شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٢٦١ | باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة - لفضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين الامام النووي رحمه الله تعالى. يقول في باب القناعة والاقتصاد في - 00:00:00ضَ

معيشة وعن حكيم ابن حزام رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاني ثم سألته فاعطاني ثم سألته فاعطاني. وهذا من كرم النبي صلى الله عليه وسلم. كان صلى الله - 00:00:20ضَ

عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر المشهور ان هذا السؤال والعطاء هذا كان بعد غزوة حنين عندما غنم المسلمون مغانم كثيرة فالنبي صلى الله عليه وسلم اعطى من دخل في الاسلام جديدا - 00:00:40ضَ

واعطى المؤلفة قلوبهم ااعطى المؤلفة قلوبهم آآ نعم اعطى المؤلف لفت آآ قلوبهم من العطاء الوفير. آآ ترغيبا لهم في الاسلام. فكان يعطي الرجل واحد مئة بعير. فسأله حكيم فاعطاه مئة بعير ثم اعطاه مئة بعير ثم اعطاه مئة بعير. هذا هو - 00:01:05ضَ

فكان عطاء عظيما واسعا. هكذا كان صلى الله عليه وسلم ثم انتهز النبي صلى الله عليه وسلم الفرصة هنا في نصحه. فالانسان اذا اعطيته واحسنت اليه تكون نفسه مهيئة لقبول كل ما تقول له. ولهذا من اعظم وسائل قبول النصيحة وتربية الاولاد ان - 00:01:35ضَ

ادخل في قلوبهم ان تجعل بينك وبينهم محبة عظيمة. تصاحبهم تعطيهم حتى يتعلقوا فاذا تعلقوا بك قبلوا كلامك ونصحك. هكذا النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان اعطاه ثم اعطاه ثم اعطاه - 00:02:06ضَ

نصحه هذه النصيحة العظيمة يقول ثم قال يا حكيم ان هذا المال خضر حلو فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن اخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه. وكان - 00:02:30ضَ

الذي يأكل ولا يشبع. واليد العليا خير من اليد السفلى. وهذه قاعدة عظيمة في طريقة اخذ المال. يقول النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم ان هذا المال خضر حلو. هكذا الدنيا - 00:02:50ضَ

والمال فتنة هذه الامة. يقول ان هذا المال خضر في منظره وحلو في مذاقه. لان المال هو اساس كل الشهوات من مالك المال يستطيع ان يتمتع بما يشاء من الشهوات. قال ان هذا المال خضر حلو - 00:03:10ضَ

فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه قال النووي والسخاوة النفس هي عدم الاشراف الى الشيء والطمع فيه. والمبالى والمبالاة به يعني تأخذ المال وليس في قلبك تعلق بهذا المال - 00:03:31ضَ

ولا تطلع لهذا المال. ولا فرح كبير بهذا المال يكون عندك دخول المال في حسابك وخروجه من حسابك سواء. نعم تقول هذا المال نعمة من نعم الله علي اكفي به اهلي واعين به المحتاجين والمساكين واخذ منه ما يعينني على طاعة - 00:03:55ضَ

طاعة الله تعالى وعلى قضاء حوائج دنياي. وما يكون عندك تلك الفرحة الكبيرة بهذا المال. وكأنك حصلت امرا عظيما في حياتك لا. المؤمن انما يفرح بفظل الله عليه. يفرح بنعمة الله الدينية اعظم من - 00:04:22ضَ

فرحه بنعمة الله الدنيوية عليه. ولهذا الله تعالى قال قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون هذه الاية ذكرها عمر رضي الله عنه لمولاه. عندما جمع لعمر رضي الله عنه في زمن خلافته الخراج والاموال من بلاد المسلمين. فقال له - 00:04:42ضَ

خادمه قال يا امير المؤمنين هذا فضل الله ورحمته فقال عمر كذبت. فضل الله ورحمته القرآن. وتنى هذه الاية يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء بما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل الله وبرحمته. فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون - 00:05:05ضَ

بفظل الله وبرحمته يعني بالقرآن والاسلام فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون من متاع الدنيا واموالها. هكذا المؤمن لذلك والله الدنيا ما تستحق ان تفرح بها ولا ان تحزن عليها لانها فانية. فكيف تفرح - 00:05:30ضَ

