذه الاية اية عظيمة اثرها في قلوب المؤمنين عظيم فانها من اصول الهداية واسباب السعادة للمعاني الجليلة التي اشتملت عليها وكأن المؤلف رحمه الله بعد ان ساق ما ساق - 00:15:02
من تلك الايات التي دلت على بطلان المسلك الذي سلكه الخائضون في صفات الله سبحانه وتعالى بالباطل اتى بهذه الايات الجامعة التي تدل على بطلاني قولي كل من خاض في باب الصفات بالباطل - 00:15:37
كل اولئك داخلون في هذا المعنى الذي دل عليه قوله تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون هذا هو موضع الشاهد من استدلال المؤلف رحمه الله بهذه الاية كل خائض بالباطل - 00:16:00
في صفات الله جل وعلا فانه قد خالف قول الله تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. نهي من الله جل وعلا عظيم عن ان يقال فيه بغير علم - 00:16:19
فالذين مثلوا الله بخلقه ما قالوا ما قالوا عليه بعلم والذين كيفوا صفاته بصفات خلقه قالوا عليه بغير علم والذين عطلوا صفاته قالوا على الله بغير علم والذين اولوا صفاته - 00:16:34
قالوا عليه بغير علم والذين وصفوه او سموه بغير برهان ودليل من الكتاب والسنة فقد قالوا عليه بغير علم والذين استعملوا الالفاظ المجملة في حقه نفيا او اثباتا فقد قالوا على الله بغير علم - 00:16:57
اذا جميع اصناف الخائضين بالباطل لا شك انهم قد خالفوا ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه حينما نهى عن ان يقال عليه بغير علم جل في علاه القول على الله بغير علم - 00:17:17
هو القول عليه بغير الحق وهو ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه القول عليه بالحق هو القول عليه بعلم والقول عليه بعلم هو القول عليه بحق والله سبحانه وتعالى قد بين - 00:17:40
قد بين ان القول عليه بغير الحق منكر عظيم يتسامى ويترفع ويتنزه عنه المؤمنون اولياء الله وسادتهم ورأسهم هم انبياء الله ورسله ولذا قال موسى عليه السلام حقيق على الا اقول على الله - 00:18:00
الا الحق اهل اهل الايمان الصادق انما يقولون على الله بالحق والحق هو ما جاء في الكتاب والسنة قال جل وعلا وبالحق انزلناه وبالحق نزل فهذا هو القول على الله عز وجل بعلم - 00:18:25
و ضد ذلك لا شك انه من تسويل الشيطان ووسوسته انما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. اذا المؤمن بين امرين اما ان يستجيب لله جل وعلا - 00:18:46
او يستجيب للشيطان ان استجاب لله جل وعلا لم يقل عليه الا بعلم والا بالحق الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق او يستجيب للشيطان انما يأمركم بالسوء والفحشاء - 00:19:06
وان تقولوا على الله ما لا تعلمون اذا هذه الاية توجل منها القلوب المؤمنة وتخاف من الله سبحانه وتعالى بسبب وقعها العظيم على النفوس من اشد الاثم واعظم المنكرات ان يقال على الله بغير علم - 00:19:26
هذه الاية نهت عن امور خمسة قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانه وان تقولوا على الله ما لا تعلمون - 00:19:53
محرمات حرمت في كل ملة وعلى لسان كل رسول في كل زمان ومكان وعلى كل احد لا احد يستثنى من هذه المنكرات فتباح في حقه. كلا والله هذه امور ممنوعة ومحرمة على كل احد في كل حال وفي كل وقت وفي كل مكان - 00:20:09
اذا هذه الاية دلت على ان الخائضين في صفات الله عز وجل على غير طريقة اهل السنة والجماعة ومسلك السلف الصحابة والتابعين واتباعهم وائمة الهدى لا شك انه قال على الله بغير علم - 00:20:37
والاية قد دلت على معنى اشمل من هذا فان القول على الله بغير علم هو القول على الله في ذاته وصفاته والقول على الله في شرعه بغير علم. وبالتالي الخائضون في باب الصفات بالباطل - 00:20:59
