Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين. باب في - 00:00:00ضَ
بالتعاون على البر والتقوى. قال الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى. وقال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر للذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب التعاون على البر والتقوى. ثم ساق رحمه الله الايات في هذا الباب الاية الاولى - 00:00:20ضَ
قال الله عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى. تعاونوا اي ليعن بعضكم بعضا. على البر والتقوى والامر هنا مشترك بين الوجوب والاستحباب. فتارة يجب التعاون وتارة يكون مستحبا قوله على البر والتقوى. البر والتقوى وصفان اذا اجتمعا افترقا. واذا افترقا اجتمعا - 00:00:47ضَ
فاذا قيل البر او ذكر البر وحده دخل فيه التقوى. واذا ذكرت التقوى دخل فيه البر. واما اذا قورن بينهما وجمع بينهما فان البر فان البر اسم جامع. لكل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الاقوال - 00:01:17ضَ
الاعمال الظاهرة والباطنة. فيدخل في ذلك فعل الواجبات والمستحبات من جميع الطاعات. واما التقوى هي اسم جامع لكل ما نهى الله عز وجل عنه من الاعمال الظاهرة والباطنة سواء كان سواء كان النهي على سبيل التحريم او على سبيل الاستحباب. قال وتعاونوا على البر والتقوى - 00:01:37ضَ
ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. الاثم قيل انه المعاصي المتعلقة بحق الله والعدوان المعاصي التي تتعلق بحق العباد. من ظلمهم في اموالهم وانفسهم واعراضهم. وقيل ان الاثم ما كان محرما في جنسه. يعني ما كان جنسه محرما كالكذب والغيبة والسرقة والزنا - 00:02:03ضَ
شرب الخمر وغيرها. واما العدوان فهو التجاوز في امر مباح. ان يتجاوز الانسان في امر مباح كما لو نكح خامسة او تجاوز في استيفاء القصاص او اخذ اكثر من حقه في مال او غيره وهذا هو العدوان - 00:02:32ضَ
وهذا القول هو اختيار ابن القيم رحمه الله ثم قال المؤلف رحمه الله وقال الله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر - 00:02:52ضَ
قول والعصر الواو للقسم الواو حرف قسم والعصر مقسم به وجواب القسم قوله ان الانسان لفي والمراد بالعصر هنا الدهر والزمان. لانه محل الحوادث. وقد اقسم الله عز وجل به لان الدهر - 00:03:07ضَ
اعني الزمان هو محل الحوادث وتبدل الامور. فيتفكر الانسان فيما يجريه الله عز وجل في هذا الزمان من تحويل وتغيير وزيادة ونقص وغير ذلك. يقول الله عز وجل والعصر ان الانسان - 00:03:28ضَ
فيه خسر المراد بالانسان هنا الجنس. اي كل انسان خاسر. والخسار خسارة ضد الربح وهي الهلاك والغبن. واستثنى الله عز وجل من ذلك من اتصف باوصاف ولهذا قال ان الانسان لفي خسر. واعظم خسارة يخسرها الانسان هي خسارة الدين. فخسارة الدين هي اعظم مصيبة - 00:03:48ضَ
ولهذا ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. بل قال الله تعالى قل ان ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين. وقال عز وجل ومن الناس - 00:04:18ضَ
يعبد الله على حرف فان اصابه خير ما اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين. واستثنى الله عز وجل من هذا الخسار وهذا الهلاك. من اتصف باوصاف اربعة. الوصف الاول - 00:04:38ضَ
الا الذين امنوا اي امنوا بما يجب الايمان به. ولا ايمان بدون علم. فلا بد من العلم في تحقيق الايمان والايمان هو التصديق المستلزم للقبول والاذعان. اي امنوا بما يجب الايمان به وانقادوا لذلك. من الايمان - 00:04:58ضَ
الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات اي عملوا الاعمال الصالحات. والعمل لا يكون صالحا الا بشرطين. وهما الاخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم. فكل عمل ليس فيه اخلاص فانه لا يكون صالحا. وكل عمل اخلص - 00:05:18ضَ
الانسان فيه ولكنه ليس متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فليس ايضا عملا صالحا. قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق. اي صار بعضهم يوصي بعضا بالحق. والحق هو شريعة الله. ذلك بان الله هو - 00:05:48ضَ
والحق وان ما يدعون من دونه الباطل. وفي الاية الاخرى وانما يدعون من دونه هو الباطل. فيوصي بعضهم بعضا بالتمسك بشريعة الله والثبات على دين الله وكثرة الاعمال الصالحة. وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر - 00:06:08ضَ
اي صار بعضهم يوصي بعضا بالصبر على طاعة الله. والصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله فهذه الاية ذكر الله عز وجل هذه السورة ذكر الله عز وجل فيها اربعة اوصاف. بالوصفين - 00:06:28ضَ
الاول والثاني يكمل العبد نفسه بالايمان والعمل الصالح يكمل العبد العبد نفسه. وبالوصف الثالث والرابع التواصي بالحق والتواصي بالصبر يكمل العبد غيره. وباجتماع الاربع يحصل الفوز بالمطلوب. يحصل يحصل الانسان على الفوز بالمطلوب والنجاة من المرغوب. ولهذا قال الامام الشافعي رحمه الله لو لم ينزل - 00:06:48ضَ
الله حجة على عباده الا هذه السورة لكفتهم. ومراده رحمه الله لكفتهم في الحث على الثبات على دين الله المسارعة الى التمسك بشريعة الله والاكثار من الاعمال الصالحة. وليس مراده ان هذه السورة تكفي العباد فيما يتعلق بالاحكام - 00:07:18ضَ
الشرعية سواء كان في العبادات او كان في المعاملات. وانما مراده ان هذه السورة حجة وكافية حجة كافية في الحث على التمسك بشريعة الله عز وجل. ولهذا قال بعض العلماء ان هذه السورة هي ميزان للعبد - 00:07:38ضَ
يزن بها اعماله. فينظر هل هو من الخاسرين او هو او هو من الرابحين. ففي هذه السورة فوائد فوائد منها اولا من فوائدها اولا الحث على هذه الاوصاف التي ذكرها الله عز وجل وهي الايمان بالله - 00:07:58ضَ
والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. ومنها ايضا الحث على المحافظة على الوقت واستغلال عليه وعدم تضييعه فان الانسان سوف يسأل يوم القيامة عن ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم لن تزول قدم - 00:08:18ضَ
يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه فيما انفقه وعن علمه ماذا عمل به. ومن اعظم اسباب ضياع الوقت الغفلة عن ذكر الله - 00:08:38ضَ
فان الغفلة عن ذكر الله عز وجل سبب لضياع الاوقات. فتمضي على الانسان الايام بل الشهور بل السنين ولم يستفد منها شيئا بسبب غفلته عن ذكر الله. قال الله تعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه - 00:08:58ضَ
وكان امره فرطا. فمن اراد ان يبارك الله عز وجل له في اوقاته. فعليه اولا ان يكثر من ذكر الله عز وجل بانه اذا اكثر من الذكر بارك الله له عز وجل في وقته. ومن ذلك ايضا الاخلاص لله. فان الاخلاص لله في الاعمال سبب - 00:09:18ضَ
في حصول البركة للانسان في زمانه وفي اوقاته. ومنها ايضا ان يرتب اوقاته. فيجعل لكل عمل زمنا معينا ولا يجعل الامور فوظى وسبهللا بل يجعل كل وقت بل يجعل لكل عمل زمنا ووقتا - 00:09:38ضَ
اوقات حتى تكون حياته مرتبة منظمة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:58ضَ