شرح رسالة العبودية (الأول) | الشيخ يوسف الغفيص
Transcription
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد في هذا اليوم الخامس عشر من شهر ربيع الاول لعام تسعة وثلاثين واربعمائة والف نعقد هذا هذا المجلس في شرح - 00:00:00ضَ
كانت العبودية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف ابن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض - 00:00:17ضَ
قال رحمه الله تعالى واذا كان العبد مخلصا له اجتباه ربه فيحيي قلبه واجتذبه اليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء ويخاف من حصوله ضد ذلك بخلاف القلب الذي لم يخلص لله فانه في طلب في طلب وارادة وحب - 00:00:35ضَ
بطلب وارادة وحب مطلق فيهوى ما ما يسنح له ويتشبث بما يهواه كالغصن اي نسيم مر به عطفه واماله فتارة تجتذبه الصور المحرمة وغير المحرمة فيبقى اسيرا عبدا لمن لو اتخذه - 00:00:55ضَ
هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وذما وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة فترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين - 00:01:13ضَ
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهذا الكلام الشيخ عيسى وفقه الله يعد من اخص الكلام في تحرير اهل العلم لمسألة الاخلاص قال واذا كان العبد مخلصا لله اتبعه ربه فاحيا قلبه - 00:01:35ضَ
واجتذبه اليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك وهذه المعاني التي ذكرها اه نصوصها بينة في القرآن قصة ادم عليه الصلاة والسلام قال ثم عصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه - 00:01:56ضَ
تاب عليه وهداه ثم اجتباه ربه تاب عليه وهدى بقوله انا فلما ذكر النبيين قصة النبيين عليهم الصلاة والسلام قال اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدي قال في موضع اخر اولئك - 00:02:16ضَ
اذا انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا فهذا الفضل من الله سبحانه وتعالى هو نعمة ولابد للعبد من بذل سببها وفعلها واسبابها هي الاسباب الشرعية - 00:02:37ضَ
اسبابها هي الاسباب الشرعية فمن اجتباه الله وجعله مخلصا الا عبادك منهم المخلصين المخلص هو الذي اجتباه الله سبحانه وتعالى وبه تعلم ان تحقيق الاخلاص يكفي العبد همه في جميع المجاذبات - 00:02:57ضَ
او بعبارة ادق عن جميع المجاذبات ولهذا من زاحمه مجاذب في نفسه فانما جاحمه هذا المجاذب في نفسه لنقص في اخلاصه والا من حقق مقام الاخلاص حقق مقام الاخلاص زالت عنه هذه المجاذبات - 00:03:18ضَ
حتى لا تكون الا خطرات وحتى لا تكون الا هما ربما عرظ له وربما كانت دون ذلك وربما جمع قلبه لله سبحانه وتعالى. وهذه صفة النبيين الذين جمع الله قلوبهم لطاعته - 00:03:41ضَ
ذنوبهم مقبلة الى الله سبحانه وتعالى مخلصة متبتلة له سبحانه وتعالى فهذا التنبيه الشريف من شيخ الاسلام رحمه الله يبين فيه ذلك يبين فيه ان الاخلاص لله سبحانه وتعالى هو المغلق لسائر الاوجه المنافية - 00:04:00ضَ
وهو المصلح لسائر الاوجه المنافية وهو عمود الدين وهو اساسه وهو قاعدته واذا تحقق وعلي المكلف به علما وتحقيقا وعملا فانه يكون مستبصرا في ذلك. نعم نجتذبه الشرف والرئاسة وترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل - 00:04:25ضَ
ويعادي من يذمه ولو بالحق وتارة يستعبده الدرهم والدينار نعم اذا كان اخلاصه قاصرا وناقصا اثر فيه المدح فانزل رفع نفسه وخفضها وقلبها وحولها وغير في ارادته وتحرك بالارادات القاصرة وما الى ذلك - 00:04:54ضَ
وهذه الحال من التقلب هي حال لا تقع لعبد محقق للاخلاص لله بل لابد ان تكون حاله في الاخلاص لابد ان تكون ناقصة نقصا بينا وهذه مقامات بين العباد وربهم سبحانه وتعالى. الله هو العليم بها - 00:05:17ضَ
ولكن المقصود هنا التنبيه على شرف مقام الاخلاص وان كل فوات فانما وقع هذا الفوات لدرجة من الفوات في مقام الاخلاص لذلك لما ذكر الله سبحانه وتعالى في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام قال كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء - 00:05:38ضَ
انه من عبادنا المخلصين الذين جعلهم الله مخلصين من امر الشيطان ومن النفس امارة بالسوء وهذه لا تجتمع الا لمن حقق الاخلاص لله وهو ان يأتي ربه بقلب سليم كما قال الله سبحانه وتعالى الا من اتى الله بقلب سليم - 00:06:03ضَ
نعم وتارة يستعبده الدرهم والدينار وامثال ذلك من الامور التي تستعبد القلوب والقلوب تهواها فيتخذ الهه هواه ويتبع هواه بغير هدى من الله ومن لم يكن خالصا لله عبدا له قد صار قلبه معبدا لربه وحده لا شريك له - 00:06:26ضَ
بحيث يكون بحيث يكون الله احب احب اليه من كل ما سواه ويكون دليلا له خاضعا والا استعبدته الكائنات واستولت على قلبه الشياطين. وعن هذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:06:46ضَ
تعيس عبد الدينار تعيس عبد الدرهم تعيس عبد الخميلة تعيس عبد الخميصة هذا هو الذي يتعلق بمتاع الدنيا والاخذ من الدنيا بمتاعها هذا فطرة صحيحة لكن الذي ذم في الشريعة - 00:07:02ضَ