سواء اكانوا من اهل التعطيل او كانوا من اهل التمثيل وسواء كانوا في تعطيلهم اهل تخييل او تجهيل او تأويل كل اولئك قائلون على الله بغير علم كذلك الشأن في الذين يقولون في شرع الله - 00:21:21
بغير علم سواء اكانوا من اهل الاحداث والابتداع فانهم والله قائلون في شرع الله بغير علم. قائلون على الله في شرعه بغير علم وبغير الحق قال جل وعلا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله - 00:21:40
وقل مثل هذا في الصنف الثاني وهم الذين يخوضون في التحليل والتحريم بغير سلطان وبغير برهان وبغير علم وبغير الحق وهذا من اعظم الافتراء على الله عز وجل والكذب عليه ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون - 00:22:01
على الله الكذب لا يفلحون. اذا هذه الاية سيف مسلق على كل مبطل كل مشرك بالله وكافر به ومعطل مشبه ومحدث مبتدع ومحدث مبتدع كل اولئك حقيقة حالهم والخلاصة في امرهم - 00:22:29
انهم يقولون على الله بغير علم وان كانت احكامه متفاوتة بحسب خوضهم الباطل وبحسب هذا القول الذي قالوه على الله بغير علم وبغير الحق هذه الاية كما اسلفت فيها فوائد جليلة - 00:22:57
حري بالمؤمن ان يقف عندها متأملا متدبرا قال جل وعلا قل انما حرم مرب قل انما حرم ربي الفواحش لاهل العلم بحث طويل ها هنا في هذا الحصر الذي جاء في قوله انما حرم - 00:23:20
هل هو حصر اضافي او حصر حقيقي الذي يظهر والله تعالى اعلم انه حصر اضافي وذلك ان سياق الاية يدل على ذلك الم تر ان الى ان الله سبحانه وتعالى قال - 00:23:44
قبل هذه الاية قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون قل انما حرم ربي الفواحش - 00:24:02
كأن الله تعالى يقول هذا ما حرم الله لا ما حرمتم انتم انما حرم الله هذه الاشياء وليس ما ادعيتم فان اهل الجاهلية حرموا اشياءه بغير علم وبغير برهان وبغير سلطان من الله - 00:24:22
وربما نسبوا هذا الى الله كما كان منهم ان حرموا البحيرة والسائبة والحام كما حرموا على غير الاحمسي يعني من كان من غير قريش ومن والاها ان يطوف بالبيت بثيابه قالوا - 00:24:41
ان هذا ممنوع والله منعه وربما الزموا الناس بالقوة ان يطوفوا عراة او يتفضل احمسي على احدهم فيعطيه ثيابه. واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء - 00:25:01
فهذا من الباطل الذي حرموه الذي كانوا فيه محرمين بغير علم وبغير حق يقول جل وعلا قل انما حرم رب قل انما حرم ربي الفواحش اقول ويمكن ان نقول ايضا - 00:25:23
انه لا مانع ان يكون الحصر ها هنا حصرا حقيقيا لانه على التفسير الذي سيأتي ما جاء في هذه الاية شامل لكل ما حرم الله سبحانه وتعالى. اما على سبيل التفصيل او على سبيل الاجمال - 00:25:45
كل ما حرم الله داخل في هذه الامور الخمسة فعلى هذا لا مانع ان يكون الحصر ها هنا حصرا حصرا حقيقيا قال جل وعلا قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن - 00:26:04
قال بعض اهل التفسير الفواحش ها هنا جمع فاحشة وهي الزنا خاصة وعليه فيكون ما ظهر من هذا الزنا هو الزنا بالاعلان وما بطن يعني ما بطن بالاسرار يعني كان مخفيا - 00:26:22
وبعضهم قال انما ظهرها هنا هو نكاح نساء الاباء الذي كان اهل الجاهلية يستحلونه وما بطن هو الزنا بالبغايا عافاني الله واياكم وقيل غير ذلك والذي يظهر والله تعالى اعلم - 00:26:44
ان الفاحشة اعم مما قالوا ها هنا فان الفاحشة هي كل ذنب غلظ وفحش وتناهى في القبح وكثيرا ما جاء في القرآن وصف الزنا به ولا تقربوا الزنا انه كان - 00:27:03
