رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب فضل الحب في الله والحث عليه وإعلام الرجل من يحبه، أنه يحبه 2

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب - 00:00:04ضَ

فضل الحب في الله تعالى وقال تعالى والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله الله تعالى في باب فضل الحب في الله. وقال تعالى والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم. يحبون من هاجر اليهم - 00:00:24ضَ

ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه اولئك هم المفلحون. قولهم والذين تبوأوا الدار والايمان لما اثنى الله تعالى على المهاجرين في الايات قبلها - 00:00:44ضَ

في قوله للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله رسوله اولئك هم الصادقون. اتبع ذلك بالثناء على الانصار. رضي الله عنهم. فقال والذين تبوأوا الدار اي - 00:01:04ضَ

سكنوا الدار وهي المدينة مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم. والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يعني انهم قبلهم وذلك ان من الانصار من اسلم قبل الهجرة وبايع النبي صلى الله عليه وسلم البيعتين العقبة الاولى والثانية - 00:01:24ضَ

بايعوه على المناصرة وان يفدوه باموالهم وانفسهم. والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم اي يحبون المهاجرين في الله ولله. يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة - 00:01:47ضَ

كم مما اوتوا اي لا يجدون في نفوسهم حسدا او حقدا مما اتاه الله تعالى للمهاجرين من الشرف والمكانة ومناصرة النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في مكة. وكذلك مما اتاهم الله تعالى من الفيل - 00:02:07ضَ

وهم لا يجدون في صدورهم حاجة يعني حسدا لهم. بل يثنون عليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا مما اتاهم الله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. الايثار هو ان يقدم الانسان غيره - 00:02:27ضَ

على نفسه فيما يكون من المحاب من المال والطعام والشراب والنكاح وغير ذلك. وهذه الاية لها سبب نزول فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:47ضَ

وقد بلغ به الجهد ما بلغ يعني الجوع. يريد طعاما فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى بعض نسائه فلم يجد في بيته شيئا فقال عليه الصلاة والسلام الا رجل يغيث هذا الرجل فقام رجل من الانصار وهو ابو طلحة - 00:03:07ضَ

رضي الله عنه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا رجل يضيف هذا يرحمه الله قام ابو طلحة الانصاري فقال انا رسول الله فذهب بهذا الرجل الى بيته. فطلب من من امرأته ان تضيفه. فقال لا تدخري عنه شيئا - 00:03:27ضَ

فانه ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت له امرأته ليس في بيتنا سوى طعام الصبية. يعني قوت الاولاد والصبية وامرها ان تنوم الصبية وان تطفئ السراج لاجل الا يروا هذا الطعام. وقال ابيت انا وانت - 00:03:47ضَ

فلما اصبح هذا الرجل اتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى او ضحك من صنيعهما فانزل الله تعالى ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. فقوله ويؤثرون على - 00:04:07ضَ

ان يقدمون غيرهم على انفسهم ولو كان بهم خصاصة يعني ولو كان بهم حاجة وفاقة وفقر ومن شح نفسه ان يقيه الله عز وجل شح نفسه ويسلم من شح نفسه. والشح اشد البخل فهو بخل مع الحرص - 00:04:28ضَ

اولئك يعني من يقيه الله عز وجل شح نفسه فاولئك هم المفلحون. والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب ثم قال والذين جاءوا من بعدهم يعني من بعدي المهاجرين والانصار. يقولون ربنا وهؤلاء - 00:04:51ضَ

هؤلاء الذين جاءوا من بعدهم هم التابعون وتابعوهم باحسان الى يوم القيامة. يقولون ربنا اغفر لنا ربنا الرب هو خالق المالك الرازق المدبر. ايا خالقنا ويا رازقنا ويا مالكنا ويا مدبرنا. ربنا اغفر لنا والمغفرة - 00:05:11ضَ

هي ستر الذنب والتجاوز عنه. اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان من المهاجرين ومن جاء بعدهم ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. اي لا تجعل في قلوبنا حقدا وحسدا وكرامة - 00:05:31ضَ

للذين امنوا من قبلنا ربنا انك رؤوف رحيم. والرأفة اشد الرحمة. وقوله رحيم الرحيم هو الموصل رحمته الى من شاء من عباده. ففي هذه الايات دليل على فوائد منها الثناء على المهاجرين - 00:05:51ضَ

الانصار وفيه ايضا دليل على ان المهاجرين افضل من الانصار. لان الله عز وجل قدمه في هذه الاية. وقال تعالى ايضا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه - 00:06:11ضَ

فيه ايضا دليل على فضيلة سلامة الصدر من الحسد والحقد والشحناء والبغضاء لعباد الله المؤمنين والواجب على المؤمن ان يطهر قلبه من الحقد والحسد على اخوانه المؤمنين. وانه اذا وجد في قلبه - 00:06:31ضَ

حسدا او حقدا او كراهية على احد من اخوانه ان يسعى في ازالة هذا السبب الذي جعله تكرهه ويبغضه ويحقد عليه. وفيه ايضا دليل على فضيلة الايثار وهو ان يقدم الانسان غيره على - 00:06:51ضَ

نفسه في محاب الدنيا من مال او طعام او شراب او نكاح. والايثار على اقسام ثلاثة ايثار الواجب وايثار بالمستحب وايثار بالمباح. فاما الاول وهو الايثار بالواجب فهو حرام. فلا يجوز - 00:07:11ضَ

الانسان ان يؤثر غيره بامر واجب عليه. كما لو كان عندك ماء للوضوء. وهناك رجل ليس معه فتعطيه هذا الماء ليتوضأ ثم انت تعدل الى التيمم. فهذا لا يجوز لانك تترك شيئا اوجبه الله - 00:07:31ضَ

تعالى عليك فالواجب ان تستعمل هذا الماء وهو اذا لم يجد الماء فانه يتيمم لقوله تعالى فلم تجدوا ماء تمموا صعيدا طيبا. اما لو كان معك ماء وهو يريد الشراب يعني يريد هذا الماء ليشربه او ليستعمله في طعامه فان - 00:07:51ضَ

انك توثره في هذه الحال. لان لان الوضوء له بدل والطعام والشراب ليس له بدل. القسم الثاني ايثار بالمستحب يعني ان يؤثر الانسان غيره بامر مستحب. كما لو اثر غيره بمكانه الفاضل في الصلاة - 00:08:11ضَ

فانسان مثلا يصلي خلف الامام فدخل شخص المسجد فقال له تعالى وصل مكاني فان هذا مقرون. اللهم ان يكون المؤثر يعني من اثره ممن له غناء للمسلمين. كما لو اثر بمكانه الفاضل والده - 00:08:31ضَ

او شيخه او سلطان او نحو ذلك ممن فيه ايثاره مصلحة. والقسم الثالث ايثار بالمباح. بان اوثر غيره في امر مباح كما لو اثره بمكانه في المجلس بمعنى ان الانسان دخل المجلس وجلس مكانا ثم - 00:08:51ضَ

اخر فقدم هذا الداخل على نفسه في هذا المكان. او قدمت القهوة او الطيب فقدم غيره على نفسه فهذا والمباح قد يرتقي الى ان يكون مستحبا او اكد من المستحب بحسب المصلحة. وفيه ايضا دليل - 00:09:11ضَ

على ان من شأن المؤمنين ان يدعو بعضهم لبعض لقوله عز وجل والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وفيه اثبات - 00:09:31ضَ

صفة الرأفة والرحمة لله عز وجل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:51ضَ