هو التعلق الذي يزاحم مقام الاخلاص لله سبحانه وتعالى. والا الاخذ من الدنيا بمتاعها هذا فطرة لابد للانسان منها وبين الله سبحانه وتعالى ان هذا نعمة منه امتن على عباده بهذا الرزق الذي اعطاهم اياه - 00:07:22ضَ
اما سبق في مجلس التفسير يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون. يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير - 00:07:45ضَ
فريق لباس والريش وهو ما زاد عن الاصل الستر على الراجح في اللغة والتفسير وهو ما يتزين به لابسه وهو فوق ما تستر به عورته وهذا معروف في فطرة بني ادم وعادة بني ادم - 00:08:03ضَ
هذا القدر جعله الله سبحانه وتعالى منة على بني ادم لكنه لا يصح ان ينازع لباس التقوى فاذا نازع لباس التقوى كان مذموما من هذا الوجه دولت على قلبه الشياطين وكان من الغاويين من الغاويين اخواني الشياطين - 00:08:24ضَ
صار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه الا الله. وهذا امر ضروري لا حيلة فيه فالقلب ان لم يكن حنيفا مقبلا على الله معرضا عما سواه والا كان مشركا. قال تعالى فاقم وجهك للدين حليفا فطرة الله - 00:08:45ضَ
التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. الى قوله كل حزب بما لديهم فرحون قد جعل الله سبحانه ابراهيم وال ابراهيم ائمة لهؤلاء الحنفاء المخلصين - 00:09:02ضَ
اهل محبة الله وعبادته واخلاص الدين له. كما جعل فرعون وال فرعون ائمة المشركين المتبعين اهواءهم. نعم. فكل كلما حقق العبد الاخلاص لله وارتقى في تحقيقه جعله الله اماما وهذه الامامة ليست الرئاسة - 00:09:19ضَ
التي تسمى بوجه من الوجوه في مراتب العلم او نحو ذلك فهذا امر من شأن الناس ويقع فيه ما يقع ولكن المقصود في كلام العلماء بالامامة في الدين هي الامامة - 00:09:40ضَ
التي جعلها الله سبحانه وتعالى في مثل قوله وجعلناهم ائمة ان يهتدى بهم علماء وبصراء من شريعة الله محققون عارفون جعلهم الله بصراء عارفين محققين مبينين هداة في هذه الشريعة - 00:09:59ضَ
جعل الله سبحانه وتعالى اصحابها على هذه الرتبة فقال اولئك فقال سبحانه وتعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا كما ان من كان على عكس هذا التحقيق من الاخلاص وصار اماما في منافاته - 00:10:22ضَ
اضيف اليه الامامة ولكنها لا تضاف اليه مقطوعة عن الاظافة بل تكون امامته امامة مضافة كما قال الله جل وعلا فقاتلوا ائمة الكفر ولما ذكر المؤمنين قال وجعلناهم ائمة الامامة لا تطلق في العلم او في ظده الا مظافة في ظده - 00:10:43ضَ
بخلافه في مقام الاثبات فتأتي مطلقة وهذه امامة علمية وهي غير الامامة السلطانية. اذا قيل الامام او السلطان او ولي الامر فهذه امامة من وجه اخر. نعم ومثله الامامة في الصلاة فهذه امامة من وجه ثالث - 00:11:08ضَ
هذه امامة من وجه ثالث فتأتي الامامة في الكتاب والسنة ويراد بها امامة الدين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا في الانبياء وائمة العلم وتأتي الامامة ويراد بها ولاة الامور - 00:11:30ضَ
الذين تجب طاعتهم في طاعة الله ومنه قول النبي ومن بايع اماما ومن بايع اماما او ولي امر اي سلطانا ليس عالما العالم لا يبايع العالم لا بيعة له وانما البيعة تكون - 00:11:52ضَ
للسلطان لولي الامر ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الذي اخرجه مسلم وتأتي كلمة او اسم الامامة - 00:12:11ضَ
يأتي ويراد بها الامام في الصلاة بحديث انما جعل الامام ليؤتم به هنا الامام هو امام الصلاة الذي ليس عالما ولا سلطانا. نعم قال تعالى في إبراهيم ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين - 00:12:27ضَ
وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقاما فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين وقال في فرعون وقومه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون - 00:12:47ضَ
واتبعناهم في هذه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار في مقام عكس ذلك يأتي اما موصوفا او مضافا وقاتلوا ائمة الكفر هذا مضافا او يأتي موصوفا لجعلناهم ائمة يدعون الى النار - 00:13:04ضَ
نعم واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقموحين ولهذا يصير اتباع فرعون اولا الى الا يميزوا بينما يحبه الله ويرضاه وبين ما قدر الله وقضاه. بل ينظرون الى المشيئة - 00:13:21ضَ
الطاقة الشاملة ثم في اخر الامر لا يميزون بين الخالق والمخلوق بل يجعلون وجود هذا وجود وجود هذا ويقول محققون الشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها معصية بلا طاعة والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية - 00:13:38ضَ
وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين انكروا الخالق وانكروا تكليما. قال رحمه الله ويقول محققوهم هذا لا يقصد به المدح وانما يقصد بكلمة المحقق هنا اي ويقول غلاتهم فان هذه الحروف والكلمات التي اشار المصنف الى سياقها - 00:13:57ضَ
قد يستعملها بعض الصوفية ولكن يكون استعماله لها من جهة المقاصد قاصرا عن دلالتها من جهة الالفاظ قاصرا عن دلالتها من جهة الالفاظ وهذا وقع ببعض متوسط الصوفية استعملوا كلمات - 00:14:22ضَ