فاحشة كذلك عمل قوم لوط كما قال جل وعلا ولوطا اذ قال لقومه اتأتونه الفاحشة كما انه جاء في القرآن على غير هذا المعنى كما قال جل وعلا في حق الطواف بالبيت - 00:27:25
حال العري قال جل وعلا واذا فعلوا فاحشة وهي الطواف طوافهم بالبيت عراة فسمى الله عز وجل ذلك فاحشة المقصود ان الفواحش هي هذه الذنوب التي عظمت وقبحت وبالتالي يكون معنى قوله ما ظهر منها وما بطن - 00:27:44
اما ما اعلن وما اخفي فالكل محرم ليس الذنب اذا كان مخفيا عن اعين الناس حلالا بل كل ذلك محرم وهذا ما كان يقع فيه بعض اهل الجاهلية حينما كانوا يظنون ان الزنا - 00:28:10
انما يمنع اذا كان معلنا اما اذا كان مخفيا فانه لا حرج فيه فبين سبحانه وتعالى ان كل الذنوب سواء كانت في سواء كانت في حالة الاعلان او في حالة الاصرار - 00:28:35
فانها محرمة حرمها الله سبحانه وتعالى فالذنوب كلها محرمة معلنا بها او مسرا ولا او كان ذلك في حال الاصرار. ولا شك ان حال الاعلان اعظم ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:28:51
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امتي معافى الا المجاهرين اذا ابتليت فحذار من المجاهرة بالذنب فان هذا ذنب فوق الذنب طيب المعنى الثاني في قوله تعالى ما ظهر منها وما بطن - 00:29:11
ان يكون المراد الذنوب التي هي فواحش ما ظهر يعني على الجوارح وما بطن يعني كان قائما بالقلوب ذنوب وفواحش ظاهرة وذنوب وفواحش باطنة باطنة تقوم بالقلوب. كل ذلك حرمه الله جل وعلا - 00:29:33
وبهذا او على هذا نستفيد ان الذنوب والمعاصي تنقسم من حيث قيامها بالانسان الى ذنوب ظاهرة وذنوب باطلة. والاصل ان الذنوب الباطنة اشنع واقبح هذا هو الاصل وقد يكون من هذا الاصل شذوذ واستثناءات - 00:29:59
قال سبحانه قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم الاثم هو الذنب يعني السيئة يعني الامر المحرم وقد يطلق الاثم على اثره قد يطلق الاثم على اثره - 00:30:27
فيقال ان على فلان او على من فعل كذا الاثم. يعني انه متوعد بعقوبة هذا الذنب. اذا الاثم قد يطلق على السيئة وقد يطلق على اثرها يعني عقوبتها والمراد ها هنا - 00:30:51
السيئة قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر وما منها وما بطن. والاثم يعني السيئات والذنوب وبالتالي يكون ذكر الاثم ها هنا من باب ذكر العام بعد الخاصة والقاعدة عند البلاغيين - 00:31:14
ان تقديم الخاص على العام من باب الاهتمام به وكذلك الشأن في ذكر الخاص بعد العام كلاهما يدلان على الاهتمام بالخاص ان قدم الخاص على العام او ذكر الخاص بعد العام كلا ذلك عند - 00:31:37
اه اهل اللغة دليل على ماذا على الاهتمام بالخاص وتنبيه عليه اذا كان ذلك كذلك فكل ما حرم الله سبحانه وتعالى فانه داخل بقوله ها والاثم طيب قال والاثم والبغي بغير الحق - 00:32:01
هذه الاية جمعت الامرين اللذين ذكرتهما قبل قليل تقديم الخاص على العام وذكر الخاص بعد العام لم لانه قال اولا الفواحش ثم قال الاثم ثم قال البغي والبغي لا شك انه فرد من افراد - 00:32:25
طرد من افراد الاثم فيكون ذكره بعد العام الذي هو الاثم لاجل خطره والتنبيه على عظيم شأنه وان عقوبته شديدة عند الله سبحانه وتعالى البغي هو الظلم والاعتداء على الاخرين بغير حق - 00:32:47
ولا شك ان هذا مما هو محرم بل اكد تحريمه كثيرا في النصوص وجاء الوعيد عليه بي انواع من الدلائل لاجل خطره الاعتداء على الخلق والتعدي عليهم وظلمهم لا شك انه طغيان - 00:33:13
