Baheth

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فيقول الامام النووي رحمه الله تعالى في باب الصبر من كتاب رياض الصالحين وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله - 00:00:03ضَ

صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق عليه قال والصرعة بضم الصاد وفتح الراء واصله عند العرب من يصرع الناس كثيرا - 00:00:23ضَ

هذا نوع شريف من انواع الصبر. وهو ان يصبر المسلم نفسه عند الغضب. فيكون كما قال ربنا جل وعلا في وصف المتقين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين - 00:00:43ضَ

يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة. ليس الشديد الذي القوة الكاملة في الحقيقة هو الذي يصرع الناس كثيرا. وهذا من المفاهيم المغلوطة عند الناس يظنون ان القوة الحقيقية والكاملة انما هي الانتصار - 00:01:03ضَ

على الناس اه عند اه المصارعة او انه يصرع الناس ويغلبهم بقوته لا ايش هذا هو القوي الحقيقي؟ وانما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الشديد طبعا هو هذا الذي يصرع الناس لا شك عنده قوة - 00:01:33ضَ

لكن النبي صلى الله عليه وسلم هنا يبين القوة الحقيقية المحمودة الكاملة. قال انما الشديد القوي حقا الذي يملك نفسه عند الغضب اذا غضب هنا يملك نفسه فلا ينفذ هذه القوة الغضبية - 00:01:53ضَ

وانما يصبر يصبر نفسه. والاخوة الاخوات الغضب من اخطر طريق الامور على الانسان. والانسان تتجاذبه قوتان قوة غضبية وقوة شهوانية. والقوة الغضبية سبب في كثير من الجرائم والمعاصي فالغضب هو اصل القتل - 00:02:14ضَ

اصل العدوان اصل السرقة اصل اه الشتم السب. اصل الاعتداء على الناس اصل الطلاق وهكذا تأمل كل هذا الشر وهذه المشاكل تنتج عن الغضب. ولذلك الغضب جماع الشر ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل يقول اوصني يا رسول الله قال لا تغضب. فردد مرارا قال لا تغضب. يقول - 00:02:49ضَ

جعفر الصادق الغضب مفتاح كل شر. وقيل لابن المبارك اجمع لنا حسن الخلق وقال ترك الغضب. من ترك الغضب اجتمع له حسن الخلق وكذلك فسره الامام احمد رحمه الله تعالى. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه كان يقول - 00:03:24ضَ

واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا. وهذا عزيز في الناس. قليل في الناس. من يقول الحق في الحالتين اذا كان راضيا يمكن ان يعني يجامل ويتهاون. واذا كان آآ غظبانا - 00:03:50ضَ

لا يقف عند الحد الشرعي بل يتجاوز. اسألك كلمة الحق في الغضب والرضا. واذا النبي صلى الله عليه وسلم هنا اه يكشف لنا عن حقيقة القوة المحمودة الكاملة وهي ان يكون عند الانسان قوة - 00:04:10ضَ

يغلب نفسه عندما تفور غضبا وآآ الغضب آآ له وسائل آآ يعني علاجه فذكر النووي رحمه الله تعالى بعد هذا الحديث آآ حديثا في آآ علاج الغضب يقول عن سليمان بن سرد رضي الله عنه قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم. ورجلان يستاب قال ورجلان - 00:04:30ضَ

يستبان واحدهما قد احمر وجهه وانتفخت اوداجه. رجلان كل واحد منهما يسب الاخر. واحدهما قد قد احمر وجهه وانتفخت اوداجه. انظر في صورة الغاضب صورة شنيعة. تشبه صورة الشيطان يعني الغضب كما يقولون اصل جمرة من الشيطان يلقيها في قلب العبد كما خلق الشيطان من نار هكذا يفور - 00:05:00ضَ

القلب بالنار بالغضب ثم يريد ان ينفذ غضبه في الواقع. احمر وجهه اتفقت اوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد - 00:05:33ضَ

لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب منه ما يجد. فقالوا له ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الرجيم متفق عليه. وفي رواية فقال الرجل هل ترى بي من جنون؟ يعني انظر للغضب ماذا يفعل بصاحبه - 00:05:53ضَ

يعني مع انه ذكر بهذا الحديث لكنه قد اخذه الغضب ووصل به الى ابعد الحدود فلا يقبل كلاما ولا نصيحة. فاذا هذا ارشاد من النبي صلى الله عليه وسلم آآ لدفع الغضب - 00:06:15ضَ

وهذا اعظم علاج ان يعتصم المسلم بالله جل وعلا لان الغضب من الشيطان. كما عرفنا حقيقة الغضب شعلة من نار. من الشيطان الرجيم الذي خلق من نار ولهذا تجد الغضبان يعني يفور دمه حرارة تنتفخ اوداجه - 00:06:35ضَ

تحمر عينه سبحان الله. اذا قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه كيد الشيطان فاذا لا بد من اه الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم اولا ثم كذلك اه يعني يتذكر طبعا هذا كما قال الله تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ - 00:06:55ضَ

بالله انه السميع العليم. ثم ايضا يتذكر الاجور العظيمة. اذا كظم غيظه وغظبه كما ذكر النووي ايضا رحمه الله هذا الحديث في آآ هذا السياق قالوا عن معاذ وعن معاذ بن انس رضي الله عنه ان النبي - 00:07:25ضَ

صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على ان ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى حتى يخيره من الحور العين ما شاء. رواه ابو داوود والترمذي قال حديث حسن. تأمل من كظم غيظا وهو قادر - 00:07:45ضَ

على ان ينفذه. ليس عجزا وانما العفو عند المقدرة. قال دعاه الله تعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة انظر الى رفعة هذا العبد. قال حتى يخيره من الحور العين ما شاء. سبحان الله - 00:08:05ضَ

ولعل هذا من الامور اللطيفة لانه يعني عندما ترك هذه الشهوة يعني الغضبية في هو الانسان يريد ان ينتصر لنفسه. ويريد ان يعني يوقع الغضب على غيره يعني بتكسير بتخريب بطلاق بما يقول بسب بشتم. فاذا ترك يعني هذه القوة من نفسه - 00:08:25ضَ

ربما تكون آآ يعني اشد من الشهوة الحيوانية بل يعني قوة غضبية اذا تركها في المقابل الجزاء من جنس العمل. هكذا يعني هكذا يعطيه الله تعالى. يعني هذا العطاء يخيره من الحور العين ما شاء - 00:08:55ضَ

هذا في مقابل هذا والله اعلم كذلك آآ اورد حديث آآ ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب هدد مرارا قال لا تغضب رواه البخاري. فهذا ايضا يعني هذه وصية من النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:15ضَ

لان الغضب كما عرفنا هو جماع الشر. ووردت هناك احاديث آآ فيها ايضا علاج الغضب من ذلك ما جاء عند ابي داود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس فان - 00:09:38ضَ

ذهب عنه الغضب والا فليضطجع. وهذه من الطرق العملية لماذا؟ لان القائم متهيأ للانتقام. والجالس دون ذلك والمضطجع ابعد عنهما. كذلك آآ ورد يعني حديثه ان كان في سند ضعف لكن هو - 00:09:58ضَ

مما يستأنس به في هذا المقام ومعناه صحيح. اه ان النبي صلى الله عليه وسلم روي عنه انه قال اذا غضب احدكم فليسكت لان الغضب يجعل انسان يتكلم بالكلام السيء اه ربما والعياذ بالله بعضهم يصل به الغضب الى ان يكفر - 00:10:18ضَ

ويرتد يسب الدين ويسب الرب بسبب غضبه. فينسلخ عن دين الاسلام. وبعضهم يطلق زوجته وبعض وهم يسب ويشتم ثم يندم على الكلمة التي قالها. لانه قالها بلا عقل. واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه - 00:10:38ضَ