من الكلمات الغالية وهم لا يريدون بها مقامها الغالي من حيث المعاني والمقاصد بخلاف محققيهم اي بخلاف غناتهم الذين يجعلون اللفظ مطابقا لمقصوده على التمام فمن هنا سماهم المصنف محقق المحقق هنا من حقق الشيء على الشيء طابقه - 00:14:43ضَ
ولا يكون في جميع السياق مدحا ولا يكون في جميع السياق مدحا وقال هنا ويقول محققوهم اي ويقول غلاتهم نعم لهذا يأتي هذا في كلام شيخ الاسلام والتبس احيانا على البعض كيف يصف ذلك؟ فيقول ويقول محققوهم - 00:15:07ضَ
مع ان السياق هو المقصود بالمحقق هنا الغلاة اي الذين يطابقون الالفاظ على ايش على المعاني بخلاف من يتكلم ببعض اللفظ الساقط من جهة الشريعة ولكنه من جهة المعاني والمقاصد لا يجريه على - 00:15:30ضَ
رتبته العالية في السقوط بل يجعله دون ذلك وهذا عرظ في كلام بعظ متوسطة الصوفية بل بعظ مقتصديهم ربما نقلوا بعض العبارات من جمل الصوفية الغلاة وهم لا يقولون بها بدرجتها الغالية - 00:15:50ضَ
به تعلم انه ليس كل من تكلم بلفظ من الصوفية لزم ان يكون مقصوده فيه مقصود من كان من الغلاة وهذا يخطئ فيه بعض الناظرين في كلام علماء السلوك او التصوف - 00:16:09ضَ
وان كان بين هذا وهذا من جهة الدسم تسمية والمعنى بينهما فرق لكن ربما يأتي استعمال هذا القائل في علم السلوك او الاحوال او في التصوف ربما استعمل اسما او - 00:16:25ضَ
سياقا فيأتي مفسره ليفسره بتفسير يجده في بعض كتب الغلاة فينقل هذا التفسير ويجعله لازما لهذا المتكلم به فهذا كثير من الاصطلاح مشترك كثير من الاصطلاح واشترك فان اصطلاحات التي استعملها ارباب الاحوال - 00:16:44ضَ
كثير منها فيه اشتراك كلفظ الفناء مثلا واستعمله مقتصدتهم واستعمله متوسطتهم. واستعمله غلاتهم كابن عربي وابن سبعين والتلمسان وامثال هؤلاء كما استعمله متوسطتهم واستعمله مقتصدتهم كالحارث ابن اسد وما الى ذلك فهذه - 00:17:12ضَ
الاستعمالات هذه الاستعمالات من الالفاظ لا يلزم ان يكون مدلولها واحدا فاذا وجدت بيانا او حدا او تعريفا او شرحا لمصطلح في احد تلك الكتب لا يلزم ان يكون لازما لكل من اطلقه بل قد يكون هذا التفسير دون مراده - 00:17:35ضَ
وقد يكون فوق مراده. فكما يخطئ في الزيادة يخطئ تارة في النقصان. يخطأ تارة بالنقصان فانه ربما فسرت بعض حروف الغلاة بجمل من شرح المقتصدين وهذا يكون خطأ وربما كان عكسه - 00:17:58ضَ
فسرت بعض المجمل من حروف مقتصدتهم ببعض الشرح من كلام غلاتهم فهذا كله ليس تحقيقا ولا صوابا. وهذه المصطلحات التي قالوها اعني الصوفية بالجملة جمهورها جمهورها بل عامتها في الجملة ليست على معنى - 00:18:18ضَ
ليست على معنى واحد منتظم جمهور المصطلحات بل عامتها في الجملة التي استعملتها الصوفية واختصت بها كالفناء والاصطلام ونحو ذلك هذه مصطلحات الطارئة التي هي من اصطلاحات ارباب الاحوال والتصوف - 00:18:40ضَ
وهي ليست معروفة في لغة العرب على معنى منتظم ولا في كلام الفقهاء وائمة الشريعة في العلم فانها لا تنتظم في طرائقهم على معنى واحد وانما لها اوجه من المرادات - 00:19:04ضَ
نعم. قال وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين انكروا الخالق وانكروا تكريمه لعبده موسى. وما ارسله به من الامر والنهي مثال ذلك اسم الفناء فان الفناء ثلاثة انواع نوع للكاملين من الانبياء والاولياء ونوع للقاصدين من الاولياء والصالحين - 00:19:20ضَ
ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين فاما الاول فهو اسم واحد ووقع وجه من معناه صوابا ووجه من معناه قاصرا ووجه من معناه باطلا بطلانا صريحا. نعم فاما الاول فهو الفناء عن ارادة ما سوى الله بحيث لا يحب الا الله فهذا معناه الاخلاص. فهذا معناه الاخلاص - 00:19:40ضَ
ولهذا يقال معناه صحيح ومشروع ولكن مصطلحه مصطلح محدث وانما يسمى هذا المعنى بالاسماء الشرعية الاخلاص لله وتقوى الله وعبادة الله والاخبات الى الله الحنيفية لله الى غير ذلك من الاسماء الشرعية. نعم - 00:20:06ضَ
بحيث لا يحب الا الله ولا يعبد الا اياه ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب غيره وهو المعنى الذي يجب ان يقصد بقول شيخي ابي حيث قال اريد الا اريد الا ما يريد. اي المراد المحبوب المرضي وهو المراد بالارادة الدينية وكمال العبد - 00:20:30ضَ
لا يريد ولا يحب ولا يرضى الا ما اراد يعني اباه يزيد البسطامي وهو من الصوفية ومن مقتصدة الصوفية وفضلائهم في الجملة ومن العباد الصالحين والعلماء والعارفين المشهودين بدينهم والمعروفين بدينهم - 00:20:51ضَ
وعبادتهم وتقواهم لله سبحانه وتعالى ولكن له كلمات مستغربة وبعض كلماته فيها اجمال ولا تسلم حاله من المراجعة لغيره ولكنه في الجملة على حال حسنة نعم وكمال العبد رحمه الله عن شيخ الاسلام - 00:21:12ضَ
اذا ذكر ابا يزيد البسطامي وذكر الجنيد ابن محمد وذكر الحارث ابن اسد وامثال هؤلاء فانه يذكرهم في الجملة على مقام فاضل. وان كان يراجع في كلامهم ما يراجعه ويقيد في احوالهم ما يقيده - 00:21:36ضَ
