Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين. في باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم - 00:00:03ضَ
وعن ابي محمد جبير بن مطعم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قاطع قال سفيان في روايته يعني قاطع رحم متفق عليه - 00:00:29ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن جبير ابن مطعم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا الجنة قاطع يعني قاطع رحم. قوله لا يدخل الجنة الجنة هي الدار التي اعدها الله تعالى للمؤمنين - 00:00:46ضَ
المتقين فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. كما قال عز وجل فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون - 00:01:06ضَ
وهي موجودة الان بقول الله تعالى اعدت للمتقين. ولان النبي صلى الله عليه وسلم حينما صلى اخبر في خطبته انه رأى الجنة والنار. فقال وذلك حينما رأيتموني تقدمت يعني في الجنة - 00:01:24ضَ
لقد هممت ان اخذ منها قطفا فبدا لي الا اخذ ولو اخذت منه لاكلتم ما بقيت الدنيا. وهي مؤبدة اي ان من يدخلها يكون فيها ابد الابدين. لقوله تبارك وتعالى ومن يؤمن بالله - 00:01:44ضَ
ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. وقال عز وجل جزاؤهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. فهي مؤبدة. وقوله لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم - 00:02:04ضَ
والمراد بذلك لا يدخلها دخولا مطلقا. وذلك ان دخول الجنة على نوعين. النوع الاول دخول مطلق لم يسبق بعذاب. وذلك في حق المؤمن الذي لم يتلبس بمعصية. والنوع الثاني من - 00:02:24ضَ
مطلق مطلق دخول. اي دخول مقيد. وذلك في حق من تلبس بمعصية. فان شاء الله تعالى الا عذبه على قدر ذنبه ثم ادخله الجنة. وان شاء سبحانه وتعالى عفا عنه وغفر. لقول الله تعالى ان الله - 00:02:44ضَ
الا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وهذا هو معتقد اهل السنة والجماعة في اهل المعاصي انهم تحت مشيئة الله تعالى وارادته. فان شاء عذبهم بقدر ذنوبهم وان شاء - 00:03:04ضَ
سبحانه وتعالى عفا عنهم. ولهذا قال السفارين رحمهم الله في عقيدته ومن يمت ولم يتب من الخطأ امره مفوض لذي العطاء. فان يشأ يعفو وان شاء انتقم وان يشاء اعطى واجزل النعم. ففي هذا الحديث دليل على - 00:03:24ضَ
منها اولا التحذير من قطيعة الرحم. وانها سبب لحرمان الانسان من دخول الجنة دخولا مطلقا كما انها اعني قطيعة الرحم سبب للعنة الله عز وجل. قال الله تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان - 00:03:44ضَ
افسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم. وقال عز وجل والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض. اولئك لهم اللعنة. ولهم - 00:04:04ضَ
والدار ومنها حرمان صلته بالله عز وجل. فان الرحم قد قال الله تعالى لها من وصلك وصله الله ومن قطعك قطعه الله. وصلة الرحم هي ان يحسن الى اقاربه. وقطيعتهم هو حرمانهم من ذلك - 00:04:24ضَ
وهجرهم والانسان بالنسبة لاقاربه من حيث الصلة ومن حيث القطيعة على اقسام اربعة القسم الاول ان يصل اقاربه ويحسن اليهم. وهذا هو الواجب وهو اقبل الاحوال. والثاني ان اقاربه مع الاساءة اليهم. والثالث ان يقطع صلته بهم من غير اساءة. والرابع ان يقطع - 00:04:44ضَ
مع صلته بهم مع الاساءة اليهم. وكل هذه الثلاثة اعني ان يصل مع الاساءة او يقطع بدون اساءة او يقطع مع الاساءة ويشد كلها محرمة. وداخلة في الوعيد. وقطيعة الرحم كما انها سبب - 00:05:14ضَ
وسبب لحرمان دخول الجنة فهي ايضا سبب لحدوث العداوة والبغضاء والاحقاد والظغائن لتفرقي المجتمع وتشتته. والواجب على الانسان ان يكون متقيا لله عز وجل. وان يصل رحمه ايضا انه ليس الواصل بالمكافئ. بمعنى ان ارحامه واقاربه اذا وصلوه وصلهم. واذا قطعوه - 00:05:34ضَ
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافئ انما الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلت فهو يتعامل مع الله عز وجل حتى لو قدر ان اقاربه يسيئون اليه وانهم لا يصلون فالواجب - 00:06:04ضَ
ان يفعل ما امر الله تعالى به. ولهذا لما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي. واحلم عليهم ويجهلون علي. فقال ان كنت كما قلت يعني من صلة - 00:06:24ضَ
بهم واحسانك اليهم وحلمك عليهم فكأنما تسفهم المل يعني الرماد الحار. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:44ضَ