Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب - 00:00:00ضَ
حوائج المسلمين. عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما ستره - 00:00:20ضَ
الله يوم القيامة متفق عليه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة - 00:00:40ضَ
والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة - 00:01:00ضَ
وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب قضاء حوائج المسلمين. المراد بالحوائج هنا الحوائج المباحة. التي يستعين بها المرء على - 00:01:20ضَ
دينه ودنياه. ثم ذكر المؤلف رحمه الله الاية وهي قول الله عز وجل وافعلوا الخير لعلكم تفلحون واول هذه الاية قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون - 00:01:40ضَ
قوله يا ايها الذين امنوا اي امنوا بما يجب الايمان به. والذي يجب الايمان به قد بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حينما سأل جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال اخبرني عن - 00:02:00ضَ
الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وفي تصدير الخطاب بالنداء يا ايها الذين امنوا دليل على ان امتثال ما وجه به الخطاب - 00:02:20ضَ
سبب لزيادة الايمان. وان مخالفته نقص في الايمان. يقول يا ايها الذين امنوا اركعوا والركوع هو الانحناء تعظيم تعظيما لله عز وجل ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام اما الركوع فعظموا فيه الرب - 00:02:38ضَ
فيجتمع في الركوع ثلاثة انواع من انواع التعظيم. التعظيم القلبي والتعظيم القولي والتعظيم الفعلي اما التعظيم القلبي فهذا واما التعظيم القلبي فان الانسان حينما يركع يعظم الله تعالى بقلبه واما التعظيم الفعلي فهو الانحناء لان الانسان يحصر ظهره ويحني ظهره تعظيما لله تعالى. واما - 00:02:59ضَ
تعظيم القول فلانه يشرع للمصلي. ان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم. وهذا تعظيم لله تعالى بالقول قال اعبدوا اركعوا واسجدوا والسجود هو الخرور على الارض على صفة مخصوصة. وهو ايضا من - 00:03:29ضَ
تعظيم الله تبارك وتعالى وانما خص الله تعالى في هذه الاية الركوع والسجود لانهما اعظم اركان الصلاة. وفيه ايضا دليل على ركنية الركوع والسجود. لان القاعدة الاصولية ان الشارع اذا عبر او - 00:03:49ضَ
عن العبادة ببعضها فهذا يدل على ان هذا البعض الذي كن عنه الشارع انه ركن او واجب في هذه العبادة فهنا عبر الله تعالى عن الصلاة بالركوع والسجود. وهذا دليل على ان الركوع والسجود - 00:04:12ضَ
من واجبات الصلاة ونظير هذا قول الله تبارك وتعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين. اخذ من هذا اهل العلم ان الحلق او التقصير من واجبات النسك - 00:04:32ضَ
يقول يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم. اي تذللوا له بالطاعة. فعلا فعلا للمأمور وتركا للمحظور وصبرا على المقدور. وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. هذا من باب عطف من باب - 00:04:52ضَ
في عطف الاعم على العام لان قوله يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم. اعبدوا ربكم هذا من باب عطف العام على الخاص. وقوله وافعلوا الخيل من باب عطف الاعم على العام. لان قوله افعلوا الخير يشمل جميع ما تقدم من الصلاة - 00:05:12ضَ
ومن عبادة الله وقوله وافعلوا الخير شامل للخير الواجب والخير المستحب. وشامل ايضا للخير الذي يتعدى نفعه كالزكاة والصدقات والنفقات ومعاملة الناس بالاحسان ويشمل ايضا الخير القاصر الذي يقتصر الذي يقتصر اثره على الانسان نفسه كالصلاة والصيام والاعتكاف وما اشبه ذلك. قال وافعلوا الخير - 00:05:35ضَ
لعلكم تفلحون. اي لاجل ان تفلحوا. والفلاح هو الفوز بالمطلوب. والنجاة من المرهوب. ففي هذه الاية الكريمة دليل على مشروعية فعل الخير والحث عليه. وان الله عز وجل رتب على هذه الامور - 00:06:05ضَ
وهي الصلاة وعبادته سبحانه وفعل الخير رتب عليها الفلاح وهي وهو السعادة في الدنيا والاخرة اما الاحاديث فقد تقدم الكلام على الحديث الاول. وكذلك ايضا على جمل من الحديث الثاني. وبقي الكلام على جمل منه - 00:06:25ضَ
منها قول النبي عليه الصلاة والسلام ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. المعسر هو من عليه دين تعسر عليه اداؤه بان يكون عليه دين ولا يكون عنده مال ولا يكون عنده مال يستطيع به ان يقضي هذا الدين - 00:06:45ضَ
في شرع ان ييسر على المعسر. والتيسير على المعسر يكون بواحد من امور اربعة الامر الاول انظاره بان ينظر الانسان هذا بان ينظر الانسان هذا المعسر الذي تعسر عليه اداء الدين وهذا الانذار من الغريم امر واجب. لقول الله عز وجل وان كان ذو عسرة فنظرة الى - 00:07:05ضَ
ميسرة يعني فالواجب انظاره الى ميسرة. الامر الثاني مما يحصل به التيسير على المعسر ان يبرئه من هذا الدين بان يقول ابرأتك من دينك والامر الثالث مما يحصل به التيسير على المعسر ان يسقط عنه بعض الدين. كما لو كان الدين مثلا عشر - 00:07:35ضَ
الاف فقال اسقطت عنك خمسا او اسقطت عنك اربعا او ما اشبه ذلك. الامر الرابع مما يحصل به يسير على المعسر ان يعطيه من الزكاة. والاعطاء من الزكاة تارة يكون - 00:07:59ضَ
من الغريب من صاحب الدين وتارة يكون من غيره. اما اذا كان من غيره فلا ريب في جواز ذلك. لان لانه حينئذ يدخل في عموم قول الله عز وجل والغانمين. واما كون صاحب الدين يعطي هذا المعسر من - 00:08:19ضَ
زكاة ماله ليسدد هذا الدين فهذا محل خلاف بين العلماء. والصحيح جواز ذلك ما لم يكن مواطأة لم تكن هناك مواطئة واتفاق بان قال اعطيك من زكاة مالي بشرط ان تسدد ديني. فاذا قال ذلك فان هذا - 00:08:39ضَ
لا يجوز لان منفعة زكاته عادت اليه. اما لو دفع لغريمه زكاة ما له ولم يشترط عليه ان ترد هذه الزكاة اليه فان ذلك مجزئ لانه داخل في عموم قول الله تبارك وتعالى والغانمين. يقول ومن يسر على معسر - 00:08:59ضَ
يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. فييسر الله عليه امور دينه ودنياه في الدنيا والاخرة. وهذا فيه ترغيب وحث على التيسير على المعسر. ويأتي ان شاء الله بقية الكلام على حديث الباب. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى - 00:09:19ضَ
صلى الله على نبينا محمد - 00:09:39ضَ