الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نقل النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الارحام عن ابن عمر رضي الله عنهما - 00:00:00
قال كانت تحت امراة امرأة وكنت احبها وكان عمر يكرهها فقال لي طلقها فابيت فاتى عمر رضي الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:00:17
طلقها رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث الشريف الذي يخبر فيه عبد الله ابن عمر رظي الله تعالى عنهما ما جرى بينه وبين والده فانه اخبر انه - 00:00:38
كان تحته امرأة يحبها اي كانت زوجة له فكان يحب هذه المرأة وكان عمر رضي الله تعالى عنه يكرهها ولم يبين في الحديث سبب كراهية عمر والمعلوم عن عمر انه رجل - 00:00:58
يفرق الشيطان منه وانه رضي الله تعالى عنه محدث مسدد كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كراهيته لهذه المرأة لم تكن لهوى ولم تكن شيء في نفسه لشخصه انما كان يكرهها - 00:01:26
لامر يتعلق بدينها او بضررها على ابنه وهذا هو الظن في عمر رضي الله تعالى عنه وهو ما اكده ما انتهت اليه القصة من امر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:50
عبد الله ان يطلقها قال رضي الله تعالى عنه فابيت اه قال عبدالله فقال لي طلقها اي قال عمر لابنه عبد الله طلق هذه المرأة فابيت يعني لم يستجب لامره - 00:02:09
بل استمر معها فما كان من عمر رضي الله تعالى عنه الا ان اتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ذكر ما جرى من امره عبدالله ان يطلق هذه المرأة - 00:02:30
وطوى الراوي الحديث ولم يبين ما الذي قاله عمر رضي الله تعالى عنه لنبيه صلى الله عليه وسلم هل فسر له في سبب كراهيته لها ام لا ولكن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله ابن عمر طلقها اي موافقة النبي صلى الله عليه وسلم لعمر في امره - 00:02:48
لابنه ان يطلقها دليل على ان ما امر به كان حقا وكان موافقا للهدى وكان صوابا وكان امتناع عبدالله رضي الله تعالى عنه في غير محله فطلقها رضي الله تعالى عنه - 00:03:12
طاعة للنبي صلى الله عليه وسلم وطاعة لوالده الذي امره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطيعه هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده ان ليس كل ما يحبه الانسان - 00:03:33
يكون خيرا له فان عبد الله رضي الله تعالى عنه اخبر عن هذه المرأة انه كان يحبها فقال كانت تحت امرأة وكنت احبها اي كانت زوجة له وكان قد تعلق بها فهو يحبها - 00:03:56
ومع ذلك كان الرشد والصلاح له الا يدوم معها بل ان يطلقها ولذلك امره عمر وامره بذلك بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا مصداق قوله تعالى وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسى عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكما وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم - 00:04:13
فكم من من شيء تتعلق به نفس الانسان وتطمح اليه يكون فيه فساعده يكون فيه الضرر عليه وفيه ان الوالد له ان يأمر ولده بفراق امرأته اذا كان ذلك في مصلحته - 00:04:40
بان تفسد عليه دينه او ان تعثر دنياه فان ذلك جميعه مما يسوغ للوالد امر ولده بفراق امرأته وكذلك كل ما يكون فيه صلاحه من غير هذا الامر اي في غير هذا الامر - 00:05:05
من صاحب او صديق او ما اشبه ذلك فان الصلة بين المرأة والزوج بين المرأة وزوجها اعظم الصلات ميثاقا وهي من اقوى ما يكون من الصلات. فما عداهم من الصلات - 00:05:27
التي دونه تجري مجراها فاذا امر الوالد ولده بان يترك صحبة شخص او مماشاته او نحو ذلك فانه يلزمه طاعته اذا كان ذلك الامر مما يصلح به دينه او تصلح به دنياه - 00:05:44
وهذا فيما اذا كان الوالد رشيدا منصفا عادلا دينا يخاف الله تعالى ويتحاشى الظلم اما اذا كان الوالد ظالما فانه لا يلزم طاعته قال رحمه الله فات عمر وهذا يدل على ان الانسان - 00:06:07
اذا عجز عن تحصيل امر فانه يمكن ان يسلك سبيلا يؤدي اليه من غير ان يباشره بنفسه ولهذا قال العلماء ان للوالد ان يرفع شأن ولده الى الحاكم او السلطان - 00:06:30
ليقومه وليصلحه اذا احتاج الى ذلك فعمر رضي الله تعالى عنه رفع امره الى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثه بذلك وفيه من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:06:48
