Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:04ضَ
في باب زيارة اهل الخير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يقول في رجل احب قوما ولم يلحق بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب متفق عليه وعن ابيه - 00:00:24ضَ
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس معادن كمعادن الذهب والفضة. خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا والارواح جنود مجندة. فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. رواه مسلم. روى البخاري الارواح الى اخره - 00:00:44ضَ
رواية عائشة رضي الله عنها بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف تقول في الرجل يحب القوم ولم يلحق بهم يحب القوم ان يحب - 00:01:04ضَ
في الله ولله ولم يلحق بهم اي انه لا يستطيع اللحاق بهم من جهة اعماله بتقصيره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب. المرء مع من احب اي انه يحشر معهم. ويكون معهم. لان محبته - 00:01:24ضَ
لهم تقتضي ان يوافقهم وان يكون مثلهم. وحينئذ يرتقي به عمله الى ان يكون كعملهم. فيكون معهم ويحشر معهم كما قال عز وجل ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين - 00:01:44ضَ
الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. وقد تقدم الكلام على هذا الحديث قبل حديثين في هذا الباب اما الحديث الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس معادن الناس اي - 00:02:04ضَ
كبار افرادهم معادن جمع معدن اعني الاصل في المعدن انه الاقامة في المكان اي ان الناس اجناس وانواع مختلفة. الناس معادن كمعادن الذهب والفضة. اي ان الناس فيهم الصالح وفيهم الطالح - 00:02:24ضَ
وفيهم من يحب الشر وفيهم من يحب الخير. وفيهم من اخلاقه حسنة وفيهم من ضد ذلك. كالمعادن يعني كمعادن الذهب والفضة فالذهب والفضة فيها الجيد وفيها الرديء ومنها ما يستمر على معدنه وعلى اصوله - 00:02:44ضَ
ومنها ما يتغير هذا وجه التشبيه. النبي صلى الله عليه وسلم شبه الناس بمعادن الذهب والفضة. اي ان منهم هم من يكون صالحا ومنهم من يكون طالحا ومنهم من يكون رديئا ومنهم من يكون جيدا الى غير ذلك. قال هو خيارهم في - 00:03:04ضَ
خيارهم في الاسلام. اي ان من كان ذا شرف وسؤدد ورفعة في الجاهلية فان هذا فان هذه في الفضائل وهذا الشرف يستمر معه في الاسلام بشرط ان يفقه في دين الله. ولهذا قال خيارهم في الجاهلية - 00:03:24ضَ
خيارهم في الاسلام اذا فقهوه وفي رواية اذا فقهوا بضم القاف وكسرها. والفقه في لغتي بمعنى الفهم. واما شرعا فهو معرفة الاحكام الشرعية العملية. بادلتها التفصيلية فلا بد في الفقه من امرين. الاول معرفة الحكم. وثانيا ان يعرف دليله. لان الذي يعرف - 00:03:44ضَ
الحكم ولا يعرف الدليل ليس فقيها وانما هو مقلد. فلا يعد من العلماء وانما يعد من المقلدين ثم قال عليه الصلاة والسلام والارواح جنود مجندة. الارواح باعتبار انواعها واجناسها جنود مجندة - 00:04:14ضَ
يعني انواع مختلفة ما تعارف منها ما تعارف منها ائتلف. وفي رواية هو ما تنافر منها اختلف. ما تعارف منها اختلف اي ما اتفقت قبائعه وسجاياه فانه يتآلف فيما بينه. فتجد ان اهل الخير يحبون اهل - 00:04:34ضَ
الخير واهل الشر يحبون اهل الشر. فطباع الناس وما جاب لهم الله تعالى عليه. وما عندهم من السجايا اذا اتفقت هذه الطبائع وهذه السجايا فتجد بينهم ائتلافا. وان تنافرت تجد بينهم اختلافا - 00:04:54ضَ
فتجد مثلا ان الصالح لا يحب اهل الفساد والشر. وتجد ان الفاسد وصاحب الشر لا يحب اهل الصلاح والخير لان ارواحهم مختلفة. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا بيان اختلاف الناس في - 00:05:14ضَ
طبائعهم وفي اخلاقهم وفي سجاياهم. كاختلاف المعادن في جودتها وفي ردائتها. وفيه ايضا دليل على ان من كان له شرف وسؤدد وفضل في الجاهلية فان هذه الفضائل وهذا الشرف يستمر بعد - 00:05:34ضَ
اسلامه بشرط ان يكون فقيها في دين الله. ومنها ايضا فضيلة الفقه في دين الله. ولهذا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فعلامة ارادة الله تعالى بالعبد الخير ان يجعل - 00:05:54ضَ
انه فقيها في دين الله تعالى. لان بالفقه يعرف الانسان كيف يعبد ربه. يعرف كيف يتوضأ يعرف كيف فيصلي يعرف كيف يصوم يعرف كيف يبيع كيف يشتري كيف يتعامل مع عباد الله فالفقه في الدين - 00:06:14ضَ
خير عظيم والفقيه هو الذي يعرف الاحكام الشرعية ويعمل بمقتضاها. هذا هو الفقيه الذي يعرف ويعلم الاحكام الشرعية ويعمل بمقتضاها. اما الذي يعرف الاحكام الشرعية ولكن لا يطبق ما علمه من فقه في دين الله فانه قارئ وليس بفقيه. قال ابن مسعود رضي الله عنه - 00:06:34ضَ
كيف بكم اذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم؟ الامة تحتاج الى فقهاء اي الى اناس احكام الشريعة ويطبقونها وينشرون دين الله تعالى. فهذا الحديث يدل على فضيلة الفقه في دين الله تعالى - 00:07:04ضَ
ومنها ايضا ذم الجهل. وانه وان الانسان ينحط قدره عند الناس ولو كان شريفا في نسبه ومنها ايضا ان الانسان اذا وجد في قلبه نفورا من اهل الخير والصلاح واهل - 00:07:24ضَ
استقامة فعليه ان يفتش نفسه. وعليه ان يعالج نفسه. لان الارواح جنود مجندة. فلو كان قلبك محبا للخير ومحبا لدين الله عز وجل لاحب هؤلاء الصالحين. وهؤلاء القوم الذين على استقامة في دين الله - 00:07:44ضَ
فاذا وجدت من قلبك نفورا من اهل الخير والصلاح ومن مجالس العلم ومن مجالس الفضل ففتش نفسك فهل انت سالم وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:04ضَ