ومنكر عظيم وكبيرة مؤكدة التحريم وها هنا بحث بقوله تعالى والاثم والبغي بغير الحق من اهل العلم من قال ان قوله بغير الحق هذا انما هو لبيان الواقع وزيادة الايضاح - 00:33:40
او كما يقولون صفة كاشفة بمعنى ان لا مفهوم لهذه الكلمة بمعنى ليس هناك بغي بغير الحق فتكون هذه الاية على وزان قوله تعالى ويقتلون الانبياء بغير حق وكقوله تعالى مثلا - 00:34:07
ولا طائر يطير بجناحيه او قول العشاء الاخرة كل ذلك لاجل زيادة البيان او ذكر الواقع وليس للاحتراز وصف او صفة احترازية لاجل ان ثمة بغي بحق فهذا على هذا - 00:34:33
آآ النسق وقال بعض اهل العلم ان هذا الوصف له مفهوم والمنهي عنه هو البغي بغير الحق وعليه فالبغي بحق غير منهي عنه فتكون هذه الاية على وزان قوله تعالى فمن اعتدى عليكم - 00:34:57
فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. وكما قال سبحانه وجزاء سيئة سيئة مثلها. اذا قد يسمى او قد نسمي عقوبة البغي بغي كما نسمي عقوبة الاعتداء اعتداء لكن الفرق هو ماذا - 00:35:21
ان هذا بحق وهذا وهذا بغير الحق والاول فيما يبدو والله تعالى اعلم اقرب مسألة البغي يا اخوة مسألة عظيمة ينبغي على المسلم ان يتنبه لخطره كما ينبغي على طالب العلم على وجه الخصوص - 00:35:42
ان يتنبه لخطره فانه لربما وقع من حيث لا يشعر في اتوني هذه الكبيرة الجليلة الاصل ان المسلم شأنه عظيم عند الله عز وجل قد حرم الله جسده وحرم ماله - 00:36:10
وحرم عرضه ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام ولاحظ يا رعاك الله ان هذا الحرام حرام مؤكد قال كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اذا كل المسلم على المسلم حرام - 00:36:32
الاصل ان المؤمنين رحماء بينهم كما اخبر الله جل وعلا اذلة على المؤمنين وهذا يتنافى تمام المنافاة مع البغي والتسلط والاعتداء والظلم على الاخرين ولا سيما فيما يتعلق باعراض المؤمنين - 00:36:56
ان تنهش الاعراض وان يتكلم على الناس بغير الحق ما اعظم هذا وما افحش هذا النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند ابي داوود ان من اربى الربا استطالة المسلم في عرض اخيه - 00:37:21
هذا من اربى الربا وخرج ابو داوود ايضا في سننه عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ومن قال في مؤمن غير ما فيه او بغير ما فيه سقاه الله من ردغة الخبال. نسأل الله السلامة والعافية - 00:37:41
اذا حذاري من ان تبغي على اخوانك المسلمين فتفري في اعراضهم او تتقول عليهم بغير الحق وطالب العلم ها هنا والداعية ها هنا في امتحان عظيم فان الواجب عليه قد يكون الكلام - 00:38:00
وقد يكون السكوت والميزان في ذلك مراعاة المصلحة كيف ذلك قد يكون من الواجب المتعين على الداعية وطالب العلم ان يصدع بالحق ويحذر من المنكر واهله ومن البدعة واصحابها وقد يكون هذا - 00:38:25
على سبيل التعميم وقد يعني الابهام وقد يكون على سبيل التعيين لا نقول كما يقول بعض الناس ان الانكار على الاخرين لابد ان يكون على سبيل الابهام لا على سبيل التعيين ليس الامر كذلك - 00:38:54
انما قد يكون هذا وقد يكون هذا فالذي جاء بما بال اقوام هو الذي جاء بكذب ابو السنابل اذا هذا شرع وهذا شرع والميزان في ذلك هو مراعاة المصلحة وقد يتكلم - 00:39:12
فيأثم قد يسكت فيأثم وقد يتكلم فيأثم يأثم اذا تكلم حينما يتجاوز الشرطين العظيمين الذين اشترطتهما الشريعة عند الكلام في الاخرين وهما العلم والعدل فمن تكلم في الاخرين بغير علم - 00:39:36
بغير علم في الشريعة وبغير علم في الواقع بغير علم بالشريعة وبغير علم بالواقع فانه يكون قد بغى وظلم وافترى او يتجاوز العدل في قلبه شيء على فلان فيبالغ ويزيد - 00:40:03