وافق عمر وهذا فيه فضيلة عمر فهو صاحب موافقات. وليس هذا الحدث هو الاول من نوعه الذي يوافق فيه عمر رضي الله تعالى عنه الذي يوافق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله تعالى عنه. فعمر وصاحب موافقات وافقه النبي صلى الله عليه وسلم في - 00:07:04
عدة حوادث وهذا منها وفيه امتثال الصحابة لامر النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان ذلك فيما يشق عليهم مما تعلقت به نفوسهم فان ابن عمر رضي الله تعالى عنه - 00:07:26
امتثل امر النبي صلى الله عليه وسلم لما امره بطلاقها ففارقها مع ما كان يجده من محبتها وفيه ان امر النبي صلى الله عليه وسلم فوق امر كل احد من الخلق حتى الوالد - 00:07:44
فان عبد الله ابن عمر ابى اول الامر ان يطيع عمر فيما امره به من طلاق امرأته ثم لما جاءه الامر من النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن منه الا ان يستجيب له. وهذا - 00:07:58
هو شأن المؤمن كما قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وكما قال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم - 00:08:12
وفيهم المسائل ما تناوله الفقهاء فيما يتعلق بحكم طاعة الابن اباه في فراق امرأته فان هذا الحديث استدل به جماعة من الفقهاء على وجوب طاعة الولد والده اذا امره فراق امرأته - 00:08:26
اي بطلاقها وقالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم وافق عمر فقال طلقها قال اخرون بل الحديث لا دلالة فيه لان عبد الله ابن عمر لم يطلق لامر ابيه انما طلق لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:52
بل لما امره ابوه ابى ثم لما جاء امر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بد من طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فليس في الحديث دليل على وجوب - 00:09:16
طاعة الابن اباه في طلاق امرأته. والى هذا ذهب جمهور العلماء وهو القول الثاني في المسألة انه لا يجب على الابن طاعة والده في طلاق امرأته الا ان يكون هناك ماء - 00:09:27
يوجب ذلك اما من حيث الاصل الاصل انه لا تجب طاعته ولكن يسعى في بر والديه وارضائهما من غير ان يوقع الطلاق. هكذا قال جمهور الفقهاء وهذا له وجه بين - 00:09:46
في الحديث من جهة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يلمه على عدم طاعة ابيه انما امره امرا مستأنفا بان يطلق ولعل النبي صلى الله عليه وسلم اطلع من - 00:10:03
سبب ومسوغي قال بعمر من ابنه ان يطلق ما جعله يوجه الامر اليه فاطاعه ابن عمر رضي الله تعالى عنه وهذه المسألة كما ذكرت فيها قولان من العلماء ان يقول يجب على الولد طاعة والده في طلاق امرأته اذا امره ومنهم من يقول لا يجب وهذا قول الجمهور وهو اقرب الى الصواب - 00:10:20
الا ان يكون الامر لشيء يتعلق بصلاح دين الانسان او دنياه فهنا ينبغي له ان يبادر الى طاعة والده وقد جرى هذا مع نبي الله تعالى ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن - 00:10:48
كما جاء ذلك في الصحيح من حديث ابن عباس فان فان ابراهيم لما ترك هاجر واسماعيل عند البيت الحرام وذهب جاء بعد زمن وقد شب اسماعيل وتزوج فجاء يسأل عنه - 00:11:06
سأل امرأته عن اسماعيل فقالت ذهب يصيد ثم سأله عن حالم فقالت نحن في شدة وضيق وذكرت من حالهم ما ذكرت فقال لها اذا جاء اسماعيل فاقرئه السلام وقولي له - 00:11:23
ان يغير عتبة بابه فلما جاء اسماعيل اخبرته بما جرى من مجيء هذا الشيخ الذي كانت لا تعرفه وما قال لها فقال هذا ابى ابي وقد امرني ان اطلقك فالحقي باهلك - 00:11:46
فهذا نبي الله عز وجل خليل الرحمن يأمر اسماعيل وهو من الرسل والانبياء الكرام ان يطلق امرأته لما كان مما سمعه من سوء خبرها عن حالهم وعدم حفظها غيبة زوجها - 00:12:03
والمقصود ان انه اذا كان هناك مسوغ لمطالبة الاب في في تطليق آآ ولده لامرأته فانه لا بأس بذلك وينبغي للولد ان يطيع والده وفي ذلك بر واحسان احسان الى نفسه واحسان الى ابيه بالبر والطاعة - 00:12:26
واما الحديث فانه لا يدل كما ذكرت لان عبد الله ابن عمر انما اطاع النبي صلى الله عليه وسلم في امره ولم يعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم على على عدم طاعة والده - 00:12:54
في تطليق امرأته والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:13:06