بشيء فان بشيء لا يقربك الى الله تعالى. انت تستطيع ان تتقرب الى الله في كل وقت في كل حال تذكر الله تصلي لله. الله تعالى ما جعل باب القرب اليه محصورا بالصدقة بالاموال مثلا - 00:05:50ضَ

لا الباب واسع نعم الذي عنده غنى ممكن ان يتصدق ويعطي لكن الحمد لله باب الله واسع ومفتوح فاذا لماذا تفرح بالمال؟ وانت تعلم انه زائل وانه فتنة وان حرامه عذاب وحلاله حساب. اذا كسبت المال من الحرام - 00:06:10ضَ

فستعذب به واذا كسبت من الحلال ستحاسب عليه. فستحاسب عليه كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم لا تزول قدم ابن ادم يوم حتى يسأل عن خمس ذكر منها وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه. اذا خذ المال بسخاوة نفس - 00:06:39ضَ

قال فمن اخذه بسخاوة نفس بورك له فيه. انما يكون هذا لمن كان قلبه معلقا بالاخرة. ما يريد الدنيا فيأخذ المال بسخاوة نفس لان المال في يده ليس في قلبه. فتأمل كيف - 00:07:01ضَ

يكون لهذا العمل القلبي اثناء اخذ المال اثرا في المال نفسه. قال بورك له فيه. يبارك الله تعالى لك في مالك بحسب ما يقوم في قلبك من السخاء والكرم من السهل ان تأخذ المال وان تنفقه - 00:07:21ضَ

على المحتاجين على اهلك على اولادك. ما تبخل بمالك. هذا من اعظم اسباب البركة. لان هذا الى تحقيق التوحيد والاخلاص لله. لان هذه سخاوة النفس حقيقتها تعلق القلب بالله. حقيقتها ان القلب - 00:07:41ضَ

غير معبد للمال. وهذا هو التوحيد الخالص. فاذا اقترن التوحيد الخالص اخذ المال كان في قلبك نية حسنة واخلاص لله وعدم تعلق بالمال الله تعالى يبارك لك في مالك وهذا في كل شؤون الحياة - 00:08:01ضَ

هذي من بركة التوحيد في الحياة انما الاعمال بالنيات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. الاعمال بركتها منفعتها صلاحها فسادها بالنيات حتى في طريقك او في طريقتك في اخذ المال كيف تأخذ المال - 00:08:21ضَ

هذه قاعدة عظيمة نبوية شريفة فعندما تأخذ المال بسخاوة نفس الله تعالى يبارك لك فيه ولهذا الشافعي رحمه الله تعالى يقول التطلع الى فضول الدنيا عقوبة عاقب الله تعالى بها اهل التوحيد. يعني عندما تركوا هذا التوحيد الخالص الكامل - 00:08:42ضَ

والتفتوا الى فضول الدنيا ومتاعها هذي عقوبة في الحقيقة والا الموحد الخالص الذي يريد وجه الله والدار الاخرة ما يكون قلبه معلقا بالمال وتتطلع نفسه للمال والشرف وانما هكذا يأخذ المال بسخاوة نفس فيبارك الله تعالى له فيه - 00:09:11ضَ

قال ومن اخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه. وكان كالذي يأكل ولا يشبع من اخذه باشراف نفس قال النووي رحمه الله واشراف النفس تطلعها وطمعها بالشيء وللاسف هذا حال كثير من الناس الا من رحم الله. اليوم من منا - 00:09:35ضَ

من لا يكون عنده مثل هذا التطلع خاصة اذا جاء اخر الشهر يتطلع متى ينزل الراتب؟ نعم لو كان هذا امر عاديا لقضاء بعض الحوائج لا بأس به. لكن المشكلة عندما تكون القلوب - 00:09:57ضَ

فيها طمع فيها تعلق شديد بالمال هكذا يكون على يعني آآ انتظار آآ شديد وشغف بهذا المال عندما يكسبه ليتمتع به ويتلذذ به في حياته وربما يقع في الحرام بسببه فهذا لا يبارك الله تعالى له في ماله. اذا اخذه بهذه - 00:10:15ضَ

النفس بهذه النية قال وكان كالذي يأكل ولا يشبع كان كالذي يأكل ولا يشبع لانه فقد البركة في المال وكان كالذي يأكل ولا يشبع لهذا كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كان لابن ادم - 00:10:41ضَ

