شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٤١ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد وان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين. للامام النووي رحمه الله تعالى. يقول في - 00:00:03ضَ

المراقبة عن ابي هريرة رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى يغار. وغير الله تعالى ان يأتي المرء ما حرم الله عليه متفق عليه. قال والغيرة بفتح الغين - 00:00:23ضَ

اصلها الانفة. فتأمل كيف ادخل الامام النووي رحمه الله تعالى هذا الحديث في باب المراقبة لان الذي يراقب الله تعالى دائما ويعظم الله ويخشاه يعظم حرمات الله فيغار اذا انتهكت حرمات الله تعالى. فلذلك ادخل الامام النووي رحمه الله تعالى هذا الحديث - 00:00:43ضَ

باب المراقبة فمن ثمار المراقبة ان يغار المسلم على حرمات الله. فلا يأتيها وينكر على من يقع في المحرمات. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يغار الغيرة بالنسبة لله تعالى صفة تليق بجلال الله وعظمته. كما هو منهج اهل السنة رحمهم الله تعالى - 00:01:13ضَ

في اثبات الصفات لله كما اثبتها الله لنفسه وكما اثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تأويل ولا تحريم ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا - 00:01:43ضَ

آآ اثر هذه الغيرة. قال وغيرة الله ان يأتي المرء ما حرم الله عليه اه الله تعالى من غيرته انه حرم الفواحش. والغيرة في الحقيقة صفة حمودة الغيرة على المحرمات. صفة محمودة. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى اشرف الناس - 00:02:03ضَ

قال واجدهم واعلام واعلاهم همة اشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اغير الخلق على الامة. والله تعالى اشد غيرة منه. يقول سعد بن عبادة رضي - 00:02:33ضَ

عنه لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف. غير مصفح او غير مصفح يعني بعرض السيف. قال فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اتعجبون من غيرة سعد؟ والله لانا اغير منه والله اغير مني ومن اجل - 00:02:53ضَ

غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. فالغيرة في حقيقتها هي حقيقة الايمان وكلما عظمت مراقبة الله تعالى احترق القلب على المحرمات فلا يرضى بانتهاكها فلا يقع هو فيها بنفسه ولا يرضاها لغيره. فهذا يجعله ينكر المنكر ولكن بما - 00:03:13ضَ

شرع الله تعالى بالحكمة والموعظة والتي هي احسن وهكذا يكون في قلبي حرقة على المحرمات بخلاف آآ ضعيف الايمان الذي لا يراقب الله تعالى. تهون عليه الحرمات يرى حرمات الله تعالى تنتهك ولا يشعر - 00:03:43ضَ

في شيء وكأنه ما حصل شيئا. وهذا في الحقيقة والله الاخوة امر خطير. نسأل الله تعالى ان يعفو عنا ان من شؤم المعاصي وانتشارها في الواقع ان تضعف هذه الغيرة شيئا فشيئا حتى تموت من بعض القلوب نسأل الله العافية - 00:04:03ضَ

يعني للاسف عندما يعتاد المسلم النظر الى المحرمات تنتهك امامه. ولا يستطيع ان افعل شيئا صحيح انكار المنكر على درجات وهو ليس باستطاعته ان يغير بيده وربما حتى التغيير باللسان - 00:04:23ضَ

قد يكون متعذرا في بعض الاحيان. فمن اعتياده على النظر الى هذه المحرمات. فرب تضعف الغيرة في نفسه فلا يشعر بحركة في قلبه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره - 00:04:43ضَ

بيده فان لم يستطع فبلسانه. فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. فهذا من شؤم المعاصي انه اذا اعتاد الناس رؤية المعاصي ومعايشة المعاصي. ربما تموت هذه الغيرة من القلوب. وهذا - 00:05:03ضَ

علامة على ضعف الايمان. يرى الواحد منا النساء المتبرجات ولا يشعر بشيء في قلبه. امر اصبح اه من حريات الناس يعني هكذا يعني نعيش معهم. على الاقل القلوب تنكر نعم انت ما تستطيع الان ان تغير حال هؤلاء الاجانب الذين امامك ممكن اذا تيسر لك ان تدعوهم للاسلام فهذا طيب - 00:05:23ضَ

ولكن اذا ما تيسر على الاقل المسلم اه يغض بصره ولا يخالط اه هؤلاء الا في الحاجات او الضرورات وكذلك لا آآ يتعرض للفتنة ويذهب الى اماكن الخلطة اه بعد ذلك يموت قلبه بسبب ما يرى من الفواحش والمحرمات هو لا يستطيع ان يغير شيئا. فيرى اه - 00:05:53ضَ