Transcription
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نقل النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الارحام عن ابن عمر رضي الله عنهما - 00:00:00
قال كانت تحت امراة امرأة وكنت احبها وكان عمر يكرهها فقال لي طلقها فابيت فاتى عمر رضي الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:00:17
طلقها رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث الشريف الذي يخبر فيه عبد الله ابن عمر رظي الله تعالى عنهما ما جرى بينه وبين والده فانه اخبر انه - 00:00:38
كان تحته امرأة يحبها اي كانت زوجة له فكان يحب هذه المرأة وكان عمر رضي الله تعالى عنه يكرهها ولم يبين في الحديث سبب كراهية عمر والمعلوم عن عمر انه رجل - 00:00:58
يفرق الشيطان منه وانه رضي الله تعالى عنه محدث مسدد كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كراهيته لهذه المرأة لم تكن لهوى ولم تكن شيء في نفسه لشخصه انما كان يكرهها - 00:01:26
لامر يتعلق بدينها او بضررها على ابنه وهذا هو الظن في عمر رضي الله تعالى عنه وهو ما اكده ما انتهت اليه القصة من امر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:50
عبد الله ان يطلقها قال رضي الله تعالى عنه فابيت اه قال عبدالله فقال لي طلقها اي قال عمر لابنه عبد الله طلق هذه المرأة فابيت يعني لم يستجب لامره - 00:02:09
بل استمر معها فما كان من عمر رضي الله تعالى عنه الا ان اتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ذكر ما جرى من امره عبدالله ان يطلق هذه المرأة - 00:02:30
وطوى الراوي الحديث ولم يبين ما الذي قاله عمر رضي الله تعالى عنه لنبيه صلى الله عليه وسلم هل فسر له في سبب كراهيته لها ام لا ولكن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله ابن عمر طلقها اي موافقة النبي صلى الله عليه وسلم لعمر في امره - 00:02:48
لابنه ان يطلقها دليل على ان ما امر به كان حقا وكان موافقا للهدى وكان صوابا وكان امتناع عبدالله رضي الله تعالى عنه في غير محله فطلقها رضي الله تعالى عنه - 00:03:12
طاعة للنبي صلى الله عليه وسلم وطاعة لوالده الذي امره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطيعه هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده ان ليس كل ما يحبه الانسان - 00:03:33
يكون خيرا له فان عبد الله رضي الله تعالى عنه اخبر عن هذه المرأة انه كان يحبها فقال كانت تحت امرأة وكنت احبها اي كانت زوجة له وكان قد تعلق بها فهو يحبها - 00:03:56
ومع ذلك كان الرشد والصلاح له الا يدوم معها بل ان يطلقها ولذلك امره عمر وامره بذلك بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا مصداق قوله تعالى وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسى عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكما وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم - 00:04:13
فكم من من شيء تتعلق به نفس الانسان وتطمح اليه يكون فيه فساعده يكون فيه الضرر عليه وفيه ان الوالد له ان يأمر ولده بفراق امرأته اذا كان ذلك في مصلحته - 00:04:40
بان تفسد عليه دينه او ان تعثر دنياه فان ذلك جميعه مما يسوغ للوالد امر ولده بفراق امرأته وكذلك كل ما يكون فيه صلاحه من غير هذا الامر اي في غير هذا الامر - 00:05:05
من صاحب او صديق او ما اشبه ذلك فان الصلة بين المرأة والزوج بين المرأة وزوجها اعظم الصلات ميثاقا وهي من اقوى ما يكون من الصلات. فما عداهم من الصلات - 00:05:27
التي دونه تجري مجراها فاذا امر الوالد ولده بان يترك صحبة شخص او مماشاته او نحو ذلك فانه يلزمه طاعته اذا كان ذلك الامر مما يصلح به دينه او تصلح به دنياه - 00:05:44
وهذا فيما اذا كان الوالد رشيدا منصفا عادلا دينا يخاف الله تعالى ويتحاشى الظلم اما اذا كان الوالد ظالما فانه لا يلزم طاعته قال رحمه الله فات عمر وهذا يدل على ان الانسان - 00:06:07
اذا عجز عن تحصيل امر فانه يمكن ان يسلك سبيلا يؤدي اليه من غير ان يباشره بنفسه ولهذا قال العلماء ان للوالد ان يرفع شأن ولده الى الحاكم او السلطان - 00:06:30
ليقومه وليصلحه اذا احتاج الى ذلك فعمر رضي الله تعالى عنه رفع امره الى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثه بذلك وفيه من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:06:48
