شرح (رياض الصالحين) حديث حديث

شرح رياض الصالحين ، الحديث 61 ، باب المراقبة || د.ماهر ياسين الفحل

ماهر الفحل

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد بالسند المتصل الى الامام النبوي علينا وعليه - 00:00:00ضَ

رحمة الله قال الثاني عن ابي جندب ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه - 00:00:20ضَ

الترمذي وقال حديث حسن. اقول وبالله التوفيق هذا الحديث هو الحديث الثاني من احاديث باب المراقبة الذي ساقه الامام النووي علينا وعليه رحمة الله. وهو الباب الخامس من ابواب هذا الكتاب النفيس وهو باب عظيم. والانسان ينجو - 00:00:42ضَ

في هذه الدنيا اذا راقب الله تعالى في جميع اقواله وافعاله وخواطره وحركاته وسكناته. واينما كان فالمراقبة هي سبب من اسباب النجاة. واذا اردت ان تكون سببا في اصلاح الاخرين - 00:01:02ضَ

كيف ان تزرع في قلوبهم مراقبة الله سبحانه وتعالى؟ الحديث يرويه الصحابي الجليل ابو ذر فقال عن ابي ذر اي واروي في هذا الباب عن ابي ذر جندب ابن جنادة. وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل - 00:01:22ضَ

هذي الجليل. وهذان الصحابيان قد ماتا بميزات. وهكذا هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين رجل من مدرسته ملأوا ارضه علما ونورا. والانسان كلما قرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واطلع ما - 00:01:42ضَ

نال الخير والعلم والفضل. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما يرويان هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد علم الصحابة ظرورة تبليغ اقوال النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل بلغوا عني - 00:02:02ضَ

ولذا كان اذا جاءه وفد من الوفود قال احفظوهن وعلموهن من وراءكم فكان يحثهم النبي صلى الله عليه وسلم على هذا ولما تم الصحابة بهذا ونقلوا خبر النبي صلى الله عليه وسلم جاء التابعون من بعدهم فكان بعضهم يتألف - 00:02:22ضَ

فاخرين بالدراهم لاجل بث حديث النبي صلى الله عليه وسلم. منهم عروة ابن الزبير حتى يومنا هذا تجد اهل الخير والفضل يتعلمون حديث النبي صلى الله عليه وسلم ليعملوا به ثم يبثوه بين الخلائق. قال - 00:02:42ضَ

اتق الله حيثما كنت. اي اجعل بينك وبين عقابه وسخطه وغضبه وعقابه وقاية فجميع الاعمال الصالحة وجميع التركات ما يعمله الانسان وما يتركه الانسان يجعله وقاية له يقي به لنفسه عذاب الله تعالى. لان عذاب الله تعالى شديد. اذ لو علم الانسان ما عند الله من العقوبة لما طمع - 00:03:02ضَ

في جنة الله بل انه يسعى ليتخلص من عقاب الله تعالى. فقال النبي اتق الله حيثما كنت. اي اجعل في هنالك في اقوالك في افعالك في تروكاتك. اجعل اجعلها وقاية تقي بها نفسك من عذاب الله تعالى - 00:03:32ضَ

وربنا قال يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. وهنا الانسان اعبد ربه لاجل ان يجعل العباد وقاية له من عذاب الله والتركات الثق فيها الانسان ربه. وما اكثر السيئات التي يستطيع ان يفعلها الانسان. وهو لا يفعلها. فينبغي ان نحتسب - 00:03:52ضَ

الاجر في تركها. واذا دعيت الى مكان او محل وكانت فيه معاصي فعليك ان تحتسب ترك المعاصي. وايضا لا لابد ان تعمل بانكار المنكر بالفعل او بالقول او باللسان على حسب الطاقة - 00:04:17ضَ

فاذا كنت لا تستطيع بالفعل ولا باللسان اياك ان تنسى انكار المنكر بالقلب. فان انكار المنكر قلب لا يسقط عن احد البتة. وقد ابتلي الناس بما يسمى بالسياحة وهذا امر خطير جدا ان الانسان يدعي قضايا الدين وقضايا الامة الكبرى وينشغل بالسياحة. فيسكو الانسان في فندق ويكون هذا الفندق يباع فيه - 00:04:34ضَ