على القدر المطلوب وعلى القدر الشرعي والله عز وجل نهى عن ذلك ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا واقرب للتقوى اذا امتحان عظيم قد يسكت عن بيان الحق - 00:40:27
ليه اه مجاملة او نحوها فيأثم وقد يتكلم بغير علم فيأثم وقد يتكلم بغير عدل فيأثم اذا هذا موضوع ينبغي ان يزنه المسلم ولا سيما طالب العلم والداعية بميزان ادق من ميزان الذهب - 00:40:46
قال جل وعلا والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا هذا هو الامر الرابع نهى الله سبحانه عن الشرك به جل وعلا فمن اشرك مع الله - 00:41:16
فقد وقع في ذنب عظيم خالف امر الله الذي نهى عن ان يشرك به تبارك وتعالى والادلة الناهية عن الشرك به في عبادته كثيرة جدا وهنا بحث في قوله وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا - 00:41:39
فان هذا كما قال بعض اهل العلم ايضا وصف لا مفهوم له بمعنى لا تشعر الاية ولا تدل على انه يجوز ان يشرك مع الله بسلطان لا شك ان هذا باطل بل كل شرك بالله جل وعلا - 00:42:03
وكل من اتخذ شريكا مع الله جل وعلا فانه انما كان بغيره بغير سلطان وبغير برهان وبغير حق انما هذا لبيان الواقع وزيادة الايضاح ويكون على هذا على نحو قول الله سبحانه - 00:42:23
ومن يدعو مع الله الها اخر ها لا برهان له به ومعلوم ان كل اله يدعى مع الله عز وجل لا شك انه لا برهان له به اذا هذا وصف - 00:42:44
يبين الواقع ويزيد الايضاح لا مفهوم له والذي يظهر والله تعالى اعلم ان انه لا حاجة الى هذا لان ما ها هنا موصولة وان تشركوا لي وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانه - 00:43:02
والصلة والموصول ليس من باب المفاهيم هذا من باب التعريف وليس من باب الوصف فبالتالي الموصول وصلته لا يدخلان في ماذا بباب المفاهيم لا يقال ان هذا الكلام له مفهوم اصلا انما هذا من باب التعريف وليس من باب الوصف - 00:43:25
قال جل وعلا وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وهذا هو الوصف الجامع لكل مخالفة للحق وعلى هذا الاساس على القول على الله بغير العلم - 00:43:53
اسست كل انواع الشرك والبدع كلها مؤسسة على ماذا على القول على الله بغير علم كما مظى بيان ذلك فمن قال على الله عز وجل ما لا يعلم ان الله قد قاله - 00:44:17
او رسوله صلى الله عليه وسلم قد قاله فقد خالف امر الله عز وجل ونهيها ها هما ومن قال على الله عز وجل في شيء لا يعلمه اقاله الله ام لم يقله - 00:44:39
فانه داخل ايضا في هذه الاية قال على الله بغير علم والواجب الا يقول الانسان على الله الا بعلم. اذا من قال على الله ما علم ان الله ما قاله - 00:44:56
فانه داخل في هذه الاية. ومن قال على الله يعني في ذاته او صفاته او شرعه ما لا يعلم ان الله قد قاله او لم يقله فانه ايضا قد قال على الله - 00:45:15
بغير علم فحذاري احفظ لسانك وصنه عن ان تقول على الله عز وجل لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في شرعه ولا في قدره ولا في شيء يتعلق - 00:45:29
به جل وعلا الا بعلم الا بدليل الا ببرهان الا بنور من الوحي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والا فانك على شفاه لك اسأل الله جل وعلا ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا الاخلاص والتوفيق والقبول ان ربنا - 00:45:45
سميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان - 00:46:10
شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح السندي بالمسجد النبوي
شرح الواسطية للشيخ صالح السندي 29 (الشرح الثاني في المسجد النبوي)