واديان من ذهب او قال لو كان لابن ادم واد من ذهب لابتغى ان يكون له واديان لو كان له واديان لابتغى ان يكون له آآ ثالثا ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب - 00:11:00ضَ

ويتوب الله على من تاب يعني هذا طبع الانسان تحبون المال حبا جما ما يقنع بما رزقه الله تعالى فاذا هذا حديث عظيم في القناعة. وان القناعة سبب البركة القناعة هي حقيقة الغنى. كما مر معنا في الحديث الذي قبله - 00:11:19ضَ

ليس الغنى عن كثرة العرب ولكن الغنى غنى النفس فمن اسباب هذا الغنى البركة التي يطرحها الله في المال بسبب قناعتك هذي سخاوة النفس هي القناعة فمن اخذه بسخاوة نفسه اي بقناعة - 00:11:40ضَ

ليس عنده طمع بورك له فيه. ومن اخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه. وكان كالذي يأكل ولا يشبع جاء عن شافعي ابيات يقول فيها رأيت القناعة رأس الغنى فصرت باذيالها ممتسك - 00:11:57ضَ

فلا ذا يراني على بابه ولا ذا يراني به منهمك فصرت غنيا بلا درهم امر على الناس شبه الملك هكذا تصنع القناعة بصاحبها حقا. ما يحتاج الى ان يسأل فلانا وفلانا - 00:12:16ضَ

لانه يقنع بما اتاه الله ولو بالشيء اليسير فاذا يقول وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا يعني المعطية خير من اليد السفلى الاخذة - 00:12:34ضَ

تأمل كيف النبي صلى الله عليه وسلم يشبه العطاء بالعلو هذا هو العلو الحقيقي ليس هذا علو تكبر وانما هو علو النفس ترتقي النفس الى اعلى درجات الايمان والقناعة والزهد واليقين بما عند الله فتكون يد عالية - 00:12:55ضَ

بايمانها بعفافها بقناعتها باخلاقها بعطائها بخلاف النفس او اليد التي تأخذ النفس التي تسأل تكن نفس مهينة سفلى لان القلب يتعلق بغير الله تعلق بي ما في ايدي الناس فقال وليد العليا خير من اليد السفلى - 00:13:16ضَ

فأثرت هذه الموعظة في نفس حكيم بن حزام رضي الله عنه تأثيرا بليغا يقول حكيم عن نفسه فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا ارزق احدا بعدك شيئا حتى افارق الدنيا - 00:13:43ضَ

لا ارزق قال النووي يرزأ اي لم يأخذ من احد شيئا واصل الرز النقصان اي لم ينقص احدا شيئا بالاخذ منه. يعني يقول والذي بعثك بالحق لا ارزق احدا يعني لا اسأل احدا ولا اخذ من احد شيئا - 00:14:01ضَ

ولا انتقص من ماله شيئا بعدك يا رسول الله حتى افارق الدنيا عاهد النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يسأل احدا من الناس شيئا يقول فكان ابو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء - 00:14:23ضَ

يعني هذا حق من بيت مال المسلمين. ليس لابي بكر هنا على حكيم منا لان هذا من حقوق المسلمين عموما فكان يدعوني ان يأخذ حقه من بيت مال المسلمين فيأبى ان يقبل منه شيئا - 00:14:43ضَ

ثم ان عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فابى ان يقبله ما كان يأخذ شيئا من الناس فقال يا معشر المسلمين اشهدكم على حكيم اني اعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء فيأبى ان يأخذه - 00:15:00ضَ

حتى لا يظن بعمر رضي الله عنه انه حرم حكيما من عطائه فبرأ نفسه قال فلم يرزا حكيم احدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي. متفق عليه - 00:15:22ضَ

فهذه صورة عظيمة منصور سخاوة النفس قناعتها والاقتصاد في المعيشة كان اذا يقتصد في معيشته وهكذا لم يسأل الناس شيئا حتى مات رضي الله عنه فهذا يعني حديث عظيم في الحقيقة في القناعة واثر القناعة في البركة. نسأل الله تعالى ان يقنعنا - 00:15:41ضَ

انا بما رزقنا اسأله تعالى ان يقنعنا بما يرزقنا جل وعلا وان آآ يبارك لنا اه فيما رزقنا نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات الحمد لله رب العالمين - 00:16:05ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:25ضَ