Transcription
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اخوتي الاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين. للامام النووي رحمه الله تعالى يقول في باب الصبر. وعن انس رضي الله عنه قال - 00:00:03ضَ
قال كان ابن لابي طلحة رضي الله عنه يشتكي. فخرج ابو طلحة فقبض الصبي. وهذا الصبي هو ابو عمير الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازحه بقوله يا ابا عمير ما فعل النغير - 00:00:23ضَ
كان عنده طير صغير يلعب به فمات هذا الطير. فمن تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بالصغار انه ذهب الى ابي عمير وجعل يقول له يا ابا عمير ما فعل النغير؟ هذا ابو عمير طفل صغير - 00:00:43ضَ
من اطفال الصحابة وهو ابن ابي طلحة الانصاري رضي الله عنهما توفي. هذا الطفل الصغير توفي ابو عمير رضي الله عنه بسبب مرض فخرج ابو طلحة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض - 00:01:03ضَ
فلما رجع ابو طلحة قال ما فعل ابني؟ قالت ام سليم وهي ام الصبي هو اسكن ما كان. طبعا ام سليم هي ام انس ابن مالك. و مالك زوجها الاول آآ خرج الى الشام او كذا ومات يعني آآ آآ ثم - 00:01:23ضَ
تزوجها ابو طلحة. وانجبت منه ابا عمير. فلما سأل عن الصبي المريض قالت له هو اسكن ما كان. هو اسكن ما كان تعني بالموت. انه سكن بالموت وفي رواية مسلم كما سيذكرها النووي قالت لاهلها لا تحدثوا ابا طلحة بابنه حتى اكون انا احدثه - 00:01:53ضَ
قال فقربت اليه العشاء فتعشى. قال في رواية مسلم فقربت اليه عشاء فاكل شرب ثم تصنعت له احسن ما كانت تصنع قبل ذلك. فوقع بها وهذا امر عجيب من ام سليم. تخيلوا امرأة مات طفلها الصغير - 00:02:23ضَ
اه اخذته وغطته وجعلته في جانب البيت ثم لما جاء زوجها قدمت اليه العشاء وتجملت له واصاب منها وقع بها وهي بهذه الحالة. لماذا فعلت ام سليم هذا الامر؟ هنا - 00:02:53ضَ
الصبر وكمال التفويض لله تعالى. ام سليم رضي الله عنها انما فعلت هذا الامر من باب انها ترجو ان يعوضها الله تعالى خيرا مما اخذ منها الله تعالى اخذ صبيها فلعله قام في قلبها انه ربما لو حصل - 00:03:23ضَ
آآ الجماع بينها وبين زوجها لعل الله تعالى يبارك لها في هذا خيرا من هذا الصبي. الذي فقدته. ثم ايضا قد يقال هذا من تمام تعظيم حق الزوج ومن تمام حسن عشرتها لزوجها. فاعطته - 00:03:53ضَ
كل ذي حق حقه. ولو كانت في اشد الظروف والاحوال. يتأملوا امرأة يموت صبي كيف يكون لها خاطر او رغبة في مثل هذا؟ لكنها هكذا تجملت لزوجها ومكنت نفسها منه مكنت نفسها منه اداء لحق زوجها - 00:04:23ضَ
هكذا كان نساء السلف يعرفن حق الزوج. اه يعني اه ربما يوم المرأة لا تلتفت لمثل هذا ابدا وربما يدعوها زوجها الى فراشه. وهي تعتذر بمعاذير باردة غير مقبولة هكذا كان نساء السلف يعظمن حق الزوج. فالمهم انه بعد ان وقع بها - 00:04:53ضَ
قال فلما امرأة انه قد شبع واصاب منها قالت يا ابا طلحة ارأيت لو ان قوما اعاروا عاريتهم هم اهل بيت فطلبوا عاريتهم. الهم ان يمنعوهم؟ الهم ان يمنعوهم؟ قال لا. فقالت فاحتسب ابنك - 00:05:23ضَ
يعني الله تعالى اعطانا هذا الابن عارية ثم اخذه منا ليس لنا ان نبكي وان نحزن وان نمنع فالله تعالى له ما اخذ وله ما اعطى سبحانه جل وعلا هذا تشبيه بديع من ام سليم رضي الله عنها يدل على كمال ايمانها وعميق فقهها. وقوة - 00:05:43ضَ
يقينها بالله جل وعلا قال فغضب يعني غضب اه ابو طلحة مما حصل كيف ابني يموت وانا آآ اقع في مثل هذا قال ثم قال تركتني حتى اذا تلطخت ثم اخبرتني بابني يعني اذا - 00:06:13ضَ
الضغط يعني بالجماع انه في شهوة بعد ذلك تخبريني بذلك فانطلقا في رواية آآ البخاري ومسلم قال فلما ثم اصاب منها فلما فرغ قالت وارو الصبي يعني اخبرته بهذا الخبر ان ابنه مات وقالت الصبي ادفنوا الصبي. فلما اصبح ابو طلحة - 00:06:39ضَ
اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ اعرستم الليل يعني هل آآ وقعت على اهلك الليلة؟ قال نعم. قال اللهم بارك - 00:07:09ضَ
بارك لهما وفي رواية مسلم قال بارك الله في ليلتكما. قال فحملت وكان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتى المدينة طبعا هذا يعني - 00:07:29ضَ
حملت تلك الليلة ومرت تسعة اشهر وصادف في الشهر التاسع وهي حامل في شهرها الاخير ان تخرج مع ابي طلحة في هذا السفر الذي كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:49ضَ
اتى المدينة من سفر لا يطرقها طرقا. قال فدنوا من المدينة. فضربها المخاط جاءها الم الولادة فاحتبس عليها ابوطلحة. وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول ابو طلحة انك لتعلم يا رب انه يعجبني ان اخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج وادخل معه اذا دخل - 00:08:09ضَ
