رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين 23 -11- 1441هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. آمين قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

في باب الدلالة على خير والدعاء الى هدى وضلالة عن ابي العباس سهل من سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ليعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه. يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فبات الناس يدكون ليلتهم ايهم يعطى - 00:00:19ضَ

فلما اصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها. فقال اين علي ابن ابي طالب؟ فقيل يا رسول الله هو يشتكي في عينيه قال فارسلوا اليه فاوتي به فبصق رسول الله فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع - 00:00:40ضَ

فاعطاه الراية قال علي رضي الله عنه يا رسول الله اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم - 00:01:02ضَ

متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم اه تقدم الكلام على ما يتعلق بحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه حينما قال النبي عليه الصلاة والسلام لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله عز وجل على يديه - 00:01:23ضَ

في هذا الحديث دليل على مسائل وفوائد منها مشروعية بعث البعوث والسرايا للجهاد في سبيل الله واعلاء كلمته ومنها ايضا انه ينبغي للامام ان يوصي قائد الجيش او امر الجيش الى ما فيه الخير والصلاح - 00:01:43ضَ

ومن فوائده ايضا انه لا بد في الجهاد في سبيل الله من اذن ولي الامر فلا بد من امرة واذن لان الرسول عليه الصلاة والسلام قال لاعطين الراية فلابد في الجهاد من ان يكون فيه اذن من قبل ولي الامر - 00:02:05ضَ

ومن فوائده ايضا اثبات المحبة لله عز وجل وهو سبحانه وتعالى يحب ويحب قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه - 00:02:24ضَ

فاثبت المحبة منه سبحانه وتعالى. المحبة من الجانبين واعلم ان محبة الله عز وجل لها متعلقات اربع وتتعلق بالعمل وتتعلق بالعامل وتتعلق بالزمان وتتعلق بالمكان اما الاول وهو تعلقها بالعمل فان بعض الاعمال - 00:02:43ضَ

احب الى الله عز وجل من بعض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احب العمل الى الله ادومه وان قل وقال عليه الصلاة والسلام احب الاعمال الى الله الصلاة على وقتها - 00:03:11ضَ

وقال عليه الصلاة والسلام احب الاعمال الى الله احب الصيام الى الله صيام داوود ثانيا تتعلق محبة الله عز وجل بالعامل اما لوصفه واما لشخصه وعينه. اما لوصفه فان الله عز وجل يحب المتقين ويحب - 00:03:25ضَ

ويحب التوابين ويحب المتطهرين فكل من اتصف بهذا الوصف فانه ينال محبة الله تعالى وتتعلق محبته سبحانه وتعالى بالشخص لعينه وشخصه كما في هذا الحديث لاعطين الراية غدا لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله - 00:03:46ضَ

فاثبت المحبة لعلي ابن ابي طالب بشخصه وعينه وذلك حينما اعطاه الراية ثالثا تتعلق محبة الله عز وجل بالزمان. فبعض الازمنة احب الى الله عز وجل من بعض كما قال عليه الصلاة والسلام ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه الايام يعني عشر ذي الحجة - 00:04:10ضَ

فتعلقت محبته سبحانه وتعالى بعشر ذي الحجة. وكذلك ايضا رمظان رابعا تتعلق محبة الله عز وجل بالمكان. فبعض الامكنة احب الى الله عز وجل من بعض. قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:36ضَ

احب البلاد الى الله مساجدها وقال عليه الصلاة والسلام وهو واقف بالحزورة في مكة يخاطب مكة والله انك لاحب البقاع الى الله ولا لولا اني اخرجت منك ما خرجت ومن فوائد هذا الحديث ايضا ظهور اية من ايات الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك من وجهين. الوجه الاول انه - 00:04:52ضَ

وبشر بالفتح قبل وقوعه. وهذا من اياته وثانيا انه بصق في عيني علي رضي الله عنه فبرأ كأن لم يصبه شيء. وهذا من اياته عليه الصلاة والسلام ثم اعلم ايضا - 00:05:20ضَ

ان التعبير بلفظ الاية اولى من التعبير بلفظ المعجزة. فيما يتعلق بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وذلك من وجهين الوجه الاول ان التعبير بالاية هو الموافق للقرآن الكريم. ولقد اتينا موسى تسع ايات - 00:05:36ضَ

واية لهم الارض الميتة. فتجد ان الله عز وجل يذكر ذلك بلفظ الاية وثانيا ان المعجزة هي كل امر خارق للعادة. فاذا قلنا هذا من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم فانه في - 00:05:55ضَ

لهذا يشابه ما يحصل من الساحر وما يحصل من المشعوذ وما اشبه ذلك وفي هذا الحديث ايضا دليل على فضيلة ومنقبة لامير المؤمنين علي رضي الله عنه. حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:06:12ضَ

الراية وشهد له بان الله تعالى ورسوله بان الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم يحبه وعلي بن ابي طالب رضي الله عنه هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته ورابع الخلفاء - 00:06:28ضَ

واحد العشرة المبشرين بالجنة ومن السابقين في الاسلام وفي هذا الحديث ايضا دليل على الايمان بالقضاء والقدر. حيث ان هذه الراية اعطاها النبي صلى الله عليه وسلم لمن لم يسعى اليها وهو علي ومنعها ممن سعى اليها وحرص عليها وهم الصحابة - 00:06:47ضَ

الذين كانوا يخوضون ويذوقون ايهم يعطاها وحرصوا على ذلك وفيه ايضا دليل على البداءة بالاهم فالاهم في الدعوة الى الله تعالى. وان اول امر يدعى اليه هو يقولوا في الاسلام ولهذا قال ادعهم الى الاسلام - 00:07:12ضَ

فاذا اجابوا ذلك بمعنى شهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانهم يؤمرون حينئذ ببقية الشرائع فلابد في الدعوة الى الله ان تكون مرتبة اولا يدعى الى الاسلام والدخول فيه. ثم يدعى الى بقية الشرائع - 00:07:31ضَ

وفيه ايضا دليل على فضيلة الدعوة الى الله عز وجل. وان الانسان اذا دعا الى الله واهتدى على يده فانه ينال خيرا عظيما. من دل على خير فله مثل اجر فاعله. من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من - 00:07:50ضَ

ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمل النعم وفيه ايضا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على المسارعة والمسابقة الى الخير. حيث انهم خاضوا تلك - 00:08:10ضَ

حيث انهم كانوا تلك الليلة يخوضون ويتساءلون من الذي يعطى هذه الراية وحرصوا على ذلك. وهكذا هو وهكذا هو حال الصحابة رضي الله عنهم كانوا من احرص الناس على الخير فما امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بامر الا - 00:08:28ضَ

اول المبادرين لفعله وما نهاهم عن شيء الا كانوا اول المبادرين عن تركه واجتنابه فالواجب علينا نحوهم ان نترضى عليهم ان نترضى عنهم رظي الله عنهم وان نعرف لهم قدرهم وحقهم - 00:08:48ضَ

ولو لم يكن من قدرهم ومن حقهم الا انهم ناصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وعاضدوه ونشروا دين الله عز وجل في ارجاء الارض. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:08ضَ