لكن كلامه فيهم ليس ككلامه في الطبقة المتوسطة فظلا عن كلامه في الغلاة كلام شيخ الاسلام بابن عربي وابن سبعين والتلمساني وكذا ابن الفارظ في الجملة اه هو ليس اه يقارب بوجه ما الطريقة التي يستعملها عند ذكره لكلام ابي يزيد - 00:21:53ضَ
البسطامي او الجنيد بن محمد او الحارث المحاسبي فضلا عن العباد الذين لم يتسموا بالتصوف وانما سماهم بعض الناس من الصوفية وغيرهم سموهم صوفية والا هم لم ينتسبوا للتصوف كالفضيل بن عياض - 00:22:23ضَ
وكعمرو بن دينار وبعض القدماء من التابعين بل بعضهم من العلماء البصراء المعروفين كالحسن البصري الفقيه فقيه البصرة وعالمها وامامها فان كثيرا من الصوفية يعدونهم يعدون الحسن البصري في اعيان الصوفية ومعلوم ان الحسن البصري - 00:22:46ضَ
والفضيل بن عياض وامثال هؤلاء لم ينتسبوا الى التصوف بخلاف الجنيد بن محمد والحارث بن اسد وابي يزيد البسطامي اه امثال هؤلاء فانهم منتسبون للتصوف ولكنهم من مقتصدة الصوفية وقد يعبر عنهم الشيخ في بعض العبارات - 00:23:10ضَ
بما هو فوق ذلك نعم اي من آآ اقتصاد في ذكرهم بخلاف من شاعت بدعتهم في غلوهم للتصوف وهم درجات ابلغهم فيها هم اصحاب القول بالحلول والوحدة اصحاب القول بالحلول والوحدة هم - 00:23:37ضَ
اعيانهم معروفون وان كان بعضهم يقول بذلك ثم يتأول ما يقوله فهذه حال تعتبر بحسب ما يتحقق من جهة الاظافات واما من جهة فيما بين العبد وبين الله وهذا لا علاقة للناس به بل هو حال بين العبد وبين ربه ولا يعلم ما في قلوب العباد وسرائرهم الا - 00:24:03ضَ
سبحانه وتعالى ولكن من جهة الاظافات فانه اذا بان بشرحه وبيانه ان ما قاله من الحروف ليست على ظاهرها عمل بما يقوله. بخلاف اذا ما قوله على خلاف ذلك ومنه قال التلمسان وغيره - 00:24:32ضَ
بما قاله في مسألة الوحدة مع انه يقول في بعض كلامه بخلاف ذلك لكن المصنفة عن ابن تيمية يجعله وهم كبير ولاتهم في هذا المقام نعم وكمال العبد الا يريد ولا يحب ولا يرضى الا ما اراده الله ورضيه واحبه. وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب. ولا يحب الا - 00:24:53ضَ
ما يحبه الله كالملائكة والانبياء والصالحين وهذا معنى قولهم في قوله الا من اتى الله بقلب سليم. قالوا هو السليم مما سوى الله او مما سوى عبادة الله او مما سوى - 00:25:19ضَ
الله او مما سوى محبة الله فالمعنى واحد وهذا المعنى ان سمي فناء او لم يسمى هو اول الاسلام واخره وباطنه الدين وظاهره. نعم لانه هو التوحيد وهو الاخلاص لكن اسمه الشرعي الاخلاص - 00:25:32ضَ
وسمو الشرعي التقوى تقوى الله اخلاص الدين له واسمه الشرعي عبادة الله الله سمى هذا المقام في كتابه بجملة اسماء شرعية ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله - 00:25:49ضَ
مخلصين له الدين وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته يا ايها الناس اتقوا ربكم ويسميه الله باسم التقوى وباسم العبادة وباسم الاخلاص - 00:26:05ضَ
ويسمي اهله المتقين والمخلصين والعابدين والحامدين ما قال الله جل وعلا التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون العامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين وعليه فان هذا الاسم الذي هو الفناء - 00:26:22ضَ
اذا جاء على هذا المعنى قيل المعنى صحيح ولكن هذا الاسم لا حاجة له بل هو اسم محدث يجب تركه. نعم واما النوع الثاني فهو الفناء عن شهود السوى. وهذا يحصل لكثير من السالكين. فانهم لفرض جذاب قلوبهم الى ذكر الله وعبادته - 00:26:44ضَ
وضعف قلوبهم عن ان تشهد عن ان تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد لا يخطر بقلوبهم غير الله بل ولا يشعرون. كما قيل في قوله واصبح فؤاد فؤاد ام موسى فارغا - 00:27:04ضَ
ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها. قالوا فارغا من كل شيء الا من ذكر موسى وهذا كثير يعرض لمن داهمه امر من الامور اما حب واما خوف - 00:27:20ضَ
واما رجاء يبقى قلبه منصرفا عن كل شيء الا عما قد احبه او خافه او طلبه بحيث يكون عند استغراقه في ذلك يشعر بغيره فاذا قوي على صاحب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره - 00:27:32ضَ
وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات المعبدة ممن سواه. ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى. والمراد ثناؤها في شهود العبد وذكره. وثناؤه عن ان يدركها او يشهدها. هذا النوع الثاني من الفناء - 00:27:53ضَ
وفناء ليس على المعنى الشرعي المحكم الاول ولكنه ليس على المعنى الثالث المحكم البطلان وانما هو فناء قاصر انما وفناء قاصر وهو الفناء عن شهود السواء ويغلب في تغليب مقام الربوبية على مقام العبودية - 00:28:11ضَ
وهذا التغليب من هذا الوجه يكون او يجعله قاصرا وليس على تمام السنة ولكنه من جهة الان الاعيان ليس على وجه واحد. نعم. فاذا قوي هذا ضعف المحب حتى اضطرب في تمييزه فقد يظن انه هو محبوبه - 00:28:32ضَ
كما يذكر ان رجلا القى نفسه في اليم فالقى محبه فالقى محبه نفسه خلفه فقال انا وقعت فما وقعك خلفي قال غبت بك عني فظننتك ظننت انك انا وهذا الموضع زل فيه اقوام وظنوا انه اتحاد وان المحب يتحد بالمحبوب حتى لا زلت فيه اقوام - 00:28:50ضَ