النساء العاريات المتبرجات يسمع الموسيقى في اي في اماكن كثيرة. ويكون قد اعتاد آآ هذا الامر. وآآ هكذا يعني يعني امورا كثيرة. يعني ربما يقول خلاص اصبح الناس حالهم هكذا - 00:06:23ضَ

لكن يعني ينبغي على المسلم ان لا يعرض نفسه لنقص الايمان واعتياد النظر الى المعاصي المحرمات ونسأل الله تعالى ان يحفظ قلوبنا وان يسلمها. ثم آآ ايضا يقول آآ الامام - 00:06:43ضَ

في باب المراقبة وعن ابي يعلى شداد بن اوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعده الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله. رواه الترمذي وقال حديث حسن - 00:07:03ضَ

قال الترمذي وغيره من العلماء معنى دان نفسه حاسبها. الحديث في سنده ابو بكر ابن ابي مريم وهو ضعيف جدا. قال اه الامام الذهبي رحمه الله تعالى تعقيبا على كلام الحاكم عندما صح الحديث - 00:07:23ضَ

قال لا والله ابو بكر واهن. يعني ابو بكر ابن ابي مريم واهن. يعني وكلمة واهن تدل على شدة الضعف. فهذا لا تصح نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لا يخرج ان يكون من كلام السلف ما دام انه - 00:07:43ضَ

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمكن ان يكون الراوي اخطأ فنسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو من كلام الصحابة او من كلام التابعين لا يخلو ان يكون من - 00:08:03ضَ

السلف يمكن ان يكون مأخوذا عن مشكاة النبوة فعليه يعني نور. والله اعلم. فالشاهد ان آآ لكن من باب الرواية وآآ يعني بالنظر الى مصطلح الحديث وعلومه لا تصح نسبة هذا الحديث الى النبي - 00:08:13ضَ

صلى الله عليه وسلم والله اعلم. ولذلك اه من المعلوم ان الترمذي اذا قال حديث حسن قد لا يريد الحسن الاصطلاحي كما هو معلوم في مصطلحات الترمذي ويريد حسن معناه او غير ذلك والله اعلم. آآ لا سيما في امور الترغيب - 00:08:33ضَ

والترهيب فيروي العلماء مثل هذه الاحاديث ففيها عبرة وان كان في اسانيدها ضعف. آآ قال الكيس يعني المؤمن الفطن من دان نفسه. يعني من حاسب نفسه في الدنيا وعمل لما بعد الموت - 00:08:53ضَ

فهذا هو المؤمن الفطن العاقل. لانه يعلم ان هذه الدنيا فانية. وان الاخرة هي دار القرار. كم ستعيش الدنيا مهما عشت كم ستحصل من شهوات؟ والله لو عشت مئات السنين عمر نوح في النهاية الموت - 00:09:13ضَ

وكل ما ذهب في الدنيا آآ لن تحصل منه شيئا بعد الموت الا ما كان خالصا لله تعالى. الا العمل الصالح هذا الذي سينفعك. ولذلك الكيس العاقل الذي يحاسب نفسه في الدنيا - 00:09:33ضَ

هذا هو العاقل الذي يحاسب نفسه في الدنيا لا يعيش هكذا في الدنيا كما تجري الايام به. وانما هو الذي آآ يحرص على ان يستغل كل ثانية كل دقيقة من عمره في طاعة الله تعالى في ذكر الله يحاسب نفسه كما قال الحسن - 00:09:53ضَ

يقول الله تعالى ولا اقسم بالنفس اللوامة. يقول المؤمن دائما يحاسب نفسه يقول ما اردت بكلمتي. ما اردت بأكلتي. ما اردت في نفسي لماذا تكلمت؟ لماذا نظرت؟ لماذا فعلت كذا؟ لماذا عاملت فلان بكذا؟ لماذا سوفت اه هذا الخير - 00:10:13ضَ

لماذا ما حافظت على صلاتي؟ لماذا ما قمت هذه الليلة؟ لماذا ما صمت هذا اليوم؟ يحاسب نفسه والذي يحاسب نفسه هذا هذه المحاسبة تدفع المسلم الى العمل لما بعد الموت وهذا كله في الحقيقة من ثمار المراقبة يعني النووي رحمه الله تعالى ادخل هذا الحديث في باب - 00:10:33ضَ

لان هذا من ثمار المراقبة الذي يكون في قلبه مراقبة لله. يعلم ان الله تعالى يراه دائما فيستعد للقاء ما ينسى ربه وذلك كما مر معنا في سورة الحشر. الله تعالى قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد - 00:10:53ضَ