وافق عمر وهذا فيه فضيلة عمر فهو صاحب موافقات. وليس هذا الحدث هو الاول من نوعه الذي يوافق فيه عمر رضي الله تعالى عنه الذي يوافق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله تعالى عنه. فعمر وصاحب موافقات وافقه النبي صلى الله عليه وسلم في - 00:07:04
عدة حوادث وهذا منها وفيه امتثال الصحابة لامر النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان ذلك فيما يشق عليهم مما تعلقت به نفوسهم فان ابن عمر رضي الله تعالى عنه - 00:07:26
امتثل امر النبي صلى الله عليه وسلم لما امره بطلاقها ففارقها مع ما كان يجده من محبتها وفيه ان امر النبي صلى الله عليه وسلم فوق امر كل احد من الخلق حتى الوالد - 00:07:44
فان عبد الله ابن عمر ابى اول الامر ان يطيع عمر فيما امره به من طلاق امرأته ثم لما جاءه الامر من النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن منه الا ان يستجيب له. وهذا - 00:07:58
هو شأن المؤمن كما قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وكما قال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم - 00:08:12
وفيهم المسائل ما تناوله الفقهاء فيما يتعلق بحكم طاعة الابن اباه في فراق امرأته فان هذا الحديث استدل به جماعة من الفقهاء على وجوب طاعة الولد والده اذا امره فراق امرأته - 00:08:26
اي بطلاقها وقالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم وافق عمر فقال طلقها قال اخرون بل الحديث لا دلالة فيه لان عبد الله ابن عمر لم يطلق لامر ابيه انما طلق لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:52
بل لما امره ابوه ابى ثم لما جاء امر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بد من طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فليس في الحديث دليل على وجوب - 00:09:16
طاعة الابن اباه في طلاق امرأته. والى هذا ذهب جمهور العلماء وهو القول الثاني في المسألة انه لا يجب على الابن طاعة والده في طلاق امرأته الا ان يكون هناك ماء - 00:09:27
يوجب ذلك اما من حيث الاصل الاصل انه لا تجب طاعته ولكن يسعى في بر والديه وارضائهما من غير ان يوقع الطلاق. هكذا قال جمهور الفقهاء وهذا له وجه بين - 00:09:46
في الحديث من جهة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يلمه على عدم طاعة ابيه انما امره امرا مستأنفا بان يطلق ولعل النبي صلى الله عليه وسلم اطلع من - 00:10:03
سبب ومسوغي قال بعمر من ابنه ان يطلق ما جعله يوجه الامر اليه فاطاعه ابن عمر رضي الله تعالى عنه وهذه المسألة كما ذكرت فيها قولان من العلماء ان يقول يجب على الولد طاعة والده في طلاق امرأته اذا امره ومنهم من يقول لا يجب وهذا قول الجمهور وهو اقرب الى الصواب - 00:10:20
الا ان يكون الامر لشيء يتعلق بصلاح دين الانسان او دنياه فهنا ينبغي له ان يبادر الى طاعة والده وقد جرى هذا مع نبي الله تعالى ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن - 00:10:48
كما جاء ذلك في الصحيح من حديث ابن عباس فان فان ابراهيم لما ترك هاجر واسماعيل عند البيت الحرام وذهب جاء بعد زمن وقد شب اسماعيل وتزوج فجاء يسأل عنه - 00:11:06
سأل امرأته عن اسماعيل فقالت ذهب يصيد ثم سأله عن حالم فقالت نحن في شدة وضيق وذكرت من حالهم ما ذكرت فقال لها اذا جاء اسماعيل فاقرئه السلام وقولي له - 00:11:23
ان يغير عتبة بابه فلما جاء اسماعيل اخبرته بما جرى من مجيء هذا الشيخ الذي كانت لا تعرفه وما قال لها فقال هذا ابى ابي وقد امرني ان اطلقك فالحقي باهلك - 00:11:46
فهذا نبي الله عز وجل خليل الرحمن يأمر اسماعيل وهو من الرسل والانبياء الكرام ان يطلق امرأته لما كان مما سمعه من سوء خبرها عن حالهم وعدم حفظها غيبة زوجها - 00:12:03
والمقصود ان انه اذا كان هناك مسوغ لمطالبة الاب في في تطليق آآ ولده لامرأته فانه لا بأس بذلك وينبغي للولد ان يطيع والده وفي ذلك بر واحسان احسان الى نفسه واحسان الى ابيه بالبر والطاعة - 00:12:26
واما الحديث فانه لا يدل كما ذكرت لان عبد الله ابن عمر انما اطاع النبي صلى الله عليه وسلم في امره ولم يعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم على على عدم طاعة والده - 00:12:54
في تطليق امرأته والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:13:06