الخمر او يجلس في محل فيه الخمر. فينبغي على المؤمن ان يربأ بنفسه ان يجلس في مكان يعصى فيه الله. فهذا مما يؤكد لنا اتق الله حيثما كنت. يترك الانسان ويبتعد. ثم هذه الاماكن التي يباع فيها الخمر ينبغي على الانسان ان لا يروجها وان لا - 00:05:02ضَ

فيها وان لا يساعدها وان لا يساندها. ويحتسب الاجر في الترك ويذهب الى مكان ليس فيه هذا. فاذا زرت احدا او دعيت له وحصل نوع هذا فلابد من انكار المنكر. فان لم تستطع بفعلك ولا ولا بلسانك فلابد ان تنكر المنكر بقلبك - 00:05:22ضَ

اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة اي الحق السيئة بالحسنة. ربنا يقول ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. الاساقة تصيبه غفلة تصيبه فترة او قد يصيبه نسيان فاذا وقع الانسان عليه ان يتبع هذه السيئة بحسنات. وربنا قال واقم الصلاة طرفي النهار - 00:05:42ضَ

وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات. يعني الانسان اذا وقع في غفلة او فترة او سهوة عليه ان يتبعها بالحسنات وعليه ان لا يغفل من هذا. واتبع السيئة الحسنة تمحها - 00:06:12ضَ

وهذا من رحمة الله تعالى ان الانسان المجبون على الغضب والذي عنده غفلة حينما يصيبه شيء وعنده حينما يقع في شيء من الآخر عليه ان يسارع وعليه ان يبادر. ويتبع سيئة الحسنة تمحها. وخالق الناس بخلق - 00:06:32ضَ

حسن اي على الانسان ان يعامل الناس المعاملة الصالحة وان لا يعاملهم على نحو ما يعاملونه فعليه ان يصبر عليهم آآ من حسن الخلق احتمال الاذى. احتمال اذى الاخرين. والتلطف بهم. ولذا هذا من التقوى - 00:06:52ضَ

حينما امر النبي صلى الله عليه وسلم في قال اتق الله حيثما كنت. فالتقوى ان تعمل بطاعة الله تعالى. على نور من الله. ان تعمل الله على نور من الله. هذا العلم الشرعي هو رأس الاعمال. ينبغي على الانسان ان يتعلم حينما - 00:07:12ضَ

يأتي ويؤدي طاعة من الطاعات وعبادة العبادات ينبغي ان يكون على علم وعلى بصيرة. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. اي عمل تعمله ينبغي ان يكون على بصيرة. فالتقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله. ترجو ثواب الله - 00:07:31ضَ

وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله. فالانسان عليه ان يتبصر بالعلم الشرعي النافع. حتى تكون اعماله واقواله وخواطره على ما يوافق امر الله على نور من الله تعالى. وكذلك الانسان عليه ان يتعرف - 00:07:51ضَ

على المحرمات ليتقي الله في فرجها ويحتسب الاجر في تركها ويعظم النية في تركها. والانسان يستطيع ان يعظم النيات في التركات حتى يزداد اجره ويزداد ثوابه. ثم المعاصي ليست قليلا. اذا تركها الانسان جميعها محتسبا - 00:08:11ضَ

يؤجر على عدد هذه المعاصي. فترك السيئات بابا من اعظم ابواب الحسنات. قال وخالق الناس بخلق حسن الانسان الفائق الناس بخلق حسن ويفارق الناس بخلق احسن. بل ان الانسان قد يحسن الى من اساء اليه. والمسلم اخوك اذا - 00:08:31ضَ

اخطأ معك فاقول اخوة الدين وثمة اخوة الطين فعليك ان تخالقه بالخلق الحسن وتخالقه بالخلق الاحسن هو ان انك تشفق عليه انه قد اساء اليك فتحسن اليه زيادة. قال هنا رواه الترمذي وقال حديث حسن - 00:08:51ضَ

وهذا الحديث في جامع الترمذي والنسخ التي بين ايدينا فيها حديث حسن صحيح فالحديث حديث قوي وله طرق نتقوى بها. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا ممن اتقى الله سبحانه وتعالى. وممن كف عن السيئات وممن - 00:09:11ضَ

الناس بخلق حسن وممن تعلم العلم وعمل به وعلم الاخرين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:31ضَ

- 00:09:51ضَ