ايظنوا انه هو التحقيق للعبادة وهذا عرظ لطائفة من متوسطة الصوفية هو وليس كذلك على تحقيق طريقة الانبياء عليهم الصلاة والسلام. نعم وهذا الموضع زل فيه اقوام وظنوا انه اتحاد وان المحب يتحد بالمحبوب - 00:29:14ضَ
حتى لا يكون بينهما فرق في نفس وجودهما وهذا غلط فان الخالق لا يتحد به شيء اصلا بل لا يتحد شيء بشيء الا اذا استحال وفسد فحصل من اتحادهما امر ثالث لا هو هذا ولا هذا - 00:29:36ضَ
كما اذا اتحد الماء واللبن والماء تعالى عن ذلك الله سبحانه وتعالى يتعالى عن ذلك نعم ونحو ذلك ولكن يتحد المراد والمحبوب والمكروه ويتفقان في نوع الارادة والكراهة ويحب هذا ما يحب هذا ويبغض - 00:29:51ضَ
وهذا ما يبغض هذا ويرضى هذا يرضى ما يرضى ويسخط ما يسخط ويكره ما يكره ويوالي من يوالي ويعادي من من يعادي هذا الفناء كله فيه نقص. هذه العبارة متممة لاحكام المسألة قال وهذا الفناء اي عن شهوده سواء كله - 00:30:10ضَ
اي بجميع درجاته فيه نقص واما الباطل فانه فيه متفاوت وقد يظهر وقد يكون دون ذلك بحسب احوال السالكين لانه قال يعرض لكثير من السالكين ولكن الوصف الجامع فيه ان هذه الدرجة من الفناء - 00:30:31ضَ
ان هذه الدرجة من الفناء هو فناء قاصر فيه نقص وكونه قاصرا لا يعني كونه لا يدخله وجه من الباطل. بل يقع فيه اوجه من الباطل ولكنها تكون متفاوتة بحسب - 00:30:51ضَ
درجات احوال السائلين السبي درجات احوال السائرين فمنهم من يكون في هذا المقام من الفناء على درجة ظاهرة من المخالفة للشريعة ومنهم من يكون دون ذلك ولكن يجمعهم ان هذه الدرجة من الفناد درجة قاصرة ناقصة - 00:31:08ضَ
لا يحقق صاحبها التحقيق على وجه من الوجوه نعم واكابر الاولياء كابي بكر وعمر والسابقين الاولين من المهاجرين والانصار لم يقعوا في هذا الفناء فضلا عن من هو لكونهم قاصرا حتى في اشرف درجاته - 00:31:29ضَ
فاعلى درجاته واقرب درجاته للشريعة ان لا يزال هو قاصر فيها ولهذا قال المصنف لم يقع فيه كبار الاولياء كابي بكر وعمر فضلا عمن فوق هؤلاء الاولياء وهم النبيون عليهم - 00:31:49ضَ
والسلام. نعم فضلا عن من هو فوقهم من الانبياء وانما وقع شيء من هذا بعد الصحابة وكذلك كل من ما كان من هذا النمط مما فيه غيبة العقل والتمييز لما يرد على القلب من احوال الايمان فان الصحابة رضي الله عنهم كانوا اكمل واقوى واثبت في الاحوال الايمانية - 00:32:07ضَ
من ان يغيب من ان تغيب عقولهم او يحصل لهم غش او صعق او سكر او فناء او وله او جنون. وان ما كان مبادئ هذه الامور في التابعين من عباد البصرة فانهم اول ما عرض هذا - 00:32:29ضَ
الذي يسقط بسماعه للقرآن او عند قراءته لبعض ايات القرآن فربما غلب عليه البكاء حتى غشي عليه او سقط هذا دذر في كتب الاخبار والسير عن بعض العباد ومبدأه كان في البصرة التي ظهر فيها التصوف - 00:32:47ضَ
في زمن التابعين فبعض هذه الروايات كثير منها لم يثبت وما ثبت منها فانما هي احوال عارظة فانما هي احوال عارضة والله سبحانه وتعالى يعلم ما في قلوب اولئك العابدين ولكنه من جهة - 00:33:07ضَ
تشريع فان مثل هذه الطريقة ليست مشروعة للمؤمنين وانما المشروع لهم ما كان عليه نبيهم عليه الصلاة والسلام نعم وانما كان مبادئ هذه الامور في التابعين من عباد البصرة فانه كان فيهم من يغشى عليه اذا سمع القرآن - 00:33:25ضَ
ومنهم من يموت كابي جهير الضليع وزرارة ابن اوفى قاضي البصرة كذلك صار في شيوخ الصوفية من يعرض له من الفناء والسكر ما يضعف معه تمييزه حتى يقول الشكر ليس المقصود به السكر الذي هو الخمر او اثرها - 00:33:45ضَ
وانما الشكر هو وجه من عدم امتياز العقل نعم حتى يقول في تلك الحال من الاقوال ما اذا صحا عرف انه غالط فيه كما يحكى نحو نحو ذلك عن مثل ابي يزيد - 00:34:04ضَ
وابي الحسن النوري وابي بكر الشبلي وامثالهم بخلاف ابي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والفضيل ما يحكى عن ابي يزيد البسطامي وعن ابي بكر الشبلي هؤلاء نقل عنهم ولكن كما قيل كثير من هذا النقل - 00:34:20ضَ
ليس له ذلك الاسناد وربما اسند اسانيد ليست على قواعد الرواية تكون مسندة اسنادا صحيحا ولهذا كثر في مثل هذه المسائل من الاحوال والتصوف كثرت الروايات المنسوبة التي لم تثبت - 00:34:40ضَ
فكثير من الروايات التي اضيفت لبعض الاعيان لا تثبت وليس هنالك اسانيد صحاح في اثباتها مع انها لو قدر ثبوتها فان الميزان ليس هو حال هذا المعين ميزان ليس هو حال - 00:34:59ضَ
هذا المعين وانما الميزان هو كتاب الله وسنة رسوله وهدي رسوله صلى الله عليه واله وسلم لكن من باب تحقيق العدل في حق الخلق وفهم حال الاتباع انه ليس كل ما نسب الى اولئك الاعيان - 00:35:17ضَ
من الصوفية فانه يكون صحيحا حتى لو كان بعضهم على مقام من الابطال فان كون البعض من من الناس على مقام من الابطال لا يسوغ ان يضاف اليه مزيد من الابطال. فبعض الناس - 00:35:37ضَ
اذا قال ان هذا صاحب مثلا بدعة عرف في التاريخ بانه صاحب بدعة صار يتوسع في اضافة المقالات الباطلة اليه وهذا باطل لان الظلم لان هذا التوسع وجه من الظلم - 00:35:53ضَ