وقد احتبست بما ترى. انظر الى محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم. وزوجته الان اصابها المخاض اشتد عليها الم الولادة. وابو طلحة الذي يهمه انه سيفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم. في هذه اللحظات في دخول المدينة. تأمل كيف يتوسل الى الله تعالى حب - 00:08:40ضَ
لمرافقة رسول الله. انك لتعلم يا رب انه يعجبني ان اخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج. وادخل معه اذا دخل وقد احتبست بما ترى. يعني هذا منعني من ذلك. كأنه يسأل الله بلسان حاله يعني ان يخفف - 00:09:05ضَ
عنهم وان يكرمه بمرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت وفي دخول المدينة. تقول ام سليم يا ابا طلحة ما اجد الذي كنت اجد. انطلق فانطلقنا. سبحان الله! تأمل كيف بركة محبة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:25ضَ
يعني لما دعا بهذا الدعاء ذهب الم الولادة من ام سليم. وقالت يا ابا طلحة ما اجد الذي كنت اجد انطلق فانطلقنا. حتى وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة قال وضربها المخاض حين قدما. سبحان الله - 00:09:45ضَ
لهذا والله هذا من اعظم الوسائل الى الله. ان تتقرب الى الله بحبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هنا تأمل يعني هذا امر لطيف جدا. يعني ابو طلحة هنا بماذا يتقرب؟ بماذا يتوسل؟ بانه يحب يعجبه ان يخرج مع رسول الله صلى - 00:10:05ضَ
اذا خرج وان يدخل معه اذا دخل فقط. فهكذا على المسلم ان يصدق في محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل الى الله بحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا رب تعلم اني احب رسولك صلى الله عليه وسلم واحب لقاءه فثبتني فبارك لي فاعطني - 00:10:25ضَ
مثلا يسأل الله تعالى بمحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا من التوسل المشروع ان توسل الى الله تعالى بعمله الصالح. والعمل الصالح انما هو منة من الله تعالى فالفضل كله لله - 00:10:45ضَ
لكن هذا مما يحبه الله تعالى. قال وضربها المخاض حين قدما فولدت غلاما فقالت لي امي يعني انس يقول قالت لامي ام سليم يا انس لا يرضعه احد تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما اصبح احتملته فانطلقت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:03ضَ
رواية هذه رواية مسلم نرجع الى رواية البخاري ومسلم هناك فقال لي ابو طلحة احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم. يعني قال هذا ابو طلحة وكذلك ايضا ام سليم - 00:11:33ضَ
طلبة من انس ولدها يعني ذلك. يعني وانس وربيب اه ابي طلحة. اه يعني هو اخو اه ابو عمير اه يعني من الام. اه قال انس وبعد معه بتمرات فقال امعه شيء؟ قال نعم تمرات فاخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم اخذها من فيه - 00:11:53ضَ
جعلها في في الصبي. ثم حنكه وسماه عبدالله. متفق عليه حنكه في التحنيك معروف انه يعني يأخذ اللعاب الذي فيه حلاوة التمر او بشيء من التمر وهكذا اه يعني يدلك به حنك اه الصبي فهذه من السنة ان اه الصبي اول ما يولد يخرج بطن امه قبل - 00:12:23ضَ
حتى ان يرظع منامه. تمظغ التمر وتأخذ شيء من اللعاب باصبعك وتظعه في فم الصبي فهذا من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا حتى علميا يعني احسن للصبي ولمعدته. اه تأمل هنا في الحديث سماه النبي - 00:12:53ضَ
ام عبد الله يقول في رواية البخاري قال ابن عيينة احد رواة الحديث فقال رجل من الانصار فرأيت تسعة اولاد كلهم قد قرأوا القرآن يعني من اولاد عبد الله المولود - 00:13:13ضَ
هذا عبد الله الذي آآ ولد آآ لابي طلحة كان من آآ اولاده تسعة كلهم قد حفظوا حفظوا القرآن الكريم واصبحوا من اه قراء اه التابعين و هذا بسبب بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم. لما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لهما. او بارك الله لك ما - 00:13:31ضَ
وبارك الله في ليلتكما. تأمل في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بارك الله تعالى لهما في هذا المولود. فكان من نسل تسعة من الولد كلهم من القراء والعلماء. من اشهرهم اسحاق ابن عبد الله - 00:14:01ضَ
ابن ابي طلحة وهذا راوي مشهور من رواة الحديث في الكتب في كتب السنة في البخاري ومسلم عن اسحاق ابن عبد الله بن ابي طلحة هذا يعني اه جمع بين القرآن وبين الحديث. وغيره اسحاق واسماعيل وعبدالله ويعقوب وعمر وو اه يعني - 00:14:19ضَ
اولاد عبد الله. وقيل اربع من البنات ايضا. فهذا من بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم. اذا هذا ويعني مثال يعني جميل في الصبر. من ام سليم رضي الله عنها. وهكذا يعني - 00:14:39ضَ
يعني هذي قدوة حسنة وجميلة للمسلمين والمسلمات نسأل الله تعالى ان يجعلنا من الصابرين تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:14:59ضَ