كذلك من الاحاديث في ذلك آآ ما روي ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من نار وانما تطفئ النار بالماء فاذا غضب احدكم فليتوضأ. هذا ايضا رواه ابو داوود. وان كان في سند - 00:10:58ضَ

شيء من المقال لكن يعني اه معناه صحيح اه اذا الانسان اذا كان قائما يجلس كان جالسا يضطجع يسكت يتوضأ فهذه كلها طرق عملية مفيدة جدا واولها الاستعاذة بالله من - 00:11:18ضَ

الشيطان الرجيم فذكر الله تعالى هو الاصل في هذا. يتذكر المسلم ربه واستعاذ بالله ذهب عنه كيد الشيطان ثم كذلك لا بد للمؤمن الموفق هنا ان يتذكر دائما انه لماذا يغضب؟ لماذا انت - 00:11:38ضَ

فتش في نفسك الغضب في حقيقته اعتراض على قدر الله. الا اذا كان غضبا لله. ولهذا تقول امنا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط - 00:11:58ضَ

الا ان تنتهك حرمة من حرمات الله. فلا يغضب لنفسه الذي يغضب لنفسه اولا هو يريد ان ينتصر لنفسه وهذا ما يخلو من شيء من اه يعني نظر الى النفس وقوتها - 00:12:18ضَ

غرورها وكبريائها. ثم طبعا هذا يخالف ما عليه المؤمن من التواضع لله ولعباد الله ثم عندما يغضب على غيره فهذا الذي حصل مهما حصل انما هو بقدر الله جل وعلا. نعم - 00:12:39ضَ

انت تسلك الطريق الشرعي في علاج الامر ان كان خطأ اما ان تغضب فلسان حالك يقول لماذا يقع هذا لا ارضى بوقوعي هذا وتريد ان تغيره وقد قدره الله تعالى - 00:12:59ضَ

لهذا جاء عن بعض السلف ان من آآ وقع عليه امر فيعني غضب وهكذا يعني آآ يعني احمر وجهه او شق ثوبه فكأنما اخذ رمحا يحارب ربه. يعني كأنه يعني يريد - 00:13:14ضَ

ان يدفع هذا بغضبه وقوته يعني هذا مراد الله تعالى المؤمن يرضى ويسلم ثم يعني يعالج الامر ان كان خطأ ان كان يعني غير مشروع ان كان منكرا يعالجه يعني ما هو مشروع - 00:13:34ضَ

فاذا ثم في الحقيقة الغضب لا يأتي بخير. يعني انت اذا غضبت اذا غضبت يعني آآ فلا تنفع من يعني تغضب عليه ان غضبت على زوجتك او خادمك او ولدك او صاحبك ما - 00:13:58ضَ

ما عندي هذا الا الى النفرة يعني لا يأتي بخير ابدا. مهما حصل. ولدك اخطأ. زوجتك يعني فعلت امرا لا ينبغي في التعامل معك. في النهاية ان اريد الا الاصلاح ما استطعت. اما الغظب لا يأتي بالاصلاح. لكن كما عرفنا - 00:14:18ضَ

الا اذا كان فيه نفع. اذا كنت تغضب لاجل الله فعل معصية وانت تظهر شيئا من الغضب حتى يرتدع. فهذا مطلوب ايضا الا ان تنتج حرمة من حرمات الله. اما الغضب في امور الدنيا فهذا في الحقيقة يدل على ضعف الايمان. وتعلق - 00:14:38ضَ

القلب الدنيا عدم رسوخ هذا الانسان هذا العبد يعني في آآ تحقيق الايمان واليقين بالله وان ما شاء الله كانوا ما لم يشأ لم يكن جل وعلا. لعلنا نقف عند هذا لانه ذكر بعد - 00:14:58ضَ

حديثا اخر يعني في موضوع اخر غير الغضب يأتي معنا ان شاء الله الدرس القادم نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا تعالى ان يعفو عنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:18ضَ

- 00:15:37ضَ