والظلم قد حرمه الله على عباده جميعا حتى لو كان كافرا فانه لا يظاف الى انواع الكفار الا ما كانوا عليه لا يضاف اليهم الا ما كانوا عليه ولهذا لما ذكر الله على الكتاب بين ما عليه النصارى وما عليه اليهود. قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى - 00:36:08ضَ
المسيح ابن الله فبين الله ما كان من مقالة اولئك وما كان من مقالة اولئك وكذلك في اهل القبلة من باب اولى لان الظلم حرمه الله على عباده جميعا كما جاء في حديث ابي ذر - 00:36:31ضَ
وهذا حكم محكم في الكتاب والسنة ومنه في حديث ابي ذر قال الله قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما اي بين العباد جميعا - 00:36:47ضَ
فلا يصح ظلم المسلم للمسلمين. سواء كان مسلما صالحا او كان عاصيا فلا يصح ظلم المسلم لغير المسلم مهما كان كافرا ومهما كان شركه وكفره فان الله اوجب العدل وكما يقع العدل كما يقع العدل في الاموال ونحو ذلك فان العدل في المقالات كذلك - 00:37:05ضَ
فان العدل في المقالات كذلك ولهذا ما يكون في دين بعض الكفار ما يكون في دين بعض الكفار من بقية الحق الذي ما يجعلهم به مسلمين مؤمنين. وانما هي بقية - 00:37:29ضَ
من الحق في دينهم كقول مشرك العرب فيما ذكر الله عنهم ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله. فقولهم ان الله هو خالقهم. هذا حق وصدق وجاءت الشريعة والفطرة به وهو الاقرار بربوبية الله وانه الخالق والمالك والمدبر فهذا كانت العرب - 00:37:44ضَ
الذين يعبدون الاصنام والاوثان كانوا يقرون ان الله هو الخالق فهذا لا يغمطون فيه وانما تجعل هذه المقامات من البقية من الحق الذي تقع في بني ادم او في انواع بني ادم تكون موصلة اه مصححة - 00:38:08ضَ
عليه من الخطأ والضلال ولهذا قال الله في دعوة اهل الكتاب يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعظنا بعظا اربابا من دون الله - 00:38:28ضَ
نعم. بل وبخلاف الجنيد وامثالهم ممن كانت عقولهم وتمييزهم يصحبهم في احوالهم. ابو سليمان الداراني ومعروف الكرخ والفظيل ابن عياض والجنيد ابن محمد هؤلاء من مقتصدة الصوفية ومحققيها وكلمة المحقق كما سبق قد تأتي في الغلاة وقد تأتي في المقتصدين - 00:38:47ضَ
هذا الشيخ رحمه الله في كتبه يستعمل هذا وهذا نعم. فلا يقعون في مثل هذا الفناء والسكر ونحوه. بل الكمل تكون قلوبهم ليس فيها سوى محبة الله وارادته وعبادته وعندهم من سعة العلم والتمييز ما يشهدون الامور على ما هي عليه - 00:39:14ضَ
فليشهدون المخلوقات قائمة بامر الله مدبرة بمشيئته بل مستجيبة له قانتة له. فيكون لهم فيها تبصرة وذكرى. ويكون ما يشهدونه من ذلك مؤيدا وممدا لهم ومودا لما في قلوبهم من اخلاص الدين وتجريد التوحيد له. والعبادة له وحده لا شريك له - 00:39:33ضَ
وهذه الحقيقة التي دعا اليها القرآن وقام بها اهل اهل تحقيق الايمان والكمل من اهل العرفان ونبينا صلى الله عليه وسلم امام هؤلاء واكملهم ولهذا لما عرج به الى السماوات وعاين ما هنالك من الايات - 00:39:56ضَ
واوحي اليه ما اوحي من انواع المناجاة اصبح فيهم وهو لم يتغير حاله ولا ظهر عليه ذلك خلاف ما كان يظهر على موسى من التغشي صلى الله عليه وسلم اجمعين - 00:40:13ضَ
واما النوع الثالث مما قد يسمى فناء فهو ان يشهد الا موجود الا الله. وان وجود الخالق هو وجود المخلوق فلا فرق بين الرب والعبد فهذا فناء اهل الضلال والالحاد. نعم هذا هو الفناء الباطل - 00:40:27ضَ
الذي بطلانه محكم ولكن قد يقع ببعض حروفه او قد تستعمل دارت انها دقت تستعمل بعض حروفه عند من لا يقول به من جهة المعنى بل يقولوا بالثاني وربما يكون من القائلين بالاول - 00:40:44ضَ
لكن له عبارات مشتبهة او نسبت له عبارات مشتبهة بالثالث فيكون خطأ من هذا الوجه عند ثبوته ولكنه لا يحمل على تمام معناه كما يقع من المصرحين به الشارحين له - 00:41:08ضَ
كصاحب نصوص الحكم يا صاحبي نصوص الحكم وهو ابن عربي فانه شرح في نصوص الحكم هذه الطريقة شرحا مقصودا نعم فهذا ثناوى اهل الضلال والالحاد الواقعين في الحلول والاتحاد والمشايخ المستقيمون اذا قال احدهم ما ارى غير الله - 00:41:25ضَ
او لا انظر الى غير الله ونحو ذا ونحو ذلك فمرادهم بذلك ما ارى ربا غيرهم. نعم يقول والمشائخ المستقيمون يعني ان عرظت عبارات فيها اشتباه بهذه الطريقة من المشائخ المستقيمين واراد بالمشايخ المستقيمين هم المقتصدون من الصوفية - 00:41:49ضَ
والعباد فانه لا يحمل قولهم وهذا من عدل الشيخ رحمه الله عن شيخ الاسلام ابن تيمية وهذا المنهج الذي هو منهج العدل والوسطية في تقرير احكام الناس لان بعض الناس يقع اما في الظلم - 00:42:10ضَ
او يقع في الغلو و الغلو لا خير فيه ما دخل الغلو في امة الا افسدها. ولذلك قال الله لاهل الكتاب يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم والغلو هو السبب الذي انحرف به بنو ادم عن دينهم وتوحيدهم لله - 00:42:30ضَ
وكذلك الظلم فان الظلم بالمقالات والعقائد هو اعظم قدرا من الظلم في الاموال ونحوها وكما يعلم ان الشرائع السماوية قد حرمت الظلم في الاموال واكل اموال الناس بالباطل كما قال الله جل وعلا ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل - 00:42:51ضَ
