شرح (رياض الصالحين) حديث حديث

شرح رياض الصالحين ، الحديث 58 ، باب الصدق || د. ماهر ياسين الفحل

ماهر الفحل

الحديث الثامن والخمسون قال الخامس اي في الباب عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم فقال لقومه لا يتبعني رجل ملكا بضع امرأة - 00:00:02ضَ

ومعناه فارجع وهو يريد ان يبني بها ولما يبني بها ولا احد بنى بيوتا لم يرفع سقوفها ولا احد اشترى غنما او خليفات وهو ينتظر اولادها اي نهى النبي قومه عن اتباعه على احد هذه الاحوال حالهم - 00:00:26ضَ

لان اصحابها يكونون متعلقين بها ونفوسا تتعلق بها فهذه اسباب تظعف عزائمهم وتفسر رغباتهم في الجهاد والشهادة وربما يفرط ذلك التعلق فيفضي الى كراهة الجهاد واعمال الخير ونحن نعلم ان من مقاصد الشارع قد نهى عن الاشياء التي تجعله - 00:00:53ضَ

يكره طاعة الله تعالى يقول النبي فغدى فدنى من القرية صلاة العصر او قريبا من ذلك فقال للشمس انك مأمورة وانا مأمور. اللهم احبسها علينا فحبست طبعا هذا من معجزات - 00:01:17ضَ

الانبياء حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم فجاءت يعني النار لتأكلها طبعا كانت عادة الانبياء صلى الله عليه وسلم صلوات الله وسلامه عليهم ان يجمعوها فتجيء نار من السماء فتأكلها - 00:01:38ضَ

فيكون ذلك علامة قبولها وعدم الغلول فيها. فلما جاءت هذه النار فلم تأكلها علم ان فيها غلولا. نسأل الله العافية والسلام قال فلم تطعمها فقال ان فيكم غلولا. اي الخيانة في المغنم - 00:01:59ضَ

فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزغت اي كانت علامة الغلول عندهم التصاق يد الغالب بيد هذا النبي فلزقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين او ثلاثة بيده فقال فيكم الغلول - 00:02:18ضَ

فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب. فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعها فجاءت النار فاكلتها فلم تحل الغنائم لاحد قبلنا. ثم احل الله لنا الغنائم لما رأى ضعفنا. وعجزنا - 00:02:45ضَ

قال هنا متفق عليه وقال الخليفات بفتح الخاء المعجمة وجسر اللام جمع خلفة وهي الناقة الحافل الناقة اذا هذا الحديث يتحدث فيه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وهو حديث لنا حتى بلغنا بالاسانيد المتصلة بحمد الله. نبيه ويوشع بالنون - 00:03:12ضَ

واخذ هذا من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الاخر ان الشمس لم تحبس على بشر الا ليوشع ليال سارة الى بيت المقدس وهذا الحديث فيه التحذير من شهوات الدنيا وان شهوات الدنيا تدعو النفس الى الحلى والى محبة البقاء في هذه الدنيا - 00:03:41ضَ

ولهذا نهى يوشع قومه عن اتباعه على احد هذه الاحوال لان اصحابها يكونون متعلقي النفوس بهذه الاسباب. وتضعف عزائمهم وتفتوا رغباتهم في الجهاد. والشهادة في سبيل الله والامور الهامة لا ينبغي ان تفوض سياستها الا لحازم فارغ البال - 00:04:06ضَ

ولذلك كان مقصود النبي تفرغهم من العوائق والاشغال لاجل ان يقبلوا على الجهاد بنية اسم صادقة وعلى عزم حازم وايضا فيه على هذا الامر انه ينبغي كفاية المجاهدين امور الدنيا لاجل ان يتفرغوا للجهاد بصدق - 00:04:34ضَ

وفي هذا الحديث امر الجمادات امر تسخير وتكوين اما امر العقلاء فهو امر تكليف ولذلك الانسان المكلف يسمى بالمكلف وفي هذا الحديث بيان ان المعجزات المعجزات هي للانبياء عليهم الصلاة والسلام. وثمة شيء اخر - 00:05:01ضَ

تم بدلائل النبوة كان من علامة قبول غنائم وعدم وجود فيها ان تاتي النار من السماء فتأكل هذه الغنائم وهذا كان فيما مضى ولكن الله سبحانه وتعالى قد خط نبيه صلى الله عليه وسلم وخاص امة النبي بالغنائم - 00:05:24ضَ

اذا هذا من خصوصيات الاسلام فسر الله هذه الامة ورحمها بخلاف الامم السابقة فان امرها كان مختلفا وهذا من رفع الاصر والاغلال على هذه ثم المرحوم فلله الحمد والمنة في هذا الخبر معاقبة الجماعة بفعل سفهائها - 00:05:49ضَ

ولذا من دعاء المؤمنين لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. فهؤلاء الذين غلوا قد اوذي البقية بسبب خلودهم. لانه واجب على المجتمع ان يرفع سفه السفهاء وان يقوموا بالاصلاح فان لم يفعل المصلحون ذلك يوشك ان يعمهم الله بعقاب من عنده - 00:06:16ضَ