Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ومشايخه ولجميع المسلمين. امين الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:04ضَ
في باب حق الجار والوصية به عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه - 00:00:23ضَ
متفق عليه. وعن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر اذا طبخت مرقة فاكثر ماءها احد جيرانك رواه مسلم وفي رواية له عن ابي ذر قال ان خليلي صلى الله عليه وسلم اوصاني اذا طبخت مرقا فاكثر ماءه ثم انظر اهل بيت من جيرتك فاصبهم منها - 00:00:35ضَ
في معروف بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم ان النبي صلى الله عليه وسلم انهما قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه. قول ما زال هذا من الافعال الدالة على - 00:00:58ضَ
استمرار ما زال جبريل يوصيني بالجار. الوصية هي العهد بامر هام يوصي بالاحسان اليه والعناية يوصي بالاحسان اليه والعناية به يوصيني بالجار حتى ظننت يعني من شدة وصيته. والعناية به انه سيورثه يعني بامر الله. اي - 00:01:20ضَ
اجعل الجار او الجوار سببا من اسباب الارث ففي هذا الحديث دليل على عظم حق الجار ومنها ايضا انه ينبغي للمؤمنين ان يوصي بعضهم بعضا بالعناية بالجيران والاحسان اليهم اما الحديث الثاني حديث ابي ذر رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان حديث ابي ذر رضي الله عنه ان - 00:01:45ضَ
انه قال قال خليلي صلى الله عليه وسلم الخلة هي اعلى درجات المحبة. فالمحبة درجات هو الخلة. ومنه قول الشاعر قد تخللت مسلك الروح مني. وبذا سمي الخليل خليلا وقوله قال خليلي صلى الله عليه وسلم هذا لا ينافي - 00:02:13ضَ
قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. لان المنفي في قوله لو كنت متخذا من امتي خليلا المنفي هو ان يتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم احدا من امته خليلا - 00:02:37ضَ
اما ان يتخذه غيره خليلا فلا حرج في ذلك. قال قال ابو ذر رضي الله عنه اذا طبخت مرقة فاكثر ماءها وتعاهد جيرانك. اذا طبخت مرقة المرق هو الماء الذي يغلى فيه اللحم ونحوه - 00:02:57ضَ
فاكثر مائها ليكثر الائتدام بها ومن لازم ذلك اعني من لازم اكثار مائها ان يقل ويضعف طعمها. لكن جاز ذلك للمصلحة. قال تعاهد جيرانك يعني بالاحسان اليهم واعطائهم منها. وفي الحديث الثاني فتعاهد جيرانك وتصدق عليهم واعطهم بالمعروف. يعني - 00:03:16ضَ
ما جرى به العرف فدل هذا الحديث على فوائد منها اولا عظم حق الجار وان الشريعة جاءت بالاحسان اليه والعناية به ومن فوائده ايضا ان خلط الشيء بما يضعف قيمته لا بأس بها. ما لم يكن ذلك على سبيل الغش. فكون الانسان يخلط الشيء من - 00:03:40ضَ
الطعام والشراب بما يظعف قيمته. هذا لا حرج فيه ما لم يكن ذلك على سبيل الغش والبيع. فان هذا لا يجوز لو خلط الماء مع اللبن ليزداد ثم يبيعه. او خلط طعاما مع طعام اخر ليكثر ثم يبيعه فان هذا لا يجوز وهو - 00:04:06ضَ
من الغش. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من غش فليس منا. ومنها ايضا الرجوع الى العرف. فيما لم يرد بتحديده لقوله بمعروف اي بما تعارف الناس عليه. ومنها ايضا مشروعية الاحسان الى الجار - 00:04:28ضَ
ذلك باطعامه وسقيه. ومن ذلك ايضا نصحه وارشاده. اذا كان يحتاج الى نصيحة وارشاد فالجار له حقوق عظيمة من حقوقه ان يكف الانسان اذيته اولا عن جاره سواء كانت اذية قولية - 00:04:48ضَ
ام اذية فعلية ثم بعد ذلك يحسن اليه بالقول وبالفعل وبالمال. فاحسانه بالقول ارشاده وتعليمه وتوجيهه ونصحه. فاذا حصل منه تفريط في شيء من الواجبات او كان متهاونا في اداء الصلاة مع الجماعة فانه يرشده - 00:05:08ضَ
ويعلمه ويوجهه ويكون ايضا الاحسان اليه بالفعل باعانته بما يحتاج الى اعانة ويكون ايضا الاحسان اليه بالمال ببذل المال له اذا كان يحتاج الى ذلك ومن ذلك الاحسان اليه بان بان الانسان اذا طبخ طعاما فانه يعطيه منه. وهذا من باب الصلة - 00:05:30ضَ
والتواصي وليس من باب دفع الضرورة. فهو من باب الصلة بمعنى ان الجار يعطى من ومن المرق ونحوه ولو كان غنيا ولا يقال ان الجار لا يعطى من هذا الا اذا كان فقيرا محتاجا لان هذا - 00:05:55ضَ
من باب الصلة ومن باب التواصل وليس من باب دفع الضرورة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:15ضَ