الا ان الظلم في العقائد والديانة والمقالات اعظم قدرا من ذلك نعم ومرادهم بذلك ما ارى ربا غيره ولا خالقا غيره ولا مدبرا غيره ولا الها غيره ولا انظر الى غيره محبة له او خوفا منه او رجاء له فان العين تنظر الى ما يتعلق به القلب - 00:43:16ضَ
فمن احب شيئا او رجاه او خافه التفت اليه واذا لم يكن في القلب محبة له ولا رجاء له ولا خوف منه ولا بغض بغض له ولا غير ذلك من تعلق القلب له لم يقصد القلب ان يلتفت اليه - 00:43:41ضَ
ولا ان ينظر اليه ولا ان يراه وان رآه اتفاقا رؤية مجردة كان كما لو رأى حائطا ونحوه مما ليس في قلبه تعلق به والمشايخ الصالحون رحمهم الله يذكرون شيئا من تجريد التوحيد وتحقيق الاخلاص وتحقيق اخلاص الدين كله بحيث لا يكون العبد - 00:43:57ضَ
ملتفتا الى غير الله ولا ناظرا الى ما سواه لا حبا له ولا خوفا منه ولا رجاء له. بل يكون القلب فارغا من المخلوقات خاليا منها لا ينظر اليها الا بنور الله فبالحق يسمع وبالحق يبصر وبالحق يبطش - 00:44:17ضَ
وبالحق يمشي ويحب منها ما يحبه الله ويبغض منها ما يبغضه الله ويوالي منها ما والاه الله ويعادي منها ما عاداه الله. ويخاف الله فيها ولا يخافها في الله. ويرجو الله فيها ولا يرجوها في الله - 00:44:36ضَ
هذا هو القلب السليم الحنيف الموحد المسلم المؤمن العارف المحقق الموحد بمعرفة الانبياء والمرسلين. وبحقيقتهم وتوحيدهم. وربما عبر عن هذا المعنى الشريف من التوحيد الذي جاء به جميع الانبياء ربما عبر عنه بعض - 00:44:52ضَ
اه المشائخ بكلام المصنف يقصد بهم بعض الصوفية المقتصدة ربما عبروا عنه بعبارات ومصطلحات محدثة طارئة فتكون مثل هذه المصطلحات ليست قاطعة لشرف المعنى نعم واما النوع الثالث وهو الفناء في الموجود فهو تحقيق ال فرعون ومعرفتهم وتوحيدهم كالقرامطة وامثالهم - 00:45:12ضَ
وهذا النوع الذي عليه اتباع الانبياء هو الفناء المحمود الذي يكون صاحبه به ممن اثنى الله عليهم من اوليائه المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين. فهو الاول وهو الفناء الاول الذي حقيقته الاخلاص هو التوحيد - 00:45:41ضَ
نعم وليس مراد المشائخ والصالحين بهذا القول ان الذي اراه بعيني من المخلوقات هو رب الارض والسماوات فان هذا لا يقوله الا من هو في غاية الضلال والفساد اما فساد العقل واما فساد الاعتقاد وهو متردد بين الجنون والالحاد. نعم اي ان المشائخ المقتصدين من الصوفية - 00:45:58ضَ
وان عرظ في بعظ كلامهم ما يشتبه مع حروف القائلين الحلول والاتحاد لا يصح ان يحمل هذا القول او هذا الاشتباه في الحروف على المعاني التي يقولها اهل الحلول والاتحاد وانما تفسر بالمقاصد - 00:46:21ضَ
المناسبة لحالهم وما هم عليه من الاقتصاد وجملة الاتباع وما هم عليه من الاقتصاد وجملة الاتباع فان بعض الناظرين في كلامه ارباب التصوف والاحوال اذا وجد حرفا حمله على ما جرى الاصطلاح في غالب الحال به فيكون هذا من الظلم - 00:46:40ضَ
حتى اضيف القول بالحلول والاتحاد الى بعض مقتصدتهم. وهذا غلط على اولئك وعلى الشريعة كما ان البعض ربما تأول حتى حروف الغلاة الى معاني صحيحة مع انهم احكموا شرحها على المقاصد - 00:47:04ضَ
الباطلة والمعاني الباطلة كصاحب الفصوص في نصوصه. فهذا ايضا التكلف تكلف باطل. هذا تكلف باطل وانما يضاف الى المكلف او الى العبد ما علم قوله له واما ما اشتبه فان الله امر عباده بالامساك. قال الله جل وعلا ولا تقف ما ليس لك - 00:47:23ضَ
علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا فاظافة المقالات الى الاعيان او الى الطوائف انما تكون بالعلم والعدل واذا اشتبه العلم فان الواجب هنا هو الامساك وعدم اضافة هذه المقالة الى هذا المعين او الى هذه الطائفة - 00:47:48ضَ
حتى يعلم تحققها لفظا ومعنى. نعم كل المشايخ الذين يقتدى بهم في الدين متفقون على ما اتفق عليه سلف الامة وائمتها مننا الخالق سبحانه باين للمخلوقات وليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. نعم وكل المشائخ الذين يقتدى بهم في الدين - 00:48:13ضَ
اراد بالمشائخ هنا اي عباد الصوفية العباد او الذين نسبوا للتصوف كالذين ذكرهم قبل ذلك كابي يزيد البسطامي وابي بكر الشبلي وكابي الحسن الداراني وكمعروف الكرخي وكالفضيل بن عياض وكالجنيد بن محمد - 00:48:37ضَ
وكالحارث ابن اسد فكل هؤلاء هم بريئون من هذه الطريقة الغالية ولا يصح اضافتها اليهم نعم ان واجب افراد القديم عن الحادث وتمييز الخالق عن المخلوق وهذا في كلامهم اكثر من ان يمكن من ان يمكن ذكره هنا - 00:48:59ضَ
وهم قد تكلموا على ما يعرضوا للقلوب من الامراض والشبهات وان بعض الناس قد يشهد وجود المخلوقات فيظنه خالق الارض والسماوات بعدم التمييز والفرقان في قلبه بمنزلة من رأى شعاع الشمس فظن ان ذلك هو الشمس - 00:49:21ضَ
التي في السماء وهم قد يتكلمون في الفرق بالفرق والجمع ويدخل في ذلك من العبارات المختلفة نظير ما دخل في الفناء. نعم اي كما ان الفناء جاءنا على معاني مختلفة - 00:49:38ضَ