هذا العمل لما بعد الموت ومحاسبة النفس. واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. ثم حذرنا مما يخالف او خذ هذي الصفة قال ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم. الذي ينسى الله ولا يراقب الله لا يستعد للقائه. ولا يعمل لما بعد الموت - 00:11:13ضَ

فاذا المسلم كلما تذكر ربه عمل لاجله. استعد للقائه. فهذا هو حقا هذي علامة العقل لان آآ ليس من العقل ابدا ان تقدم الفاني على الباقي وانت تعلم ان الدنيا - 00:11:33ضَ

هي فانية والاخرة هي الباقية. فعلامة العقل ان تقدم ما يبقى على ما يفنى. الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله هذه علامة العجز - 00:11:53ضَ

في الحقيقة هذا العجز اه ليس العجز الذي يعذر به صاحبه يكون عاجزا عن الطاعات لكنه ينوي الخير انه يبذل ما يستطيع لا العاجز هذا العجز المذموم يعني بمعنى الكسل وحتى - 00:12:13ضَ

كن كالعاجز لان الكسلان لا يعمل مثل العاجز الذي لا يعمل. والعاجز من اتبع نفسه هواها اتبع نفسه هواها. يعني جعل نفسه تابعا لهواها. كل ما تهواه نفسه تشتهيه يجري خلف ذلك خلف الهوى والشهوات. فهكذا تارة اه مع اه - 00:12:33ضَ

الزنا وتارة مع المخدرات وتارة مع الشهوات وهكذا يتبع نفسه هواها. ويضيع الصلوات ولا يبالي بدينه ولا كتاب ربه ولا بسنة رسوله ولا بذكر الله تعالى ولا بشكر نعمه. يتبع نفسه هواها - 00:13:03ضَ

لهذا الله تعالى ذم حال هؤلاء الكفرة الذين يعيشون لاجل الدنيا والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام والنار مثوى لهم. افرأيت من اتخذ الهه هواه؟ جعل معبوده في الدنيا هواه. فيسير خلفه - 00:13:23ضَ

قال عاجز من اتبع نفسه هواها واتمنى على الله. عندما يتبع نفسه هواها يتمنى الاماني الفارغة يتمنى على الله الاماني الفارغة والباطلة كما قال الله تعالى ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل. فسوف يعلمون. وتمنى على الله لانه ماذا؟ يتمنى - 00:13:43ضَ

طول اه العمر فيأمل ان يعيش حياة طويلة. يأمل ان يحصل ما يشتهيه. يأمل ان ان يكون دائما في عافية وصحة. يأمل ان يصير غنيا. يأمل بهذه التجارة ان تكبر ويكون من الاثرياء. وهكذا - 00:14:13ضَ

يأمل الاماني كما قال الله تعالى عن الشيطان يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا لكن مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا. فهذه علامة الحرمان والعجز والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله - 00:14:33ضَ

الامانة ويستفاد من هذا ان حال المؤمن عكس هذه الحالة. لان من حاسب نفسه زجر نفسه عن الهوى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى. فالمؤمن آآ دائما يخالف هواه - 00:14:53ضَ

ما تشتهي نفسه وهكذا حتى يصير بعد ذلك هوى نفسه في طاعة الله. قد افلح من زكى وقد خاب من دسها. كلما جاهدت نفسك وخالفت هواك تجد في البداية صعوبة. اه تقول لا لا تنظر - 00:15:13ضَ

الى هذا المسلسل لا تنظر الى هذا الفيلم. تترك هذه الامور. لا تسمع هذه الاغاني وهذه الموسيقى. اه لا تنظر الى ما حرم الله من النساء آآ حافظ على صلاتك. بكر للصلاة. نفسك تدعوك الى ان تتكاسل وان تأخر الصلاة وان وان. لكن تخالفها - 00:15:33ضَ

تترك ما انت فيه من لهو من لعب من شغل وهكذا شيئا فشيئا حتى تستلذ بعبادة الله قد تشعر بشيء من المشقة في بداية الطريق وانت تطيع الله تعالى وتبتعد عن المعاصي لكن - 00:15:53ضَ

مع مرور الايام تنقلب هذه المشقة الى لذة. يصبح بعد ذلك اذا اضعت طاعة الله تعالى تشعر هم ضيق في نفسك. سبحان الله. فيصبح هواك في طاعة الله تصبح طمأنينة قلبك في ذكر الله. ربما تود ان تعتزل الناس وتجلس اه بينك وبين نفسك تذكر الله وتشكره - 00:16:13ضَ

تتلو كلامه. هذه في الحقيقة هي السعادة الحقيقية. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا تعالى ان يعفو عنا والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:43ضَ