اذا تكلموا في الفرق والجمع والفرق والجمع هنا من المصطلحات التي استعملها الصوفية فاذا قيل ما معناه؟ قيل هو معاني متنوعة بل بعضها متضادة لا يمكن جمعها على معنى واحد - 00:49:52ضَ
لا يمكن جمعها على معنى واحد فلكل قوم فيه مقصد ولذلك لم يقع على وجه واحد واشار الشيخ هنا يعني ابن تيمية رحمه الله اشار الى ان التنوع بل التضاد والاختلاف الذي وقع في مدلول اسم الفناء - 00:50:09ضَ
الذي استعملته الصوفية يضع من هو مثله وما هو فوقه باللفظ الفرق والجمع او في اسم الجمع والفرق نعم ان العبد اذا شهد التفرقة والكثرة في المخلوقات يبقى قلبه متعلقا بها - 00:50:31ضَ
متشتتا ناظرا اليها متعلقا بها اما محبة واما خوفا واما رجاء فاذا انتقل الى الجمع اجتمع قلبه على توحيد الله وعبادته وحده يجعلون مقام الفرق هو المقام الساقط ويجعلون مقام الجمع والمقام - 00:50:49ضَ
المنيف المقصود الذي يحصل به التحقيق نعم فاذا انتقل الى الجمع اجتمع قلبه على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له. فالتفت قلبه الى الله بعد التفاته الى المخلوقين طارت محبته لربه وخوفه من ربه ورجاءه لربه واستعانته بربه - 00:51:07ضَ
وهو في هذا الحال قد لا يسع قلبه النظر الى المخلوقات الى المخلوق يفرق بين الخالق والمخلوق قد يكون مجتمعا على الحق معرضا عن الخلق نظرا وقصدا وهو نظير النوع الثاني من الفناء - 00:51:29ضَ
ولكن ذلك ولكن بعد ذلك الفرق الثاني وهو ان يشهد ان المخلوقات قائمة بالله مدبرة بامره ويشهد كثرته كثرتها معدومة بوحدانية الله سبحانه وتعالى وانه سبحانه رب المصنوعات والهها وخالقها ومالكها - 00:51:44ضَ
فيكون مع اجتماع قلبه على الله اخلاصا له ومحبة ومحبة وخوفا ورجاء واستعانة وتوكلا على الله ومولاه وموالاة فيه ومعاداة فيه وامثال ذلك ناظرا الى الفرق بين الخالق والمخلوق ولهذا مقتصداتهم - 00:52:05ضَ
يجعلون مقام الفرق على وجهين يجعلون مقام الفرق على وجهين ما هو من المقام الصحيح الملائم للاحوال الشريفة وما هو من المقام الباطل المنافي للاحوال الشريفة ويجعلون مقام الجمع كذلك - 00:52:25ضَ
واما ولاتهم فانهم يجعلون مقام الفرق ساقطا ويجعلون مقام الجمع قائما اي هو الحال الصحيحة نعم مميزا بين هذا وهذا يشهد تفرق تفرق المخلوقات وكثرتها مع شهادته ان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه. وانه والله لا اله الا هو. وهذا هو الشهود الصحيح المستقيم - 00:52:45ضَ
وذلك واجب في علم القلب وشهادته وذكره ومعرفته في حال القلب وعبادته وقصده وارادته ومحبته وموالاته وطاعته وذلك تحقيق شهادة ان لا اله الا الله فانه ينفي عن قلبه الوهية ما سوى الحق - 00:53:13ضَ
ويثبت في قلبه الوهية الحق فيكون نافيا لالوهية كل شيء من المخلوقات مثبتا لالوهية رب العالمين رب الارض والسماوات وذلك يتضمن اجتماع القلب على الله وعلى مفارقة ما سواه فيكون مفرقا في علمه وقصده في شهادته وارادته - 00:53:31ضَ
في معرفته ومحبته بين الخالق والمخلوق بحيث يكون عالما بالله تعالى ذاكرا له عارفا به. وهو مع ذلك عالم بمباينته لخلقه وانفراده عنهم وتوحده دونهم ويكون محبا فيجمع بين المقامين الشريفين من الفرق - 00:53:53ضَ
والجمل فيجمعوا بين المقامين الشريفين من مقامي الفرق والجمع ويسقط الساقط منهما وهذا بحسب الاصطلاح والا اذا جئت الحقائق الشرعية فانها مسماة باسماء من اسماء الشريعة المعروفة باسماء من اسماء الشريعة المعروفة - 00:54:14ضَ
التي هي اشرف الاسماء نعم ويكون محبا لله معظما له عابدا له راجيا له خائفا منه مواليا فيه معاديا فيه مستعينا به متوكلا عليه ممتنعا عن عبادة غيره والتوكل عليه والاستعانة به والخوف منه - 00:54:38ضَ
والرجاء له والموالاة فيه والمعاداة فيه والطاعة لامره. وامثال ذلك مما هو من خصائص الهية الله سبحانه وتعالى. نعم فيكون محققا لمقام الالوهية ويكون هذا التحقيق لمقام الالوهية متظمنا التحقيق لمقام الربوبية - 00:54:56ضَ
ولهذا قال الشيخ بعد ذلك واقراره بالوهية الله نعم واقراره بالوهية الله تعالى دون ما سواه يتضمن اقراره بربوبيته. وهو انه رب كل شيء ومليكه وخالقه ادبره فحين اذ يكون موحدا لله. فحينئذ يكون موحدا اي محققا التوحيد لله - 00:55:17ضَ
بمعرفته لربوبية الله والوهيته علما وعملا واخلاصا واتباعا وتحقيقا نسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته ان يرزقنا توحيده وحسن عبادته وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان ييسر للمسلمين امورهم وان يكفيهم - 00:55:39ضَ
شر انفسهم وشر عدوهم وان يجعلنا واياكم واخواننا المسلمين اجمعين هداة مهتدين وان يرحم موتى المسلمين اللهم انا نسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة. اللهم اجعل بلادنا امنة مطمئنة سخاء رخاء - 00:56:06ضَ
وسائر بلاد المسلمين اللهم وفق ولاة امورنا لكل خير واجعلهم يا ذا الجلال والاكرام هداة مهتدين يا حي يا قيوم نسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة. اللهم صلي وسلم على عبدك - 00:56:25ضَ
ورسولك نبينا محمد - 00:56:42ضَ